Pages

إسلامنا وإسلامهم؟

إسلامنا اليماني الذي آمنا به ، هو الإسلام الذي عرف به الدين الذي جاء به سيدنا محمد”ص”، والذي جاء ذكره في القرآن “ورضيت لكم الإسلام دينا” سورة المائدة/3 ، فهو الإسلام الصافي الخالي من الآفات ما ظهر منها وما بطن ، وهو إسلام الأمان والصلح والطاعة والإذعان لله رب العالمين .
وإسلامنا اليماني ، هو توحيد الله ، والإيمان بالأصول التي جاءت من الله تعالى، وإسلامنا له مقابلات كثيرة ، وأضداد كثيرة ، أولاها أنه مقابل الشرك ، قال تعالى في خطابه إلى نبينا عليه الصلاة والسلام : “إني أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين” سورة الأنعام /4
وإسلامنا ، مقابل الكفر ، إيماننا به أنه مقابل الكفر مأخوذ من قوله تعالى : “ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون” آل عمران /80 .
وإسلامنا اليماني مقابل الخيانة والتعامل مع أعداء الدين والأمة ، فسلم أمر حياتنا ومعادنا إلى الله بإحسان وإخلاص ، قال تعالى : “ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله وهو محسن ” النساء /125.
وإسلامنا اليماني ينوب إلى الله تعالى وله يخضع وينقاد ، قال تعالى : “وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون” سورة الزمر /54 .
وإسلامكم ، يسخر التوحيد لأغراضكم الشخصية خالصة لنواياكم في التحزب والسيطرة على الناس وقهر الناس ، وإذلالهم ، ومن ثم تكفير من لا يؤمن بإسلوبهم، وإسلامكم ، لم يكن صافياً لله تعالى ، سخرتموه للبغي على الناس والعدوان عليهم باسم الدين ، وتسخير الآيات لصالحكم بليِّ عنقها ، فإذا استشهدتم بقوله تعالى : ” فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ” آل عمران الآية/20 ، تستخدمونها بحق أناس مسلمين مهتدين ، ولكنكم تحشرونهم مع غير المهتدين من المسلمين ، وتقيمون عليهم الحد الذي ترونه مناسباً من وجهة نظركم .
إسلامكم ينسف إسلام المسلمين من سنة 1150هـ لغاية 550هـ فيكفرهم ، ويلغي منهم كل إسلام وإيمان ، ويرفض كل المجددين كما في تصريح شيخكم ابن عبد الوهاب .
إسلامكم تكفيري ، عدائي للمسلمين أجمعين ، إلا من آمن بدعوتكم ومقولاتكم ، وهذا ينافي دين الرحمن الرحيم الذي ارتضاه للمسلمين .
إسلامنا يؤمن بعظمة القرآن في كل منحى من مناحيه ، ومنها إيمانه ببلاغته العظيمة ، ومجازه تشبيها واستعارة وكناية ، وإيجازاً ، وهذا ما سهل علينا فهم القرآن الكريم الفهم السليم الصحيح ، وأنقذنا الله بهذا من الوقوع بالمطبات الإسرائيلية أو التشبيه والتجسيم الذي وقعتم به .
وأخيراً ، وليس آخراً ، إسلامنا يقوم على حقيقة التوحيد التي نؤمن بها ، توحيداً مطلقاً لله في الذات والصفات ، فنتوجه له بالعبادة وحده، “وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم” سورة البقرة / من الآية 163، ولا يفسر الآيات التي نزلت بحق أهل الكتاب والمشركين في المسلمين المؤمنين ، فنقع في التكفير ونحمل وزره وآثامه.
وإسلامنا ينأى عن عبادة الأشخاص .
وإسلامكم رفع راية التوحيد والنأي عن عبادة الأشخاص ، فهدم ما اعتقده أوثاناً ، وبنى أوثاناً غيرها مستغلاً سذاجة الناس وصدقهم ، مستخدماً التدجيل ووسائل العنف والإرهاب والدمار فقتل من المسلمين مئات الألوف ، وكفر من لم يصل إليه سيفكم ، وما زلتم تستغلون أرباع وأنصاف المتعلمين منذ ظهور زعيمكم ابن عبد الوهاب إلى الآن . وقد لاقى المسلمون من شرّه وشروركم مالا تحتمله الجبال ، وهل هناك أشد ألماً على المسلم المتمسّك بأركان دينه أن تكفروه وتسلبوا منه إيمانه .
وإسلامنا يستهجن تقديسكم لزعيمكم ابن عبد الوهاب ، وإضفاء صفات إلوهية عليه ، فهو عنكم ابن آدم غير خطّاء ، لا يضل ، ولا يخطأ ، وضع لكم أسساً راسخة لدين وهابي قديم ، وجاء العصر الحديث بما فيه من تقنيات ، وكنتم قد صرتم إلى أموال البترول فسخرتموها مستخدمين كل التقنيات والمليارات التي لا تحصى لشراء الأنفس ، وقتل من لا يستجيب لكم ، ولا يراكم في الميزان إلا إرهابيين تكفيريين ، وكلما دخلتم قرية أو بلداً خربتموه على رؤوس أهله ، وليس الصومال عندكم ببعيد ، وليست اليمن عندكم ببعيدة ، وكان الله في عون كل المسلمين من شروركم وتكفيركم .
والإسلام الذي لا يجيز قتل النفس لمجرد أنها غير مسلمة ، ولا يبيح للمسلمين قتال الآخرين الذين ليسوا على دينهم ، جعلتموه دموياً سفّاكاً بالمسلمين . وإسلامنا على غير هذا ، ونعلم أن الله تعالى وضع الأسس المتينة التي بموجبها يكون السلام، فقال : “لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين . إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولّهم فأولئك هم الظالمون” سورة الممتحنة /8-9 .
فماذا فعلتم أيها الظالمون ؟!.. ماذا فعلتم !.. يفترض أننا أخوة مسلمون ، أخوة عرب يفترض ، أخذتم تفسيرات كتب في عهود سالفة لأسباب كانت قائمة .. فكفرتم المسلمين ، وأنتم تعلمون علم اليقين أنّهم مسلمون موحدون ، وبدين الإسلام مؤمنون، ولراياته رافعون ، وعلى خدمته قائمون ، فقاتلتموهم ، وتعاونتم مع أعداء الدين والعروبة من اليهود الصهاينة ، وجمعتموهم على أهليكم وذويكم ، يفترض أن يكون هذا .. يفترض فتعاونتم مع الشيطان على حربنا ، فأرقتم دماء السوريين من الأطفال والرجال والنساء ، بقسوة ، ولؤم وإرهاب ، وعنف تعودتم عليه خلال مئات السنين .
أما اليهود الصهاينة الذين يحتلون فلسطين ، وأولى القبلتين ، ويقصفون الشعب باستمرار ويرون أنهم يجب ألا يرفعوا السيف عن أهلنا الفلسطينيين لا سيما في غزة، الذين قاتلونا في الدين ، والذين أخرجونا من ديارنا ، والذين ظاهروا على إخراجنا ، فماذا فعلتم معهم أيها الوهابيون الظالمون ، ماذا فعلتم معهم ، وماذا تفعلون باستمرار ، فقد واليتموهم والقرآن يقول : “ومن يتولّهم فأولئك هم الظالمون” . نعم واليتموهم وأحسنتم إليهم ، بل مددتموهم بكل تكاليف إخراج إخواننا الفلسطينيين من ديارهم ، وها أنتم اليوم توالونهم والأمريكان وأغبياء التاريخ حكومة أردوغان الذين يريدون للتاريخ أن يرجع إلى الوراء ، فتعود دولتهم العثمانية ، تعود لتعمل على تدمير العرب واستعبادهم من جديد تحت إمرة الإسرائيليين ، لتظل “إسرائيل” عزيزة قوية، ولن يكون لها ذلك طالما هناك ممانعة ، ومقاومة ، واستقلال في سورية .
من أجل هذا واليتموهم ، وكنتم لهم الظهير والسند مع خونة الوطن الذين ملّوا ثقافة القرآن ، ويشتاقون مثلكم إلى ثقافة التوراة ، فلا قوة ولا سيادة ولا استقلال ولا كرامة لـ”إسرائيل” طالما ظلت سورية بقوتها وسيادتها واستقلالها ، فماذا تفعلون والحال هكذا ليس لكم إلا أن توالوا أعداء الله ، أعداء الإسلام ، والموضوع عندكم سهل ، ميسّر تتهمون السوريين والعرب والمسلمين الذين ليسوا معكم أنّهم أعداء الله ، فأنتم حللتم – والعياذ بالله – محل الله أنتم وأحبابكم بل أبناء عمكم اليهود ومن والاهم حللتم محل الله ، ومن قادر على معاداة الله .. لا حول ولا قوة إلا بالله ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
وأتباعكم الذين تمولونهم بالمال والعتاد ، موالي الأعراب ما تركوا إثماً ولا جريمة إلا ارتكبوها بدعاوى كثيرة ، فدروسهم يعرفونها ، وعن ظهر قلب يحفظونها ، والإسلام العظيم الذي لا يعاقب على الجرائم إلا بالنص ، حيث تتم الجريمة بالإصرار والترصّد ، لم يعد له عمل أو شغل هنا ، فهم المشرّعون وهم القضاة ، وهم أصحاب النصوص يلوون رقابها كما يشاؤون ، ولهذا يرتكبون المجازر العمد على طول وعرض البلاد ، ولا يوفرون أحداً لا صغيراً ولا كبيراً ، لا رجلاً ولا امرأة ، فصار القتل العمد السبيل إلى الإخلال بالأمن ، وانتشار الفوضى ، وصار الأخ يقتل أخاه ، والابن يقتل أباه ، وهذا قد حدث ، وحدث منه حالات بالعشرات ، بفعل تشجيعكم الجريمة والقتل بهدف إشاعة الفوضى والإخلال بأمن سورية البلد الأول عالمياً بالأمن ، فهل هذا دينكم ؟ أم هو اجتهاد اجتهدتموه ؟ أين تذهبون بقوله تعالى: “ومن يقتل مؤمناً متعمّداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما” هل مرّت بكم هذه الآية يا معشر الوهابيين هل مرّت بكم يا من تغذّيتم على لبن الوهابية والتكفير ؟ إنها في سورة النساء /93 . افتحوا القرآن وتأكدوا، أم أنكم في شغل عن كتاب الله ، مشغولون توزّعون كتاب بوش اللعين (الفرقان الحق) ردوا على أنفسكم ، سلوا ضمائركم ، أم غابت هي الأخرى ؟!..
ألم تعلموا أن كتاب الله العظيم حذر من قتل النفس مطلقاً ، حذر من هذا سواء كانت نفس المرء بقصد الانتحار ، أو نفس سواه . فيا أيها الشباب الذين يضحكون عليكم ويغسلون أدمغتكم ، موهمينكم أنكم بعد تفجير أنفسكم أنتم ذاهبون إلى الجنة مباشرة ، استمعوا إلى قوله تعالى : “ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ..” الفرقان/68 فهل استوعبتم الآية انظروا ماذا يقول عنها المفسرون .
هذه الآية جاءت ضمن سلسلة سمات للمؤمنين ، فهم “يمشوا على الأرض هوناً ” “وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما” “والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً . والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنّم ..” “والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ، ولا يقتلون النفس التي حرّم الله إلا بالحق ..” “ومن يفعل ذلك يلق أثاما ، يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا..” .
وإذن فمن سمات المؤمنين ألا يقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق .. فهل من الحق قتل المارة الأبرياء ، هل من الحق قتل الأطفال ، هل من الحق قتل الناس ، وهدم العمارات والبيوت ، والتخريب والدمار؟ .. هل هذه سمات المؤمن ؟.. الله جل جلاله قال قوله ، والوهابيون التكفيريون من القاعدة وغيرها قالوا قولهم ، فمن هو أصدق؟ الله سبحانه وتعالى أم التكفيريون ؟
ماذا يفعلون بأنفسهم ؟ يجيب القرآن “وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون” الأنعام/26 ويجيب القرآن ” الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون” الأنعام /12 . هذا الذي ترك كتاب الله ، وترك سمات المؤمنين ، وهو يحسب أنه يصنع حسناً وهو يقتل نفسه ، ماذا قال عنه الله في محكم كتابه ، قال تعالى : “ولا تقتلوا أنفسكم…”النساء/29 .
تلك هي حدود الله ، وصدق الله القائل : “ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه”الطلاق /1 ،ولأن هؤلاء المنتحرين تلقنوا ثقافة الموت والانتحار ، فقد صاروا رهناء أنفسهم بما كسبوا من ثقافة سوداوية ، يقول تعالى : “كل نفس بما كسبت رهينة..”المدثر/38 . وما يحل بك أيها المنتحر زعماً أنّك شهيد ، وأنت تترك زوجك وأولادك فتعيش في بحر سوءات ما كان يريدها لك الله ، وتتركهم لمن دفعك إلى الموت، وهو يملي في دماغك أنّك ذاهب شهيداً ، فيجيبك الله تعالى ، لا إله إلا هو: “وما أصابك من سيئة فمن نفسك” النساء/79 ، وتذكر قوله تعالى : ” ياحسرتي على ما فرطت من جنب الله ” الزمر /56،فعودوا عباد الله إلى الله ، عودوا عن هدي التكفيريين إلى جنبات الإسلام العظيم ، فإسلام محمد “ص”غير إسلامهم ، فقد أغرقوا الأمة في بحر من المعاناة والسوداوية ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ميكافيلياً-الوهابيون

أن تكون ميكافيلياً ، يعني أنه من أجل غايتك تبرر وسيلتك، يعني أن يفعل الوهابيون وكل التكفيريين ما بإمكانهم من قتل الأطفال وسفك الدماء، واغتصاب النساء، ونهب الأموال من أجل خدمة عدوة الله والدين والعروبة إسرائيل .. بدعوى تخليص سورية من البعث، وبدعوى الإصلاح، وبدعوى الحرية، وبدعوى .. وبدعوى. ومن أجل تحقيق مآربهم يشربون الدم ويظهرون القوة، والمكر، والدهاء.. والتفجير .. والإرهاب ..
أما الدين والقيم والأخلاق التي من أجلها بعث الأنبياء والرسل ، فلا مكانة لها في الوهابية ، أجل الغاية التي رسمها لنفسه محمد بن عبد الوهاب ، اتخذ كل وسيلة، وارتكب آلاف المجازر التي راح ضحيتها أكثر من مليوني عربي مسلم في سبيل تحقيقها .
والوسيلة التي سعى إليها ابن عبد الوهاب كانت خاضعة لدراسة دقيقة ، ومخطط دقيق بدعوى الوصول إلى ما سماه الدين الحق بالطرق الدموية ، العنيفة ، الباطلة ، التي مازال المسلمون في العصر الحديث يعانون منها ، فقد سنّ سنة الدم والإرهاب، في سبيل إلى الوصول إلى غايته على جثث المسلمين من الأطفال والنساء والرجال، فعليه وزر هذه السنة السيئة ، ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.
والواقع أن من يدرس نظرية ميكافيلي يجد تطابقاً كاملاً بين ميكافيلي وأخيه ابن عبد الوهاب فذاك يقول الوسيلة تبرر الغاية ، وأخوه ابن عبد الوهاب ، يقول : “توحيدنا يبرر أفعالنا” ومن يدرس النظريتين المتطابقتين يضعهما ليجيب على الأسئلة التالية :
– كيف تُنال الإمارات ؟
– كيف يحتفظ بها ؟
– كيف تفقد ؟
فإن عليه أن يراقب ما يجري في سورية بدقة ، ويضع الحلول المناسبة ، المقدور عليها . كان ميكافيلي بعد دراسة واقعه الذي كان يعيشه في إيطاليا انتهى إلى الرأي السياسي الذي عرف باسمه “الغاية تبرر الوسيلة” الوسيلة التي تتخذ في سبيل الوصول إلى الغاية ، شريفة أو غير شريفة ، نظيفة أو غير نظيفة ، وها هم التكفيريون الوهابيون يتخذون التكفير وسيلة للوصول إلى غايتهم ، ومعهم من يسمون دعاة الإصلاح ، ودعاة التغيير .
والواقع أن سفك الدماء ،وهدم المنشآت ، وقتل الأطفال والنساء ، ودعوة ما يسمى بالإصلاح ، كلّها وسائل يبررونها لأنفسهم ليصلوا إلى الغاية التي وضعت ضمن برامج هنري ليفي اليهودي الصهيوني ، وغيره من الأمريكان الصهاينة ، والأوربيين الصهاينة ، والعرب الصهاينة للوصول إلى السيطرة على سورية واستعمارها الاستعمار الجديد ، خدمة لإسرائيل وضمانة لبقائها .
والموضوع هنا ليس له صلة بالحق والعدل والفضيلة والمحبة ، والخير ، الموضوع هنا أن تدوس بقدميك كل تلك القيم للوصول إلى ما تريد ، سورية الوطن ، التماسك ، المحبة ، الخير ، الألفة ، تعايش الشعب مئات بل أكثر من ألف وأربع مئة سنة تعايشت سورية بكل أطيافها الإسلامية وغير الإسلامية ، وتعايش الشعب بكل اثنياته ، هذه قيم يقوم التكفيريون بتجاهلها وتخطيها ، والدوس عليها من أجل تسليم سورية إلى موالي العرب ، موالي الإسرائيليين المحتلين ، وتقسيمها طائفياً وإثنياً، حيث تنتهي المهمة ويخرس الإعلام المعادي بعد أن يكون أنهى مهمته كما فعل في ليبيا وتونس ، ولما يخرس حتى الآن في مصر لن يخرس ويرتاح حاله ، ويهدأ باله إلا بعد أن تقسم هي الأخرى .
ومن هنا علينا أن نعرف عِظم المهمة الملقاة على عاتق الجيش والشعب والقوى الأمنية بأشكالها . وقد صار معلوماً أن كل هؤلاء الذين يسمون بمجلس اسطنبول ، ومن معهم من ميليشيات دينية ، وعلمانية ، كلها تريد التسلق على أكتاف الإصلاح والتغيير للوصول إلى استلام الحكم وتسليمه مباشرة ، فاستلامه مشروط بتسليمه ، وإلا لما كانت مساعدات ، ولما كانت مهاترات ، ولما كانت ملايين الدولارات ، ولما كانت دماء وأموال وأعراض ، كل هذه الوسائل والطرق للوصول إلى استسلام سورية وتقسيمها ، لتكون إسرائيل في أمان واطمئنان مادامت الخطط والدراسات تمشي كما رسمت لها .
ومن الميكافيلية دعوة الحق بالطرق والوسائل الباطلة ، وقد صاروا مفضوحين فأمام كل اجتماع لمجلس الأمن لابد من مجزرة ، لابد من صراخ وعويل ، وإعلام واتصالات ، ودعوات ضد النظام السوري ، وشعبنا صار عارفاً بهذا الموضوع أيضاً، بل أكاد أقول أنه صار عارفاً ما سيجري بناء على ما جرى . ومع كل هذا فنحن لا نستطيع أن نبرأ أنفسنا من الأخطاء ، والأخطاء القاتلة !..
كيف ذلك ؟ أيها السوريون .. نحن في حرب ونخوضها عالمية ، ومع كل ذلك مع كل الاعتداء على أعراضنا وأموالنا وأرواحنا ، مازلنا نعاملهم بنبل وبشرف وبقوانين الفرسان ، وكأننا لا نرى أن الذين يخوضون المعركة ضدنا من صعاليك السوريين (بموجب المصطلح اللغوي لكلمة صعلوك ، على أنه من طرد من قبيلته أو جماعته لمخالفته التقاليد والأعراف العامة) ، فجمعتهم المصلحة ، واختاروا الميكافيلية طريقاً للوصول إلى الحكم على الجماجم والقيم ..
مازلنا نخشى الإعلام وسطوة الإعلام المعادي ، مازلنا نخشى ما يسمى بمنظمات حقوق الإنسان الصناعة اليهودية بامتياز . مازلنا نخشى مجلس الأمن ونحسب للبند السابع فيه ، مازلنا مازلنا نريد الخير للذين دسّوا السم في طعامنا وشرابنا ، وقطّعوا أوصال بلادنا ، ونالوا من أعراضنا ، يفترض أنها أعراضهم ، مازلنا فوق هذا وذاك نحسب كل حساب لكثير من الأشياء.
أيها السوريون الموضوع لا يحتاج محللين ، ولا خبراء ، ولا مخططين ، أو ما شابه ذلك ، الموضوع نعيشه على الأرض ، إنهم يريدون سحب البساط من تحت أرجلنا عن طريق الوفد الأممي ، وكأننا ما تعلمنا مما جرى في العراق ، أو في السلفادور أو في رومانيا ؛ الموضوع ليس بيد أحد ، لا بيد الحكومة السورية وأصدقائها ، ولا بيد أعدائها من الصهاينة ، أتباع ليفي هنري أو الأعراب ، أو قوى إقليمية أخرى ، أو صعاليك الموالي ..
أيها السوريون .. الموضوع بيدكم أنتم ، بيد الشعب الذي مازال يعاني الأمرين منذ أكثر من سبعة عشر شهراً ، أمامكم وسيلتان لتقييم أنفسكم وقوتكم ، وما هو بيدكم ، وما هو ليس بيدكم .
أولاً : أمامكم وسيلة النظر على الواقع حيث سورية كل سورية ، نعم كل سورية ، لا جيب ، ولا خيمة ، ولا قرية ، ولا بلدة .. مما يستعملها المسلحون ، يدخلونها ثم يمشون ، يختبئون في مغر الجبال ، أو وراء الحدود ، وكل المحافظات والبلدات والقرى والأرياف بأيديكم أيها السوريون ، كل الأرض بأيديكم ..
ثانياً : على جنبكم وسيلة السمع ، تسمعون ما تبثه القنوات الكاذبة ، وكشف كذبهم أعطاكم ويعطيكم قوة ومنعة ، وكشف كذبهم يجب أن يعطينا القوة إذ لو كانوا صادقين فيما يفعل المسلحون الذين تعرفهم الفضائيات أنهم كاذبون ، وأنهم صنيعتها، وأنهم على نسل داود ماشون ، وأنهم .. وأنهم .. لو كانوا صادقين ، وبموجب حديثهم يجب أن تكون سورية بيدهم من زمان .. من زمان .. وهذا يجب أن يكون حافزاً جديداً لوحدتكم وقوتكم . في عالمهم الكاذب عد ما شئت ولا تنتهي ، ولكن المهم أن كذب الفضائيات يجب أن يعطيكم القوة، فكذبهم يعني قوتنا ، وصدقنا يعني ضعفهم ، إنهم مازالوا يأملون .. وتشتت عملياتهم دليل قلة عددهم ، ودليل ضعفهم ..
فيا أيها السوريون ، ليس أمامكم من حل إلا أن تتكلوا على الله ، وتشدوا العزايم ، وتكونوا العين الساهرة والأذن السامعة ؛ لتكشفوا مواقعهم وتسللهم وأماكن زراعة الموت في قنابلهم . وأن تصبروا فإن من لا صبر له لا إيمان له ، اتركوا كل شكل من أشكال الحرب المادية المباشرة حيث القتل والتفجير أعلى درجات الإرهاب ، وحيث اغتصاب النساء ، ومن ثمة قتلهن مقطعات وحيث قتل الأطفال والمجازر قبل كل إقبال على مزايدة تقام بسوق مجلس الأمن ، حيث الصناعة اليهودية ، وحيث الإخراج اليهودي ، وحيث الإنتاج اليهودي ، وحيث التقيد الغربي العربي المتصهين من السوريين الذين خانوا ترابهم وأرضهم .
أيها السوريون : اتركوا كل هذا إلى قراركم الحاسم ، ادخلوا كل الأماكن حيث يتواجدون ، ولا تتركوا جحر ضب دخلوه إلا ودخلتم وراءهم ، لا يكفي أن نترك الأمر على الجيش وحده ، إن المسألة حياة أو موت . اذكروا ما جرى بعد باب عمرو وادلب ، لقد استتب الأمن والأمان ، وارتاح الشعب .
وأنتم أيها المسؤولون السوريون ، هل أنتم بحاجة لمن يقول لكم إن وفد عنان مؤامرة كبرى عليكم ، عاملوهم بمثل معاملتهم لكم ، رحبوا بالوفد ، وأعلموهم أنكم متضررون من وجوده ، ولكنكم من أجل السلم ، والتجاوب لمقررات مجلس الأمن مضحون ، وأنتم تعرفون مدى الأذى الذي سببه لكم هذا الوفد الذي يحمل الكثير من أتباعه المبايلات الإسرائيلية ، ولماذا هذه الشرائح هم يعلمون ، إنهم يؤدون وظيفتهم التجسسية بكشف كل المناطق العسكرية .
أما آن لكم أيها المسؤولون أن تدعوا ذلك . وأن تدركوا أن هذه الحرب ، لا مكان فيها لقيم الفرسان ، إنها حرب إرادة الكينونة (نكون أو لا نكون) وإننا – بإذن الله – سنكون ولا يكونون ، آن أوان الشد فبلادنا تدوم ، وتعيش بالقوة “الاعتماد على الله ، ومن ثمّ الشعب والجيش ، والوعي ” وإخراج المعتدين ، وإحراج مجلس الأمن ووفده الأممي .
وبالعين الساهرة بكل أشكال القوة ، وباليد على الزناد ، والإخلاص والوفاء ، نحافظ على سورية ، وإذا لم نفعل ذلك سنفقدها والعياذ بالله ، فليس أمامنا إلا طريق النصر بإذن الله . فشدوا العزيمة ، ونادوا “يارب المظلومين ، يا الله ..”
ويا معشر الشباب .. أيها الجيش الإلكتروني السوري ، مزيداً من العمل ، مزيداً من الوعي ، الله أكبر ، حي على الجهاد ، حي على قتال الكفار والمشركين ودعاة التوحيد الميكافيلي ، حي على قتالهم بكل ما أوتيتم من عزيمة وقوّة ، والنصر قريب بإذن واحد أحد أقرب مما تتصوّرون .
– الدين الوهابي ألغى مكانة النبي R 

العظيمة بين المسلمين ، وجعلها أقل من عادية ، بل فرغ مكانة الرسول من الدين بعد موته مؤمناً بقول الكرامية أن الرسول انتهت مهمته ، وقد بلّغ الرسالة . وقد قصر الوهابيون في مرتبة الرسول R ، وهذا عصيان ، وكفر بمكانة الرسول بالقول بانتهاء دوره وعدم الإيمان بالمجازر عندهم ساعدهم كثيراً على ما يريدون من سلب مكانة الرسول العظيمة ، ولبسوا على عوام الموحدين . ولهذا منعوا التوسل .
– وحين أباح الوهابيون قتل المسلمين فقد باؤا بالسوء ، ورجع عليهم التكفير ، وقد قال العلماء ترك قتل ألف كافر أولى من إراقة دم مسلم .
وكان ابن عبد الوهاب سليط اللسان على المسلمين يكفرهم صباح مساء ، فأرسل له شيخه الذي درسه في المدينة محمد بن سليمان الكردي رسالة يقول فيها :
“فإني أنصحك لله تعالى أن تكف لسانك عن المسلمين … ولا سبيل لك إلى تكفير السواد الأعظم من المسلمين ، وأنت شاذ عن السواد الأعظم فنسبة الكفر إلى من شذ عن السواد الأعظم أقرب لأنه اتبع غير سبيل المؤمنين ، قال تعالى : [وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً] النساء آية 115
.. وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية” أ.هـ
يقول الشيخ الدحلان في رسالته الدرر السنية عن فكر محمد بن عبد الوهاب في منعه لزيارة الرسول والتوسل به هو وأتباعه : “قد تجاوزوا الحد فكفروا أكثر الأمّة واستحلوا دماءهم وأموالهم وجعلوهم مثل المشركين الذين كانوا في زمن النبي R .. وحملوا الآيات التي نزلت في المشركين على خواص المؤمنين وعوامهم ، كقوله تعالى : “فلا تدعوا مع الله أحدا ..” وقوله تعالى : “ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة ، وهم عن دعائهم غافلون ..” وقوله تعالى : “ولا تدع مع الله إلهاً آخر فتكون من المعذبين” . وقوله تعالى : “له دعوة الحق والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير …” وقوله تعالى : “قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم …” ثم قال : “ومثل هذه الآيات في القرآن كثير كلها ، حملوا الدعاء فيها على النداء ثم حملوها على المؤمنين الموحدين، وقالوا : إن من استغاث بالنبي R أو بغيره من الأنبياء والأولياء والصالحين ، أو ناداه ، أو سأله الشفاعة ، فإنه يكون مثل هؤلاء المشركين ، ويكون داخلاً في عموم هذه الآيات …
– الدين الوهابي فرق بين توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية وكلاهما واحد ، وكانوا يقولون لمن يقول : لا إله إلا الله ، هذا توحيد الربوبية ، وأنت لم تعرف توحيد الألوهية ، فيقتلونه !..
وكان ابن عبد الوهاب في كل خطبة جمعة له في الدرعية ، يقول : “من توسل بالنبي فقد كفر” قال له أخوه سليمان يوماً كم أركان الإسلام يا ابن عبد الوهاب ، فقال : خمسة ، فقال : أنت جعلتها ستة السادس من لم يتبعك فقد كفر .
– كان ابن عبد الوهاب يزعم أن دينه وحي وإلهام من الله ، فقد سأله رجل يوماً هذا الدين الذي جئت به متصل أم منفصل ، فقال له : حتى مشايخي ومشايخهم إلى ستمئة سنة كلهم مشركون ، فقال له الرجل إذن دينك منفصل لا متصل فعمن أخذته؟ فقال : وحي إلهام كالخضر ، فقال له الرجل : إذن ليس ذلك محصوراً فيك كل أحد يمكنه أن يدعي وحي الإلهام الذي تدّعيه ، ثم قال له : إن التوسل مجمع عليه عند أهل السنة حتى ابن تيمية فإنه ذكر فيه وجهين ، ولم يذكر أن فاعله يكفر… فلا وجه لك في التكفير أصلاً ، فقال له محمد بن عبد الوهاب : أن عمر استسقى بالعباس فلم لم يستسق بالنبي R ؟ مقصده أن النبي R كان حياً وفي موته لا يستسقى به ، فقال له الرجل : هذه حجة عليك فإن استسقاء عمر بالعباس إنما كان لإعلام الناس لصحة الاستسقاء والتوسّل بغير النبي R . وكيف تحتج باستسقاء عمر بالعباس وعمر هو الذي روى توسّل آدم بالنبي R قبل أن يخلق !.. فالتوسّل بالنبي كان معروفاً عند عمر وعند غيره ، وإنما أراد عمر أن يبين للناس ويعلمهم صحة التوسل بغير النبي R . فبهت وتحيّر وبقي على عماوته ومقابحة الشنيعة .
وكان ينهى عن الصلاة على النبي R ويتأذى من سماعها ، وينهى عن الإتيان بها ليلة الجمعة ، وعن الجهر بها على المنابر ، ويؤذي من يفعل ذلك ويعاقبه .
وكان يمنع أصحابه من مطالعة كتب الفقه والتفسير والحديث وأحرق كثيراً منها ، وأذن لكل من اتبعه أن يفسّر القرآن بحسب فهمه حتى همج الهمج من أتباعه .. وجعل ذلك مقدماً على كتب العلم ونصوص العلماء .
وكان ينتقص النبي R كثيراً بعبارات مختلفة ويزعم أن قصده المحافظة على التوحيد .. فمنها قوله عن النبي R ” أنه طارش” ومنها أنه كان يقول : نظرت في قصّة الحديبية فوجدت بها كذا وكذا . حتى أتباعه كانوا وما زالوا يفعلون ذلك كي يرضى ويبش وجهه ، حتى أن بعض أتباعه تجرأ ، فقال : عصاي هذه خير من محمد R لأنه ينتفع بها في قتل الحية ونحوها ، ومحمد قد مات ولم يبقى فيه نفعٌ أصلاً ، وإنما هو طارش ، وقد مضى .
وكان أشياخه في المدينة يتفرّسون في الإلحاد والضلال ، ويقولون : سيضل هذا ويضل الله به من أبعده وأشقاه .. وكان والده يذمه كثيراً ، ويحذر الناس منه ، وكذا أخوه سليمان .
وبعد أن كفر المسلمين وحكم عليهم بالشرك كان يقول من قتل مشركاً فله الجنة.. وهو بين أصحابه كالنبي R في أمّته كما يقول زيني دحلان .
جاء في كتاب (الدرر السنية . ص/32) لمفتي مكة الشيخ زيني دحلان ، قوله: “والظاهر من حال محمد بن عبد الوهاب أنّه يدعي النبوة إلا أنه ما قدر على إظهار التصريح بذلك ، وكان في أوّل أمره مولع بمطالعة من ادعى النبوة كاذباً كمسيلمة الكذاب ، وسجاج ، والأسود العنسي ، وطلحة الأسدي وأضرابهم ، فكأنه كان يضمر في نفسه دعوى النبوة ، ولو أمكنه إظهار هذه الدعوى لأظهرها ، وكان يقول لأتباعه: ” إنّي أتيتكم بدين جديد” . ولهذا كان يطعن في مذاهب الأئمة وأقوال العلماء ، ولم يقبل من دين نبينا محمد R إلا القرآن ويؤوله على حسب مراده ، مع أنه إنما قبله ظاهراً فقط لئلا يعلم الناس حقيقة أمره … وكان يدّعي الانتساب إلى مذهب أحمد رضي الله عنه كذباً وتستراً وزوراً .. ولذلك انتدب كثير من الحنابلة المعاصرين له للرد عليه ، بما فيهم أخوه .
وتكفيره للمسلمين باستخدام آيات نزلت بحق المشركين ، ذكره البخاري ، فقال بحق الخوارج : عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في وصف الخوارج أنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين . وفي رواية أخرى للبخاري أنه R قال : أخوف ما أخاف على أمتي رجل متأوّلٌ للقرآن يضعه في غير موضعه.
فهذا وما قبله صادقٌ على ابن عبد الوهاب ومن تبعه .
– كما كان ينهى عن الدعاء بعد الصلاة زاعماً بأنه بدعة .
– قال R : الفتنة من هاهنا وأشار إلى المشرق ، وقوله : يخرج ناس من قبل المشرق يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية … هم شر الخلق .. فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة .
– قال R : الفخر والخيلاء من أهل الخيل والإبل ؛ وهذه صفاته وصفات صحابته وأتباعه ، وأتباع أتباعه المعاصرين بعجرفتهم على الفضائيات .
– كان الوهابية يحلقون رؤوسهم ، وكان السيد عبد الرحمن الأهول مفتي زبيدة يقول : لا يحتاج أن يؤلف أحدنا تأليفاً في الرد على ابن عبد الوهاب ، بل يكفي في الرد عليه قول النبي R في الحديث عن الضالين الذين يذر قرنهم من شرق نجد سيماهم التحليق” فإنه لم يفعل هذا غيرهم من الفرق الضالة .

 أفعال وأقوال ابن تيمية

نحن في علوم البحث العلمي ولاسيما بحوث علم نفس الدعاة والأشخاص، وعلم النفس التربوي متواجدون في مخبر تحليل نفسي للأفراد والجماعات، أقوالهم، تصرفاتهم،أثرهم في الآخرين، وأثر الآخرين فيهم .
وابن تيمية واحد من هؤلاء الناس الذين طال حولهم الجدل بين مؤيد ومعارض، وما أعتقد أن أحداً في العصر الحديث عرضه مع التحليل النفسي، وربما عرضه بعض الباحثين على مدارس التحليل النفسي، ما أدري، ولكن ونحن في عصر الإرهاب والتكفير الذي هو نتاج فكر ابن تيمية، لابد من إعادة النظر في عقيدة، ومذهب، وفقه ابن تيمية .
وهذا أمر يحتاج إلى جهود مجموعة، متخصصة، أما مقالتي هذه، فهي في تحليل بعض أفعال وأقوال ابن تيمية، التي صارت الآن وعلى يد الوهابيين، والتكفيريين الآخرين ديناً خاصاً بهم، لاعلاقة له بصميم الدين الإسلامي، والمضحك المبكي أنهم يدّعون رفع راية الدين، والعدل، والعمل الصالح المستقيم، وأفعالهم تخالف دعوتهم، كما تخالف دعوتهم دعوة الرسولr، هناك سؤال يطرح نفسه، هل يعلم هؤلاء أنهم ضالون، أم هم في عنادهم وغيهم سائرون ؟.. أم تُراهم مصدقين أنهم أصحاب الفرقة الناجية ؟!..
ألم يكن مؤسس دينهم الذي أسسه لهم، وهو كما جاء وصفه في البخاري كأنه واحد من هؤلاء المعاصرين الذين نجدهم على الفضائيات أو في المساجد، أو وهم يقتلون الناس، ” كان غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناشز الجبهة، كث اللحية، محلوق الرأس، مشمّر الإزار ………” وكان قد وقف إثر توزيع بعض الغنائم، فقال للرسول R: يا رسول الله اتق الله !….
نعم هكذا بكل صفاقة ووقاحة معهودة، جعلت بعضهم في العصر الأموي يقول الخليفة انفع من الرسول R!… وجعلت ابن تيمية لاحقاً يقتدي بهذا الذي يقول للرسول R “اتق الله!…” فيحرم زيارة الرسولr ، ويراها كفراً .
جده حرقوص هو الذي قال عن الرسول الكريم : اتق الله !.. فقال له الرسول R ” ويلك، أولست أحق أهل الأرض أن يتقي الله . قال: ثم ولى الرجل، فقال
خالد بن الوليد: يا رسول الله ألا أضرب عنقه، فقال R: لا لعله أن يكون يصلي ، قال خالد : وكم من مصلٍ يقول بلسانه ما ليس في قلبه .
فقال رسول الله R إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس، ولا أشق بطونهم، قال: ثم نظر عليه وهو مقفٍ، وقال: إنه يخرج من ضُئضُئي هذا قوم يتلون كتاب الله رطباً لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، قال: أظنه قال لئن أدركتُهم لأقتُلنّهم قتل ثمود”[1] .

وفي حديث آخر أن الرجل الذي خاطب الرسولr هو ذو الخويصرة، وأنه من بني تميم، وأنه حين قال ما قال للرسولr، قال عمر بن الخطاب: دعني أضرب عنقه، قال: دعه فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاته، وصيامه مع صيامه، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر في قذذه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر في نصله فلا يوجد فيه شيء …. ثم وصفه R، وقال: يخرجون على حين فرقة من الناس ….انظر الحديث كاملاً في البخاري .

فكان رأس الخوارج فيما بعد، وجداً لفكر ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب، ومن هم على نهجهما، ومنذ البدايات الأولى أطلقوا على كل المسلمين صفة الكفر، كل المسلمين من الصحابة والتابعين عندهم كفار قديماً وحديثاً، ما لم يكونوا من أصحاب ابن تيمية الحرقوصي، وفي هذا يقول شاعرهم قطري بن الفجاءة في معركة دولاب :
فلو شهدتنا يوم ذاك وخيلنا تبيح من الكفار كل حريم
رأيت فتية باعوا الإله نفوسهم بجنات عدن عنده ونعيم
فهو يفتخر بأنه يضفي على المسلمين لفظ كفار، كما أباحوا لأنفسهم زوجات المسلمين، ولهذا يجب ألا نستغرب ما يفعله التكفيريون اليوم من قتل للمسلمين، واستباحة لأعراضهم، كما كانوا يقتلون الرجال ويغتصبون النساء، فإنهم يبقرون بطون الحبائل، ويستخرجون الأطفال منها ويذبحونهم، تماماً كما يحدث في العصر الحديث في الجزائر، وفي سوريا، وقد ذكر أحد الشعراء المقاتلين الذين كانوا مع المهلب بن أبي صفرة في قتله للخوارج، الذين أباحوا دم أهالي العراقين (البصرة والكوفة) وكل ما فيهما، فقيض الله لهم المهلب بن أبي صفرة فغلب عليهم ، فقال :
به هزم الله الأزارق بعد ما أباحوا من المصرين حلا ومَحْرُما
– والأزارق هم جماعة من الخوارج – وما كان هؤلاء التكفيريون لينتهوا إلا بعنف الأمويين والعباسيين، سحقاً بسحق حتى انكسرت شوكتهم .
وهم كذلك في العصر الحديث لاينتهون إلا عنفاً بعنف وسحقاً بسحق حتى تنكسر شوكتهم، وتستأصل شأفتهم .
ولكن يجب تسليط الأضواء على عقيدتهم التكفيرية، ويجب أن يبدأ هذا من مجدد دعوتهم في القرنين السابع والثامن، أبن تيمية الحراني التكفيري، وأصحاب الصهيونية الإسلامية،الذين عرفوا بتاريخنا القديم بمروجي الإسرائيليات، والحديث بالصهاينة المسلمين .
هناك تشابه كبير، وفي أمر العقيدة خطير، بين الكرامية، وأصحاب ابن تيمية، يمكن تناول ما تسمح به طبيعة المقالة بالنقاط التالية :
– من حيث العقيدة كلاهما مجسدٌ مشبّهٌ، وسنرى بعضاً من تفصيل ذلك .
– ومن حيث العقيدة أيضاً كلاهما يثبت الصفات لله تعالى، مع بيان أن ابن تيمية لا يؤمن بالمجاز في القرآن الكريم، وشيخ السلفيين في العصر الحديث ناصر الدين الألباني يثبته .
– وكذلك في باب قعود الله تعالى على العرش، يقول ابن تيمية نقلاً عن الكرامية الذين ينقلونه بدورهم عن اليهود، في توراتهم المحرف، والذي لا يراه ابن تيمية محرفاً، أما ناصر الدين الألباني، فينكر عقيدة القعود؛
وقد أحببت أن أذكر إيمان ابن تيمية بكثير من الصفات، ورد الألباني عليه مباشرة لما له من تأثير ومقام بين السلفيين المعاصرين .
وكان قد خالف ابن تيمية بمائتي مسألة وأكثر، وأغلبها في باب العقيدة، كقول ابن تيمية بفناء النار، وإنكار الألباني لفنائها ، وهي من مسائل العقيدة، وسيرد بعض الخلافات في معرض هذه المقالة.
– ولكن أخطر ما أخذه ابن تيمية في باب العقيدة إيمانه باستقرار الله على العرش، بل يجوز استقراره على ظهر بعوضة !….. والألباني يخالف عقيدة الاستقرار ويعتبرها بدعة وطبعاً كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .
وابن تيمية الذي أخذ عن اليهود – كما سيرد بالتفصيل – قوله وإيمانه بقعود الله على العرش يفضحه الألباني هنا أيضاً، فينكر نظرية القعود اليهودية، والناجم عن التعصب !..
– وأما عقيدة التشبيه، فابن تيمية يدعي أن المشبهة طائفة غير مذمومة، والألباني يقول : إنما زلوا لغلوهم في إثبات الصفات وتشبيه الخالق بالمخلوق .
ومن خلافهما إيمان ابن تيمية بما آمنت به الكرامية عن اليهود بإثبات الحركة لله تعالى، والألباني ينفيها مدعياً عدم ثبوتها .
وكل ما جاء من عقيدة لابن تيمية هنا، مأخوذ عن الكرامية الذين أخذوه بدورهم عن اليهود في توراتهم المحرف، والذي ينكر ابن تيمية تحريفه كما ذكرنا، وعندي لو جارينا ابن تيمية بذلك، لعلمنا ان القرآن ناسخ للتوراة حرفت أم لم تحرف .
وكذلك فإن بعض ما أخذه عن الكرامية أصله مجوسي . ويظل التجسيد والتشبيه يشكل الموافقة الأولى بين الكرامية واليهود وهو يعد إيماناً مطلقاً بالتجسيد .
وإذا أخذنا شيئاً من ملف الفقه فإننا نصفه في معتقدات الكرامية إلى جانب التجسيد، قولهم في صلاة المسافر ” أنها تكبيرتان من غير ركوع، ولا سجود، ولا قيام، ولا قعود، ولا تشهد ولا سلام ” ولهذا وصفه الذهبي بالمبتدع، راوي الداهيات . ومن معتقداتهم: صحة الصلاة بثوب كله نجس، وعلى أرض نجسة. ومن معتقداتهم : أن غسل الميت والصلاة عليه سنتان غير مفروضتين، وإنما الواجب كفنه ودفنه .
وإلى جانب حماقاتهم الفقهية هذه، معتقدات غريبة والغريب في معتقداتهم، ما قالوه في إيمان المنافقين، أنه كإيمان الأنبياء والرسل، رغم ما أنزله الله تعالى في تكفيرهم من آيات كثيرة !..
وتجرأ الكرامية على الله تعالى، فنفوا عنه الحكمة – سبحانه – لو أنه اقتصر على رسول واحد من أول زمان التكليف، في حين أن أهل السنة يرون الله تعالى حكيماً عظيماً في كل أقواله وأفعاله وإراداته، كما قد جاز منه إدامة شريعة النبي محمد R إلى يوم القيامة .

عزيزي القارئ أنا أذكر لك بعض معتقدات ابن كرام وأتباعه وأغلبهم في بدايات أمره كانوا خارجين عن الدولة والخلافة العباسية، أو من الأميين، والدُّهم ، والفلاحين، الذين لا علم لديهم ولا وعي، ولا معرفة بشريعة الله، كفيلة بمنعهم من متابعة مجسمين، آخذين تجسيمهم عن اليهود .

فاليهود منذ بداياتهم كانوا يقولون بالتجسيم والتشبيه، ويظهر ذلك في أيام النبي موسى (U) فحين ذهب النبي موسى لميقات ربه، وترك اليهود مع أخيه هارون، مالبثوا أن طلبوا من هارون أن يصنع لهم عجلاً ليعبدوه، قال تعالى :”واتخذ قوم موسى من بعده عجلاُ جسداً له خوار …..”[2]
ومن معتقداتهم في التجسيم، أن الله خلق آدم على صورته هو سبحانه، وقد تسرب هذا المعتقد إلى كتب الحديث عندنا ” خلق الله آدم على صورته “.

وكان ابن تيمية يؤمن بهذا الحديث، ويراه طبيعياً ضمن عقيدته في التجسيد والتشبيه، في حين أن ناصر الدين الألباني شيخ السلفيين في العصر الحديث ت2001 ميلادي، كان قد اختلف مع ابن تيمية في مئتي مسألة كما ذكرنا ، منها اختلافه في قضية إثبات الصورة في حديث” خلق الله آدم على صورته …..”
والخلق (خلق آدم )على صورة الله جعل اليهود ومن تبعهم مجسدة ومشبهة ، يعتقدون تصوير الله على شاكلة آدم أبي البشر، فأضفوا على الله الصفات الإنسانية الجسدية، والنفسية، ولأن الإنسان يتعب ، من هنا كان لابد لله أن يرتاح من التعب بعد خلقه السموات والأرض ، فجعل اليوم السابع للراحة من التعب بعد ستة أيام من الجهد المتواصل في خلق السموات والأرض !..وكتاب التوراة المشوه الذي بين ظهراني اليهود مليء بإضفاء الصفات الإنسانية على الله تعالى .

فالله الذي يتعب –حسب عقيدة المجسمة – يفرح وتظهر نواجذه (الضواحك) من كثرة الضحك إذا انشرح صدره وارتاح حاله( سبحانه ) والله كتب التوراة بيده ، وهو ينزل، ويطلع، والاستقرار . عندهم معلوم بالجلوس وبالموضوع ذاته .
علينا أن نعلم أنّ الكرامية تأثرت كثيراً بالعقائد المجوسية كالمانوية والديصانية ، وغيرها ، ولا سيما إيمانهم بقضية (الحد) أي أن ثمة حدٍّ ما لله تعالى ، وهذه المسألة أيضاً من المسائل التي خالف بها الألباني ابن تيمية الذي أخذها بدوره عن الكرامية والتي كانت قد أخذتها من المانوية بتعريف حد النور أنه يبدأ من حد الظلام والعكس صحيح أيضاً عندهم .

فابن تيمية في كتابه (موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول )ج2/29 مطبوع على هامش منهاج السنة ، يقول :”هذا كله وما أشبهه شواهد ودلائل على الحد…” ويذهب به مذهبه إلى تكفير من لا يؤمن بهذا !….
فانظرأخي القارئ كيف يدس الشيخ الحراني العقيدة المانوية عن طريق الكرامية !..
وقديماً قال الذهبي :”وتعالى الله أن يَحِّد أو يوصف إلا بما وصف به نفسه ..”
وقد خالف ابن تيمية في ذلك إضافة للذهبي والألباني، ابن القيم والشوكاني .
وكان مقاتل بن سليمان ت 150ﻫ أول من أدخل فكرة المقام المحمود الذي وعد الله به نبينا R فأدخل الفكرة بشكل مادي تجسيدي ، فقال :”إن الله على العرش (بالمعنى المكاني المادي المحدد)وأنه تعالى استقرعليه استقراراً محسوساً،وأنه ترك مكاناً قدر أربعة أصابع ليجلس النبي R عليه ،وهوالمقام المحمود الذي وعده الله به.
ولأنه كان يهودياً فأسلم، نقل معه فكرة خلق آدم على صورة الله تجسيماً فهو من لحم ودم وعصب، وعظم، وجوارح، وله يدان، ورجلان، وعينان، ورأس، ومع هذا ” ليس كمثله شيء “بعد أن يعطيه صورة الإنسان كاملة، مادياً ونفسياً ،يستشهد بالآية ” ليس كمثله شيء “.
ولم يقل الكرامية بذلك الذي آمن به ابن تيمية لاحقاً، وصار من أتباعهم الفكريين يجلهم ويقدسهم، إلاعن اليهود والمجوس، ورغم أنهم كانوا في تعبدهم متصوفة فعالين، ومعروف موقف ابن تيمية من التصوف، فإنه يباركهم مادموا قد أخذوا عن اليهود والمجوس، فما هو الرابط الدفين الذي كان يقبع في لاشعور ابن تيمية الذي جعله يرى في “الإيزيديية” أهل السنة والجماعة !….

ونحن هنا لا ننتقص من قيمة أحد، ولكن الإزيديين في جميع الحالات ليسوا أشاعرة، لا مالكية، ولا أحناف، ولاشوافعة، ولا حنابلة،هؤلاء الذين عرفوا بالتاريخ الإسلامي أئمة أهل السنة والجماعة، فما الذي جعل ابن تيمية يخاطبهم بكتاب خاص لهم –بأهل السنة والجماعة ؟!…
سنأتي على ذكر ذلك، ولكن ليس قبل أن نكمل بعض عقيدة الكرامية وإيمان ابن تيمية بها .
وقد وضح الكراميون معتقدهم التجسيدي بذات الله- سبحانه – فالجسم عندهم قائم بالذات، مستغن بوجوده عن غيره … وهذا يشبه معتقدهم بأن الله أحدي الجوهر.
المعتقد الذي يعود إلى أرسطو، فهو (الجوهر) عند أرسطو محل للحوادث، وإن لم يكن هو حادثاً .
وأرسطو يقول بعدة جواهر، بينما يقول ابن كرام بجوهر واحد، هو الله تعالى ، ولا شيء سواه يوصف بأنه جوهر .

وهذه العقيدة ليست لأهل السنة، فكيف وافقهم عليها ابن تيمية، من خلال عدم تفنيدهم وبطلان عقيدتهم، وإجلاله لهم رغم وضوح عقيدتهم بالجوهر.
ودواهي الكرامية أكثر من أن تحصى ، وهي كما قال البغدادي بالآلاف .
قدمنا نماذج من عقيدتهم، وفقههم ومع ذلك فشيخ حران يدافع عنهم، ويراهم أهل نصرة الإسلام ، يقول:”وقام أيضاً أبو عبد الله محمد بن كرام بسجستان ونواحيها بنصر مذهب أهل السنة والجماعة، والمثبتة للصفات والقدر وحب الصحابة، وغير ذلك، ويرد على الجهمية والمعتزلة، والرافضة، وغيرهم ويوافقهم على أصول مقالتهم، التي بها قالوا ما قالوا، ويخالفهم في لوازمها، كما خالفهم ابن كلاب والأشعري، لكن هؤلاء منتسبون إلى السنة والحديث، وابن كرام منتسب إلى مذهب أهل الرأي …
ولي هنا أيها القارئ العزيز مقولتان، أما الأولى: فعلى ذكر الرافضة فقد تبين لكل ذي عقل مطّلع محلل، باحث في التاريخ الإسلامي، و الخلافات التي ظهرت خلال القرون الأولى أن مصطلح الرافضة يعني بالحرف الواحد ما نقوله نحن في العصر الحديث” المعارضة “.
وأما المقولة الثانية: فهي تعليق على مقولة الشيخ الحراني ، وهو يمدح ابن كرام الذي كان يتبعه جهلة المسلمين، والأميون الجهلة، والدُّهم، فلماذا مدحه ولماذا لبس القدم الحذاء ؟.. سؤال لا يحتاج إلى تحليل أو تعليل، ولمَ لا يمدحهم أصلاً وقد وافقوا المانوية، والفرق الأخرى الضالة والمعادية للإسلام وأهله، لماذا لا يمدحهم، وقد جاءت أفكارهم مطابقة تماماً لليهود في توراتهم التي حرفوها، وقوّلو الله فيها ما لم يقله سبحانه، ولاسيما في باب التجسيم والتشبيه، وقد ذهب الشيخ الحراني إلى أبعد مدى يمكن تصوره، فكان اتباع ابن كرام بخير، وهو يعلم علم اليقين كذب رؤساء فرق الكرامية، ومنهم رأس الفرقة الكرامية المعروفة بالإسحاقية نسبة إلى إسحاق بن محمش النيسابوري قبل 383 ﻫ الذي كان يضع الأحاديث التي تعلي من شأن الكرامية، بقوله كذباً فيما يرويه وينسبه إلى النبي R، أنه قال: يجيء في آخر الزمان رجل يقال له محمد بن كرام، يحيي السنة والجماعة، وهجرته من خرسان إلى بيت المقدس، كهجرتي من مكة إلى المدينة .
فانظر إلى هذا الكذب، وكيف يصنعون الكذب صناعة بمقاس، فإن ابن كرام الذي مات 255ﻫ يأتي في آخر الزمان !.. والإسحاقي الكرامي يشبه هجرة ابن كرام بهجرة الرسولr إلى مكة وابن كرام هاجر إلى القدس .
والتاريخ يعلمنا أن ابن كرام هرب بليلة ما فيها ضو قمر خوفاً من والي سجستان الذي أراد قتله لشدة ابتداعه في دين الله .
هؤلاء المجسمة الذين ما قصروا في الإساءة إلى الله ورسوله، قد أعجب بهم ابن تيمية التكفيري أيما أعجاب، ولا شك أن كل من يرى صحة الفكر الإسرائيلي بما عُرف بالعصر الحديث بالصهيونية الإسلامية، هو مدعوم عند ابن تيمية وجماعته، مادام أن الأمر سيؤول إلى تفتيت المسلمين وإضعافهم عن طريق تكفيرهم ..
وما كذبه اليهود في توراتهم المشوه المبدل، تعهد ابن كرام وابن تيمية من بعده ومن هو على شاكلتهما ببثه بين المسلمين، ففي سفر التكوين الإصحاح 28:” فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلق البشر، ذكراً وأنثى خلقهم “
ونزول الله سبحانه إلى الدنيا وسمائها، وصعوده الذي ذكره ابن تيمية في شرح حديث ” ينزل الله سبحانه وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ، ثم يقول : “أين التائبون فأتوب عنهم..” الحديث ..ثم يصعد إلى السماء، وقد نزل ابن تيمية درجة عن المنبر وهو يقول كنزولي هذا ، ثم صعد حيث كان وهو يقول كصعودي هذا .
وفي سفر التكوين الإصحاح 11 ” ونزل الرب لينظر المدينة والبرج اللذين كان بنو آدم يبنونهما “
هناك سؤال يلح عليَّ، هو استفسار يذهب إلى القول ، بأن ابن تيمية الذي يعتقد بالكرامية، أيوافقها على قولها جواباً على سؤال: من يُعد من أمة الإسلام وملته؟
فالكرامية تقول:” أن اسم أمة الإسلام واقع على كل من قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله سواء أخلص في ذلك أو اعتقد خلافه “!..
فما هو قول اتباع الشيخ الحراني الذين دافعوا عن صلة شيخهم، ونسبته إلى مذهب الكرامية، ما قولهم وشيخهم لم يترك أحداً من شره إلا وكفره، شأن أتباعه في العصر الحديث؟.
كان ابن تيمية ولا يزال اتباعه جريئين على الرسول R ، ولهذا وصفه الألباني بأنه “جريء في تكذيبه الحديث الصحيح ..”.
كما أنه كان جريئاً باتهامه رسول الله R ” بأنه ارتاب في أمر السيدة عائشة ، وأنه ” أي النبي ” لا يعلم المنافقين في المدينة بأعيانهم..”
وكان بعض علماء الشام الذين عاصروا ابن تيمية ، قد علم أن في قلبه ضغينة على الرسول R ، لا يجرؤ على الإباحة بها، وهذا ما جعله يخرق الإجماع في مسائل كثيرة، قيل أنها تبلغ ستين مسألة، ومات مسجوناً بسب ذلك، أما زعيم الأشراف بالشام تقي الدين الحصني، فقد قال في كتابه الذي ألفه في الرد على ابن تيمية “دفع شبه من شبّه وتمرّد ونسب ذلك إلى الإمام أحمد “[3]
قال أن الشاميين كتبوا فتياً أيضاً في ابن تيمية، لكونه أول من أحدث هذه المسألة التي لا تصدر إلا ممن في قلبه ضغينة لسيد الأولين والآخرين ..” .
كذلك ضغينته على السيدة فاطمة ابنة رسول الله R، حين جعل حزن أبي بكر أكمل من حزن فاطمة عليها السلام على أبيها !.. وكان يتجرأ، ويقول :” ونحن نعلم أن ما يمكن عن فاطمة وغيرها من الصحابة من القوادح كثير “[4] فما هي قوادح ابنة النبي ؟! . والقدح بأحد معانيه، “العيب والنقصان ” لقد حاول الألباني ما أمكن بأن يلطف ألفاظه بحق ابن تيمية ، ولكنه مع كل تلك المحاولات ، وصفه بجرأته على رفض الأحاديث الصحيحة، وكان يكرر الحديث عن سقطات الشيخ الحراني الكثيرة .
وما أريد أن أختم به مقالتي ، رسالة ابن تيمية للطائفة الإيزيدية وأغلبها الآن في سنجار وشمالي العراق، كما أن أغلبها من الكرد .. والملفت للنظر في رسالة ابن تيمية، أنه يجعلهم أهل السنة والجماعة كما مر بنا، ويخاطبهم بذلك، وفي كل الأحوال هم ليسوا كذلك، يقول :”من أحمد بن تيمية إلى من يصل إليه هذا الكتاب من المسلمين المنتسبين إلى السنة والجماعة، والمنتمين إلى جماعة الشيخ العارف (هل كان ابن تيمية يؤمن بالعرفان !..)القدوة أبي البركات عدي بن مسافر الأموي .(لدى التحقيق تبين أن عدي بن مسافر ليس أموياً ) ، ومن نحا نحوهم ، وفقهم الله سلوك سبيله ، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. إلى آخر الرسالة بكل رقتها ولطافتها تصدر إلى الإيزيديين الذي يراهم من أهل السنة والجماعة بينما كان يرى الرازي والغزالي ، وابن سينا ،من فراخ الهنود واليونان وأنهم أضل من اليهود والنصارى “.
كيف له أن يقول ذلك وقد أخذ أكثر عقيدته من اليهود ، وبها حارب المسلمين ومن أجلها انقض على الرسول وآله .
حاول كثير من الباحثين تعليل سبب رقته في مخاطبته الإيزيديين ، فهل كان منهم مخفياً بالإسلام ، أم كان مجوسياً متستراً بالإسلام ، أم كان وهو من حران متأثراً بالصابئة وبالفلسفة الزردشتية و المانوية والمجوسية عموماً؟ ..
لا ندري وكل الذي ندريه غموض في عقيدة ابن تيمية ، وتغليبه بغض المسلمين على حبهم وجفائه في التعامل مع الحديث( النبوي ) ، وقلة تأدبه مع الرسول شخصياً وفوق كل ذلك تكفيره المسلمين ، عموم المسلمين إذا لم يكونوا معه .
وأنتم أيها القراء الكرام ترون اليوم حكم التكفيرين بالمسلمين ، وكل فتاويهم بإباحة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم إنما جاءت من الفكر التكفيري ، فكيف يقال عنه شيخ الإسلام وشيخ السلفيين ؟ ومن هم السلفيون ، وهل يوجد سلفيون في العصر الحديث غير سلفيي القرون الثلاث الأولى ؟ هذه الأسئلة وغيرها نجيب عنها إن شاء الله في مقالتنا القدمة



الوهابية والتلاعب بالإسلام؟

المتلاعبون بالدين ، هم التكفيريون ، وهم لا يصلون إلى ما هم عليه إلا من خلال التلاعب بالعقول ، والدس على الرسول .
منذ البدايات النبوية الأولى ، وفي عهد الرسول بدأ ناس من الناس – ممن يفترض أنّهم صحابة – يكذبون على الرسول ، فقال بحقهم : ” من كذب عليّ متعمداً فليتبوّء مقعده من النار ” . ويبدو أن الرسول كان يعاني من مشكلة الكذب في مجتمع مازلنا نعطيه غطاء من القداسة ونحن في القرن الحادي والعشرين ! ..
وهؤلاء الكذابون ، وصفهم الله في القرآن بالظلمة ، فقال : “فمن أظلم ممّن كذب على الله وكذّب بالصدق إذا جاءه” الزمر/32. وبيّن مصيرهم يوم القيامة ، بقوله : “ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين” الزمر/60 . ويبدو كذلك أن ظاهرة التكذيب ، وانتشار الكذب واكبت انتشار الإسلام في مرحلتيه المكية والمدنية . فقال : “ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بآياته” الأعراف 37 وتكررت الآية ذاتها في سورة يونس /17 . وفي العنكبوت “ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بالحق لما جاءه”آية 68.
وقد تكررت كلمة الكذب ومشتقاتها وصفاً لمجتمع مكة والمدينة وحديثاً عن الماضين الذين كذبوا الرسل مئتين وسبع وثمانين مرّة في القرآن الكريم . وهذا رقم لا يستهان به ، وهو يؤكد زعمنا بأن مجتمع الرسول كان يعاني من ظاهرة الكذب ، فحاربها القرآن وحاربها الرسول ص . بل حاربها حتى في الأحلام ، الترمذي باب من تحلم كاذباً وانظر :
البخاري : في باب التفسير ، والمغازي ، وفي باب إثم من كذب على النبي R جنائز أنبياء ، زهد ، فتن ، مناقب ، ومناقب الأنصار – وباب التعبير .
ومسند ابن حنبل : ج4/373-ج6 /147 –ج5/89-91-93-95-100 .
النسائي : في البيوع – المناسك – الطلاق .
ابن ماجة : في الزهد – فتن .
مسلم : باب الجهاد – لعان – إيمان .
الترمذي : باب الإيمان – التفسير – الفتن – المناقب .
أبو داوود : الأقضية – المناسك – اللباس .

وعلم R أنهم كانوا يكذبون على القرآن ، نعم حتى القرآن ، فقال الرسول : “ومن كذب على القرآن بغير علم فليتبوء مقعده من النار” كما في مسند ابن حنبل . بل أشار الرسول إلى تفشي الكذب في أمته حين قال : “ثم يفشو الكذب ..” الترمذي في الفتن ، وابن حنبل ج1/18 وابن ماجة في الأحكام . وقوله : “لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ويكثر الكذب “ابن حنبل .
ومن شدة خطر الكذب جعله الرسول أخطر من الزنى ، والقتل والسرقة ، فالمؤمن قد يقتل .. قد يسرق .. قد يزني ولكنه لا يكذب !

هذا الحشد من الشواهد عن الكذب سقناه لنؤكد وجود ظاهرة الكذب عند العرب آنذاك ، وخوف النبي من تفشّيها بل ، إنه تحدّث عن تفشّيها بينهم لاحقاً كما مرّ بنا، لهذا كان الخلفاء الراشدون ضد تدوين الحديث لأنهم كانوا يعلمون حصانة القرآن ، ويعلمون ما قد يفعله المنافقون والكذابون على لسان الرسول ، وقد كذبوا عليه وهو حي ، أفلا يكذبون عليه ، وهو ميت ؟!..

من أجل هذا رفض أبو بكر الخليفة الراشدي الأول كتابة الحديث ، وكان يقول عندنا في كتاب الله ما يكفينا ، وتبعه على ذلك عمر وعثمان ، ولما جاء علي قال عبارة كبيرة في هذا الموضوع حين طرح عليه الأمر ، قال : ” أقرآنان في بيوت المسلمين !..” فرفض جمع الحديث ، مكتفياً بالقرآن الكريم .
ومرّت السنون وحدث ما كان الرسول R يخشاه من الكذب عليه ، وحدث ما توقّعه من تفشّي الكذب ، وحدث ما خشي منه الخلفاء الراشدون من أبي بكر إلى علي .

كل الأمة مجمعة على القرآن كتاب الله المنزل بالتواتر المحفوظ دون زيادة أو نقصان من لدن رسول الله R إلى العصر الحديث .
وإنما كان وما يزال الخلاف في تفسير معاني بعض الآيات أو الكلمات ، وأخطر ما في هذا الخلاف الدخول في بحث التشبيه والتجسيم ، وخلاصة رأينا في هذا الموضوع قول الطحاوي ، أحمد بن سلامة ت329هـ ، يقول : “من وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر ” .

أما الحديث ، فهو المشكل وقد وقع فيه الدس والكذب على رسول الله R ونشأ فيه الوضع متلازماً مع كل فرقة من فرق المسلمين و حين بدأ تدوين الحديث أخذوا عمن بقي من الصحابة ، ثمّ من التابعين ، ثم من تابعي التابعين … ولما كان جلّ همّهم يقع في تتبع السند صحة وعدلاً واستقامةً ، أكلوا من هنا ! .. نعم أكلوا من السند الذي كان بعضهم مختصّاً في إخراجه بدقة ، ولو كان متن هذا السند يناقض القرآن الكريم !.. ومن هذا السند دخل التدليس .

والملاحظ المتتبّع في تاريخ جمع الحديث في القرن الثالث الهجري ، يرى قمّة العمل في جمع الحديث أيام المتوكّل العباسي ت231هـ ، قبله بقليل وبعده كذلك في عصر اختلط فيه الحابل بالنابل ، وعلا فيه الهرج والمرج ، وكان للشعوبية فيه صوت وأي صوت لاسيما للأتراك الحاقدين الذين سيطروا على مقدرات الخلافة منذ أيام المعتصم الخليفة الغبي الأرعن الأمّي .

فظهرت أحاديث غريبة عجيبة ، ستثبت لاحقاً أنها نقلت عن التوراة والتلمود في باب ما سمي بالإسرائيليات . وأخطر وأهم ما فيه منذ البداية الزعم بأن الرسول R قال : “ستفترق أمّتي إلى ثلاث وسبعين فرقة..” فهذا القول يزعم علم الرسول بالمستقبل والرسول لا يعلم ، والله وحده العالم ” وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو”الأنعام /59 . ويقول على لسان الرسول R : “ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير ” الأعراف /188 .

وقد يوحي الله تعالى لنبيه من أنباء الغيب من القصص والأمور التي فيها العظاة، وما يشد به فؤاد النبي R فيقول له : “ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك”يوسف/102 .
ولا يندرج الحديث المذكور تحت هذا النمط الذي كان القرآن يسعى فيه ليثبّت فؤاد النبي R أمام ما يعانيه من كفار قريش ، وكفّار العرب .
وإذا عدنا إلى الحديث فإننا نجده يحدد الفرقة الناجية بما كان عليه الرسول R وأصحابه ، وفي رواية هي الجماعة ، وفي رواية ابن حبان : “وهي السواد الأعظم”، وهذا ينسجم مع كل ما قاله العلماء في تعريف المسلم بأنه كل من آمن بما جاء به رسول الله R وبدأ إيمانه بشهادتين وهؤلاء هم السواد الأعظم .
وقد شهد القرنان الهجريان الثالث والرابع أصعب مرحلة مرّ بها المسلمون في تاريخهم ، بل بدأت الأمور من أيام قتل الأتراك المتوكل ، وسيطرتهم على البلاد والعباد ، ثم قتلوا بعده ابنه المنتصر وكان قد ساعدهم على قتل أبيه ، ثمّ قتلوا المستعين والمعتز ، وفي هذا كان ابن المعتز ، يقول :
وكل يوم ملك مقتول أو خائفٌ مُروَّعٌ ذليل
ثم قتلوا المهتدي إلى أن جاء المعتمد ثمّ المعتضد ، ولما جاء ابنه المكتفي كانت أمور الخلافة كاملة بيد الأتراك ، فسيطر الفساد على المجتمع ، فساد الخلاف بين الطوائف الإسلامية ، وسيطر الجهل على القصر الخلافي ، ويذكر التاريخ أنّ الصولي عُهد إليه بتربية الراضي بالله وأخيه هارون ، فحبب إليهما العلم ، فقال له أهل القصر : “ما نريد أن يكون أولادنا أدباء ولا علماء ، وهذا أبوهما قد رأينا كل ما نحب فيه ، وليس بعالم ” فلمّا سمع الصولي أتى نصراً الحاجب بما قيل له ، فبكى ، وقال : “كيف نفلح مع قومٍ هذه نياتهم ” وفي عهد المقتدر غلب الفساد عليه ، فعكف على لذائذه ، وتوفّر على المغنين والغناء .. وكانت في أيامه أمور لم يكن مثلها في الإسلام ، وجاء بعده القاهر فسمل الأتراك عينيه ، ثمّ سملوا عيني المتّقي الذي جاء بعده ؛ وسيطروا على الدين والدنيا .
ومنذ أيّام المتوكل ألغى الأتراك سلطان المعتزلة ، وأعلو شأن المحدثين ، وهو الذي جاء بالمحدثين إلى سامراء وأجزل لهم العطايا ، وأكرمهم ، وأمرهم بأن يحدثوا بأحاديث الصفاة والرؤية ” تاريخ الخلفاء /138 .
نجا الجاحظ من الأتراك لأنه كتب فيهم رسالة يعلي من شأنهم ، وأعلى المتوكّل من شأن المحدثين ومنهم أحمد بن حنبل الذي يعد من المحدثين ، وإرضاء للسلطان صار بعض المحدّثين يُدخل في الحديث ما هبّ ودب ، كما ضيّق الرجال الحديث على العقل ، وتقديس النقل ، والتقليد دون الاجتهاد ، وصار للمحدثين سلطة كبرى بحيث من خرج على منهجهم قيد شعرة شغّب عليه ، ورمي بالزندقة !..

وكل طلاب العلم يعلمون اضطهاد المحدثين للمفسّر والمؤرخ محمد بن جرير الطبري ، وأثاروا العداء بين العلماء ، مستعينين بالعامة في هذا الموضوع ليستعان بهم في التنكيل بخصومهم ، كما يستعان بالفيس بوك وغيره من وسائل الإعلام في العصر الحديث لإثبات فكرة باطلة !.. وما عرف بالتضليل الإعلامي .
بل ذهب بعضهم إلى القول بأن المحدّثين جعلوا العلم الإسلامي كلّه (رواية) فهو علم يقوم على حدث فلان عن فلان . فقل الابتكار والإبداع ، وأصيب غالب علماء المسلمين بالعقم .

وعنوا بالسند أكثر من إعانتهم بالمتن ، يقول أحمد أمين عنهم : “وقد يكون السند مدلّساً تدليساً متقناً فيقبلونه مع أنّ العقل والواقع يأبيانه . مثل “من أكل سبع بلحات عجوة ، لم يصبه في ذلك اليوم سمّ ” ومثل “لا يفلح قوم ولو أمرهم امرأة ” بل قد يعدّه بعض المحدّثين صحيحاً ، لأنهم لم يجدوا فيه جرحاً ، ولم يسلم البخاري ولا مسلم من ذلك . وربما لو امتحن الحديث بمحك أصول الإسلام لم يتفق معه ، وإن صحّ سنده .

وضيّقوا أكثر فاعتبروا كل من يستخدم فكره ، ويجتهد في الدين دون تقليد ملحداً وزنديقاً ، وهذا ما جعل المفكر المصري أحمد أمين يقول عن التضييق : “كل هذا وأكثر منه كان نتيجةً لهذه الحركة ، واعتقد أنّ الأتراك في ذلك العصر مسؤولون لدرجة كبيرة عن هذا ؛ فطبيعة عامّتهم لا تقبل الجدل الكلامي ، ولا كثرة المذاهب الدينيّة ، فالأتراك في جميع عصورهم قلّ أن نرى منهم من اعتنق مذهباً في الأصول غير مذهب أهل السنة ، وفي الفروع غير مذهب أبي حنيفة .. ” ظهر الإسلام ج1/41 دار الكتاب العربي بيروت .
فإذا أضفنا تشجيع الدولة للحديث ، ضد الفكر والعقل إلى ما فعله الأتراك ، فهمنا سر انتشار حديث الفرقة الناجية ، فقد صاروا مكروهين من قبل سواد الناس الخاص فيهم والعام ، فلجأوا إلى رفض كل المذاهب الإسلامية غير أهل السنة ، وأهل السنة في نظرهم هم وحدهم مفضلين على مقاسهم ولا مذهب عندهم سوى مذهب أبي حنيفة ، وقد حاول المنتصر ابن المتوكّل الذي جاء بعد أبيه ، أن يعيد الاعتزال ، والفكر ، وتعدد المذاهب ، ولكن الأتراك منعوه وكانت فكرته هذه من الأسباب التي دعت إلى قتله .
وكانت ثقافة الأتراك ضيقة جداً ، ولا تقبل تعدد الفكر ، ولا تعدد المذاهب ، ولا صولات المعتزلة الفكرية ، فأغرقوا شوارع بغداد وسامراء بالدماء وحصروا جل أعمالهم بالجندية والخشونة والإرهاب ، مع غياب الفكر والثقافة والعقل ، ولشدة طول ما فعله الأتراك خلال أكثر من مئتي سنة صار مع الزمن وكأنّه الموروث الديني الصحيح !..

في هذا العصر وكرد فعل على الاعتزال ، ونتيجة لتشجيع المتوكّل للحديث ورجاله تضخم الحديث كثيراً ، ففيه دونت كتب الحديث كالبخاري ومسلم والنسائي وأبي داؤود ، ومسند أحمد بن حنبل وهناك أكثر من سبب لانتشار الحديث ، في مقدمتها تلبية رغبة الخلفاء بدءاً من المتوكّل ، مما دفع إلى كثر الوضع للرد على أصحاب الفكر والمذاهب العقلية ، فدخل في الحديث كثير من حكم الأمم المختلفة، واندس فيه بعض عقائد الأمم المختلفة ، وانتشار رجال الحديث إلى الجهات المختلفة لجمع الحديث . وأظهروا الأتراك وكأنهم أهل السنة والجماعة ، وهذا غير صحيح إذ لم يكونوا على هذا وإلا فلماذا قاتلوا الشافعية والأحناف والمالكية (الأشاعرة) الذين فرزهم تاريخ الفقه الإسلامي على أنّهم أهل السنة والجماعة . واستمر التدليس والكذب بانتقاء على الرسول R فيما عرف بحركة تدوين الحديث . وارتفعت مكانة رجال الحديث لجهة الطلب والعرض ، وصاروا يرفعون من شأن ناس إذا أحبوهم ، والإساءة إلى آخرين إذا طلب منهم ذلك ، أو ما أحبوهم . والويل كل الويل لكل مذهب أو عالم ما دخل في مزاج المحدث ، فإنّهم يهوون به أسفل سافلين . وصار بعضهم إلى حفظ آلاف الأحاديث بسندها مع صعوبة السند وتشابهه .

وفي باب سلبيات المحدّثين كتب أحمد أمين ، كما في المصدر السابق : ” كان لهم والحقّ يقال بعض الأثر السيئ في المبالغة في الاعتماد على المنقول دون المعقول ، خصوصاً بعدما مات المعتزلة ، فقد كان المعتزلة حاملي لواء العقل ، والمحدّثون حاملي لواء النقل .
وكان عقل المعتزلة يلطف من نقل المحدّثين . فلما نكل بالمعتزلة على يد المتوكّل علا منهج المحدثين ، وكاد العلم كله يصبح رواية .

وكان نتيجة هذا ، ما نرى من قلّة الابتكار وتقليص عبارات المؤلّفين ، وإصابة المسلمين غالباً بالعقم ، حتى لا تجد كتاباً جديداً أو رأياً جديداً أو رأياً جديداً بمعنى الكلمة . بل تكاد العقول كلّها تصب في قالب واحد جامد . هذا رأي أحمد أمين ، والحق من وجهة نظري أن أحمد أمين قال القول الصحيح فيهم ، ونسي أن يحمّلهم كل خلافات المسلمين في العصر الحديث لجهة كذبهم الذي حمل لنا تقسيماتهم للمسلمين .. ومن تلك التقسيمات حديث الفرقة الناجية الذي لم يقبله أبو الوليد الباجي الأندلسي ت 474هـ ولا يقبله أي عاقل يريد الخير لأمة الإسلام .

فالمسلم – والمسلمون – والفرق الإسلامية هو وهم الذين صدّقوا جميع ما جاء به النبي R ، وعلينا في العصر الحديث أن نؤمن بهذا الكلام لننهي عهوداً صار فيها لفظ وتكفير للمسلمين على لسان أناس من غير العرب ، وما كان شأن الإسلام ليهمهم ، ويجب أن نألم مما حملته الكتب القديمة تحت ظروف سياسية ، وبأقوال الأتراك الذين تحكموا بمقدرات الخلافة الإسلامية في القرنين الثالث والرابع ، فكفروا من كفروا ، وقبلوا إسلام من أرادوا مزاجياً ليكونوا أصحاب الدين وحده ، ومن أجل هذا ابتدعوا حديث الفرقة الناجية . وإنه ليؤلم أن يكفّر من قيل عنهم الفرقة الناجية بعضهم بعضاً ” الحنبلي يكفر الأشعري ، زاعماً أنّه كذّب على الرسول R في إثبات الفوق لله تعالى والاستواء على العرش ، والأشعري يكذبه زاعماً أنه مشبّه ، والأشعري يكذب المعتزلي زاعماً أنّه كذّب الرسول R في جواز رؤية الله تعالى ، وفي إثبات العلم والقدرة والصفات ، والمعتزل يكفّر الأشعري ، زاعماً أن إثبات الصفات تكفير للقدماء وتكذيب الرسول في التوحيد ” انظر : فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة ، في مجموعة (الجواهر للغزالي) ص/80 .

وفي المرجع ذاته يساعدنا الغزالي لجهة نفي ما كتبه البغدادي في الفرق بين الفرق ، والشهرستاني في الملل والنحل ، فيقول: “إن شرح ما يكفّر به وما لا يكفّر ، يستدعي تفصيلاً طويلاً فيكتفي بوصية وقانون ؛ “أمّا الوصية ، فأن تكف لسانك عن أهل القبلة ما أمكنك ، ماداموا قائلين لا إله إلا الله محمد رسول الله ، غير مناقضين لها .. وأما القانون ، فهو أن تعلم أن النظريات قسمان : قسم يتعلّق بأصول القواعد، وقسم يتعلّق بالفروع . واعلم أنه لا تكفير في الفروع أصلاً إلا في مسألة واحدة ، وهي أن ينكر أصلاً دينياً علم من الرسول R بالتواتر ” المصدر السابق ص/92-93 .

ولأن الغزالي كشف عن حقيقة الدين فقد خاصمه في حياته شيوخ الحنابلة ، وفي مماته خاصمه ابن تيمية الذي خاصم الغزالي ، ووافق الكرامية في كفرها ! .. فمن هم الكرامية ؟ ما عقيدتهم ؟ وكيف وهم متصوّفة أخذ عنهم ابن تيمية عدو التصوّف والصوفيين ؟
والصحيح هل أنّ الإيزيديين الموجودين حالياً كطائفة قليلة ، هم أهل السنة والجماعة كما وصفهم ابن تيمية ؟ وإذا كان يعتبر نفسه من أهل السنة والجماعة –وهو ليس كذلك – فهل هو وجماعته السلفيون أزيديون ؟! هذه الأسئلة وغيرها جوابها في المقالة القادمة إن شاء الله .

أعداءك ياوطني كثر!

أعداؤك ياوطني هم ضباع من نوع خاص, هم ضباع بأثواب الأثقياء..أعداؤك ياوطني هم ضباع وضعوا حقوق الفقراء على موائد المترفين من المشائخ والبرلمانيين والتجار والساسة فأكلوها أكلا لما وسلبوا الألوف ضروراتهم ليتخم بها أفراد انتهازيين قلائل, وصودرت حريات شتى ليشبع طغيان الكبر عند الأوغاد....
أعداؤك ياوطني هم ذئاب هذا الليل الفاحم الطويل الذي نعيش فيه ,ذئاب يزهقون أرواحنا بإسمناالذي هو إسم الشعب..بإسمنا وبإسم مصالحناسنوا القوانين وارتكبوا الجرائم في حقنا..بإسمنا وبقراراتهم العشوائية حملنا كل أوزار الدنيا..اختراع جميل والله حكاية إسمها الشعب, من اخترع هذه الحكاية العجيبة التي إسمها الشعب؟!!

حكايات كثيرة ترتبط بهذه الحكاية العجيبة!.. أمن الشعب- مستقبل الشعب والمصلحة العليا للشعب- تقدم الشعب ورفاهية الشعب-انتخابات الشعب- نواب الشعب- أحزاب الشعب..
ماذنبنا ياحثالة الأرض؟
- نحن أبناء الشعب وماذا قدمتم لنا؟
بإسمنا وبإسم الحفاظ على مصالحناورثتم أبناءكم المال والآمان وشقق فاخرة في باريس ولندن و.....وأورثتمونا نحن الضياع والفقروالبطالة والديون والسجون والحريك والخوف كأن الثورة ماقامت إلامن أجل سعادتكم وتعاستنا
نهبوا البلاد برا وبحراوجواواحتموا بالسحروالشعوذة والشياطين.. قزموا الدولة وهمشوا مؤسساتها ووظائفها حتى لم يعد منها إلا أجهزتها البيروقراطية والأمنية..يقصفون كل يوم عقول الناس في الإذاعة والتلفزيون بأطنان من الأكاذيب والأضاليل- ومن يسمع إلى ما يصدر من الصحافة التابعة لهم وما يصدر من الصحافة الأخرىالمستقلة وما يكتبه أبناء الشعب في المواقع الإلكترونيكية سيعتقد بأن ما يصدر عنهما يصدر من بلدين مختلفين.. خلقوا للمجتمع تعليما فاشلا يمسخ العقول وسيطروا على الإدارات والقرارات .

وقد اصبح سعر الإنسان اليمني هوأبخس الأسعار في البلاد طرا.
ويعني هذا أيضا-أن يستقر في ضميرالحكاية التي إسمها *الشعب* أن نوابه لصوص سرقوا كراسيهم- وأن الوزراء لصوص سرقوا بالتالي مناصبهم- وأن سلطاته وحكومته مزيفة مزورة وأن السرقة والتضليل مشروعة رسميا..
حتى صندوق النقد الدولي الذي يتتبع أحوال البلاد يستغرب كيف أن بلدا من حجم اليمن بموارد هائلة لايستطيع أن يحقق نموااقتصادياويا سبحان الله- وما نتيجة كل ماسلف ياترى؟



النتيجة لاتخفى على أحد- النتيجة واقفة أمام عيوننا مثل جبل نقم- النتيجةهي عزوف الشباب عن السياسة وفساد المؤسسات وانتشارالبطالة والرشوة والفقر والفوارق الإجتماعية والطبقية الصارخة واليأس والإجرام ..
النتيجةهي أن المواطن العادي الذي لايقوى على تحمل نار أسعار المواد الإستهلاكية الرديئة والغريبة الأساسية الملتهبة يسلك كل الطرق لعبور هذا الوطن فرارا من حرالجحيم-عبورهذا الوطن إلى أوطان أخرى؟

والنتيجة أيضا أصوات شباب التغيير الذين ينزلون إلى الشوارع والساحات العامة للمطالبة بالتغيير الجذري والهتاف ضد الفساد والأوضاع المزرية..
لقد وصل السكين إلى العظم ..والمتتبع لأحوال البلاد والعباد سيقتنع بأنه لم يعد من المقبول - ولا من الملائم- العيش وفق طريقة ومنظومة عفاش السابقة- أي على أساس الإستبداد والفساد واللامساواة-التي تضر بالبلاد والعباد..
شخصيا لا حد لألمي في اليمن- حينما استحضر كل الفرص والعقود الضائعة -التي توفرت منذ قيام الثورة إلى اليوم- أمام أولائك السياسيين و المثقفين أو أشباه المثقفين- من مختلف الضفاف*رسمية كانت أم حزبية * الراقدون الآن في قبورهم -أو ممن مازالوا في مواقعهم الحكومية أو الحزبية - أو الهاربون بصراحة أو ضمنا- بمغانم ما نهبوه إلى الخارج-مطمئنين إلى أن  التهريج الذي تعهدوه بالعناية والرعاية- منذ عقود طويلة - مازال صمام أمان بالنسبة لهم..
الفرص التي أضاعها أولائك المسؤولون على أجيال عديدة من اليمنيين من أجل يمن حديث , ديمقراطي ومتطور وذلك بقتلهم لأي أمل في انبثاق مشروع مجتمعي قائم على العقلانية والعلمية والديموقراطية وحقوق الإنسان.
كمشروع المرحوم>الحمدي>صاحب المشروع النهضوي.........................!!!
*******************************
@رحم الله >الحمدي.....وحفظ الله اليمن واهلها!

********************************************************
تاريخ أبا جهلّ في نجد الشيطان؟

حين تصير لغة القطيع هي اللغة الوحيدة في النقاش
وحين تصير قاعدة أنا وابن عمي والغريب على أخي
وحين يسقط العقل في مستنقع الصراع المذهبي الطائفي
وحين يتحول الغباء العربي الفكري الى بغاء فكري عبري
وحين ينقلب نحيب العرب الى عواء تضجّ به القاعات الفارغة
حينها تنهض قريش من تحت ركام أصنامها كي تعلمنا طريق الهداية
حينها تنفض عن ثوبها كل الغبار الذي كانت تختبئ فيه تحت مسمى الدين
ويصير بول البعير هو مشروبها الوطني وانجازها الأعظم هو القذف المنوي
وأمنّ وسلام أبناء عمومتهم من اليهود أهم بكثير من قتل أمة تقول لا إله الا الله
حينها ستفهم تماماً ما معنى أن يغسلوا عقلك بماء زمزمّ كي يستحموا بدمك لاحقاً
حينها ستفهم كيف يخدّورك بإبرة طائفية كي يقنعوك أن ما يفعلوه لأجل الله والدين
متناسيين قول الرسول انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً فصار أقتله ظالماً أو مظلوماً

ابصّقوا على هذا الزمنّ الرديء إذا نسيتم
-حين مولّت السعودية بمال نفطها حرب العشر سنوات بين العراق وإيران
ثم فتحت مطاراتها للطائرات الأمريكية من بعدها كي يقصفوا شعب العراق
-حين غطتّ بمالها كل تكاليف الطائرات الاسرائيلة في عدوانها على غزة
ثم جائت مثل العاهرة تبكي على ضحايا الشعب الفلسطيني المسكين
-حين جيّشت الدنيا وسافر وزير خارجيتها إلى مجلس الأمن لأجل سورية
ولم تعرف طوال ستين سنة أن تطرق باب المجلس لأجل فلسطين المحتلة
-حين استطاعت أن تجمع دول عربية ما جمعها الله يوما على خير
كي تقوم بقصفّ اليمن واحتلالها تحت ذريعة التمددّ الشيعي الايراني

ابصّقوا على هذا الزمنّ الرديء إذا نسيتم
-حين تغسل عقول الناس وتقنعهم أن ما تفعله اليوم لأجل الأمن القومي
في حين لا تشكل اسرائيل المغتصبة أي تهديد لها أو لأمنها القومي التافه
-حين ترى الشعب السعودي المنافق يصلي ويبتهلّ لقتل إخوتهم في اليمن
كما فعلوا حين كانوا ينهقون بملء أفواههم كي ينصّر اسرائيل على المقاومة
-حين ترى انفصامها وهي تمولّ جماعات إرهابية لدعم الثورة السورية القذرة
ثم تخرج على العلن وتقول لك أنها تحارب الإرهاب ولأجل الشعب السوري
-حين وقفت ضد الثورة المصرية وأحلام الشعب المصري في خلع رئيسها
وأقامت الدنيا وأقعدتها بجنون فقط كي تخلع الرئيس السوري من منصبه
-حين استقبلت زين العابدين الهارب من الثورة التونسية في بلادها
متجاهلة تماما أنها تقف ضد إرادة شعب له الحق في تقرير مصير رئيسه

ابصّقوا على هذا الزمنّ الرديء إذا نسيتم
-حين ترى الفكر الوهابي الحقير يدمرّ آثار النبي في مدينته المكرمة
ويصدفّ ( يا سبحان الله ) أن هذا ما تفعله تماماً اليوم خادمتها داعش
-حين ترى شيوخ السعودية يبتهلون على منابرهم بالأخلاق والتقوى
وفي سويسرا ينقلبون إلى حيوانات جنسية في مواخير الدعارة والزنا
-حين يشوهون دين الإسلام ويعجنونه على مزاجهم الوهابي اليهودي
ثم يفتونّ لك بجواز رضاعة المرأة و اللواطة بين الرجال عند الحاجة
-حين ينبحون على منابرهم بحقوق الانسان والعدالة والحرية الشخصية
ثم يعودون الى عصر أبي لهب في جلد كل من لا يروق لهم فكره وحرفه

أما أنا فسأبصّق على هذه المملكة القذرة بعد كل ما ذكرته من تاريخ وسخّ
سأبصّق عليها كي لا يقولوا مات مواطن عربي وفي فمه بصقة كبيرة
سأبصّق عليها كي لا يقولوا عادت قريش إلى وئد النساء والأصوات
سأبصّق عليها كي لا أِشعر بالذنب بأني كنت متواطئاً مع يهود خيبر
سأبصّق عليها كي لا أعانق الأصنام التي زرعوها في كعبة أفكارنا
سأبصّق عليها كي لا تعود هند من قبرها فتطعن خاصرتنا وتأكل أكبادنا
سأبصّق عليها كي لا ينهض مسيلمة الكذاب ويخبرنا أن محمد كان كذّاب
سأبصّق عليها كي لا يشمّتون بجمال عبد الناصر حين بصقَ عليها
وقال سنة 1962 أن ( جزمة كل شهيد أشرفّ من تاج آل سعود )
سأبصّق عليها وسأصفّق لكل من يدافع عنها كان مأجوراً أو مخموراً
قائلا له :
ها قد جاء حفيد أبو جهل .. فهللّوا وارقصّوا يا نساء قريش ..؟؟

على حافة آل سعود آحفاد اليهود

تباً لكم يا آل سعود وألف مليون تبّ
تباً لشيوخكم التي تستحق الشتمّ والسبّ
تباً لدينكم الوهابي الذي باع الرسول والربّ
تباً لنفطكم الذي تشربونه على حساب الشعبّ
سؤال مضحك يدور في صدري ليس له إجابة

كيف تتطهرون من بولّ الكلبّ وأنتم أصلاً أبناء كلبّ ..؟؟