Pages


الســــــــطحية

 السطحية هي صفة واسعة الإنتشار بين معظم الشعوب العربية وقليل جدا استطاع أن يهرب من هذا الداء، وعلى الرغم من وجود هذا العدد القليل إلا أنه لا يفي لإفاقة الحضارة العربية الإسلامية من جديد. هذه الصفة لها أسباب أوجدتها في الأصل، وأهمها، التربية الخاطئة التي زرعت الفكر الإستهلاكي داخل عقول الشباب والتربية

التي زرعت فكرة أن العمل شقاء وليس متعة خُلق الإنسان من أجلها حتى يعمر الأرض، وأن التفكير أيضا شقاء وعلى الإنسان أن يبحث عن الرفاهية التي تعفيه منه، وزاد على التربية التوجه الإعلامي للدول العربية والذي أصبح يسير وراء أهواء المتلقين ليتبنى نمط الجذب بما تريده الغرائز وليس الجذب بالحاجة التي تبني المجتمع. وعلى الرغم من أن كلاهما عنصر جذب، ولكن الإختيار الثاني سيحتاج إلى مجهود إبداعي أكبر، وفي النهاية السهل هو الذي يكسب، بغض النظر عن أن الجذب الأول يهدم والجذب الثاني يبني، وهذا الإختيار في حد ذاته سطحية.


 المشكلة الأكبر هي أن وسائل الإعلام أصبحت مفتوحة لتضم شبكة الإنترنت وأجهزة الهاتف المحمول الحديثة مما يمكِّن أي شخص عنده أحد هذه الأجهزة من التعبير عن أفكاره على سطحيتها وجذب المزيد من المنتمين لهذا الفكر بل والتأثير على من لم يحددوا هويتهم بعد فينتشروا ويتكاثروا وينكمش أمامهم أعداد المفكرين الحكماء. 

 

 الفكر السطحي هو فكر محدود بالشكل الظاهري للحدث دون التوغل في عمقه وأغواره والمعاني المترتبة عليه لإيجاد حل صحيح وبعيد النظر في التعامل معه. هو بمثابة الفشل في التوصل لفكر موضوعي أو حقيقي أو حتى مقارب للحقيقة عن حدث محدد يحدث في العالم من حولنا سواء على المستوى الشخصي كإدارة الزوج لمشاكل أسرته أو المدير لمشاكل إدارته على سبيل المثال صعودا إلى المستوى العام من فتن تحدث بين قوميات أو ديانات أو مذاهب أو أي جماعات من البشر لها إعتقادات مختلفة. الفكر السطحي هو رؤية من إتجاه واحد وغالبا ما يكون الأقصر والأسهل.

 

 ولكن إذا كنا نعيش في عالم ملئ بالكذب والتحايل والمراوغة والتظاهر بما ليس له وجود؛ عالم الأهداف والدوافع الخفية، فكيف يطيب للمرء أن يرضى بأن يكون سطحيا؟ وهل فشل التربية في التعامل مع هذه المشكلة مبررا كافيا يجعل المرء يركن لها، أم عليه أن يطور عقله ليشق طريقه وسط متاهات الحياة بالقدرة العقلية التي تحتاجها؟ ولماذا لا يجتهد المرء ليعدل من قدراته ليتعامل مع المعطيات التي تحيطه بعمق أكثر؟ وهل ولد الإنسان بعلمه أم إكتسبه مع المرور الزمن؟ ولماذا يسعى لإكتساب المعرفة في مجالات تافهة ويتجاهل الخبرات التي تمكنه من حياة سوية؟

   

 السمات التي تميز صاحب الفكر السطحي: الفراغ أو عدم وجود نشاطات متنوعة أو هامة في الحياة (شخص يأكل وينام ويذهب إلى عمله وتلك هي الدائرة التي يدور فيها)،   الإهتمام بصغائر الأمور، عدم القدرة على الإستماع للآخرين بإنصات مع كثرة المقاطعة والإنشغال بالدفاع عن النفس (وفي بعض الحالات يصبح الدفاع عدوانيا)، عدم القدرة على تحمل الإختلاف في الرأي.

 

 أساليب الدفاع تختلف بالطبع من شخص لآخر لكن غالبية الناس الذين يعانون من سطحية التفكير يميلون إلى الدفاع عن النفس بالتعالي والإهانات وتحقير أو تسفيه الخصم أو سبه والخروج عن سياق موضوع الخلاف إلى إيذاء شخص الخصم.

 

 هناك أسباب عديدة تجعل العقل يقف عند الشكل الظاهري للحدث والتفسير الواضح له ويعيقه عن الدخول وراء الكواليس

 ولقد وجدت أن الصفات تنقسم إلى قسمين، القسم الأول يتضمن صفات إنسحابية تجر الإنسان خارج حلبة الفكر لسبب ما؛ القسم الثاني يتضمن صفات عدوانية تدفع بصاحبها إلى الساحة الفكرية متبنيا رأي واحد بهدف قمع الآراء الأخرى.

 

 هذه هي أسباب السطحية:

 

 الصفات الإنسحابية

 قلة مصادر القراءة والعلم: هذا السبب من أهم الأسباب التي تؤثر سلبيا على المجتمع من نواحي عديدة ومنها أن تؤدي إلى السطحية، لأن عمق الفكر يأتي بالمعرفة وبإدراك الرؤى ووجهات النظر والدراسات في مجالات مختلفة من الحياة مما ينبه العقل إلى إتجاهات أخرى من الممكن أن يسلكها الإنسان ليحلل الموقف الواحد.

 
 الكسل: الكسل عن التفكير لا ينفصل عن الكسل عن العمل والكسل عن مساعدة الآخرين والكسل عن كل شئ هي صفة تجعل صاحبها في قمة المتعة حين يجلس لا يفعل شئ لذا فهذه الصفة من أبسط أسباب السطحية.

 
 الخوف: الخوف ليس فقط هذا الشعور الذي نشعر به عندما نشاهد شيئا مخيفا ولكن أحيانا يختبئ الخوف داخل النفس فيعطلها أو يشلها عن التفكير خوفا من العواقب وذلك لترسخ مواقف قديمة في اللاشعور تجعل الإنسان يخشى تكرارها دون أن يعي بذلك، فيمنع نفسه تلقائيا من الخروج إلى الساحة الواسعة للأفكار والخيال خوفا من شئ ما لا يعرفه ولا يستطيع أن يواجه نفسه به إلا بإرادة قوية أو تدخل طبي.

   
 الإعتمادية: التكافل والترابط وتقديم المعونة وقبولها ليس عيبا بل هو ما حثنا عليه ديننا أما الإعتماد المرضي على الآخرين في كل شئ حتى في التفكير، يعطل العقل تماما عن عملية التفكير، فهو يريد شخصا ما أن يخرج عقله من رأسه ليضع فيه الأفكار ولن يمانع، فالمسألة لا تكمن في الرفض ولكن في أن تخرج المبادرة ثم المتابعة من شخص آخر ويكتفي الإنسان بأنه يجلس متلقيا سلبيا يفتح رأسه لمن يصله أولا.

    
 الإحباط:  كثيرا ما يبدأ الإنسان في التفاعل مع بيئته والمحيطين به ويسلك دربا صحيحا وفجأة يتلقى صدمات تجره إلى القاع وكأن شيئا لم يكن. الشعور بالإحباط في نظري كأنك ربط حجرا ثقيلا جدا بإنسان وألقيته في عمق البحر، وهذا هو المجهود الذي يحتاجه الإنسان المحبط كي يتخلص من إحباطه ويفكر بشكل سوي. وقطع الحبل الذي يربطه بهذا الحجر الثقيل إنما يفعله الشعور بالحماس، وهذا الشعور يبدأ حين يصبح للإنسان هدف يحبه وينتظره وفي متناول يده. فعند وجود الهدف تتولد الأفكار ويتحمس لها الإنسان وتبدأ مشاعر الإحباط في التقلص أمام الهدف الكبير حتى تزول.

   
 فقد الإهتمام: إذا فقدت الإهتمام بشئ فإنك لن تفكر فيه أبدا وعند السؤال سترد بأول ما يتبادر في ذهنك، فهناك من تسأله عن مشكلة تواجهها ولكن لأنه ليس مهتما بك وبسؤالك يقول لك أي شئ ليصرفك، أما إذا سألت آخر وجدته يحاول معك ويمر بكل الحلول ويشجعك على إيجاد ما يناسبك ولو لم يكن يعرفه وربما مناقشته قد تساعدك على إيجاد الحل بنفسك. هذا بالنسبة للإهتمام بشئ ما. ولكن تخيل إنسان فقد إهتمامه بكل شئ إلا نفسه وغرائزه أو أطماعه ماذا ستجني منه؟

 

 الصفات العدوانية 

 تشترك هذه الصفات في أنها تجذب عينك لشئ واحد فلا ترى غيره مهما كان واضحا

 التعصب: لما تتبناه / الطمع: لما تريده / الكبر والغرور: لنفسك

 
 التعصب: التعصب يلغي العالم بما فيه ولا يضع أمام عقلك إلا ما تتعصب من أجله لذا فإنه يلغي عملية التفكير السوي. وقد تكون الحقيقة واضحة لغالبية المحيطين وبشكل شديد المنطقية ولكن الإنسان المتعصب لا يدرك نهائيا أنه مثير للسخرية، أو أنه يضيع قضيته بهذا التشنج ... وما إلى ذلك، ولكنه لا يستطيع أن يُخرج نفسه من المنظار الضيق جدا الذي يرى به الأمور ليضع نفسه خارج المضمار وينظر لأفعاله بحيادية فيراها على حقيقتها. فالتعصب مرفوض في مجالات كثيرة، ألا يقولون أن الحب أعمى، أليست المذهبية تعصب، والمساندة الشرسة لفريق رياضي كذلك، حتى في العلم فإنك لن تستطيع أن تصبح عالما محترما لو تعصبت لنتائج محددة وأغفلت أن الحقيقة قد تخالف ما تُصر عليه، وفي القضاء، لو أن القاضي تعصب لأن شكل المتهم لا يعجبه فإنه سيغفل عن أي أدلة تبرئ المتهم وربما حكم عليه ظلما، وفي الحياة قد تقابل شخصيات وتتهمها بدون أدلة بسبب القيل والقال فتؤذي الناس بدون وجه حق.

 
 الطمع: أنت تريد شيئا بشدة فتلغي شراهتك لها عقلك وتبحث عن ما تريد بأي وسيلة حتى تستمتع بلحظة حصولك على ما تريد دون أن تستطيع أن تخطط بشكل سوي وعلى المدى الطويل. فهناك من يريد المال ويريد رغد العيش والمتعة ولكنه لا يبحث عنها من مصادرها الشرعية وبذلك قد كتب على نفسه ضياع حاجته حتى لو استطاع أن يفلت بها أياما قليلة، لأن الله هو الرزاق الذي يملك ويمنح، ومن غير المنطقي أن تعصيه لتحصل على ما لن تأخذه إلا منه، ولكن المنطقي أن تطيعه في كل شئ ولو كنت تحسب أن طاعته ضد مصلحتك بأن تمتنع عن مال حرام أو أن تتاجر بما يرضي الله وفيما يرضيه، فرضا الله ليس بالصلاة والصيام والحج بأموال الله أعلم بها من أين جاءت، ولكن عبادة الله التي ترضيه هي أن تحيا في كل لحظة بشرائعه وعلى طاعته وحبه تعمل بإحسان وتعطي كل ذي حق حقه وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتساند الضعيف وترفع الظلم وهكذا يؤتيك الله بأجر الدنيا والآخرة.

 

 
 الكبر والغرور: هذه الصفات تجعل بؤرة إهتمام الإنسان بنفسه فقط حتى أنه يرى الناس صغارا بجانبه وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "الكبر بطر الحق وغمط الناس"، لذا فإن الكبر يجعلك سطحيا لا تستطيع أن تأخذ من الآخرين حتى ولو قالوا الحق لأنك ترى أنك أكبر من ذلك، لذا دائما ما تجد المتكبر والمغرور هو في الواقع أحط الناس لأن الإنسان يتعلم حتى يموت فكل يوم يأتي بجديد فإذا كبر في السن فأن مصدر المعلومات سيكون لمن أصغر منه في السن فإذا تكبر عن أخذ المعلومة منهم فسيصبح جاهلا بها وسينقص. فإذا إستطاع الإنسان أن يتحرر من قيود كبره ويأخذ من الناس على أي شكل فسيصبح أعلمهم ولكن بمجرد أن يقطع الشعر ما بين الثقة بالنفس والكبر فقد صار أحطهم.

    

 وأسوأ الناس من تجتمع فيه بعض هذه الصفات أو كلها مجتمعة

 

 وقد توصلت إلى أنه من الأفضل عدم مجادلة هؤلاء أو الدخول معهم في مهاترات لأن التدخل المباشر يجذبك إلى النزول للمستوى الردئ الذي يتحاورون به أو بالأحرى يتجادلون به وستضطر للإنسحاب إن آجلا أو عاجلا لأنك لن تستطيع أن تقنع إنسان لا يريد الإقتناع إنما تقنع بالمنطق من يستمع إليك ويفكر فيما تقول.

 

 من يتصف بعمق الفكر أو الحكمة يجب أيضا أن يعرف متى يفكر ومتى يأخذ الموضوعات كما هي ومتى يمتنع عن التصريح بفكره ويتخذ حلولا وسطية درأَ للمفاسد.

 

 أما علاج السطحية فهو بأن يواجه الإنسان نفسه بحقيقة ما يقيد حريته في التنقل من فكر إلى آخر مخالف له وعدم إستطاعته قبول الآخر ويبدأ في التعامل مع الصفات التي تعيقه الواحدة تلو الأخرى. فالإنسان الذي يتحلى بعمق الفكر أو الحكمة يستطيع أن يسمع من الجميع ولا ينفعل بما يسمعه بل يفكر فيما يقال ويضع نفسه مكان الآخر ليتعرف على الزاوية التي ينظر الآخر من خلالها فيكتشف المنطق الذي يمكن به إقناع من أمامه أو قد يكتشف أن رأيه كان فيه خطأ فيعدله.

 

 كم من القضايا الحياة اليومية ليس فيها نعم أو لا وليس فيها خطأ وصواب ولكن بين طرفي النقيض الكثير والكثير من المساحات التي يمكن أن تجمعنا ببعض التسامح. 



 أقوال الشيطان الرجيم


 كـم أحـبـكـم أيـهـا الـعـرب حـيـن تـتـحـالـفـون مـع الأمـريـكـيـيـن والـصـهـايـنـة لـضـرب وقـتـل إخـوتـكـم بـاسـم الـديـن والـحـريـة والـعـدالـة.. والله إنـكـم شـيـاطـيـن أكـثـر مـنـي.. أنـا فـخـور بـكـم يـا أحـبـائـي


كـم أحـبـكـم أيـهـا الـوهـابـيـون والسـلـفـيـون عـنـدمـا تَـذبـحـون وتَـقـتـلـون وتُـفَـجـرون عـبـاد الله مـن الـمـسـيـحـيـيـن والـدروز والـسـنـة والـعـلـويـيـن..والزيديين وغيرهم!!!!!> لـقـد جـهـزت لـكـل واحـد مـنـكـم قـصـرا فـي مـمـلـكـتـي وعـشـرون مـن الـحـور الـشـيـاطـيـن... والله تـسـتـاهـلـون 

إكـرهـوا بـعـضـكـم أيـهـا الـعـرب .. دمـروا بـعـضـكـم.. أقـتـلـوا بـعـضـكـم.. حـتـى يرتـاح الـعالـم مـنـكـم

أفـرح جـدا كـلـمـا سـمـعـت خـبـر تـفـجـيـرات فـي الـعـراق وسـوريـا ومـقـتـل الـعـديـد مـن الـمـدنـيـيـن، خـاصـة الأطـفـال والـنـسـاء.. لـقـد أسـعـدتـم قـلـبـي أيـهـا الأعـراب.. كـنـت عـلـى يـقـيـن أنـنـي أسـتـطـيـع الإعـتـمـاد عـلـيـكـم 

يـا أيـهـا الأعـراب.. ألـم يـقـل ربـكـم أن الأعـراب أشـد الـنـاس نـفـاقـا وكـفـرا؟؟ فـلـمـاذا تـتـصـلـون بـي لـتـأخـذوا رأيـي بِـشَـرِّ أعـمـالـكـم؟ فـأنـتـم أحـكـم الأشـرار فـي مـا تـعـمـلـون 

فـي طـريـقـي لـحـضـور إجـتـمـاع مـع بـعـض الأصـدقـاء الـعـرب، شـاهـدت فـقـيـرا يـجـلـس عـلـى قـارعـة الـطـريـق.. فـاقـتـربـت مـنـه وأعـطـيـتـه مـالا.. فـنـظـر الـي بـانـدهـاش وقـال: ألـسـت أنـت إبـلـيـس الـخـسـيـس؟.. فـأجـبـتـه بـنـعـم.. فـتـمـتـم وسـألـنـي بـتـعـجـب!: مـنـذ مـتـى أصـبـح إبـلـيـس فـاعـل خـيـر؟.. هـا هـا هـا لـقـد أضـحـكـتـنـي يـا رجـل.. لـم أصـبـح ولـن أصـبـح.. ولـكـن الأعـراب مـشـغـولـون بـصـرف أمـوالـكـم فـي قـتـل الـبـشـر والـحـجـر.. فـأعـطـيـتـك الـمـال حـتـى لا تـمـوت جـوعـا وأصـاب أنـا بـالـضـجـر.. فـأحـب أن أراكـم أيـهـا الـعـرب مـصـابـون بـالـعـذاب والـقـهـر حـتـى يـحـلـو لـي الـسـهـر

(رَبِّ بِـمَـا أَغْـوَيْـتَـنِـي لَأُزَيِّـنَـنَّ لَـهُـمْ فِـي الأَرْضِ وَلَأغْـوِيَـنَّـهُـمْ أَجْـمَـعِـيـنَ إلاَّ عِـبـادَكَ مِـنْـهُـمْ الـمُـخْـلَـصِـيـنَ) لـكـنـنـي عـلـى الأقـل أغـويـت الـكـثـيـر مـن الـعـرب والـمـتـأسـلـمـيـن الـذيـن أصـبـحـوا يـدورون فـي فـلـك الـصـهـايـنـة والـمـال والـطـائـفـيـة






السيرة الذاتية لفاسد يمني!


أيها الناس

لقد أصبحنا سلطاينا عليكم

فاكسروا أصنامكم بعد ضلال ، واعبدونى...

إننىا لا نتجلى دائما..

فاجلسوا فوق رصيف الصبر، حتى تبصرونىا

اتركوا أطفالكم من غير خبز

واتركوا نسوانكم من غير بعل .. واتبعونىا

إحمدوا الله على نعمته

فلقد أرسلنىا كى نكتب التاريخ،

والتاريخ لا يكتب دونىنا

أيها الناس:

شرف أن تأكلوا حنطة آجسامنا

شرف أن تقطفوا لوزى وتينى

3

أيها الناس:

نحن نملككم بآموالكم التي سرقناها!

كما نملك خيولنا .. وعبيدىنا

ونحن نمشى عليكم مثلما نمشى على سجاد قصورنا

آفهمتم !

بين أوراق جدودى ؟؟

حاذروا أن تقرأوا أى كتاب

4

أيها الناس:

أنا مهديكم ، فانتظرونى

ودمى ينبض فى قلب الدوالى، فاشربونى

أوقفوا كل الأناشيد التى ينشدها الأطفال

فى حب الوطن

فنحن صرنا الوطن!.

فأنا لست أشيخ..

جسدى ليس يشيخ..

وسجونى لا تشيخ..

وعصابة القمع فى عائلتي لا يشيخ..

أيها الناس:

أنا الحجاج إن أنزع قناعى تعرفونى

وأنا جنكيز خان جئتكم..

بحرابى .. وكلابى.. سوجونى

لاتضيقوا - أيها الناس - ببطشى

فأنا أقتلكم كى لاتقتلونى....

وأنا أشنق كى لا تشنقونى..

وأنا أدفنكم فى ذلك القبر الجماعى

لكيلا تدفونى..

أيها الناس:

أنا المسؤول عن أحلامكم إذ تحلمون..

وأنا المسؤول عن كل رغيف تأكلون

فحفاة القمع فى قصرى يوافينى

بأخبار الآراضي .. وأخبار المنازل

كي نقوم با الصطوا فيها!

أيها الناس: أنا سجانكم

واحد يمسح جوخاً .. واحد يمسح نعلا..

منذ أن جئت الى المشخة(المشيخة) طفلا..

لم يقل لى خدام قصر (كلا)

لم يقل لى من ورائي أبدا لفظة (كلا)

لم يقل لى آحد أبدا فى الوجه (كلا)

إنهم قد علمونى أن أرى نفسى إلاها

وأرى الشعب من دوما رملا..

أنا لم أقتل لوجه القتل يوما..

إنما أقتلكم .. كى أتسلى


  الوطن الذي


الوطن الذي صار فيه الموت مثل قبلة صباحية نستفتح بها يومنا
لم يعد وطناً بل صار مأتماً يومياً ينّعي كلّ يوم أولاده ويجهّز أكفانهم
صار جنازةً محشوةً بكل الأسماء التي تنتظر دورها على القائمة المرتقبة
صار ملهماً لكل من أراد أن يتطور ويصير إنساناً حسب نظرية داروين
صار كواجب وطني على كل من يريد أن يمارس حقوقه الوطني في يومٍ ما
الوطن الذي صار فيه الدفاع عنه مجرد اجتراء على حرية الاخرين,
هو وطن يهاجمه الاخرين كي يلغوا الذين يحاولون أن يدافعوا عنه ؟؟

لم يعد الوطن مجرد شعارات نقرأها في الكتب ونحفظها من المؤتمرات والخطب الحزبية
لم يعد الوطن كلمة السر لكل من أراد أن يتزحلق بصابونة كي يشغل منصب ما أو يتسلق كرسي ما
لم يعد الوطن الكلمة المفقودة في جملة الكلمات المتقاطعة في جريدة وطنية لا يقرأها أحد ولا تهمّ أحد
لم يعد الوطن بطلاً مخلوعاً من أبطال حروب الردّة ولا جريحاً في خيام الشتات والذلّ على حدوده المخترقة
لم يعدّ الوطن فقط شرف لكل من لا شرف فيه ولا مجرد غشاء بكارة جديد لكل جريمة زنى بأجرة مدفوعة سلفاً ؟

الوطن صار حقيقة لأول مرة ..صار شيئاً لا يشبه أي شيء ولا يفسّره أي شيء
لقد صار حياً يشاطرنا أنفاسنا ويقاسمنا رغيف الخبز ..ويجلس على كراسي العزاء يستقبل الوافدين ويودع الراحلين
ويمسح على خدّ أمٍ فقدت إبنها أو زوجةٍ خسرت أبو أولادها ويناقشك في السياسة التي تمارس رذيلتها عليه بكل حزن
و في الاقتصاد الذي كسر ظهره وهو يحمله طوال هذه السنين وفي الأوضاع التي لا تبشرّ بخير رغم تفاؤله بالخير
لقد صار مثلي ومثلك حقيقة موجودة لكننا لا نراه ولا نلمسه ..فقط نشعر به .. نحسّ بهِ ..؟
صرنا نعيشه اليوم أكثر مما مضى ونشعر به وبوجعه وألمه , صرنا نواسيه بكلامنا ونداوي جراحه ونطبطبّ على ترابه
لقد صار ملموساً محسوساً مجسداً بكل صرخة وبكل كلمة, بكل زيارة للمقابر وبكل آية قرآنية تنتهي بكلمة آمين
بكل صباحية تبدؤها بسؤالك المعهود "شو أخبار البلد؟" . لقد صار جزءً منك دون أن تدري دون أن تفهم دون أن تستوعب
لقد عشعشّ فيك واحتلّ كلامك واهتماماتك وحبكّ وعشقك وعقلك وسرق وقتك و مواعيدك ومشاويرك
ولم يعد المواطن الصالح في هذا الوطن هو المواطن الميت .. بل صار المواطن الذي يستحقّ الحياة وهو ميتّ ..؟؟


الوطن يا سادة صار لأول مرة حيّاً ينبضّ بكم
بكل كلمةٍ تكتبوها على صفحات النت .. يرتوي منكم
بكل دفاعٍ مستميتٍ عنه ضد المؤامرات .. يكبر فيكم
بكل طهركم لحمايته من قذارة البعض .. يرتقي بكم
لم يعد غضبك لأجله مجرد خدمة تصرفها لك الدولة آخر الشهر
لم يعد حبك فيه مجرد رشوة تنعق بها على صفحات الجرائد والمجلات
لم يعد حزنك عليه مجرد مسرحية تمتهن فيها دموع التماسيح وارتداء الأقنعة
الطفل الذي يحمل علم بلاده اليوم يحمله لانه يعرف أنه قد لا تواتيه الفرصة كي يكبر ويحمله
الشاب الذي يقاتل على جبهات المعارك او النت بكل شراسة يعرف الآن لماذا يقاتل وعن ماذا يقاتل ويحارب
كما الصبية التي تقلمّ أظافرها على "الكيبورد" حباً في الوطن واستماتةً لأجله بدل أن تطليها بالألوان
الرجل الذي صار يصرف وقته في كتابة مقال لأجل الوطن ولا أحد يصرف عليه أو يتصدقّ عليه
المرأة التي تنسى الطبخ ولا تنسى أنها صارت مجنّدة في خدمة العلم دون أمر جمهوري أو عرفيّ..؟؟

على حافة الوطن

هذا وطننا يا سادة فأخبروني عن أوطانكم وعن شعوبكم
هذا وطننا يا سادة يلبس ياقة حمراء وهو يزفّ الشهداء كل يوم
هذا وطننا يا سادة ينتقي أجمل شبابنا وأروع رجالنا وأطيب نسائنا
هذا وطننا يا سادة كريم لا يعرف البخل في الارواح ولا في النفوس
هذا وطننا يا سادة صار في طعامنا وشرابنا وملبسنا ومشينا ونومنا
هذا وطننا يا سادة حلوٌ يظل على شفاهنا رغم أن طعمه صار سادة ..؟؟