– الدين الوهابي ألغى مكانة النبي R
العظيمة بين المسلمين ، وجعلها أقل من عادية ، بل فرغ مكانة الرسول من الدين بعد موته مؤمناً بقول الكرامية أن الرسول انتهت مهمته ، وقد بلّغ الرسالة . وقد قصر الوهابيون في مرتبة الرسول R ، وهذا عصيان ، وكفر بمكانة الرسول بالقول بانتهاء دوره وعدم الإيمان بالمجازر عندهم ساعدهم كثيراً على ما يريدون من سلب مكانة الرسول العظيمة ، ولبسوا على عوام الموحدين . ولهذا منعوا التوسل .
– وحين أباح الوهابيون قتل المسلمين فقد باؤا بالسوء ، ورجع عليهم التكفير ، وقد قال العلماء ترك قتل ألف كافر أولى من إراقة دم مسلم .
وكان ابن عبد الوهاب سليط اللسان على المسلمين يكفرهم صباح مساء ، فأرسل له شيخه الذي درسه في المدينة محمد بن سليمان الكردي رسالة يقول فيها :
“فإني أنصحك لله تعالى أن تكف لسانك عن المسلمين … ولا سبيل لك إلى تكفير السواد الأعظم من المسلمين ، وأنت شاذ عن السواد الأعظم فنسبة الكفر إلى من شذ عن السواد الأعظم أقرب لأنه اتبع غير سبيل المؤمنين ، قال تعالى : [وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً] النساء آية 115
.. وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية” أ.هـ
يقول الشيخ الدحلان في رسالته الدرر السنية عن فكر محمد بن عبد الوهاب في منعه لزيارة الرسول والتوسل به هو وأتباعه : “قد تجاوزوا الحد فكفروا أكثر الأمّة واستحلوا دماءهم وأموالهم وجعلوهم مثل المشركين الذين كانوا في زمن النبي R .. وحملوا الآيات التي نزلت في المشركين على خواص المؤمنين وعوامهم ، كقوله تعالى : “فلا تدعوا مع الله أحدا ..” وقوله تعالى : “ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة ، وهم عن دعائهم غافلون ..” وقوله تعالى : “ولا تدع مع الله إلهاً آخر فتكون من المعذبين” . وقوله تعالى : “له دعوة الحق والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير …” وقوله تعالى : “قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم …” ثم قال : “ومثل هذه الآيات في القرآن كثير كلها ، حملوا الدعاء فيها على النداء ثم حملوها على المؤمنين الموحدين، وقالوا : إن من استغاث بالنبي R أو بغيره من الأنبياء والأولياء والصالحين ، أو ناداه ، أو سأله الشفاعة ، فإنه يكون مثل هؤلاء المشركين ، ويكون داخلاً في عموم هذه الآيات …
– الدين الوهابي فرق بين توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية وكلاهما واحد ، وكانوا يقولون لمن يقول : لا إله إلا الله ، هذا توحيد الربوبية ، وأنت لم تعرف توحيد الألوهية ، فيقتلونه !..
وكان ابن عبد الوهاب في كل خطبة جمعة له في الدرعية ، يقول : “من توسل بالنبي فقد كفر” قال له أخوه سليمان يوماً كم أركان الإسلام يا ابن عبد الوهاب ، فقال : خمسة ، فقال : أنت جعلتها ستة السادس من لم يتبعك فقد كفر .
– كان ابن عبد الوهاب يزعم أن دينه وحي وإلهام من الله ، فقد سأله رجل يوماً هذا الدين الذي جئت به متصل أم منفصل ، فقال له : حتى مشايخي ومشايخهم إلى ستمئة سنة كلهم مشركون ، فقال له الرجل إذن دينك منفصل لا متصل فعمن أخذته؟ فقال : وحي إلهام كالخضر ، فقال له الرجل : إذن ليس ذلك محصوراً فيك كل أحد يمكنه أن يدعي وحي الإلهام الذي تدّعيه ، ثم قال له : إن التوسل مجمع عليه عند أهل السنة حتى ابن تيمية فإنه ذكر فيه وجهين ، ولم يذكر أن فاعله يكفر… فلا وجه لك في التكفير أصلاً ، فقال له محمد بن عبد الوهاب : أن عمر استسقى بالعباس فلم لم يستسق بالنبي R ؟ مقصده أن النبي R كان حياً وفي موته لا يستسقى به ، فقال له الرجل : هذه حجة عليك فإن استسقاء عمر بالعباس إنما كان لإعلام الناس لصحة الاستسقاء والتوسّل بغير النبي R . وكيف تحتج باستسقاء عمر بالعباس وعمر هو الذي روى توسّل آدم بالنبي R قبل أن يخلق !.. فالتوسّل بالنبي كان معروفاً عند عمر وعند غيره ، وإنما أراد عمر أن يبين للناس ويعلمهم صحة التوسل بغير النبي R . فبهت وتحيّر وبقي على عماوته ومقابحة الشنيعة .
وكان ينهى عن الصلاة على النبي R ويتأذى من سماعها ، وينهى عن الإتيان بها ليلة الجمعة ، وعن الجهر بها على المنابر ، ويؤذي من يفعل ذلك ويعاقبه .
وكان يمنع أصحابه من مطالعة كتب الفقه والتفسير والحديث وأحرق كثيراً منها ، وأذن لكل من اتبعه أن يفسّر القرآن بحسب فهمه حتى همج الهمج من أتباعه .. وجعل ذلك مقدماً على كتب العلم ونصوص العلماء .
وكان ينتقص النبي R كثيراً بعبارات مختلفة ويزعم أن قصده المحافظة على التوحيد .. فمنها قوله عن النبي R ” أنه طارش” ومنها أنه كان يقول : نظرت في قصّة الحديبية فوجدت بها كذا وكذا . حتى أتباعه كانوا وما زالوا يفعلون ذلك كي يرضى ويبش وجهه ، حتى أن بعض أتباعه تجرأ ، فقال : عصاي هذه خير من محمد R لأنه ينتفع بها في قتل الحية ونحوها ، ومحمد قد مات ولم يبقى فيه نفعٌ أصلاً ، وإنما هو طارش ، وقد مضى .
وكان أشياخه في المدينة يتفرّسون في الإلحاد والضلال ، ويقولون : سيضل هذا ويضل الله به من أبعده وأشقاه .. وكان والده يذمه كثيراً ، ويحذر الناس منه ، وكذا أخوه سليمان .
وبعد أن كفر المسلمين وحكم عليهم بالشرك كان يقول من قتل مشركاً فله الجنة.. وهو بين أصحابه كالنبي R في أمّته كما يقول زيني دحلان .
جاء في كتاب (الدرر السنية . ص/32) لمفتي مكة الشيخ زيني دحلان ، قوله: “والظاهر من حال محمد بن عبد الوهاب أنّه يدعي النبوة إلا أنه ما قدر على إظهار التصريح بذلك ، وكان في أوّل أمره مولع بمطالعة من ادعى النبوة كاذباً كمسيلمة الكذاب ، وسجاج ، والأسود العنسي ، وطلحة الأسدي وأضرابهم ، فكأنه كان يضمر في نفسه دعوى النبوة ، ولو أمكنه إظهار هذه الدعوى لأظهرها ، وكان يقول لأتباعه: ” إنّي أتيتكم بدين جديد” . ولهذا كان يطعن في مذاهب الأئمة وأقوال العلماء ، ولم يقبل من دين نبينا محمد R إلا القرآن ويؤوله على حسب مراده ، مع أنه إنما قبله ظاهراً فقط لئلا يعلم الناس حقيقة أمره … وكان يدّعي الانتساب إلى مذهب أحمد رضي الله عنه كذباً وتستراً وزوراً .. ولذلك انتدب كثير من الحنابلة المعاصرين له للرد عليه ، بما فيهم أخوه .
وتكفيره للمسلمين باستخدام آيات نزلت بحق المشركين ، ذكره البخاري ، فقال بحق الخوارج : عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في وصف الخوارج أنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين . وفي رواية أخرى للبخاري أنه R قال : أخوف ما أخاف على أمتي رجل متأوّلٌ للقرآن يضعه في غير موضعه.
فهذا وما قبله صادقٌ على ابن عبد الوهاب ومن تبعه .
– كما كان ينهى عن الدعاء بعد الصلاة زاعماً بأنه بدعة .
– قال R : الفتنة من هاهنا وأشار إلى المشرق ، وقوله : يخرج ناس من قبل المشرق يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية … هم شر الخلق .. فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة .
– قال R : الفخر والخيلاء من أهل الخيل والإبل ؛ وهذه صفاته وصفات صحابته وأتباعه ، وأتباع أتباعه المعاصرين بعجرفتهم على الفضائيات .
– كان الوهابية يحلقون رؤوسهم ، وكان السيد عبد الرحمن الأهول مفتي زبيدة يقول : لا يحتاج أن يؤلف أحدنا تأليفاً في الرد على ابن عبد الوهاب ، بل يكفي في الرد عليه قول النبي R في الحديث عن الضالين الذين يذر قرنهم من شرق نجد سيماهم التحليق” فإنه لم يفعل هذا غيرهم من الفرق الضالة .