Pages

التطرف ابو الفساد


التطرف ابو الفساد

لماذا كتب علينا أن نبقى أمة ضحكت من جهلها الأمم ولماذا نصر على المضي قدما في العيش في زمن وصفه النبي العربي محمد بن عبد الله-ص- بزمن- الرويبضة- قبل أكثر من أربعة عشر قرنا؟, ولماذا نصر على العيش كالنعامة ولا نحترم المثل القائل-عين الشمس لا تغطى بغربال-!, والى متى سنبقى أمة سطحية تهتم بالقشرة وتنسى اللب... أمة تناضل بشراسة ضد الحق وتحترم الباطل...أمة أصبحت في نظرها الخيانة-مجرد وجهة نظر- والعملاء مجرد-ناشيطين في حقوق الانسان-والمتعصبين مجرد مجتهدين_.
تقول معظم المصادر العلمية وعلماء التغذية ان أي تطرف في الأكل أي الأكل الزائد عن حاجة الجسم,يتسبب بأمراض كثيرة وخطيرة, وبعيدا عن العوامل الوراثية التي تسبب هذه الظاهرة لدى بعض الناس, فهي أي البدانة تخفي تحت طياتها الكثير من العوامل النفسية الأخرى غير المرئية والمدفونة في العقل الباطني أو الذاكرة الطفولية والبيئية, ويعرف الاخصائيون في علم النفس والتغذية دوافع تلك الظاهرة با التطرف الغذائي!

هدفنا من هذ المثل هو أن نقترب من صلب الموضوع المتعلق بظاهرة التطرف الديني والسياسي والفكري والقومي والعرقي والآخلاقي وغيره... والذي يصل الى حدود التزمت وإلغاء الآخر أو تهميشه وعدم قبوله, والتمترس والتمحور حول فكرة ما الى درجة حجب الرؤية عن أي شيء غيرها,حيث أنتجت هذه الظاهرة المتعصبة والمتطرفة أنماطا من التنظيمات الفاشية سواء على شكل أحزاب أو تجمعات بشرية أو أشخاص بمختلف مواقع تأثيرهم الحياتية, من خلال أشخاص متفردين أو أحزاب ومجموعات متطرفة.

واذا كان التهور في الأكل يعبر عن جوع قديم كما يقال , أو خلل في الجسم البشري, أو سلوكا له علاقة بالخوف أو الطفولة, فان كثير من المتطرفين والمتعصبين دينيا أو قوميا إنما يعانون من مشكلة في الأصول الأولى أو البدايات وعدم قدرتهم او ربما رغبتهم في الفهم, أو لديهم مركبات نقص يحاولون تغطيتها من خلال ذلك التطرف أو التعصب الشاذ, ونسمع ونشاهد عن كثير من متطرفين متأسلمين يخفون تحت عباءاتهم سلوكا مناقضا بالتمام والكمال عما يظهروه أمام الناس, وكذا الحال بالنسبة للمتطرفين في القومية حيث يعاني أكثرهم من الانتماء إلى عروق غير تلك العروق التي يظاهرون بالانتماء لها, أو ربما يغطي البعض منهم عيوبا سلوكية أو اجتماعية لا يعرفه عنها إلا القليل جدا!

وان كان الجسم السليم والمعافى لا يقبل أي خلل أو تطرف ,فأن منطق الحياة السليمة والفكر الإنساني السوي و الخلاق, لا يقبل إطلاقا أي نوع من التطرف مهما كانت هويته أو سمته, وتحت أي مسمى أو عنوان,
وستضل الإمة تراوح مكانها مادام هذا السوس ينخر فيها,اننا فعلا أمة سطحية كل ما يهمها هو الشكل والمظهر الخارجي ونسيت المظمون والجوهر, انظروا ما يجري في مجتمعاتنا من مظاهر العنف,والتفكك الإسري......الخ وتقليد أعمى وغبي للغرب في كل مساوئه وتسيب وجهل لا حدود له, فوالله لو سألت طالبا عن خالد ابن الوليد لقال لك بأنه مغني او ممثل.