Pages

أعداء وطني كثر!

أعداؤك ياوطني هم ضباع من نوع خاص, هم ضباع بأثواب الأثقياء..أعداؤك ياوطني هم ضباع وضعوا حقوق الفقراء على موائد المترفين من المشائخ والبرلمانيين والتجار والساسة فأكلوها أكلا لما وسلبوا الألوف ضروراتهم ليتخم بها أفراد انتهازيين قلائل, وصودرت حريات شتى ليشبع طغيان الكبر عند الأوغاد....
أعداؤك ياوطني هم ذئاب هذا الليل الفاحم الطويل الذي نعيش فيه ,ذئاب يزهقون أرواحنا بإسمناالذي هو إسم الشعب..بإسمنا وبإسم مصالحناسنوا القوانين وارتكبوا الجرائم في حقنا..بإسمنا وبقراراتهم العشوائية حملنا كل أوزار الدنيا..اختراع جميل والله حكاية إسمها الشعب, من اخترع هذه الحكاية العجيبة التي إسمها الشعب؟!!

حكايات كثيرة ترتبط بهذه الحكاية العجيبة!.. أمن الشعب- مستقبل الشعب والمصلحة العليا للشعب- تقدم الشعب ورفاهية الشعب-انتخابات الشعب- نواب الشعب- أحزاب الشعب..
ماذنبنا ياحثالة الأرض؟
- نحن أبناء الشعب وماذا قدمتم لنا؟
بإسمنا وبإسم الحفاظ على مصالحناورثتم أبناءكم المال والآمان وشقق فاخرة في باريس ولندن و.....وأورثتمونا نحن الضياع والفقروالبطالة والديون والسجون والحريك والخوف كأن الإستقلال ماقام إلامن أجل سعادتكم وتعاستنا ..

منكم من يضع العصا في عجلة التقدم بدعوى الدفاع عن المقدسات- يحتمون بالمقدسات ويحسبون أنفسهم من المقدسات وهم لايدافعون في الحقيقة إلا عن مقدساتهم- أي الإمتيازات الفاحشة من مقالع الحجار مرورا برخص الصيد في أعالي البحار وتوارث الوظائف العمومية المركزية والحزبية والنقابية في البلد إلى تفويت الأراضي الفلاحية الخصبة..

نهبوا البلاد برا وبحراوجواواحتموا بالسحروالشعوذة والشياطين.. قزموا الدولة وهمشوا مؤسساتها ووظائفها حتى لم يعد منها إلا أجهزتها البيروقراطية والأمنية..يقصفون كل يوم عقول الناس في الإذاعة والتلفزيون بأطنان من الأكاذيب والأضاليل- ومن يسمع إلى ما يصدر من الصحافة التابعة لهم وما يصدر من الصحافة الأخرىالمستقلة وما يكتبه أبناء الشعب في المواقع الإلكترونيكية سيعتقد بأن ما يصدر عنهما يصدر من بلدين مختلفين.. خلقوا للمجتمع تعليما فاشلا يمسخ العقول وسيطروا على الإدارات والقرارات .

وقد اصبح سعر الإنسان اليمني هوأبخس الأسعار في البلاد طرا.
ويعني هذا أيضا-أن يستقر في ضميرالحكاية التي إسمها *الشعب* أن نوابه لصوص سرقوا كراسيهم- وأن الوزراء لصوص سرقوا بالتالي مناصبهم- وأن سلطاته وحكومته مزيفة مزورة وأن السرقة والتضليل مشروعة رسميا..
حتى صندوق النقد الدولي الذي يتتبع أحوال البلاد يستغرب كيف أن بلدا من حجم اليمن بموارد هائلة لايستطيع أن يحقق نموااقتصادياويا سبحان الله- وما نتيجة كل ماسلف ياترى؟

النتيجة لاتخفى على أحد- النتيجة واقفة أمام عيوننا مثل جبل نقم- النتيجةهي عزوف الشباب عن السياسة وفساد المؤسسات وانتشارالبطالة والرشوة والفقر والفوارق الإجتماعية والطبقية الصارخة واليأس والإجرام ..
النتيجةهي أن المواطن العادي الذي لايقوى على تحمل نار أسعار المواد الإستهلاكية الرديئة والغريبة الأساسية الملتهبة يسلك كل الطرق لعبور هذا الوطن فرارا من حرالجحيم-عبورهذا الوطن إلى أوطان أخرى؟

والنتيجة أيضا أصوات شباب التغيير الذين ينزلون إلى الشوارع والساحات العامة للمطالبة بالتغيير الجذري والهتاف ضد الفساد والأوضاع المزرية..
لقد وصل السكين إلى العظم ..والمتتبع لأحوال البلاد والعباد سيقتنع بأنه لم يعد من المقبول - ولا من الملائم- العيش وفق طريقة ومنظومة عفاش السابقة- أي على أساس الإستبداد والفساد واللامساواة-التي تضر بالبلاد والعباد..
شخصيا لا حد لألمي في اليمن- حينما استحضر كل الفرص والعقود الضائعة -التي توفرت منذ قيام الثورة إلى اليوم- أمام أولائك السياسيين و المثقفين أو أشباه المثقفين- من مختلف الضفاف*رسمية كانت أم حزبية * الراقدون الآن في قبورهم -أو ممن مازالوا في مواقعهم الحكومية أو الحزبية - أو الهاربون بصراحة أو ضمنا- بمغانم ما نهبوه إلى الخارج-مطمئنين إلى أن  التهريج الذي تعهدوه بالعناية والرعاية- منذ عقود طويلة - مازال صمام أمان بالنسبة لهم..
الفرص التي أضاعها أولائك المسؤولون على أجيال عديدة من اليمنيين من أجل يمن حديث , ديمقراطي ومتطور وذلك بقتلهم لأي أمل في انبثاق مشروع مجتمعي قائم على العقلانية والعلمية والديموقراطية وحقوق الإنسان.
*******************************
@رحم الله >الحمدي.....وحفظ الله اليمن واهلها!
********************************************************