Pages

يكفي عبث

يكفي عبث

تطلعنا الآخبار يوميا تقريبا عن إنجازات الكفار المشركين في أمريكا وغيرها هذه الأيام هي إختراع شرائح كمبيوترية تحاكي العقل البشري وقادرة على القيام بردات فعل معينة من دون تلقي أمر مباشر من مشغلها. ووقبل سنة توفي أحد الكفار وذهب الى جهنم وبئس المصير على الرغم من أنه وضع مداميك واحدة من أكبر وأضخم شركات الكمبيوتر وتطبيقاته في العالم, هذا الكافر هو مؤسس شركة آبل ستيفن بول جوبز. ستيفن بول جوبز ولد عام 1955 لأبوين غير متزوجين في كاليفورنيا في زمن كان المجتمع الأمريكي ما زال ينظر الى أمثاله على أنهم أولاد زنا(أولاد حرام) وينبذهم مجتمعيا.

ولكن لو كان ستيف جوبز ولد في مصر مثلا أو في المغرب او دبي التي تحولت الى بيت دعارة مفتوح للسياح الخليجيين وذالك لإفراغ شهواتهم الحيوانية مما نتج عنه مئات الأمهات العازبات ومئات من أمثال ستيفن جوبز من أولاد الحرام الذين مصيرهم الشارع والتسول والعمل في الدعارة وإلا الموت جوعا وذالك لإفتقار الدولة للآليات والتشريعات الملائمة للتعامل معهم لعل أحدهم يبرز عبقريا مثل ستيفن جوبز ولكن عبث.

أما بالنسبة الى آخر إنجازات المتآسلمين وقياداتهم وأحزابهم من إخوان وسلفية وجهادية وتكفيرية وما شابههم وشركائهم الذين يتكاثروا مثل الفطر يوميا ولله الحمد والمنة بفضل مال النفط الخليجي فقد سمعت أنهم يخططون لتحرير فلسطين ويعدون العدة من جحاش آل مكتوم النفاثة وحميركويتية نووية وبعران سلطعون الصحراء التي لا يباريها أي نوع من البعران في الهروب من صاحبها ميدان المعركة ولو إستلزم الموضوع الطيران بأجنحة,وتتولاء قناة الخنزيرة التغطية والتضليل كعادتها..

خرج علينا شيخ سلفي مصري تربى وترعرع في بيئة الوهابية مؤخرا بإكتشاف علمي تاريخي مذهل يستحق عليه جائزة نوبل وهو أن نساء بني إسرائيل كانوا يلبسون الكعب العالي وأن ذالك محرم على نساء المسلمين في الشارع العام حتى لا يلفتن الأنظار فيلحقهم إثم كبير. ليس مديحا في إسرائيل واليهود ولكن هؤلاء الكفار وبعلم الجميع لا يتخذ حتى ربع قرار في البيت الأبيض دون مشاورة رئيس وزرائهم وهم رغم كفرهم إستطاعوا إختراع كل ذالك السلاح المتطور ويتحكمون في رقابنا رغم أننا أكثر من مليار مسلم لو بصق كل مسلم عليهم بصقة لغرقوا, ولذالك لا يجوز التشبه بنساء هؤلاء الكفار فيلحق نساء المسلمين إثم كبير ولا يبارك الله في خلفتهم لأنهم نساء سوء.

وطبعا وعلى عادة كبار الدعاة المسلمين وقدوة الشباب المسلم في الجري وراء الأمور الثانوية من سخافات الأمور وذالك لإلهاء الشباب المسلم عن قضاياه المصيرية فقد قام الداعية المصري الشيخ حازم شومان بغزوة مباركة لحفل محمود عباس الغنائي ونجح في غزوته وتم إلغاء الحفل. لو نريد فقط جمع وإحصاء الأمور الثانوية والتفاهات التي تصدر عن شيوخ وعلماء المسلمين من كل الطوائف والملل والنحل وما أكثرها ,فمن إثارة فتوى رضاع الكبير وعدم جواز قتال اليهود لأنهم أهل كتاب ومفتي الميكي ماوس ومفتي أكل لحوم العفاريت الى فتاوي تحليل دم المسلمين خدمة لأهداق لا أظنها تريد خيرا لا بالإسلام ولا بالمسلمين. فتاوي هؤلاء الشيوخ جلبت الكفار بعتادهم وعتيدهم الى قلب بلادنا كمرتزقة يستعين بهم المسلمون ضد بعضهم البعض في مشهد ذكرني بملوك الطوائف في الإندلس وكيف قادت فتاوي شيوخ السلطان في ذالك الزمان الى وضع يشبه تماما الوضع في الإندلس في تلك الفترة.

المصيبة أن هؤلاء المتأسلمين من أخوان وسلفية وسلفية تكفيرية وجهادية وشركائهم من القاعدة والأحزاب المتأسلمة وميليشياتها المسلحة قد وصلوا الى الفوز بالإنتخابات في تونس ومصر والمغرب والحكم في ليبيا ليس عن طريق تقديم برامج إجتماعية وإقتصادية وتنموية للشعوب العربية المسحوقة الممحوقة المطحونة إقتصاديا بل عن طريق إستخدام المساجد للدعاية بأن تذكرة دخول الجنة لا تمنح إلا لمن ينتخب مرشحا إسلاميا أو متأسلما لا يهم التسمية وعن طريق الإستعانة بالأجانب الكفار وجيوشهم.

هؤلاء لا يمتلكون أي خطط إقتصادية ولا تنموية ولا إجتماعية يصلحون بها حال البلدان التي قفزوا على كراسي الحكم فيها وبدلا من ذالك لديهم خطط لفرض الحجاب على النساء وتدمير البيئة التعليمية تحت حجة منع الإختلاط وحبس المرأة في المنزل لأنها عورة وطرد جميع النساء من وظائفهم لإفساح الفرصة للفحول من الرجال لإيجاد فرص عمل مناسبة ويتحسن وضعهم الإقتصادي فينكحوا مثنى وثلاث ورباع وما ملكت أيمانهم فيرضى عنهم الله عزوجل لأنهم حلوا مشكلة العزوبية في مجتمعاتهم وجنبوها نتائج كارثية سوف تنتج عن بحث تلك النساء(العورات) عن المتعة الحرام لعدم توفر أزواج. لطمت خدي على حال تلك الأمة التي خطفها هؤلاء المتأسلمون وشغلوا خيرة شبابها بأمور ثانوية وتركوا جوهر الإسلام ولبه الذي يوم آمن به الأعراب يوم حطموا وهم حفاة الأقدام عروش فارس وإمبراطورية الرومان.

جوهر الإسلام أن العمل عبادة وأن العلم عبادة وأن الرسول عليه الصلاة والسلام قدوة ولكنهم للأسف نظروا الى تلك القدوة من الخارج ولم يصلوا الى جوهرها فهم يزعمون إتباع سنة النبي عليه الصلاة والسلام في القيلولة بعد صلاة الظهر وأنها سنة ومن لا يعمل بها يلحقه إثم كبير. ولكن عندما كان عمر بن عبد العزيز يريد أخد قيلولة والنوم لفترة قليلة فقد ذكره إبنه بقضاء حقوق الناس وعندما أجابه بأنه متى ما إستيقظ قضا أمور الناس وحوائجهم فأجابه إبنه ومن يضمن لك أن تعيش الى وقت العصر.

رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم عندما كان يأخذ غفوته فلم يترك من أمور الناس ولا حقوقهم شيئا فهل قضى من يأخذون من الموضوع قشوره حوائج الناس وأمورهم قبل أن يدعون أنهم بفعلهم يتبعون سنة المصطفي عليه أفضل الصلاة والتسليم؟ إذا فرضا قبلت كمسلم بحكم الخلافة الإسلامية وسمعت وأطعت فلمن سوف أسمع وأطيع؟ لأمير المؤمنين ملك المغرب الذي يقبلون يده ولا مانع من قدمه لو لزم الأمر أم للملا عمر وميليشياته التي كان دخلها من زراعة المخدرات وقامت بمنع لمرأة من التعليم حتى في مدارس البنات لأنها تعامل كعورة.

أم لشيخ من شيوخ الفضائيات الذين يظهرون عليها ويتكلمون في أمور ثانوية مثل قتل الميكي ماوس وتحريم لبس الكعب العالي ورضاع الكبير وهل يجوز أكل السحلية أم لا يجوز؟ هل بعد عصر الخلفاء الراشدين كان هناك دولة إسلامية أو حاكم طبق الشورى والتداول السلمي للسلطة؟ بعد إغتيال الخليفة الرابع علي إبن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه قام حكم الأمويين بقيادة الصحابي الجليل معاوية إبن أبي سفيان رضي الله عنه وأرضاه وهو أحد كتبة الوحي. بعد أن توفي معاوية رضي الله عنه قام بتوريث إبنه يزيد الحكم والخلافة بدون شورى من المسلمين ومن كان يرفض البيعة فقد كان يضرب عنقه أو يرمى في السجون, بيعة يزيد بن معاوية لم تكن بشورى المسلمين.

يزيد إبن معاوية بدأ عهده الزاهربفاجعة كربلاء وأنهى عهده الزاهر بموقعة الحرة وعندما يذكره علماء السلطان في هذه الأيام يقولون خليفة المسلمين ولا يرضون أن يذكروا حقائق التاريخ. ولأن الذي يعيش بالسيف يموت بالسيف فقد كان مصير بني أمية أن إنتهى حكم آخر خلفائهم مروان بن محمد مقتولا بسيوف العباسيين وقتل معه كثير من بني أمية الذي كانوا يهدفون الى محو ذكر الأسرة الأموية بقتل ذكورها. وطبعا بدأ بني العباس عهدهم الزاهر بقتل من تصل إليه أيديهم من بني أمية ثم قتلوا أهم من ساعدهم في تثبيت ذالك الحكم وهو أبو مسلم الخرساني, قتل في عهد أبي جعفر المنصور لأنه طمع بكرسي الخلافة نفسه.

وتتابعت متوالية القتل والدم في عهد بني أمية وبني العباس وكل ذالك من أجل الكرسي والسلطان نجد هذا السيناريو مثلا في الأسرة الأموية عند وفاة يزيد بن عبد الملك الذي أوصى بالخلافة لأخيه هشام بن عبد الملك وولاية العهد لإبنه الوليد بن يزيد, وقد حاول هشام عند توليه الخلافة خلع الوليد بن يزيد لمجونه وشربه الخمر ولكن المنية وافته قبل أن يحقق غايته, أمير مؤمنين يحكمهم كل سنينه مخمورا ولكن لم يكن الفيسبوك قد وجد بعد لتنشء مجموعة تطالب بخلعه.

حتى الدولة الأموية التي أسسوها في الأندلس إنتهت الى عهد ملوك الطوائف والتصارع على الملك والسلطان حتى إنتهى الأندلس في عهدة الكنيسة التي أقامت محاكم التفتيش التي لم ترحم أحدا. هذا السيناريو يتكرر في عهد الدولة العباسية التي خلفت الدولة الأموية حيث يقال أن أبو جعفر المنصور ثاني خلفاء العباسيين قد خالف أمر أخيه أبو العباس السفاح بتولية أحد إخوانه الخلافة من بعده وولى إبنه محمد المهدي وأيضا في حرب الأخوين أبناء هارون الرشيد الأمين والمأمون وصراع أبي جعفر المنصور مع عمه في الشام. ثم توالى بعدها الخلفاء والدويلات التي إنقسمت على بعضها وحاربت بعضها وضعفت الخلاقة العباسية حتى جائت دولة الخلافة العثمانية في آخر الأمر لتحكم البلاد والعباد وهنا تكون البداية.

دولة الخلافة العثمانية التي حكمتنا 400 سنة بإسم الإسلام والمسلمين وركبت على أكتافنا ونهبت خيرات بلادنا وساقت خيرة شباب العرب الى حروبها الكثيرة حيث لم يعد منهم إلا أقل القلة. إنتهى الموضوع بأن تآمر علينا طغمة من الطورانيين العنصريين وبالتحالف مع بعض يهود تركيا من الدونمة وسلموا رقابنا ليس الى مستعمر واحد بل مستعمرين كثيرين وأصدروا فتوى من شيخ مرتشي فاسد فاسق بأن السلطان عبد الحميد قد خالف إجماع المسلمين وخرج عن شريعة الله ورسوله وأفسد في الأرض, طبعا كل ذالك بإسم الإسلام والمسلمين.

ثرنا على العثمانيين بالتعاون مع دول الكفر في بريطانيا وفرنسا على أساس أنهم وعدونا بالذهب والإستقلال فأخذنا الذهب وصرفناه على غواني الغجر وليالي السمر وأضعنا الأوطان وأبدلنا محتلا تركيا واحدا بعشرات المحتلين من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وخلافه. مشكلتنا نحن العرب في إزدواجية المعاييروالنظر الى الأمور على أساس طائفي بحت, فمثلا لا مشكلة أن يحكم آل سعود شعب الجزيرة العربية على فترات تاريخية ممتدة أكثر من 300 سنة بدون إنتخابات ولا شورى ولا ديمقراطية, وأن يبقى رئيس وزراء البحرين في منصبه منذ إستقلال البحرين ويكدس المليارات في حسابات خارجية, ولا مشكلة في حكم أمير قطر وإنقلابه على أبيه وأن أسرة آل ثاني تحكم بدون إنتخابات ولا ديمقراطية ولا شورى و طبعا لا مشكلة لأن هؤلاء من أهل السنة والجماعة ولكن يتم تجاهل ثورة البحرين على أساس طائفي بحت رغم عدم صحته ويتم مهاجمة الخكم في سوريا على أساس طائفي أيضا.

أوردوغان الذي يحاول هو وطغمته إعادة أمجاد الخلافة العثمانية وحكم جدهم الأكبر أرطغول ويتدخل في الشؤون الداخلية السورية ويبكي ضيعة الحرية ومقتل المسلحين السلميين في غزواتهم البدوية العابرة للحدود من تركيا الى سوريا. هذا الكذاب الأشر المنافق المركب هو نفسه ودولته ملوثة أيديهم بدماء الآخرين ومذابح التطهير العرقي من قديم الأزل. فمن مذابح الأرمن بالملايين ومذابح الآشوريين وتصفيتهم على أساس عرقي الى مذابح الأكراد الذي كان يقصف قراهم بالطائرات صباحا فيحرق الحرث والزرع ويقتل الأطفال ليطل على المغفلين العرب مساء ليبكي فشل جرذان الناتو الليبيين إقتحام الحدود السورية بعد تصدي الجيش العربي السوري لهم. ثم نأتي لتجارب الحكم الإسلامي في أفغانستان مثلا حيث طرد المجاهدون العرب بالتعاون مع المجاهدين الأفغان جيوش الشيوعيين الكفار بعد أن تحالفوا مع دول الغرب الكافرة وإشتروا منها السلاح لأننا للأسف أمة عقلها خامل مشغول بتغطية عورات النساء ولا وقت لدينا للإبتكار والتصنيع.

إنتهى رفقاء السلاح المسلمون بالتقاتل بين بعضهم البعض وقد إشترك في ذالك القتال العرب بعد فتاوي أسامة بن لادن(خريج كلية تجارية وليس شريعة وليس عنده ترخيص بالفتوى) ومازالوا الى الآن. وعندما حكمت طالبان بعد سيطرتها على معظم الأراضي الأفغانية فإستبشر المسلمون خيرا بدولة الإسلام ويا ريتهم ما إستبشروا فقد بدأت طالبان عهد حكمها الزاهر بمنع المرأة من العمل والتعليم وصرنا نشاهد مناظر لإعدام نساء في الشارع العام أو جلدهم لأسباب تافهة وبدون دليل شرعي واحد وإنشغلت طالبان بجلد من لا يطيل لحيته و بهدم أصنام بوذا كما سمتها وذالك حتى يرضى عنهم الله وتركت الأمور الحياتية والمعاشية للمواطن الأفغاني الذس طحنته حروب أهلية لا ترحم.

ومثلهم في الشيشان الذين ما أن طردوا جيوش الشيوعيين الكفار إثر حرب الشيشان الأولى حتى تقاتلوا فيما بينهم ولا أشرس من قتالهم للروس وإنتهى الأمر بأن قاموا بالوشاية بأحد زعماء التمرد سلمان راضوييف الذي توفي منذ زمن ليس بالقليل في أحد السجون الروسية, وطبعا لم تهدأ الأوضاع حتى دخل الجيش الروسي الشيشان مرة أخرى وأعاد إليها الأمن والإستقرار. وطبعا من أكبر الإنجازات التي يفتخر بها المجاهدون الشيشان ومن والاهم من قاعدة وسلفيين وجهاديين ومن ناصرهم وآزر أفكارهم المنحرفة هو إرتكاب مجزرة مدرسة بيسلان سنة 1994 ومقتل مئات الأطفال.

سوف يقول قائل أن الجيش الروسي فعل في الشيشان كذا وكذا وقتل الأطفال وإنتهك الأعراض ولكن هل هناك نص شرعي واحد يبيح إرتكاب مثل تلك المجزرة كردة فعل؟ ما قلته ليس تعديا على كتاب الله وسنة رسوله ولا إستخفافا فلا تفهموني خطأ ولكني أريد تحكيم كتب الله كما أنزله الله وفسره صحابته وسلفه وليس كما فسره القرضاوي ويوسف الأحمد وأريد تطبيق سنة رسوله المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم وليس سنة العرعور والزغبي. قرفت من تاريخنا المليء بالقتل وسفك الدم والصراعات على السلطة والكرسي بإسم الإسلام والمسلمين والمذابح الطائفية وتحالف المسلمين مع كل ملة نجسة وسخة ضد بعضهم البعض من أجل مطامع في كرسي أو حكم. وبسبب كل ما ذكرت سابقا من تحكم شيوخ الفضائيات والسلطان بالدين الإسلامي وسيطرتهم بفضل مال النفط على الإسلام وخطفه وعرضه على شاشات الفضائيات فإني أقول بكل صراحة ووضع أني أرفض حكم القرآن والسنة إذا كان الدين يتاجر به ويفسره أشخاص من أمثال القرضاوي يبيح دماء المسلمين على هواه وشيخ ترك أمور المسلمين وقضاياهم المصيرية ليفتي بحرمة لبس الكعب العالي للنساء وشيخ آخر يكذب علنا على شاشات الفضائيات وآخر يفتي بالإبادة العرقية على أساس ديني.

م..............................................................