Pages

احذر .. الغضب قد يسبب الوفاة

لأنه يؤثرعلى صحتك
احذر .. الغضب قد يسبب الوفاة





الغضب شيء طبيعي، وعادةً ما يكون شيئاً صحياً ولكن وفق معايير معينة لأنه عاطفة بشرية، وإذا وصل الإنسان إلى نقطة عدم التحكم يصبح مدمراً ويؤدى إلى مشاكل عديدة، فالغضب قد يؤدي إلى ارتفاع الأدرينالين التي يتسبب في حدوث نوبة ذبحة صدرية عند المصابين بهذا المرض، كما أن التعرض المتكرر للضغوط النفسية يزيد من تشكل النوع الضار من الكوليسترول، وهو أحد الأسباب الرئيسة لتصلب الشرايين.

وقد توصلت دراسة حديثة إلى أن الغضب وغيره من المشاعر الحادة قد يحدث اضطراباً قاتلاً في القلب لدى بعض الأشخاص المرهفين.
وأظهرت دراسات سابقة أن الزلازل والحروب وحتى خسارة مباراة في كأس العالم لكرة القدم يمكن أن تزيد معدلات الوفاة بالسكتة القلبية المفاجئة والتي يتوقف فيها القلب عن ضخ الدم.
أشارت الدكتورة راشيل لامبرت من جامعة ييل في نيو هيفن بولاية كونتيكت الأمريكية، إلى أنه عندما تضع مجموعة كاملة من السكان تحت عامل ضغط فإن حالات الموت المفاجئ ستزيد.
وقامت لامبرت بدراسة في البحث عن كيف يؤثر هذا فعلاً على النظام الكهربي للقلب، حيث قامت هي وزملاؤها بدراسة 62 مصاباً بأمراض القلب وأشخاصاً زرعت لهم أجهزة متابعة لكهرباء القلب تستطيع رصد اضطرابات القلب الخطرة وإعطاء صدمة كهربية لإعادة النمط الطبيعي لضربات القلب في حالة عدم انتظامها.
وشارك المرضى في هذه الدراسة في تدريب قاموا خلاله باسترجاع مشهد أغضبهم حديثاً بينما قام فريق لامبرت بإجراء اختبار لقياس عدم الاستقرار الكهربي في القلب، وقد أكدت لامبرت أن الفريق تعمد توجيه أسئلة لإثارة الغضب، حيث وجدت وفق القياسات المعملية أنه بالفعل الغضب يزيد عدم الاستقرار في كهرباء القلب لدى هؤلاء المرضى، وبعد ذلك تابع الفريق المرضى على مدى ثلاث سنوات لمعرفة أي منهم تعرض لاحقا لسكتة قلبية واحتاج إلى صدمة من أجهزة متابعة نظام كهرباء القلب.
وأكدت الدراسة أن الأشخاص الذين تعرضوا لأعلى مستوى من عدم الاستقرار في الكهرباء بسبب الغضب كانت احتمالات إصابتهم باضطرابات أثناء فترة المتابعة أكثر عشر مرات من الآخرين، وذلك لأن الغضب يمكن أن يكون قاتلاًُ على الأقل للأشخاص الذين لديهم بالفعل قابلية لهذا النوع من الاضطراب الكهربي في القلب.
الغضب يسبب اضطرابات الغدة الدرقية




أكدت جمعية الاخصائيين في الأمراض الباطنة في ألمانيا أن حالة العصبية وتقلب المزاج وانخفاض الوزن تؤدي إلى إلافراط في نشاط الغدة الدرقية.
وأوضحت الجمعية أنه من الأعراض الأخرى للإفراط في نشاط الغدة الدرقية اضطرابات النوم وتصبب العرق بصورة تفوق المعتاد وتزايد ضربات القلب.
وهناك أعراض أخرى لا تكون بنفس الوضوح ومن بينها الشعور برعشة والإسهال وإضطرابات العادة الشهرية عند النساء أو تساقط الشعر، والمسنون لا تظهر عليهم الاعراض عادة بنفس الحدة ولكنهم أكثر عرضة للشعور بالإجهاد والانسداد المعوي وجفاف الجلد.
ويقول أوتو ألبريشت مولر، عضو الجمعية، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية: إنه نظرا لأن الأعراض العقلية تكون واضحة على مريض الغدة الدرقية فإنه يعالج في كثير من الأحيان خطأ بأدوية الأمراض النفسية.
وأضاف مولر أن الناس يمكنهم بصفة عامة أن يتجنبوا اضطرابات الغدة الدرقية بالتأكد من أنهم تناولوا قدرا كافيا من اليود في طفولتهم وشبابهم والملح المضاف إليه اليود وأسماك المياه المالحة من المصادر الجيدة لليود.
ويؤثر بشكل سلبي على الرئتين
كما أكدت دراسة حديثة أن الغضب قد يؤثر بشكل سلبى على الرئتين.
وأشارت الدراسة إلى أنه يوجد علاقة بين الشعور بالعدائية وحالة الغضب، فالأشخاص الذين لديهم قدرا أكبر من العدائية يعانون من ضعف فى وظائف الرئتين، مقارنة بأصحاب الطباع الهادئة.
وأظهرت الدراسة التي أجراها باحثون فى كلية الطب بجامعة سانت لويس، إلى أن الناس الذين يكتموا غيظهم يعانون على الأغلب من الصداع المزمن.

دراسات متناقضة
الغضب يحافظ على حياة الإنسان




بعض الناس يعتقدون أن إبداء مشاعر الغضب إهدار للكرامة، وبالتالى يكبتون هذه المشاعر بداخلهم ولايظهرونها، مما يجعلهم عرضة للكثير من الأمراض، حيث أفادت خبيرة بريطانية بأنه يمكن التخلص من الإجهاد الناجم عن الطقس البارد والعودة إلى العمل بعد عطلة الأعياد بالإضافة إلى المخاوف الاقتصادية من خلال نوبة غضب فيها كثير من الصراخ.
وأشارت جودي جيمس عالمة النفس والخبيرة في لغة الجسد، إلى أن نوبات الصراخ يمكن أن تساعد في حالات الإجهاد إذ إنها تخفف من حدة الضغط النفسي، مؤكدة أن إخراج الضغط النفسي من خلال الصراخ هو طريقة مفيدة لطرد الطاقة السلبية الناجمة عن الإجهاد".
وأوضحت جيمس أنه عندما يشعر المرء أن الإجهاد يسيطر عليه فيجب أن يحاول الصراخ لفترة قصيرة أو يتوجه إلى مكان هادئ ويغمض عينيه ثم يأخذ نفساً عميقاً من أجل مساعدة نفسه على الهدوء.
كما أكدت دراسة أمريكية أن الغضب أكثر فائدة للصحة من الخوف، فقد تبين أن الأشخاص الذين يستجيبون للأوضاع المتوترة ويظهرون الغضب على وجوههم يكونون أقل عرضة لأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم، او ازدياد افراز هرمون التوتر، من الاشخاص الذين يظهر الخوف على وجوههم.
وأكدت جنيفر ليرنر الأستاذة المساعدة في جامعة كارنيجي ـ ميلون التي أشرفت على الدراسة التي نشرت في مجلة "بايولوجيكل سايكتري" أن الغضب ليس أمراً سيئاً وأنه يمكن أن يصبح عاملاً للتكيّف.

وجاءت نتائج هذه الدراسة من خلال تجارب أجريت على 92 شخصاً تم تسجيل حركة عضلات الوجه لديهم بعد تعريضهم لحالات من التوتر، ورصد القائمون على الدراسة تغيرات الوجه هذه باستجابات أجهزة الجسم للتوتر وتأثيراته على الجهاز العصبي.
كما أفادت دراسة بريطانية بأن الغضب شعور إنساني أصيل لا يمكن التخلص منه نهائياً نظراً لارتباطه بحفاظ الإنسان على حياته.
وأضافت دراسة أجرتها المؤسسة البريطانية للصحة العقلية، أن الغضب الزائد يمكن أن يتسبب في مشكلات كبيرة للغاضبين والغاضبات، مشيرة إلى أن مستويات الغضب في بريطانيا تتزايد بشكل يثير القلق وأن ثلثي من شاركوا في هذه الدراسة التي حملت اسم نقطة الغليان قالوا إنهم يشعرون بازدياد غضبهم يوماً بعد يوم.
ومن جانبه، أوضح اندرو ماكولك رئيس المؤسسة، أن الغضب يمكن أن يتسبب في مشكلات خطيرة إذا لم يتم التعامل معه بجدية، فإذا كان الغضب خارجاً عن حدود المنطق يؤدي ذلك إلى مشكلات جسدية وشعورية كأمراض في القلب وتفكك العلاقات وإلى ارتكاب الجرائم ومن الطبيعي أن يؤثر في السلوك الإنساني، مضيفاً أن الشباب على وجه التحديد هم الأكثر تأثراً بهذه الموجة الغاضبة.
وخلصت الدراسة إلي أن الغضب وهو مساحة من المشاعر الإنسانية الأساسية لم تخضع لما يكفي من الدراسة وهو ليس مرضاً عقلياً مستقلاً بذاته، إلا أن وسائل العلاج المعتادة في بعض الأمراض النفسية يمكن أن تفيد في علاج حالات الغضب الخارجة عن السيطرة.
ويجعلك تفكر بطريقة منطقية




وقد ذكرت دراسة حديثة أن القرارات التي يتخذها الإنسان تحت تأثير الغضب لا تكون نتائجها دائماً سيئة بل إن هذه الحالة قد تجعله يفكر بطريقة تحليلية وعقلانية سليمة.
وأشارت الباحثاتان ولسي مونز ودايان ماكي من جامعة كاليفورنيا، إلى أن الإنسان الذي يمر بحالة من الغضب قد يفكر بشكل تحليلي ومنطقي أكثر من غيره.
ومن خلال هذه الدراسة تم اقناع عدد من طلاب الكليات الأمريكية بتبني مواقف أو أفكار لا تتوافق مع ميولهم أو قناعاتهم لمعرفة رد فعلهم في ظروف مختلفة، تبين أنه بعد أن احتدم النقاش في بعض المواضيع المثيرة للجدل فإن المجموعة التي غضبت قدمت أفكاراً وحلولاً منطقية للكثير من القضايا التي كانت محور البحث على عكس المجموعة الأخرى التي ظلت هادئة أو شاركت بشكل جزئي في النقاش.