Pages

من هو المهدي المنتظر؟



لقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة ذكر المهدي ، فمنها ما أخرجه الإمام أبو داود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لوم لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد ، لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا من أهل بيتي ، يواطيء اسمه اسمي ،واسم أبيه اسم أبي ، يملأ الأرض عدلا ".



وجاء كذلك عند أبي داود من قول النبي صلى الله عليه وسلم :" المهدي من عترتي ،من ولد فاطمة " وجاء كذلك عند أحمد قول النبي صلى الله عليه وسلم :" المهدي منا أهل البيت ، يصلحه الله في ليله " . وجاء كذلك عند أحمد :" المهدي مني ، أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ، يملأ لأرض قسطا وعدلا كما ملأت جورا وظلما ، ويملك سبع سنين ".



وجاء عند مسلم تنبيه على المهدي ، من قول النبي صلى الله عليه وسلم :" لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ، ظاهرين إلى يوم القيامة ، فينزل عيسى بن مريم ، فيقول أميرهم : تعال صلِ لنا ، فيقول : لا ، بعضكم على بعض أمراء ، تكرمه الله هذه الأمة ".



وقد ذكر أهل العلم أن هذا الرجل الذي يتقدم ويصلى بعيسى هو المهدي ، ثم بعد ذلك يتولى عيسى بن مريم صلوات الله وسلامه عليه زمام الأمور .



وفي رواية ذكر ابن القيم أن إسنادها جيد – " فيقول أميرهم المهدي " ، ولذلك قال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى عن هذه الأحاديث في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر التي أمكن الوقوف عليها – منها خمسون حديثا فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر ،وهي متواترة بلا شك أو شبهة .



كلامنا في هذه الليلة ليس لمناقشة أمر المهدي عند أهل السنة والجماعة ، وإنما نريد أن نناقش المهدي الذي يتكلم عنه الشيعة ، وأعني بالشيعة الاثنى عشرية .



إن حكاية المهدي في معتقد الشيعة الاثنى عشرية حكاية غريبة نسج الخيال خيوطها ، وصاغ أحداثها وأحوالها ، وتحولت بعد ذلك إلى أسطورة من أساطير الزمان ، يمجها العقل السليم والفطرة الصحيحة ، حتى أنكرتها جل فرق الشيعة ، فضلا عن غيرهم .



إن القصة بدأت بدعوى ولد للحسن العسكري اختفى ، ثم تطورت إلى دعوى أخرى وهي أن هذا الولد إمام ، ثم تطورت فجاءت دعوى النيابة عن هذا الإمام ، ثم إدعاء أن هذا المختفي هو المهدي المنتظر .



إن غيبته عن الأنظار ، وعدم خروجه ، وقيادته للأمة ، سياسيا ، ودينيا ، يشكل تحديا كبيرا للقائلين بوجوده ، وتمثل تناقضا صارخا مع القول بضرورة وجوده .



فكيف يمكننا أن نقول إن وجوده ضرورة لا بد منها ، ثم نقول في الوقت نفسه إنه غائب ، ولا بد له أن يغيب .

لذا فإننا بإثارة هذا الموضوع ، قد نوقظ الكثيرين من الاستغراق في حلم جميل ، ولكن إلى واقع صحيح إن شاء الله تبارك وتعالى .



ما هي عقيدتهم في المهدي ؟



قال الشهرودي - وهو أحد علمائهم : " لا يخفى علينا أنه عليه السلام ، وإن كان مخفيا عن الأنام ومحجوبا عنهم ،ولا يصل إليه أحد ، ولا يعرف مكانه ، إلا أن ذلك لا ينافي ظهوره عند المضطر المستغيث به الملتجئ إليه ، الذي انقطعت عنه الأسباب ، وأغلقت دونه الأبواب ، فإنه إغاثة الملهوف ، وإجابة المضطر في تلك الأحوال ، وإصدار الكرامات الباهرة ، والمعجزات الظاهرة ،هي من مناصبة الخاصة ، فعند الشدة وانقطاع الأسباب من المخلوقين ، وعدم إمكان الصبر على البلايا دنيوية أو أخروية ، أو الخلاص من شر أعداء الإنس والجن ، يستغيثون به ، ويلتجئون إليه." قاله في كتابه " الإمام المهدي وظهوره " ص 325.



هكذا يقولون ، والله تعالى يقول في وصف الكفار : ) فإذا ركبوا في الفلك ، دعوا الله مخلصين له الدين ، فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون (



أما أولئك فيستغيثون به ويلجئون إليه في ضرهم ، وفي راحتهم والعياذ بالله .



أدلة الشيعة على وجود المهدي :



وحتى لا نظلمهم فإننا نبدأ بذكر أدلتهم على وجوده ، ثم نناقشها .



أولا: أدلة العقل :

قالوا : ضرورة وجود إمام في الأرض ،عنده جميع علم الشريعة ، يرجع الناس إليه في أحكام الدين ، ثم ضرورة أن يكون هذا معصوما ، ثم ضرورة أن يكون من أولاد الحسين بن على ، ثم ضرورة الإيمان بوفاة الحسن العسكري ، ثم ضرورة القول بالوراثة العمودية ، يعني من نسل الحسن يأتي مباشرة – ثم ضرورة أنه لا معصوم إلا محمد بن الحسن العسكري ، [ وهو الإمام المهدي المنتظر] .



ولذلك يقول المرتضى :" إن العقل يقتضي بوجوب الرئاسة في كل زمان وأن الرئيس لا بد أن يكون معصوما "

وقال المفيد :" إن هذا أصل لا يحتاج معه لرواية النصوص ، لقيامه بنفسه في قضية العقول " .



وقال الطوسي : " إن كل زمان لا بد فيه من إمام معصوم ، مع أن الإمامة لطف ، واللطف واجب على الله في كل وقت " .

وقال المجلسي : " إن العقل يحكم بأن اللطف على الله واجب ، وأن وجود الإمام لطف ، وأنه لابد أن يكون معصوما ، وأن العصمة لا تعلم إلا من جهته ،وأن الإجماع واقع على عدم عصمة غير صاحب الزمان فيثبت وجوده " .



هكذا إذن صاغوا أدلتهم العقلية ،لابد من إمام ،لابد أن يكون معصوما ،لا بد أن يكون من أولاد الحسين بن على ،لابد أن يكون ابنا للحسن العسكري ،لابد أن يكون الحسن العسكري قد مات ، لابد أن يكون هو محمد بن الحسن العسكري ، لابد .. لابد .. لابد ..



لكن من أين جاءت هذه الأمور كلها ؟! العقل يقول ذلك !!



ونحن نقول لهم جميعا : أثبت العرش ثم انقش ما شئت .



القول بأنه لابد من إمام معصوم يرجع إليه الناس في أحكام دينهم ، نقول :هذا حق ، وهو واحد ،وهو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، وأما باقي كلامهم أنه لابد أن يكون من ولد الحسين وأنه هو المهدي المنتظر فهذا ما سيناقش في أدلتهم النقلية .



رووا عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال :" إن الأرض لو خلت طرفة عين من حجة ، لساخت بأهلها " الكافي ( 1 / 179) .

ورووا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال للحسين :" هذا إمام ، ابن إمام ، أخو إمام ، أبو أئمة تسعة ، تاسعهم قائمهم ، اسمه كاسمي ، وكنيته كنيتي يملأ الأرض عدلا ، كما ملأت جورا " .



وقالوا : هذا الحديث مشهور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد توارثته الشيعة في البلاد المتباعدة خلفا عن سلف ، وهناك أحاديث أخرى تدور حول هذا الموضوع بنفس هذه الروايات تقريبا .



أما الأثر الأول وهو :" لو خلت الأرض طرفة عين من حجة لساخت بأهلها " لا شك أنه كذب ، وذلك أن الواقع يشهد ببطلانه ، وقد كانت فترات بين الرسل ، ولم تسخ الأرض بأهلها .



وأما الحديث الذي نسبوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم :قال للحسين :" هذا إمام ، ابن إمام ، أخو إمام أبو أئمة تسعة ، تاسعهم قائمهم .. " لا شك أنه كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكذا قولهم توارثته الشيعة في البلاد المتباعدة ،خلفا عن سلف ،نقول هذا أيضا كذب حتى على الشيعة ، وذلك أن هذا الحديث لا ينسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا فرقة واحدة من فرق الشيعة التي بلغت قريبا من سبعين فرقة ،كلها تكذب هذا الحديث ، فرقة واحدة فقط من هذه السبعين فرقة من الشيعة هي التي تؤمن بهذا الحديث ، أما سائر طوائف الشيعة فيقولون عن هذا الحديث : إنه كذب كالزيدية والإسماعيلية والفطحية والكيسانية والبترية والجارودية والمختارية والكربية والهاشمية والراوندية والخطابية والناوسية والقرامطة والواقفة المنطورة والنميرية وثلاث عشرة فرقة أخرى كلهم خالفوا الاثني عشرية في هذه العقيدة ، وقالوا إنه ليس هناك ولد بعد الحسن العسكري .



وأما الحديث الذي استدلوا به فالصحيح منه قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من أهل بيتي ، اسمه كاسمي واسم أبيه كاسم أبي يملأ الأرض عدلا كما ملأت جورا " كما بينا ذلك قريبا .



ومن الأدلة على كذب الحديث الذي استدلوا به ، أن كثيرا من الشيعة القدماء لم يكونوا على علم به ، فدل على أن هذا الحديث ، مصنوع موضوع ، وضع بعد ذلك بمدة طويلة .



ولذلك اختلف الشيعة تقريبا بعد وفاة كل إمام ، من يكون الإمام بعده ؟ وهذا زيد بن على بن الحسين عم جعفر الصادق ،أخو محمد الباقر ،ابن على بن الحسين ، بعث إلى الأحول وهو مستخف بعث إليه زيد بن على بن الحسين وطلب نصرته ، فأبى الأحول وقال إن كان الخارج أباك أو أخاك خرجت معه ،أما أنت فلا ، فقال له زيد : يا أبا جعفر ، كنت أجلس مع أبي على الخوان – يعني على طاولة الطعام – فيلقمني البضعة السمينة ، ويبرد لي اللقمة الحارة ، حتى تبرد شفقة علي ، ولم يشفق على من حر النار ، إذ أخبرك بالدين ولم يخبرني به ، فقال الأحول : جعلت فداك من شفقته عليك من حر النار لم يخبرك ،خاف عليك ألا تقبله فتدخل النار – أي لا تقبل أن المهدي أو إن الإمام بعد على بن الحسين هو أخوك محمد ولست أنت ، وبعد أخيك محمد هو جعفر ابنه ولست أنت – قال : ما أخبرني أبي بهذا ، كيف أخبرك ولم يخبرني وهو أبي ، يشفق على من اللقمة الحارة ، يبردها لي حتى يضعها في فيّ ، ولا يشفق عليّ من حر النار ، قال :خاف عليك ألا تقبل فتدخل النار ، وأخبرني أنا فإن قبلت نجوت ، وإن لم أقبل لم يبال أن أدخل النار " أخرجه الكليني في الكافي 1 / 174 .



وهذا الكلام باطل ، إذ يلزم من هذا ألا يخبر جميع أهل البيت أولادهم ولا أعمامهم ولا أخوالهم ولا باقي أقاربهم ،خشية ألا يقبلوا فيدخلون النار ، وهكذا لا ينتهي هذا المسلسل من الطعن في آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، من شرذمة يدّعون محبتهم الآن زيد وبعده سيأتينا الطعن في جعفر بن على الهادي ، كما طعنوا في أبناء عم الحسن العسكري ، وقبلهم طعنوا في محمد بن علي بن أبي طالب ، وعبد الله بن جعفر الصادق ، وأولاد الحسن بن على ، والعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم وابنه عبد الله بن عباس ثم يدعون بعد ذلك محبة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، قبح الله تبارك وتعالى هذا الحب !



وكذلك ما يدل على كذب هذا الادعاء أنهم يقولون ويروون إن الإمام السابق لا يموت حتى يعلمه الله إلى من يوصي ،وأن الإمام التالي يعرف إمامته ، في آخر دقيقة من حياة الأول ، وهذا موجود في كتاب تطور الفكر السياسي (ص64 )



وهذا زرارة بن أعين ،أوثق رواة الشيعة على الإطلاق ، ومن المقربين إلى الإمامين الباقر والصادق ، يموت وهو لا يعرف إمام زمانه ، ولما وقع الموت في زرارة واشتد به ، قال لعمته : ناوليني المصحف ، فأخذ المصحف وفتحه ووضعه على صدره وقال : يا عمة اشهدي أن ليس لي إمام غير هذا الكتاب . هذا في رجال الكشي 139 .



ولما مات جعفر الصادق رضي الله عنه ، بايع أكثر أقطاب الإماميه ابنه عبد الله ، وجاءوا يسألونه وهم هشام سالم الجواليقي ، ومحمد بن النعمان الأحول ،هذا الذي مر بن قريبا ، وعمار السباطي وغيرهم حتى قال هشام بن سالم : خرجنا منه – أي من عند عبد الله بن جعفر الصادق – ضلالا لا ندري إلى أين نتوجه ولا من نقصد ، وهذا ذكره صاحب الكافي الكليني 1/ 351 .



إن الأدلة على عدم إمامتي الثاني عشر كثيرة ، فمن كتب الشيعة ، ما روي عن على الهادي – جد المهدي المنتظر على حسابهم - قال: أبو محمد ابني – الحسن العسكري – أنصح آل محمد غريزة ، وأوثقهم حجة ، وهو الأكبر من ولدي ، وهو الخلف ، وإليه ينتهي عُرى الإمامة وأحكامها ، هذا دليل على أن ما في بعد الحسن العسكري أحد .



وكذلك جاء في الحديث : " لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من أهل بيتي اسمه على اسمي واسم أبيه على اسم أبي ، والرسول صلى الله عليه وسلم كما هو معلوم اسمه : محمد بن عبد الله ، والمهدي عندهم اسمه محمد بن الحسن فكيف يكون اسمه على اسم النبي ،واسم أبيه على اسم أبي النبي صلى الله عليه وسلم ، هذه إشكالية عظيمة !



ولهذا حل هذه الإشكالية أبو الحسن الأربلي فقال اسمعوا لهذا الجواب العجيب :



قال ‍: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سبطان أبو محمد الحسن وأبو عبد الله الحسين ، ولما كان الحجة من ولد الحسين أبي عبد الله – الحجة يعني المنتظر من أولاد الحسين أبي عبد الله – وكانت كنية الحسين أبا عبد الله ، فأطلق النبي صلى الله عليه وسلم على الكنية لفظ الاسم ،لأجل المقابلة بالاسم في حق أبيه ، وأطلق على الجد لفظه الأب فكأنه قال : اسمه اسمي فأنا محمد وهو محمد ] هذه ما فيها إشكالية ، الإشكالية أين ؟ في اسم الأب [ وتواطئ كنية جده – الحسين هو أبو عبد الله . وهذا في كتابه كشف الغمة في معرفة الأئمة 2 / 443

انظر أين رجع ، هذه تصدق على كل أمه محمد ، كل رجل اسمه محمد فتش عن أحد أجداده من أبيه أو من أمه اسمه أبو عبد الله أو اسمه عبد الله كي يصدق عليه أنه المهدي المنتظر .وهذا الهراء لا أظنه يقبله عاقل ولكن كما قال المتنبي :



ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة بالشقاوة ينعم



جاء عند الكليني في الكافي ، ما يكذب هذا المدعى ، والكافي كما هو معلوم ، هو أوثق كتاب عند الشيعة على الإطلاق ، فهذا كتاب الكافي للكليني عن الحسن بن على بن محمد بن الرضا – قال له بعض من حضر مجلسه من الأشعريين : يا أبا بكر فما خبر أخيه جعفر ؟ - يسألون أحد علماءهم عن جعفر أخي الحسن العسكري ، يعني عم المهدي المنتظر – قالوا يا أبا بكر فما خبر أخيه جعفر ، قال : ومن جعفر ، فتسأل عن خبره ؟ أو يقرن بالحسن جعفر معلن الفسق فاجر ، ماجن شريب للخمور ،أقل من رأيته من الرجال ، وأهتكهم لنفسه ، خفيف قليل في نفسه ، " هكذا يقولون عن عم المهدي ، عن جعفر بن على الهادي أخو الحسن العسكري ، انظروا كيف يسبون أهل البيت.



ثم يقول : لما اعتل الحسن العسكري ، بُعث إلى أبي ، إن ابن الرضا قد اعتل –مرض الموت – فركب من ساعته ، فبادر إلى دار الخلافة ، ثم رجع مستعجلا ومعه خمسة من خدم أمير المؤمنين ،كلهم من ثقاتة وخاصته ، فيهم تحرير الخادم ، فأمرهم بلزوم دار الحسن ، وتعرف خبره وحاله وبعث إلى نفر من المتطببين فأمرهم بالاختلاف إليه - الآن المريض الحسن العسكري ، الخليفة بعث ناسا ينظرون إلى الحسن العسكري حال مرضه ، وأرسل له الأطباء حتى مات الحسن العسكري ……



يقول : لما دفن أخذ السلطان والناس ، في طلب ولده يبحثون عن ولد للحسن العسكري – وكثر التفتيش في المنازل والدور ، وتوقفوا عن قسمة ميراثه ، ولم يزل الذين وكلوا بحفظ الجارية – أي جارية ؟ جارية من جواريه – شكوا أن تكون حاملا ، فإذا كانت حاملا ، فالولد إذن هو ابن للحسن العسكري – يقول :حتى تبين بطلان الحمل ، فلما تبين بطلان الحمل قُسم ميراثه بين أمه وأخيه جعفر ". إذن هذه رواية الكليني في الكافي 1 / 503 تثبت أنه لم يكن للحسن العسكري ولد .



من هو هذا المهدي المنتظر عند الشيعة ؟؟



أسماؤه : المهدي ، محمد ،القائم ، الغائب ، الصاحب ، الحجة ، الخائف ، الخلف، أبو صالح ، الناحية المقدسة ، وغيرها كثير حتى بلغ بها النور الطبرسي بعدد أسماء الله الحسنى تسعة وتسعين اسماً .



اختلفوا في هذا المهدي اختلافا عظيما ، اختلفوا أولا في تسميته : فرووا عن أبي عبد الله – جعفر الصادق – أنه قال : " صاحب هذا الأمر رجل لا يسميه باسمه إلا كافر " الأنوار النعمانية 2 / 53



ورووا عن أبي محمد الحسن العسكري أنه قال لأم المهدي : ستحملين ذكرا واسمه محمد وهو القائم من بعدي " الأنوار النعمانية 2 /55

فمرة يقولون الحسن العسكري سماه محمد ، ومرة يقولون من ناداه باسمه فهو كافر .



من الأدلة على عدم وجود هذا الشخص ، أمه لا تعرف : فأمه كما قال علمائهم : جارية اسمها سوسن وقيل جارية أسمها نرجس ، وقالوا : جارية اسمها صيقل ، وقالوا جارية اسمها مليكة ، وقالوا : جارية اسمها خمط ، وقالوا : جارية اسمها حكيمة ، وقالوا : جارية اسمها ريحانة ، وقيل : هي أمة سوداء ، وقيل :هي امرأة حرة اسمها مريم .... أمه لا تعرف !!!



متى ولد ؟

ولد بعد وفاة أبيه بثمانية أشهر ، ولد قبل وفاة أبيه سنة 252، ولد سنة255 ، ولد سنة 256 ، ولد سنة 257 ، ولد سنة 258 ، ولد في 8 من ذي القعدة ، ولد في 8 من شعبان ، ولد في 15 من شعبان ، ولد في 15 من رمضان .



كيف حملت به أم ؟

حملت به في بطنها كما يحمل سائر النساء ، حملته في جنبها ليس كسائر النساء .



كيف ولدته أمه ؟

من فرجها كسائر النساء ، من فخذها على غير عادة النساء .



وللخروج من هذه التناقضات ، جاء الجواب الغريب الذي يُنهي هذه التناقضات للنور الطبرسي فقال : " أمه مُليكة التي يقال لها في بعض الأحيان سوسن ، وفي بعضها تنادى بريحانة ، وكان صيقل ونرجس أيضا من أسماءها " .



ولكنه نسى خمطة وحكيمة ومريم ونسى أنها أحيانا تكون حرة وأحيانا تكون أمه ، ونسى أنها أحيانا تكون بيضاء وأحيانا تكون سوداء ، ونسى أنها حملته مرتين ، مرة في بطنها ومرة في جنبها ، ونسى أنها ولدته مرتين مرة من فرجها ومرة من فخذها ، وولد ثمان مرات وذلك للخروج من كل هذه التناقضات التي تحيط بهذه الولادة العجيبة الغريبة .



أشهر الروايات في ولادة المهدي :

رواية عمته حكيمة ، وهي رواية ضعيفة من حيث الإسناد ثم هي متناقضة جداً ، جاء في بعض روايات حديث حكيمة ،أنها جاءت تقلب سوسن بطنا لظهر ، فلا ترى أثرا لحمل ، فقال لها العسكري ، إذا كان وقت الفجر يظهر لك الحبل يعني الحمل .



وفي وراية فلم أر جارية عليها أثر الحمل غير سوسن ، وفي رواية تقول حكيمة : فأجابني في بطن أمه وسلم علي ، وفي رواية : اسمها سوسن وفي أخرى نرجس .



كيف نشأ ؟

رووا عن أبي الحسن إنا معاشر الأوصياء ننشأ في اليوم مثلما ينشأ غيرنا في الجمعة ، وعن أبي الحسن قال : إن الصبي منا إذا أتى عليه شهر كان كمن أتى عليه سنة ، وعن أبي الحسن أنه قال : إنا معاشر الأئمة ننشأ في اليوم كما ينشأ غيرنا في السنة ...... تناقضات لا تنتهي .



أين يقيم ؟

قالوا : في طيبة ، ثم قالوا : لا في جبل رضوى بالروحاء ،.... لا هو في مكة بذي طوى .... لا هو في سامراء ، حتى قيل :



ليت شعري استقرت بك النوى … بل أي أرض تقلك أو ثرى

أبرضوى أم بغيرها أم بذي طوى… أم في اليمن بوادي شمروخ أم في الجزيرة الخضراء



هل يعود شابا أو يعود شيخا كبيرا ؟

عن المفضل قال سألت الصادق : يا سيدي يعود شابا أو يظهر في شيبه ؟ قال : سبحان الله ، وهل يعرف ذلك ، يظهر كيف شاء وبأي صورة شاء … بحار الأنوار 53 / 7 .



ثم في رواية أخرى يظهر في صورة شاب موفق ابن اثنين وثلاثين سنة . كتاب تاريخ ما بعد الظهور ص 360

ثم في وراية أخرى : يخرج وهو ابن إحدى وخمسين سنة . كتاب تاريخ ما بعد الظهور ص 361

ثم في وراية أخرى يظهر في صورة شاب موفق ابن ثلاثين سنة . كتاب الغيبة للطوسي ص 420 .

.... تناقضات لا تنتهي



مدة ملكه كم ؟

قال محمد الصدر : وهي أخبار كثيرة ولكنها متضاربة في المضمون إلى حد كبير حتى أوقع كثيراً من المؤلفين في الحيرة والذهول هذا في : تاريخ ما بعد الظهور ص 433 .



في رواية أخرى : ملك القائم منا 19سنة ، في رواية : سبع سنين يطول الله له في الأيام والليالي حتى تكون السنة من سنيه مكان عشر سنين فيكون سنين ملكه 70 سنة من سنيكم ……… تاريخ ما بعد الظهور ص 436 .

ورواية أخرى أن القائم يملك 309 سنين كما لبث أهل الكهف في كهفهم ... تناقضات لا تنتهي .



كم مدة غيبته ؟

كان مخترع فكرة الغيبة على درجة كبيرة من الدهاء ، وكان الشيعة في ذلك الوقت ينقسمون إلى قسمين لا ثالث لهما :



القسم الأول : من رفض هذه الفكرة – فكرة الغيبة ، فكرة وجود ولد للحسن العسكري – وهم أكثر فرق الشيعة كما ذكرنا ، بل كل فرق الشيعة ما عدا فرقة واحدة .

القسم الثاني : من قبل هذه الفكرة ، وهم القلة الذين كانوا يُمنون أنفسهم بقيام دولة لهم ، وكانوا مخترعو يُمنون أتباعهم بقصر المدة ، فوضعوا روايات تفيد ذلك ، فلما لم يظهر ، جاءت روايات أخرى تزيد في المدة ، وهكذا حتى جعلوها غير محددة ، والعجيب أنهم يجدون من يصدق ……



فعن على بن أبي طالب أنه قال: تكون له – أي للمهدي – غيبة وحيرة ، يضل فيها أقوام ويهتدي آخرون ، فلما سئل : كم تكون الحيرة ؟ قال : ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين . الكافي 1 / 338 .



فكانت هذه الرواية في مقبولة في البداية لتهدئة النفوس المضطربة ، وليضمن النواب الأموال الذي يوصلونها إلى المهدي كما زعموا ، ولكن مرت المدة ولم يظهر شيء ، راحت ستة أيام ، مرت ستة أشهر ، تعدت ست سنوات ولم يظهر شيء ، فجاءت الرواية الثانية :



عن أبي عبد الله أنه قال : ليس بين خروج القائم وقتل النفس الزكية إلا خمس عشرة ليلة ، يعني 140 للهجرة .



قال محمد الصدر عن هذا الخبر : خبر موثوق قابل للإثبات التاريخي – بحسب منهج هذا الكتاب – فقد رواه المفيد في الإرشاد عن ثعلبة بن ميمون عن شعيب الحداد عن صالح بن ميتم الجمال ، وكل هؤلاء الرجال موثقون أجلاء . تاريخ ما بعد الظهور ص 185 .



لما لم يظهر في الرواية السابقة ، جاءت الرواية عنه أيضاً أنه قال : يا ثابت إن الله كان وقت هذا الأمر في السبعين ، فلما أن قتل الحسين اشتد غضب الله على أهل الأرض فأخره إلى أربعين ومائة [ اشتد غضب الله . فأخر البداء المعروف عند الشيعة ] . قال : فحدثناكم أنه سيخرج سنة 140 فحدثناكم فأذعتم الحديث وكشفتم قناع الستر ، فلم يجعل الله له بعد ذلك عندنا وقتا .



كيف يقولون هذا ؟ وخروج الحسين أصلا كان بأمر من الله له ؟ كما يدّعون وأن الحسين لا يموت إلا باختياره ، وإنه إنما خرج بأمر الله تبارك وتعالى له ، وإن الإمام عندهم لا يموت إلا بعلمه , فجاءت الرواية التي تكذب كل ما سبق عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال : كذب الوقاتون إنا أهل البيت لا نوقّت .



طيب ... والمواقيت التي مرت !! ، لا شك أنها كذب إذن على أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاءت الرواية الثانية عن أبي عبد الله قال : من وقت لمهدينا وقتا فقد شارك الله تعالى في علمه ، البحار 53 /3



روايات مضطربة ..... كيف الخروج من هذه الروايات ؟؟؟؟

للخروج منها جاءت الرواية الفاصلة التي تقطع الإشكال كله ، عن أبي جعفر أنه قال : إذا حدثناكم عن الحديث فجاء على ما حدثناكم به ، فقولوا : صدق الله ، وإذا حدثناكم الحديث ، فجاء على خلاف ما حدثناكم به ، فقولوا : صدق الله تؤجروا مرتين .



وللأسف وجدت هذه الرواية آذانا صاغية ، وقبلت هذه الرواية ، وهم كما يرون عن أبي الحسن أنه قال : الشيعة تربى بالأماني منذ 200 سنة ، وهذا في الكافي 1/ 396



سبب الخلاف ؟

لماذا اختلفت هذه المدد ؟ مرة بسبب قتل الحسين ، ومرة بسبب أنهم أذاعوا الستر ، ومرة يكذبون ما رووا ، فيقولون : كذب الوقاتون ، وهلك المستعجلون ، والسبب في ذلك كله هو أن الوضع والكذب يكون بحسب المناسبات ، ثم باختلاف الأشخاص , ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا .



قال النعماني : أحد علماء الشيعة الكبار ، وهو يصف حال الشيعة في ذلك الوقت ، وهو من علماء القرن الرابع الهجري يصف حال الشيعة في وقت الاضطراب والتخبط في الرويات يقول :

إن الجمهور منهم يقول في الخلف أين هو ؟ وأنى يكون هذا ؟ وإلى متى يغيب ؟ وكم يعيش ؟ هذا وله الآن نيف وثمانون سنة ، فمنهم من يذهب إلى أنه ميت ، ومنهم من ينكر ولادته ويجحد وجوده بواحدة ، ويستهزئ بالمصدق به ، ومنهم من يستبعد المدة ويستطيل الأمر ". الغيبة ص 103



ثم قال : أي حيرة أعظم من هذه الحيرة التي أخرجت من هذا الأمر الخلق الكثير والجم الغفير ولم يبق إلا النذر اليسير وذلك لشك الناس ". تطور الفكر السياسي ص120.



وقال ابن بابويه : " رجعت إلى نيسابور وأقمت فيها فوجدت أكثر المختلفين عليّ من الشيعة ، قد حيرتهم الغيبة ودخلت عليهم في أمر القائم الشبهة " قاله في: كمال الدين في المقدمة .



وقال الطوسي :" تأملت مولد قائمنا وغيبته ، وإبطائه ، وبلوى المؤمنين من بعده في ذلك الزمان ، وتولد الشكوك في قلوب الشيعة من طول غيبته ، وارتداد أكثرهم عن دينه ",



وكان الحل للخروج من هذه المعضلة العظيمة سهل جدا ، وهو وضع حديث على أحد الأئمة ، وينتهي الأمر كله ، فروى عن أبي جعفر الصادق أنه قال: إن للغلام غيبة ، قبل أن يقوم ، وهو المنتظر ، وهو الذي يشك في ولادته ، منهم من يقول مات أبوه بلا خلف ، ومنهم من يقول حمل ، ومنهم من يقول أنه ولد قبل موت أبيه بسنتين ، وهو المنتظر ، غير أن الله عز وجل يحب أن يمتحن الشيعة فعند ذلك يرتاب المبطلون .

رواية جاءت بالمقاس ، تماما على ما يحبون ، ولكن للأسف جاءت رواية أخرى تكذب هذه الرواية .



تقول الرواية : لو علم الله أنهم يرتابون ، ما غيب حجته طرفة عين أبدا . وهذه في أصول الكافي

روايات معلبة وجاهزة ، وهي لحل جميع الإشكالات ، وما عليك إلا أن تختار أحد الأئمة ، وتنسبها إليه ، وتجد من يصدق ، بل ويصفق :



- إن للقائم غيبه يجحده أهله ، يبعث الله لهذا الأمر غلاما منا خفي الولادة والمنشأ .

- من عرف هذا الأمر ثم مات قبل أن يقوم القائم كان له مثل أجر من قتل معه

- أما في الحوادث الواقعة : فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا فإنهم حجتي عليكم ، كما أنا حجة الله عليهم . .... روايات معلبة جاهزة تنهي جميع الإشكاليات



المهدي المنتظر الغائب ، هل هو غائب عن الجميع أو يظهر لبعض الناس ؟

قال الطوسي : " إننا أولاً لا نقطع عن استتاره على جميع أولياءه ، بل يجوز أن يظهر لأكثرهم ، ولا يعلم كل إنسان حال نفسه ، فإن كان ظاهرا له فعلته مزاحمه – يعني يطلبه غيره – وإن لم يكن ظاهرا علم أنه لم يظهر له لأمر يرجع إليه – ضعف إيمان أو ما شابه ذلك – وإن لم يعلمه مفصل ، لتقصير من جهته ، وإلا لم يحسن تكليفه ." كتاب الغيبة



يعني هو موجود يظهر ، لكن من لا يظهر له لا ينكر ، فهو ما يظهر لك لأنك ضعيف الإيمان أو أن هناك مزاحمة أي غيرك يريد رؤيته ، فلذلك لا تنكر آمن واسكت .



وهذا نظير جواب أحد القساوسة قرأته له في فتاوى قيل له كيف نؤمن أن الله واحد وأنه ثلاثة في نفس الوقت ، – وهذا دينهم يعنى النصارى ?



الجواب قال : أول شيء عليك أن تؤمن بأن الله واحد وأن الله ثلاثة في نفس الوقت فإذا آمنت جاءك عيسى وفهمك ، فإذا لم يأتك ، يعني أنك ما آمنت !

فيبقى الآن بين حالين أن يقول : جاءني عيسى وفهمني وأنا كامل الإيمان ويكذب على نفسه ، وإما أن يقول : ما جاءني ويتهم نفسه بأنه غير مؤمن وهكذا كذلك هنا ، رأيت المهدي معناه أنك قمة الإيمان ، ولن تراه إذن اكذب وقل رأيته ، حتى تكذب على نفسك وتصير قمة في الإيمان ، وإذا ما رأيته فبسبب ضعف إيمانك ، وانتهى الأمر .



ولذلك ادعى رؤية المهدي الكثير ، ولماذا ؟ حتى يقال إيمانهم قوي بدليل رؤية المهدي ، فإن قلت ما ظهر لك فإيمانك ضعيف .

طيب في حياة أبيه ... لما ولد المهدي في حياة أبيه هل رآه أحد ؟ عن العسكري أنه قال لعمته حكيمة – عمة أبو المهدي – لما جاءت تسأل عنه بعد ولادته – يعنى المهدي – بثلاثة أيام ، قال لها الحسن العسكري يا عمة هو في كنف الله أحرزه وستره حتى يأذن الله له ، فذا غيب الله شخصي وتوفاني ، ورأيتي شيعتي قد اختلفوا ، فأخبري الثقات منهم . كتاب التطور ص 145 .



إذن الأمر سري ، انتظري حتى أموت ، فإذا مت اخبري الناس بوجود المهدي ،إذن ما أحد رآه غيرها على ظاهر الرواية .

لكن انظروا كم واحد ادعى رؤية المهدي في حياة أبيه :

أولا : خادما العسكري نسيم وماريا - وهذا في كتاب الطوسي الغيبة .

ثانياً : أحمد بن إسحاق ادعى أنه رآه - كتاب كمال الدين .

ثالثاً : الحسن بن الحسين العلوي ادعى أنه رآه - كتاب كمال الدين

رابعاً : أبو هارون ادعى أنه رآه - كتاب كمال الدين .

خامساً : عمرو الأهوازي ادعى أنه رآه ، ورجل من أهل فارس ادعى أنه رآه كما في الكافي .

سادساً : عثمان العمري مع مجموعة معه في كتاب الغيبة ادعوا أنهم رأوه .

سابعاً : طريف أبو نصر في كتاب الغيبة ادعى أنه رآه .

ثامناً : رجل سوري اسمه عبد الله في كتاب الغيبة ادعى أنه رآه .

تاسعاً : سعد القمي في كتاب كمال الدين ادعى أنه رآه .

عاشراً : من أمرهم الحسن العسكري أن يعقوا عن ولده ادعوا أنهم رأوه في كتاب كمال الدين .

الحادي عشر : كامل ابن إبراهيم المدني في كتاب الغيبة ادعى أنه رآه .

الثاني عشر : الخادم عقيل في كتاب الغيبة .

الثالث عشر : إسماعيل بن على النوبختي في كتاب الغيبة ادعى أنه رآه، المهدي صلى على أبيه في جمع من الناس بينهم عمه جعفر كما في كمال الدين ، على بن بلال ، أحمد بن هلال ، أحمد بن معاوية بن حكيم ، الحسن بن أيوب بن نوح ومعهم أربعون رجلا في كتاب الغيبة كل هؤلاء ادعوا أنهم رأوا المهدي في حياة أبيه ، ثم يقولون : سر لا أحد يدري !!!



" يا عمة لا أحد يدري ، حتى أموت أظهري المهدي " لكن إن دروا صارت مشكلة !!!



وكل هؤلاء في كتب الشيعة يدعون أنهم رأوا المهدي في حياة أبيه ، فهل يصدق بعد ذلك عاقل أن الولادة كانت سرية ، ووجوده كان سريا ، خوفا عليه من بطش الحكام الذين لم يتمكنوا حتى من مجرد العلم بوجوده .



بعد أن ادعوا أن المهدي موجود ادعوا أن له نواباً وأبواباً ، بعد أن أعلن عن وجود ولد مختف للحسن العسكري ، تبارى للناس في ادعاء النيابة عنه ، وذلك للمردود المادي والمعنوي لهذه النيابة ، لها مردود مادي – أموال تدفع إليهم حتى يوصلوها إلى المهدي - ، ومردود معنوي – بحيث أنه تميز بين الناس بصفته نائب الإمام المهدي ، ولذلك ادعى النيابة من المهدي أربعة وعشرون ، رضي الشيعة الاثنى عشرية منهم أربعة فقط ، النواب الأربعة الشرعيون في نظر الشيعة الاثنى عشرية هم :



- عثمان ابن سعيد العمري

- ولده الحسين بن عثمان العمري

- الحسين بن روح النوبختي

- علي بن محمد السيمري



هؤلاء هم الأربعة الشرعيون ، وهناك آخرون مدعون للنيابة وهم : الحسن الشريعي ، محمد بن نصر النميري ، أبو هاشم داود بن القاسم ، إسحاق الأحمر ، حاجز بن يزيد ، حسين بن منصور ، محمد بن غالب ، أبو دلف الكاتب، القاسم بن العلاء ،أحمد بن هلال العبرتائي ، محمد بن صالح الحمداني ، محمد بن إبراهيم بن مهزيار ، أحمد بن إسحاق الأشعري ، محمد بن صالح القمي ، الحسن بن القاسم بن العلاء ، محمد بن على بن بلال ، محمد بن جعفر بن عون ، جعفر بن سهيل الصيقل ،القاسم بن محمد بن على ، محمد بن على الشلمغاني ، هؤلاء كلهم كذابون في نظر الشيعة الاثنى عشرية ماعدا الأربعة الأوائل .



نحن لو قلنا من جهتنا نكذب حتى الأربعة الأوائل ، والأدلة على كذبهم كثيرة جداً :

فمن ذلك أولا أن هؤلاء الأربعة طعنوا في جعفر بن على بن محمد بن علي بن موسى ، أخو الحسن العسكري ، طعنوا في أخي الحسن العسكري عم المهدي وهو من سلالة آل البيت ، سليل النسب الشريف اتهموه بأشنع التهم ، لماذا ؟ لأنه لم يوافقهم ، قال أخي مات وليس له ولد ، فاتهموه وطعنوا به ، فقال : جاهل بالدين ، فاسق ، شريب للخمور ، عاص لله ، كذاب ، حتى أنك لو قلت لأي شيعي : من هو جعفر الكذاب ، قال:هو عم المهدي المنتظر ، يقول له جعفر الكذاب ، لا يعرف إلا بهذا اللقب والعياذ بالله ، سليل النسب الشريف .. يروون عن السجاد أنه قال : كأني بجعفر الكذاب قد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي الله المغيب . ( أصول مذهب الشيعة 3 / 9 ) .



وثانيا : رووا عن العسكري أن قال عن ابنه : أما إنكم لا ترونه بعد يومكم هذا .

وهؤلاء النواب يدعون أنهم يرونه ويلتقون به ، فهذا تكذيب للعسكري .



أحمد بن هلال العبرتائي : كان شيخ الشيعة في بغداد ، وكان من أكثر المناصرين لعثمان بن سعيد العمري عندما قال: أنا النائب عن المهدي ، ولكنه رفض الاعتراف بولده محمد ، لماذا ؟ العلم عند الله أنه كان يتمنى أن عثمان بن سعيد العمري يوصى له من بعده ، ولكنه صدم أنه أوصى لولده محمد ، وكذا الأمر بالنسبة لمحمد بن على بن بلال .



الدليل الرابع على كذبهم : محمد بن على الشلمغاني ، هذا كان ووكيلا عن النائب الثالث الحسين بن ورح ، ثم انشق عنه وادعى النيابة لنفسه وقال: ما دخلنا مع أبي القاسم الحسين بن روح في هذا الأمر – يعنى النيابة في حلب الأموال من الناس – إلا ونحن نعلم فيما دخلنا فيه ، لقد كنا نتهارش على هذا الأمر كما تتهارش الكلاب على الجيف ( تطور الفكر السياسي ص 226 )



خامساً : هؤلاء النواب لم يعرف عنهم أي دور تعليمي أو سياسي لخدمة الشيعة ، ما عرف عنهم أخذ الأموال من الشيعة ، وإجابة الأسئلة عن طريق المهدي ، أما إنهم علموا ، درسوا ، بينوا ، خدموا الشيعة أبدا لا يعرف لهم شيء من ذلك .



النائب الثالث الحسين بن روح النوبختي ، صارت له مشاكل مع أناس ، فذهب إلى علماء قم ، يسألهم عن الصحيح وعن السقيم ، طيب أنت النائب عن الإمام تذهب إلى العلماء لماذا ؟ هذا دليل على كذبه في دعواه أنه نائب عن الإمام المهدي المنتظر !



الدليل السابع : سرية الخط ،عثمان بن سعيد العمري ، يذهب إلى المهدي المنتظر معه أسئلة ، ثم يأتي ويقول هذه إجابة المهدي المنتظر ، كذا وكذا وكذا ..انتهى

طيب دعنا نرى خط المهدي ..، ما أحد يراه ، جاء بعده ولده محمد نريد أنه نرى خط المهدي ، سري ( لا تطلع على خطنا أحداً ) في رواية عن المهدي . الحسين بن روح النوبختي الخط سري ، السيمري : الخط سري ، ما يطلع على الخط أحد . لماذا ؟



لأنه إذا اطلع على الخط يظهر الكذب ،لأنه سيختلف الخط ،خط عثمان بن سعيد العمري غير خط ولده ،غير خط الحسين بن روح غير خط السيمري ، لأنه لا يوجد مهدي أصلا ، ولذلك كانت الخطوط سرية لا يطلع عليها أحد ، ورووا عن المهدي أنه قال ( لا تظهر على خطنا الذي سطرناه أحدا ) .



الدليل الثامن : النائب الأول عثمان العمري بعدما مات الحسن العسكري ، ذهب إلى أخيه جعفر وعزاه ، طيب لو كنت أنت النائب عن المهدي المنتظر ، تذهب وتعزي أخاه لماذا ؟ تعزي الولد الإمام الذي يكون بعد أبيه .



تاسعاً : أهل البيت في هذا الوقت كلهم ، أنكروا أمر النواب ،عن إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمد عثمان العمري ، الباب الثاني : الأول أبو عثمان بن سعيد ، سألته أن يوصل لي كتابا إلى الحجة ، سألت فيه مسائل أشكلت علي ،ف ورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان صلى الله عليه : أما سألت عنه أرشدك الله من أمر المنكرين لي ، من أهل بيتنا وبني عمنا ، إذن كل هؤلاء منكرين – فاعلم أنه ليس بين الله عز وجل وبين أحد قرابة ، ومن أنكر فليس مني وسبيله سبيل ابن نوح ، وأما سبيل عمي جعفر وولده فسبيل أخوة يوسف ، وهذا عجيب ، يكذب أشراف أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ويصدق محمد بن عثمان العمري ، ووالده عثمان بن سعيد العمري ، سمان يبيع السمن لا يعرف له شان في دين ولا علم ولا نسب .



العاشر : إنكار باقي فرق الشيعة لهم ، انقسم الشيعة إلى عشرين فرقة بعد موت الحسن العسكري ووقعت الحيرة بينهم وتشتتوا ، حتى أتهم بعضهم بعضا بالكذب ، ولعن بعضهم بعضا ،وتفلوا في وجوههم ، كما ذكر ذلك المجلسي في الأنوار النعمانية .



الدليل الحادي عشر : المشاكل والخلافات التي كانت تقع بين الأبواب بسبب الأموال ، محمد بن على بن بلال كان وكيلا عن عثمان العمري ، ثم رفض بابية ابنه محمد ، واستأثر بالأموال التي عنده ، حتى لعنوه وتبرؤا منه، فكيف كان هذا المحتال في يوم من الأيام ثقة عند المهدي ، يزعمون أنه يعلم الغيب ، ثم إنها لا شك عصابات لجمع الأموال من السذج باسم الإمام المنتظر ، هو كما قيل : كلا يجر النار إلى قرصه " .



الثاني عشر : جاءت توقيعات بلعن السفراء العشرين ، ماعدا الأربعة ، وكل هذه التوقيعات تأتي باسم محمد بن عثمان العمري ،عثمان العمري… الأربعة النواب يأتون بتوقيعات : محمد بن على بن بلال ملعون ، الشلمغاني ملعون ، العبوتائي ملعون ، كل من خالفهم –عندنا كتاب من المهدي المنتظر – لكن لا أحد يراه العبرتائي ملعون ، على بن بلال ملعون ، الشلمغاني ملعون ، وهكذا لعن العشرون ، وبقى الأربعة ، وجدوا من يصدقهم .



حكاية ولادة المهدي أصلها امرأة ، لم يرويها غيرها ، ولم يعلم بغيبته إلا هذا المرأة الوحيدة ، التي هي حكيمة عمة الحسن العسكري ، رووا عن الحسن العسكري أنه قال لعمته حكيمة : فإذا غيب الله شخصي وتوفاني ورأيتي شيعتي قد اختلفوا فأخبري الثقات منهم ، يعني عنده الخبر اليقين ( فإن ولي الله يغيبه الله عن خلفه ، ويحجبه عن عباده فلا يراه أحد ، حتى يقدم جبرائيل فرسه ليقضى الله أمرا كان مفعولا )



وهذا عجيب !! كيف يصدق الشيعة قول امرأة غير معصومة في أصل من أصول دينهم !! ومن زعم أن الأمر متعلق بالروايات يقال له : إن الروايات موضوعة ، ومتناقضة ، وضعت في وقت متأخر بدليل عدم معرفة أكثر الشيعة بهذه الروايات ,

نحن نعلم أن الشيعة الاثنى عشرية ينقسمون إلى فرق ، ومن أشهر هذه الفرق الأصولية والإخبارية والشيخية ، الإخبارية ليس لديهم مشكلة لأنهم يقبلون جميع الروايات ، ولا ينظرون في الأسانيد أصلا وكل الروايات عندهم مقبولة ، لذلك سموا إخباريين أي الذين يقبلون الأخبار.



ولكن الأكثرية الآن هم الأصوليون ، والأصوليون كثيراً ما نسمع منهم أنهم يقولون : لا نقبل من الأحاديث إلا ما صح سنده ،عندنا أسانيد صحيحة ، ما نقبل إلا ما كان سنده صحيحا وإذا كان كذلك فإن العاملي – وهو أحد كبار علماء الشيعة في الحديث يقول: يستلزم من اشتراط العدالة في الرواة ، ضعف جميع أحاديثنا ، لعدم العلم بعدالة أحد من الرواة إلا نادرا . ( خاتمة وسائل الشيعة 260 )



وروايات الشيعة قد بينا حالها بالتفصيل في كلامنا عن زواج المتعة فمن أراد فليرجع إليها .



لماذا إذن يقول الأصوليون : إنا لا نقبل إلا الحديث الصحيح ؟ قالوا هذا للهروب من الأحاديث الطوام التي تزخر بها كتبهم ، ونحن نذكرها من باب أنهم ألزموا أنفسهم فنقول وبالله نستعين :

روى الكليني في كتابه الكافي واحد وثلاثين حديثا في ولادة المهدي . المجلسي في كتابه مرآة العقول حكم على اثنين وعشرين حديثا منها بالضعف ، فلم يبق إلا تسعة أحاديث ، ولا حديث من هذه الأحاديث التسعة فيها نص على ولادة المهدي أو وجوده ، بل كل هذه الأحاديث تقول : سمعنا مناديا ينادي ادفع المال الذي خبأته ، أموالك عددها كذا … وغير ذلك من الكلام ، فإن صح هذا فلا يبعد أن يكون هذا جني يكلم لناس ليضلهم عن سبيل الله تبارك وتعالى .



أذكر هذه الأحاديث بسرعة ، هذه الأحاديث هي : الرابع ، والثامن ، والخامس عشر، والعشرين ، والرابع والعشرين ، والخامس والعشرين ، والسادس والعشرين ، والتاسع والعشرين ، والحادي الثلاثين - في الكافي باب مولد الصاحب عليه السلام .

روايات مولد المهدي حديثيا وهي ست عشرة رواية :

- أول رواية رواية حكيمة التي قلنا أنها أشهر رواية في ولادة المهدي ، لها خمسة طرق ، كل الطرق الخمسة ضعيفة ، الأول فيه الحسين بن رزق وهو مجهول والثاني فيه محمد بن عبد الله الطهوي وهو مجهول ،والرواية الثالثة فيها أحمد بن على الرازي وهو ضعيف ، والرابعة منقطعة والخامسة فيها الرازي وهو ضعيف وفيها مجهولة لا تعرف – هذه رواية حكيمة أشهر رواية عندهم .



- ثم الرواية الثانية رواية رجل من أهل فارس ، ومدارها على هذا الرجل وهو مجهول لا يعرف .

- الثالثة فيها آدم البلخي وهو ضعيف - الرابعة فيها جعفر بن محمد وهو ضعيف - والخامسة ليس لها إسناد - والسادسة فيها مجاهيل - السابعة فيها أحمد بن علي الرازي - الثامنة فيها جارية مجهولة - التاسعة فيها أبو هارون وهو مجهول - العاشرة فيها أحمد بن على الرازي - والحادية عشرة والثانية عشرة كذلك بن طريق أحمد بن على الرازي - والثالثة عشرة من رواية جعفر بن محمد كذاب - والرابعة عشرة فيها أحمد بن على الرازي وهو ضعيف - الخامسة عشرة من رواية آدم البلخي وهو ضعيف أيضا ، ...... لا تسلم لهم ولا رواية واحدة .



السادسة عشرة ذكرها في كتاب إلزام الناصب ، على الحائري ، أحببت أن أقرأها لكم وهي إحدى هذه الروايات :

عن علي بن إبراهيم بن مهزيار – كان خادما للحسن العسكري عليه السلام – يقول : كان الحسن يأمرني بإحضار حجة الله من السرداب ، فأنا أحضره عنده ، ثم يأخذه ويقبله ثم أعيده مكانه ، يقول حتى كان يوم رجعت بالمهدي إلى مكانه فجئت إلى العسكري فرأيت أشخاص من خواص المتعتمد العباسي – الخليفة – عند الإمام يقولون : إن الخليفة يقرئك السلام ويقول : بلغنا أن الله عز وجل أكرمك بولد – يعني المهدي المنتظر – وكبر ، فلما لا تخبرنا بذلك لكي نشاركك الفرح والسرور ، ولا بد لك أن تبعثه إلينا ، فإنا مشتاقون إليه، قال ابن مهزيار : لما سمعت منهم هذه المقالة فزعت ، وتضجرت ، وتفجرت ، واضطرب فؤادي ، فقال الإمام : يا ابن مهزيار : اذهب بحجة الله إلى الخليفة ،خذه له ، يقول : فرئى اضطرابي وحيرتي ،لأني كنت متيقن أن الخليفة أراد قتله ، فكنت أتعلل ، وانظر إلى سيدي ومولاي العسكري عليه السلام ، يقول : فتبسم في وجهي وقال : لا تخف ،اذهب بحجة الله إلى الخليفة ، قال : فأخذتني الهيبة ورجعت إلى السرداب ، فرأيته يتلألأ نوره كالشمس المضيئة ، فما كنت رأيته بذلك الحسن والجمال ، وكانت الشامة السوداء على خده الأيمن كوكبا دريا ، فحملته على كتفي ، وكان عليه برقع ، فلما أخرجته من السرداب تنورت سامراء من تلك الطلعة الغراء ، وسطع النور من وجهه إلى عنان السماء ، واجتمع الناس رجالا ونساءً في الطرق والشوارع وصعدوا على السطوح ، فانسد الطريق علي ، فلم أقدر على المشي إلى أن صار أعوان الخليفة يبعدون الناس من حولي حتى أدخلوني دار الإمارة ، فرفع الحجاب ، فدخلنا مجلس الخليفة ، فلما نظر هو وجلساؤه إلى طلعته الغراء وإلى ذلك الجمال والبهاء ، أخذتهم الهيبة منه فتغيرت ألوانهم ، وطاش لبهم ، وحارت عقولهم ، وخرست ألسنتهم ، فصار الرجل منهم لا يتكلم ، ولا يقدر أن يتحرك من مكانه ، فبقيت واقفا والنور الساطع والضياء اللامع على كتفي ، فبعد برهة من الزمان ، قام الوزير وصار يشاور الخليفة ، فأحسست أنه يريد قتله ، فغلب علي الخوف من أجل سيدي ومولاي ، فإذا الخليفة أشار إلى السيافين أن اقتلوه ، فكل واحد منهم أراد سل سيفه من غمده ، فلم يقدر عليه ، ولم يخرج السيف من غمده ، فقال الوزير : هذا من سحر بني هاشم ، وليس هذا بعجيب ، ولكن ما أظن سحرهم يؤثر في السيوف التي في خزانة الخليفة ، فأمر بإتيان السيوف التي في الخزانة فأتيت فلم يقدروا أيضا على إخراجها من أغمادها ، وجاءوا بالمواسي والسكاكين فلم يقدروا على فكها ،ثم أمر الخليفة بإشارة من الوزير ، بالأسود الضارية ، من بركة السباع ، فأتىّ بثلاثة من الأسود الضارية والسباع العادية – لا تنسوا هذه أسود ضارية وسباع عادية .

فأشار إليّ الخليفة وقال ألقه نحو الأسود ، فحار عقلي وطاش لبي ، وقلت في نفسي إني لا أفعل ذلك ولو أني أقتل ، فقرب –عجل الله فرجه – من أذني ، وقال لي لا تخف ، القني ، فلما سمعت من سيدي ومولاي ذلك ألقيته نحو الأسود بلا تأمل فتبادرت الأسود وتسابقت نحوه وأخذوه بأيديهم في الهواء ووضعوه على الأرض برفق ولين ، ورجعوا إلى القهقرى مؤدبين كأنهم العبيد في يدي الموالى واقفين ، ثم تكلم واحد منهم : فشهد بوحدانية الباري عز وجل وبرسالة النبي المصطفى وبإمامة على المرتضى والزكي المجتبى والشهيد بكربلاء وعن الأئمة واحد واحدا – هذا أسد – ثم قال : أي أسد هذا : الأن الأسود كلها ضارية ، سباع عادية – فقال هذا الأسد : يا ابن رسول الله لي إليك الشكوى فهل تأذن لي ، فأذن له فقال : إني هرم [ قبل قليل سباع ضارية وأسود عادية ] وهذان يعني اللذان معه شابان ، فإذا جيء إلينا بطعمه ما يراعياني ، ويأكلان الطعمة قبل أن أكمل ، فأبقى جائعا ، قال: عجل الله فرجه : مكافأتهما أن يصيرا مثلك وتصير مثلهما ، فلما قال هذا الكلام ، فإذا صارا كما قال ، وصار كما أراد ، فعرض لهما الهرم ، وعاد له الشباب ، ما شاء الله ، ولما رأى الحاضرون ، كبروا جميعا بغير اختيار ، وفزع الخليفة ومن كان معه ، وتغيرت ألوانهم ، فأمر برده إلى أبيه العسكري عليه السلام ، فعدت ضاحكا شاكراً لله ، حامداً له ، فأتيت به إلى أبيه وقصصت عليه القصة ، فأمرني برده إلى السرداب فذهبت به . إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب الجزء الأول صفحة 356



ذو العقل يشتي في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم



لماذا قال الشيعة بالإمام الثاني عشر ؟؟؟

أن هناك ولد للحسن العسكري ، وأنه هو المهدي ، إن الشيعة الاثنى عشرية يشترطون أن تكون الإمامة في الأعقاب بعد الحسين بن علي ، ثم الحسن ، ثم أخوه الحسين ثم تكون في نسل الحسين في الأعقاب ، قالوا : ولا يجوز انتقالها لأخ أو عم أو ابن عم وهكذا ، لما مات الحسن العسكري ، ولم يكن له عقب ، وقعوا في حيص بيص ، وانسدت في وجوههم المخارج فهم بين ثلاثة أمور :

إما أن يتنازلوا عن هذا الشرط ، فيجعلونها في أخي الحسن – جعفر – وهذا مجموعة من الشيعة قالوا به . وإما أن يسلموا بانقطاع الإمامة بعد الحسن العسكري لانقطاع الولد ، وإما أن يخترعوا ولدا للحسن يقوم مقامه فكانت الثالثة .



ولذلك اختلف الشيعة بعد الحسن العسكري إلى عشرين فرقة ، فرقة قالت : العسكري هو المهدي ولم يمت ، وفرقة قالت : العسكري مات ثم عاش وهو المهدي ، فرقة قالت : الإمامة لجعفر وأبطلت إمامة الحسن ، فرقة قالت : الإمام بعده أخوه جعفر ، فرقة قالت : بإمامة محمد بن على الهادي وأبطلت إمامة الحسن ، فرقة قالت : للحسن ولد اسمه محمد ولد في حياة أبيه ، فرقة قالت : ولد له بعد موته بثمانية أشهر ، وهكذا افترقوا حتى قالت الفرقة الثانية عشرة وهم الإمامية : لله حجة من ولد الحسن العسكري وليس للعباد أن يبحثوا في أمور الله ، ويقضوا بلا علم ، ويطلبوا آثار ما ستر عنهم ، ولا يجوز ذكر اسمه ، ولا يجوز السؤال عن مكانه ، وليس علينا البحث عن أمره ، لا يجوز البحث ،لا يجوز البحث ، لا يجوز السؤال انتهى البحث انتهى الإشكال ،هذه هي القصة .



ولنا سؤال : لماذا لم يخرج المهدي إلى الآن ؟؟

كما هو معلوم ، عمر المهدي الآن سبع وستون ومئة وألف سنة ( 1167 سنة ) لمَ لم يخرج إلى الآن ؟ أجابوا بأجوبة كثيرة عن هذا التساؤل منها : قالوا أنه خائف ، وهذا عليه أغلبهم إلى الآن ، ولذلك من أسمائه أو من ألقابه الخائف .

قال الطوسي : لا علة تمنع من ظهوره إلا خوفه على نفسه من القتل ، لأنه لو كان غير ذلك لما جاز له الاستتار . الغيبة ص 203 .



قلت : إن كان الخوف من القتل فعليه ألا يظهر أبدا ، لأن العداوة والحقد من طبع البشر دائما قال تعالى عن اليهود والنصارى : ( وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة ) فكلما ظهر إمام إذن كان له عدو بالمرصاد ، فإذن لن يخرج أبدا.



ثانيا : لمَ لم يغب الأنبياء والمرسلون ، والأئمة السابقون ، كيف وقد نص كثير من علماء الشيعة على أن جميع أئمتهم ماتوا إما مسمومين أو مقتولين ، وهل أعداءه إلا أعداء آبائه ، كلهم كانوا يموتون مسمومين أو مقتولين ، لماذا لم يخافوا ؟ لماذا لم يختفوا ؟ لماذا هو الوحيد الذي يخاف ، وهو الوحيد الذي يختفي ؟



ثالثا : إن نظرية الخوف بعيدة جداً عن أخلاق أهل البيت ، وحبهم للشهادة في سبيل الله ،خاصة وقد علم المهدي أنه يعيش إلى أن ينزل عيسى عليه السلام ، وأنه لا يقدر أحدا على قتله حتى يملأ الأرض عدلا ، ثم هل قاهر الأعداء ومزلزل الدول يخاف كل هذا الخوف ؟؟



هذا لا شك كلام باطل لا لب فيه ، والاختفاء مناف تماما لمنصب الإمامة ، الذي مبناه على الشجاعة والإقدام فهلا خرج وصبر حتى يكون الظفر .



رابعا : نقول قامت دول شيعية كثيرة كالفاطمية والبويهية والقرامطة الصفوية والبهلوية و الخمينية وغيرها ، فلمَ لم يخرج ؟ فيأنسوا بطلعته ، ويطمأنوا بصدق الوعد ، ويستفيدوا من علمه ، ثم إذا زالت دولتهم أو ضعفت ، غاب مرة أخرى ، ولا توجد مشكلة يطلع ثم يغيب ، لكن إذا صارت الدولة قوية لماذا لم يخرج ؟



خامسا : لا نعرف سببا مقنعا للخوف الذي من أجله غاب الإمام المهدي ، ما عٌلم أنهم أرادوا قتله أو غير ذلك ، كله كذب كما هو في الرواية السابقة .



سادسا : كيف يخاف ؟ وقد رووا عن الرضا أنه قال : إن القائم إذا خرج ، كان في سن الشيوخ ومنظر الشباب ، قويا في بدنه حتى لو مد يده : إلى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها ، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها يكون معه عصا موسى وخاتم سليمان …… هل مثل هذا يخاف ؟؟



سابعا : لماذا يخاف ؟ وقد جاءت الرواية التي تقوم : إن الأئمة يعلمون متى يموتون ؟؟ ولا يموتون إلا باختيار منهم !!! ثم لماذا لم يقتل واحد من أولئك النواب الأربعة الذين يدعون الصلة بالإمام ؟ لما لم يراقبوا حتى يصلوا إلى الإمام ؟ أليس هؤلاء الأربعة كان يزعمون أمام الناس أنهم نواب عنه يذهبون إليه ، كانوا يعلمون مراقبة خلفهم يصلون إليه فيقتلونه ، ولكن لم يفعلوا شيئاً من ذلك .



تاسعا : نقول ، لمَ لم يرحم المهدي الآلاف بل الملايين الذي يستغيثون به ليل نهار .



عاشراً : نقول : لقد اتفق عقلاء البشر على أن فاقد الشيء لا يعطيه ، فكيف يتسنى لقوم أن يقولوا إن مهديهم يعجز عن مواجهة أعدائه ، ويخاف شدتهم وقسوتهم ، ويخشى مرارة عذابهم ، ثم يجيب المضطر ويكشف السوء ؟



الحادي عشر : نحن نرى الآن في زماننا ، وقبل زماننا كما قرأنا في الكتب أن الكثيرين من الكذابين ادعوا النبوة ، ادعوا المهدية ، ما قتلهم أحد ، تركوا ، حتى في زماننا هذا هناك ممن يقول أنا المهدي ما يقتله أحد ، خاصة في زماننا هذا لو خرج وقال : أنا المهدي من سيقتله ؟! ومن سيبحث عنه ؟!



الثاني عشر : يقال هل الاختفاء في حقه واجب أو مستحب ؟ فإن كان الاختفاء واجباً ، فلم لم يخذه من كان قبله ؟ لماذا لم يتخف السابقون من الأئمة ؟ خاصة وأنهم كلهم قتلوا ، إما مسمومين وإما بالسيف ، فإذا كان الاختفاء مستحباً ، لزم أن يكون ترك الواجب ، وهو الدعوة إلى الله تبارك وتعالى ، فاختفى لأن الاختفاء مستحب ، وترك الواجب وهو الدعوة إلى الله وإقامة الدولة .



إن القول بأن سبب الغيبة هو الخوف ، يحتاج من الشيعة الاثنى عشرية خمسة أمور :



أولاً : إثبات أن هوية المهدي المنتظر كانت محددة من قبل ، وقلنا إن الأحاديث الواردة كلها ضعيفة .

ثانياً : إثبات ختم الإمامة به .

ثالثا : أثبات حرمة استخدامه للتقية ، لماذا لم يكن كآبائه ويستخدم التقية .

رابعاً : إثبات الخوف للمهدي ، وهو خلاف ما عُرف عن أخلاق أهل البيت .

خامسا : إثبات حرص الحاكم في ذلك الوقت على قتله ، وإنه كان يبذل الأسباب في ذلك .



ومن غريب إجاباتهم ما أجاب به الطوسي في كتاب الغيبة قال : لأنه كان من المعلوم من حال آبائه لسلاطين الوقت وغيرهم أنهم لا يرون الخروج عليهم ، ولا يعتقدون أنهم يقومون بالسيف ويزيلون الدول بل كان المعلوم من حالهم أنهم ينتظرون مهدياً لهم .

هذا السبب أن الحكام في هذا الوقت كان عندهم علم اليقين أن جميع الأئمة لن يخرجوا عليهم والوحيد الذي سيخرج عليهم هو المهدي ، لذا كانوا حريصين على قتل المهدي ، نقول : وكيف بخروج الحسين ؟ نريد جواباً عن ذلك . ثم إن الحالة السياسية في وقت اختفاء المهدي تبطل ذلك ، كان الخليفة في ذلك الوقت هو المعتمد أحمد بن جعفر ، استمرت خلافته 23 سنة من 256 - 279 للهجرة ، العسكري توفي سنة 260 يعني عاش المهدي 19 سنة من خلافة المعتمد ، خلال هذه الفترة قامت ثورات وقلاقل كثيرة ، أولاً ثورة الزنج بالبصرة ، ثم استقلال الأندلس تحت حكم عبد الناصر الداخل ، ثم ثورة بني الأغلب في الشمال الأفريقي ، ثم ثورة يعقوب بن ليث الصفار في فارس والروم ، ثورة الحسن زيد العلوي ، ثورة القرامطة وأخذهم للحجر الأسود وعجز الخلفاء عن إعادته ، ثورة المادراني في الري وأقام فيها دولة شيعية ، ثورة الإسماعيلية في اليمن وأقاموا دولتهم هناك ، ثورة البويهين وسيطرتهم على بغداد ...



أين الخوف ؟ الدولة فوضى ، كل هؤلاء خرجوا ... لماذا لم يخرج كما خرج كل أولئك ؟!!



ومن أجوبتهم عن سبب اختفائه ، قالوا : من أجل التمحيص والامتحان ، عن أبي عبد الله : ويل لطغاة العرب من أمر قد اقترب ، قال ابن أبي يعقوب جعلت فداك كم مع القائم من العرب ؟ قال : نفر يسير ، قال ابن أبي يعقوب والله إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير [ يعني الشيعة ] قال : لا بد للناس من أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا ويستخرج من الغربال خلق كثير .



قلت : إن الله تبارك وتعالى قال : ] ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين [

فالإمتحان لا يتعلق بغيبة أحد أو ظهوره ، وقد كان الامتحان قبل ظهور الأئمة ، وعند ظهورهم ، وبعد ما ماتوا وهي سنة الله تبارك وتعالى في خلقه ، كما قال : ] ألم . أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين [ .



ومن أجوبتهم قالوا : غائب حتى لا تكون في عنقه بيعة لطاغوت ، وهذه طامة كبرى . سئل الباقر والصادق والرضا عن سبب الغيبة فقالوا ، لئلا يكون في عنقه بيعة إذا خرج بالسيف " .



أي يجوز له الخروج لأنه ليس في عنقه بيعة ، قال نعمة الله الجزائري : " وذلك أن كل واحد آبائه الطاهرين قد وقع في عنقه بيعة ، لواحد من طواغيت زمانه ، حتى أنه من جملة اعتذار على القعود عن الخلافة ، أنه قد اضطر أولاً للبيعة مع الثلاثة "

هذا هو السبب أنه في عنقه بيعة ، وهذا قاله في الأنوار النعمانية 2 /42 ، ثم يروون عن الصادق أنه قال : " كل بيعة قبل ظهور القائم فبيعته كفر ونفاق وخديعة ، لعن الله المبايع والمبايع له " أعوذ بالله ، بحار الأنوار 53 /8



ومن أجوبتهم : لحكمة مجهولة ، لا ندري ، غائب فقط ، لماذا ؟ لا ندري

قال الصدوق : إن إيماننا بعصمة الإمام المهدي يقتضي منا التسليم بوجود حكمة مجهولة وراء الغيبة ، قال في كمال الدين ص 21 .

قلت : هذا جواب ذكي ، وهو يحل جميع الإشكالات .



هل كان الشيعة الأوائل يؤمنون أن هناك مهدي ؟! وأنه فعلاً غاب ؟!

إن من يتتبع كتب التاريخ يجد أن الثورات الشيعية خاصة ، عندما كانت تقوم ، كانت تدعو للرضا من آل محمد ، دون تحديد شخص باسمه ، وأنه لا بد أن يكون من أولاد الحسين بن علي المهم أن يكون رضا ، رضا يعني رضياً مقبولاً ، وأن يكون من آل محمد ، وممن خرج في ذلك الوقت ، وتبعته الشيعة أبو هاشم عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب سنة 98 ، وزيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب سنة 122 ، عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب سنة 128 خرج بثورة ، محمد بن عبد الله بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب الذي يقال له النفس الزكية سنة 130 ، وهذا أشهر من عرف أنه المهدي المنتظر ، وقد سمح جعفر الصادق لولديه موسى وعبد الله بالانضمام إلى ثورة محمد بن عبد الله النفس الزكية ، لأنه اسمه اسم النبي محمد بن عبد الله ، وهو من ذرية الحسن ، وقام بثورة ، وكان الجميع يرى أن هذا هو المهدي المنتظر ، ولذلك أولاد جعفر الصادق ، موسى الإمام بعد جعفر ، وعبد الله كلاهما بايع محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ابن علي بن أبي طالب ، واستقرت الأمور له كثيراً رضي الله عنه حتى قتل ، ثم خرج بعده محمد بن إبراهيم ابن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب المشهور بابن طبا طبا خرج سنة 199هـ .

محمد بن جعفر الصادق الذي اشتهر بالديباج لجماله رضي الله عنه سنة 200 ، وممن قيل أنه المهدي وإن لم يدعي ذلك ، وقد ذكرهم النوبختي في كتابه فرق الشيعة : على بن أبي طالب ذكره صفحة 22 ، محمد بن علي بن أبي طالب أتباعه الكيسانية ذكره صفحة 29

جعفر الصادق ( النواسية ) صفحة ( 69 ) اسماعيل بن جعفر ( الإسماعيلية ) صفحة ( 67 ) ، موسى بن جعفر ( الواقفية ) صفحة ( 80 ) محمد بن على الهادي صفحة ( 94 ) ، الحسن العسكري صفحة ( 92 ) ، مهدي قائم غير محدد صفحة ( 105 ) .



كل هذه الفرق وكل هؤلاء الشيعة لم يقل أحد منهم أن محمد بن الحسن العسكري هو المهدي وهو الإمام الثاني عشر ، وأن الإمامة تنتهي عنده ، ومما يدل على أن فكرة المهدي قديمة ، أما تحديده بشخص معين وهو محمد بن الحسن فقد جاء هذا متأخراً ، وهذا بعد وفاة الحسن العسكري .

ولذلك كبار الشيعة غفلوا عن هذا ، ومنهم عمار الساباطي ، جميل بن دراج ، أبان بن تغلب ، هشام بن حكم ، عبدالله بن أبي يعفور ، هشام بن سالم الجواليقي ، محمد بن النعمان الأحول ، ( مؤمن الطاق عندهم ) كل هؤلاء بايعوا عبد الله الأفطح بن جعفر الصادق ، أين النص عن الأئمة عندهم ؟!



حتى قال النوبختي : جُل مشايخ الشيعة فطحية ، يعني تبع عبد الله الأفطح بن جعفر الصادق ، قال هذا في فرق الشيعة صفحة ( 78 ) ، وهذا زرارة بن أعين أوثق رواة الشيعة على الإطلاق يقول : " يموت زرارة ، ولا يعرف إمام زمانه " .



ولو قال القائل : إن الحق مع من يملك الدليل ، وهو الروايات المنقولة عن المعصومين ، فيقال له : قد مر بنا أن الأحاديث التي يستدلون بها ضعيفة ، لا يثبت منها شيء .



وكما قيل :

لي حيلة فـي مـن ينـم وليس لي في الكذاب حيلة

من كان يخلق ما يقــول فحيلتـــي فيه قليلـة



ومثال على ذلك فرقة الواقفة ، الذي وقفوا عند موسى الكاظم ، ولم يقبلوا إمامة ولده علي ، رووا عن الصادق أنه قال : إن جاءكم من يخبركم أن ابني هذا مات أو كفن أو قبر فلا تصدقوا به .

وعن أبي جعفر أنه قال عن المهدي : هو سمي فالق البحر ، من هو فالق البحر ؟ موسى ، إذن المهدي عندهم هو موسى بن جعفر .

ورووا عن علي بن الحسين أنه قال : اسمه اسم لحديدة الحلاق ، من هو ؟ موسى ، إذن هذا هو المهدي .

ورووا أن الإمام إذا مات لا يغسله إلا إمام ، والكاظم مات في بغداد والرضا كان في المدينة .







ما الذي يدلنا على أن الروايات وضعت متأخرة ؟

روايات أخرى ، رووا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي : يا علي ، إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماما من بعدهم اثنا عشر مهدياً ، إذن لا يوجد شيء اسمه اثنى عشر مهدى فقط - الغيبة ص 97



يروون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني واثنا عشر من ولدي ، وأنت يا علي زر الأرض ، يعني أوتادها وجبالها ( الكافي 1 /534 ) ، يعني كم يصيرون ؟! ثلاث عشرة إمام !!



قال الصدوق : لسنا مستعبدين في ذلك إلا بالإقرار باثني عشر إماما واعتقاد كون ما يذكره الثاني عشر بعده ، يعني فيه احتمال يكون فيه ثالث عشر .



قال الكفعمي في المصباح عن المهدي : اللهم صل على ولاة عهده والأئمة من بعده . إذن ليس هو آخر واحد ، ليسوا اثناعشر ، يعني ممكن يكونون أكثر من ذلك ، هذا في ( الصباح ص542 )



قلنا إن المهدي عمره الآن 1167 سنة ، السؤال : هل تزوج أم هو أعزب إلى الآن ، وهل يجوز أن يبقى أعزب طوال هذه المدة ( 1167 سنة ) !! ، وإذا كان تزوج هل هي معمرة مثله أم كل 50 سنة يتزوج واحدة جديدة غير الأولى ؟ وهل عنده أولاد ؟ وهل هم معمرون ؟ أسئلة كثيرة لا تجد جواباً إلا عند صاحب كتاب الجزيرة الخضراء الذي قال : المهدي موجود في الجزيرة الخضراء وعنده أزواج وذرية ، وهم يملكون تلك الجزيرة ، لكن لا أحد يعلم أين هذه الجزيرة ، وقالوا 90% هي مثلث برمودا .



إذ خرج المهدي ماذا سيفعل ؟

قالوا : أولا يأتي بقرآن جديد ، ما يعجبه هذا القرآن !! وإنما يأتي بقرآن جديد
عن أبي عبد الله قال : لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد ، على العرب شديد ( كتاب الغيبة للنعماني ص 102 )

قال : محمد بن باقر الصدر : أي يأتي بتفسير جديد عميق موسع ، وهذا أمر صحيح لا محيص عنه فإنه يمثل حقلاً مهما من العمق والشمول الذي يتصف به الوعي البشري ، وهو فهم أعمق من كل الأفهام السابقة .

قلت : أعمق حتى من فهم الأئمة السابقين كعلي والباقر والصادق وغيرهم !!!



وعن علي رضي الله عنه قال : كأني أنظر إلى الشيعة ، قد بنوا الخيام بمسجد الكوفة ، جلسوا يعلمون الناس القرآن الجديد ( الأنوار النعمانية 2 / 95 )



قال المفيد في المسائل السروية : إن الذي بين الدفتين من القرآن جميعه كلام الله تعالى وتنزيله وليس فيه شيء من كلام البشر وهو جمهور المنزل ، [ ليس كل المنزل ]، والباقي مما أنزله الله تعالى قرآناً عند المستحفظ للشريعة ، المستودع للأحكام ، لم يضع منه شيء . ( المسائل السروية نقلا عن آراء حول القرآن ص133 )



يهدم المسجد : عن أبي جعفر قال : إذا قام القائم سار إلى الكوفة فهدم بها أربعة مساجد ( بحار الأنوار 52 / 339 )

يقيم الحد على أم المؤمنين عائشة : عن أبي جعفر قال : أما لو قام قائمنا ، وردت إليه الحميراء ، حتى يجلدها الحد وحتى ينتقم لابنة محمد فاطمة . ( بحار الأنوار 52 /314 ) [ انظر الوثيقة هنا ]



يخرج أبي بكر وعمر من قبريهما ويصلبهما ويحرقها ( الأنوار النعمانية 2 /85 )

يبعثه الله نقمة : عن أبي جعفر قال : إن الله بعث محمداً رحمة ، وبعث القائم نقمة . ( بحار الأنوار 52 /315 )

يقتل ذراري قتلة الحسين : قيل للرضا : يا ابن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق أنه قال : إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين بفعل آبائها ، قال : هو كذلك ، قلت : وقول الله تعالى ] ولا تزر وازرة وزر أخرى [ قال ذراري قتلة الحسين يرضون بفعال آبائهم ويفتخرون بها .

المهدي حريص على قتل العرب : عن أبي عبدالله قال : ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح …. نزعة فارسية ( الأنوار العمانية 52/ 349 )

وعن أبي عبدالله قال : اتق العرب ، فإن لهم خبر سوء أما أنه لم يخرج مع القائم منهم أحد ( بحار الأنوار 52 / 333 )

وعن أبي عبدالله قال : إذا قام القائم من آل محمد ! – انظروا إلى هؤلاء الذين يعظمون آل بيت النبي ويعظمون قريشاً ، أقام خمسمائة من قريش فضرب أعناقهم ، ثم أقام خمسمائة مئة فضرب أعناقهم ، ثم خمسمائة حتى يفعل ذلك ست مرات " . يعني كم ؟

ثلاثة آلاف – قيل أو يبلغ عدد هؤلاء هذا – لأن الرواية متى كانت ؟ في ذلك الزمان قريش قليلون ، هذا يستغرب الرواية يصل عددهم ثلاثة آلاف !! قال : لا هم ومواليهم ..... حتى تمشى القضية !!



عن أبي جعفر قال : لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه ، مما يقتل من الناس ، أما إنه لا يبدأ إلا بقريش فلا يأخذ منها إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف حتى يقول كثير من الناس ليس هذا من آل محمد ، لو كان من آل محمد لرحم . ( بحار الأنوار 52/ 354 )



هذا الفعل موافق لقول الله تبارك وتعالى ] قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى [ هذه هي المودة في قربى النبي - صلى الله عليه وسلم . ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا )