Pages

الوهابية نشأة مشبوهة ؟

ظهرت الحركة الوهابية كحركة تقريبا خلال أوائل القرن الثامن عشر واشتهر صاحبها بعد الخمسين من عمره ، ولعل جميع الدراسات الاستشراقية تصف حركة ابن عبد الوهاب بالحركة الهدامية لما كان يظهر عليها من محاربة الناس ، وتناسى الناس الكثير من الوجه الآخر لهذه الحركة،كما حدث تماماً مع البروتستانتية .

وللحقيقة يطرح السؤال نفسه ، هل من تشابه بين الحركة البروتستانتية والحركة الوهابية ؟

هل هناك تشابه بين مارتن لوثر ومحمد بن عبد الوهاب ؟ وهل هناك تشابه في النتائج جراء ظهور هاتين الحركتين في الغرب الكاثوليكي والشرق الإسلامي ؟

إذا أردنا التحقيق الدقيق فيما أتت به الحركتان نجد أنهما حركتان تخريبيتان على المدى المنظور آنذاك وعلى المدى الاستراتيجي ، أي في وقتنا الحاضر .

ما مدى التشابه الحقيقي بين الحركتين ؟

* البروتستانتية رفضت الكثير من تعاليم العقيدة النصرانية بغض النظر عن موقفنا العقائدي الديني تجاهها . فالبروتستانتية لا تقر البابوية. الرئاسة العامة في شؤون الدين ولذلك ليس لكنائسهم رئيس عام كما هو الشأن في الكنائس الأخرى .

* تنكر البروتستانتية إنكاراً باتاً جميع ما تقيمه الكنائس .

* تبرئ البروتستانتية اليهود من دم المسيح ، بل تعتبر كما قال لوثر اليهودية هي السيدة وكلنا حسب قوله عبيد على موائد اليهود .

والوهابية لا تقر إلا بالمذهب الخاص بها فتتهم ما عداها من أصحاب المذاهب الإسلامية بمخالفتهم للشرع .

لا تعترف الوهابية بمرجعية دينية اليوم إلا بمرجعية أصحاب المذهب الوهابي . وهم آل الشيخ حفدة ابن عبد الوهاب . يتوارثون زعامة المذهب ويتلمذون الأتباع والدعاة على أيديهم وحسب رؤيتهم ومنهجهم .

موقف الحركة الوهابية من الكيان الإسرائيلي هو عبيد على موائد اليهود .

أقوى التحالفات بين السلطة السياسية السعودية الوهابية هي مع الولايات المتحدة الأميركية تماماً كما هو التحالف بين الكيان الإسرائيلي والمحافظين البروتستانتيين الجدد في أميركا . وإذا نظرنا نظرة معاصرة للحركة البروتستانتية والحركة الوهابية . نجد تشابهاً كبيراً في أسلوب الدعوة ، في تكفير الخصوم ، في الانقسامات الداخلية داخل كل حركة من الحركتين .

على أية حال ، فإن العالم الغربي في أوروبا اليوم ، وفي الولايات المتحدة يعاني من تسلط دعاة البروتستانتية المتحالفة مع الصهيونية حتى العظم . ويعاني العالم العربي والإسلامي من الحركة الوهابية ما يعاني بسبب أساليبها الدعوية التي تزرع الفتن بين المسلمين ، وتبعدهم عن الصراع الحقيقي مع المحتلين الصهاينة لفلسطين ومسجدها الأقصى المبارك . وهذا يستنتج بتحالفهم مع الصهيونية حتى العظم أيضا. لقد أثاروا في المجتمعات العربية كثيراً من الإشكالات، وباتوا يناقشون في الشكليات على حساب الأساسيات من الأمور . وغالوا في الدين حتى أهدر الوقت في نقاش حول طول الثوب وقصره ، وحول حجم اللحية وطولها وكثافتها . وحول زيارة القبور وجوازها أو عدمه , وما من نقاش يثيرونه إلا وفيه تكفير وإخراج من دائرة الإسلام .

ولعل الأخطر من ذلك كله ، أنهم بفكرهم المضلل دفعوا الشباب المسلم لمحاربة الشيوعية و الإلحاد في أفغانستان وبأوامر من أميركا ، ثم ما لبثوا أن انقلبوا على هؤلاء الشباب وراحوا يعتقلونهم مما أدى إلى انبعاث جيل من الشباب المتشددين لا يؤمنون إلا بالعنف ويرفضون أي نوع من أنواع الحوار .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
 @ما يسمى >حزب الإصلاح في اليمن هو إمتداد للوهابية المقيته<<