Pages

هذه حال الأعراب
تغير الزمن
وتعلم الأبناء
وصالوا وجالوا
الا أنّا ما زلنا
نخبئ أشياء وراء الباب!
بنادقنا وسيوف وخناجر،
نخاف يراها صهاينة
لكنا نشهرها بوجه أخينا
جار الأعتاب!
***
عندما كنت صغيرا
جاري استل خنجره!
طعن زوجته مثنى وثلاث ورباع.
صرخ الأطفال ولطموا.
قاموا وما قعدوا،
حضنوا بعضهم البعض
واختفوا في زاوية وراء الباب!
***
هاج الناس وماجوا
ووصل الأهل والجيران وأهل الحي
وكل من معهم
حتى الأغراب!
وسدّو الطرقات
وضربوا اليسرى باليمنى:
"زوجتة ما صرخت
صامتة ماتت
غطّوا الجثة فورا"
وشيوخ البلدة نامة
تغفوا بعد فما وصلت!
فان علموا بوصول الشرطة؛
نزلوا حالا في السرداب!
***
أخذوا الزوج وخنجره
صرخوا
من أين أتيت به؟!
أخبرنا مصدره!
أما زوجك حر أنت!!
في دولتنا السلمية،
أسلحة لا تحتاج!
فنحن واياكم أغلى الأحباب!
صحيح،
مدرسة البلدة قد هدمت!
قذيفتنا العمياء لما وصلت،
ما كانت تعرف عنها،
أنها ملئى بالطلاب!
وزيتونتك لما احترقت،
ما يدرينا أنها وسط حقول الأعناب؟!
وعنزتك الشقراء لما ذبحت
لم ندري حاجتكم،
كانت وسط السود
قتلناهن جميعا،
خفنا أن الشقراء في الوسط فرخ ذئاب!
وأراضيكم صادرنا،
معاذ الله، تقاسمنا كل الخير!
فنحن واياكم،
أبناء عمومة، بل أغلى!
ونعلم أن جريمتك، وما تفعل،
لتبقينا عزّ الأصحاب!
***
من أين أتيت بخنجرك؟
من سوّاه؟
من هرّبه؟
من أدخله دولتنا؟
بلاد الحب؟
يا بوم الشؤم
يا ابن النحس
يا أفعى
يا حنش
يا ابن غراب!
لولا محبتكم
كنا نترككم
فتبقوا أيتاما!
كنا نرحل
لتموتوا قهرا!
لا تستحقون محبتا يا الأعراب!
***
أبقوه لديهم عاما، عامين، عشرة أعوام...
قتلتنا الردة
أن الواحد منا
يحمل في الداخل ضده
كما يحكي ابن النواب!
لا أدري شغلنا عنه
نسيناه
نقاتل ابنا أو ابنة
نضرب أما أو جدة
ولأخوتنا كشرنا،
وأظهرنا الأنياب!