يا وهابي .. !؟
ألا يرتعش كيانك الإنساني قرفا بهذه الصدمة بأنك
تنتمي إلى أمة ما يزال فيها من يفكرون بالسبي؟ ألا تشعر بالعار حين يحرّض بعير
أجرب ملتحي على قتل الناس الآمنين، وسبي نسائهم بإسم الإسلام؟ ألا تأخذك الغيرة
على كتاب الله، حين يجيّره شخص مريض عقليا ونفسيا ليثبت حقه في غزو بلدان الآخرين،
وقتل الناس الآمنين فيها وسبي نسائهم؟ أليس في هذا الكتاب، يا وهابي، آيات تدعو
إلى المحبة، والتآخي، والإنسانية، والرحمة، والعقل، ومخافة الله، على الأقل؟ أفيه
فقط ما يدعو إلى إشباع الغرائز الحيوانية لمن جعلته المصادفة يولد في عائلة مسلمة
فعرف هذا الكتاب؟
ثم إنك، يا وهابي، وتزعم أني أشتم (جميع) (علماء الأمة)!! أنا لم
أشتم أي عالم من علماء الأمة، ولن أفعل. هؤلاء الشيوخ السعوديون، أولا، ليسوا
علماء بل فايروسات خبيثة تنخر في جسد الإسلام، وثانيا، فكل من يقرأ ما أكتب، وليس هذا
المقال عن "حذاء رغدة على رؤوس شيوخ الإفتاء .." وحده، يعرف أني لم
أذكر، مثلا، الإمارات العربية ومن فيها يوما بسوء، ففيها، على الأقل، عالم دين
عراقي أجلّه، وأحترمه، وأحترم علمه، وأخلاقه المحمدية - هل أنا شتمت أحمد الكبيسي،
يا وهابي؟ معاذ الله. هل أنا شتمت مفتي سورية، وهو رجل يشع حبا لوطنه، وضحى بإبنه
فداء للوطن ودفاعا عنه؟ قُطع لسان من ذكره بسوء. ثم إني لم أذكر بسوء علماء، أو
شيوخ عُمان، أو اليمن، ناهيك عن علماء المسلمين، وشيوخهم في كل مكان. وأجلّ،
وأحترم آلافا غير هؤلاء في سورية وفلسطين، والمغرب العربي، وفي تركيا، وإندونيسيا،
وماليزيا، (ومعذرة إذا أضفت إلى هذه القائمة إيران أيضا – فقد يكون هذا كافيا
لاعتباري عميلا صفويا!!!)، وغيرها. خارج السعودية وقطر يوجد علماء دين، أما في
السعودية وقطر فلا يوجد إلا طفيليون، يفرّخون طفيليين في الأماكن الأخرى.
ولهذا يا أخي، يا وهابي، أرجو
منك توخي الدقة في حديثك في المرات القادمة. شيوخ الإفتناء في السعودية وقطر لا
يمثلون "علماء الأمة"، وليسوا علماء أصلا، بل هم شيوخ سوء، طفيليات
أبتلي بها الإسلام. ما هي علوم هؤلاء؟ علوم رضاعة الكبير؟ أم علوم التبول وقوفا؟
أم علوم سبي النساء؟
وأحد الأسباب التي تزيد غضبي في
حديثك هو أنك تسألني لماذا يستحقون الشتم جميعا. أحقا يا وهابي، أيها المدافع عن
شيوخ الإفتاء، تسألني هذا السؤال؟ يا وهابي حين يتقدم بعير أجرب بالحديث عن سبي
النساء، ويريد تجيير القرآن لهذا الغرض، فأنا أتوقع ممن تسميهم "علماء
الأمة" – خذ مثلا المعتدل سلمان العودة، أن يهبّ على الفور، ويجمع التواقيع
من ألف من هؤلاء العلماء (في نظرك)، ويصدر بيانا يستنكر فيه هذا السفه. أنا لا
أطلب هذا من أحد إلا من الذين ينتمي هذا البعير الأجرب إلى دوائرهم. أم أنّ كل
الجرائم بحق السوريين أصبحت الآن مستساغة، ومقبولة، ومطلوبة، وإن لم يحرض عليها
هؤلاء (العلماء!) بأنفسهم، فيصمتون عنها حين يحرض عليها سفيه من سفهائهم؟ ألا يلعن
المسلمون الشيطان؟ أو ليس من يسكتون عن الحق شياطين خُرسا؟
يا رجل، إن كنتم لا تأخذكم
النخوة تجاه السوريين، إذ تكالب عليهم كل شذاذ الآفاق، فلتأخذكم الرحمة بأنفسكم،
فما تسنونها من قواعد للتعامل الآن ستسري قريبا عليكم أيضا لأنها تصبح قواعد
متبعة. إن من يشرّع لسبي النساء لن يستطيع أن يعصم نساءه هو من السبي. ألا ترون أن
الدائرة دارت على العراقيين بالأمس، ثم على الليبيين، ثم على اليمنيين، والسوريين،
فهل أنتم آوون إلى جبل يعصمكم من الماء، أو النار؟
وما تزالون تقتبسون من القرآن
حسب ما يناسب مقاصدكم. تحدثني عن الجدال في القرآن؟ هذا القرآن الذي جاء هدى للناس
أصبح مستودعا للحجج تأخذون منه ما يناسبكم وقتما تشاؤون، وتتركون غيره. سبحان الله.
وحكاية "الأستاذ
الجامعي" صارت، يا وهابي، مثل آيات القرآن، تستخدمونها حسب المقام. كيف يفعل
أستاذ جامعي هذا وذاك؟ وكيف أنت استاذ جامعي؟ اعتقوني من هذا يا رجل أعتقكم الله
من العذاب، فأنا إنسان قبل أن أكون أي شيء آخر، فلا تحشروا هذه الحجة في الحديث
معي. أنت وأنا الآن مختلفان، وقد اقتبستَ أنت بنفسك قبل قليل آية من القرآن عن
الجدال! كيف لا تغضب إذاً، يا وهابي، حين ترى هذا الكتاب نفسه يستخدمه بعير أجرب
ليحرضنا على أن يسبي أحدنا نساء الآخر لأننا مختلفان؟ ألا يحق للإنسان، بل ألا
يتوجب عليه، أن يغضب حين يرى هذا، لأنه أستاذ جامعي؟ والله لولا أن لساني الذي
أنطق به آيات الله يجب أن يبقى نظيفا لسمعوا مني ما يصيبهم بالكآبة لسنوات، ويفتح
الطريق أمامهم إلى عيادات المعالجين النفسانيين يطرقونها فيما تبقى لهم من أعمارهم.
ومهلا في حكمك عليّ، يا وهابي.
تتهمني بأني أدمر المسلمين رجالا ونساء وأطفالا حين أشتم هؤلاء الشيوخ؟ كيف، وأنا
أدافع عن الرجال الذين يريد هؤلاء الجربان ليس قتلهم وحسب، بل وسبي نسائهم؟ كيف
أدمر النساء وأنا غاضب لمجرد سماع ذكر كلمة العار "السبي"؟ كيف أدمر
الأطفال، وأنا قلبي على طفل تريدونه أن يرى أباه يُقتل، ثم يرى أمه وأخواته يسبيهن
كلب أجرب؟ أنصف معي، أيها المسلم، وقل هذا الكلام لمن يريد أن يقتل ويسبي! فهو من
يدمر هذه الأمة، يعينه على ذلك شيوخ الولائم الآبقون.
أما حديثك، يا وهابي، عن أني
أخدم مخططات الصهيونية، فنثبته أو ننفيه بتجربة بسيطة. خذ كلام هذا السلفي الأجرب،
وخذ مقالتي "حذاء رغدة .."، وترجمهما إلى كل اللغات الأوروبية، ووزعهما
على الأوروبيين والأمريكان وغيرهم، وستعرف من الذي يخدم الصهيونية. إن أوروبا
ستتلقى فتوى هذا البعير الأجرب بالتهليل، وستمنحه جائزة نوبل لكلامه هذا لأنه
يعطيها الدليل الذي تريده على أن الإسلام دين همجي وبربري، دين قتل ودم، وفوق ذلك
يبيح سبي النساء، وها قد شهد شاهد من أهلها. هذا ما تحتاجه الصهيونية في حربها على
الإسلام. أما مقال عمر ظاهر فلن يدفعوا مقابله قرشا واحدا، وسيقولون إن عمر ظاهر
لا يفهم الإسلام، ويريدهم أن يصدقوا أن الإسلام ليس دين همجية، وقتل، وبربرية،
وإغتصاب وسبي، كما يصوّره هذا البعير الأجرب. ليس هناك من نصير للصهيونية اليوم
أخلص من شيوخ الفساد والإفساد في الجزيرة العربية وجآذرهم هنا وهناك.
أحقا، يا وهابي، لا ترى أن
السعودية وقطر وإسرائيل تقف سوية في خندق واحد؟ هل تريد بعد كل ما تراه أمام عينيك
دليلا على من يخدم الصهيونية؟
وتقول، يا وهابي، إنكم في
البلدان العربية تعرفون .. ماذا تعرفون؟ يا أخي، يا وهابي، رحم الله رجلا عرف قدر
نفسه. هل تعرف لماذا تكلمت أنا في مقالتي عن المسلمين (الإسلاميين) في أوروبا؟
لأني وجدت ضالتي (موضوع بحثي) فيهم. إنهم صورة جلية للإسلاميين من أمثال هذا
البعير الأجرب الذي يفتي بسبي السوريات. دعني أعطيك تعريفا للإسلامي على شاكلة
هذا، وعلى شاكلة العرعور، والعريفي، والقرني، والقرضاوي، ومن لفّ لفّهم: "إنه
رجل في عقله لوثة، ويحمل نفسا مريضة، وحرامي، وغشاش، وكذاب، ومنحط، وسافل، ومجرم
مغلّف – ويحفظ، لسوء الحظ، القرآن، فيستخدم آيات الله لتبرير كل ما في نفسه من خسة
ودناءة". تراه يسرق، ويمسكونه بالجرم المشهود، يعني "حرامي"، يعني
"سارق"، والسرقة عقوبتها في القرآن "قطع اليد" أليس كذلك؟
لكنه لا يرى ذلك، بل يرمي بوجهك على الفور بآية من القرآن بأن هؤلاء كفار،
وأموالهم، ونساؤهم حلّ له!!!! هل تعرف هذا يا وهابي؟ القرآن يستخدمه رجالك لتبرير
السرقة والإغتصاب، كما يستخدمه هذا الكلب لتبرير سبي النساء السوريات.
نحن، يا وهابي، جئنا إلى أوروبا
"دخالة" ليحمونا من شر حكام العرب، وهؤلاء يقولون إن أموال من وفروا لنا
الحماية ونساؤهم حل لهم!!! يا إلهي، أين يظن هؤلاء أنفسهم؟ في جزيرة العرب، أيام
جاهليتهم، يغزون بعضهم بعضا، ويسبون وينهبون؟ ما هي هذه العقلية التي تبيح لإنسان
أن يدخل بيتا يطلبُ فيه الحماية، فيسرقه، ويعتدي على أهله، ويقول إن أموالهم
ونساءهم حل له لأنهم كفار وهو مسلم!؟ انظر. لماذا يتصرفون هكذا في بلدان الغربة؟
لأنكم، في البلدان العربية، تربونهم على هذه الأخلاق، وهذا البعير الأجرب دليل على
ما أقول. إنها الدناءة موروثة في الجينات المريضة تجعل الضبع المتوحش يرى أموال
الناس ونساءهم حلا له، تارة لأنهم كفار، وتارة لأنهم سوريون.
ثم تدعوني إلى الإصلاح يا رجل؟
إصلاح ماذا؟ انظر في الفيديو أدناه، واعمل بنفسك على الإصلاح. هؤلاء الشيوخ
وحكامهم شردوا ملايين العراقيين والسوريين الذين كانوا آمنين في ديارهم، وكانوا
يعيشون بكرامة، وجعلوهم سكان مخيمات لاجئين ينتظرون فيها من هذا وذاك لقمة خبز،
وغطاءً يقيهم البرد! هل تعرف، أيها الذي أخذتك الحمية فصرت تدافع عن هؤلاء
المفسدين، ماذا يعتمل في نفسي حين أدخل سوقا هنا، وأجد عند صندوق الدفع علبة صغيرة
كتب عليها "تبرعوا لأطفال سورية"؟ انظر في الرابط أدناه، عساك تكف عن أن
تكون محاميا للشياطين، وتقلع عن عادة الدفاع عنهم، وتبقي فرصة للحوار في ظروف
أخرى، فأنا، يا وهابي، ما أزال أكظم بركان غيظي، وقد يفجّره من ينبري للدفاع عن
هؤلاء البهائم.