@كيف تصبح مليونيرا
عزيزي الشاب، لا شك أننا نعيش في عصر وزمن أصبحت فيه المادة والماديات أولى أساسيات الحياة، حتى أن المادة قد علت على المبادئ والقيم والأخلاق؛ فأصبح من الضروري أن نسعى وراء المادة بأي طريقة لتلبية إحتياجاتنا اليومية وإرضاء غرائزنا الغير إنسانية والوحشية.
للأسف أصبح من الصعب أن نجد عملا سهلا نسترزق منه ويلبي كل هذه الإحتياجات المتفاقمة يوما بعد يوم والتي تزيد من كاهلنا وتقض من عزمنا.
إليك الطريقة الأكثر سهولة والأكثر سرعة لتصبح مليونيرا وحتى مشهورا خلال سنة على الأكثر؛ ولكن قبل أن أقول لك كيف؟ وأبوح لك بهذا السر الثمين، أريد منك أن تطفئ الأنوار وتجلس في الظلام حتى تتعود ويتعود عليك الظلام، لأن حياتك ستكون ظلام في ظلام فهذا مهم جدا لتشق طريقك نحو الثروة والشهرة.
الآن، أريد منك أن تجلس على الكرسي وتركز معي، حاول أن تنسى أنك إنسان، يجب أن تجرد نفسك من كل صفات الإنسانية العالقة بداخلك، تصور نفسك أنك مخلوق آخر في داخله كل الشر الذي يحتاجه لمثل هذه المهمة... نعم هكذا.. أنت تتعلم بسرعة.. أنا سعيد بك.. ويبدو أنك أصبحت جاهزا لسماع الطريقة.
هناك مستلزمات وتجهيزات لكل مهمة أو عمل ما، لا تقلق فما سأطلبه منك غير مكلف بل تكاد تكون كلفته رمزية. كل ما عليك القيام به هو التالي:
أولا: شراء ثوب أبيض وطرحة بيضاء، ليس بالضرورة أن تكون بيضاء اللون ولكن يفضل ذلك، لأن الأبيض يرمز الى السلام وهذا ما نريد ايصاله للعامة والجمهور، أنك رجل سلام.
ثانيا: الذقن، نعم الذقن.. عليك صديقي الكريم أن تربي لحية، ويفضل أن تكون اللحية طويلة، فكلما طالت اللحية فإنها ستدل على تدينك وإيمانك بالله. رغم أن اللحية القصيرة لديها تقريبا نفس المفعول، ولكن اللحية الطويلة أسرع مفعولا، كما أنها ستكون أفضل للتمويه. للعلم فقط، هناك الكثير من المستحضرات والأدوية في الصيدليات التي تساعد على نمو اللحية بفترة وجيزة، فعليك بها.
ثالثا: بما أن شكلك الخارجي أصبح يرمز الى شيخ وعالم جليل، فعليك بطبيعة الحال أن تحفظ بعض آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، وعليك الإكثار من العنعنة (الأحاديث التي تبدأ بـ عن وتنتهي بـ عن) فتلقيح هذه الأحاديث سهل ولا يمكن كشفه من العامة. فلا يمكن أن تكون شيخا من دون أن تعلم شيئا من هذه الآيات والأحاديث. أعتقد أنك فهمت قصدي.. ممتاز.
رابعا: يجب أن تتعلم فن الخطابة، فهذا مهم جدا لجذب الجمهور. لا تقلق هناك الكثير من الكتب في الأسواق تعلمك هذا الفن في مدة وجيزة.
خامسا: كلامك مع الجمهور يجب أن يكون منمقا وجميلا في البداية، مع التشديد على ذلك. بمعنى، أنك يجب أن تتحدث عن المحبة والوفاء وفعل الخير الخ، وتعطي أمثالا على ذلك. بفعل ذلك ستضمن جذب عدد كبير من المستعمعين والمعجبين المغفلين.
أخيراً، أود أن أذكرك وأطمئنك أنك لا تحتاج أن تكون من المتعلمين والمثقفين، أو لديك شهادة عالية كالدكتوراه، مثل هذه الشهايد بإمكانك شرائها بمبلغ زهيد من المال كما يفعل وفعل الكثير من سلفك السافل.
بعد أن تتقن كل هذه الأمور الخبيثة، عندها ستصبح جاهزا لإصدار الفتاوة، نعم الفتاوة.. فهي مربحة جدا، خاصة إذا أفتيت بالجهاد في بلد عربي كسوريا والعراق وأفتيت أيضا بالقتل والذبح على أساس طائفي ومذهبي وحتى مزاجي. كما بامكانك أن تفتي باغتصاب النساء والفتيات أو الزواج منهن بعد أن تُهجِّرهن فتاويك وتذلهن، خاصة أن مثل هذه الفتوة تشعل الغرائز الحيوانية لدى البشر الهمج وتهيجهم، وما أجمل أن تتهيج الأعضاء التناسلية عند العرب بدلا من عقولهم، فهي تزيدهم عددا وهبلا.
أبشرك ايضا صديقي العزيز، أنه لا حاجة لأن تكون عالما أو فقيها، فهذه موضة قديمة أكل الدهر منها وشرب، ولا داعي للقلق فبإمكانك أن تفتي كيفما تشاء وبما تشاء فالأوفياء لغبائهم كُثر؛ وهؤلاء الأغبياء لم يتعلموا من القرآن سوى قرائته، ولم يتعلموا من الصلاة سوى السجود، ولم يتعلموا من الأحاديث سوى ذكرها، فاكذب عليهم كيفما شئت فهم لن يروا سوى لحيتك وثوبك وطرحتك، والدليل على ذلك أصوات نهيق الحمير وثغاء النعاج في الطرقات؟!! لا تنسى أن في تاريخ العرب أكاذيب تكفي لبناء أبراج أولها باطن الأرض وآخرها يشق غلافها.. فاكذب يا صديقي.. اكذب.. فلن تكون آخر الكذابين والمنافقين.
ستنهال عليك الملايين من كل حد وصوب، من الحاكم بأمر العهر، ومن الحاكم بأمر الغرب وبني صهيون، وستصبح مشهورا ويتهافت عليك سفهاء وأذلاء القوم. كما ستصبح صورك منتشرة في الجرائد والمجلات وعلى صفحات الإنترنت، والأهم من كل ذلك على شاشات الفضائيات.
كل ذلك فعلته بلحية وثوب وطرحة، أرأيت كم أن الأمر سهلا ولا يحتاج الى مجهود أو عمل مضني، فهل من المعقول أن تلوث يديك بالعمل مثلما كان يفعل الأنبياء؟ بالطبع لا!! فلا يمكن أن تكون نجارا مثل المسيح والنبي نوح، أو أن تكون خياطا مثل النبي ادريس، أو حدادا مثل النبي داوود، أو راعي غنم مثل نبي الإسلام والأنبياء إسحاق وشعيب وموسى ويعقوب واللائحة تطول، أو ربما عاملا وضيعا مثل علي بن أبي طالب الذي كان يقول بكل فخر "لحملي الصخر من قمم الجبال أحب إلي من منن الرجال، يقول الناس لي في الكسب عار فقلت العار في ذل السؤال".
أراك سعيدا جدا ومُنتشي.. رائع!!. ما أجمل أن يكون المرء غنيا ولديه الكثير من المال، فتشتري فيلا أو قصرا، وتشتري عدة سيارات فارهة وبدلا من أن تتزوج بمهبل واحد تتزوج بأربع مهابل حتى تستطيع النكاح طوال أيام الشهر بشكل دوري ودون انقطاع.
إنشاءالله أراك في جهنم أنت والأغبياء الذين صدقوك واتبعوك، فأنا دائما بحاجة الى من يواسيني هناك. لا تنسانا من دعاء.. بكل إحترام وتقدير صديقك الوفي إبليس.
بطبيعة الحال، كلما ازداد هؤلاء الدعاة والغلاة في طائفة ما، وتسمروا في عقول وقلوب الناس، وإن لم يستيقظ علماء وفقهاء هذه الطائفة فإنها ستندثر مع الوقت كما اندثرت من قبلها طوائف أخرى. للأسف هذا ما نشهده في عصرنا اليوم، بداية إندثار إحدى الطوائف الأساسية التي استبدلت بطوائف تكفيرية ورأسمالية وسياسية تقضمها وتبتلعها يوما بعد يوم.
عزيزي الشاب، لا شك أننا نعيش في عصر وزمن أصبحت فيه المادة والماديات أولى أساسيات الحياة، حتى أن المادة قد علت على المبادئ والقيم والأخلاق؛ فأصبح من الضروري أن نسعى وراء المادة بأي طريقة لتلبية إحتياجاتنا اليومية وإرضاء غرائزنا الغير إنسانية والوحشية.
للأسف أصبح من الصعب أن نجد عملا سهلا نسترزق منه ويلبي كل هذه الإحتياجات المتفاقمة يوما بعد يوم والتي تزيد من كاهلنا وتقض من عزمنا.
إليك الطريقة الأكثر سهولة والأكثر سرعة لتصبح مليونيرا وحتى مشهورا خلال سنة على الأكثر؛ ولكن قبل أن أقول لك كيف؟ وأبوح لك بهذا السر الثمين، أريد منك أن تطفئ الأنوار وتجلس في الظلام حتى تتعود ويتعود عليك الظلام، لأن حياتك ستكون ظلام في ظلام فهذا مهم جدا لتشق طريقك نحو الثروة والشهرة.
الآن، أريد منك أن تجلس على الكرسي وتركز معي، حاول أن تنسى أنك إنسان، يجب أن تجرد نفسك من كل صفات الإنسانية العالقة بداخلك، تصور نفسك أنك مخلوق آخر في داخله كل الشر الذي يحتاجه لمثل هذه المهمة... نعم هكذا.. أنت تتعلم بسرعة.. أنا سعيد بك.. ويبدو أنك أصبحت جاهزا لسماع الطريقة.
هناك مستلزمات وتجهيزات لكل مهمة أو عمل ما، لا تقلق فما سأطلبه منك غير مكلف بل تكاد تكون كلفته رمزية. كل ما عليك القيام به هو التالي:
أولا: شراء ثوب أبيض وطرحة بيضاء، ليس بالضرورة أن تكون بيضاء اللون ولكن يفضل ذلك، لأن الأبيض يرمز الى السلام وهذا ما نريد ايصاله للعامة والجمهور، أنك رجل سلام.
ثانيا: الذقن، نعم الذقن.. عليك صديقي الكريم أن تربي لحية، ويفضل أن تكون اللحية طويلة، فكلما طالت اللحية فإنها ستدل على تدينك وإيمانك بالله. رغم أن اللحية القصيرة لديها تقريبا نفس المفعول، ولكن اللحية الطويلة أسرع مفعولا، كما أنها ستكون أفضل للتمويه. للعلم فقط، هناك الكثير من المستحضرات والأدوية في الصيدليات التي تساعد على نمو اللحية بفترة وجيزة، فعليك بها.
ثالثا: بما أن شكلك الخارجي أصبح يرمز الى شيخ وعالم جليل، فعليك بطبيعة الحال أن تحفظ بعض آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، وعليك الإكثار من العنعنة (الأحاديث التي تبدأ بـ عن وتنتهي بـ عن) فتلقيح هذه الأحاديث سهل ولا يمكن كشفه من العامة. فلا يمكن أن تكون شيخا من دون أن تعلم شيئا من هذه الآيات والأحاديث. أعتقد أنك فهمت قصدي.. ممتاز.
رابعا: يجب أن تتعلم فن الخطابة، فهذا مهم جدا لجذب الجمهور. لا تقلق هناك الكثير من الكتب في الأسواق تعلمك هذا الفن في مدة وجيزة.
خامسا: كلامك مع الجمهور يجب أن يكون منمقا وجميلا في البداية، مع التشديد على ذلك. بمعنى، أنك يجب أن تتحدث عن المحبة والوفاء وفعل الخير الخ، وتعطي أمثالا على ذلك. بفعل ذلك ستضمن جذب عدد كبير من المستعمعين والمعجبين المغفلين.
أخيراً، أود أن أذكرك وأطمئنك أنك لا تحتاج أن تكون من المتعلمين والمثقفين، أو لديك شهادة عالية كالدكتوراه، مثل هذه الشهايد بإمكانك شرائها بمبلغ زهيد من المال كما يفعل وفعل الكثير من سلفك السافل.
بعد أن تتقن كل هذه الأمور الخبيثة، عندها ستصبح جاهزا لإصدار الفتاوة، نعم الفتاوة.. فهي مربحة جدا، خاصة إذا أفتيت بالجهاد في بلد عربي كسوريا والعراق وأفتيت أيضا بالقتل والذبح على أساس طائفي ومذهبي وحتى مزاجي. كما بامكانك أن تفتي باغتصاب النساء والفتيات أو الزواج منهن بعد أن تُهجِّرهن فتاويك وتذلهن، خاصة أن مثل هذه الفتوة تشعل الغرائز الحيوانية لدى البشر الهمج وتهيجهم، وما أجمل أن تتهيج الأعضاء التناسلية عند العرب بدلا من عقولهم، فهي تزيدهم عددا وهبلا.
أبشرك ايضا صديقي العزيز، أنه لا حاجة لأن تكون عالما أو فقيها، فهذه موضة قديمة أكل الدهر منها وشرب، ولا داعي للقلق فبإمكانك أن تفتي كيفما تشاء وبما تشاء فالأوفياء لغبائهم كُثر؛ وهؤلاء الأغبياء لم يتعلموا من القرآن سوى قرائته، ولم يتعلموا من الصلاة سوى السجود، ولم يتعلموا من الأحاديث سوى ذكرها، فاكذب عليهم كيفما شئت فهم لن يروا سوى لحيتك وثوبك وطرحتك، والدليل على ذلك أصوات نهيق الحمير وثغاء النعاج في الطرقات؟!! لا تنسى أن في تاريخ العرب أكاذيب تكفي لبناء أبراج أولها باطن الأرض وآخرها يشق غلافها.. فاكذب يا صديقي.. اكذب.. فلن تكون آخر الكذابين والمنافقين.
ستنهال عليك الملايين من كل حد وصوب، من الحاكم بأمر العهر، ومن الحاكم بأمر الغرب وبني صهيون، وستصبح مشهورا ويتهافت عليك سفهاء وأذلاء القوم. كما ستصبح صورك منتشرة في الجرائد والمجلات وعلى صفحات الإنترنت، والأهم من كل ذلك على شاشات الفضائيات.
كل ذلك فعلته بلحية وثوب وطرحة، أرأيت كم أن الأمر سهلا ولا يحتاج الى مجهود أو عمل مضني، فهل من المعقول أن تلوث يديك بالعمل مثلما كان يفعل الأنبياء؟ بالطبع لا!! فلا يمكن أن تكون نجارا مثل المسيح والنبي نوح، أو أن تكون خياطا مثل النبي ادريس، أو حدادا مثل النبي داوود، أو راعي غنم مثل نبي الإسلام والأنبياء إسحاق وشعيب وموسى ويعقوب واللائحة تطول، أو ربما عاملا وضيعا مثل علي بن أبي طالب الذي كان يقول بكل فخر "لحملي الصخر من قمم الجبال أحب إلي من منن الرجال، يقول الناس لي في الكسب عار فقلت العار في ذل السؤال".
أراك سعيدا جدا ومُنتشي.. رائع!!. ما أجمل أن يكون المرء غنيا ولديه الكثير من المال، فتشتري فيلا أو قصرا، وتشتري عدة سيارات فارهة وبدلا من أن تتزوج بمهبل واحد تتزوج بأربع مهابل حتى تستطيع النكاح طوال أيام الشهر بشكل دوري ودون انقطاع.
إنشاءالله أراك في جهنم أنت والأغبياء الذين صدقوك واتبعوك، فأنا دائما بحاجة الى من يواسيني هناك. لا تنسانا من دعاء.. بكل إحترام وتقدير صديقك الوفي إبليس.
بطبيعة الحال، كلما ازداد هؤلاء الدعاة والغلاة في طائفة ما، وتسمروا في عقول وقلوب الناس، وإن لم يستيقظ علماء وفقهاء هذه الطائفة فإنها ستندثر مع الوقت كما اندثرت من قبلها طوائف أخرى. للأسف هذا ما نشهده في عصرنا اليوم، بداية إندثار إحدى الطوائف الأساسية التي استبدلت بطوائف تكفيرية ورأسمالية وسياسية تقضمها وتبتلعها يوما بعد يوم.