سيكولوجية القلق
القلق بوجه عام ظاهرة طبيعية تأتينا كلما اعوزنا الأمن او استشعرنا التهديد والمخاطر، او كان هناك من الشر ما نترقبه او نتوقعه. والقلق النفسي ثلاثة انواع:
الداخلي والخارجي والمستثار، اي الذي يستثيره سبب من خارج الشخص الذي يشكو القلق، والقلق الخارجي مرتبط بأسبابه ووقتي بينما القلق النفسي دائم ولا يرتهن بسبب حتى ليبدو وكانه قلق اصيل. فالقلق الاصيل يولد في الانسان وراثيا ينتقل عبر الاجيال ويزداد عند ذوي القرابة الوثيقة.
يفرق العالم الشهير فرويد القلق الى نوعين: القلق الموضوعي اي الذي مصدره من خارج المصاب والقلق الغريزي وهو قلق هائم ترقبا لشر مستطير، انه يرهب الثعابين والفئران او تاتيه اعراض القلق لمجرد تواجده في اماكن مفتوحة او مغلقة او مرتفعة وهذا النوع يكثر بين النساء والمراهقين من الذكور الذين يشكون اضطرابات جنسية. او تصبب العرق بدون ان يبذلوا جهدا او يكون هناك ارتفاع في درجة الحرارة.
كما ان هناك اضطرابات نفسية في الطفولة والمراهقة تدعى القلق الأجتنابي، وهؤلاء يتفادون دخول المناطق المزدحمة، كالتواجد في المصاعد او في الشوارع والأزقة، يقابلها قلق الأنفصال، الذي يتميز في الخوف من الابتعاد عن الأحبة او عن البيئتة التي عاش فيها الانسان، وتتهيئ فكرة الانفصال من ايام الطفولة، عندما كان الرضيع يخشى مفارقة أمّه. وينمو هذا الشعور حتى لتأتيه الافكار بان ابويه ربما يصيبهما مكروه وهما بعيدان عنه ويقلق على مصيرهما. او قد تأتيه المخاوف انه سيضل وحيدا وقد يختطفه احد.
ومن مظاهر هذا النوع من القلق ان الطفل يرفض التوجه الى المدرسة او يتمارض ليبقى الى جوار أمه.
وهناك القلق البدائي، اي اننا عندما نولد نعاني اول ما نعاني الانفصال عن الرحم بالولادة وما يصاحبها، مما دعا بعض الباحثين ان يطلقوا على هذه الظاهرة صدمة الميلاد ويقصدون بها هجمة الاحاسيس والاستثارات، والتي بها نعرف لأول مرة وللأبد، القلق الذي يكون اساسا لكل قلق لاحق، يتولد عنه وينبني عليه. وهذا القلق بدوره يختلف عن القلق الأشاري الذي يتصف كونه يأتينا بمثابة المنبه او المحذر للأنا حتى يستعد للحدث، ومن شأن هذا القلق ان يتقوى به الأنا.
وقد يكون القلق استجابة لأضطرابات اخرى، كالاضطراب الاكتئابي المعقد، اذ يظهر والخوف معه، الخوف على الأنا من الانهيار. كما ان هناك كذلك القلق الهذائي الذي منشائه تحسب الشر من الاخرين والاعتقاد خطا انهم مصدر خطر، ويسمى ايضا القلق الاضطهادي. او القلق الهستيري. والى جانب ذلك عندنا القلق الجنسي الذي يصيب بعض الناس من الجنسين على حد سواء. انهم يخافون من الهزة الجنسية في عملية الجماع وقد يصابون من جراء ذلك بالعنّة. ويلجأ بعض هؤلاء الى الخمر والمخدرات بغية السيطرة على هذه الخشية
واحيانا نتعلم ان ما نخافه ان يكون شَرطيا، فوقوع نوبة القلق خلال قيامنا بأمر ما يجعلنا نكتسب الاستجابة لهذا الامر بالقلق بالتبعية فاذا حدث مثلا وكنا نركب المترو وانتابنا القلق فلسوف تأتينا استجاباته لاحقة كلما وجدنا انفسنا في نفق لا ارتباط بينه وبين النفق الاول وذلك من تاثير ما يقال له التعلم الشرطي. وقد يكون تعلم استجابة القلق بميكانيزم تعميم المنبه. فالمصابة التي تزور جارتها وتشاهد قطة عندها تداعبها فقد تأتيها النوبة فتتجنب من بعد كل القطط ثم كل الحيوانات ذات الفراء.
و مظاهر القلق الاجتنابي تظهر في الهروب للخلاص من الشعور بالقلق، كمن يحمل القرآن معه، وبعض الاطفال يحملون لعبهم معهم، تشعرهم بالامان و ( بطانية الامان ) من المصطلحات الشائعة في علم النفس، فبعض المصابين يتمسكون ببطانياتهم، يحملونها اينما ذهبوا، انها تكسبهم الشعور بالراحة النفسية، ان هذه الادوات لا تزيل عنهم القلق انما تخففه فقط.
ويقوم العلاج للقلق النفسي على تبصير المصاب بحالته بعد الاستماع اليه. وربط اعراضه باسبابها من حياته الخاصة سواء كانت هذه الاسباب ضغوطا خارجية حالية او من ماضيه وتقوية الأنا على نزع الخوف وترقب المصاب بالسوء المرتبط بمواقف معينة. غير ان الخلاص من القلق بالكلية مستحيل وانما يتم التخفف منه وقد نتخلص من نوباته ولكنه يظل مع ذلك قلقا هائما وان كان بسيطا وقد تعاودنا حالات القلق، لكن تتفاوت نوباته زمنيا
ويبدو ان القلق لم يتطرق اليه قبل فرويد سوى الفيلسوف الوجودي (كيركجاري ) الذي تدور ابحاثه حول الطابع التحليلي والقلق الوجودي وهو قلق عام يصاحب اكتشاف المرء لذاته وشعوره بانه حر وتمسكه بالمسؤلية في الاختيار ولعله لهذا السبب يطلقون على هذا العصر الذي نعيشه اسم زمن القلق
القلق بوجه عام ظاهرة طبيعية تأتينا كلما اعوزنا الأمن او استشعرنا التهديد والمخاطر، او كان هناك من الشر ما نترقبه او نتوقعه. والقلق النفسي ثلاثة انواع:
الداخلي والخارجي والمستثار، اي الذي يستثيره سبب من خارج الشخص الذي يشكو القلق، والقلق الخارجي مرتبط بأسبابه ووقتي بينما القلق النفسي دائم ولا يرتهن بسبب حتى ليبدو وكانه قلق اصيل. فالقلق الاصيل يولد في الانسان وراثيا ينتقل عبر الاجيال ويزداد عند ذوي القرابة الوثيقة.
يفرق العالم الشهير فرويد القلق الى نوعين: القلق الموضوعي اي الذي مصدره من خارج المصاب والقلق الغريزي وهو قلق هائم ترقبا لشر مستطير، انه يرهب الثعابين والفئران او تاتيه اعراض القلق لمجرد تواجده في اماكن مفتوحة او مغلقة او مرتفعة وهذا النوع يكثر بين النساء والمراهقين من الذكور الذين يشكون اضطرابات جنسية. او تصبب العرق بدون ان يبذلوا جهدا او يكون هناك ارتفاع في درجة الحرارة.
كما ان هناك اضطرابات نفسية في الطفولة والمراهقة تدعى القلق الأجتنابي، وهؤلاء يتفادون دخول المناطق المزدحمة، كالتواجد في المصاعد او في الشوارع والأزقة، يقابلها قلق الأنفصال، الذي يتميز في الخوف من الابتعاد عن الأحبة او عن البيئتة التي عاش فيها الانسان، وتتهيئ فكرة الانفصال من ايام الطفولة، عندما كان الرضيع يخشى مفارقة أمّه. وينمو هذا الشعور حتى لتأتيه الافكار بان ابويه ربما يصيبهما مكروه وهما بعيدان عنه ويقلق على مصيرهما. او قد تأتيه المخاوف انه سيضل وحيدا وقد يختطفه احد.
ومن مظاهر هذا النوع من القلق ان الطفل يرفض التوجه الى المدرسة او يتمارض ليبقى الى جوار أمه.
وهناك القلق البدائي، اي اننا عندما نولد نعاني اول ما نعاني الانفصال عن الرحم بالولادة وما يصاحبها، مما دعا بعض الباحثين ان يطلقوا على هذه الظاهرة صدمة الميلاد ويقصدون بها هجمة الاحاسيس والاستثارات، والتي بها نعرف لأول مرة وللأبد، القلق الذي يكون اساسا لكل قلق لاحق، يتولد عنه وينبني عليه. وهذا القلق بدوره يختلف عن القلق الأشاري الذي يتصف كونه يأتينا بمثابة المنبه او المحذر للأنا حتى يستعد للحدث، ومن شأن هذا القلق ان يتقوى به الأنا.
وقد يكون القلق استجابة لأضطرابات اخرى، كالاضطراب الاكتئابي المعقد، اذ يظهر والخوف معه، الخوف على الأنا من الانهيار. كما ان هناك كذلك القلق الهذائي الذي منشائه تحسب الشر من الاخرين والاعتقاد خطا انهم مصدر خطر، ويسمى ايضا القلق الاضطهادي. او القلق الهستيري. والى جانب ذلك عندنا القلق الجنسي الذي يصيب بعض الناس من الجنسين على حد سواء. انهم يخافون من الهزة الجنسية في عملية الجماع وقد يصابون من جراء ذلك بالعنّة. ويلجأ بعض هؤلاء الى الخمر والمخدرات بغية السيطرة على هذه الخشية
واحيانا نتعلم ان ما نخافه ان يكون شَرطيا، فوقوع نوبة القلق خلال قيامنا بأمر ما يجعلنا نكتسب الاستجابة لهذا الامر بالقلق بالتبعية فاذا حدث مثلا وكنا نركب المترو وانتابنا القلق فلسوف تأتينا استجاباته لاحقة كلما وجدنا انفسنا في نفق لا ارتباط بينه وبين النفق الاول وذلك من تاثير ما يقال له التعلم الشرطي. وقد يكون تعلم استجابة القلق بميكانيزم تعميم المنبه. فالمصابة التي تزور جارتها وتشاهد قطة عندها تداعبها فقد تأتيها النوبة فتتجنب من بعد كل القطط ثم كل الحيوانات ذات الفراء.
و مظاهر القلق الاجتنابي تظهر في الهروب للخلاص من الشعور بالقلق، كمن يحمل القرآن معه، وبعض الاطفال يحملون لعبهم معهم، تشعرهم بالامان و ( بطانية الامان ) من المصطلحات الشائعة في علم النفس، فبعض المصابين يتمسكون ببطانياتهم، يحملونها اينما ذهبوا، انها تكسبهم الشعور بالراحة النفسية، ان هذه الادوات لا تزيل عنهم القلق انما تخففه فقط.
ويقوم العلاج للقلق النفسي على تبصير المصاب بحالته بعد الاستماع اليه. وربط اعراضه باسبابها من حياته الخاصة سواء كانت هذه الاسباب ضغوطا خارجية حالية او من ماضيه وتقوية الأنا على نزع الخوف وترقب المصاب بالسوء المرتبط بمواقف معينة. غير ان الخلاص من القلق بالكلية مستحيل وانما يتم التخفف منه وقد نتخلص من نوباته ولكنه يظل مع ذلك قلقا هائما وان كان بسيطا وقد تعاودنا حالات القلق، لكن تتفاوت نوباته زمنيا
ويبدو ان القلق لم يتطرق اليه قبل فرويد سوى الفيلسوف الوجودي (كيركجاري ) الذي تدور ابحاثه حول الطابع التحليلي والقلق الوجودي وهو قلق عام يصاحب اكتشاف المرء لذاته وشعوره بانه حر وتمسكه بالمسؤلية في الاختيار ولعله لهذا السبب يطلقون على هذا العصر الذي نعيشه اسم زمن القلق