Pages

مَنْ عَلَّمَ العَلَوِّيَّ الحَرْبَ



مَاكُنتُ أحْسَبُ أنِّي مُدْرِكٌ زَمَنَاً

يَبْكِي بِهِ كُلُّ جَبِّارٍ وَيَنْتَحِبُ

يَنْسَلُّ كَالأرْنَبِ المَصْرُوعِ فِي فَزَعٍ

وَكانَ يَزأرُ فِي عُنْفٍ وَيَنْتَصِبُ

مَنْ عَلَّمَ العَلَوِّيَّ الحَرْبَ سَادَتُهُ

أمْ أصْلُهُ وَهْوَ للأنْذالِ يَنْتَسِبُ

أمْ بَأسُهُ فِي رُبَى الجُولانِ يَوْمَ مَشَتْ

بَشائِرُ النَّصْرِ وَالجُولانُ يَنصَلِبُ

أمْ خُلْقُهُ عِنْدَمَا أجْرَى مَدَافِعَهُ

حَتَّى اسْتَبَدَّتْ بِتَلِّ الزَّعْتَرِ الصُّلُبُ

أمْ شُرْبُهُ مِنْ دَمِ الأحْرَارِ فِي حَلَبٍ

لَمَّا أُرِيقَتْ دِمَا أحْرَارِهَا حَلَبُ

أمْ صَمْتُهُ نَحْوَ إسْرَائيلَ إذْ قَصَفَتْ

مَدَائِنَ الشَّامِ لا حِسٌّ وَلا غَضَبُ

كَأنَّمَا الجحشُ لَمْ يَسْتَهْدِفُوا هَدَفَاً

لَهُ وَأنَّ بِلادَ الصِّينِ ما ضَرَبُوا

يَا أجْبَنَ الخَلْقِ وَالجُولانُ مُغْتَصَبٌ

أتَقْتُلُ الشَّعْبَ وَالجُولانُ مُغْتَصَبُ

لَمْ يَبْقَ وَقْتٌ لَدَيْكَ الآنَ قَدْ عَصَفَتْ

رِيحُ السُّنَامِي ألا َاهْرُبْ مِثلَ مَنْ هَرَبُوا

وَإحْجِزْ لِجَدَّةَ مُنْذُ الآنَ تَذكَرَةً

فَسَاعَةُ الصِّفْرِ يَا دُكْتورُ تَقْتَرِبُ

وَخَادِمُ الحَرَمَيْنِ الآنَ مُنْتَظِرٌ

وُصُولَ طَائِرَةِ الأنذالِ مُرْتَقِبُ

صَفِّي حِسَابَكَ فِي سْوِيسْرَا عَلى عَجَلٍ

فَقَدْ تُجَمَّدُ أمْوالٌ وَتُسْتَلَبُ

يَا أيُّهَا الشَّعْبُ هَذَا اليَوْمُ يَوْمكُمُ

وَبَشِّرِي الشُّهَدَا بِالثأرِ يَا حَلَبُ

اليَوْمَ تَنْتقِمُ الثُّوَّارُ مِنْ أسَدٍ

وَمِنْ أبِيهِ وَيَعْلُو الحَقُّ وَالغَضَبُ

تَحَرَّكَ المَارِدُ الجّبَّارُ مُنْتفِضَاً

وَيْلٌ لِكُلِّ زَعِيمٍ مِنْهُ إنْ يَثِبُ

وَاذكُرْ بِفَخْرٍ رِجَالَ الحَقِّ مِنْ يَمَنٍ

قَامُوا وَثارُوا عَلى الطَّرْطُورِ وَانْقَلبُوا

لا خَوْفَ لا فَقْرَ بَعْدَ اليَوْمِ يُقْلِقُكُمْ

سَيَنجَلِي الليْلُ بِالتَّأكِيدِ فَارْتَقِبُوا

يَا رَبِّ شُكْرَا فَقَدْ أحْيَيْتَنِي لِأرَى

يَوْمَاً أقُولُ بِهِ "قَدْ عَزَّتِ العَرَبُ"