بين اتفاقات العرب الذليله و بين فينا ايران العزيز
أخيرا وُقع اتفاق النووي الايراني,بعد مخاض عسير و تعب و سهر و كثيرا من حرق الاعصاب لمن اشتهروا بالبرودة المطلقه , و لنا هنا ملاحظات لا بد منها خاصة و نحن مررنا بتجربة الاتفاقات و المعاهدات الدوليه لجزء من مشاكلنا التي أصبحت لا تحصى .
1- ايران الدوله التي تحت حصار دولي منذ ما يزيد على اربعة قرون , تبني نفسها من (صناعات بشتى المجالات العسكرية و المدنيه, الى البحث العلمي المتقدم , الى التقدم الاقتصادي و تحقيق نمو في اقتصادها) , و تثبت لها موقع قدم على رقعة شطرنج هذا العالم الذي يتلاعب به الكبار.
2- ايران برغم معادات العالم كله لها و برغم معاناة اهلها من ظلم الحصار و معاداة جيرانها الاقربين خاصة العرب منهم اثبتت انها الداعم الحقيقي للمقاومه و دول المقاومه ضد اسرائيل من فلسطين الى لبنان الى سوريا و كل من يؤمن بهذا الخط.
3 – اثبت الايراني ان التثبت بالحقوق و عدم التفريط فيها تحت اي ضغط هو المنحى الافضل لتحقيق الافضل و لكتساب احترام الغير , و التفريط بها يجلب المهانة و الذل و التطاول و فقدان السياده.
4 – من خلال متابعة تفاصيل المجريات التي جرت خلال المفاوضات نعرف ان المناوره , و المهادنه في اماكن و الصلابة امام التهديد و التهديد المضاد , و برودة الاعصاب المتأتي من صدقهم و ايمانهم بقضيتهم و ان لهم الحق في امتلاك النووي و رفع الحصار و عليهم انتزاع هذا الحق و الحقوق الاخرى و الاعتراف بهم ققوة تمتلك التكنولوجيه النوويه , كل هذا افتقده العرب في كل محادثاتهم و اتفاقاتهم التي ابرمت.
المقارنه هنا ضروريه لاننا امة نوكل امرنا لسفهائنا , و يقودنا من لا عزة له و لا دين و لا حتى وطنيه, انهم ثلة موظفون جاؤا بهم ليذعنوا و نحن العرب اغنام نذعن لهم و لإسيادهم.
من كامب دافيد الى اوسلو الى عربه الى ما شاء الله , العرب لا يتقنون فن التفاوض و يؤخذون بالمجاملات و يرضخون بسهولة للضغوطات , و الادهى انهم عرضة للفضائح لان لهم في كل مكان فضيحة مغلفة بفضيله . بل عندنا من المسؤولين العملاء اكثر ما يتوقعه العدو نفسه .
لو العرب سمعوا لحافظ الاسد و اتحدوا للتفاوض مع عدو ماكر و داهية , و فوضوه للتفاوض باسمهم (باعتراف هنري كيسنجر) لحققوا افضل الشروط بما كان يعرف ( الارض مقابل السلام ) و الذي اسقتطه اسرائيل بعد انبطاح الاعراب على اعتاب واشنطون و تل ابيب. و استبدلته بالسلام مقابل بلديه او محافظه بحكم ذاتي اوهموهم انها دوله و بقيت تتحكم برزقهم و مائهم و كهربائهم حتى بلقمة عيشهم. انها عبودية بوهم الجكم الذاتي , انه معاناة اكثر من معاناة أيام الحرب و المقاطعه مع الكيان الغاصب .
اثبتت الايام لمن له بصيره ان ايران( بنظام ولاية الفقيه المقيت للبعض) و بالملالي الحاكمين اكثر تمسكا بحقوق شعبها و انجازاته و صون كرامته من كل انظمة العرب و حكامهم , و ان صون الحقوق مسؤوليه دينيه لمن خاف مقام ربه و ان التفاوض يلزمه صبر و اناة المؤمنين , و ان النصر في ساحات التفاوض لا يقل عن ساحات الوغى , و ان الثبات على المبادئ مهما كان من ضغوط مهما طال الزمن و عدم التفريط بها هو السبيل الى العزة و الكرامه.
و ها هي ايران توقع اتفاقاتها و ترفع الحضر و الحصار عنها و لا تتنازل عن دعم المقاومه و دولها اولها سوريا برغم كل المحاولات و الاغراءات و التهديدات, و عدم التنازل عن سيادتها لمن يريدون ان يستبيحوا ارضها و و سمائها.
ليت العرب يتعلمون من ايران و من السيد حسن نصر الله الذي فاوض الاسرائيلي على الاسرى و الشهداء و بنفس النَفس و الايمان و الصبر و التأني و كان له ما اراد .
اختم بالتهنئة للشعب الايراني بقيادته التي تصون حقوقه و لا تخونه كما حكامنا , و نقول كما قال الرسول الكريم كما تكونوا يولى عليكم ..