@نحن إمة ضيعها > جهل آبناءها....وخيانة حكامها .... وفشل رموزها....وفتاوي مشايخها...! @آطماعكم >تطرفكم>آحقادكم>>>آلسبب...! @وزد فوق ذلك عيوبكم >تغريبة للإ سلام و آلعروبة.....!!!! @إلى متى هذا آلنوم؟ آين همم آلآجداد ...يا آبناء يعرب... ؟

قبة ورقية وهمم حديدية


تحطمت أسطورة الدولة التي لا تقهر، وظهرت حقيقة إسرائيل تلك الولاية التابعة لأمريكا والتي أرهبت الدول العربية بقوتها وأسلحتها.

فالقبة الحديدية التي صنعتها إسرائيل واستخدمت فيها وسائل التكنولوجيا الأمريكية والروسية والألمانية لتصد صواريخ القسام عن أراضيها ومستوطنيها قد بأت بالفشل وأصبحت كتلة من الحديد لا قيمة لها .

في عام 2008 كانت الحرب غير متكافئة بين اليهود ورجال غزة، فدول العالم كانوا ولا زالوا يمدون إسرائيل بكل العتادة والعدة حتي تحمي نفسها وتكون لها دولة ذات سيادة تأوي فيها اليهود الذين أتت بهم من دول شتى.

لقد صنعت إسرائيل لنفسها فخ عسكري بعد إعتدائها علي غزة هذه الأيام ، وقد بدي للجميع أن الحرب غير متكافئة أيضا بين رجال غزة البواسل والصهاينة المتغطرسين، فقوة الإيمان والعقيدة لا تحتاج إلا قوة الساعد والسلاح حتي تنتصر علي أعداءها .

وخيب الله ظن الجميع ، فهاهي حماس برجالها يسلحون أنفسهم، ويصنعون أسلحتهم بأيديهم حتي تكون لهم الغلبة علي اليهود، وقد كانت.

فالعالم بأسره يشهد اليوم مدي إنهيار وهزيمة الدولة التي لا تقهر ... فقد قهرت علي صواريخ القسام.

وأن دولة إسرائيل الأسطورة التي لا مثيل لها في العالم لن تستطيع أن تخطو خطوة واحدة في أراضي غزة الأبية .

إن العرب والمسلمين تركوا غزة وحدها تواجه مصيرها من قتل وجرحي وتدمير وتشريد ، فالكل يشاهد ويمصمص الشفاه ولا يحركون ساكناً نحو رفع الظلم عن غزة وأهلها ، فالجميع بدى صاحب قلب حديدية يرى تفجير رؤس البشر، وتدمير المنازل علي أهلها، وتخريب الأراضي الزراعية، وغلق كل المعابر علي غزة ولا يحركون ساكناً.

ولكن صواريخ القسام جعلت أنصار اليهود يتحركون يميناً ويساراً نحو إيقاف صواريخ القسام ، ويطالبون بوقف تبادل النار بين الطرفين، ويكأن حماس دولة ذات سيادة وجيش وحدود ، واتخذت قرار الحرب طواعية !!

إن غزة ومن فيها من فصائل وطنية إضطرت أن تدخل الحرب التي أشعلتها إسرائيل حتي تسيطر علي غزة والقضاء علي المقاومة الإسلامية فيها.

إن الشدائد تظهر المعادن، وإن الرجال تُظهر حقيقتهم المواقف، وقد بدى للشعوب العربية والإسلامية أن حكامها تركوا غزة تواجه مصيرها وحدها ، ولكن نصر الله لعبادة المتقين قد أتي، فأخزى الله اليهود علي يد القساميين بما أعدوه من عدة تتناسب مع أسلحة اليهود.

(وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَذِينَ إن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ (41) سورة الحج

( واللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ ولَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (21) سورة يوسف.





الإتفاق بغلق الآنفاق نفاق


من عجائب مصر الرسمية المضافة للسبعة، التخلي عن الأمة العربية والاتجاه لمقاسمة الصهاينة تطلعاتهم لتحقيق حلمهم القديم الجديد في التوسع بدولتهم العبرية كما يرسمون خريطتها حولا بعد حول وحربا عدوانية يشنونها مرة على غزة وأخرى على جنوب لبنان ومرات باحثين عمن لوطنه يبيع قطعة بعد قطعة ، وأغلب الأحيان بما رباهم رائدهم الشيطان على الاحتيال بدقة متناهية في الإتقان لجذب ضعاف النفوس مهما كان الثمن المُؤدَّى لهم مادامت الخلاصة تخطو بهم كمحتلين أرض الغير إلى الأمام حتى لا يدهمهم العدم والغرق في بحر من الدم يطاردهم منذ أَسَّسَ لهم الانجليز القاعدة التي يعربدون انطلاقا منها الآن إلى وقت آت لا ريب فيه لن ينفعهم ساعاته لا انحياز مصر الرسمية ولا حتى أمريكا شقيقتهم بالرضاعة .

القضية لا تتعلق بالتدخل في الشأن الخاص لدولة مصر ، للأخيرة شعب عظيم قادر على حل مشاكله بنفسه ،منذ اجتياح الهكسوس أرض الكنانة ، وصولا لطرده موشي ديان وعصابته المرؤوسة من طرف جولدا مايير، وما دونها وما فوق جميعهم من مكر وخديعة مشهود لليهود المتصهييين التمسك العميق بهما كما يحكي تراثهم الملطخ بالدم الأسود لامتزاجه بالقار المطبوخ الواجد في أنوفهم الاستلطاف والتآخي الخارج عن طبائع العاديين من البشر، حيث نفس الشعب لأرض سيناء من خبث هؤلاء طهَّر ، كخيار لأقوم قرار، اتخذه بقيادة الراحل السادات في العاشر من أكتوبر، عن قناعة ، فتَّتت ما كانت إسرائيل تتبجح به أن جيشها المغوار، لن يُقهر، مُحصن بأشد مناعة ، لكن الأمر يتعلق بمصير أمة عربية وطنها ممتد من جبال الأطلس، في العمق المغربي ، إلى مَنْ كان لبيدائها كشعار للقوة السيف والفرس ، في الشق المُغََرَّب، محسوم إقدامها لا تنقصها متى جد الجد شجاعة ، تلك الأمة التي أراد "السيسي" تحطيم معنوياتها ، وتكسير مجاديف قواربها ، وتحقير مكانتها ،وتصغير قيمتها، وتقزيم حجمها، وترخيص ثمينها ، وإفراغ هيبتها ، وتدمير مقامها، وفسخ وحدتها ، وتأخير مسارها ، وترويع خاطرها، وهدم مقوماتها ،وتجميد كيانها ،وخدش جمالها، وتمزيق لباسها، والعبث بأسسها ، لمناصرة عدوها ، والاعتداء على غزة عزيزتها ، مَنْ بالنضال والصمود واسر ذاك الجندي الصهيوني كانت وأصبحت وستظل رغم "السيسي" رائعة .

ما كنت "حمساويا" ولا "فتحاويا" بل عربيا كنت (ولحد الساعة أفتخرُ بما أفوه به ولا أخشي في ذلك لا "السيسي" ولا حبيبه "نتنياهو" وإن لم يعجبهما موقفي فليشربا من البحر الميت وليبللا ضميرهما الميت أيضا ، وهما يصحوان ويمسيان على تلك المجازر التي غطت غزة طرقاتها بأشلاء أطفال رُضَّع ونساء لا حول لهن ولا قوة وشيوخ لا يقوون على التحرك بسبب مذابح رهيبة غير مسبوقة واجب أن تُحاكم عليها إسرائيل ومَن ساعدها من قريب أو بعيد ممن أصبحوا معروفين على امتداد الجهات الأربع) ترعرعتُ محبا لفلسطين مضحيا من أجل نصرتها أسعى ما استطعتُ لذلك سبيلا ، لستُ وحدي هنا في وطني العزيز المغرب بل هم بالملايين من يتمنون مثلي لو انتقلنا دفعة واحدة لتلك الديار المرصعة بالشهامة الحقة، المزينة بالشرف الأشراف من الشرف ، المجملة بالكرامة المصانة بعزة غزة ، لندافع بصدورنا ولحومنا ودمائنا عن فلسطين بكل شبر فيها وعاصمتها القدس الشريف.

... مصر الشامخة ليس من شيمها ما تجرأ " السيسي" وأمر بتنفيذه وقد وجدها مناسبة تَقَاسَمَ التخطيط لحدوثها مع نتنياهو لأسباب لم تعد خفية على أحد وبمباركة محمود عباس الذي من المفروض أن يقدم استقالته ويذهب مرفوقا بماء وجهه ليعيش في مملكة الأردن كما رسم خريطة طريقه صوبها من مدة ، محمود عباس هذا الذي اسقط القناع وأظهر أن مراوغاته بما سماها سياسة الاعتدال والدفع بالمفاوضات تحت مسميات تفرضها ظروف متفق على خلقها مع الكيان الصهيوني ، والتفرغ لسياحة على حساب الداعمين لخزينة دولة فلسطين ، لا فائدة منها على الإطلاق سوى المساهمة المباشرة في تضييع الوقت على أحرار فلسطين والإبقاء على الآلاف من خيرتهم في السجون لسنوات طوال لا أمل لهم في استنشاق هواء الأرض التي ضحوا وآباءهم لترفرف فوقها ألوية الانعتاق والتحرر والعيش كبقية الخلق في أمان وسلام .

محمود عباس الذي صرح متحديا شعور ما يقارب المليار مسلم وعربي بأنه الذي طلب " السيسي" التقدم بمبادرة وتسميتها بالمصرية ، إلى هنا الصورة واضحة تعكس لكل متمعن فيها ذاك الارتماء بين قدمي "نتنياهو" مستعطفا الإبقاء عليه حتى تحقيق معاقبة "غزة" لتطرد المقاومة من وسطها وجنباتها وكل شبر حفرت فيه نفقا أو أخفت فيه معداتها الحربية ، هكذا بكل بساطة ، وما الوحدة وحكومة منبعثة عنها وتعانق الأخوين الحاكمين في رام الله والقطاع سوى مسرحية مثل فيها عباس دور البطل وظله الظاهر والخفي ، ليبرع في تقمص الشخصيتين المتناقضتين ، ولو لوقت قصير حتى تتهيأ الحكومة الصهيونية من ترتيب إمكاناتها والخروج بخطة تفرغ تلك الوحدة المعلنة من فحواها وتضع عملاءها بين خيارين الانحناء عن مذلة لإسرائيل أو الاحتراق حتى الذوبان . كنا نعلم بأصالة المعدن الطيب لدى الشعب الفلسطيني ، ولاستئصاله عمدت إسرائيل بشن غارات متبوعة باجتياح بري مسخرة فيه أحسن ما عندها من عساكر مدربين وعتاد فتاك بالأرض والعباد ، وبالرغم من ذلك لم تحقق ولو نسبة ضئيلة من نجاح ذهب خبراؤها العسكريون أنها حاصدة إياه ، الواقع كذب تلك التكهنات الإسرائيلية جملة وتفصيلا ، وحتما المقاومة ستنتصر ، وإن قدمت الثمن غاليا في الأرواح والبنيات التحتية . المقاومة ستنتصر وسينقلب السحر على الساحر وليفكر السيسي في مخرج ينأى به عن جر مصر وشعبها العظيم لأي حرج وينتبه في المقام الأول لانجاز ما وعد به الشعب إبان حملاته الانتخابية ، مع إنهاء الحرب التي تزعمها داخليا لسحق جماعة الإخوان المسلمين الذين ما كانوا يستحقون كل هذا التنكيل وهذا العذاب المسلط عليهم من أجل التربع على كرسي ما دام لأحد حتى تراق من أجل التشبث به كل تلك الدماء الطاهرة النازفة من جثامين الشهداء المصريين نساءا وأطفالا رجالا وشيوخا . (وللمقال صلة)







 قدسية-السيستاني آفضل من قدسية الرسول -ص-1  
عند الشيعة.....!!!!!1


لو قلت للشيعة لماذا تقدسون السيستاني أكثر من تقديسكم للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فسوف تحمر عيونهم وتنتفخ أوداجهم وسيتهمونك على الفور بكل التهم التي في هذا العالم من قتل هابيل مرورا بقتل الحسين وليس انتهاء بتفجير قبة الحسن العسكري!!، لكن ماذا لو جئنا بالأدلة على أنهم يقدسون السيستاني أكثر من تقديسهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟!، مقارنة بسيطة بين "انتفاضة" الشيعة ضد من "ينتقد" السيستاني، وسكوتهم و"نومهم" عمن "يتهجم" على رسول الله صلى الله عليه وسلم سوف تكشف بالدليل القاطع أن السيستاني أعظم في نفوسهم من رسول الله، بل ومن الله عزّ وجلّ نفسه!!.

قبل سنوات، وبينما كانت القوات الدنماركية تحتل جنوب العراق كجزء من قوات التحالف "الصديقة"، وبينما كان المسلمون في جميع أنحاء العالم يملئون شوارع مدنهم مطالبين بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدنمارك بسبب ما نشرته من رسوم مسيئة لشخص الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، كان رئيس وزراء الدنمارك يقوم بجولة في جنوب العراق ويلتقي برئيس وزراء العراق "الجديد" إبراهيم الجعفري ويتبادل معه القبلات!!، لم يخرج السيستاني بشئ او أحد من شيعة العراق ليستنكر زيارة رئيس الوزراء الدنماركي إلى العراق بعد أن رفض إدانة الرسوم المسيئة للرسول!!.
ولم تظهر مقالة واحدة في أي موقع شيعي أو رسمي اوقناة تطالب بطرد رئيس الوزراء الدنماركي؟؟.
كما لم نسمع بيان أو تصريح من السيستاني أو من هم دونه يطالبون ذلك الدنماركي بالاعتذار؟!!.
ولم نسمع ... تطالب بإصدار بيان استنكار لما صدر عن الدنمارك من إساءة متعمدة لشخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم!!.
لم نرى لافتات تدين ما قامت به الدنمارك، كما لم نرى شعارات تقول "اطردوا الدنماركيين من العراق"!!.
والأدهى من ذلك وأمر أن رئيس الوزراء الدنماركي في زيارته تلك إلى العراق كان قد لمح إلى إمكانية أن تسحب الدنمارك قواتها "المحتلة" من أرض العراق، إلا أن رئيس وزراء العراق الشيعي الطائفي سليل الدوحة الحسينية > إبراهيم الجعفري الخ، وترجى و"توسل" و"باس أيد" "إنرسون فوغ" رئيس وزراء الدنمارك كي يعدل عن قرار سحب قوات بلاده من العراق وان يمدد بقاء تلك القوات إلى فترة أخرى.!!!!.

لنتخيل الآن أن ذلك الرسام قد تطاول على السيستاني وليس على شخص الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ماذا كان سيكون موقف الشيعة منه ومن الدنمارك؟!.

راجعت بعض موحييبقاقع الشيعة بحثًا عن نشاطهم "الجماهيري" في العراق وكم مظاهرة "مليونية" أو "حاشدة" قاموا بها استنكارا لرسوم الدنمارك المسيئة لنبي الإسلام،لم أجد شئ عن ذلك - !!.


من يراجع مقالات الشيعة في تلك الفترة يجد أن اغلبهم كان يحاول تبرير ما قامت به الدنمارك أكثر من محاولتهم الدفاع عن النبي!!، (في الأسفل يوجد استعراض لبعض كتاباتهم)، وبشكل مختصر فإنهم كانوا ينتقدون ردة فعل أهل السنة تجاه الرسوم الدنماركية، وأنهم اعتبروا تلك المظاهرات مظاهرات "غوغائية" وذات مصالح سياسية، وأنها لا تعبر عن روح الإسلام و"الأسس الصحيحة" لمعالجة مثل هذه الأمور، كما إنهم انتقدوا بشدة مطالبة ابن لادن للقصاص من ذلك الرسام.

لكنهم وعلى أثر انتقادهم لردة فعل أهل السنة تجاه الرسوم الدنماركية لم يخبروننا لماذا أصدر الخميني فتوى بقتل "سلمان رشدي" في ثمانينات القرن الماضي؟؟، وهل يتجرأ حسن نصر الله اليوم أن ينتقد فتوى الخميني بقتل سلمان رشدي وأن يدعوه لعدم الانسياق وراء العاطفة "العمياء" مثلما وصف نصر الله مظاهرات أهل السنة ومثلما وصف مطالبة ابن لادن للقصاص من رسام الكاريكاتير؟؟.
أم انه أعجز من أن ينتقد وليه المعصوم الخميني؟!، ولماذا أصدر الخميني تلك الفتوى؟، هل لأن سلمان رشدي انتقد الإسلام؟ أم لأنه انتقد الخميني وآيات الله أمثاله الذين يحكمون إيران، والتي حملها عنوان كتابه "الآيات الشيطانية"؟!!!.

كما أن الشيعة لم يسالوا أنفسهم لماذا ملأت شوارعهم "المظاهرات الغاضبة" وليست "السلمية"!!، وملأت حيطانهم الشعارات المنددة بقناة الجزيرة، وتعالت أصواتهم المطالبة بغلق مكتبها في العراق لأن "فاضل الربيعي" انتقد السيستاني في أحد برامح "الاتجاه المعاكس" ((تظاهر مئات العراقيين الغاضبين (وانتبهوا هنا إلى كلمة غاضبين!) أمس في مدينة النجف (160 كلم جنوب بغداد)، احتجاجًا على انتقاد أحد ضيوف برنامج عرضته قناة "الجزيرة" أول من أمس، المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني. وعبر المتظاهرون عن احتجاجهم على تصريحات لكاتب عراقي شيعي في برنامج "الاتجاه المعاكس"، وصف السيستاني بأنه "صفوي"، في إشارة إلى جنسيته الإيرانية. وسار المتظاهرون، الذين تقدمتهم عشر سيارات (بيك اب) ودراجات نارية في شوارع المدينة، وهم يهتفون "كل الشعب وياك يا سيد علي"، حاملين صور المرجع الشيعي وعبدالعزيز الحكيم رئيس لائحة الائتلاف العراقي الموحد. وفي مدينة الصدر، ذات الغالبية الشيعية شرق بغداد، تظاهر المئات من أهالي المدينة، رافعين صور السيستاني ولافتات كتب عليها "قناة الجزيرة إرهابية بعثية" و"قناة الجزيرة عدو الإسلام"، وهم يهتفون "نعم نعم للمرجع" و"كلنا وياك يا سيد علي" و"نطالب الحكومة بغلق مكتب الجزيرة ومقاطعتها وعدم إجراء اللقاءات معها.".

وانتقد فاضل الربيعي، وهو كاتب عراقي شيعي مستقل مقيم في لندن، في برنامج "الاتجاه المعاكس"، الذي يقدمه فيصل القاسم المرجعية الدينية في العراق المتمثلة بآية الله علي السيستاني، وقال الربيعي في البرنامج المذكور إن "المرجعية هي التي روجت للغزو (الأميركي للعراق)
واستلمت 200$ لكي تسكت وتخرص!
وسوغت له وساندته، والآن تضفي عليه طابعًا شرعيًّا بالقول إنه لا ينبغي مقاومته". وأضاف "يجب أن نقول لرجال الدين وعلى وجه الخصوص الشيعة منهم: اذهبوا إلى مساجدكم ودعوا السياسة للسياسيين ودعوا المقاومة تنتصر"))، بينما لم نر مظاهرة واحدة لهم لا غاضبة ولا سلمية ولا حتى نائمة، بل لم نسمع لهم كلمة واحدة تدين قناة الجزيرة عندما استضافت في حلقة أخرى من نفس البرنامج المدعوة "وفاء سلطان"، التي راحت تشن هجومًا بذيئًا على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتصفه بأبشع الأوصاف؟!!، هل لأن "وفاء سلطان" علوية شيعية وهم لا يريدون إحراج إخوانهم العلويين؟، إلا يعرفون بأن "فاضل الربيعي" شيعيًّا أيضًا؟؟؟؟، ولا أعرف لماذا استفزت كلمات فاضل الربيعي الشيعة؟، ألم يكن السيستاني صفويًّا فعلاً، أم إنه تخلى عن جنسيته الصفوية؟، وهل تعييره بالصفوية (الشيعية) أصعب عليه من حمله للقب السيستاني المنحدر من "ساسان" التي ترجع اليها أصول الإمبراطورية المجوسية؟؟، أيهما أولى أن يحمل لقب "الصفوي" ذي الأصول الشيعية؟ أم أن يحمل لقب "السيستاني" ذي الأصول المجوسية؟!!، كما إنهم لم يسألوا أنفسهم لم اعتبروا ما قامت به الدنمارك ضد النبي محمد حرية إعلامية، ولماذا لم يعتبروا انتقاد السيستاني على قناة الجزيرة حرية إعلامية أيضًا؟!!!.

ولم يسأل الشيعة أنفسهم لِمَ لَمْ يخرجوا بمظاهرات غاضبة عندما تهجَّم بابا المسيحية بنديكت على الإسلام ونبيه ووصفه بالإرهابي، بينما ملأت شوارعهم المظاهرات عندما انتقد أحدهم السيستاني ووصفه بالزنديق؟!!.

كما إن الشيعة لم يسألوا أنفسهم لماذا اعتبروا تصريح "الكلباني" بتكفير الشيعة اعتداءً عليهم وتحريضًا على قتلهم، بينما أن جميع كتب الشيعة تأمر بقتل السلفية أو "الوهابية" باعتبارهم "نواصب" والناصبي "كافر" حسب فتوى السيستاني نفسه؟!!!، (بعد أن تم فضحها، رفع موقع السيستاني الرسمي فتوى تعتبر الزواج من أهل السنة حرام باعتبار أهل السنة كفارا!!). بل ألم يكفر الشيعة حزب البعث وسموه بـ"حزب البعث الكافر"؟؟؟.

لقد أصدر البرلمان العراقي فتوى تطالب باعتذار السعودية عن تصريحات العريفي تجاه السيستاني، وخرج المالكي وبعض أتباعه يندد ويتوعد السعودية جراء تلك التصريحات ضد من يعتبرونه مقدسا يتبعه ملايين العراقيين، لكن البرلمان العراقي لم يصدر بيانًا يستنكر فيه قيام الشيعة بلعن أبو بكر وعمر صباح ومساء؟؟، ولم يصدر المالكي ولا الطلباني ولا الهاشمي بيانًا يدعوا إلى حذف دعاء "اللهم العن الخمسة" ويقصدون بهم" أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية ويزيد" وقنوات الشيعة الرسمية وغير الرسمية تذيع هذا الدعاء يوميا؟!!، كما لم يطالب البرلمان العراقي من إيران أن تقوم بهدم وإزالة ضريح أبو لؤلؤءة المجوسي قاتل عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)؟؟، ألا يعرف الشيعة أن عمر بن الخطاب أقدس عند أهل السنة من السيستاني عند الشيعة؟، إذا كان حجة الشيعة في التهجم على العريفي لأنه انتقد السيستاني الذي يعتبره ملايين العراقيين مرجعًا لهم، فلم لا يحترمون مشاعر مليار ونصف مليار مسلم يعتبرون أبي بكر وعمر وعثمان رموزًا إسلامية تفوق مكانتها مكانة السيستاني ملايين المرات؟؟، إذا كانوا يطالبون باحترام الغير لمقدساتهم، فلم لا يحترمون مقدسات غيرهم؟، ماذا يعني أن تقوم الإذاعات الشيعية بلعن أصحاب النبي؟، ما هو شعور أهل السنة وهم يشاهدون رموزهم الدينية والتاريخية تلعن في الشوارع وعلى شاشات التلفزيون؟؟، لماذا يستفزون مليار ونصف مليار مسلم (أي ربع سكان الأرض) ويهينون مقدساتهم، ثم يطالبون من ذلك المليار ونصف المليار باحترام مقدساتهم؟؟؟، هل يظن الشيعة أن رموزهم أقدس في أنفسهم من رموز غيرهم في نفوسهم؟، أم يظن الشيعة فعلاً بأن امتلاكهم الحكم في العراق سيعصمهم من غضب "ربع سكان الأرض" وانتقامهم؟؟؟.

لقد طالب حسن الصفار وهو من كبار الشيعة في السعودية بتجريم الشيخ العريفي و"مقاضاته" لأنه انتقد السيستاني، في حين لم يطالب بتجريم رسام الكاريكاتير الدنماركي لأنه أساء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم؟!، كما أنه لم يدعوا إلى تجريم البابا بنديكت عندما تهجم على الإسلام؟؟؟؟؟، والآن اسألوا هذا الصفار، أو اسألوا المالكي، أو اسألوا أنفسكم يا من خرجت تنددون بما قاله العريفي: هل نددتم بمن تهجم على رسول الله مثلما نددتم بمن انتقد السيستاني، إن فعلتم هذا فقولوا عني ما تشاؤون، أما إن لم تفعلوا هذا فلكم أن تصفوا أنفسكم بما تشاؤون، فمن كانت غيرته على السيستاني اكبر من غيرته على رسول الله فلا يلومن من أساء به الوصف!!.






الدواعش والمالكي!1

قال المتنبي


أغايَةُ الدِّينِ أن تُحْفُوا شَوَارِبَكُمْ * يا أُمَّةً ضَحِكَتْ مِن جَهْلِهَا الأُمَمُ


و مع الاعتذار الحار للمتنبي، الأمم لا تجهل بل يجري تجهيلها .

وتحوير بسيط في الشطر الثاني من بيت الشعر الخالد يفي بالغرض

يا أُمَّةً ضَحِكَتْ مِن جَهْلِ قادتها الأُمَمُ

ربما يذكر البعض الإعتصامات الكبيرة التي قام بها أهل الأنبار والموصل بسبب بعض االمطالب من بينها إطلاق سراح أبنائهم وبناتهم القابعين في السجون لمدد طويلة بدون محاكمات.

كان موقف المالكي رافضاً لكل هذه المطالب وحجته أن لهم نواباً يدافعون عنهم والإعتصامات كأسلوب للضغط على الحكومات المنتخبة ديمقراطياً لا يجوز.

بعد وقت، فض المالكي اعتصاماً باستعمال القوة متبعاً في ذلك ما فعله عبد الفتاح السيسي بعد فضه لاعتصام رابعة والنهضة.

في الحالتين المالكي والسيسي هما نموذج للحكام الذين يستطيعون الوصول الى السلطة ولكنهم لا يعرفون كيف يحكمون.

فمعظمهم يعتقد ان استعمال القوة هو الحل الوحيد لكل مشاكلهم.

يعرف الجميع، بما فيهم المالكي، أن مخططات تقسيم العراق جاهزة وتطبخ على نار هادئة وأنه اذا أراد الحفاظ على وحدة العراق عليه أن يتبع استراتيجيات مخالفة لموقفه المتعنت الذي يتمسك بحرفية صندوق الانتخابات ونتائجه.

ما كان ضرّه لو أنه لبى مطالب المعتصمين وكانت أعدادهم تدل على أنهم نسبة كبيرة من السكان في تلك المناطق ، أي هل تستاهل وحدة العراق إرضاء (الأقلية السنية) ، وتعاف النفس استعمال هذه المسميات التي أصبحت متداولة الآن بكل بساطة.

لو اهتم بهذه المناطق وأنشأ فيها مدارس ومستشفيات ومصانع لتشغيل العاطلين عن العمل فمن الممكن أن يدعو له بالثناء وسيقولون إنه يخدمنا أكثر من أي رئيس سني حكم العراق من قبل.

لم يفعل الرجل شيئاً لأنه لا يمتلك أية رؤية تؤهله لحكم البلاد، كان وما زال رجلاً طائفياً يعاقب طائفة السنة بلا ذنب جنوه سوى أن حكام العراق قبله هم من نفس الطائفة.

هل كان يريد التخلص منهم نهائياً والاستقلال بجنوب العراق وتكوين دولة تكون فيها الأغلبية ذات طيف واحد؟

هذا احتمال وارد، فحياته الطويلة في المنافي والمعارضة تجعله يفكر بأنه ما زال من الأقلية المظلومة ، ولكن هل يمكن أن تترك دولة مثل هذه لتعيش بسلام؟

وكأن عمر بشير واحد غير كاف لهذه الأمة المبتلاة بحكامها الجهلة؟

كانت محصلة حكم المالكي بعد ثماني سنوات هي العودة بالعراق الى الوراء مئات السنين. ولو استعرضنا تاريخ دول تعرضت لما تعرض له العراق من حروب وكوارث لوجدنا انها نهضت على قدميها في أقل من هذه المدة.

العراق الذي كان طيلة حياته بلد الشعراء والعلماء والإبداع اصبح بلد الفقراء والجوعى الذين لا يجدون ما يأكلون ، فالفساد في عهده يأكل الأخضر واليابس وتذهب فيها ثروة العراق النفطية الى جيوب المحاسيب والوسطاء والسماسرة.

الغريب في الموضوع انه يمثل حزباً إسلامياً هو حزب الدعوة.

ما يطرح علامات استفهام على إسلامية هذا الحزب والتي أتحذها ستاراً للوصول الى سلطة لم يعرف كيف يستعملها. وما يؤسف له فعلاً ان يتم انتخابه لفترة جديدة.

مقابل هذا المثل البائس من الحكام نجد أشد بؤساً في داعش وأخواتها. يذكرنا بتتار جنكيز خان وهولاكو الذين صبغوا مياه دجلة بلون الدم الأحمر.

ولكن لماذا نبتعد عن تاريخنا ، فمنذ الفاً واربعمائة عام أمر معاوية بن ابي سفيان ولاته بسب علي وأهله في خطب صلاة الجمعة، خلال خمسة عشر عاماً تكون جيل جديد من المسلمين تم غسل أدمغتهم، الأمر الذي مكن يزيد بن معاوية من ارتكاب مذبحة كربلاء بدون ان يرف جفن لمرتكبي المذبحة الذين كوفئوا بالمال الوفير.

لا يحتاج الأمر من يزيد بن معاوية الجديد القابع في الرياض الى خمسة عشر عاماً لجعل العامة في عصرنا هذا يؤمنون بما آمن به أجدادهم من قبل: ان من يتبع المذهب الشيعي هم روافض يجب التخلص منهم.

فمئات القنوات التلفزيونية تحرض ليلاً ونهاراً وتبث سمومها ومع المال الوفير الملوث بالدم يكتمل المشهد.

الفرق الهام أن يزيدَ القديم كان يعمل لمصلحته ، أما الجديد فهو يظن أنه كذلك ولكنه بقصد او دون قصد يصب في صالح القوى الاستعمارية الطامعة في ثروات هذه الشعوب المغلوبة على أمرها.

هل هناك من حل لهذا الوضع المأساوي الذي يدمر حياة الشعوب العربية في المنطقة؟

أولاً: إن الاستقواء بالأجنبي وخاصة الولايات المتحدة هو كمن يستجير من الرمضاء بالنار. فلا وجود لهدايا وأعطيات مجانية في السياسة الدولية. ويحتار المرء اين ذهبت النخوة والشرف العربي؟

ثانياً: لا يكفي ان يقال ان النظام السعودي يدعم الإرهاب. سيستمر في ذلك وفي نفس الوقت سيصرح بانه ضده. ولكن ستتغير المعادلات عند القول إن

النظام السعودي نظام إرهابي

وتقديم الأدلة على ذلك هو مسؤولية الأنظمة العربية في سوريا والعراق واليمن، فمخابرات النظام السعودي هي التي تمول وتنظم وتقدم الدعم اللوجستي لداعش وأخواتها. واستصدار قرار من الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية بالحجز على أموال النظام وممتلكاته في الخارج ومنع سفر مسؤوليه تحت طائلة القبض عليهم، أصبحت الآن ضرورة.

اما الإكتفاء بالتصريحات النارية فهو مثل انتظار القتل والاكتفاء بالدعاء أن يعمي الله أبصار القاتل .

ثالثاً: ما العمل لوقف التدهور المستمر؟

ا: الوحدة بدلاً من تقسيم المقسم

ان وجود داعش على أجزاء من سوريا والعراق لا يعني وحدة تلك الأراضي بقدر ما سيكون مدعاة لحروب أهلية مستمرة في المنطقة والى مدى طويل، الأمر الذي يعني انحداراً الى مستوى جديد من الشقاء والمعاناة والقتل والدمار.

مقابل ذلك لو دعونا الى وحدة دول المنطقة، سوريا والعراق والاردن ولبنان خاصة وأن أنظمة هذه الدول تعاني من سكرات الموت.

ولا حاجة لتشريح كل دولة على حدة ولكن النظام الاردني الذي يبدو قوياً لهو أوهى من بيت العنكبوت، فأي نظام يعتمد على الخارج في استمراره وخضوعه لإملاءات لا تنبع من مصالح شعبه انما يُشك في مشروعيته خاصة وانه قد شكل في سايكس بيكو كخط دفاع ثان لدولة اسرائيل الوليدة، وما زال كذلك، وأرضه اليوم هي ساحة تدريب كبرى لمن سيقاتلونه لاحقاً.

ب: التسامح والمحبة بدل الطائفية البغيضة

حسن نصرالله هو الوحيد المؤهل لقيادة دولة كهذه فهو رمز المقاومة التي لا تلين ورمز التفتح والعقلانية، كما انه رمز الذكاء بين قيادات جاهلة تفكر في مصلحتها فقط وابتليت بها شعوب المنطقة، كما انه سيكون دليلاً على ان شعوب المنطقة لاتقبل التقسيم على أساس مذهبي او ديني اليوم مثلما لم تقبله سابقاً عبر كامل تاريخها.

ج: تركيز اتجاه البوصلة بدل تشتتها.

دولة واحدة بزعامة جديدة هي توجيه للبوصلة في الإتجاه الصحيح وقد آن للجميع أن يدرك ان سبب مشاكل المنطقة كلها هو الوجود الإسرائيلي ومحاولة فرضه بالقوة على شعوب المنطقة.

هذه دعوة لمثقفينا ان يدعموا فكرة كهذه وقد يراها البعض ضرب من المستحيل اليوم في جو مشحون بالبغضاء والكراهية والنظرة الإقليمية ولكن تخضر البذرة وتورق حتى بين شقوق الصخور.

وآخيرا كشف سر قتل الحمدي!

وثائق امريكية رسمية تكشف عن سؤال ... من قتل الشهيد المغدور
ابراهيم الحمدي؟
وكما كان يتوقع اغلب اليمنيين عن قتلة الشهيد
الحمدي
فهم
السعودية من خلال بيت الآحمر بكل اركانها
وبعد هذه الوثائق الرسمية يجب ملاحقة القتلة قضائيا
فلم يعد هناك ما يعيق العدالة

نزعت الإدارة الأميركية، خلال الأيام الماضية، صفة السرية عن مراسلات وتقارير واردة إلى وزارة الخارجية الأميركية من بعثاتها الدبلوماسية في عدد من دول المنطقة العربية، في سبعينيات القرن الماضي، تكشف تفاصيل جديدة عن إحدى التصفيات السياسية الغامضة، والتي طالت الرئيس الأسبق لليمن الشمالي، إبراهيم الحمدي في العام 1977.
غموض زاد من حدّته مقتل خليفته أحمد الغشمي في العام التالي، ثمّ وصول صديق القتيلَين، الرئيس السابق علي عبدالله صالح، إلى السلطة، في منتصف العام 1978.
وأفرد الأرشيف الوطني الأميركي، مساحة كبيرة في سجلاته لرسائل تعود إلى عام الاغتيال، اطّلع مراسل "العربي الجديد" على نماذج منها.
وظلت التقارير الواردة من صنعاء تتدفق على مركز وزارة الخارجية الأميركية، بعد ساعات على الاغتيال الذي جرى عصر 11 أكتوبر/تشرين الأول 1977، حتى نهاية ذلك العام، مسجِّلة دقائق تاريخية مهمة عن كل ما تداوله اليمنيون في حينها عن الحادث، وعن المعلومات التي توفرت للدبلوماسيين الأميركيين من مصادر يمنية وغير يمنية، رسمية وغير رسمية.
وتستند التقارير الأميركية إلى مصادر بريطانية في توجيه اتهام صريح لرئيس الأركان أحمد حسين الغشمي، المعروف بأنه كان أحد رجال السعودية في اليمن، وقد تولى الرئاسة بعد مقتل الحمدي مباشرة.
وقبل اغتيال الرئيس الأسبق، تضمنت رسائل السفارة الأميركية في صنعاء إلى وزارة الخارجية في واشنطن، إشارات مكررة عن دور متعاظم يقوم به شخص يدعى صالح الهديان (أو الهذيان) يعمل ملحقاً عسكرياً للسعودية، "لكن نشاطه ونفوذه كان يتجاوز بكثير الحدود المتعارف عليها لوظيفته الدبلوماسية" بحسب الوثائق. ووفقاً لأكثر من تقرير أميركي في تلك الفترة، فإنّ الهديان كان يتنقل في جولات مكوكية بين صنعاء وصعدة وخمر، تحت غطاء الوساطة بين الرئيس الحمدي وشيوخ قبائل موالين للسعودية، يقودهم شيخ قبيلة حاشد عبدالله بن حسين الأحمر، المتضرر الأول في حينها من جهود الحمدي لبناء دولة مركزية قوية، بحسب مضمون بعض البرقيات.
وجاء في إحدى الرسائل أن الهديان توسط للإفراج عن شيوخ بارزين كانوا رهن الاعتقال.
كما صاغ اتفاق مصالحة لم يكتمل بين الحمدي والشيخ الأحمر، يتضمن بنوداً لم تكن مرضية للحمدي.
ورغم الانطباع السائد آنذاك بأن السعودية كانت تساند الرئيس الحمدي، فإن أحد التقارير الواردة من السفارة الأميركية في صنعاء إلى وزارة الخارجية الأميركية، يشير إلى معلومة مستقاة من السفير السوداني لدى اليمن، مفادها أن الحمدي حمّله رسالة إلى الرئيس السوداني جعفر النميري، يبلغه فيها بفشل اتفاق مع شيوخ القبائل الموالين للسعودية، ممن تمردوا على الرئيس الحمدي، وبدأوا يشنون هجمات ليلية على مطار صنعاء الدولي.
ووصف التقرير السفير السوداني بأنه "مصدر يحظى بصدقية عالية".
وكشف أن الحمدي طلب من النميري من خلال السفير، قبل أيام من اغتياله، أن يناشد السعوديين، بالنيابة عنه، "للتوقف عن التدخل في الشؤون اليمنية، والتوقف عن إعاقة بناء دولة مركزية قوية".
كما تطرقت تقارير أخرى إلى قلق سعودي بالغ من التقارب المتصاعد في حينها بين شطري اليمن الشمالي الموالي للسعودية، والجنوبي الموالي للمعسكر الاشتراكي آنذاك.
حتى أن بعض الوثائق تحدثت عن استدعاء السعودية لبعض أعوانها في اليمن الشمالي، للإعراب عن قلقها ذاك.
ومن بين مَن استدعتهم الرياض، كلٌّ من وزراء الداخلية في حينها، محسن اليوسفي، والخارجية عبدالله الأصنج، والتخطيط محمد سالم باسندوة ( يتولى الأخير حالياً رئاسة الحكومة اليمنية).
وتزامنت زيارات هؤلاء إلى السعودية، مع وجود غير معلن للشيخ مجاهد أبو شوارب، صهر الشيخ عبدالله الأحمر، ورموز قبلية أخرى معارضة بقوة لتوجهات الرئيس الحمدي، بحسب التوصيف الوارد في الرسائل.
كما يشير أحد التقارير إلى أن إمطار القبائل مطار صنعاء الدولي بقذائف الكاتيوشا، تزامن مع مغادرة الرئيس اليمني الجنوبي، سالم ربيع علي إلى المطار عائداً إلى عدن، في دلالة يرى كاتب التقرير أنها تعبير عن عدم رضا الموالين للسعودية عن وجود الرئيس الاشتراكي في عاصمة الشمال.
وفي رسالة مؤرخة في 13 أكتوبر/تشرين الأول 1977، موجهة من مكتب شؤون الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الأميركية، إلى بعثات الولايات المتحدة في الأمم المتحدة وجدة وصنعاء، يقول كاتب الرسالة، سوبر آلثيرتون، إنه اغتنم فرصة وجود وزير الخارجية اليمني عبدالله الأصنج في أحد مستشفيات القلب بمدينة كليفلاند في ولاية أوهايو الأميركية، فاتصل به هاتفياً لتعزيته بمقتل الحمدي، ومعرفة وجهة نظره إزاء ما جرى.
ويفيد نص الرسالة أن الأصنج أبلغ آليثيرتون بأنه على اتصال مع الرئيس اليمني الجديد، المقدم أحمد الغشمي، وأنه، أي الأصنج، قدم له نصيحة بأن يتجنب "كل ما يمكن أن يغضب السعوديين وأن يعمل ما في وسعه لإشعارهم بالاطمئنان"، على قاعدة أنه "لا مجال من الآن وصاعداً لأي رومانسية" مع النظام الاشتراكي القائم في جنوب البلاد، في إشارة ضمنية من الأصنج قد توحي بأن سبب اغتيال الحمدي هو قلق السعودية من خطر تقاربه "الرومانسي" مع اليمن الجنوبي.
وبعد أسبوع فقط من وقوع الاغتيال، بعثت السفارة الأميركية في صنعاء تقريراً يلخص معلومات السفارة عن تفاصيل ما حدث.
وقد يكون ذلك التقرير، أوثق سرد تاريخي مكتوب لما حدث، إذ يؤكد كاتبه أن السفارة كانت تعلم أن الرئيس الحمدي كان مدعواً لحضور مأدبة غداء أقامها رئيس أركان الجيش اليمني، أحمد حسين الغشمي في منزله، تكريماً لرئيس الوزراء عبدالعزيز عبدالغني، العائد لتوه من لندن بعد إجرائه عملية جراحية هناك.
ووفقاً للتقرير، فإن الرئيس الحمدي، على ما يبدو، نسي أو تناسى الدعوة، وبدأ يتناول طعام الغداء في منزله، وبرفقته أحمد عبده سعيد (أحد وزراء الحمدي الذي كثيراً ما كانت السفارة الأميركية في صنعاء تستقي معلوماتها منه).
وفي الساعة الواحدة والنصف ظهراً، دق جرس الهاتف، فإذ بالغشمي يسأل عن أسباب تأخر الرئيس في المجيء، ويلحّ على حضوره، فذهب الحمدي تحت الإلحاح لحضور الوليمة من دون أن يذهب معه أحمد عبده سعيد.
ويفيد التقرير بأنّ الرئيس المغدور انضمّ إلى رئيس الوزراء، وكان معهما الوزير محمد الجنيد ( لم يوضح التقرير منصبه على وجه التحديد).
لكن التقرير يشير إلى أن الرئيس الحمدي خرج من بين الضيوف/ إلى جناح آخر في منزل الغشمي، ومعه أخوه غير الشقيق عبدالله الحمدي (تجاهل التقرير الإشارة إلى أن عبدالله الحمدي كان وقتها قائداً للواء العمالقة المتمركز في محافظة ذمار، ولم يوضح سبب وجوده في صنعاء).
وبحسب التقرير، فإن عبدالعزيز عبدالغني ومحمد الجنيد، غادرا منزل الغشمي في حوالي الثالثة عصراً، من دون أن يعرفا مصير الحمدي وأخيه.
ويشير التقرير إلى أن الغشمي وعبدالعزيز عبدالغني، لسبب غير معروف، بدّلا أقوالهما بعدما قالا في بداية التحقيق إن الرئيس وأخاه عُثر عليهما قتيلين في سيارة كانت تقلهما.
ثم تراجع الغشمي وعبدالغني عن هذه الرواية، فأدليا بما يفيد أن الرئيس وأخاه "توجّها إلى منزل خاص استأجره عبدالله الحمدي، وعثر على جثتيهما لاحقاً في ذلك المنزل الذي لا يبعد كثيراً عن منزل الغشمي، وإلى جانبيهما جثتان ممددتان لفتاتين فرنسيتين عاريتين".
ووفقاً للتقرير نفسه، فإن الغشمي أصدر توجيهاته لوزير الداخلية (الموالي للسعودية أيضاً) محسن اليوسفي، للذهاب إلى مسرح الجريمة، حيث قام اليوسفي، بحسب التقرير السري، بتصوير الجثث العارية.
أما التقرير الأغرب حول الموضوع، فمصدره السفارة الأميركية في لندن، ويكشف عن اسمي الفتاتين الفرنسيتين، قائلاً إنه جرى إحضارهما من باريس، وقتلهما في صنعاء وإلقاء جثتيهما بجانب جثة الرئيس وشقيقه للتغطية على الجريمة والإيحاء وكأنها "جريمة أخلاقية".
ويستند التقرير إلى مصادر بريطانية أفادت بأنّ الشرطة السرية الفرنسية بحثت عن دبلوماسيين اثنين من اليمن الشمالي لاستجوابهما حول دورهما في ترتيب سفر كل من فيرونيكا تروي وفرانكا سكريفين إلى اليمن، في الثاني من أكتوبر (قبل الاغتيال بتسعة أيام).
ويكشف التقرير أن الرد من السفارة اليمنية أوضح أن الدبلوماسيين المطلوبَين للاستجواب، عادا إلى اليمن.
ونقل التقرير عن إحدى صديقات الفتاتين الفرنسيتين، أنهما كانتا تعملان في حانة باريسية، وجرى إيهامهما بأنهما ستكونان ضيفتبين لدى الرئيس اليمني، ووافقتا على عرض السفر بعد منح كل منهما ما يقارب ستة آلاف جنيه استرليني مقابل تلك الرحلة الدامية.
وأقرّ التقرير بأن القصة لم تنطلِ على من يعرفون الرئيس الحمدي، ووصف ما جرى بأنه "انقلاب دامٍ لتغيير نظام بأكمله عن طريق استهداف رأس النظام وتشويه سمعته أمام شعبه".
وفي تقارير أميركية أخرى سابقة، أشارت السفارة الأميركية في صنعاء، إلى اختفاء قادة عسكريين من أنصار الحمدي، منهم المقدم علي قناف زهرة، قائد اللواء السابع مدرع في حينها، ومنصور عبدالجليل، قائد الشرطة العسكرية.
لكن السفارة، في تقرير لاحق، أشارت إلى أن قائد الشرطة العسكرية، عبدالجليل، عاد للظهور، في حين أن الغشمي أقسم لبعض المقربين منه، أن علي قناف زهرة لا يزال حياً، من دون أن يحدد مكان وجوده.


شيعي يكشف المؤامرة الإيرانية

يستنكر كثير من الناس عندما يتحدث بعض السنة عن التغلغل الإيراني الشيعي في العراق و يظنوا أن هذا الحديث من قبيل المبالغات و الأحاديث التي تدخل في باب التحريض أو على الأقل الشحن العاطفي الذي ليس مصدره حقائق أو أدلة واقعية .

و لكن عندما يأتي أحد أفراد شيعة العراق ليعلن على الملأ ما تفعله إيران و ما يدبره أذنابها المتواجدون في بلاد الرافدين يصبح البرهان ساطعا و الحجة قائمة .

فهذا سمير عبيد أحد المحللين السياسيين البارزين و الشيعي العراقي في مقال له نشر في موقع الحركة القومية في العراق يثبت علاقة المرجعية الشيعية بإيران و يكشف حجم التواطؤ و الدافع لعبيد في المقام الأول هو الحرص على الشيعة حيث يعتقد أن الشيعة هم الطرف الخاسر في هذه اللعبة التي يمارسونها في العراق.

و يبدأ عبيد حديثه بشرح التغلغل الإيراني في العراق و أبعاده فيقول: لقد أحس السواد الأعظم للشيعة العرب في العراق أنهم في ورطة حقيقية نتيجة خطوات وأفعال الذين عاشوا، وترعرعوا في حضن العراق وبين الشيعة العرب، وهم أبناء الشيعة من المستوطنين والمُتبَنّين في العراق، حيث تكالبت على السواد الأعظم الشيعي العربي المجسات الأخطبوطية المدعومة بفعل المال والفتوى والنفوذ من داخل العراق، وبرعاية الطبقات البرجوازية الشيعية التي لا تفكر إلا بمصالحها فقط، والمجسات التي يرعاها ويدعمها الاحتلال بالقوة والثبات والدعم والحماية، والمجسات التي جاءت من وراء الحدود حاملة سطوة الدين والفتوى والمال والقوة إلى المستوطنين، والى الذين تبنّتهم الطائفة الشيعية العراقية العربية من قبل، ناهيك عن المجسات التي ترعاها المخابرات الدولية وبعض المخابرات العربية والإقليمية والتي دخلت في معارك ضارية فيما بينها على الساحة العراقية، و منذ بداية الاحتلال ولازالت، ولكن من برز على السطح هو ائتلاف البرجوازية الشيعية، والبازار المدعوم من الخارج، والذين يمتلكون سطوة الدين والفتوى والمال وحلو اللسان، والمستوطنون والمتبنّون، ومعهم طبقة بسيطة جدا من أطياف شيعية عربية، سمحوا لها على ما يبدو لذر الرماد في العيون، و أصبحت جميع الأطياف المذكورة، والتي يبدو ائتلافها ما هو إلا (زواج متعة) تحت لواء قائمة تحمل الرقم (169) والتي يدعمها ويباركها المرجع الشيعي علي السيستاني، ويتقدمها صهره الدكتور حسين الشهرستاني، والدكتور الجلبي، وعبد العزيز الحكيم، ومستشار ما يسمى بالأمن القومي الدكتور موفق الربيعي وغيرهم.

لكن الذي يعرف دهاليز الغرف المغلقة، والسراديب المظلمة، ومطلع على الأمور وخفاياها، ويميّز رائحة مطابخ القرارات، يعرف إن هذه القائمة ستورط أصحابها الذين صدقوا إنهم الحلفاء المدللون لواشنطن أولا، ثم ستورط الشيعة العرب في العراق ثانيا، وكذلك ستسبب حيفا ورعبا للشيعة في السعودية والدول الخليجية حيث أنهم أقلية أمام السنة الأكثرية في هذه الدول ثالثا.

لذا فأن فازت هذه القائمة بالأغلبية سوف تشكّل الحكومة الانتقالية المقبلة، وعندما تشكّل الحكومة ستكون هدفا للمقاومة، وهذا أمرا بديهيا من وجهة نظر المقاومة، والذين يرفضون الاحتلال، وما يتولد بأوامر الاحتلال، أي ستكون هذه الحكومة في فوهة المدفع مثلما كانت حكومة الدكتور علاوي، لا بل أشد منها خصوصا عندما تنفذ قوات الاحتلال انسحابها من مراكز المدن، ولهذا ستكون هذه الحكومة في مرمى أسلحة المقاومة العراقية والناقمين على الاحتلال، وبهذا ستقاتل هذه الحكومة نيابة عن قوات الاحتلال التي ستنسحب خارج المدن.

وإن خسرت قائمة هؤلاء (169) سوف تكون خسارة للمرجعيّة الشيعية التي زُجّت في السياسة، وخسارة إلى سمعة واسم السيستاني الذي زُج في السياسة ولأول مرة، وهنا سيتفرج الأميركان على الملهاة، ومن ثم سيشربوا نخب فوزهم بإنهاء الرمز الديني الأكبر- السيستاني - في العراق، ومن ثم ستكون ضربة موجهة من الأمريكيين إلى الإيرانيين الذين دعموا هذه القائمة بالرجال والمال والاتصالات والخبراء والتوجيهات والملاذ، وبهذا سيشعر الأميركان إن ما يحصل هو في صلب مخططات المشروع الأميركي، الذي لا يريد الزعامات الدينية في المنطقة، وبالتالي إنهاء مجموعة القائمة المرقمة ( 169) والتي تتُهم بولائها لإيران، و طرح هذه القائمة الذي كان ولازال غامضا وعائما ومريبا، أضافه لعلاقتهم المميزة بطهران، جعلتهم طرفا في الصراع الأميركي الإيراني الذي سيشتد بعد إجراء الانتخابات المزعومة، وبالتالي ستطبق عليهم الإستراتيجية الأميركية التي ترفض جميع الطروحات والأحزاب والحركات والجمعيات التي تحمل الإسلام شعارا.

وبهذا ستتحمل هذه القائمة جميع التبعات التي ستحصل في العراق عموما، وعلى الشيعة العرب في العراق، وتتحمل مسؤولية جعل العراق رأس الحربة في حرب واشنطن و طهران، والتي ستُدفع فواتيرها من ثروات العراق وقوت العراقيين، مثلما دفعت الكويت والسعودية وغيرها من دول الخليج فواتير التناحر والمناوشات والحروب بين واشنطن وبغداد من قبل ولسنين طويلة.

و يكشف سمير عبيد كثير من الأسرار نسمع وتسمعون التصريحات النارية التي تخرج من المسئول العراقي سين والمسئول العراقي صاد ضد إيران، وضد معظم شخصيات القائمة رقم (169) ومنذ فترة، وللعارف بالأمور والخبايا ليست صعبه في تفسيرها، فهي جاءت بضوء أخضر أميركي، بل هي عملية تسخين لبعض الملفات التي ستُفتح بعد إجراء الانتخابات العراقية المزعومة، وإن بعض الشخصيات التي صعّدت مع إيران وحلفاء إيران في العراق، سيكون لها شأنا في العراق بعد الانتخابات، وحينها ستبدأ قصقصة أجنحة إيران داخل العراق، وبحرب صامته وبلا هوادة، أي ستحارب الولايات المتحدة الأميركية إيران في داخل العراق، وبأجهزة الجيش، والشرطة العراقية، بحيث لن يبقى هناك متسللا إيرانيا، أو امتدادا سياسيا ومخابراتيا في العراق، وربما سيصار إلى تغييب كثير من رموز هذه القائمة، وخصوصا الذين ليسو عراقيين، والذين ولائهم لإيران أكثر من العراق، ولن يُسمح لإيران إلا بالتمثيل الدبلوماسي والتواصل الديني فقط وضمن شروط صارمة.

فإن الولايات المتحدة الأميركية، وحسب المصدر الأوربي تعلم إن هناك قواعد مخابراتية ضخمة، ولوبيات اقتصادية، وأخرى سياسية تابعة لإيران في العراق، حيث تحول أحد أقضية محافظة العمارة في جنوب العراق إلى قاعدة إيرانية كاملة، وأخرى في البصرة، ومدينة الكوت، ولديهم معلومات دقيقة حول ذلك ــ والكلام للمصدر ــ، بحيث اكتشفوا أخيرا إن أحد المسئولين المتنفذين في محافظة البصرة، والمحسوب على أحد التيارات الإسلامية البارزة، وتحت نظام المحاصة، إنه يشرف على ميناء سري( غير شرعي) لتصدير النفط والبضائع والمواشي والأسمنت و بالتعاون مع الإيرانيين ودولة عربية مجاورة.

و هكذا يصف سمير عبيد التغلغل الإيراني في العراق و أبعاد التحالف بين السيستاني و الدولة الإيرانية.

و في النهاية يحترق قلب عبيد حزنا على مصير الشيعة باعتبارهم الطرف الخاسر في اللعبة النهائية قائلا : لهذا سيكون الشيعة العرب في محنة حقيقية بعد الانتخابات، خصوصا عندما سيباشر الرئيس (بوش) بتنفيذ تهديداته نحو إيران، وعندما سيستمر صمود وعناد المقاومة العراقية اتجاه قوات الاحتلال، وخطر انسحاب المجموعات السياسية العراقية الموالية إلى إيران (من المستوطنين والمُتبنين والانتهازيين) نحو منطقة معينة جنوب العراق، والعصيان هناك وجعل الشعب العراقي هناك دروعا بشرية، ورفع طلب المطالبة بالانفصال أو بحكم إداري خاص، وهذا بحد ذاته خطر على العراق وعلى الدول الخليجية المجاورة والمنطقة كلها، لهذا يُطرح السؤال : هل سيكون أبناء الشيعة العرب حطبا للصدام الإيراني الأميركي في العراق، وعلى أرض العراق قريبا؟.


جهازك وهاتفك ومتصفحك كلهم يكشفون موقعك ومكان تواجدك
اينما تواجدت!



إتسع الأمر وتطور وتنافست شركات التكنلوجيا العالمية بكل وسيلة لتحديد أماكن المستخدمين ومعرفة إهتماماتهم وأماكن تواجدهم، فأدخلوا تقنيات تحديد الموقع الجغرافي بكل جهاز وبكل تقنية . تارة بإسم تحسين مستوى الخدمة وتارة بإسم الكشف عن جهازك الضائع وتارة بإسم معرفة إهتمامتك وتارة بإسم خدمات الطقس والجو وتارة بإسم خدمات كشف الإزدحام، وكلها وإن كانت مفيدة للمستخدم، لكنها ليست مجانية كما تتصور، فأنت السلعة التي بواسطتها يجمعون كل تحركاتك وأماكنك التي تذهب إليها بالحل والترحال. فتخضع لمراقبة دقيقة لسنوات عديدة، تنساها ولا ينسوها، وتصبح بالنسبة لك ذكريات وبالنسبة لهم معلومات، لا قيمة لها عندك وقيمتها عظيمة عندهم، تخزن عندهم لسنوات في مراكز المعلومات الضخمة، يتاجرون فيها ويبيعونها ويشاركونها مع من تحب ومن تبغض، خطة مدروسة وجشع مستمر وتحكم دائم، يستغلون حسن ظن الناس البسطاء بهم ليجمعوا أكبر عدد من المعلومات عنهم، ثم تجد نفسك على موائد الشركات الكبيرة في سوق سوداء مليء بأجهزة الأمن والإستخبارات مثل NSA وشركات الدعاية والإعلان وشركات تحليل السلوك وغير ذلك. والكثير من الناس يعتقدون أن خدمات تحديد الأماكن أصبحت مقتصرة على الأجهزة التي تحتوي على الـ GPS وعند تعطيلها سيتم التوقف عن تحديد موقعك، ورغم وجود شرائح الـ GPS في الهواتف مثل الـ iPhone و Android كما أصبحت في السيارات الحديثة والكاميرات الإحترافية والنصف إحترافية أيضاً، إلا أن الأمر لا يقتصر على ذلك فقط، بل هناك تقنيات عديدة لتحديد أماكن المستخدمين مثل الـ A-GPS و GPS Ping و Ping SMS وإشارات الأبراج و شبكات الوايرلس العامة وأجهزة التوجيه التي تسمى Routers وغيرها، لم تعد كافية للقوم، ولايزال هناك بعض الناس يستطيعون تفاديها ؟ فماذا يفعلون .. هنا نبدأ مع تطور التكنولوجيا السريع، لم يعد أحد يستطيع متابعة كل التغيرات التي تطرأ على الصعيد التقني وخصوصا التغيرات التي تطرأ على برامج الهواتف وبرامج كمبيوتر المكتب، وقد جرت تغيرات جذرية وكبيرة وتم إضافة ميزات جديدة في ما يعرف بـ HTML5 وهي الإصدار الخامس من اللغة التي يفهمها المتصفح لعرض الصفحات على الانترنت، لذلك نود تبيان أهم وأخطر ميزة تم إضافتها لهذه اللغة. أهم وأخطر تغيير طرأ على HTML5 هو ما يسمى بالـ Geolocation API، وهي ميزة تحديد مكان الهاتف او اللابتوب او الكمبيوتر المكتبي عن طريق المتصفح، فيمكن لمطوري المواقع معرفة مكان المستخدم حال دخوله الى أي موقع من خلال استعمال دوال (Functions) تحديد المكان وسوف نشرح طريقة عملها في هذا المقال إن شاء الله. مصادر تحديد مكانك الجغرافي: قبل شرح طريقة عمل تحديد المكان، يجب معرفة المصادر أو المعلومات التي تعتمد عليها سيرفرات تحديد الأماكن لتحديد مكان المستخدم، وهي تنقسم إلى 5 أقسام: عنوان الـ IP: يمكن تحديد مكان المستخدم عن طريق عنوان الـ IP الخاص به ولكن هذه الطريقة ليست دقيقة لانها فقط تحدد الدولة أو المدينة التي يجلس بها المستخدم بعدها يجب أن تتعاون معهم شركات الإتصالات والإنترنت لتحديد المكان بشكل أدق. شبكات الوايرلس: يمكن تحديد مكان المستخدم عن طريق معرفة عدد من شبكات الوايرلس أو الـ Routers التي تحيط به، وهذه الطريقة دقيقة وسريعه ولكنها تحتاج قاعدة بيانات كبيرة لأماكن تواجد شبكات الوايرلس والراوترات وهي موجودة عند شركات مثل Google و Apple التي تجمع معلومات هذه الشبكات ولكنها ليست بدقة الـ GPS ولكنها أيضا خطيرة لانه يمكن معرفة مكانك حتى لم كان جهازك بدون شريحة وكنت غير متصل بالإنترنت أيضا. أبراج شركات الإتصالات: يمكن تحديد مكان المستخدم عن طريق معرفة عدد من أبراج الإتصالات التي حوله، وهذه الطريقة مشهورة في الهواتف وهي سريعة ودقيقة ولكنها ليست بدقة الـ GPS GPS: يمكن تحديد مكان المستخدم اذا كان يستعمل جهاز GPS وهي أكثر الطرق دقة في تحديد المكان ولكنها بطيئة نوعاَ ما إذ يلزم انتظار مدة دقيقة أو أكثر لتحديد المكان بدقة إدخال المكان يدوياَ: وهي طريقة بدائية جداَ، يستخدمها بعض المواقع لتقديم خدمات تعتمد على مكان المستخدم عن طريق طلب إسم المنطقة أو الدولة من المستخدم خدمات تحديد الأماكن وكيف قامت هذه الشركات ببناء قواعد بياناتها وكيفية إخفاء راوترك من أرشفة قوقل هنا يأتي السؤال الذي يطرح نفسه: تحديد مكان المستخدم عن طريق عنوان الـ IP الخاص به أو عن طريق الـ GPS أو عن طريق الإدخال اليدوي طرق عادية مشهورة، ولكن كيف يمكن تحديد مكان المستخدم باستخدام عدد من شبكات الوايرلس أو أبراج الاتصالات التي حوله؟ قامت شركات “تحديد الأماكن” مثل قوقل و”سكاي هووك” وغيرها بوضع سيارات تسير في جميع شوارع المناطق داخل كل دولة في العالم واحدة تلو الأخرى لتقوم بأرشفة جميع أبراج الاتصالات وجميع شبكات الوايرلس أو الـ Routers مع تحديد أماكنها وتخزين تلك المعلومات كلها في قاعدة بيانات مركزية في سيرفرات الشركة، فبعد الانتهاء من مرحلة بناء قاعدة البيانات هذه والتي تستغرق وقتاً طويلاً، يمكن للشركة الآن تحديد مكان أي جهاز بمجرد معرفة أبراج الاتصالات التي حولة أو شبكات الوايرلس أو الـ Routers التي حولة عن طريق استخدام ما يعرف بـ Wireless Triangulation وهي طريقة لتحديد الأماكن باستخدام إشارات الوايرلس، والمشروع قد بدأ منذ فتره ولايزال العمل جاري فيه، وسيكون من أخطر المشاريع عندما يكتمل وهو الآن مدموج مع نظام الأندرويد حيث يجمع جهازك معلومات اي شبكة تمر من جوارها سواء إتصلت بها أو لا ثم يجمعها بقاعدة البيانات هذه، وسيصبح من الصعب جدا القدرة على الفرار من هذه التقنية وسيتم تحديد مكانك بسرعة ودقة بسبب هذه التقنية المخيفة. كذلك تستخدم شركات أخرى مثل Apple و Microsoft طرق أخرى لبناء قواعد بيانات أماكن الأبراج وشبكات الوايرلس بالاعتماد على مستخدمي هواتفهم الذكية (Windows Phone و iPhone) التي لا تكاد يخلو مكان في الأرض إلا ويوجد هناك من يستخدم إحدى هذه الهواتف الذكية، فبدل تسيير السيارات في كل شارع في كل منطقة في كل دولة، لماذا لا نستخدم الناس لتحديد أماكن الأبراج وشبكات الوايرلس ثم ارسالها لقاعدة البيانات المركزية في سيرفرات الشركة. وقد صرحت شركة قوقل لمن يريد إخفاء شبكته من أرشفة سيارات قوقل بوضع كلمة “_nomap” في نهاية اسم الشبكة، فعندما تمر سيارة قوقل لأرشفة الشبكة وتخزين مكانها في قاعدة البيانات المركزية تستثني كل شبكة ينتهي اسمها بـ “_nomap”. الأجهزة والبرامج التي تدعم ميزة تحديد المكان ومع أي خدمة يستخدمها كل برنامج:- جميع الهواتف الذكية بأنظمتها أندرويد أو آيفون أو وندوز فون أو مايمو أو سيمبيان أو بلاكبيري وجميع أجهزة الحاسوب سواء كانت متنقله (لابتوب) أو سطح مكتبية (دسكتوب) بأنظمتها وندوز أو ماك أو لينكس تدعم خاصية تحديد المكان الجغرافي، وجميع المتصفحات المشهورة تدعم ميزة تحديد الأماكن فايرفوكس أو قوقل كروم أو اوبيرا أو سفاري أو انترنت اكسبلورر، واشهر خدمات تحديد الأماكن المستخدمة في تلك الأنظمة والبرامج لا تكاد تخلو من أربع (كلها أمريكية) وهي: Google Location Service أو Microsoft Location Service أو Apple Location Service أو Skyhook Wireless: نظام Android من الإصدار 2.0 يستخدم Google Location Service نظام iOS كان يستعمل Skyhook Wireless ومن بعد الاصدار 3.2 صار يستخدم خدمة تحديد أماكن خاصة في شركة أبل Apple Location Service نظام Windows Phone يستعمل Microsoft Location Service متصفح Firefox من الإصدار 3.5 يستخدم Google Location Service متصفح Opera من الإصدار 10.6 يستخدم Google Location Service متصفح Internet Explorer من الإصدار 9 يستخدم Microsoft Location Service متصفح Safari من الإصدار 5 يستخدم Apple Location Service نظام وندوز 7 و8 يحتوي على Windows Sensor and Location Platform ويستخدم Microsoft Location Service نظام Mac OS X الإصدار 10.6 يستخدم Apple Location Service متصفح Opera Mobile من الاصدار 10.1 يستخدم Google Location Service متصفح Google Chrome من الإصدار 5.0 يستخدم Google Location Service ومن هنا يتبين أن شركات Microsoft و Apple و Skyhook Wireless وعلى رأسهم شركة Google يسيطرون على خدمات تحديد الأماكن في العالم كيفية إلغاء خاصية تحديد المكان الجغرافي للحفاظ على خصوصيتك وحمايتها:- يمكن الغاء وتعطيل خاصية تحديد المكان وذلك حسب النظام والبرنامج الذي تستخدمه: نظام Android في الأندرويد أدخل على إعدادات Settings ثم على More ثم Location Services ثم قم بإزالة علامة الصح من Access to My Location لإغلاقها بشكل كامل او أغلق على الإقل قسم Wi-Fi & Mobile network location بعض الأحيان تحت إسم ( Use Wireless Networks ) ويمكنك تفعيل خدمة Use GPS Satellites عند الحاجة إليها فقط كإستخدام الخرائط وغير ذلك، ولكن لاتجعلها مفعلة بشكل دائم، ولا تعطي صلاحيات استخدامها لكل التطبيقات، ولكن فقط التي تحتاجها وقت الحاجة اليها. -


نظام iOS إذهب إلى Settings ثم Privacy ثم Location Service ثم حرك شريط الـ Location Service لوضع التعطيل OFF او عطل خدمات تحديد المكان الخاصة بالنظام التي تكون في قسم مستقل أسفل القائمة، وعطل صلاحيات الوصول لموقعك الجغرافي للبرامج التي لاتستخدمها وإجعلها فقط للتطبيقات الضرورية أو وقت السفر وهكذا. -


نظام Windows Phone إضغط على Start ثم إذهب الى Settings ثم Location وحرك شريط الـ Location Services الى وضع التعطيل OFF -



نظام BlackBerry إذهب للإعدادات Settings ثم Location Services واختار وضع OFF - :


متصفح Firefox أكتب “about:config” في شريط العنوان للدخول على الإعدادات المقدمة في فايرفوكس ثم ابحث عن geo.enabled وإجعلها على وضع false للتعطيل -


متصفح Opera أكتب “opera:config” في شريط العنوان للدخول على الإعدادات المتقدمة في متصفح أوبيرا ثم أزل علامة الصح من الـ Geolocation -


متصفح Internet Explorer إذهب الى Internet Options ثم الى Privacy ثم ضع علامة صح على Never allow websites to request your physical location -



متصفح Google Chrome إذهب للخيارات Options ثم Under The Hood ثم Content Settings ثم Location ثم اختر Do not allow any site to track my physical location -





متصفح Safari إذهب الى الإعدادات Preferences ثم الى Security ثم أزل علامة الصح عن Allow websites to ask for location information -


نظام Windows 7 إذهب لزر Start ثم الى لوحة التحكم Control Panel ثم اكتب في شريط البحث sensor ثم أزل علامة الصح عن Location and Other Sensors -










إشكاليات ألأنا عند الحكام العرب

يقع علم الشخصية في تلك المساحة من الترابط بين علمي النفس والاجتماع، وللولوج فيها لابد من عمق ثقافي عالي للباحثين في مكوناتها وللمتعاطين مع نتائج افعالها. ولما كان منهجي في فلسفة التاريخ يتبع الدراسات الابستمولوجية فاني ارى في دراسة الشخصية الحاجة الى تحديد التكوين التاريخي والبيئي لها اضافة الى عناصر التأثير النفسي والاجتماعي في صياغة ملامحها، وهنا لا ننسى أهمية العودة إلى علم السلوك، وعلمي الوراثة والجينات، وقد يتصور البعض ان العرق والانتماء القبلي والاسري لا ينعكس على الشخصية ولا يترك آثاره عليها، وهذا خطأ جسيم ونقص كبير في منهج البحث، فمن المهم الرجوع إلى دراسات أستاذنا العلامة الوردي في بحوثه الاجتماعية ونظرته الى الشخصية العربية.

وفي بحوثنا حول الشخصية خلصنا إلى تحديد أنواع من المعايير التي تبناها عدد كبير من طلابنا في الدراسات العليا وصارت مجالاً في الاشكال التأسيسية لبحوثهم:

أولا: الادراك. ثانياً الوعي. ثالثاً: الغرائز رابعاً: المشاركة. خامساً: التكيف. سادساً: البيئة. سابعا: النرجسية. ثامناً: التعليم. تاسعاً: التدين. وفي هذه الدراسة الموجزة سنضع ملامح شخصية الحاكم وعندما نستعمل هذا المصطلح فسيكون للاشارة إلى الحكام (ملوكاً أو أمراء أو رؤساء) دون تمييز.

(1) هذا البحث ملخص شديد الايجاز لكتابي (شخصية الحاكم) الذي يعد الان للطبع وهو يناقش شخصيات الحكام العرب منذ بدايات القرن العشرين. نرجسية وإنتماء إلى الذات: يتمتع الحكام العرب المزعومين بقدر هائل من النرجسية والخضوع لرغبات الذات مما يشكل عائقاً أمام الانفصال عن النزعة الذاتية لصالح الحق العام، وهذه النرجسية إنما هي نتاج لكل التراكمات السلبية من الجهل الثقافي إلى الانحطاط المعرفي إلى النقص في القدرة على تحقيق الذات دون المال والعنف والدماء، اضافة الى ضعف في التركيبة الاسرية، في مجتمع بدوي لا يقيم إعتبارات للافراد والعلاقات الاجتماعية الرصينة، هذا غير الاشكاليات الاخلاقية التي يعاني منها الكثير من هؤلاء. وهذا التقييم لا ينطبق فقط على الذين خرجوا من الصحراء إلى التمدن مباشرة بل أيضا ينطبق على حكام المجتمع المدني فهم لا يقلون بداوة عن الاخرين. إن نظرتنا للشخصية من موقف تاريخي لا ينفصل عن رؤيتنا الاجتماعية لها، فالعجز التي تعاني منه الشخصية الحاكمة، إنما هو نتاج واقعي للقصور الحاصل نتيجة لتدني مستويات الادراك والوعي الذاتي والعام، ولإنحطاط عالي في الرغبة بالمشاركة والتكيف مدفوعة بتنامي نزعات النرجسية وعدم القدرة على التكيف مع المتغيرات الحاصلة، مما يؤدي إلى إنكماش على الذات بشكل مرعب نتيجة لنوع من القلق اللاواعي.

(2) من هنا يمكن إعتبار كل الحكام مصابين بمرض التوحد، فهم يتصرفون كمرضى التوحد في انعزالهم عن أفكار الاخرين، كما إنهم لا يستيطعون تكوين علاقات حقيقية خارج الاطار المهني، فهم إما أن يكونوا حكاماً أو لا يكونوا!! هذا الاستغراق في (الأنا)، صار جزءاً أصيلا من التركيبة المعقدة في شخصية الحاكم، وهي لا تنفصل عن تفكيره وإتجاهات سلوكه، بل تكون حاضرة في كل التفاصيل الدقيقة، في لحظات إتخاذ القرار وفي المتعة الجنسية، وحتى زمن السكون ولحظات التردد، وهو يعرف أنه لا يمكن أن يكون صادقاً لإنه إن فعل ذلك سيكشف حقيقته التي يحاول إخفائها بشخصية الحاكم. ففي تقديرة هو الحاكم فقط وأي ملامح لشخصيته قبل ذلك لا قيمة لها في تصورة لأنها تسيء الى شخصية الحاكم حتى وإن كانت أكثر ايجابية من شخصية الحاكم التي تقمصها.

(3) أما الالقاب التي يطلقها على نفسه، أو يطلقها الاخرون عليه بإيحاءات منه أو ربما بأوامر صارمة كي يتم نشرها وإشاعتها إعلامياً حتى تلتصق بما يشبه أثر مرض الجدري، فهي لا تعكس حقيقته بقدر ما تعكس نرجسيته في أن يكون حاضراً في كل مقطع من مقاطع الحياة. فهو الوطن وهو سيف العرب والقائد الملهم، خادم الحرمين، والقائد الضرورة، وملك الملوك، والامير والاب القائد وإلى غير ذلك من الالقاب التي لم تطلق حتى على الانبياء والرسل عليهم السلام.

(4) التغيير والزمن: يقف الحاكم موقفاً سلبياً من الزمن، فهو يعرف أن التقدم سيكشف الجوانب السلبية في المظهر الخارجي، الذي يرفضه الحاكم، فحكامنا العرب لا يشيبون ويحاربون كل شعرة شيب وكل أخدود على الوجه والجبين وإن كان صغيراً لا تلحظة كاميرات التصوير، فهم ينافسون في ذلك الممثلين ونجوم السينما، بل أكثر لانهم يمتلكون الثروات التي يمكن صرفها على اختصاصيي التجميل والادوية والمراهم والخلايا الجذعية، وغيرها من مسنحضرات الشباب.

(5) الخوف من الزمن خوف فطري ولكنه عند الحاكم يصبح مشكلة لا يمكن تجاوزها بالمستحضرات الكيمياوية، فالزمن يعني الاقتراب من الموت كما يعني تراكم عناصر العجز، فالحاكم عندما يتجاوز الستين ويقترب من السبعين من العمر هو كغيره من الرجال في التعرض للاصابات والامراض وخاصة امراض الشيخوخة وضعف الذاكرة.

(6) لكن يبدو أن أكثر ما يشكل هاجساً عند كل الحكام هو ضعف القدرات الجنسية التي تشغل الحاكم أكثر من ضعف القدرات الذهنية، فالرجولة عند العرب قضية جنسية بالمقام الاول أو على الاقل ما يتوهمون، وعندما يقف عقل الحاكم عند قضية الرجولة متجاوزاً الاشكاليات المحلية والانية والدولية، فهو يعتبر أن هذه القضية آخر الحصون التي يجوز لها أن تسقط وعندما يواجه العجز يعوض ذلك بالمؤآمرات وسفك الدماء وصفقات الاسلحة والتلاعب بالقانون حتى وإن كان هذا القانون بات نسيجاً رقيقاً لا يستر العورة. إشكاليات الثقافة: قال المفكر والباحث الكبير محمد حسنين هيكل : اجتمعت أكثر من تسع ساعات مع السيد حسن نصر الله تناقشنا بكل القضايا الإقليمية والدولية ومرت الساعات سريعة، بينما عندما اجتمعت مع الملك عبد الله آل سعود قضيت نصف ساعة شعرتها دهراً، ولما سُئل عن الحديث الذي دار بينه وبين الملك قال: سألني سؤال واحد ونحن على الغداء: ( شلون تدبر راسك مع الحريم وانت بعمر الثمانين)!؟ وخرجت الصحف السعودية في اليوم التالي تقول إننا استعرضنا الأوضاع الإقليمية والدولية!!

المعرفة تلك الجوهرة التي تخلى عنها الحكام العرب من اجل كرسي السلطة، فالعلم آخر ما يفكر به رجل السلطة ففي الخليج الحكام هم أميون من الطراز الاول، وما التمسح ببعض الاسماء الفاشلة إلا محاولة لتكريس صورة وهمية عن نموذج الحكمن أذ ان الاعلام يحاول تصوير التعليم بانه ثقافة ولكن هيهات، فالمسافة بين التعلم والثقافة كتلك التي بين الارض والجوزاء. أما الاخرون كل الاخرين، حتى الذين حملوا منهم درجات اكاديمية، فقد مسخت السلطة بقايا المعرفة عن عقولهم، ولذا لم يحدث اي تطوير في بلد يدعي انه تحرر منذ 2003م فالحكام لم يضيفوا اي عناصر حضارية جديدة بل ساهمرا في تخريب ما كان موجوداً أصلاً. في الفترة التي شكل خمسينات – سبعينات القرن الماضي كانت جامعات بغداد والبصرة والمستنصرية في العراق والقاهرة وعين شمس والاسكندرية واسيوط في مصر، ودمشق في سوريا والجامعة العربية في بيروت تمثل أمنية كل طالب باحث عن العلم والمعرفة، ولكن الان تم تخريب هذه الصروح العلمية بطروحات المنهاهج السلفية والطائفية والصراعات بين الهيئات التعليمية وصار الطالب آخر ما يفكر به رئيس القسم او العميد او رئيس الجامعة، في الوقت الذي كان فيه العلم محترماً ويوم كنا نطلق على الجامعة بالحرم العلمي صارت الجامعات بيوت للدعارة الفكرية والجسدية على السواء.

(7) الحاكم لا يفكر في بناء جامعة إلا إذا تصدرت أسمه ولا يختار من الاساتذة الا من كان على هواه في الجهل المعرفي، ومن هنا يتم منح هؤلاء درجات علمية (دكتوراه شرف)، الحاكم يحتاج الى ثقافة في تكوين شخصيته كما يحتاج الى ان يتثقف في مأكله وملبسه ومشربه ونوع علاقاته، فلا يكفي ان يكون له حلاقاً وخياطاً وما كييراً ليكون حاكماً لا يكفي ان يكون له طاقم من المستشارين من اصحاب الدرجات العليا ليكون قائداً، لا يكفي ان يكون له جيش من الموظفين والخدم والمتملقين والشعراء والفقهاء ليكون سلطاناً مالكاً للارض. لا يكفي كل ذلك المهم ان يكون هو من يمتلك العقل والمعرفة، المهم ان يكون هو من يحمل منارة الفكرة لا ان يحملها له الاخرون. مشكلة الحكام انهم لا يمتلكون وعياً خارج مساحة (الانا)، فابجدية اللغة عندهم تبدأ بحرف الالف لتنتهي بحرف الالف، بمعنى انهم لا يتجاوزون تلك المساحة المحصورة بين الانا والانا، والكتابة عندهم لا تتجاوز كتابة الشيكات التي يحررها لهم مستشارون مزيفون يتركون للحاكم مساحة التوقيع فقط. الحاكم لا يقرأ التقارير لانها تُقرأ له، ولا يكتب خطاباته لان الكاتب الشبح يقوم بذلك وهو بالكاد يقرأ ما كُتب له، ومن هنا نراه يتلعثم ويرتبك ولا يحسن قراءة جملة مفيدة واحدة. فهو يريد ان يكون حاضرا في كل مقطع لكنه لا يحسن التعامل مع مفردات الحياة. ؟ وقد وجدنا، إنهم يجهلون حتى اللغة العربية التي ينتمون الى أمتها مع انها من الواجبات العقلية لتوقف العلوم والمعرف العربية عليها.

(8) الحاكم والامة: الامة بالنسبة للحاكم غير موجودة الا بما يحقق رغباته ويطفي شهوته للتسلط، وفي حدود العرش تنتهي صيرورة الامة لتتجلى صورة الحاكم مرسوماً بكل الرتوش الممكنة ليبدو أصغر وأجمل وليكون الفريد من نوعه، لا تحقق الامة حضورها في ذهن الحاكم إلا إذا نادت به سيداً على الوجود والحاكم الاوحد، فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية كم من الحكام تغيروا على سطح الارض في العالم العربي؟ بالتأكيد إنهم ثلة قليلة ما دام الواحد منهم يبقى ملكاً ورئيساً وقائداً وحاكماً وإماماً مدى الحياة. ولكن ايهما أهم في حركة التاريخ الحاكم أم الامة؟ قد لا يذكر المؤرخون حقيقة الامة وصيرورتها ولكنهم يحشون كتب التاريخ بالحكام أبتداء من هيرودوتس مروراً بالمسعودي والطبري وإبن الاثير وذاك الكم اللامتناهي من الاسماء. الامة هي التي تصنع الحاكم، فهو ليس مخلوقاً فضائياً جاء من مجرة أخرى أو بعد كوني ثانٍ، لانه إذا أراد أن يكون حاكماً عليه أن يمتلك تاريخاً على هذه الارض التي يسكنها بشر لا ملائكة.

(9) من المؤسف ان الحكام العرب يتصورون انهم من غير هذه الارض، وهم في رؤيتهم الضيقة أقرب إلى أنصاف الالهة في الميثولوجيا اليونانية، للكنهم ينسون أن (أخيل) ذاته كان يمتلك نقطة ضعف فكيف بمن كله نقطة ضعف في الخاتمة فان هذه الدراسة ستعيد كتابة التاريخ من منطلق الامة وليس الحكام، ونحن في بحوثنا القادمة سنجرد الحكام من تلك الالقاب الوهمية التي ألصقوها بانفسهم لنكشف للامة أن هؤلاء مجرد كيانات لاتحتل مساحة في حركة التاريخ إلا بما تسمح به الامة لها، وإن محاولة إبطاء حركة التاريخ ما هي إلا وهم في عقول الحكام.

هوامش

1- اخترت استعمال مصطلح الحاكم لانه اقرب الى المفهوم المتداول، كما انه ذات المصطلح في القاموس السياسي.

2- رحلة إلى إعماق النفس، القزويني، عبد الحسين، 141.

3- ملاحظات في علم النفس التجريبي. المؤلف.

4- الالقاب مسألة إيحائية قد تستغرق الحاكم في حالة من التقمص التمثيلي لايمكن له الانفكاك عنها بسهولة.

5- يقول برنارد شو: " إن سر الشقاء هو ان نهتم كثيراً بأن نكون سعداء ". راجع المقتطفات السيكولوجية، باقي، محمد سليم، 152-153.

6- أصول علم النفس، راجح، أحمد عزت، 570-571.

7- وقد وجدت أن البحوث التي تردني من أكاديميين وطلاب دراسات عليا من جامعات عربية وعراقية بحوث هزيلة لا ترقى ان تكون لطلاب في المراحل الاكاديمية الاولى، فكيف تكون للدراسات العليا؟ والكتب والمؤلفات التي تصدر أراها قاصرة عن الكثير حتى تبدو أن لا قيمة علمية لها لانها تفتقر الى روح المعرفة.

8- حضارة العراق، ج11 ص46 نقلا عن مجمع البحرين.

9- دراسات في نهاية التاريخ: الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي، ج2 ص 356. .


!منظارهم ومنظاري

في مجتمعي آراء وأفكار تورث - ومنظار موحد يسلمه الآباء للأبناء ليروا من خلاله الأمور كما رآها الأجداد – * إنّا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون *- فيرون رأيهم وينهجون نهجهم - ولا يحاولون إزالة الصدأ عن منظارهم أو مسح غبار قد علق به منذ عقود ليكون أول شيء في تَرِ كتهم بعد أن يرحلوا عن هذه الدنيا!

أما أنا فقد استحدثت منظاراً مختلفاً خاصاً بي أرى من خلاله الأشياء بشكل مغاير لما يرى الآخرون من خلال منظارهم الصّدء المهترء - ومنذ ذلك الحين بدت لي الدنيا أجمل بكثير.... لأنني أصبحت لا أرى إلا الجمال ... فلم يعد الربيع وحده أجمل الفصول - فالخريف ينافسه في الروعة .... وذلك أنني رأيت في الشجر الذي خلع ثوبه وكساه الأرض إيثاراً ... وفي اللون الأصفر الذي حل مكان الأخضر تنوّعاً.. وفي السحب التي تغطي الشمس أملا بالخير القادم وفي كل شئ من حولي جميل!

لم تعد منغصات الحياة تؤرقني لأني رأيتها ابتلاءاتٍ من ربي لعبد أحبه ما عاد يهمني رضى الناس فهو غاية لن تدرك ...... لكنني تعلمت فن الصبر والمداراة لكي لا أخوض حربا مع مجتمعٍ أفسدت حياته عادات بالية - وطرق تفكير نمطية سيطرت على عقول جمدتها معتقدات لم تنبع من دين أو عقيدة - بل صيغت من أهواء فاسدة 

ففي مجتمعي الذكوري يسلب حق الفتاة في كثير من الأمور - بدءاً من حقها في الميراث .. مرورا بمصادرة رأيها حتى في التخطيط لمستقبلها - وحتى لو ابدت رأيها فالقرار للرجل ... فهو في نظرهم ذو حكمة ولن يأتي بقرار طائش 
!انتقالا إلى مراقبة الناس لها وتدخلهم حتى في نمط حياتها

في مجتمعي يحرِم الرجل على المرأة ما يبيحه لنفسه
في مجتمعي لا يفهم الناس معنى قوله تعالى * ولا تزر وازرة وزر أخرى * فيؤخذ الإنسان بجريرة خطأ قريبه!
في مجتمعي مصنع إشاعات - وبريد سريع لتناقلها ..وإبداع في الإضافة لها وتنقيحها!
!في مجتمعي يعاب الناس بما هو ليس عيبا أو محرماً
!في مجتمعي مهارةٌ فائقة في حشر الأنوف بشؤون الآخرين

في مجتمعي قوالب يضع كثير من الناس عقولهم بها -مما يثير شفقتي على مثل هؤلاء فأرثي لحالهم حقا - فهذه القوالب المتوارثة تجمد عقولهم ...
وتحد من تطور تفكيرهم ... وتجعل توافه الأمور شغلهم الشاغل - مما يحول دون تقدمهم ولحاقهم بركب الحضارة - ولو سافر أحدهم يوما إلى خارج بلده - و أعجبته فكرة .. حاول نقلها إلى بلده بأسلوب خاطئ - بسبب عقله المقولب - فتصبح مجرد تقليدٍ أعمى

ربما استرسلت كثيراً في النقد - ولكن النقد قد يكون بنّاءاً - ويوقد مشعل التغيير.... فأنا فرد من مجتمعي .. ويسوؤني ما يسوؤه ...- وإني أرسل من هنا صيحة مدوية إلى شباب وشابات الأمة... أنه حان وقت التغيير ... جاء وقت النهوض - حان وقت الالتزام بديننا والبعد عن الضلالات وعن توافه الأمور

فلننهض بأمتنا ولنحمل مشعل التغيير