قَرَفٌ عَلَى قَرَفٍ وَمِثلِي يَقْرَفُ
وَأسَىً يَزيدُ على أسىً لا يُوْصَفُ
مَا زُرْتُ يَومَاً مَوْقِعَاً مُتَصَفِّحاً
إلا انْثَنَيْتُ بِمَا يَغُمُّ وَيُؤسِفُ
مِنْ كُلِّ مَنْ تَخِذَ الوَقَاحَةَ مُطْيَةً
حَتَّى امْتَطَتْهُ فَصَارَ فِها يَزحَفُ
كَمْ لُمْتُ مَنْ غضِبوا على قُرَّائِهِمْ
حتى أسَاءوا لِي وَحِسِّي مُرْهَفُ
فَعَدَلتُ عَنْ لوْمي لهم وَعَذَرْتهُمْ
وَعَرَفتُ أنِّي مِثلهمْ مُسْتَهْدَفُ
فَلَكَمْ صَبَرْتُ على الكَثيرِ مِنَ الأذى
حتى لَكِدْتُ بِطولِ صبري أتْلَفُ
أسفي على زَمَنٍ ـ وَكُلّي حَسْرَةٌ ـ
يَعِدُ الصَّبُورَ بِما يُسِرُّ ، فيُخْلِفُ
شَبَحٌ ،وَتجْهَلُ أصْلَهُ مِنْ فَصْلِهِ
يَأتيكَ مُنتقِدَاً وَفِيهِ تعَجرُفُ
وَتحَارُ كيفَ تجيبُهُ ، مُتسَائِلاً
كيْفَ السَّبيلُ لِلَجْمِ مَنْ لا تعْرِفُ؟
فاعْرِضْ عَنِ الجُبَنا وَكلِّ مُزَيّفٍ
فالتَّرْكُ أفْضَلُ للكريمِ وأشْرَفُ
مَثَلُ الذي يَعْوِي بإسْمٍ زَائِفٍ
ـ لإثارَةِ الفوْضَى وَفِيهِ تَطَرُّفُ ـ
كالكَلبِ إنْ تَحْمِلْ عليهِ وَإنْ تَدَعْ
يَلهَثْ ، وَإنَّ الكلبَ مِنهُ أنظَفُ
أنَا لا يُشَرِّفُني مُعَاقٌ نَابِحٌ
أمَّا الاصِيلُ فَدَائِماً سَيُشَرِّفُ