وانقلب السحر على الساحر
بعد التواطأ التركي مع تنظيم داعش وتوفير المستلزمات اللازمة لبقائه وتمدده من تسهيل تدفق و عبور الارهابيين
القادمين من شتى بقاع العالم على الحدود مع سوريا , وأيضا توفير الملجأ و الخدمات الطبية لهم وتسخير المستشفيات لعلاج جرحاهم , الى الدعم اللامحدود لوجستيا , مرورا الى مساندتهم عسكريا وتوفير الغطاء العسكري والميداني لهم والالتفاف على قوات وحدات حماية الشعب كما حصل مؤخرا في كوباني وراح ضحيتها اكثر من مائتي شهيد مدني من الاطفال والنساء والشيوخ , كل هذا مقابل تزويد التنظيم الارهابي لتركيا بالبترول الخام وباسعار بخسة عن الاسعار العالمية وفي نفس الوقت استخدام هذا الداعش الارهابي لمقاتلة الكورد في سوريا ومعاداة الكانتونات الكوردستانية الديمقراطية عبر الحدود .
أن هذه السياسية العدوانية التي ينتهجها اردوغان العدو اللدود للشعب الكوردستاني والتي تصب في معاداة الكورد والوقوف بوجه اي عمل من شأنه تأسيس كيان ذاتي ومستقل للكورد ولا يتوانى في استخدام الجيش لتنفيذ رغباته الشوفينية والفاشية , ومطالبتها الولايات التحدة الامريكية السماح لها بالتدخل العسكري لانشاء حزام أمني لحماية الامن القومي التركي المزعوم .
كل هذا ويتنصل السياسيين الترك من مساندتهم اللامحدودة للتنظيم الارهابي , لقد رأينا ذلك بأم أعيينا من خلال الفيديوهات العديدة و المسربة على شبكات التواصل الاجتماعي المتعددة وأدلة اخرى لا يقبل اللبس , وباعترافات عناصر التنظيم الارهابي نفسه ممن وقعوا أسرى بيد قوات حماية الشعب الكوردستانية . وكان أخر هذا التواطأ بين الفاشية التركية والتنظيم الارهابي هو العمل الوحشي الغادر والاعتداء الاجرامي على قرية سوروتش الحدودية مما أوقع أكثر من ثلاثين شهيد كلهم من المدنيين العزل .
لقد كانت الولايات المتحدة الامريكية تطالب تركيا دوما ومنذ شهور بالانضمام الى التحالف الدولي لمقاتلة هذا التنظيم الارهابي ولكن كانت تركيا تتلكأ وترفض المشاركة في التحالف الدولي بحجج واهية , ناهيك عن رفضها توفير الطلعات الجوية للتحالف من قاعدة انجلرليك , لكن بعد أعتداء داعش على بعض الجنود الاتراك على الحدود (في محاولة من داعش لجر تركيا الى مستنقع الحرب في سوريا ) , بادرت تركيا الى مراقبة الحدود المشتركة مع سوريا ومنع تدفق المسلحين من اراضيها , وكما وافقت على توفير قاعدة انجلرليك للتحالف الدولي بهدف استخدامها للطلعات الجوية . " وافقت تركيا على السماح لمقاتلات امريكية باستخدام قاعدة انجلرليك الجوية فرب الحدود مع سوريا لشن غارات على تنظيم الدولة الاسلامية " " ومن المتوقع أن تعزز هذه الخطوة من قدرة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية على استهداف مواقع التنظيم المتشدد في العراق وسوريا " وقد توصل البلدين الى الاتفاق على استخدام القاعدة الجوية بعد أشهر من التفاوض بشأن هذا الموضوع , وقد وافقت تركيا مؤخرا على مضض بعد تصعيد داعش هجماتها على الدوريات التركية على الحدود مما أوقع قتلى وجرحى في صفوف الجيش التركي .
اننا امام مشهد دراماتيكي تغيير مفاجأ في القوى والتحالفات على الارض , مما يستدعينا الى تساؤلات عديدة , هل التقارب الامريكي التركي سيكون على حساب الكورد ؟؟!! وهل وافقت امريكا على الحزام الامني التركي ؟؟!! وهل التصعيد الداعشي هو لاستدراج تركيا وتوريطها في المستنقع السوري