Pages

 االكاهن المجرم عائض القرني يقول إنه طلّق السياسة كيف ؟
 فمن يصدّقه ؟ 


قال الداعية الإسلامي السعودي المعروف عائض القرني في مداخلة له على برنامج تبثه  قناة " إم بي سي "  ونشرها على صفحته في توتير" أنا لست بمحلّل سياسي ، وأبشركم أيها الأخوة أني تبت من السياسة منذ سنوات، وتبت إلى الله ومن تاب إلى الله تاب الله عنه، طلقتها بالثلاثة لا رجعة بعدها، وتبت إلى الله.." واضاف قائلا "مهنتي تبليغ الدين والآيات والأحاديث وما يصلح الفرد وأخاطب الكبير والصغير والمرأة والرجل بالحسنى وبالموعظة الحسنة وهذا منهج القرآن ومنهج الأنبياء."

اسمح لي يا " فضيلة الشيخ " أن أقول لك أنت رجل سياسة وما تفعله باسم الدين هو  دعم للفكر الوهابي وللسياسة العامة للدولة السعودية ومخابراتها و، وإن قولك بأن مهنتك " تبليغ الدين والآيات والأحاديث وما يصلح الفرد " ليس صحيحا لسبب بسيط وهو ان المسلمين العاديين رجالا ونساء يعرفون ما يكفي عن دينهم وممارسة عباداتهم ولا يحتاجون اليك ولغيرك من شيوخ السلاطين لتعلموهم ما هو الحلال والحرام وكيف يصلّون ويصومون ويحجّون ويطيعون " ولي الأمر"؛  ولهذا أودّ أن أذكّرك بالحقائق التالية :

أولا : إن  ما ذكرته ليس إلا نفاقا اعتاد عليه شيوخ السلاطين العرب من أمثالك وما أكثرهم هذه الأيام ! أنت تعلم جيدا .. أن الدولة السعودية التي تدعمها  تقول إن دستورها هو الفرآن والسنة، وانها تطبّق الشريعة الإسلامية وتحكم بين الناس بشرع الله  ... ولا تفصل بين السياسة والدين...، لقد عملت استاذا في جامعاتها، ولك علاقات متينة مع ملوكها وأمرائها وقادتها، وأمضيت معظم حياتك العملية وانت تدافع عنها وتخدم سياساتها؛ كيف ستطلّق السياسة خاصّة وان الدولة التي تخدمها تقول إن الإسلام " دين ودولة " ولا ينفصلان؟  وهل يمكنك أن تنكر أن جهودك الدينية مرتبطة بسياسة الدولة السعودية وبالفكر الوهابي ؟

ثانيا : تقدّر ثروات آل سعود بأربع تريليونات ( 4000 ) مليار دولار سرقوها من الشعب السعودي، وأودعوا معظمها في البنوك " الربويّة " الغربية؛ فلماذا لا تجرؤ على ذكر هذه السرقات في مواعظك ؟ لا تقل بأنك ستسجن وستعاقب؛ من يعمل لله والناس لا يخاف إلا من الله، ولا يخدم حكاما طغاة لا يخافون الله ! أليس كذلك ؟

ثالثا : لقد نظّم " ولاة أمرك " مؤتمر ترامب الإسلامي في الرياض الذي حضره قادة يمثّلون 40 دولة اسلامية، واستغله  ترامب الحاقد على العرب والمسلمين لابتزاز السعودية ودول الخليج ، وعقد تحالفات لإشعال المزيد من النيران في الوطن العربي لا تخدم إلا مصالح أمريكا وأطماع إسرائيل، وكان إهانة كبرى لشعوب الأمتين العربية والإسلامية؛ فلماذا لم تعترض عليه أنت وشيوخ المسلمين في السعودية وغيرها ؟

رابعا : لقد كفّرت الشيعة وحاولت نشر الحقد بين المسلمين وقلت في تغريدة في شهر سبتمبر 2016 عن حج ذلك العام  الذي لم يحضره إيرانيون " نجح حج هذا العام 100 بالمئة والسبب بعد توفيق الله هو غياب إيران الدولة الصفوية المجوسية." وتابعت قائلا " الحج بدون إيران تنظيم وأمان." الله سبحانه وتعالى لا يفرق بين عباده، ونحن كشعوب عربية لا نفرّق بين سني وشيعي، ونؤمن أننا جميعا سنّة وشيعة عباد الله، ربّنا واحد، وديننا واحد، ونبيّنا واحد، ولا فرق بين حسن ويوسف وأحمد وجعفر وعبدالله ! وان مصلحة الأمة تتطلب أن يتوحّد السنّة والشيعة لحماية أوطانهم. أليس هذا ما يريده الله؟ فلماذا لا تدعوا إلى حلّ هذه الخلافات الدينية وتوحيد الأمة ؟ وهل إيران والشيعة أكثر خطرا على المسلمين من إسرائيل وأمريكا ؟

خامسا : لقد أيّدت مشاركة السعودية في تدمير العراق وسورية واليمن وليبيا ولم نسمع منك كلمة احتجاج واحدة على تجويع وقتل أطفال اليمن وسوريا والعراق ! هل الإسلام أباح قتل المسلمين ؟ وهل جنود عاصفة الحزم وعصابات النصرة وغيرها الذين يقتلون في سورية واليمن يخدمون الإسلام والمسلمين ؟ 

سادسا : لقد قدّمت أمريكا  القدس  أولى القبلتين ورمز الإسلام والعروبة هديّة للصهاينة ؛ فماذا فعلت انت وشيوخ سلاطين الوطن العربي لنصرتها ؟ يا شيخ لم نسمع اصواتكم ومرّ الأمر وكأنه لا يعنيكم . لقد دفع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي أشدت به وبحكمته 500 مليون دولار ثمن يخت، و 450 مليون دولار ثمن لوحة ليعلّقها في أحد قصوره، 300 مليون دولار ثمن قصر في فرنسا ! أي ان سموه دفع 1250 مليون  دولار ( مليار وربع المليار) في عام 2017  فقط ثمنا لأشياء لا تخدم الشعب والدين وتتعارض مع ما أمر به رب العالمين ! ما رأيك انت ومشايخ المملكة في هذا البذخ بينما 25% من مواطني المملكة  يعانون  من الفقر والبطالة ؟  وماذا ستكون النتيجة لو أن هذا المبلغ الضخم استخدم في دعم صمود القدس  والمحافظة على الأماكن المقدّسة ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي ؟

سابعا : إن دولتك التي تؤيدها تطبّع علنا وسرّا مع اسرائيل، وتحاصر وتعادي دولة قطر؛ هل معاداة إسرائيل .. حرام .. ومقاطعة دولة قطر ( الشقيقة ) ..حلال ..؟ وما هي الجريمة التي ارتكبتها قطر ضدّ السعودية لتعاديها وتحاصرها وتقيم تحالفا عربيا ضدّها ؟ ولماذا لم ترفع صوتك ضد هذا الحصار الظالم ؟

ثامنا : لم يحدث أنّك تكلّمت عن القيود اللاإنسانية والتفرقة العنصرية والاستغلال التي يتعرض له ملايين المتعاقدين الذين يعملون في المملكة ويساهمون في بنائها ! هل الدين الإسلامي ينصّ على ظلم الناس واستغلالهم ؟ الإسلام لا يفرق بين " عربي وعجمي " إلا بالتقوى؛ فلماذا لا تطالب بإنصاف المتعاقدين المظلومين في السعودية ودول الخليج ؟

تاسعا : لقد سطوت على كتاب المستشارة الأسرية السيدة سلوى العضيدان " لا تيأس " ونشرته وأعدت اصداره تحت اسم " لا تحزن "، ولهذا رفعت عليك المؤلفة قضية تتّهمك فيها بالاعتداء على حقوقها الفكرية وقضت لجنة حقوق المؤلف بوزارة الإعلام السعودية بإدانتك وتغريمك 300000 ريال لصالح الاستاذة سلوى، و 30000 ريال للوزارة إضافة لسحب كتابك المسروق من التداول في الأسواق ! أليست سرقة الفكر حرام كسرقة المال ؟

عاشرا : انك تعيش في قصر منيف بلغت كلفت بنائه كما ذكرت أنت  ما يزيد عن 4000000 ريال ( أكثر من مليون دولار أمريكي .) لقد ولدت عام 1959 وحصلت على الماجستير عام 1987 والدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود عام 2002 ،  وعملت مديرا لدار نشر واستاذا جامعيا وكان دخلك الشهري متواضعا. فمن أين جئت بهذه الثروة  واصبحت مليونيرا كبيرا وبنيت قصرا في أقل من عشرين سنة ؟ هل جاء معظمها من المكرمات التي كنت تتلقاها من " أولياء الأمر " مقابل خدماتك الجليلة ومساهمتك في تضليل الناس وخنوعهم ؟

يا شيخ أنت لم ولن تعتزل السياسة. وأنت وشيوخ السلاطين العرب اختطفتم الدين الإسلامي الذي يدعو المؤمنين إلى التمسك بالحق والأرض والعرض، ويرفض الظلم، ويحثّ المسلمين على التمرّد على الحكام الظالمين الذين أذلّوا شعوبهم، وجلبوا العار والدمار لأوطانهم. لقد ... سيّيتم ديننا الحميد ... وحوّلتموه إلى دين شعوذة واستسلام يدعو إلى طاعة " ولي الأمر" ويتجاهل قضايا الأمة الكبرى.

لو كنت يا شيخ أنت وشيوخ السلاطين تملكون ذرة من الكرامة لما سكتم عن مؤامرات الحكام العرب ضدّ أوطانهم وشعوبهم، ولما تجاهلتم أنهار الدماء التي أسالوها في الوطن العربي، ولكنتم قد تقدمتم صفوف المقاتلين الذين يرفضون تدمير الوطن العربي وضياع فلسطين وقدس الأقداس، ويعملون من أجل تطهير أوطاننا من هؤلاء الحكام  الذين تدعمونهم وتختبئون تحت عباءاتهم فلا بارك الله فيكم وفيهم !