ميكافيلياً-الوهابيون
أن تكون ميكافيلياً ، يعني أنه من أجل غايتك تبرر وسيلتك، يعني أن يفعل الوهابيون وكل التكفيريين ما بإمكانهم من قتل الأطفال وسفك الدماء، واغتصاب النساء، ونهب الأموال من أجل خدمة عدوة الله والدين والعروبة إسرائيل .. بدعوى تخليص سورية من البعث، وبدعوى الإصلاح، وبدعوى الحرية، وبدعوى .. وبدعوى. ومن أجل تحقيق مآربهم يشربون الدم ويظهرون القوة، والمكر، والدهاء.. والتفجير .. والإرهاب ..
أما الدين والقيم والأخلاق التي من أجلها بعث الأنبياء والرسل ، فلا مكانة لها في الوهابية ، أجل الغاية التي رسمها لنفسه محمد بن عبد الوهاب ، اتخذ كل وسيلة، وارتكب آلاف المجازر التي راح ضحيتها أكثر من مليوني عربي مسلم في سبيل تحقيقها .
والوسيلة التي سعى إليها ابن عبد الوهاب كانت خاضعة لدراسة دقيقة ، ومخطط دقيق بدعوى الوصول إلى ما سماه الدين الحق بالطرق الدموية ، العنيفة ، الباطلة ، التي مازال المسلمون في العصر الحديث يعانون منها ، فقد سنّ سنة الدم والإرهاب، في سبيل إلى الوصول إلى غايته على جثث المسلمين من الأطفال والنساء والرجال، فعليه وزر هذه السنة السيئة ، ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.
والواقع أن من يدرس نظرية ميكافيلي يجد تطابقاً كاملاً بين ميكافيلي وأخيه ابن عبد الوهاب فذاك يقول الوسيلة تبرر الغاية ، وأخوه ابن عبد الوهاب ، يقول : “توحيدنا يبرر أفعالنا” ومن يدرس النظريتين المتطابقتين يضعهما ليجيب على الأسئلة التالية :
– كيف تُنال الإمارات ؟
– كيف يحتفظ بها ؟
– كيف تفقد ؟
فإن عليه أن يراقب ما يجري في سورية بدقة ، ويضع الحلول المناسبة ، المقدور عليها . كان ميكافيلي بعد دراسة واقعه الذي كان يعيشه في إيطاليا انتهى إلى الرأي السياسي الذي عرف باسمه “الغاية تبرر الوسيلة” الوسيلة التي تتخذ في سبيل الوصول إلى الغاية ، شريفة أو غير شريفة ، نظيفة أو غير نظيفة ، وها هم التكفيريون الوهابيون يتخذون التكفير وسيلة للوصول إلى غايتهم ، ومعهم من يسمون دعاة الإصلاح ، ودعاة التغيير .
والواقع أن سفك الدماء ،وهدم المنشآت ، وقتل الأطفال والنساء ، ودعوة ما يسمى بالإصلاح ، كلّها وسائل يبررونها لأنفسهم ليصلوا إلى الغاية التي وضعت ضمن برامج هنري ليفي اليهودي الصهيوني ، وغيره من الأمريكان الصهاينة ، والأوربيين الصهاينة ، والعرب الصهاينة للوصول إلى السيطرة على سورية واستعمارها الاستعمار الجديد ، خدمة لإسرائيل وضمانة لبقائها .
والموضوع هنا ليس له صلة بالحق والعدل والفضيلة والمحبة ، والخير ، الموضوع هنا أن تدوس بقدميك كل تلك القيم للوصول إلى ما تريد ، سورية الوطن ، التماسك ، المحبة ، الخير ، الألفة ، تعايش الشعب مئات بل أكثر من ألف وأربع مئة سنة تعايشت سورية بكل أطيافها الإسلامية وغير الإسلامية ، وتعايش الشعب بكل اثنياته ، هذه قيم يقوم التكفيريون بتجاهلها وتخطيها ، والدوس عليها من أجل تسليم سورية إلى موالي العرب ، موالي الإسرائيليين المحتلين ، وتقسيمها طائفياً وإثنياً، حيث تنتهي المهمة ويخرس الإعلام المعادي بعد أن يكون أنهى مهمته كما فعل في ليبيا وتونس ، ولما يخرس حتى الآن في مصر لن يخرس ويرتاح حاله ، ويهدأ باله إلا بعد أن تقسم هي الأخرى .
ومن هنا علينا أن نعرف عِظم المهمة الملقاة على عاتق الجيش والشعب والقوى الأمنية بأشكالها . وقد صار معلوماً أن كل هؤلاء الذين يسمون بمجلس اسطنبول ، ومن معهم من ميليشيات دينية ، وعلمانية ، كلها تريد التسلق على أكتاف الإصلاح والتغيير للوصول إلى استلام الحكم وتسليمه مباشرة ، فاستلامه مشروط بتسليمه ، وإلا لما كانت مساعدات ، ولما كانت مهاترات ، ولما كانت ملايين الدولارات ، ولما كانت دماء وأموال وأعراض ، كل هذه الوسائل والطرق للوصول إلى استسلام سورية وتقسيمها ، لتكون إسرائيل في أمان واطمئنان مادامت الخطط والدراسات تمشي كما رسمت لها .
ومن الميكافيلية دعوة الحق بالطرق والوسائل الباطلة ، وقد صاروا مفضوحين فأمام كل اجتماع لمجلس الأمن لابد من مجزرة ، لابد من صراخ وعويل ، وإعلام واتصالات ، ودعوات ضد النظام السوري ، وشعبنا صار عارفاً بهذا الموضوع أيضاً، بل أكاد أقول أنه صار عارفاً ما سيجري بناء على ما جرى . ومع كل هذا فنحن لا نستطيع أن نبرأ أنفسنا من الأخطاء ، والأخطاء القاتلة !..
كيف ذلك ؟ أيها السوريون .. نحن في حرب ونخوضها عالمية ، ومع كل ذلك مع كل الاعتداء على أعراضنا وأموالنا وأرواحنا ، مازلنا نعاملهم بنبل وبشرف وبقوانين الفرسان ، وكأننا لا نرى أن الذين يخوضون المعركة ضدنا من صعاليك السوريين (بموجب المصطلح اللغوي لكلمة صعلوك ، على أنه من طرد من قبيلته أو جماعته لمخالفته التقاليد والأعراف العامة) ، فجمعتهم المصلحة ، واختاروا الميكافيلية طريقاً للوصول إلى الحكم على الجماجم والقيم ..
مازلنا نخشى الإعلام وسطوة الإعلام المعادي ، مازلنا نخشى ما يسمى بمنظمات حقوق الإنسان الصناعة اليهودية بامتياز . مازلنا نخشى مجلس الأمن ونحسب للبند السابع فيه ، مازلنا مازلنا نريد الخير للذين دسّوا السم في طعامنا وشرابنا ، وقطّعوا أوصال بلادنا ، ونالوا من أعراضنا ، يفترض أنها أعراضهم ، مازلنا فوق هذا وذاك نحسب كل حساب لكثير من الأشياء.
أيها السوريون الموضوع لا يحتاج محللين ، ولا خبراء ، ولا مخططين ، أو ما شابه ذلك ، الموضوع نعيشه على الأرض ، إنهم يريدون سحب البساط من تحت أرجلنا عن طريق الوفد الأممي ، وكأننا ما تعلمنا مما جرى في العراق ، أو في السلفادور أو في رومانيا ؛ الموضوع ليس بيد أحد ، لا بيد الحكومة السورية وأصدقائها ، ولا بيد أعدائها من الصهاينة ، أتباع ليفي هنري أو الأعراب ، أو قوى إقليمية أخرى ، أو صعاليك الموالي ..
أيها السوريون .. الموضوع بيدكم أنتم ، بيد الشعب الذي مازال يعاني الأمرين منذ أكثر من سبعة عشر شهراً ، أمامكم وسيلتان لتقييم أنفسكم وقوتكم ، وما هو بيدكم ، وما هو ليس بيدكم .
أولاً : أمامكم وسيلة النظر على الواقع حيث سورية كل سورية ، نعم كل سورية ، لا جيب ، ولا خيمة ، ولا قرية ، ولا بلدة .. مما يستعملها المسلحون ، يدخلونها ثم يمشون ، يختبئون في مغر الجبال ، أو وراء الحدود ، وكل المحافظات والبلدات والقرى والأرياف بأيديكم أيها السوريون ، كل الأرض بأيديكم ..
ثانياً : على جنبكم وسيلة السمع ، تسمعون ما تبثه القنوات الكاذبة ، وكشف كذبهم أعطاكم ويعطيكم قوة ومنعة ، وكشف كذبهم يجب أن يعطينا القوة إذ لو كانوا صادقين فيما يفعل المسلحون الذين تعرفهم الفضائيات أنهم كاذبون ، وأنهم صنيعتها، وأنهم على نسل داود ماشون ، وأنهم .. وأنهم .. لو كانوا صادقين ، وبموجب حديثهم يجب أن تكون سورية بيدهم من زمان .. من زمان .. وهذا يجب أن يكون حافزاً جديداً لوحدتكم وقوتكم . في عالمهم الكاذب عد ما شئت ولا تنتهي ، ولكن المهم أن كذب الفضائيات يجب أن يعطيكم القوة، فكذبهم يعني قوتنا ، وصدقنا يعني ضعفهم ، إنهم مازالوا يأملون .. وتشتت عملياتهم دليل قلة عددهم ، ودليل ضعفهم ..
فيا أيها السوريون ، ليس أمامكم من حل إلا أن تتكلوا على الله ، وتشدوا العزايم ، وتكونوا العين الساهرة والأذن السامعة ؛ لتكشفوا مواقعهم وتسللهم وأماكن زراعة الموت في قنابلهم . وأن تصبروا فإن من لا صبر له لا إيمان له ، اتركوا كل شكل من أشكال الحرب المادية المباشرة حيث القتل والتفجير أعلى درجات الإرهاب ، وحيث اغتصاب النساء ، ومن ثمة قتلهن مقطعات وحيث قتل الأطفال والمجازر قبل كل إقبال على مزايدة تقام بسوق مجلس الأمن ، حيث الصناعة اليهودية ، وحيث الإخراج اليهودي ، وحيث الإنتاج اليهودي ، وحيث التقيد الغربي العربي المتصهين من السوريين الذين خانوا ترابهم وأرضهم .
أيها السوريون : اتركوا كل هذا إلى قراركم الحاسم ، ادخلوا كل الأماكن حيث يتواجدون ، ولا تتركوا جحر ضب دخلوه إلا ودخلتم وراءهم ، لا يكفي أن نترك الأمر على الجيش وحده ، إن المسألة حياة أو موت . اذكروا ما جرى بعد باب عمرو وادلب ، لقد استتب الأمن والأمان ، وارتاح الشعب .
وأنتم أيها المسؤولون السوريون ، هل أنتم بحاجة لمن يقول لكم إن وفد عنان مؤامرة كبرى عليكم ، عاملوهم بمثل معاملتهم لكم ، رحبوا بالوفد ، وأعلموهم أنكم متضررون من وجوده ، ولكنكم من أجل السلم ، والتجاوب لمقررات مجلس الأمن مضحون ، وأنتم تعرفون مدى الأذى الذي سببه لكم هذا الوفد الذي يحمل الكثير من أتباعه المبايلات الإسرائيلية ، ولماذا هذه الشرائح هم يعلمون ، إنهم يؤدون وظيفتهم التجسسية بكشف كل المناطق العسكرية .
أما آن لكم أيها المسؤولون أن تدعوا ذلك . وأن تدركوا أن هذه الحرب ، لا مكان فيها لقيم الفرسان ، إنها حرب إرادة الكينونة (نكون أو لا نكون) وإننا – بإذن الله – سنكون ولا يكونون ، آن أوان الشد فبلادنا تدوم ، وتعيش بالقوة “الاعتماد على الله ، ومن ثمّ الشعب والجيش ، والوعي ” وإخراج المعتدين ، وإحراج مجلس الأمن ووفده الأممي .
وبالعين الساهرة بكل أشكال القوة ، وباليد على الزناد ، والإخلاص والوفاء ، نحافظ على سورية ، وإذا لم نفعل ذلك سنفقدها والعياذ بالله ، فليس أمامنا إلا طريق النصر بإذن الله . فشدوا العزيمة ، ونادوا “يارب المظلومين ، يا الله ..”
ويا معشر الشباب .. أيها الجيش الإلكتروني السوري ، مزيداً من العمل ، مزيداً من الوعي ، الله أكبر ، حي على الجهاد ، حي على قتال الكفار والمشركين ودعاة التوحيد الميكافيلي ، حي على قتالهم بكل ما أوتيتم من عزيمة وقوّة ، والنصر قريب بإذن واحد أحد أقرب مما تتصوّرون .