يوم لقيط
أَلَيَالِيَّ صَوْلَةَ العِزِّ عُودِيِ
نَخَرَ الضَّيْمُ في نَهاريَ عُودِي
عَصَفَ الزَّيْفُ مُسْتَرِقًّا فَضُمِّي
وَنَبَا السَّيْفُ عنْ حِمَاك فَذُودِيِ
وَقَفَ الرَّأيُ ، فالْهَوَى مُسْتَبِدٌّ
وَقَفَا الرَّيبِ قِبلةٌ للسُّجودِ
وَبَنَى الوَهْمُ للدُّنَى منْ غُرُورٍ
قُبَّةَ الجهْلِ فوقَ صَرْحِ الخُمُودِ
وَتَدَاعَى يَمُجُّ قَيْحَهُ حِرْصٌ
مُستلِذ ُّ الوَقَاحِ عَقُّ الصُّدُودِ
مُتَرَاميٍ يَؤُزُّه ُ منهُ أَزًّا
شَبَقٌ هَبَّ شَارِدًا مِنْ قُيُودِ
قيلَ هَاؤُمْ حَضَارةُ الغَرْبِ فجْرٌ
أَشْرَقَتْ فِيهَا شَمْسُ كُلِّ العُهوُدِ
حَلَّقَ العَقْلُ في سَمَاهَا بِسَاطًا
وَتَهَادى يَخْتَالُ فَوقَ ِ الحُدُودِ
بِئسَ مَيْنٌ أَتَوْا عليهِ وَمَيْلٌ
عنْ رشادٍ أراهُ غَيْرَ رَشِيدِ
بِئْسَ مَيْدٌ كَمَا سَرَابٍ بِقِيعٍ
ما أَهَبَّ سِوىَ مَسُوسٍ مَقُودِ
تَلْسَعُ السَّمعَ أَلسُنٌ تَتَلَوَّى
تَنْفُثُ الزُّورَ مِنْ مَسَمِّ الشُّرُودِ
تَجِدُ الخَوْضَ للهَوى مُسْتقَرًا
وَتَرَى اللَفَّ حُجَّةً كالشُّهودِ
أَيُّ فَجْرٍ ألاَحَ غَيْرُ فُجُورٍ
وَحِيَادٍ عَنِ الحِجَا وجُحُودِ
أَيُّ فَجْرٍ ألاَحَ غَيْرُ انْفِجَارٍ
ودَماَرٍ مُفَخَّخٍ بِرُكودِ
مِن عُرَاةٍ تَلَفَّعُوهاَ حِمَانا
في صَقِيعٍ يَنْثَالُ فَوْقَ الجُمُودِ
مَارِدِينَ ، وَكُلُّ أرضٍ أتَوهَا
نُفِّذَ البَيْعُ دونَ أَيِّ عُقُودِ
فبِلاَدٌ مَخَافِرٌ لِجُيُوشٍ
وَبلادٌ مَحَطَّةٌ لِوَقودِ
وَشعُوبٌ لَهَا الكسَادُ مزاَدًا
فيِ بلادٍ بِها كَسَادُ الوعُودِ
مَا قِصَاصٌ بِمِلَّةِ النَّحوِ يُرْجَى
بَيْنَ عَمْرٍو لَدَى النُّحَاةِ و زيدِ
إنْ تَرِدْنَا حُرِيَّةٌ أوْفَدُوها
سَقْفُهَا العَاجي قُبَّعاتُ الجُنودِ
أَيُّ فَجْرٍ وَمَا سِوَاهَا مَرَايًا
قَفِزَ الوَهْمُ فيهَا قَفْزَ القُرودِ
أَيُّ فَجْرٍ كَمَا غُرُوبٍ تَدَلَّى
إِنَّمَا الفجْرُ للسَّنَا و الصُّعُودِ
يَالَيَاليَّ مَاائْتِزَارِي بِثَوْبٍ
مِنْ قِيَامٍ مُخَرَّزٍ بِقُعودِ
وَوَفَائِي إِلىَ السَّراةِ سُرَاهُ
في اتِّرَاسٍ عَلَى مَطَايَا الصُّمُودِ
مَا أَرَى الفَجْرَ غَيْرَ مَا كُنتِ حُبْلَى
يَومَ أبْلىَ عَلَى رُبَاكِ أُسُودِي
كلُّ فَجرٍ سِوَاهُ فَهْوَ لَقِيطٌ
قَذَفَتْهُ غَيَاهِبٌ مِن رُعُودِ
أمْ يَقُولُونَ ذَاكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ
لَيْتَ شِعْري مَنْ لِي بِرَجْعٍ مَجِيدِ
أَيُّ بَأْسٍ إذا بَحَثْتُ وَرَائِي
عَنْ مَكَانٍ أُنْسِيتُ فيهِ وُجُودِي