إنسان بلا عنوان .. قابل للطيّ والنسيان
وحيد أعتصر الغصّة في بلاد الغربة و الغرباء
قلبي مثل مأذنة جامع ينادي ولا أحد يجيب النداء
روحي تبكي ولا أحد يطبطبّ عليها بالحبّ أو الرثاء
وصوتي موجوع مكسور إنقلبّ من الصهيل إلى العواء
وحيد أعيش في غربة لا تُحتمل ولا تُطاق
مثل شجرة يستظلّ بها البشر وليس فيها أوراق
مثل خمرة يسكرّ بها الإنسان وليس فيها طعمّ ولا مذاق
مثل نافذة يتنفسّ الناس منها وأنا أعيش في حالة إختناق
وحيد أتوضأ من الذاكرة كي أصلي ركعتيّ نسيان
صرت مثل بحر ترقص فيه السفن وانا ما عندي شطآن
صرت مثل طفل يبكي باحثا عن أمه كي يرتشف منها الحنان
صرت مثل شاهدة قبر مكتوب عليها هنا يرقد من كان يوماً إنسان
وحيد أعيش بين أكوام الناس وبقايا البشرّ
قلبي صار غليظاً أقسّى من الصخر و الحجرّ
عمري سلسلة جرائم وآلاف من لحظات الضجرّ
وطني صار كل أبنائه فيه يبحثون عن تذكرة سفرّ
وأنا الوحيد وأنا الغريب وأنا الكاذب
الذي يكتب للناس عن الجنّة وهو يعيش في جحيم سقرّ
على حافة الوجع
صرتُ أؤمنّ بشدّة
أن أكثر الحفاة من أمثالي
يتركون أثرّ أقدامهم بعد رحليهم
أما أولئك فهم يتركون آثار أحذيتهم لا أكثرّ