Pages


أهمية الغدد والهرمونات .. في تحديد السيئات والحسنات

2

أعيد هذه السطور من المقال الأول للربط بين الجزءين ، ولكي تتضح الصورة ، ونتذكر معا فكرة المقال ا، الذي تأخر جزءه الثاني ، ولكي نتذكر معا مفهوم الغدد والهرمونات ودورهما الهام والفعال في تحديد جميع أفعال وانفعالات وتصرفات وسلوكيات ومشاعر الإنسان ..

أولا :ــ اقتباس من المقال الأول

" يوجد في جسم الإنسان عدد كبير من الغدد وظيفتها إنتاج أو إفراز مواد نافعة وكثير من هذه الغدد تفرز إنتاجها من خلال قناة وتسمى الغدد القنوية مثل الغدد اللعابية ، والبعض الآخر تفرز إنتاجها مباشرة إلى الدم بدون قناة ، وتسمى الغدد الصماء
ويحمل الدم الهرمونات إلى جميع أجزاء الجسم ليؤدي كل هرمون منها وظيفة معينة مختلفة في جسم الإنسان.
ويمكن تعريف الهرمون بأنه مادة كيميائية تفرزها الغدد الصماء في الدم مباشرة لأداء وظيفة معينة وعلى ذلك فوظيفة الهرمونات بصفة عامة تنسيق عمل أعضاء الجسم.
وبعض الهرمونات سريعة التأثير ، مثل : هرمون الأدرينالين الذي يهيئ الجسم لمواجهة المواقف الحركية ، والأنسولين الذي ينظم نسبة السكر في الدم ، وبعضها الأخر بطئ التأثير ويؤثر خلال فترة زمنية طويلة ، مثل هرمون النمو والهرمونات الجنسية " انتهى الاقتباس

ثانيا : ـــ أبدأ المقال الثاني بتذكر إشارتين:ـــ الأولى :ــ ((أن الهرمون مادة كيميائية ، وأن كل هرمون له وظيفة معينة مختلفة في جسم الإنسان. والثانية :ــ ((أن وظيفة الهرمونات بصفة عامة تنسيق عمل أعضاء الجسم))...........................................................................
ومن هذه الإشارات الهامة نحاول أن نفهم أكثر ونتبين من خلال هذا البحث المتواضع الذي سأربط من خلاله بين هذا الدور الهام للغدد ، والهرمونات كمواد كيميائية يتم إفرازها داخل الجسم حين تعرضه أو مروره بأي شعور أو عاطفة او فعل أو رد فعل يصدر من الإنسان أو يتعرض له ، وعلاقة هذا أيضا بذكر كلمة (الذرة) ــ وهي وحدة بناء المادة ــ في تسجيل الأعمال ، وما أهمية ان يقول ربنا جل وعلا في الآيتين الأخيرتين من سورة الزلزلة (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه ،  وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه) الزلزلة 7 ، 8 ..

لقد اتفق العلماء المتخصصون في الطب والكيمياء أن جسم الإنسان يفرز مواداً كيميائية مختلفة حين يتعرض لأي مثير جسدي أو نفسي ، ويقوم بهذا الدور الغدد بأنواعها المختلفة حيث تقوم بإفراز مواد كيميائية ، وعلى سبيل المثال تفرز المعدة عصارتها عند استقبال الطعام أو حمض الهيدروكلويك استعدادا لعملية الهضم لكي يتحول وسط الهضم إلى وسطاً حامضيا.

وكذلك في المواقف المختلفة التي تُثار فيها العواطف والمشاعر ، تفزر الغدد هرمونات او مواد كيميائية مختلفة حسب كل متطلبات كل موقف ، بمعنى أن الإنسان يُخرِج من مشاعر الحب والعواطف أنواعا مختلفة تماما حسب الشخص الذي نشعر تجاهه بهذا الحب ، لكنها في النهاية ــ أو في الظاهر ــ تندرج تحت مسمى واحد هو (الحـب) ، فالإنسان الطبيعي يُحب أمّه التي أنجبته ، وأخواته الإناث ، ( وزوجته أو زوجاته ) ، وبناته التي أنجبهن ، وعمّاته وخالاته ، ورغم أن كل هؤلاء من الإناث إلا أنه حين يتعامل معهن ويحنو عليهن فإن تعامله يكون مختلف ، ونوعية حبه لكل واحدة منهن لها طابع وشعور وإحساس وتفاعل كيميائي مختلف (هذا بالنسبة للإنسان الطبيعي) ..

مزيد من التوضيح :ــ

أنت تحب زوجتك ، حين تحاول التعبير عن هذه المشاعر بأن تحنو عليها أو تبادر بتقبيلها واحتضانها فإن هذا الشعور وتلك العاطفة تكون مصحوبة بتغييرات فسيولوجية دقيقة جدا داخل جسمك ، يعبر عنها الجسم بإفراز هرمونات ومواد كيميائية معينة ، وقد تتطور هذه المشاعر لممارسة علاقة جنسية كاملة مع الزوجة ، وهنا يكون الدور المحوري للهرمونات الجنسية المصاحبة للفعل ، ومؤكد أن هذه الهرمونات لها صيغة أو تركيبة كيميائية دقيقة جدا تتكون من ذرات محددة العدد والنوع .. وهنا أهمية أن ندرك معنى ان الذرة هي وحدة بناء المادة .. وهذا التفاعل الكيميائي مناسبا للعلاقة الزوجية (بين كل رجل وزوجته).. ، وأعتقد أن ممارسة الجنس بين ذكر وانثى في علاقة غير شرعية يكون مصحوباً بإفراز نفس الهرمونات السابقة مع نوع إضافي من الهرمونات التي تعبر عن الخوف والقلق ، أو الإحساس الداخلي بالذنب ، جدير بالذكر أن ممارسة العلاقة الجنسية بين الزوج وزوجته لا يُكتب لها النجاح حين يشعر الزوج بالقلق أو الاضطراب من دخول الأطفال عليهم ، او بمجرد الشرود والشروع في التفكير في أي شيء بعيدا عن هذه العلاقة بحيث تتغير طبيعة التفاعل الكيميائي المناسب لنجاح العلاقة ، مما يؤكد أهمية الهرمونات ودورها المحوري في تحديد وتنوع أي عمل يقوم به الإنسان ..

و نفس الشخص ــ السوي الطبيعي ــ حين يعبر عن مشاعر الحب تجاه ابنته ، أو أخته أو أمه فإن الوضع يختلف تماما ، فمن المستحيل على أي إنسان طبيعي سّوِى أن تتحول مشاعر حبه وعاطفته وحنيته تجاه (ابنته أو اخته أو أمه) إلى مشاعر جنسية ، فهو حب لكنه مختلف ، وما يحدد هذا الاختلاف بدقه هو التفاعل الكيميائي المصاحب لهذه المشاعر الإنسانية والعلاقة الاجتماعية أو صلة الرحم ، وهذا التفاعل الكيميائي هو المناسب لهذه العلاقة الاجتماعية بين الأهل بعيدا عن أي تغير فسيولوجي يسير في اتجاه الغريزة الجنسية ، ولو حدث تغير يوصف الشخص بأنه مريض وغير طبيعي وغير سوى .. إذن الهرمونات كمواد كيميائية تتكون من ذرات لها دور أساسي ومهم في تحديد الاختلافات بين الأفعال والأعمال ، وكذلك تميز بين فعل الإنسان السوى والغير سوي ..

الأمر يحتاج لمزيد من التوضيح ..

الإنسان قد :ــ  يُحب ويكره ، يتسامح ويظلم ، يؤمن ويكفر ، يُصلِح ويُفْسِد ، يدعو للخير ويدعو للشر ، يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر أو العكس ، يحب الخير للناس أو يحقد عليهم ، يؤدى عمله بضمير ، أو يعيش مستهتراً فوضويا ، يؤمن بالله جل وعلا وحده لا شريك له ، أو يشرك مع الله جل وعلا شركاء و أولياء من البشر والحجر ، يقول كلمة الحق ويشهد بالحق أو يشهد زورا ، يُخلص في صلاته وعبادته لله جل وعلا ، أو يصلي رياءاً ، بأن يقع في الشرك ، يُخرج زكاة ماله ويتصدق من أفضل ما عنده بنفس راضية قاصدا مرضاة الله جل وعلا ، أم انه يفعل هذا رياءاً في المجتمع طلبا للشهرة والصيت وانتظار المقابل من الناس .............الخ ، امثلة كثيرة جدا يعيشها الإنسان ويمارسها في حياته اليومية ، وكل هذه الأفعال لها شقين :ــ الأول ظاهر للناس ويمكنهم رؤيته ومشاهدته وسماعه مثل (احمرار واصفرار الوجه أو الابتسامة أو الضحكة أو الكلام بصوت مسموع ، أما الشق الثاني:ــ باطني داخلي خفي غيبي ، لا يعلمه إلا الله جل وعلا الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، ويعلم ما نخفي وما نعلن ، وما نبدي وما نبطن ، العامل المشترك في كل هذه الأمور هو التفاعل الجسدي النفسي الذي يعبر عنه بكل دقة تفاعلا كيميائياً مختلفا يعبر بدقة متناهية عن مدى صدق او كذب الفاعل أو القائم بالعمل ، فمن المستحيل أن يُخلص إنسانا عقيدته ودينه وصلاته وزكاته وصومه لله جل وعلا وحده ، ويتساوى هذا الفعل بفعل نفس الإنسان حين يشرك بالله في عقيدته ودينه وحين يصلى رياءاً وووووو .. فلكل فعل منهما تغيرات تحدث في جسم الإنسان ، ويصاحب كل عمل منهما تفاعلا كيميائيا دقيقا يعبر عن مدى حقيقة هذا العمل ونسبة (الإخلاص والصدق ) أو (الكذب والتدليس) فيه ..

سؤال : مهم ..

ما أهمية الغدد والهرمونات والتفاعل الكيميائي والذرة والمعادلات الكيميائية في تسجيل أو تحديد الحسنات والسيئات ..؟

الذرة هي وحدة بناء المادة ، وبالطبع المادة هي عامل أو عنصر مشترك في بناء هذا الكون العظيم فإن الله جل وعلا ينفى امتلاك أي مخلوق في هذا الكون لأي شيء ، وهو توجيه وتحذير وتنبيه لكل من يدّعى وجود أولياء شركاء من البشر أو الحجر فيؤكد ربنا جل وعلا أن هؤلاء الشركاء لا يملكون في هذا الكون مقدار الذرة التي لا ترى بالعين المجردة يقول تعالى (قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ) سبأ :22

أزعم ــ وقد أكون مخطئا ــ أن أعمال الإنسان يتم تسجيلها في كتاب أعماله الخاص عن طريق تسجيل التفاعلات الكيميائية المصاحبة والمعبرة عن أفعاله وأقواله ومشاعره وعقيدته ودينه ، وكل ما يجول بخاطره من خير او شر ، من فساد أو إصلاح ، من صدق أو كذب ، من حب او حقد ، ولذلك ربنا جل وعلا يقول أن الحساب سيكون بالذرة وهي أصغر وحدة للمادة يقول تعالى(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه ،  وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه) الزلزلة 7 ، 8 ..

إذن كل إنسان سيرى صورة حية لكل افعاله وأقواله في الدنيا ، لأن هذه الصورة تُستخدم فيها وحدة بنائية للمادة غاية في الصِّغر والدقة ، وهذه الصورة الحية لا يمكن لأي إنسان ان يراها في الحياة الدنيا ، لأنها عملية معقدة ودقيقة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ، وهنا نتذكر قوله جل وعلا (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ  وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ  لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) سبأ 2 : 4 ، وذكرت الذرة للتعبير عن كتابة الحسنات وأن الله لا يظلم ، في قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً) ..

وفي سورة يونس آية هامة جامعة نستدل بها ونؤكد ان كتابة الأعمال والأقوال والأفعال بأنواعها وعلى اختلافها يتم تسجيلها في كتاب مبين عند الله جل وعلا وهناك من الشهود على هذه الأعمال التي يقوم بها البشر أو حين يشرعون على القيام بها ، وتبين الآية أن الوحدة المستخدمة في آلية الكتابة هي الذرة (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) يونس :61

ولو صحَّ هذا الافتراض بأن الذرة وعلم الكيمياء لهما كل هذا الدور في تقدير وتحديد وتسجيل الحسنات والسيئات لكل إنسان ، فإن هذا يفتح لنا بابا للتفكر والسؤال أيضاً : ما هي أهمية أن يتوب ويستغفر كل إنسان ارتكب معصية أو وقع في الذنوب ، وكيف تتم عملية محو السيئات من كتاب أعماله ، بعد أن تم تسجيلها ــ كما ازعم ــ على هيئة معادلة كيميائية دقيقة معقدة..؟

عملية محو السيئات وتحويلها إلى حسنات يتم من خلال تفاعل كيميائي آخر قد اسميه ــ مجازاً ــ التفاعل الكيميائي العكسي ، أو بطريقة (التحويلات في الكيمياء العضوية) وهنا أيضا نجد الذرة عامل أساسي مؤثر في الموضوع بالإضافة لمؤثر آخر لا يقل أهمية وهو الشريط الوراثي أو البصمة الوراثية التي تختلف من شخص لآخر ..


أهمية الغدد والهرمونات .. في تحديد السيئات والحسنات

1
يوجد في جسم الإنسان عدد كبير من الغدد وظيفتها إنتاج أو إفراز مواد نافعة وكثير من هذه الغدد تفرز إنتاجها من خلال قناة وتسمى الغدد القنوية مثل الغدد اللعابية، والبعض الآخر تفرز إنتاجها مباشرة إلى الدم بدون قناة ، وتسمى الغدد الصماء
ويحمل الدم الهرمونات إلى جميع أجزاء الجسم ليؤدي كل هرمون منها وظيفة معينة مختلفة في جسم الإنسان.

ويمكن تعريف الهرمون بأنه مادة كيميائية تفرزها الغدد الصماء في الدم مباشرة لأداء وظيفة معينة وعلى ذلك فوظيفة الهرمونات بصفة عامة تنسيق عمل أعضاء الجسم.

وبعض الهرمونات سريعة التأثير ، مثل : هرمون الأدرينالين الذي يهيئ الجسم لمواجهة المواقف الحركية ، والأنسولين الذي ينظم نسبة السكر في الدم ، وبعضها الأخر بطئ التأثير ويؤثر خلال فترة زمنية طويلة ، مثل هرمون النمو والهرمونات الجنسية

الغدة النخامية

وهي الغدة المسيطرة على الغدد الصماء فهي عبارة عن جسم صغير يتدلى من السطح السفلي للمخ، وتفرز هرمونات منبهة منشطة لكل من الغدة الدرقية والغدة الكظرية والغدد التناسلية ( الخصية والمبيض ) ولذلك تعتبر الغدة النخامية رئيسة الغدد الصماء الأخرى ، ومن أهم هرموناتها هرمون النمو الذي يسيطر على تمثيل الغذاء ، وأي اختلال في إفرازه يؤدي إلى اضطراب ملحوظ في نمو أعضاء الجسم ، وخاصة الهيكل العظمي، وكذلك هرمونات تسبب انقباض العضلات غير الإرادية، مثل عضلات الأوعية الدموية وعضلات الرحم

الغدة الكظرية أو الغدة فوق الكلوية
يوجد زوج من الغدد الكظرية ، كل منهما جسم أصفر هرمي الشكل ، يلتصق بأعلى الكلية، ويتركب من جزء خارجي ، يفرز مجموعة من الهرمونات ، منها هرمون الكورتيزون الذي يرفع من مقاومة الجسم ، وجزء داخلي يفرز هرمون الأدرينالين ، المعروف بهرمون النجدة حيث يزداد إفرازه في حالات الخوف والغضب والانفعال ، ويهيئ الخلايا لزيادة استهلاك الأكسجين، وانطلاق مزيد من الطاقة، وفي نفس الوقت تزداد سرعة دقات القلب ، ويزداد تدفق الدم نحو العضلات والمخ ، وتصبح الحالة العامة للجسم في حالة استعداد لموقف معي


الغدة الدرقية
تقع أسفل الحنجرة على جانبي مقدمة القصبة الهوائية ، تفرز هرمون الثيروكسين الذي يدخل في تركيبه عنصر اليود ، لذلك يتأثر نشاط الغدة بكمية اليود في الغذاء ، و وظيفة الهرمون السيطرة على عمليات التحول الغذائي ( الأيض ) في الأنسجة
وتعتبر زيادة أو نقص إفراز هرمون الثيروكسين ، والناشئ عن خلل في وظيفة الغدة الدرقية مثالاً للآثار الضارة الناشئة عن الخلل الهرموني.
في حالة زيادة إفراز الغدة الدرقية تزداد معدلات التحول الغذائي ، ويعاني الشخص من نقص في الوزن وبروز العينين وتورم الغدة ، ويعرف ذلك بالجويتر الجحاظي ( جحوظ في اللعينين ) ، ويصبح المريض قلقًا حاد الطبع سريع الانفعال ، وتعالج حالات زيادة الإفراز باستئصال الجزء المتضخم من الغدة أو بالعلاج الإشعاعي.
في حالة نقص إفراز الغدة الدرقية تنقص معدلات التحول الغذائي ، ويعاني الشخص من نقص معدل الاحتراق وقلة في الحركة ، وبلادة تدريجية في النشاط العقلي ، ويعرف ذلك بالجويتر البسيط، وإذا حدث ذلك في الأطفال يتوقف النمو، ويصاب الطفل بالبلاهة ، وتعالج حالات نقص الإفراز باستعمال خلاصة الغدة الدرقية للماشية ، وإضافة اليود إلى الغذاء

الغدد جار الدرقية

على جانبي القصبة الهوائية خلف الغدة الدرقية توجد أربع غدد كل منها في حجم حبة القمح تسمى الغدد الجار درقية تفرز هرمون الباراثورمون الذي ينظم نسبة عنصري الكالسيوم والفوسفور في الدم ، حيث إن اتزان نسبة كل منهما يسبب النمو السليم للعظام وضبط الانفعال

البنكرياس
غدة هاضمة تفرز الإنزيمات في الاثنا عشر خلال قناة بنكرياسية ، كما أنه غدة صماء ، حيث تفرز بعض خلاياه ، التي تعرف باسم ( جزر لانجرهانز )

الهرمونات في الدم
وتفرز جزر لانجرهانز نوعين من الهرمونات حسب نسبة سكر الجلوكوز في الدم فعندما تنخفض نسبة سكر الجلوكوز في الدم تفرز جزر لا نجرهانز هرمون الجلوكاجون الذي يحفز خلايا الكبد لتحول النشا الحيواني المخزون بها إلى سكر جلوكوز في الدم ، ليعيد للسكر توازنه.
وعندما ترتفع نسبة سكر الجلوكوز في الدم ، تفرز جزر لانجرهانز هرمون الأنسولين ، ليحفز خلايا الكبد لتحول الجلوكوز إلى نشا حيواني يتم تخزينه في الكبد ، وكذلك يحفز خلايا الجسم على استخدام سكر الجلوكوز الضروري لعملية التنفس وانطلاق الطاقة
ويظهر مرض السكر نتيجة فشل خلايا البنكرياس في إفراز الهرمونات ، أو عجز الجسم عن استهلاك سكر الجلوكوز الموجود في الدم ، مما يخل بنسبة السكر في الدم ، وتظهر أعراض المرض

ملخص لما سبق

1ــ لكل هرمون وظيفة محددة ، ومن خلال هذه الوظيفة يتحكم الهرمون في سلامة أداء الأعضاء.
يفرز الهرمون بنسبة معينة محكومة باحتياج الجسم كله، وأي زيادة أو نقص في نسبة الهرمون تسبب أعراضًا مرضية.
2ــ الهرمونات مواد كيميائية تحقق التنسيق بين أجهزة الجسم وتحقق التوازن الداخلي للجسم ، فالهرمونات تنظم تركيز السكر والأملاح والماء في الدم.
ففي حالة تعرض الجسم لظرف طارئ فإن الهرمون يعمل على زيادة نبضات القلب ، ورفع ضغط الدم وزيادة النشاط العضلي ، وسرعة التنفس وانطلاق سكر الجلوكوز من الكبد ، وتغيرات وظيفية أخرى ، تزيد من القدرة على مواجهة المواقف

هذا الموضوع يمكن أن نطلق عليه فسيولوجيا الجسم وعلاقتها بسلوكيات وانفعالات الإنسان وأفعاله وارتباط هذا بتسجيل وحفظ الأعمال بمعنى أوضح وأكثر تبسيطا فسيولوجيا جسم الإنسان من الأمور المعقدة جدا ، وهذا مجرد توضيح بسيط لعمل الغدد والهرمونات في الجسم وعلاقتها بتحديد الأفعال وتصنيفها إلى حسنات أو سيئات ، ما أقصده هنا أن كل رد فعل أو كل شعور يصدر عن الإنسان سواء ظاهر أو خفي تقوم هذه الغدد بإفراز هرمون معين سواء وقت الفرح أو الغضب ، أو الحقد والكره أو الخوف ، او النظرة المصحوبة بشهوة جنسية أو نظرة الأمومة ونظرة العطف والتعاطف مع الآخرين ، فكل هذا يرتبط ارتباطا وثيقا جدا بوظائف الغدد الصماء التي تقوم بدور هام جدا غير ظاهر ، ولكن ربنا جل وعلا يعلم ما نخفي وما نعلن وسواء اظهرنا أو أخفينا فربنا جل وعلا يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، ولذلك فإن أعضاء جسم الإنسان سوف تشهد عليه يوم القيامة ، وارتباط هذه الفسيولوجيا الجسدية المعقدة تجعل من المستحيل إمكانية التزوير أو التبديل في كتابة وتسجيل الأعمال ، وهذا ما سنوضحه بالتفصيل في المقال القادم بعونه جل وعلا...

أرجو من الأخوة الأطباء تصحيح أي خطأ علمي في هذا المقال لكي أصححه وأستفيد منه في كتابة المقال القادم


آلحكمة آلمغيبة وآلمعلومة آلحاضرة!

الإنسان اليمني المعاصر هو الآن> إنسانٌ تائه....! رغم ما حصل من تقدّم في العلوم والمعرفة في العالم......!.
 فلا هو يعرف إلى أين يسير مستقبله..........!
 ولا حتّى مصير وطنه وأرضه ومجتمعه..............!.
وهو ايضا شعور بالتّيه يسود معظم شعوب المنطقة العربية......!
 فالحاضر مذموم والغد مجهول........!.
لا الوطن هو الوطن المنشود- ولا الغربة هي الوطن البديل.......!

أيضاً الإنسان العربي يعاصر اليوم عالماً فيه هيمنة كاملة للمصادر *المعلوماتية* على عقول الناس ومشاعرهم ومواقفهم.
فالناس في زمننا الحالي- وفي مختلف المجتمعات! نادراً ما يتعمّقون في معرفة الأمور ويكتفون بالمعلومات السريعة عنها!
 بل أصبحت عقول معظمهم تعتمد الآن على البرامج الإلكترونية!
 حتّى في العمليات الحسابية البسيطة- وأصبحت آليات هذه البرامج هي صلات التواصل بين البشر بدلاً من التفاعل الشخصي المباشر وكذلك ربّما في المنزل نفسه أو بمكان العمل المشترك.....!

كانت العصور القديمة تتميّز بوجود مجالس *الحكماء* الذين يشيرون على الحاكم بما هو الأفضل من الخيارات قبل اتّخاذ القرارات!
 ففي زمن حكيمة اليمن والإنسانية >الملكة>بلقيس.....مثلا....,
اما الآن فقد أصبحت أجهزة المخابرات المعتمدة على *المعلومات* هي مصدر *إلهام* الحكّام في العالم عموما!ً

وما يصنع *رأي* الناس في هذا العصر هو *المعلومات* وليس *العلم* و*المعرفة*........!
 وهذا ما أدركه الذين يصلون للحكم أو يسعون إليه- كما أدركته أيضاً القوى التي تريد الهيمنة على شعوبٍ أخرى أو التحكّم في مسار أحداثها!.

هنا أهمية *المعرفة* التي يضعف دروها يوماً بعد يوم!
 وهنا أيضاً أهمّية *الحكمة* المغيَّبة إلى حدٍّ كبير. فبوجود *المعرفة* و*الحكمة* تخضع *المعلومات* لمصفاة العقل المدرِك لغايات> *المعلومات* ولأهداف أصحابها ولكيفيّة التعامل معها.
فا>المعلومات< قد تجعل الظالم مظلوماً والعكس صحيح!
 وقد تُحوّل الصديق عدواً والعكس صحيح أيضاً.
 لكن *المعرفة* و*الحكمة* لا تسمحان بذلك!!!!

في الطب مثلاً، كانت >الحكمة! هي الأساس في معرفة الأمراض ومعالجتها، فكان >الطبيب< هو *الحكيم*!
 ثم تطوّر العلم وأصبح الطب >معرفة! يتلقّاها الدارسون في هذا الحقل
 وإذا بالطب الآن >حقل اختصاص محدّد< يقوم على *معلومات* خاصة بجزء صغير من جسم الإنسان- لا على معرفة عامّة بكل الجسم وتفاعلاته المشتركة.
 وهكذا هو الحال تقريباً في عموم العلوم الآن- حيث *الاختصاص* يعني مزيداً من *المعلوماتية* وقلّةً من *المعرفة* العامة- وربّما انعداماً ل*الحكمة* التي هي نعمةٌ من الخالق اختصّ بها بعض البشر!
إن اليمن وبلدان المنطقة العربية تعاني الآن من حالٍ خطير من هبوط مستوى العلم والتعليم والمعرفة.
فالأمر لم يعد يرتبط فقط بمستوى الأمّية الذي يزداد ارتفاعاً في عدّة بلدان- بل أيضاً بانحدار مستوى التعليم نفسه! وبهيمنة فتاوى ومفاهيم دينية تُعبّر عن >جاهلية< جديدة  تُخالف حقيقة الدين ومقاصده!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.


آلشيعة وما آدراك ما آلشيعة....؟

آلشيعة لا يستوقفهم جلال القرآن الكريم وجماله.....
 ولا يكترثون بنداءاته وتنبيهاته......
 وحِكمه وأمثاله....... وأوامره ونواهيه....... وتشريعاته المعجزة........ وفيوضاته القدسية .......!
 بلْ يمرون على ذلك كله مروراً خاطفاً.... فلا تدبُّر.... ولا تفكُّر.... ولا تذكُّر...... ولا تعقُّل ........!
فحرموا أنفسهم من هدي الذِّكر الحكيم ومراده.... وجهلوا أحكامه ودلالاته ومراميه، ومقاصده العليا....!!

إنهم يتجاهلون الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.....!
 فلا يستشهدون به....!
 ولا يعوِّلون عليه....!
 لأنه يصدمهم بحقائقه الدامغة....!
 وبراهينه الناصعة....!

وعندما تردّ على أوهامهم بآية قرآنية....!
 يصرخون في وجهك بصلفٍ وجهلٍ وعمى وغباء...... قائلين: >هذه آية منسوخة ... وتلك >متشابة وغير ذلك حتى زعموا >من إفكهم- أنَّ آيةً واحدةً نسختْ سبعين آية.....!!!

بلْ صار الكتاب المبين الذي أُحكِمتْ آياته ثمَّ فُصِّلتْ من لدن حكيم خبير> صار *كتاباً منسوخاً* عند >الشيعة..... وخرافها الضالة؟!


لقد أغرتهم المرويات الخاطئة الكاذبة......!
 التي تصادم القرآن المجيد...... وتثير النعرات.......
 وتؤجج الصراعات...... وتوغِر الصدور........ وتحارب العلم والعقل..... وتحضّ على الجهل والتخلف.....!

هذا وإنْ جاء القوم برواية صحيحة> فإنهم يفهمونها فهماً خاطئاً! على غير مراد الشرع ... فيحدثوا بلبلةً في الفكر....!
 واضطراباً وتناقض في السلوك..... وصراعاً في المجتمع... وإساءةً للرسالة الخاتمة الهادية.....!

وقد لا تصحّ الرواية ذاتها بعد كل هذا اللف والدوران.... والتأويل المتعسِّف....!

لقد تركوا كنوز السنَّة التي تحذِّر من خطورة الشقاق والتشرزم والفُرقة والتحزُّب والتمذهب والطائفية والقبلية ودعاوى الجاهلية.

وتجاهلوا كنوز السنَّة التي تحضُّ على الإخلاص.... والحب..... والأخوة.... والوحدة والتضامن والتعاون... وإقامة الدِّين!
 وإعمال العقل.... وإعمار الكون..... والحثُّ على مكارم الأخلاق  والتي بلغتْ آلاف الأحاديث النبوية الشريفة.....!

ليتَ القوم توقفوا عند هذا الحد... بلْ تركوا اقوال الحبيب محمد*ص* ذاته.........!
 وانشغلوا بالأكاذيبد والعنعنات... والحواشي.... وأخبار الرواة! وأضاعوا أعمارهم في الكذب والدجل.....!

ليتَ القوم توقفوا عند هذا الحد.... بلْ تركوا *السنَّة* جملةً وتفصيلاً.......!
 ونبذوها وراء ظهورهم.......!
 واكتفوا بالأخبار التاريخية والخرافات والقصص الفارسية والآصاطير المريضة....!
 والقصص العبيطة التي تحوطها الشبهات.... وأطالوا الوقوف عندها كثيرا...... وتجمدوا أمامها...... وأجهدوا أنفسهم في الحفر والبناء والنحت والزخرفة والتلوين..... والحذف والإضافة....!
 والتخريج والتلفيق، والشرح والتفسير والتأويل .. حتى أقاموا امبراطوريةً للقبح.... !


نعم؛ لقد تجنَّى "سفهاء الشيعة على السنَّة المطهَّرة جنايةً عظمى! بسبب فهمهم السقيم  وعقولهم المختلَّة... وقلوبهم الخربة!

وغير ذلك من صور الجهل الفاضح.... ووسائل الخداع..... وأساليب التزوير.... والتلفيق...... والقمع....والاستعباد....والإستغلال..... التي تمارس ضد الآتباع في المقام الآول والآخر كما يسمونه....!؟


ولم يفهموا الإسلام كما فهمها أُولو الألباب ...!

@آللهم لك آلحمد على آلعقل و الإسلام@








قفـزَ المجرمون إلـى الحكم

عندمـا قفـزَ المجرمون إلـى الحكم غصبا !و سياسـة استبلاد الشعوب!
 كـانوا بذلك يُدشنون لبدايات انفصـال الدولـة عن كِيـان الجمـاعـة باعتبار الوَلاء.....!
 ما اتاح لهم الركوب علـى خٍيارات الشعوب لتوطيد جبروت المُلك القهـري و تثبيت تقاليده السياسية النِّفـاقية!
 و لم يكن يجرِ هـذا التسلط إلا باسم الشعـارات و العنـاوين الكُبرى التـي تخدع عموم الشعب و تُخدِّره !

إن هـذا التسلط أوجدَ عبر الزمـن ثغرات عديدة في المجتمع اليمني و حوَّل الطبقـة الشعبية إلى غثائية منخورة العزيمـة!
 فاقدة للمعنـى... و لا يهمهـا إلا اللحظـة الآنية !
 أنتجَ *عبودية طوعيـة*! بتعبير الفيلسوف الفرنسي إتيان لابويسي تنخـرُ جسم الجمـاعـة رُوَيدا رُوَيدا فتُرديهِ مُنهَكـاً لا يقوى علـى الصمود و التحدي لحظـة المواجهـة!
 هي عبودية جعلـت طبقة كبيرة من النـاس تنصرفُ عن هـمّ إعـادة العقل الجمـاعي الذي دمـره التسلط اللائكي الفكري فانحـصرت وظيفتهـا في الاستغـراق في المشكلات الفردية التــي تعصف بهـا عصفـًا!!!!!

همنــا أن نحـاولَ وضع أيدينـا علـى بواكير التفتت الداخلـي و أن نرصـدَ البدايات التـي أثمرت تصدعـات كبيرة في كِيـان الجمـاعـة و أن لا نلتفت إلـى الجُزئيـات السببية إلا بمقدار ربطهـا بالعـامـل الأم المسؤول عن التحولات الحـاصلة في بنية الذات و الموضـوع .
إنَّ وضع المجتم اليمني لا يمكن فهم تموجـاته بعيدا عـن جذور الأزمـة السياسية التـي ولّدت شرودا في الفكر و الواقع نظرا لمركزية الدولـة المعـاصرة في التحكم بمستقبل الشعب.....!
 و لأنَّ السياسات التـي تنهجهـا العصابات السياسية في دولنـا اللائكية تقوم علـى الانفراد بالثروة و محـاربة الثورة و توسيع العُدَّة *الأمنية*!.
 و الرهـان علـى قِطـاعـات مُدجَّنـة في توطيد سلطـة الدولة و تجويع الشعوب و تجهيلهـا فإنّ تحليل طبيعـة البؤر المتفاقمة في كِيـان الجمـاعـة تُلزِمُ ربطهـا بالمشكـل اللائكي السياسي الاستبدادي!!!!

من جهـة أخرى تزيد بعض القراءات *العُلمـائية*!
 من مـآسي الانبطـاح للمستبد اللائكي و تُقدِّمُ للعموم مسلكـا تبسيطيا ساذجـا يقوم علـى مداخـل الإصلاح العقدي الذاتي كشرط للنهوض و فهم أسباب التردي الفظيع في واقعنا المعـاصر!
 و قد غـابَ عن هـؤلاء أن الديكتـاتوريات الحـاكمـة صـارت أفقهَ منهم بكثير إذ يُدركُ هـؤلاء أن ترك الوعـاظ من هـذا النمط علـى حـالهم يمثل شرطا لبقـائهم علـى رأس السلطـة !
 لذلك يسمح لهم بتكوين فضائيـات إعـلامية كتعبير عـن رضـاهم بخطـابهم الانبطـاحـي !
 لا يود هـؤلاء أن يفهموا أن الديكتـاتوريات المعـاصرة تطورت أدواتهـا بشكل رهيب و أنهـا مشروع يُـفكِّــكُ كل القيم التي يتم بنـائهـا عن طريق الوعظ و الإرشـاد!
 و أنهـا تعتمد في مخططاتهـا علــى سلب الفاعلية عن طريق برامجهـا الأخطبوطية المتنوعـة في المجتمع و أنها صـارت لهـا أدوارا اختلفت جذريـا عـن كـل مـا كـان سائدا في أزمنـة العصور القديمـة و التي فرضت علـى بعض السلف فيمـا مضى-بحكم الضرورة- طـاعة السلطـة الجـائرة .
 إنّ من يراهـن علـى أي إصلاح باجتناب الحديث عن موبقات الدولـة لا شك أنـه في حـاجـة لفهـم طبيعـة السلطـة المعـاصرة و نفوذهـا المطلق!
 لقد تغيرت عـلاقة الدولة بالمجتمع تغيرا مفصليا فصـارَ الآن المجتمعُ رهينـةً بيد الدولـة يتصرف فيهـا كمـا يريد
 و لم يعد للكيان  الجمـاعي المنخور أية سلطـة قادرة علـى إحداث تحول داخلي نظرا لتحلل المنظومـة الوجودية و تكَوثُــرِ الكِيـانـات الهجينـة النـاجمـة عن رِعـايـة التسلط اللائكي السياسي لهـا!