Pages

ما أغرب غريب الغراب و بوم الغربة عندما ينعق بالخراب و الفرقة


لو كانت الخنساء في زمان الإمام حسن نصرالله، لإستبدلت صخراً بنصراً و قالت

وَإِنَّ نصراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ ** كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ

هو الإمام الثالث عشر للشيعة و لو كفروني، و الإمام الأول لأهل السنة و لو بالردة ألحقوني، و يوحنّا معمدان هذا العصر عند النصارى و سامحوني.
ها هي الوهابية ترسل بهامها، و على إمامهم ترسل سهامها. ما أشبه هذا الزمان بزمان تجار الهيكل، مع الفارق أن الهيكل هو كعبة إسماعيل و التجار هم هؤلاءِ الفُجَّار الذين دمَّروا الدار و الديار. هل سيصرخ النبي أيوب الذي قيل فيه أنه عندما كان الدود يسقط من ثقوب جسده، كان يعيدها إلى الثقوب و يقول لها: صار لك أن تأكُلي فكُلي. ها هي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) تنسف مقام قبة "ستي رحمة" زوجة النبي ايوب (عليه السلام) في قرية بلشون بجبل الزاوية بريف ادلب بحجة أنه شرك بالله. صرخة أيوب لن تأتي من أيوب، بل من ورثة النبي أيوب، و أيوب هذا الزمان هو الإمام نصرالله، الذي صبر على هؤلاءِ الشياطيين، لا أبقى الله لهم باقية، هم عصبة الشيطان و معدن البهتان و جنود هامان، و محرفوا تأويل القرآن.

غريبٌ هذا الزمان، و نقول للفجَّار، السم لا يسيل من الثمار، و الحكمة لا تؤخذ من حمار و غريب أطوار، و الدين لايؤخذ من أهل النار، هؤلاءِ مفجروا الديار. أكثر ما كان يفرح إسرائيل هو أن العرب جهلة لدرجة أنها يمكن أن تركبهم و تدَّفِعهم أجرة الطريق. و هذا ما جعل إسرائيل كل عشرة سنوات أو كل خمسين سنة تحتفل باليوبيليات من القدس الرهينة. إسرائيل غيرت حساباتها و شعرت بالخطر فقط عندما قال الإمام حسن نصرالله، إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت.

كنت قد ذكرت سابقا كيف أفنيت ساعات من وقتي في مناقشة سلفي، لإقناعه بأن اللؤم الذي يُغذَّى لهم في اللبن ليجعل من نصرالله حليف لإسرائيل، و من شيوخهم أئمة خيبر لا وجود له. بدا واضحاً عمى الألوان و البيان في عقول هؤلاء. ما يُسمّى بالحمرنة السلفية تجاه تحقير حزب الله تتمثل بالعاهات السلفية السبع التالية:
1 - السلفية تعاني عقدة النقص المزمنة تجاه محاربة أعداء الأمة، و بما أن الإمام حسن نصرالله قدّم أسطورة في البطولة و مقارعة الصهاينة و أصبح إمام الصالحين و الهداة كما في بيت الخنساء السالف ذكره في أعلى الصفحة. جن جنون السلفية حتى وصل بها الفصام و السرقة و التدليس بأن يرضعوا أطفالهم حليب الخبث، و نسخ كل فضائل الإمام نصرالله و إلصاقها بأبو طلحة و أبو فعلة الفعلاني. و نسخ رذائل أمرائهم و لصقها بإمام هذا الزمان و الحجة على كل من يقرأ الإنجيل و القرآن.

2 - السلفية إستفاقت على الشعبية الخارقة لجدار الصوت التي يتمتع بها هذا الإمام، فزاد الحقد على الحقود، و لم تجد السلفية أسوء من صفات أمرائهم للصقها بنصرالله و لم تجد أشرف من شيم نصرالله لمحاولة تسويقها في سوق عقاظهم على أنها إنجازات لمفتييهم.

3 - الإمام نصرالله قدم إبنه شهيدا و إحتجزت إسرائيل جثمانه لتفاوض به نصرالله لكن نصرالله قال إبني لا يميزه عن شهداء المقاومة شيئ و جثمانه يساوي جثمان رفاقه. و هذه المنزلة من التقى و الدين، لا يمكن إلا أن تكون من صفات الإمام العادل، و هذا الإمام العادل لا وجود له في قطيع أئمة و دعاة الوهابية السلفية.

4 - نصرالله دعم كل من يقاتل في فلسطين، حتى الفريق الذي يصنف نصرالله بالكافر و الرافضي، كان يعطى له المال و السلاح و الجند، و يقول لهم نحن و الله معكم لنقاتل عدونا و عدوكم، القاصي و الداني يعلم، أن من دون نصرالله و نهج نصرالله على القدس السلام. هو أمل كل حر. و هذه من نقائص السلفية التي كانت تعدم حتى الناشطين الذين يدافعون عن غزة و فلسطين، و لنا في نحر الناشط الإيطالي عبرة.

5 - نقيصة فك وثاق الأسرى: إنفرد حزب نصرالله بخطف جنود صهاينة و مقايضتهم بالأسرى العرب، و كانت الإهانة لمصر حسني مبارك و أردن حسين، أن يفرج لهم نصرالله عن أبطالهم و عن جثامين أبطالهم في صفقات تبادل الأسرى، هؤلاءِ الأبطال الذين شاركوا في حروب النكسات، و بقوا في الزنزانات، و لم يُفرج عنهم من قبل حسين و السادات، و لم يفك أسرهم الخطابات في الكٌنيسهات.

6 - الصدق: هذه صفة تذبحهم. لا توجد في معدنهم، و ليست من المركبات العضوية التي بنيت عليها أجسادهم و معادنهم.

7 - أعداء الأمة يشعرونهم بالحرج: كل يوم تُخصِص الجرائد الصهيونية مقالات عن قوة حزب الله و خطره على إسرائيل و الخوف الإسرائيلي من حزب الله، بينما على نفس الجرائد ترد مقالات تعاون أمرائهم، أمراء السلف مع إسرائيل من أجل تقديم الأرض المحمدية لعبور طائرات بني قريضة و ضرب بلد إسلامي يهدد إسرائيل.


و يكفيه فخراً أنه حرّر بلاد عربية من دون أن يلقي خطاب في الكينيست. "قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا"