الحياة تجربة لذيذة
الحياة تجربة لذيذة لأنها غنيِّة بالتجارب النابعة من عين المجهول، ولهذا نظل دائماً بحاجة إلى الدهشة التي توقظ أحاسيسنا بأن شيئاً ما هنا قد تغيّر، وما من سبيل لتحقيق ذلك إلاّ الاندماج في مجتمعات أخرى مغايرة شكلاً ولوناً وسلوكاً وثقافة، وأما العقيدة فقد كفل الإسلام حرية الإيمان والاعتقاد حين قال: (لكم دينكم ولي دين)، إلاّ أنه جاء بالتخصيص والتمييز والاصطفاء للدين القيم، حين قال: (إن الدين عند الله الإسلام)، وهذا يجعلنا أكثر قدرة على خوض غِمار الحياة بثقة وإرادة؛ لأن شحنة الإيمان في داخلنا لا تفرغ من طاقة العطاء حتى تصبح الكلمة الطيبة صدقة وإماطة الأذى عن الطريق صدقة وتبسُّمنا في وجوه الآخرين صدقة، فما الذي نبحث عنه وبين أيدينا هذا الكنز؟ وما الذي نرجوه وقد آثرنا الله على كل الأمم؟!
ذكرتُ ما ذكرت بعد أن ضاقت مساحة استيعاب الواقع أمامي، هذا الواقع الذي يقول بما لا يفعل ويفعل بما لا يقول، في مشهد متناقض جداً بين ما يمكن اعتباره غريزة وبين ما هو عقيدة، لكن لماذا تبقى هذه العقيدة لدى البعض قيد الانتظار؟! وكيف أصبحت سلاحاً لإقصاء الآخر وتعليق ذمته؟ لا شيء يعدل موت الضغينة في قلب الوسوسة قبل أن تتجاوز حدود الحواس الفارغة من القدرة على العفو، ولأن العفو قريب إلى الفطرة والفطرة قريبة إلى العفو، كنّا قوماً مفطورين على حشد المفردات والعَبَرات، لكننا من أعجز الخلق عن استيعاب المعاني واستخراج العِبرات، حتى أصبحت أيامنا مكررة وتاريخنا مدموغاً بالاستنساخ، ولا جديد بين يدي الأيام لتقدمه لنا مادمنا نجهل لغة التخاطب مع الفرص المتاحة وننكر فرصة الاستماع للآخر ونرى أن كل ما عدانا سراب وكل ما دون قدرتنا وهم. أعراباً بدأنا وأعراباً سننتهي، في لون فكرنا وشكل تعاطينا مع الآخر وأنماطنا المتفاوتة حتى على مستوى القرار الذي نتبناه بين الفينة والفينة.. لون الصحراء يغطي سحنتنا ونزعة التعصُّب تغلِّف أفعالنا وأقوالنا، ولا أدري لماذا يسكن العنف قلوبنا ونحن أهل القرآن وإخوان من نزل عليه البيان وأمة المصطفى العدنان، لا أدري لماذا نحجِّم مساحة الغفران والتسامح التي كانت تستوعب العالم بأكمله أو على الأقل الإنسان بكل اتجاهاته الحادة والمنفرجة، المستقيمة والمنحنية ذات القوام المعتدل وسواها من مُتَطَرّف القول والعمل. بين الأعراب من الحفاة العراة الذين يتطاولون في البنيان.. وبين الأغراب الذين تحميهم سفارات وقنصليات، وكان ينبغي أن تحميهم شهامتنا ونخوتنا وتمثيلنا لديننا التمثيل الحق، بون شاسع يكاد يلغي ملامحنا المرسومة بشفرة التطرف، والأمر أصبح يشبه عملية انتحار جماعية لم يستطع التاريخ أن يشهدها في حقبة من الحقب السياسية التي لم يكن للحاكم فيها رعيّة!
ذكرتُ ما ذكرت بعد أن ضاقت مساحة استيعاب الواقع أمامي، هذا الواقع الذي يقول بما لا يفعل ويفعل بما لا يقول، في مشهد متناقض جداً بين ما يمكن اعتباره غريزة وبين ما هو عقيدة، لكن لماذا تبقى هذه العقيدة لدى البعض قيد الانتظار؟! وكيف أصبحت سلاحاً لإقصاء الآخر وتعليق ذمته؟ لا شيء يعدل موت الضغينة في قلب الوسوسة قبل أن تتجاوز حدود الحواس الفارغة من القدرة على العفو، ولأن العفو قريب إلى الفطرة والفطرة قريبة إلى العفو، كنّا قوماً مفطورين على حشد المفردات والعَبَرات، لكننا من أعجز الخلق عن استيعاب المعاني واستخراج العِبرات، حتى أصبحت أيامنا مكررة وتاريخنا مدموغاً بالاستنساخ، ولا جديد بين يدي الأيام لتقدمه لنا مادمنا نجهل لغة التخاطب مع الفرص المتاحة وننكر فرصة الاستماع للآخر ونرى أن كل ما عدانا سراب وكل ما دون قدرتنا وهم. أعراباً بدأنا وأعراباً سننتهي، في لون فكرنا وشكل تعاطينا مع الآخر وأنماطنا المتفاوتة حتى على مستوى القرار الذي نتبناه بين الفينة والفينة.. لون الصحراء يغطي سحنتنا ونزعة التعصُّب تغلِّف أفعالنا وأقوالنا، ولا أدري لماذا يسكن العنف قلوبنا ونحن أهل القرآن وإخوان من نزل عليه البيان وأمة المصطفى العدنان، لا أدري لماذا نحجِّم مساحة الغفران والتسامح التي كانت تستوعب العالم بأكمله أو على الأقل الإنسان بكل اتجاهاته الحادة والمنفرجة، المستقيمة والمنحنية ذات القوام المعتدل وسواها من مُتَطَرّف القول والعمل. بين الأعراب من الحفاة العراة الذين يتطاولون في البنيان.. وبين الأغراب الذين تحميهم سفارات وقنصليات، وكان ينبغي أن تحميهم شهامتنا ونخوتنا وتمثيلنا لديننا التمثيل الحق، بون شاسع يكاد يلغي ملامحنا المرسومة بشفرة التطرف، والأمر أصبح يشبه عملية انتحار جماعية لم يستطع التاريخ أن يشهدها في حقبة من الحقب السياسية التي لم يكن للحاكم فيها رعيّة!