النصرُ جاء وجيشهم قد فَرَّا ——- وترابُ غزةَ ظلَّ فينا حُرّا
إن الأضرار التي وقعت في أرض غزة ومبانيها وأرواح شهدائها كبيرة جدا.. وقد تفوق الخيال..ولكن تخيلوا بعد أن كانت غزة تطالب برفع العدوان وإيقاف القصف المدمر الغاشم.. انقلبت الكفة حتى أعلن رئيس الوزراء اليهودي الصهيوني إيقاف الحرب من طرف واحد (أحادي الجانب) بعد عجزهم عن حرب الاستنزاف التي أوقعتهم المقاومة في فخها!!
تخيلوا إسرائيل والجيش الذي لا يُقهَر سقط في وحل المقاومة رغم ضعف إمكانياتها.. وكل ما استطاع العدو الصهيوني فعلَه هو تدمير الأرواح والمباني.. ولكنه خسر في معركة الإرادة..
وبدلاً من هجرة ونزوح مليون ونصف هم سكان غزة عن غزة.. حدث العكس فبقوا في أرضهم صامدين.. ونزح بالمقابل أكثر من مليون يهودي عن المستوطنات التي وصلت إليها صواريخ المقاومة الإسلامية المجاهدة..
ويوم الأحد 18/1/2009م بعد انهزام الجيش الإسرئيلي وإعلان رئيس الوزراء الصهيوني أولمرت وقفا لإطلاق النار من جانب واحد وانسحاب جيشهم من قطاع غزة مدحورا، قلتُ:
النصرُ جاء وجيشهم قد فَرَّا ——- وترابُ غزةَ ظلَّ فينا حُرّا
ومضى اليهود بِذلِّهم وهوانِهم —— وبِخِزْيِهمْ جَرُّوا الهزيمةَ جَرّا
لما رأوْا شبحَ الهزيمةِ مُطْبقا ——- عاثوا فساداً في الأراضي طُرّا
قد دمَّروا كلَّ المرافق والرُّبَى ——– قد جرَّفوا الزيتونَ شِبْراً شِبْرا
قصَفوا الأهالي بالمُحرَّمِ صُنْعُه ——— بَحْراً وجَوًّا فوقهم أو بَرّا
لكنْ إرادةُ شعبنا جبارة ٌ————- فالطفلُ فيهم صار صقرًا حُرّا
والموتُ صار لهم ربيعاً دافئاً —– وإلى الجنان غدا طريقا خَضْرا
قد حاربتْ معهم ملائكُ ربِّنا —– وسمعتُ صوتَ الديك ليلا فجْرا
إن المقاييس التي نشَؤوا بها —— ليست مقاييسَ الشعوب الخَوْرى
فالجرحُ عند البعض شيءٌ مفزعٌ ——— لكنهم رَأوا المنية فخْرا
فمَع الشهادةِ تعْتلي زغرودة ——- وترى أهازيجَ السعادةِ تتْرى
يا جيشَ إسرائيلَ خَلوا أرضَنا ——— فِرُّوا أمام صمودِ غزةَ فَرّا
اللهُ مولانا ولا مولى لكم ——— والله يعطي الصابرين النصْرا