Pages


فلاسفة اللواط لكنتونات خليج العفن؟


لم يعد الخليج العربي "المحتل" خليجا عاديا لأن مشكلته لاتكمن في كثرة القواعد الأميركية وتكاثر أوكار الاخوان والوهابية وملاذات شيوخ الجنس والتكاثر والشهوة بل أن أكبر مشكلة يعاني منها الخليج الآن أنه صار خليجا للفلاسفة ففيه أكبر تجمع للفلاسفة في العالم حتى صار يجب أن يسمى بجدارة خليج الفلاسفة .. كل من في الخليج فيلسوف ..الملوك والأمراء وسلالاتهم وحتى المطارزية والمتسولون على أبواب الأمراء من المتثاقفين .. وقد تبوأت قطر عرش الفلسفة .. فأميرها الحالي فيلسوف لايشق له غبار اذ اكتشف أن الشعب السوري يمكن أن يبيعه كرسي الرئاسة بمبلغ مئة مليار دولار سيدفعها سموه للاعمار اذا استجيب له .. وحسب هذا المنطق فان الشعب السوري سيبيع صموده ونصره ودماء ابنائه فقط بمئة مليار دولار .. وهذا النوع من فلاسفة الخليج منتشر جدا بسبب موجة شراء واسعة خلال السنوات الماضية لسياسيين وكتاب عرب ومثقفين وفنانين تم شراؤهم كما يتم شراء الخيول والأبقار في المزارع .. فصار عند الأمراء شعور أن الشراء بالجملة أسهل من الشراء بالمفرق .. ولكن هل من يعلم هذا الصنف من الفلاسفة أن الانتصارات لاتباع وأن الكرامات لاتؤجر وأن قطرة الدم لاتشتريها كل أموال الكون .. هذا النوع من فلاسفة البيع والشراء وفلسفة تجارة الرقيق الذي يعتقد أن ماله يأتي له حتى بالخلود يستحق لقب أمير "الهمزة لمزة" لأنه ينطبق عليه تحذير الله وسؤاله الاستنكاري (ويل لكل همزة لمزة .. الذي جمع مالا وعدده .. يحسب أن ماله أخلده) ..

ولكنه يقين فيلسوف ابن فيلسوف وفيلسوفة .. فأبوه الأمير فيلسوف البر بالوالدين .. وأمه الشيخة موزة بنت مسند فيلسوفة بنت فيلسوف .. ووزير خارجيته السابق "هوميروس" صاحب حكمة "الذئاب والنعاج" ايضا فيلسوف وله حكمة شهيرة لاتنسى لايقدر حتى طاغور على الاتيان بمثلها حتى رددت صداها الأزمنة عندما قال في اجتماع لجامعة يقال انها تقود 400 مليون عربي (ياسادة كلنا نعاج) ..
قطر لاتزال تعطي وتهب العالم الفلاسفة بسخاء وتزيح أثينا عن عرش الفلسفة ولم يترك مذيعو الجزيرة مكانا في الفلسفة لسقراط وابقراط وارسطو وجالينوس الذين دحرتهم دوحة الفلاسفة .. وآخر منتجات هؤلاء الفيلسوف وزير الخارجية القطري "خالد بن عطية" الذي يليق به اسم "خالد بن خطيّة" لأنه ترك وحده يتصدى للمعضلات التي عجز عنها ساسة العالم ومفكروه ..

قد اكتشف هذا الفيلسوف العظيم أن النظام السوري هو مصدر كل الشرور وأن أساس المشكلة في الشرق الأوسط هو النظام السوري وليس داعش (وطبعا ليست اسرائيل وليست قطر ولا السعودية) .. أي أن بقاء الأسد هو الذي تسبب بظهور داعش .. وبقاؤه هو مايؤخر هزيمة داعش .. أي لهزيمة البغدادي حسب خالد بن خطية يجب اسقاط دمشق .. وعندها يرحل البغدادي بنفسه ويحمل حقائبة ويحزم سكاكينه ويلملم جماجم ضحاياه وصراخ واستغاثات سباياه ويذهب الى بيته أو الى غار حراء ليتعبد ويتنسك ..

وفي قطر طقوس خاصة لفلاسفة التجسس .. فللجواسيس الاسرائيليين مدرستهم الفلسفية مثل فيلسوف الموساد عزمي بشارة .. وكل من يطأ ارض قطر يصير فيلسوفا حتى أن كل مذيعي الجزيرة صاروا فلاسفة وحكماء .. ويتقدمهم ابن خلدون مقدم برنامج "الاتجاه المعاكس" الذي لايستضيف فيه سوى الفلاسفة عن عيار كونفوشيوس وسبينوزا وهيغل وديكارت .. وهذا الفيلسوف لايعرف الكثيرون أن له ملفا صحيا رسميا في العيادات النفسية في منطقة يوركشر البريطانية التي كان يعيش فيها وأنه تناول العقاقير النفسية لثلاث سنوات وهو الآن يلقن الأمة دروسا في الحكمة والدعابة وخفة الدم ..

بعد قطر صارت أمارة دبي تتحول من الاستثمار الاقتصادي الى الاستثمار بالفلسفة والمنطق فكل أمرائها فلاسفة ولهم رؤى فلسفية وكتب في المنطق .. ولكن من يقود هذه النزعة الفلسفية الآن هو المفكر الكوني الشرطي ضاحي خلفان .. الذي يكتب شرقا وغربا .. يهاجم كل من يقع في طريقه ويطلق الأحكام على مزاجه .. فهو لايفرق بين الاخوان المسلمين وحزب الله .. وبين البغدادي والسيد حسن نصرالله والجولاني .. انه فيلسوف العبث ..

ولكن السعودية بدأت تكشف عن مخزونها الخطير من الفلاسفة الفطاحل والجهابذة مثل بن عمر وجمال الخاشقجي وأنور عشقي الذي اقتحم التلمود بنفسه ودكه دكا وهزم فلاسفة التلموديين .. وجاء بهم مهزومين حتى اضطروا الى مصافحته وهو يتمنع .. عشقي صار رائد النزعة الواقعية الفلسفية السعودية لأن الواقع هو أن اسرائيل هي الصديق وايران هي العدو ونتنياهو رجل المرحلة الواقعي .. وهذا المذهب الواقعي يعجب جدا خالد مشعل المناضل الالهي .. الذي يعشق الواقعية وطار الى الرياض ليرشف رحيق الواقعية ..

ورغم أن النفط يفسد الأرض الا أنه يفيض بالفلسفة والحكمة وهاهي جحافل الفلاسفة الخليجيين مثل ضاحي وحمد وموزة وفيصل وكريشان ومكتوم ونهيان وبندر وسلمان تجرف في طريقها فلاسفة الاسلام الاوائل الأقزام مثل ابن سينا والفارابي والكندي والمعري وابن رشد وأبو حيان التوحيدي وأبو حامد الغزالي والأشعري وابن باجة والسهروردي والحلاج والبيروني وابن خلدون .. وهاهي مؤلفات التويتر الخليجية تسحق التهافت وتهافت التهافت ورسائل اخوان الصفا ..
ولكن مع هذا فانه كان على هذه الأمة أن تنتظر فيلسوفها الأكبر وعبقري المنطق الذي أنجبته الصحراء في الكويت .. فاسمحوا لي أن أقدم لكم ولكنّ فيلسوف الفلاسفة .. وعبقري العباقرة .. المفكر والفلكي والرياضي الطبيب والشيخ الرئيس .. أحد النواب الكويتيين الذي يفصل لنا في علم المنطق في تصريح لايجب أن يفوت عشاق الفلسفة .. يقول فيه رأيه في عدم استقبال لاجئين سوريين:


الحقيقة أنني لاأعرف اسم هذا الفيلسوف الجديد .. فالخليج العربي المحتل ينتج الفلاسفة بنفس سرعة انتاجه للبراميل النفطية كل يوم .. وأنا لااقدر على احصائهم وملاحقة أسمائهم فهم يتكاثرون كالذباب .. وهذا تسبب في قلقي لأنني أنا من لاحق الفلاسفة من عصر الى عصروأحصيت لهم حركاتهم وسكناتهم .. وقد عصرت كتبهم حتى آخر قطرة وآخر حرف سكبته في عقلي .. ولكن ذهني لم يقدر أن يستوعب هذه العبقرية الانسانية الفذة التي بارك الله فيها للكويت ..وأيقنت ان ثروة الخليج ليست في حقول النفط والغاز .. بل في حقول الفلسفة وآبار المنطق عند هذا الرجل .. والحق أن الكويت لايجب أن تقلق اذا نضبت حقول النفط فيها بعد أن مصت شرايينها شركات النفط الاميريكية .. لأن لدى الكويت جالينوس وأفلاطون وسقراط .. كلهم مجتمعون في رجل واحد .. هو هذا الفيلسوف المعجزة ..

انني اعتدت أن لاأفوت فرصة في مجادلة الفلاسفة أو منازلة آرائهم .. ولكني مع فلاسفة النفط أكتفي بأن أغلق نافذتي وأسدل الستائر وأرش بعض العطور حولي وملطفات الجو .. لأن منتهى الاهانة أن تجادل هذا النوع الرث جدا من الحشرات البيضاء الطنانة حولنا التي يدل ظهورها على أن الجرح في العقل العربي والاسلامي قد تعفن جدا وأن القيح الذي يصدر عنه يجذب الحشرات الرثة الطنانة التي تطوف حولنا .. والأهم من كل ذلك أن المشرط الذي فتح الجرح المتقيح وأسال قيحه كان المعركة السورية العظيمة التي شقت هذا الجرح المتعفن ..وبدأ عصر الوعي والشفاء .. ولن يطول الزمن حتى تندثر هذه الحشرات البيضاء الطنانة .. لأن عصر الفلسفة الحقيقي تصنعه الأمم في زمن الامتحانات الصعبة ..

ولتتذكروا شيئا واحدا أن كل رصاصة في هذا الحرب كانت محملة بدرس في فلسفة العشق الوطني ويحتاج كي يفهمه رهط فلاسفة النفط والغاز الى ألف سنة .. وأن كل قذيفة مدفع فيها من العلم والفلسفة ماتعجز عن شرائه كل ميزانيات النفط .. أن كل جدار تهدّم وكل نافذة هوت وكل سقف تردّى تدفقت من بين حطامه مكتبة جديدة للفلسفة .. وأن كل لحظة ألم وخوف وشوق وحزن ووجع وفراق عاشها طفل سوري تجعل سقراط تلميذا عند هذا الطفل يجلس بين يديه ليتعلم من جديد مالم يعلم .. وحيث ينحني احتراما ويرمي بكتبه الى النار لأنها عجزت عن فهم معنى الصمود المعجزة في وجه الدنيا كلها الذي قدمه أطفال وشباب ورجال من سورية ..
ان كل ماأنجبته البشرية من نظريات فلسفية غير قادرة على أن تضع تفسيرا لهذا الحب العظيم الذي نحسه تجاه بلدنا ونستعذب الموت من أجله ونحارب سنوات دون أن نتعب .. ودون أن يتعب دمنا من سفره خارج أجسادنا .. ودون أن تتعب عروقنا من منازلة السكاكين .. ومن هنا تولد مدارس الفلسفة الجديدة التي لايشتريها مال ولاتصنعها مدرسة .. ولاأكاديمية .. فلاتوجد مدرسة فلسفية واحدة قادرة على أن تقدم نموذجا عن فلسفة حب الحرية والكبرياء الوطنية كالنموذج الذي قدمته شرائح واسعة من الشعب السوري .. انهم سادة الفلاسفة .. وأساتذة الفلاسفة ..