Pages

إسلامنا وإسلامهم؟

إسلامنا اليماني الذي آمنا به ، هو الإسلام الذي عرف به الدين الذي جاء به سيدنا محمد”ص”، والذي جاء ذكره في القرآن “ورضيت لكم الإسلام دينا” سورة المائدة/3 ، فهو الإسلام الصافي الخالي من الآفات ما ظهر منها وما بطن ، وهو إسلام الأمان والصلح والطاعة والإذعان لله رب العالمين .
وإسلامنا اليماني ، هو توحيد الله ، والإيمان بالأصول التي جاءت من الله تعالى، وإسلامنا له مقابلات كثيرة ، وأضداد كثيرة ، أولاها أنه مقابل الشرك ، قال تعالى في خطابه إلى نبينا عليه الصلاة والسلام : “إني أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين” سورة الأنعام /4
وإسلامنا ، مقابل الكفر ، إيماننا به أنه مقابل الكفر مأخوذ من قوله تعالى : “ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون” آل عمران /80 .
وإسلامنا اليماني مقابل الخيانة والتعامل مع أعداء الدين والأمة ، فسلم أمر حياتنا ومعادنا إلى الله بإحسان وإخلاص ، قال تعالى : “ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله وهو محسن ” النساء /125.
وإسلامنا اليماني ينوب إلى الله تعالى وله يخضع وينقاد ، قال تعالى : “وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون” سورة الزمر /54 .
وإسلامكم ، يسخر التوحيد لأغراضكم الشخصية خالصة لنواياكم في التحزب والسيطرة على الناس وقهر الناس ، وإذلالهم ، ومن ثم تكفير من لا يؤمن بإسلوبهم، وإسلامكم ، لم يكن صافياً لله تعالى ، سخرتموه للبغي على الناس والعدوان عليهم باسم الدين ، وتسخير الآيات لصالحكم بليِّ عنقها ، فإذا استشهدتم بقوله تعالى : ” فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ” آل عمران الآية/20 ، تستخدمونها بحق أناس مسلمين مهتدين ، ولكنكم تحشرونهم مع غير المهتدين من المسلمين ، وتقيمون عليهم الحد الذي ترونه مناسباً من وجهة نظركم .
إسلامكم ينسف إسلام المسلمين من سنة 1150هـ لغاية 550هـ فيكفرهم ، ويلغي منهم كل إسلام وإيمان ، ويرفض كل المجددين كما في تصريح شيخكم ابن عبد الوهاب .
إسلامكم تكفيري ، عدائي للمسلمين أجمعين ، إلا من آمن بدعوتكم ومقولاتكم ، وهذا ينافي دين الرحمن الرحيم الذي ارتضاه للمسلمين .
إسلامنا يؤمن بعظمة القرآن في كل منحى من مناحيه ، ومنها إيمانه ببلاغته العظيمة ، ومجازه تشبيها واستعارة وكناية ، وإيجازاً ، وهذا ما سهل علينا فهم القرآن الكريم الفهم السليم الصحيح ، وأنقذنا الله بهذا من الوقوع بالمطبات الإسرائيلية أو التشبيه والتجسيم الذي وقعتم به .
وأخيراً ، وليس آخراً ، إسلامنا يقوم على حقيقة التوحيد التي نؤمن بها ، توحيداً مطلقاً لله في الذات والصفات ، فنتوجه له بالعبادة وحده، “وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم” سورة البقرة / من الآية 163، ولا يفسر الآيات التي نزلت بحق أهل الكتاب والمشركين في المسلمين المؤمنين ، فنقع في التكفير ونحمل وزره وآثامه.
وإسلامنا ينأى عن عبادة الأشخاص .
وإسلامكم رفع راية التوحيد والنأي عن عبادة الأشخاص ، فهدم ما اعتقده أوثاناً ، وبنى أوثاناً غيرها مستغلاً سذاجة الناس وصدقهم ، مستخدماً التدجيل ووسائل العنف والإرهاب والدمار فقتل من المسلمين مئات الألوف ، وكفر من لم يصل إليه سيفكم ، وما زلتم تستغلون أرباع وأنصاف المتعلمين منذ ظهور زعيمكم ابن عبد الوهاب إلى الآن . وقد لاقى المسلمون من شرّه وشروركم مالا تحتمله الجبال ، وهل هناك أشد ألماً على المسلم المتمسّك بأركان دينه أن تكفروه وتسلبوا منه إيمانه .
وإسلامنا يستهجن تقديسكم لزعيمكم ابن عبد الوهاب ، وإضفاء صفات إلوهية عليه ، فهو عنكم ابن آدم غير خطّاء ، لا يضل ، ولا يخطأ ، وضع لكم أسساً راسخة لدين وهابي قديم ، وجاء العصر الحديث بما فيه من تقنيات ، وكنتم قد صرتم إلى أموال البترول فسخرتموها مستخدمين كل التقنيات والمليارات التي لا تحصى لشراء الأنفس ، وقتل من لا يستجيب لكم ، ولا يراكم في الميزان إلا إرهابيين تكفيريين ، وكلما دخلتم قرية أو بلداً خربتموه على رؤوس أهله ، وليس الصومال عندكم ببعيد ، وليست اليمن عندكم ببعيدة ، وكان الله في عون كل المسلمين من شروركم وتكفيركم .
والإسلام الذي لا يجيز قتل النفس لمجرد أنها غير مسلمة ، ولا يبيح للمسلمين قتال الآخرين الذين ليسوا على دينهم ، جعلتموه دموياً سفّاكاً بالمسلمين . وإسلامنا على غير هذا ، ونعلم أن الله تعالى وضع الأسس المتينة التي بموجبها يكون السلام، فقال : “لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين . إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولّهم فأولئك هم الظالمون” سورة الممتحنة /8-9 .
فماذا فعلتم أيها الظالمون ؟!.. ماذا فعلتم !.. يفترض أننا أخوة مسلمون ، أخوة عرب يفترض ، أخذتم تفسيرات كتب في عهود سالفة لأسباب كانت قائمة .. فكفرتم المسلمين ، وأنتم تعلمون علم اليقين أنّهم مسلمون موحدون ، وبدين الإسلام مؤمنون، ولراياته رافعون ، وعلى خدمته قائمون ، فقاتلتموهم ، وتعاونتم مع أعداء الدين والعروبة من اليهود الصهاينة ، وجمعتموهم على أهليكم وذويكم ، يفترض أن يكون هذا .. يفترض فتعاونتم مع الشيطان على حربنا ، فأرقتم دماء السوريين من الأطفال والرجال والنساء ، بقسوة ، ولؤم وإرهاب ، وعنف تعودتم عليه خلال مئات السنين .
أما اليهود الصهاينة الذين يحتلون فلسطين ، وأولى القبلتين ، ويقصفون الشعب باستمرار ويرون أنهم يجب ألا يرفعوا السيف عن أهلنا الفلسطينيين لا سيما في غزة، الذين قاتلونا في الدين ، والذين أخرجونا من ديارنا ، والذين ظاهروا على إخراجنا ، فماذا فعلتم معهم أيها الوهابيون الظالمون ، ماذا فعلتم معهم ، وماذا تفعلون باستمرار ، فقد واليتموهم والقرآن يقول : “ومن يتولّهم فأولئك هم الظالمون” . نعم واليتموهم وأحسنتم إليهم ، بل مددتموهم بكل تكاليف إخراج إخواننا الفلسطينيين من ديارهم ، وها أنتم اليوم توالونهم والأمريكان وأغبياء التاريخ حكومة أردوغان الذين يريدون للتاريخ أن يرجع إلى الوراء ، فتعود دولتهم العثمانية ، تعود لتعمل على تدمير العرب واستعبادهم من جديد تحت إمرة الإسرائيليين ، لتظل “إسرائيل” عزيزة قوية، ولن يكون لها ذلك طالما هناك ممانعة ، ومقاومة ، واستقلال في سورية .
من أجل هذا واليتموهم ، وكنتم لهم الظهير والسند مع خونة الوطن الذين ملّوا ثقافة القرآن ، ويشتاقون مثلكم إلى ثقافة التوراة ، فلا قوة ولا سيادة ولا استقلال ولا كرامة لـ”إسرائيل” طالما ظلت سورية بقوتها وسيادتها واستقلالها ، فماذا تفعلون والحال هكذا ليس لكم إلا أن توالوا أعداء الله ، أعداء الإسلام ، والموضوع عندكم سهل ، ميسّر تتهمون السوريين والعرب والمسلمين الذين ليسوا معكم أنّهم أعداء الله ، فأنتم حللتم – والعياذ بالله – محل الله أنتم وأحبابكم بل أبناء عمكم اليهود ومن والاهم حللتم محل الله ، ومن قادر على معاداة الله .. لا حول ولا قوة إلا بالله ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
وأتباعكم الذين تمولونهم بالمال والعتاد ، موالي الأعراب ما تركوا إثماً ولا جريمة إلا ارتكبوها بدعاوى كثيرة ، فدروسهم يعرفونها ، وعن ظهر قلب يحفظونها ، والإسلام العظيم الذي لا يعاقب على الجرائم إلا بالنص ، حيث تتم الجريمة بالإصرار والترصّد ، لم يعد له عمل أو شغل هنا ، فهم المشرّعون وهم القضاة ، وهم أصحاب النصوص يلوون رقابها كما يشاؤون ، ولهذا يرتكبون المجازر العمد على طول وعرض البلاد ، ولا يوفرون أحداً لا صغيراً ولا كبيراً ، لا رجلاً ولا امرأة ، فصار القتل العمد السبيل إلى الإخلال بالأمن ، وانتشار الفوضى ، وصار الأخ يقتل أخاه ، والابن يقتل أباه ، وهذا قد حدث ، وحدث منه حالات بالعشرات ، بفعل تشجيعكم الجريمة والقتل بهدف إشاعة الفوضى والإخلال بأمن سورية البلد الأول عالمياً بالأمن ، فهل هذا دينكم ؟ أم هو اجتهاد اجتهدتموه ؟ أين تذهبون بقوله تعالى: “ومن يقتل مؤمناً متعمّداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما” هل مرّت بكم هذه الآية يا معشر الوهابيين هل مرّت بكم يا من تغذّيتم على لبن الوهابية والتكفير ؟ إنها في سورة النساء /93 . افتحوا القرآن وتأكدوا، أم أنكم في شغل عن كتاب الله ، مشغولون توزّعون كتاب بوش اللعين (الفرقان الحق) ردوا على أنفسكم ، سلوا ضمائركم ، أم غابت هي الأخرى ؟!..
ألم تعلموا أن كتاب الله العظيم حذر من قتل النفس مطلقاً ، حذر من هذا سواء كانت نفس المرء بقصد الانتحار ، أو نفس سواه . فيا أيها الشباب الذين يضحكون عليكم ويغسلون أدمغتكم ، موهمينكم أنكم بعد تفجير أنفسكم أنتم ذاهبون إلى الجنة مباشرة ، استمعوا إلى قوله تعالى : “ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ..” الفرقان/68 فهل استوعبتم الآية انظروا ماذا يقول عنها المفسرون .
هذه الآية جاءت ضمن سلسلة سمات للمؤمنين ، فهم “يمشوا على الأرض هوناً ” “وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما” “والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً . والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنّم ..” “والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ، ولا يقتلون النفس التي حرّم الله إلا بالحق ..” “ومن يفعل ذلك يلق أثاما ، يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا..” .
وإذن فمن سمات المؤمنين ألا يقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق .. فهل من الحق قتل المارة الأبرياء ، هل من الحق قتل الأطفال ، هل من الحق قتل الناس ، وهدم العمارات والبيوت ، والتخريب والدمار؟ .. هل هذه سمات المؤمن ؟.. الله جل جلاله قال قوله ، والوهابيون التكفيريون من القاعدة وغيرها قالوا قولهم ، فمن هو أصدق؟ الله سبحانه وتعالى أم التكفيريون ؟
ماذا يفعلون بأنفسهم ؟ يجيب القرآن “وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون” الأنعام/26 ويجيب القرآن ” الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون” الأنعام /12 . هذا الذي ترك كتاب الله ، وترك سمات المؤمنين ، وهو يحسب أنه يصنع حسناً وهو يقتل نفسه ، ماذا قال عنه الله في محكم كتابه ، قال تعالى : “ولا تقتلوا أنفسكم…”النساء/29 .
تلك هي حدود الله ، وصدق الله القائل : “ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه”الطلاق /1 ،ولأن هؤلاء المنتحرين تلقنوا ثقافة الموت والانتحار ، فقد صاروا رهناء أنفسهم بما كسبوا من ثقافة سوداوية ، يقول تعالى : “كل نفس بما كسبت رهينة..”المدثر/38 . وما يحل بك أيها المنتحر زعماً أنّك شهيد ، وأنت تترك زوجك وأولادك فتعيش في بحر سوءات ما كان يريدها لك الله ، وتتركهم لمن دفعك إلى الموت، وهو يملي في دماغك أنّك ذاهب شهيداً ، فيجيبك الله تعالى ، لا إله إلا هو: “وما أصابك من سيئة فمن نفسك” النساء/79 ، وتذكر قوله تعالى : ” ياحسرتي على ما فرطت من جنب الله ” الزمر /56،فعودوا عباد الله إلى الله ، عودوا عن هدي التكفيريين إلى جنبات الإسلام العظيم ، فإسلام محمد “ص”غير إسلامهم ، فقد أغرقوا الأمة في بحر من المعاناة والسوداوية ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.