Pages

علاقة الأكتئاب با الغذاء

*هناك رأي يتنامى مع الأيام بأن الاكتئاب ما هو إلا مرض غير نفسي بالصورة المطلقة إذ إن الجانب النفسي غير واضح مقابل الجانب العضوي أو الكيميائي الملموس فيه,


*ومن المعروف انه تم ااكتشاف الموصلات(النواقل) العصبية وعلى رأسها مادة السيريتونن ودورها في النشاط والحيوية وسلامة التفكير والراحة النفسية ومدى ما يحدثه ضعف وجودها في الدماغ من ظهور أعراض نفسية سواء كانت خفيفة طارئة الظهور منقطعة أو سريعة الزوال مثل حالات الضيق والخوف وأنواع الوساوس المختلفة كالوسواس القهري أو كانت مستمرة لفترات طويلة تمتد لأسابيع وأشهر كالاكتئاب, أو غيره مما يدرجه الأطباء النفسانيون ضمن الأعراض أو الأمراض النفسيةوالموصلات العصبية المختلفة يتأثر وجودها في الجسم والدماغ نشاطا وعدماً بنوع الغذاء ولا ريب أن هنالك أموراً أخرى قد تسبب ضعفها,..... وللنفسانيين كلام عنها


وحيث إن الكلام هنا ليس من طبيب نفساني لذا فسوف يطرح الموضوع من جانبه الغذائي .....


الغذاء والدماغ


الغذاء الذي نأكله يتكون من عناصر مختلفة يهمنا منها هنا البروتينات والفيتامينات, والبروتينات تتركب من وحدات صغيرة تسمى أحماضا أمينية عددها 21 حامضا أمينيا تتكرر في تركيب البروتينات والذي يهمنا منها هنا اثنان هما حامض التربتوفان وحامض التيروسين لأن هذين الحامضين الموجودين في البروتينات الغذائية هما اللذان تتكون منهما الموصلات العصبية داخل الجسم وتعمل في الدماغ , والموصلات العصبية عبارة عن مركبات كيميائية أهمها السيريتونن والدوبامين والنوربنفرين, والاختلاف في نسبة وجود هذه الموصلات أو النواقل هو أحد الأمور أو المسببات التي تؤدي إلى وجود ما يسميه الأطباء النفسانيون بالأمراض أو الحالات النفسية بما في ذلك الاكتئاب,
ويظهر دور السيريتونن بصورة واضحة هنا, ويلجأ الأطباء النفسانيون إلى استخدام أدوية غالبا ما تساعد على تحرير السيريتونن وزيادة تكونه في الجسم ويلجأ الطب البديل في المقابل إلى استخدام أعشاب أو أغذية مرتفعة المحتوى بالتريتوفان (الحامض الأميني الذي يتكون منه السيريتونن) مثل اللوز واللحوم والألبان والموز والأناناس وغيرها من الأعشاب التي قد يوجد بها التربتوفان على صورة طلائع السيريتونن,


ولكن ما يمكن تسجيله هنا أن تناول التربتوفان على هيئة مدعمات غذائية أو من الأعشاب وإن كان له تأثير مضاد للاكتئاب إلا أن الدراسات تؤكد أن هذا التأثير ليس بقوة مضادات الاكتئاب الدوائية...



التربتوفان أكثر من هذا.....!!


التربتوفان هذا الحامض الأميني الأساسي الذي لا يمكن للجسم أن يصنعه ولا بد من تناوله من الغذاء, يوجد معزولا على صورة كبسولات أيضا لما له من أدوار مهمة للجسم ولما له من وصفات غير الاكتئاب فهناك من الدراسات ما يؤكد دوره في علاج الأرق والآلام المزمنة ودائما ما يقترح أخذه مع فيتامين (ب 6) تجنبا لبعض الأعراض الجانبية, ولما لفيتامين (ب 6) من أدوار مهمة في عمليات التمثيل الغذائي وتكون السريتونن للشخص السليم أو من يعاني من الأعراض النفسية الطارئة أو الاكتئاب

-إنه وإن كان من المقرر عند الأطباء النفسانيين أن الاكتئاب قد يعالج بمضاداته الدوائية المحفزة والمحررة لتكوين السيريتونن في الجسم وأن للاكتئاب أسبابا ومعالجات نفسية أخرى أكثر من مجرد سيرتونن إلا أن هنالك آراء تطرح هنا وهناك بعضها مدعم بدراسات وبعضها مجرد خلط من أخلاط موجات دجل بعض أنواع الطب البديل


السبب والعلاج.....


إن الاقتراح الغذائي الذي يقدمه المتحمسون لربط الغذاء بالاكتئاب هو أنه ربما كان الغذاء من أسباب الاكتئاب وذلك بنقص بعض العناصر الغذائية في غذاء المريض أو ربما كان الغذاء علاجا لحالات عديدة من الاكتئاب طالما أن الموصلات العصبية أو غيرها غذائية المصدر , هذه بعض وقفات المتحمسين لبعض العناصر الغذائية سواء أ كانت سببا أو علاجا


أنوسيتول.....


الأنوسيتول هو مركب غذائي يوجد في عدد كبير من الأغذية أهمها الفواكه الحمضية مثل الليمون والبرتقال والشمام (الكانتالوب) والفاصوليا المطبوخة والخضراء والبقوليات والحبوب الكاملة حيث يوجد في الحبوب الكاملة على هيئة مركب آخر يسمى حامض الفيتايك ويعتبر الأنوسيتول المادة البنائية الأساسية المكونة للجدر الدهنية في خلايا أجسامنا ولهذا المركب بجانب دوره البنائي في الخلايا أدوار علاجية مثل منع تساقط الشعر كما أنه مضاد لتصلب الشرايين ومنع التحطم الذي يحدث في الأوعية والأعصاب بسبب مرض السكري .
أما علاقته بالاكتئاب فقد لوحظ أن مستوى الأنوسيتول في دم المكتئب منخفض عن الطبيعي وعند أخذ جرعات من الأنوسيتول( 12 ملليجراما / اليوم ) لمدة 4 أسابيع وجد تحسن للحالات بصور معنوية

فيتامين ب 6


دور هذا الفيتامين واضح جدا سواء في احتمال أن يكون من مسببات أو علاج الاكتئاب حيث إن له دور مباشر في تحويل الأحماض الأمينية إلى موصلات عصبية ويعتبر هذا الفيتامين وبقية مجموعة فيتامين ب من أهم الفيتامينات لعمل المخ والتمثيل الغذائي في الجسم عموما, إذ إن دوره يدخل في عمليات تكون خلايا الدم الحمراء ونشاط الجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي عموما وجهاز المناعة وكذا في امتصاص الدهون والبروتينات وتكون الأحماض النووية وقد وجد أن مستوى فيتامين ب 6 عند المكتئب منخفض ولذا ربما يكون لنقص هذا الفيتامين في غذاء الإنسان دور لحالته النفسية ابتدا وطالما أن له دوراً في تحويل التربتوفان إلى سيريتونن فينصح بأخذه مع التربتوفان أو البروتينات الغذائية (كاللحم والجبن والبيض) للمساعدة في تكون السيريتونن لعلاج الاكتئاب


حامض الفوليك


هو أحد مجموعة فيتامينات ب ويسمى أحيانا فيتامين ب 9 ولهذا الفيتامين أدوار عديدة في تكون خلايا الدم الحمراء والأنيميا وهو من أكثر الفيتامينات عرضة لحالات العوز عند الإنسان كما أن لهذا الفيتامينات فرضيات عديدة حول علاقته بتكون الهوموستين (من المركبات التي لها علاقة بأمراض القلب


وتدفق الدم للدماغ , وأشهر الدراسات التي ربطت بين نقض الفوليت والهيموستين دراسة قام بها مركز أبحاث التغذية للمسنين في جامعة تفتز , كما لوحظ في دراسات أخرى أن من مظاهر نقص هذا الفيتامين الاكتئاب إلا أن دور هذا الفيتامين لحالات مثل الأرق والقلق تظهر في نتائج الدراسات بصورة أكثر وضوحا من علاقته بالاكتئاب. حامض الفوليك يوجد في البروكلي والزهرة والبرتقال والكبد والبيض والموز



دهون اوميغا-3


أصبح لدهون أميجا -3 شهرة اليوم تجعلها في أغلب الأحيان غنية عن التعريف فهي صديقة القلب العليل ويوجد حاليا من يربط بين ظهور الاكتئاب ونقص التغذية بهذه الدهون ومثل هذا الرأي يعتمد فيه أصحابه بما للأحماض الدهنية من دور في تركيب خلايا جدر الجهاز العصبي في أجسامنا, وتزداد حاجة جدر هذه الخلايا للأحماض الدهنية الأساسية والتي على رأسها أو ميجا 3. أما مصدر هذا الدهن الأول فهو زيت السمك


الكولسترول...


هنا ينظر للكولسترول من جانبه الآخر وليس الشائع عنه فقد وجد أن مستوى كلوسترول الدم منخفضا عن المستوى الطبيعي عند النساء المكتئبات


بمعنى أن رفع مستواه في الدم مضاد للاكتئاب , والحديث هنا هو عن المستوى المنخفض جدا من الكولسترول (وليس منخفضا بسبب الغذاء السلوك المعيشي ولكن الأمور الو راثية أ و ما شابهها), كما تشير إلى ذلك دراسةمجلة Medicine Psychosomtiو هناك دراسة أخرى خرجت بنفس الربط بين انخفاض مستوى الكولسترول والاكتئاب عند الرجال أيضا حيث تمت الدراسة بأخذ عينات من الدم وتقدير الكولسترول بها عند حوالي ثلاثين ألف رجل، ويعتقد هنا أن للكولسترول دوراً آخر في تكوين السيريتونن حيث وجد أيضا أن مستوى هذا المركب كان منخفضا عند الرجال الذين كان مستوى الكولسترول عندهم منخفضة .