Pages


مملكة الاستبداد هل ترجوا لنا الحرية؟ 



تاريخ طويل من التآمر السعودي لوأد أي بوادر نهضة حقيقة في اليمن فالجارة تعتقد أن اليمن مخزون احتياطي وفي نفس الوقت مشروع يهدد ثقافة الاستبداد في مملكة آل سعود لذلك تتعامل السعودية مع الشعب اليمني انطلاقا من مبدائين>



الأول: المحافظة على المخزون الاحتياطي بالحرص على عدم استثمار هذا الشعب لخيراته.



الثاني: اغتيال أي بوادر نهضة حقيقة في اليمن.



 لذلك كانت المواقف المملكة داعمة لثقافة الاستبداد والحرص على الحفاظ على النظام القبلي على مر تاريخ اليمن الحديث ابتداء من وقوفها إلى الجانب المشروعي الأمامي متمثلة بالمملكة المتوكلية اليمن ودعمهم بالمال والسلاح لوأد الثورة عام 48 و62 إلى اغتيالها للمشروع الوطني الذي كان ابتدئه الشهيد الحمدي ولا يستبعد مشاركتها في التخطيط للاغتيال فهي التي فرضت علي عبدالله صالح على الشعب اليمني ودعمته بالمال كما هي عادتها في شراء مشائخ القبائل وبعض مراكز القوى في اليمن مرورا في تأمرها على الوحدة اليمينة ودعم خيار الانفصال وها هي اليوم تعيد ذات التاريخ في تآمر واضح على ثورة الشباب اليمني!



ولفهم الموقف السعودي من الثورات العربية عامة ومن الثورة اليمنية من الجدير بداية طرح هذا السؤال:> هل ترجوا مملكة الاستبداد الحرية لغيرها!؟؟؟



إن نظام الاستبدادي في المملكة القائم على نظرية اسمع وأطع وأن جلد ظهرك وسرق مالك لا يستطيع فهم معنى أن تطالب الشعوب بحريتها ورفع صوتها ضد الطغاة لأن في هذا تحريض مباشر لرعاياها الذين طوعتهم وهذبت طباعهم وحصرت اهتمامهم بالمأكل والمشرب وفي نجاح الثورات رسالة صريحة لهذا الجزء من الوطن العربي مفادها أن الشعوب تصنع تاريخها وتنتزع حريتها فماذا تنتظر أيها الشعب السعودي أم أنك ستظل الأخير دائما في مضمار الحرية لذلك وجدنا المملكة تتعامل سلبيا مع كل الثورات العربية وتناصر المستبدين سواء في تونس أو مصر فكيف إن وصل الأمر إلى جارتها المرتبطة معها حدودا وثقافة...!



والأمر لا يقتصر على كون نجاح الثورة في اليمن يعد رسالة لضمير الشعب السعودي واستفزاز لمشاعره التي تبلدت بفعل الرؤية الدينية التي تقدس السلطان وتنفذ أجندته فالأمر في اليمن يرتبط بحسابات من أهمها:



1ـــ الخوف من انتقال رياح التغير إلى أوساط المملكة وارتفاع الصوت المطالب بحريته في الوسط السعودي مستلهما من الثورات العربية بما فيها اليمينة.



2ـــ الخوف من أي نظام سياسي قادم يرفض في فكرته نظريات الاستبداد سواء بالرؤي الدينية أو الرؤية الليبرالية الحدثية.



3ـــ الخوف على مصالحها في اليمن خصوصا أمر الحدود التي تدرك السعودية كيف سلبتها من اليمن وتدرك كذلك أن الصفقة الرخيصة التي قامت بها مع هذا النظام ستكون معرضة للخطر مستقبلا اذا ما فكر الشعب اليمني باسترداد اراضيه.



4ـــ الخوف من أي نهضة اقتصادية في اليمن تؤدي إلى استثمار اليمن لخيراتها التي سينعكس بشكل مباشر فوجود نظام قادر على استغلال الخيارات سيغير من المعادلة وسنرى أبار جديدة من النفط وسيدخل النفط اليمني إلى سوق المنافسة العالمية بما يؤثر على النفط السعودي.



5ـــ وجود نظام اقتصادي قوي في اليمن سيؤثر على بقاء رأس المال اليمني الذي يدرك الجميع حجم وجوده في الساحة السعودية.



6ـــ أي نهضة حقيقة في اليمن تعني حرمان المملكة من أيادي عاملة يمنية رخيصة الثمن تبتز في عيشها بأسواء نظام استبدادي عرفه التاريخ التاريخ وهو نظام الكفيل.



ختاما نجحت ثورة 48 ونجحت ثورة 62 وستنجح ثورة الشباب اليمني ويبدوا أن العصر هو عصر الشعوب العربية وليس عصر الأنظمة المستبدة وأعتقد أنه في هذا العصر سيسقط أعتى نظام استبدادي في المنطقة وهو النظام السعودي القائم على رؤية دينية تمهتن حق الإنسان وحريته وأجزم أن محاولة السعودية المستميتة للحافظ على الأنظمة الاستبدادية ما هي إلا البداية الحقيقة للشعور بالخطر من تسونامي الحرية؟!