الفرق بين العرب والغرب
من خلال العنوان يظهر الفرق بين
العرب والغرب هو النقطة الموجودة فوق الحرف التالت لكلمة الغرب . وإذا تمعنا في
الكلمتين نجد كلاهما يتكون من خمسة أحرف هي الألف والام والراء والباء والإختلاف
الوحيد هو وجود حرف العين في كلمة العرب ، ووجود حرف أخر مغاير هو حرف الغين في
كلمة الغرب .
في النطق كما في الكتابة يبدو
أن الإختلاف في الكلمتين بسيط لدرجة التجانس والتوافق ولايتير أي تنافر . لكن على
مستوى الواقع هناك فرق شاسع . فالعرب هم المتواجدين بالمنطقة الممتدة من المحيط
غربا إلى الخليج العربي شرقا . وتضم 21 دولة وإذا أضفنا لها دولة جرر القمر تصبح
22 دولة عربية منضوية تحت جامعة الدول العربية . وهم قوم كانوا يسكنون شبه الجزيرة
العربية . وبعد الإسلام تقوى نفودهم فتوسعوا غربا وشرقا عن طريق الفتوحات
الإسلامية . فنقلوا الديانة الإسلامية واللغة العربية وشتى العلوم لباقي الشعوب
كالأمازيغ بالمغرب العربي ، والأكراد بالعراق وسوريا ، والدروز والمارونيين وبقايا
الفنيقيين والبزنطيين بكل من سوريا وفلسطين ولبنان ، والاقباط والفراعنة بمصر ،
والنوبة بكل من مصر والسودان ، والزنوج بالسودان . فدابت هذه القوميات تحت الوافد
الجديد الآتي من شبه الجزيرة العربية فأصبحت الغالبية العظمى من سكان الدول
العربية تتكلم اللغة العربية وتدين بالإسلام بعد أن اختلطت الدماء والأنساب بالعرب
الفاتحين الأوائل وبالقبائل العربية المهاجرة الباحثة عن الحياة الجيدة
وبالمهاجرين العرب على مدى 14 قرنا من الزمن . حيت لا وجود لحدود في ذلك الزمن ،
ولا تمييز بين عربي وعربي كما هو الأن عن طريق الجنسية . هذا فقط تعريف سريع
ومقتضب عن العرب .
أما الغرب فنعني به الدول
الغربية وهي أوروبا بشطريها الشرقي والغربي وأمريكا وكندا . والغرب يضم مجموعة من
القوميات مختلفة الألسن كالفرنسية والجرمانية والإنجليزي والإسبانية والبرتغالية
والإيطالية والهولندية وغيرها من باقي اللغات ، وأغلبها يدين بالديانة المسيحية
المتعددة المذاهب كالكاثوليك والبروتستان والأورتودوكس . وقد خاضوا حروبا طاحنة في
ما بينهم بهذف التوسع والسيطرة ونشر الحضارة . إلا أنهم استفادوا من تاريخهم
وحولوا اختلافهم لوحدة ، وتشتتهم لقوة فأصبحوا رواد العالم الحالي .
فالعرب رغم وجود عوامل قوة
لديهم كوحدة التاريخ واللغة العربية والديانة الإسلامية وشساعة منطقتهم الجغرافية
وغناها بمختلف الخيرات الباطنية والظاهرية ، إلا أنهم بؤساء ومتخلفون على جميع
الأصعدة . ولهم مشكلة مع الدمقراطية . فأهم صناعاتهم هي صناعة الطواغيت وهذا نجده
بارزا لدى الدول العربية ذات الأنظمة الملكية. ومثال على ذلك المغرب حيت الشعب
مازال يركع لملك المغرب محمد السادس كما كان يركع لأبيه الحسن الثاني وجده محمد
الخامس عن طريق الترغيب والترهيب وشراء الدمم .
كما أن جميع الملوك العرب وصلوا
للسلطة عن طريق سرقة السلطة من عائلات ملكية سبقتهم بدعوى الإصلاح . وبمجرد ما أن
استتب لهم الأمر حتى غيروا جلودهم وجعلوا من أوطانهم ضيعة تابعة لأملاكهم كما هو
الشأن مع دول الخليج . والويل لمن عارض حكمهم أو قاوم ظلمهم فمصيره القتل أو السجن
أو النفي . فتقديم النصيحة لهم تعد في عرفهم إهانة لدواتهم التي أحاطوها بالقدسية
بمباركة علماء البلاط الذين باعوا دنياهم بآخرتهم ، ومرتزقة الإعلام والمتاجرين في
السياسة الذين يتقنون تغيير جلودهم كالحرباء كلما لزم الأمر ذلك ، والمتنفذين
أصحاب المصالح الآنية والضيقة .
والباقي المتبقي من الدول
العربية هي الدول ذات الأنظمة الجمهورية ، فقط من حيت الشكل . لكن في الجوهر فهي
أنظمة جملوكية أي أن الرئيس بمجرد وصوله للسطة يأبى أن يترك الحكم لرئيس اخر، بل
أهم مخططاته هو التفكير في أنجع السيناريوهات لتوريت أحد أبناءه السلطة حتى ولو لم
يكن هناك أحد من أبناءه يصلح للحكم . لما لا والفرصة لا تعوض حيت الشعوب نائمة
ومنومة . وهذا ما كان يخطط له كل من حسني مبارك ، ومعمر القذافي ، وعلي عبد اله
صالح ، وزين العابدين بن علي الذي رغم عدم وجود ابن له كان يخطط لتوريت حكم تونس
لزوجته الحلاقة ليلة الطرابلسي . إلا أن الربيع العربي أسقطهم وأفشل مخططاتهم .
الغرب استطاع أن يتبنى
الديموقراطية كخيار استراتيجي وأن ينزل مفعولها للواقع . وعمل على فصل السلط ومكن
الشعوب من التشريع عن طريق البرلمانات المنتخب أعضاءها بطرق دمقراطية وشفافة .
وربط المسؤولية بالمحاسبة وفسح المجال للحريات العامة ووسع هامش حرية التعبير
والصحافة ، وسن القوانين لصيانة حقوق الإنسان . وجعل المقدس هو القانون وليس
الرئيس أو الملك كما هو عندنا في الضيعات العربية .
هذه الإجراءات السالفة الذكر
والمفعلة على أرض الواقع كانت عاملا رئيسيا لتحفيز المواطن الغربي ، الذى أعطى
وأبدع في شتى المجالات بما فيه الكفاية . فأصبح الغرب قوة قوية متبوعة بباقي
الشعوب المتخلفة كالشعوب العربية وليس بالتابع بل هو رائد في جميع المجالات .
أما العرب فهم شعوب مقموعة من
طرف العصابات الحاكمة التي أبدعت في إدلال المواطن العربي بتفقيره وتجهيله وتضبيعه
ليسهل رعيه ، مستعملة جميع وسائل القهر والظلم والحيف والغبن . وجعل الوطن ضيعة في
ملك الحاكم العربي والمواطنين عبيدا له ولعائلته .
فالإنسان يستغرب أمام حجم
الأموال والممتلكات التي يملكها ملوك ورؤساء الدول العربية مقابل تفقير شعوبهم .
ويحتار أمام ضئالة خدمات القضاء
وعجزه على نصرة المظلومين وإعادة الحقوق لمستحقيها .
ويقف مشدوها أمام الطرق الخبيثة
التي تنهجها العصابات الحاكمة في الوطن العربي لتركيع المواطن العربي وسلب إرادته .
ويعجز عن رفع راسه للسماء من
شدة الأفق المظلم ، والمبشر بعقود أخرى من التخلف والإستبداد والقهر والظلم مخطط
لها من طرف العصابات الحاكمة .
هذا هو الواقع الذي يجب أن
يعرفه كل شهداء الزور وبائعي المواقف والمتطلعين للنفود والسلطة على حساب تاريخ
وحضارة وثقافة وهوية الأمة العربية .
وهذه هي الحقيقة المرة التي يجب
على كل مواطن عربي مخلص أن يعمل على تغييرها ، كل من موقعه وبإمكانيته . لنعيد ما
سرقوه منا حكامنا الطغاة المستبدون المستعدون للتضحية بكل مقومات الأمة من أجل أن
يبقوا في السلطة وأن يورثوها لأبنائهم .
فاللعنة عليهم وعلى كل من هادن
وشجع وعمل على إطالة عمر حكم هؤلاء الحكام العرب المفسدون في الأرض .