شيعي يكشف المؤامرة الإيرانية
يستنكر كثير من الناس عندما يتحدث بعض السنة عن التغلغل الإيراني الشيعي في العراق و يظنوا أن هذا الحديث من قبيل المبالغات و الأحاديث التي تدخل في باب التحريض أو على الأقل الشحن العاطفي الذي ليس مصدره حقائق أو أدلة واقعية .
و لكن عندما يأتي أحد أفراد شيعة العراق ليعلن على الملأ ما تفعله إيران و ما يدبره أذنابها المتواجدون في بلاد الرافدين يصبح البرهان ساطعا و الحجة قائمة .
فهذا سمير عبيد أحد المحللين السياسيين البارزين و الشيعي العراقي في مقال له نشر في موقع الحركة القومية في العراق يثبت علاقة المرجعية الشيعية بإيران و يكشف حجم التواطؤ و الدافع لعبيد في المقام الأول هو الحرص على الشيعة حيث يعتقد أن الشيعة هم الطرف الخاسر في هذه اللعبة التي يمارسونها في العراق.
و يبدأ عبيد حديثه بشرح التغلغل الإيراني في العراق و أبعاده فيقول: لقد أحس السواد الأعظم للشيعة العرب في العراق أنهم في ورطة حقيقية نتيجة خطوات وأفعال الذين عاشوا، وترعرعوا في حضن العراق وبين الشيعة العرب، وهم أبناء الشيعة من المستوطنين والمُتبَنّين في العراق، حيث تكالبت على السواد الأعظم الشيعي العربي المجسات الأخطبوطية المدعومة بفعل المال والفتوى والنفوذ من داخل العراق، وبرعاية الطبقات البرجوازية الشيعية التي لا تفكر إلا بمصالحها فقط، والمجسات التي يرعاها ويدعمها الاحتلال بالقوة والثبات والدعم والحماية، والمجسات التي جاءت من وراء الحدود حاملة سطوة الدين والفتوى والمال والقوة إلى المستوطنين، والى الذين تبنّتهم الطائفة الشيعية العراقية العربية من قبل، ناهيك عن المجسات التي ترعاها المخابرات الدولية وبعض المخابرات العربية والإقليمية والتي دخلت في معارك ضارية فيما بينها على الساحة العراقية، و منذ بداية الاحتلال ولازالت، ولكن من برز على السطح هو ائتلاف البرجوازية الشيعية، والبازار المدعوم من الخارج، والذين يمتلكون سطوة الدين والفتوى والمال وحلو اللسان، والمستوطنون والمتبنّون، ومعهم طبقة بسيطة جدا من أطياف شيعية عربية، سمحوا لها على ما يبدو لذر الرماد في العيون، و أصبحت جميع الأطياف المذكورة، والتي يبدو ائتلافها ما هو إلا (زواج متعة) تحت لواء قائمة تحمل الرقم (169) والتي يدعمها ويباركها المرجع الشيعي علي السيستاني، ويتقدمها صهره الدكتور حسين الشهرستاني، والدكتور الجلبي، وعبد العزيز الحكيم، ومستشار ما يسمى بالأمن القومي الدكتور موفق الربيعي وغيرهم.
لكن الذي يعرف دهاليز الغرف المغلقة، والسراديب المظلمة، ومطلع على الأمور وخفاياها، ويميّز رائحة مطابخ القرارات، يعرف إن هذه القائمة ستورط أصحابها الذين صدقوا إنهم الحلفاء المدللون لواشنطن أولا، ثم ستورط الشيعة العرب في العراق ثانيا، وكذلك ستسبب حيفا ورعبا للشيعة في السعودية والدول الخليجية حيث أنهم أقلية أمام السنة الأكثرية في هذه الدول ثالثا.
لذا فأن فازت هذه القائمة بالأغلبية سوف تشكّل الحكومة الانتقالية المقبلة، وعندما تشكّل الحكومة ستكون هدفا للمقاومة، وهذا أمرا بديهيا من وجهة نظر المقاومة، والذين يرفضون الاحتلال، وما يتولد بأوامر الاحتلال، أي ستكون هذه الحكومة في فوهة المدفع مثلما كانت حكومة الدكتور علاوي، لا بل أشد منها خصوصا عندما تنفذ قوات الاحتلال انسحابها من مراكز المدن، ولهذا ستكون هذه الحكومة في مرمى أسلحة المقاومة العراقية والناقمين على الاحتلال، وبهذا ستقاتل هذه الحكومة نيابة عن قوات الاحتلال التي ستنسحب خارج المدن.
وإن خسرت قائمة هؤلاء (169) سوف تكون خسارة للمرجعيّة الشيعية التي زُجّت في السياسة، وخسارة إلى سمعة واسم السيستاني الذي زُج في السياسة ولأول مرة، وهنا سيتفرج الأميركان على الملهاة، ومن ثم سيشربوا نخب فوزهم بإنهاء الرمز الديني الأكبر- السيستاني - في العراق، ومن ثم ستكون ضربة موجهة من الأمريكيين إلى الإيرانيين الذين دعموا هذه القائمة بالرجال والمال والاتصالات والخبراء والتوجيهات والملاذ، وبهذا سيشعر الأميركان إن ما يحصل هو في صلب مخططات المشروع الأميركي، الذي لا يريد الزعامات الدينية في المنطقة، وبالتالي إنهاء مجموعة القائمة المرقمة ( 169) والتي تتُهم بولائها لإيران، و طرح هذه القائمة الذي كان ولازال غامضا وعائما ومريبا، أضافه لعلاقتهم المميزة بطهران، جعلتهم طرفا في الصراع الأميركي الإيراني الذي سيشتد بعد إجراء الانتخابات المزعومة، وبالتالي ستطبق عليهم الإستراتيجية الأميركية التي ترفض جميع الطروحات والأحزاب والحركات والجمعيات التي تحمل الإسلام شعارا.
وبهذا ستتحمل هذه القائمة جميع التبعات التي ستحصل في العراق عموما، وعلى الشيعة العرب في العراق، وتتحمل مسؤولية جعل العراق رأس الحربة في حرب واشنطن و طهران، والتي ستُدفع فواتيرها من ثروات العراق وقوت العراقيين، مثلما دفعت الكويت والسعودية وغيرها من دول الخليج فواتير التناحر والمناوشات والحروب بين واشنطن وبغداد من قبل ولسنين طويلة.
و يكشف سمير عبيد كثير من الأسرار نسمع وتسمعون التصريحات النارية التي تخرج من المسئول العراقي سين والمسئول العراقي صاد ضد إيران، وضد معظم شخصيات القائمة رقم (169) ومنذ فترة، وللعارف بالأمور والخبايا ليست صعبه في تفسيرها، فهي جاءت بضوء أخضر أميركي، بل هي عملية تسخين لبعض الملفات التي ستُفتح بعد إجراء الانتخابات العراقية المزعومة، وإن بعض الشخصيات التي صعّدت مع إيران وحلفاء إيران في العراق، سيكون لها شأنا في العراق بعد الانتخابات، وحينها ستبدأ قصقصة أجنحة إيران داخل العراق، وبحرب صامته وبلا هوادة، أي ستحارب الولايات المتحدة الأميركية إيران في داخل العراق، وبأجهزة الجيش، والشرطة العراقية، بحيث لن يبقى هناك متسللا إيرانيا، أو امتدادا سياسيا ومخابراتيا في العراق، وربما سيصار إلى تغييب كثير من رموز هذه القائمة، وخصوصا الذين ليسو عراقيين، والذين ولائهم لإيران أكثر من العراق، ولن يُسمح لإيران إلا بالتمثيل الدبلوماسي والتواصل الديني فقط وضمن شروط صارمة.
فإن الولايات المتحدة الأميركية، وحسب المصدر الأوربي تعلم إن هناك قواعد مخابراتية ضخمة، ولوبيات اقتصادية، وأخرى سياسية تابعة لإيران في العراق، حيث تحول أحد أقضية محافظة العمارة في جنوب العراق إلى قاعدة إيرانية كاملة، وأخرى في البصرة، ومدينة الكوت، ولديهم معلومات دقيقة حول ذلك ــ والكلام للمصدر ــ، بحيث اكتشفوا أخيرا إن أحد المسئولين المتنفذين في محافظة البصرة، والمحسوب على أحد التيارات الإسلامية البارزة، وتحت نظام المحاصة، إنه يشرف على ميناء سري( غير شرعي) لتصدير النفط والبضائع والمواشي والأسمنت و بالتعاون مع الإيرانيين ودولة عربية مجاورة.
و هكذا يصف سمير عبيد التغلغل الإيراني في العراق و أبعاد التحالف بين السيستاني و الدولة الإيرانية.
و في النهاية يحترق قلب عبيد حزنا على مصير الشيعة باعتبارهم الطرف الخاسر في اللعبة النهائية قائلا : لهذا سيكون الشيعة العرب في محنة حقيقية بعد الانتخابات، خصوصا عندما سيباشر الرئيس (بوش) بتنفيذ تهديداته نحو إيران، وعندما سيستمر صمود وعناد المقاومة العراقية اتجاه قوات الاحتلال، وخطر انسحاب المجموعات السياسية العراقية الموالية إلى إيران (من المستوطنين والمُتبنين والانتهازيين) نحو منطقة معينة جنوب العراق، والعصيان هناك وجعل الشعب العراقي هناك دروعا بشرية، ورفع طلب المطالبة بالانفصال أو بحكم إداري خاص، وهذا بحد ذاته خطر على العراق وعلى الدول الخليجية المجاورة والمنطقة كلها، لهذا يُطرح السؤال : هل سيكون أبناء الشيعة العرب حطبا للصدام الإيراني الأميركي في العراق، وعلى أرض العراق قريبا؟.