Pages



الوهابية المتطرفة!

رغم ان هناك من يعتقد ان بروز ظاهرة قطعان الجماعات التكفيرية أوما يعرف جزافاً لدى البعض بالمجاهدين المتطرفين بهذا الشكل المريع هو مجرد انعكاس واقعي لحالة تفشي فايروس الحمق الطائفي الممزوج بالتردي الاخلاقي لحملة الفكر الوهابي الوسخ، الارث الملعون لافكار ابن تيمية، والمصدّر بشكل واسع من ارض الجزيرة العربية حيث آل سعود ومن ورائهم أموال معظم امارات النفط الخليجية المتراقصة بحمق على آلام وأشلاء ملايين البشر، بحثاً عن الأمان ولو على فوهة البركان، إلا ان الاستقراء المتأني للخط البياني لنشوء ومسار حركة تلك التيارات الخارجة عن كل قيم الارض والسماء تظهر بجلاء ان تلك القطعان الهائجة في الارض ليست سوى ادوات رخيصة تؤدي ادواراً كبرى في مخططات تعجز عن تنفيذها بهذا الشكل ابالسة الجحيم.

  وفي المقابل يبدو سريان عدم الواقعية في فهم ما يحدث لدى الكثير من المتفرجين العرب كما اعتادوا منذ عشرات السنين في التعاطي مع ما يحدث من حولهم وكأنهم في معزل من الطاعون الزاحف نحوهم حيث يسترخون متأملين بكثير من اللامبالاة، هو اس البلاء وام المصائب، حين ينسج في ظهرانيهم مشايخ السوء وفقهاء الفساد وحثالات الامة، خيوط اللعبة الخطرة، بدأب ليلاً ونهاراً.

  نعم ان هؤلاء احدى النماذج البشعة المشوهة لكورس اغنية الماعز المعروفة في اليونان القديمة، بيد ان من ينحر هنا هو الامة بقيمها ودينها، وذبالة ما تبقى فيها، لا مجرد ماعز مسكين.

  فقهاء سوء، واقلام سوداء، وفضائيات قذرة، وتصحّر فكري، ولهاث مسعور خلف الشهوات، مشاهد باتت تصدم المرء وهو يدور في حلقة مفرغة من اللاوعي التي توشك ان تبتلع البقية الباقية من وعي الامة وضميرها الحي، واسسها العظيمة.

  ومما لا شك فيك فان يكون المرء جاهلاً أو ساذجاً أو حتى أحمقاً  فلا ولن يسع أحد أن يؤنبه أو أن يجبهه بكلمة عتب أو لوم، ولكن أن يكون صفيقاً معرضاً عن الحق ومزيفاً للحقائق فهنا يمكن اس الداء ومحنة العقلاء، في زمن ادعى فيه العلمَ الحمقى والجهلاءُ.

  والملفت المثير للعجب ان الصلف والتجني على الحقيقة بات أشبه بالجينات الوراثية التي باتت تتسلل الى بعض العقول الصدئة، فتتحفنا في كل عصر بشياطين ملعونة، وأفاقين سفلة. كما وبات الجهل والحمق مدعاة للاستهجان والامتعاض وهو ان يبقى الحال على ما هو عليه، بعد تساقط الحجج وظهور البيان، فحتى الحجارة الصلدة تذيبها قطرات الماء المتساقطة، وتترك فيها أثراً بيناً ووجوداً مشهوداً، إلا هؤلاء القوم، فتبقى عقلوهم كعقول العصافير، وأجسادهم كأجساد البغال.

  نعم ان التأريخ يعيد نفسه، وكأنه ـ وكما قيل ـ لا جديد تحت الشمس، خلا ان تقادم القرون منح متكررات الاحداث أبعاداً أوسع ومديات أشمل، وتفاصيل أعقد، فالاُمة التي سلف لها ان ابتليت تكرراً بظهور جماعات منحرفة ضالة وتقودهاً عقول شيطانية خبيثة لا تلبث ان تقع في نفس المصيدة، وتمارس نفس الادوار الشاذة، وتبحث عن النعيم الموهوم عبر دهاليز الجحيم، يعاد بعثها بين الفينة والاخرى لتمارس الشذوذ والفساد تحت مظلة التشويه المتعمد للدين ولقيمه السمحاء.

ولم يعد هناك شك بأن سيناريو مسخ بقايا القيم والمرتكزات الاساسية في العقل العربي والمسلم قد قطعت اشواطاً كبيرة وهامة حتى باتت الكثير من مسلمات هذه العقول مثاراً للامتعاض والرفض، والاعراض، بل وامست مسميات الاستقلال الوطني وما يعنيه من السيادة على مقدرات الامة وثرواتها، والحفاظ على هويتها حكايات يتندر بها البعض ويعدها من الامور التي لا يؤبه بها، ولا مدعاة للاهتمام بها.

  عمليات المسخ التي طاولت العقل العربي بالذات كانت الاكثر خطورة والاشد ايلاماً وتأثيراً وهو ما نشهد بعض ثماره المرة أيامنا هذه من مظاهر منفرة تعود بالامة قروناً الى الخلف.

 وحقاً ان القاعدة، النصرة، داعش وغيرها من مسميات السقوط الحضاري، والانتكاسة البشرية هي مجرد اورام سرطانية متقيحة للفكر الوهابي القذر، ونتاج رحمه الوسخ، جندت لخدمتها امكانيات واسعة، واضفيت عليها هالات اعلامية مبهرة، بيد أنها  مجرد ادوات رخيصة محدودة الاستخدام، صلاحيتها للبقاء قصيرة الأمد، سترحل واحدة تلو الاخرى وتختفي عن مسرح الاحداث بعد ادائها لادوارها القذرة، باسم الدين، وشريعة السماء.

  ان ما يتبجح به الحمقى من تسمية هؤلاء الافاقين بالتنظيمات الجهادية وهي في الواقع ومنذ أمد بعيد  ليسوا إلا حصان طروداة والورقة الرابحة التي ما انفكت تلعبها باتقان مراكز القرار الغربي واجهزته المخابراتية منذ حوالي منتصف القرن الماضي، وهو ما بات واضحاً وجلياً لكل متتبع ومستقرئ لسلسلة الاحداث والنكبات التي أصابت الامة بمقتل في أكثر من موضع.

  ففي منتصف القرن الماضي حين استطاعت الافكار الشيوعية المادية ان تجد لها مساحات واسعة في العقل العربي ومثله في ميادين اخرى في بقاع العالم المختلفة، بل وكان الملفت هو تسرب تلك الافكار والتنظيمات وانتشارها بسرعة قياسية لاسباب اقتصادية وسياسية مختلفة وحيث وقفت عاجزة عن مواجهتها العديد من الانظمة العربية واجهزتها الامنية، ومن خلفها كان الغرب بافكاره الرأسمالية يشعر بقلق كبير مما يمثله المد الاحمر من تحد كبير مقلق، وبالتحديد في المنطقة العربية بكل ما فيها من الخيرات، واولها النفط، ومن هنا فقد تولّدت لدى صناع القرار الغربي فكرة مبدعة جداً وهي ان العمل على مواجهة الفكر الالحادي للاحزاب الشيوعية آنذاك باستخدام العامل الديني، ولكن كعصا تمسك هي بمقضبها وتديرها حيث تشاء وبالشكل الذي يخدم مأربها ويحقق مصالحها.

  وربما كانت الدعوة التي وجهتها جمعية اصدقاء الشرق الاوسط عام 1954 لعقد مؤتمر عنوانه الظاهري هو بحث القيم الروحية في الديانتين الاسلامية والمسيحية والاهداف المشتركة بينهما- وفي مدينة بحمدون لبنان- هي الخطوة المتقدمة لاستخدام الدين كعصا تضرب بها القوى الكبرى لتحقيق مصالحها الخاصة من خلال استخدام أدواتها المعروفة في المنطقة، وحيث ابتلع البعض الطعم، وأسلم للاخرين لجامه يقودونه حيث يشاؤون.

  والتأريخ يثبت للشيخ كاشف الغطاء رحمه الله تعالى (1876 ــ 1955) موقفه المتقدم والواعي في تجاوز الوقوع في تلك الشراك، وهو ما نحصده يومنا هذه ثماراً عفنة مرة هي أشبه بنتاج شجرة الزقوم.

  بل ولم يعد خافياً على الكثيرين بعد كل تلك السنين الطوال ان سدنة الفكر الوهابي وحمقى السلفية ليسوا إلا احدى تلك الادوات المتقدمة، مع ما تمتلكه من ثروات هائلة بسطت اسرة آل سعود يدها عليها بعد مجازر مروعة اشترك بها الاثنان.

   نعم ان تضييع هوية العرب كامّة عظيمة كانت المصدّر الاول للانبعاث الروحي والحضاري للبشرية عبر الشريعة السمحة للاسلام المحمدي، كان بلا شك هو الهدف المركزي الذي ابتدأ بخلط الكثير من الاوراق، وتزييف الحقائق، وبعثرة شعوبها، وتضييع حقوقها، وحرف بوصلتها وهو ما شكّل الدور الخطير المناط بهذه الدعوة المنحرفة الضالة.

  ومن ثم فحتى وقت قريب كان البعض يعتقد ان الفكر التكفيري المنبعث من الرحم الوهابي حالة عرضية انتجها المخاض الشيطاني للفكر السلفي والوهابي لتطفو على السطح ثم تذوي وتضمحل بعد حين، متجاهلين حقيقة ان سدنة هذا الفكر ودهاقنته ليسوا إلا دمى حمقاء تحركها أصابع ماهرة وعقول ماكرة، وأن جموع الغوغاء اللاهثة خلف سراب النعيم الدائم بين احضان الحور العين والخارجة عن منطق الحجة والدليل بل والفهم الواعي لحقيقة رسالة النبي الاكرم محمد (صلى الله عليه وآله) ولو بابسط حدوده، كانوا وما زالوا وسيبقون وقوداً لفتن خلّفت وتخلّف بحاراً من الآلام والدماء، ومزيداً من الفرقة والتناحر والتشرذم، وسعياً احمقاً لخدمة من يسوقهم بعصاه كما تُساق البهائم الى مسالخها.

  ففي مطالع ثمانينات القرن الماضي وعلى حين غرة تصارخ مشايخ الوهابية ورموز السلفية متباكين على بلاد بالكاد كان يسمع عنها البعض آنذاك تدعى افغانستان، وعن عاصمتها كابل، ذرف الافاقون عليها دموعاً غزيرة، ونتفوا غضباً عليها لحاهم الوسخة... كانوا مصدومين بمشاهد افغانستان التي تذبح بالسيف الالحادي، ومفجوعين بما ستؤول اليه حال كابل الفتاة العذراء التي توشك ان تغتصب جهاراً وهي تستصرخ ضمائر المسلمين، ومعتصم العباسييين. فأفتوا بأن الذود عنها، والاستشهاد في سبيلها هو أقدس المقدسات، بل هي بوابة الجنة الكبرى ومدخل النعيم والخلود في احضان حور العين!!

  الكثيرون من جموع السائرين خلف دهاقنة الشر هؤلاء كانوا بالكاد قد سمعوا عن مدينة اسمها كابل حينذاك، ولكن شيوخ الوهابية عدوها لهم خيراً من القدس، ومن قبة الصخرة، ومن بلادهم المحتلة، واراضيهم المغتصبة.

   ووجدتها الانظمة العربية الفاسدة الفرصة السانحة للتخلص من قادة التطرف واتباعهم، ففتحت السجون، وشرعت الحدود، وسهّلت اجهزة الامن العربية السبل لذلك، فتراكض الكثيرون، بل وترك عبدالله عزام أحد رموز الاخوان المسلمين أرضه في فلسطين وذهب ليطرد السوفييت، من افغانستان، وليصبح في نظر القوم رائد الجهاد الافغاني!!! وهكذا تواصل الزحف البشري، وما انفك شيوخ الضلال يواصلون الشحن العاطفي، ونسج روايات ألف ليلة وليلة، ونزول الملائكة بسيوفهم، وتسابق الحور العين على احتضان الشهداء، وغير ذلك حتى اصبحت مع الايام قبلة القوم كابل، وبوابة الجنة افغانستان، والشيشان، والبوسنة والهرسك، وغيرها، وضاعت بوصلة القوم.

  وهكذا خرج السوفييتي الملحد من افغانستان، وبقي بعده الوهابيون، وكان ذلك حصاداً مراً، اذ عادت افغانستان بفضلهم الى عصور الجاهلية والتخلف، وبات الكثيرون بعد سنوات يتحسرون على ذلك الملحد الذي حكمهم يوماً من الايام.

    تقول السيد هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الاميركية السابقة في جلسة استماع لها أمام الكونغرس: لنتذكر ان الناس الذين نقاتلهم اليوم في باكستان (أي القاعدة) هم نفسهم الذين كنّا نمولهم قبل عشرين سنة... لقد جندنا هؤلاء المسمين بالمجاهدين وجلبنا المزيد من السعودية وأماكن اخرى، واستوردنا الحركة الوهابية الشاذة لمحاربة الاتحاد السوفييتي آنذاك.

  ولم ينفك الجهد الوهابي المسكوت عنه عالمياً رغم انه اشد خطراً من النازية في استدراج الجهلة والحمقى طالما يتوهم الغرب وحتى أنظمة التخلف العربية المرتهنة لارادة الكبار ان  خيوطه محبوكة باتقان خلف الستائر المسدلة باحكام، فلا يمكنه الخروج عن السيناريو الموضوع له، وأما بعض الاجتهادات المحدودة التي تخرج عن النص، فهي مسكوت عنها!!! وهذا هو الفهم الاعوج والاحمق لماهية وتركيبة هؤلاء الافاقين الذين يتبنون منهجاً دموياً متوحشاً لا يؤمن بالآخر، ولا يقيم وزناً لكل المفاهيم الانسانية، وان الرهان عليه كالرهان على عقارب مسمومة لن توفّر أحداً من سمومها وأذاها... انها غدد سرطانية قاتلة سيدفع ثمنها الجميع، عاجلاً أم آجلاً، واولهم رعاتها وممولوها.

    انها لعبة شيوخ الضلال، والوفرة المقدمة من أموال النفط الموقوف لخدمتهم، توزيعاً مجانياً للموت والخراب باسم الدين وتحت مضلته ظلماً وزوراً، مغمضين اعينهم عن توسع بقعة الزيت لتحمل اوساخ التخلف الوهابي من اصقاع العالم المختلفة صوب منطقتنا العربية التي تجهد فضائيات آل سعود لشغل عقول الكثير من شبابها بين برامج الرقص والغناء، وتزييف الحقائق وشراء الضمائر المعروضة للبيع للمساهمة في اكمال حلقات التغييب المبرمج للعقل العربي.

  ومنذ سنوات طويلة تمتد خيوط الدجل الوهابية الى مديات بعيدة باسم الجميعات الخيرية التي تمثل واجهة مزيفة لنشاط خبيث تعمل من خلالها على استدراج الفقراء وخداعهم ونشر معتقداتها الفاسدة في عقول جاهلة لا تعي مدى انحرافها وبعدها عن الاسلام، ومدى الخطر الذي تشكله على مستقبل حياتها.

    ورغم ان تلك الجماعات التكفيرية الضالة التي تعتاش على أفكار ابن تيمية ومن بعده ابن عبدالوهاب تعد نفسها هي المثل الصحيح للاسلام وما عداها هو خارج عن الملة كافر بدين الله جزاؤه الذبح دون رحمة، لانها جاءت وكما قال خطيب داعش في الموصل بالسيف، ومقتل عشرات الالاف من الشعب الجزائري واحدة من مآثرهم البشعة، إلا ان الشحن الطائفي شكل الوقود المحرك الاساسي لتلك الجموع المنحرفة، وهذا ما يمثّل في نظرهم أعلى قيم البذل والجهاد... في سبيل الله!!!!!!!!!

  ولعل جرائمهم البشعة في العراق منذ سقوط نظام صدام حسين بذرائع مقاومة الاحتلال، رغم ان المحتل على بعد خطوات من مقراتهم وبيوتهم في بلدانهم واماراتهم، الشاهد الأكبر على ذلك.

  وحين رحل المحتل واصل أتباع الفكر الوهابي اعمالهم الاجرامية البشعة واولغوا أكثر في دماء الشيعة، مفصحين بجلاء عن فساد عقيدتهم وانحراف معتقداتهم وخروجها عن الاسلام.

  انها بلا شك ثمرة الزواج غير المقدس بين ابن عبدالوهاب وآل سعود والذي اثمر نطفاً شيطانية أسات للاسلام ولكل قيم السماء.

  فالماكنة الاعلامية المزيفة للحقائق، والمروجة للاكاذيب، والدعم المادي غير المحدود لتلك الجماعات الاجرامية يكذّب مدعيات آل سعود ومحاولتهم التنصل من الجرائم البشعة التي لم يسبق لها مثيل في عصرنا الحاضر.

 وتكر المسبحة مرة اخرى في الشروع بمؤامرة حيث شهدت القاهرة في حزيران عام 2013 وبدعم من آل سعود مؤتمراً لما تسمى برابطة علماء المسلمين في القاهرة، داعية الى الجهاد في سوريا، وانقاذ السنّة من بطش العلويين الكفرة، ومن نظامها الطائفي الأقرب الى الشيعة الذين مثّلوا العدو الاكبر للوهابيين دون سائر الخلق أجمعين، رغم ان النظام الحاكم في سوريا هو نظام علماني، ولعله آخر الانظمة العلمانية في وطننا العربي، بل ويساهم السنّة فيها بدور مهم في مواجهة التكفير القادم من أرض الحجاز.

  انها افغانستان مرة اخرى وبسيناريو معدل، فباتت دمشق هي القدس المحتلة، وحلب قبة الصخرة، وحمص هي بيت لحم، وعادت الملائكة للنزول مرة اخرى نصرة للافاقين القادمين من عموم الدول العربية الغارقة في السبات، بل ومن الشيشان واوربا، ومن امارات النفط المسترخية في وهم العسل، إلا انهم هنا استبقوا حور العين بفتاوى جهاد النكاح في ميادين القتال، فضجت الارض بفسادهم قبل السماء.

  وفي العراق كما في سوريا وكما سيحدث لاحقاً في باقي بلدان العرب الغارق معظمها في السبات، والتي استمرأ بعضها أموال النفط، يشهد العالم بأجمعه مشاهداً مريعة لقتل بدم بارد، وهدماً بشعاً للتأريخ، واستباحة لا حدود لها للاعراض، وقطعاً للرقاب تقرباً لله تعالى!!! وسيناريوهات تجري في الخفاء والعلن لتأسيس فوضى لا نهاية لها، ولتقسيم ما هو مقسم أصلاً، بل واعادة رسم المنطقة بشكل جديد، والعالم برمته يتأمل بذهول كيف ان امة نشرت الحضارة في يوم من الايام وهي تستباح مرة اخرى من قبل المغول القادمين هذه المرة من جحور التأريخ وبأفكار ابن تيمية وابن عبدالوهاب... وبأموال نفط الخليج، ومباركة القرضاوي الخرف، وشيوخ الضلال، وما اكثرهم.

  بيد أن الجديد في الامرالآن هو ان خيوط الصراع لم تعد أجمعها بأيدي مهندسي هذه التراجيديا السوداء، وسقوط الرهان على أدارك غايتها بات تحدياً مصيرياً تدركه قوى التحدي والمقاومة، والوعي الانساني، والصحوة المتأخرة للبعض، ولذا فان دمى الارهاب والعقول الصدئة المنسابة من جحور التخلف ستكتشف أخيراً أن حساب الحقل لن يساوي حساب البيدر بكل تأكيد