البخور يقود إلى مشكلات جدية بالشعب الهوائية
تؤدي بعض العوامل البيئية المحيطة بالأفراد إلى عديد من المشكلات الصحية المعقدة، ولا سيما تلك التي تسبب مشكلات التحسس والتهاب الرئة والشعب الهوائية والربو. ولا سيما أن هذه العوامل تمثل عرفاً اجتماعياً متوارثاً، ونوعاً من النمط الاجتماعي والسلوك الفردي المتوارث، ومن بين هذه العوامل استعمال البخور لتعطير المنزل، وبعض أنواعه، لا تتطابق مع المعايير الصحية بشكل تام، كما أن بعض الأفراد يستخدمونه بطريقة خاطئة جداً، ويستخدمونه في غرف محكمة الإغلاق.
وقد نجح الطب خلال العقود الأربعة الماضية في إنتاج مجموعة متتالية من سلالات الأدوية والعقاقير التي تمكنت إلى حدّ بعيد من الحد من الآثار السلبية لمشكلات الحساسية وبشكل فاعل، مما أدى إلى إيجاد نوع من الوقاية الطبية الموفقة لمرضى التحسس ومشكلات الصدر، إلا أن هذه القفزة الطبية لا تزال تستدعي العمل الوقائي كحل جذري.
يقول الأخصائي في الأمراض الصدرية في مراكز بدر الدين، الدكتور عادل محمود عامر: تطورت العقاقير في السنوات الأخيرة حتى أصبحت في صورة أدوية تدخل عن طريق المجاري التنفسية أو الدم، مما جعلها تحقق فوائد طبية وعلاجية في وقت قياسي، لا سيما في مجال علاج أمراض الصدرية والربو والتحسس. إنما الأهم من ذلك هو عامل الوقاية، فإذا كان سبب المرض أو المعاناة الصحية تراكمياً وناتجاً عن تجمع المواد العالقة في الجسم، فلابدّ من تفادي الكيماويات المعروفة وغير المعروفة التي قد تؤثر في الحالة المرضية للمريض، جراء تعايشه في وسط ملوث قبل العلاج، أو جراء تعرضه لاستنشاق بعض الأبخرة والمواد الكيماوية الناجمة عن البخور أو العطور أو الدهان أو حتى الغبار.
ويشير إلى أنه من الأولى ربط الحساسية بالمكان وطريقة الحياة لأن هناك المستحضرات الكيمائية التي تدخل ضمن مكونات العطور وبعض أنواع البخور المستخدمة في المنازل التي قد تتسبب في انفجار الخلية داخل الجسم، مما يحدث تقلصاً في الشعب أو احتقانا في بعض الأوعية الدموية والشعيرات أو تورما في العضو. ولتفادي السبب جزء أساسي إذا تمكن الشخص من الوصول إليه من ذلك البعد عن المؤثرات جزء من عملية العلاج فالجسم يتعامل مع العطور والبخور على أنها مستحضرات كيمائية وليس على أنها شيء مفضل أو ملطف، يجب الحرص عليها باستمرار.
ويشير د. عادل إلى أن معظم المصابين بالتحسس لا يعرفون الأسباب أو منشئها مما يدفع الأطباء إلى لفت أنظارهم للظروف المسببة وضرورة تغييرها فأسباب التلوث تراكمية لابد من أخذ الحذر منها. أما من جانب العلاج فإنه يعتمد بالدرجة الأولى على التوقف عن ممارسة العادات التي تتسبب في التحسس الصدري وتغيير هذه العادات التي يعمد إليها كثيرون في منازلهم خصوصا التي ترتبط بالمستحضرات العطرية غير الطبيعية والبخور ضمانا للحفاظ على صحتهم لأن معظم أنواع العلاج لها مراحل طويلة ويمكن تفاديها بالوقاية.
وينصح الإنسان المصاب بمشكلات التحسس وضيق التنفس بضرورة تغيير محيطه ولكن من المهم أن يبتعد عن كل ما يغير سلوك الخلايا وتحاورها من مستحضرات كيميائية وأن يقترب من الطبيعة فهي الطريق