لماذا هذا!
أهز الرأس حسرة و أسى .. عندما أجد الفرقة و التنازع بيننا .. أصبحنا نركض وراء ما يفرقنا و هو القليل ,و ننسى ما يجمعنا و هو الأساس والرباط المتين....!أصبحنا نحصر الدين في زاويتنا و منطقنا و فكرنا , و بناء عليه نحارب كل من يخالفنا الرأي أو يرى من منظار غير منظارنا .. أو يجرؤ على انتقادنا و بيان عوارنا و زيف سلوكنا!
و كم يطيب لنا عندها إطلاق التوصيفات و الأحكام التي قد تصل أحيانا إلى التكفير و الإخراج من الملة .. مبررين لأنفسنا أننا بذلك ندافع عن الدين و الذي احتكرنا التفكير فيه والعمل له لأنفسنا .. حتى و إن كان ما نقوم به خطأ أو حتى يتناقض مع ما كنا نتبناه سابقا تبعا لتغير المصالح و الأهواء!و حتى لو كان الدين مما نقوم به و نفعل براء!
متى نثوب إلى رشدنا و نفكر فيما يجمعنا بإخوتنا ...؟ متى نعلم أن الدين أوسع من ضيق أفقنا و محدودية تفكيرنا ...؟؟متى نجرد قيمنا ومبادئنا من أهوائنا و مصالحنا ...؟ متى تكون مبادئنا و ثوابتنا المستمدة من كتاب الله و سنة نبيه هي الأساس و المقياس لكل أحكامنا و لكل سلوك و رأي لنا ...؟متى نكف عن تقديس أشخاص و بشر مثلنا نبرر لهم كل خطأ و سلوك و كأنهم أنبياء معصومون عن كل خطأ و منزهون عن كل نقص.. و في المقابل نجرم و نسب و نلعن من يرتكب مثل هذا الخطأ ممن أصبحنا نعتبرهم أعداء لنا لأنهم خالفونا الرأي ؟
متى ندرك أن صلاح أمرنا بوحدتنا لا بفرقتنا ؟ متى نشد الكف إلى الكف .. و نرص الصف على الصف ؟ متى ندرك أن من نحاربهم و نسفه آراءهم لأنهم خالفونا ما هم إلا إخوة لنا ؟ متى نعلم أن ما نراه صوابا , يرونه خطأ و ما نراه خطأ يرونه صوابا فلا نحاول فرض آرائنا عليهم بالقوة , بل بالمنطق والحجة والبرهان ؟؟ متى يصبح الفيصل في خلافاتنا قيمنا و مبادئنا الثابتة المستقاة من كتاب الله و هدي رسوله . و ليس قال فلان و تصرف فلان ؟؟ *و هل سيغني عنا فلان يوم القيامة* إن أردانا موارد الهلاك بتبعيتنا العمياء له ...؟
متى نوحد القلوب والمشاعر و نضيع على أعدائنا فرصة تأجيج نار خلافاتنا التي تحرقنا في أتون مكرهم و غدرهم و التي تجعلهم ينظرون إلينا ببسمة شماتة و ضحكة انتقام ما هي إلا سياط تجلدنا و تعذبنا و تعمق جراحاتنا و تزيد من غرقنا في بحر أوهامهم و ظلمهم و تجبرهم بنا و سيطرتهم علينا ؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟