Pages



بوتن والخازوق الإوكراني!

عندما دعا الرئيس الروسي بوتين الى اتخاد كافة الاجراءات واللتدابير لمنع انتقال الثورات العربية الى شمال القوقاز التي يعتبرها الخط الاحمر .......! لمعرفته ان اي زعزعة للامن في هذه الجمهوريات القوقازية هو اكبر تهديد ممكن ان يواجه  بلاده ولم يكن يعلم بآن هناك خازوق ينتضره.......!

ولم يكن في بال الرئيس الروسي في ذلك الوقت ازمة اوكرانيا فقد كان جل حديثه يعني بشكل صريح انه يقصد منطقة القوقاز....... !
 فجميع شعوب تلك الجمهوريات الشمالية التي تقع في فلك الانحاد الروسي مسلمة سنية....... !
 فكان التركيز الاعظم لقوات النخبة الروسية وعشرات الالالف من عناصر المخابرات الروسية منتشرون في الجمهوريات والاقاليم القوقازية الشمالية لرصد اي تحركات او شبهات  او حتى معالم اي ثورة او مطالب في الافق.
  دخلت عناصر تلك الاجهزة الاستخبارية في كل بيت وكل جامع وكل مدرسة او جامعة و في اي مسمى وظيفي ولم تراعي شئ.......؟ .
وقامت بتحرير معلومات ورصد اخبار تنصت اعتقالات   تعذيب بالجملة للحصول على اي اشارات او اتصالات مع جهات غربية او شرق اوسطية مع سكان محلييين......!

بالواقع  التطرف الديني لم يكن  الهم الرئيسي لبوتين او لعناصر الاجهزة المخابراتية الروسية........  !
 اما التطرف القومي وفكرة النزعة الانفصالية فتلك من كانت ومازالت تقلق الرئيس الروسي !
 فمكونات الجمهوريات القوقازية الشمالية  من حيث الديموغرافية معقدة للغاية  شعوب مختلفة العرق واللغة والعادات تعيش ضمن جمهورية واحدة  ونضرب مثلا.
 جمهورية قبردينا بلقاريا او جمهورية قراشاي تشركيسك ... حيث لا يوجد اية علاقة تاريخية او عرقية تربط من بين البلقر والقبرداي حيث القبرداي  والتشركيسك وشعب الاديغية ......!
  من الشعب الشركسي الاوربي والبلقر والقرشاي جزء من الشعب التركي لا لغة جامعة ولاعادات ولا تقاليد  تجمع مابين الاثنين وقد حصلت الكثير من المناوشات  اهمها عام ١٩٩١ ووصلت الى حد تقسيم الجمهورية  مابين البلقر الذين لايشكلون سوى  ١١ بالمائة  في حين. يشكل القبرداي الشراكسة.
 اكثر من ٦٠ بالمائة من مجموع السكان  والبقية مابين روس وارمن واكرانيين وقوقازيين .
ومثال اخر.
 تقسيم جمهورية شيشن انجوش الى جمهورتين  مع العلم ان الشعب الشيشاني والانجوشي يشترك في لغة واحدة وان اختلفت نسبيا اما العادات والتقاليد فمشتركة بشكل عام!

اجتمعت جميع كتابات الاكاديميين والمحليلين الروس ان تركيز بوتين والادارة الروسية على مناطق القوقاز وخصوصا الشيشان واالدغستان وشركيسا واستضافة دورة الالعاب الاولمبية في سوتشي شكلت الهاجس الامني الكبير!
 والمقلق في ادارة بوتين وقد غضت الاجهزة الامنية الطرف وتراخت خيال بعض الخروقات الامنية في مايخص اوكرانيا  ويقول احد المحليلين الروس ان روسيا وقفت بحزم على تخوم القوقاز ودخلت في حرب سريعة ضد جورجيا وعززت حدودها و اوصدت  ابوابها الجنوبية !
 ولكن العاصفة الاوكرانية هبت من نوافذ روسيا الغربية.
في كييف ورياح تلك العاصفة قلعت كل اشجار روسيا في غرب اوكرانيا... فكان لابد من التصرف واستباق الاحداث  التي  تتسارع بوتيرة تهدد الكيان الروسي وعرش قيصر روسيا في الصمبم .
لم تنجح محاولات روسيا في  القضاء على ثورة  الميدان في اوكرانيا فلجات الى نفس وسيلة الحرب على جورجيا بسلخ اوسيتيا وابخازيا عن جورجيا ولكن في اوكرانيا اقتلعت روسيا شبه جزيرة القرم ... والمضحك في كلتا الحالتين ان لا الابخاز روس ولا الاوستيين روس ولا تتار القرم روس  ولكن  تصرف بوتين على مبدا هتلر  لحماية الاقلية الروسية * الذين لا تربطهم اي علاقة عرقية  مع الروس * في تلك المناطق...!
@عنصرية الروس تجاه القوميات الآخرى؟
في روسيا انت روسي عندما يتعلق الامر بالخضوع  اما عندما يتعلق الامر بالحقوق انت قوقازي او تركي او تتري فكيف لا وروسيا للروس اذن انت لست روسي فكيف يتحد الروس مع القوقازيين او مع غيرهم ، على سبيل المثال ماهي اوجه الشبه  المنعدم اصلا بين روسيا والقوقاز........ ؟

عندما يتباهى بوتين بالتعددية التي تزداد  احتكارا والديمقراطية التي انتهت بديكتاتورية والاصلاح الفاسد الذي افقر الشعوب القوقازية وتركهم في  سبات عميق سرعان ما سوف ييستفيقون منه  على اثر الكوابيس المرعبة التي حملتها لهم السياسة الروسية....؟

والان  وبعد تهور بوتن الغير مدروس نراه يغوص في  الرمال المتحركة الاوكرانية التي جرت روسيا مباشرة الى الاصتدام وجها لوجه مع الاتحاد الاوربي وآمريكا الذي لن يسمح لروسيا باستكمال مخططها بجر اوكرانيا الى الساحة الروسية ...!
روسيا ماهي الا سياسة ورثتها عن الاتحاد السوفيتي وترويج هذه السياسة فقط للاستخدم الداخلي  الروسي لضمان عدم تفكك الانحاد الروسي؟

ومع العقوبات الاوربية الامريكية وتورط روسيا في صراعات في اوكرانيا.
 ومسائل اقليمية مثل ملف ايران النووي تجد روسيا نفسها في ورطة  وهذا مايراه الاعلام الغربي وعلى النقيض من الاعلام العربي الذي مازال يعامل روسيا بانها الاتحاد السوفيتي  وذلك من خلال عملاء وجواسيس يعملون من اجل المصالح الروسية!

التدخلات الروسية في  اوكرانيا اثقلت كاهل روسيا !
 فهده التدخلات كلفتها المادية باهظة وهذا اثر على المواطن الروسي آلذي اصبح يتذمر من غلاء المعيشة* وغير الروسي *  بشكل كبير واثاره الظاهرة في تفاقم من سيء الى اسوء خصوصا مع استمرار هبوط سعر الروبل الروسي !
 والذي يدفع ثمن هذه التدخلات هم سكان روسيا الاتحادية!
 وهذا لن يساعد  بوتين على الحفاظ على الامن ولا الاستقرار السياسي!
  ولربما كان الحال افضل قليلا في موسكو وضواحيها وذلك لان جل سكان هذه المناطق من العرق الروسي اما في الحنوب الروسي وفي القوقاز بالتحديد فذاك لن يسعد القوقازيين الذين ينتطرون الثانية التي سوف تحررهم من المحتل الروسي  اسوة  بدول البلطيق من دون اهدار نقطة دم وهذا الخيار قائم  بل هو هدف رئسي لتلك القوميات التي عانت ولا زالت العنصرية الروسية المقيته.............................؟؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟