أعراب الصحراء والأطماع التاريخية في دول الجوار
يتباهى الخطاب البدوي التقليدي الكلاسيكي في أدبياته المقروءة والمسموعة بأنه نقل الحضارة والازدهار والعدالة لدول العالم الأخرى, ولا نعرف كيف يمكن قبول وابتلاع تلك الآكاذيب حيث لم يعرف ذلك في في تلك المنطقة القافرة, حيث لم تنشأ فيه أية حضارة في تلك البقاع التي خرج منها بدو الصحراء على مر التاريخ, ولم تعرف أي نمط من أنماط الحكم المدني والديمقراطي كما كان في آرض اليمن ومصر والعراق والشام.وكانوا يعيشيون شبه حياة حيوانية(بمعيارخدمات الحيوانات آلآ).
كانوا يضا يقون الحيايا والضب والعقارب في معيشتها نعم هذه حقيقتهم وتلك كانت حياتهم, وما وصف رب العباد لهم بانهم قساة و ومنفاقين الا دليل عل ذلك.
ويدندنوا في كل الإتجهات بآنهم حماة آلإسلا ومن نشرة وينسوا او يتناسوا دور اليمانيون بشهدة المصطفى(نحن اليمانيون بنا أشرق الوجود وبنا يطوي الله الدنيا),وهنا لابد من قول ما يحاول هؤلاء البو إخفئه وهو انهم كانوا اشهر منافقي المدينة بوصف القرآن الكريم ثم ما ان فارق الحبيب محمد(ص) الحياة حتى ارتدوا عن األإسلام وقتلوا من الصحابة قرابة الآلف كلهم حفظة للقرآن الكريم,
ثم بعد فترة زمنية ارتدوا عن الإسلام حتى ظهور محمد ابن عبد الوهاب هذا هو التاريخ الحقيقي لهم كفر, نفاق, شرك, خبث ,حسد, تقلب في المواقف وهذا مانراه الآن في سلوكياتهم الغير سوية.
وتراهم اليوم ينظرون وينصحون ويطرحون انفسهم اوصيا بإسم الله واسم السماء على هذه البلدان والحضارات التي كانت قائمة في تلك الحقبة من التاريخ كاليمن وسوريا ومصر. ولا يتبادر إلى الذهن في تلك اللحظات المؤثرة والمعبرة سوى صورة الصحابي والقائد العسكري عمرو بن العاص، 573م/51 قبل الهجرة-664م\43 هـ، الذي دخل مصر فاتحاً، قبل 1400 عام وتحديداً في العام 21 هـ، وبكل ما لمصر من ثقل حضاري وبشري.
إنها رمزية لا يمكن لمتابع أن يتجاوزها على الإطلاق. وليس من المستغرب، في ذات السياق، أن يكون أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني, أول من استقبل من قبل لمجلس العسكري المصري بزعامة المشير الطنطاوي, أمير قطر الذي وقفت إمارته بكل ثقلها الإعلامي والمالي وراء "إنجاح" ما يسمى بالثورة المصرية, إذ كانت بحق تمثل انتصاراً لطغيان أعراب الجزيرة العربية، ونفوذهم في دولة كبرى مثل مصر، وإيذاناً بإدخالها بالطوق الخليجي المتنامي في المنظفة، والذي تقف الولايات المتحدة والقوى الغربية موقف الداعم والمؤيد له. ويمكن القول بهذا الصدد، أن مصر انتقلت، بعد الثورة، من العهدة والنفوذ السعودي، إلى النفوذ القطري المتصاعد الذي يتم الحديث كثيراً عته اليوم في الصحافة المصرية، لدرجة التدخل في أسماء مرشحي الرئاسة المصرية، وقصة مرتضى منصور الشهيرة، وذيولها، ليست بحاجة لإعادة تذكير وشرح.
وفي الحقيقة فإن ملامح عودة صعود النفوذ البدوي للمرة الثانية في التاريخ، بدأت تتشكل مع الوفرة النفطية في سبعينات القرن الماضي، وتوق تلك المنظومة البدوية للعب دور سياسي يناسب قوتها ونفوذها المالي كما في السابق بعد انكفاء ذلك في أعقاب ولادة الدولة العربية الحديثة على أيدي طيبي الذكر سايكس بيكو، طيـّب الله "الطوبة" التي تحت رأسيهما، إذ كانت الولايات العربية مجرد محميات بدوية في الإمبراطورية العسكرية الدينية التي سقطت مع أفول دولة بني عثمان. ولعمل هناك خلل بنيوي ماثل ومستأصل في الصحراء يمنع عنها توليد واستيلاد الحضارات فكانت ترنو دائماً وتتطلع نحو دول الجوار الأكثر حضارة وخصوبة وثراء بشرياً, وحيث هناك فرصة وإمكانية أكبر لنشوء وازدهار الحضارات، ومن هنا، لم تكن عاصمة الدولة البدوية العربية الأولى سوى دمشق المدينة الأعرق في التاريخ التي لم تغب عنها شمس الحضارات في التاريخ. وهناك اليوم محاولات حثيثة لإعادتها إلى النفوذ والحظيرة البدوية فيما تبدو هي عصية على ذلك.
ومعظم ما يدور اليوم من صراع تدعمه المنظومة البدوية هو، برأينا، في إطار إعادة دمشق إلى سيرتها الأولى تحت مسمى الثورة السورية. فالبدو الأعراب يملكون اليوم المال والوجاهة لكنهم لا يملكون الإمكانات البيئية والديمغرافية لإنتاج أي نوع من الحضارة ويعانون لذلك عقدة دونية مزمنة جراء هذا الوضع، وهم بصدد إعادة بناء الإمبراطورية التاريخية التي بناها أسلافهم بعد خروجهم التاريخي المعروف من قلب الصحراء تحت الرايات المقدسة لاستعمار المنطفة ونهب خيراتها واستعباد شعوبها، وللتحكم بالمنطفة من جديد. فهل من قبيل المصادفة ألا نرى قصور الملوك والأمراء السعوديين في جدة أو الرياض أو الدمام ولا حتى في البحرين وقطر وعـُمان، بل في عمـّان ومصر ولبنان وخاصة المغرب التي تعتبر عاصمتهم "السياحية" الأثيرة حيث يقضون معظم أوقاتهم، وحيث ذاك الحنين التاريخي للاستيطان مجدداً في البلاد الخضراء حيث الماء والخضار والوجه الحسن الذي تفتقره الصحراء أيما افتقار. ولعلنا نتذكر قيام عبدالرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك 788- 731 م/ 113-172هـ ، الملقب بعبد الرحمن الداخل أو صقر قريش مؤسس الدولة الأموية في الأندلس، بالسيطرة على الأندلس تجسيداً لتلك النزعة المتأصلة في خيال البدو الصحراويين، حضارات الجاهزة والدول المزدهرة، متبعاً هدي أسلافه في غزوه لأسبانيا التي طرد منها خلفه شر طردة بعد عدة قرون من ذلك. واليوم نرى زعماء القبائل البدوية الحاكمة، وقد أعيتهم الحيلة، وفي تعبير صارخ عن تلك العقدة الدونية الحضارية المستحكمة، يشترون النوادي الرياضية، والأسواق المزدهرة كقيام العائلة القطرية المالكة بشراء محلات هارودز الشهيرة من الملياردير المصري محمد الفايد والد دودي الفايد عشيق الليدي ديانا وريثة عرش آل ويندسور اللذين قتلا في ظروف غامضة في أيلول/سبتمبر من العام 1997.
كما يشتري بدو الجزيرة اليوم منتجعات وجزر، ومنشآت ومؤسسات جاهزة بتصاميمها الغربية ويزرعونها في قلب صحرائهم كتعبير عن توق غريزي في تقليد الآخرين ومحاكاة تجاربهم الحياتية بعد قرون طويلة من العزلة التاريخية داخل صحراء موحشة كئيبة فقيرة ومظلمة. وقد لا يجد المرء أي تفسير لقيام الجامعة العربية مدفوعة بضغط وإغراءات مادية خليجية هائلة لاستصدار قرار أممي بشان عمل عسكري ضد ليبيا سوى في تلك النزعة الدفينة لدى زعماء القبائل البدوية في إعادة احتلال وتطويع شعوب وزعماء المنطقة بعدما بدا أنه من الصعب أيضاً السيطرة على، وتطويع العقيد معمر القذافي، وتطبيعه بدوياً كما حصل مع زعماء عرب آخرين وأشهرهم طرا حسنى مبارك.
ومن هنا يأتي قيام دولتي الإمارات وقطر بالمشاركة في القصف الأطلسي على ليبيا من هذا المنظور والباب، وحكومة عبد الجليل الثورية المقبلة لن تكون سوى دمية بدوية أخرى تحركها الأصابع. كما تضغط دول الخليج بقوة متناهية لتثبيت وتبني المبادرة الخليجية التي تعني إدخال اليمن في النفوذ الخليجي وفي ذات المحاولة للإطباق على المنطقة.
غير أن الطامة الكبرى، التي تذهب وتخدم ذات الاتجاه، وطالما أن المنظومة البدوية، كما قلنا، لا تمتلك الجيوش الجرارة ولا القوة العسكرية لإخضاع دول الجوار، تتبدى في تلك الدعوة المريبة والغريبة لضم المغرب والأردن للمنظومة المالية المسماة مجلس التعاون، لعل ذلك وعساه، أن يعيد أمجاد بدو الصحراء في إمبراطورية بدوية مترامية الأطراف، وتستمر في نفس المساعي عبر دعمها المالي وتأجيجها وتهييجها الإعلامي لبؤر اضطراب أخرى في المنطقة، ولقد وقف الغضب السعودي من الخروج المذل والقاسي للعائلة الحريرية، وهي تمثل الامتداد والنفوذ السياسي السعودي في بلاد الشام، كعامل بارز في الدعم اللامتناهي المادي والإعلامي والدبلوماسي، والتغطية الفضائية المسعورة والمحمومة، التي تقدمها المملكة السعودية للمتمردين في سوريا، ولا يهمـّنكم ما أطلقه سعود الفيصل، من نفي وكلام مغاير، بهذا الصدد.
ها هي، وبكل أسف، دول الجوار البدوي تتداعى وتتهاوى الواحدة تلو الأخرى في الفلك البدوي فيما يسمى بربيع البدو العرب، من تونس ومصر وليبيا واليمن، ويتم الإطباق تدريجياً ورويداً، رويداً على معظمها لصالح الزعامات الحاكمة في الخليج، وأخشى ما نخشاه، ونحذر منه، أن نرى زعيماً بدوياً قبلياً، يعلن "فتح" عاصمة أخرى من دول الجوار، ومن ثم ليأتي مرشد روحي وشيخ سلفي صحراوي ليبارك ويعمد تلك العملية القذرة ويعلن إلحاقها بالركب لصحراوي الطويل، ولاسيما في تلك البلدان والأمصار التي تشهد اضطرابات وتمرداً مسلحاً ليست الأيادي والأموال والنوايا البدوية الإمبراطورية الشريرة ببعيدة عنها على الإطلاق. فحذاري، ثم حذاري من الكابوس الأسوأ في رؤية وتكرار مشهد آخر لزعيم قبلي بدوي آخر يطل علينا من أحد القصور الرئاسية، مستعرضاً حرس الشرف على سجاد أحمر، بعد ثورة بدوية "سلمية" كما فعل أمير قطر في ساحة قصر عابدين، معلناً فتح مصر، وللمرة الثانية في التاريخ، على أيدي بدو الصحراء
----------------------------------------