إلا السعودية أبت و استكبرت و كانت من الكافرين
---------------------------------------------
نعم فالسعودية اليوم هي
"الدولة" الوحيدة التي كفرت بكل الحقائق السياسية و الميدانية التي آمنت
بها و صدقت براهينها كل الدول التي شاركت
بعدوان تدمير و إسقاط الدولة السورية. فها هي قطر التي سطع نجم عمالتها
الصهيونية في بداية العدوان على سوريا
بدأت تتوسل الغفران بإبراز حسن نواياها
عبر مساعيها في حلحلت ملفات من اختطفتهم سابقاً و تختطفهم حالياً و من ستختطفهم
ربما لاحقاً , علّ و عسى عمليات تحرير من تختطفهم تفتح لها و لو درباً دبلوماسيا
ضيقاً إلى قلب الديار الدمشقية المنتصرة على كل ما ضخّته فيها سابقاً من أموال و إرهاب قتلت بهم الشعب
السوري .
و أردوغان ذاك الديك العاجز إلا
عن صياحه المشحون بمرض جنون العظمى لملم
كل دجاج وعيده و تهديده و كل صيصان احلامه السريالية و اختبأ في "قن" صمته واجِلاً من اقتراب موعد
اجله السياسي الذي بات على ما يبدو قريباً و ذلك مع حلول اول استحقاقٍ رئاسيّ تركي مقبل. حتى اميركا الشيطان
الأكبر و القائد الأعلى لمحور ضرب جبهة المقاومة في منطقتنا العربية آمنت و اعترفت
بالنصر السوري بعد أن انصتت جيداً إلى كل
دعسةٍ عسكرية نطق بها حذاء الجندي السوري
في معركة "دعسه" لرؤوس الخونة
والإرهابيين المتسللين إلى أرضه, فهدأ خطابها وابتلعت لسان وعيدها بعد ان
سترت الدبلوماسية الروسية لها عجزها العسكري بتمثيلية التسوية الكيميائية و خنقت
لها إيران صوتها بتسوية جنيف النووية .
و لم يبقى في الميدان إلا
"حديدان السعودي" الذي أبى و أستكبر و أمعن في حمقه بشهره لسيف إرهابه
و بقراره استكمال عدوانه وحده صارخاً: "الله أكبر, انا لها". نعم هو لها
بالفعل لكن بحماقة سياسية يُسوّق لها إرهابه المزمن الذي سيرتد عليه لا محالة
انتحاراً سياسياً لاحت بشائره في أفق العالم السياسي الجديد الذي أراد له اقطابه
الجُدد أن يخلوا من الإرهاب القاعدي, فهل على الأحمق الحانق المتعثر بذيول خيبته
من عتب إن هاج او غضب؟ طبعاً لا, لكن حين يتحول الحمق الغاضب إلى إجرام و إرهاب سافرٍ معلن المنشأ و المقاصد
الخبيثة سيلقى وحيد الساحة هذا من المظلوم المنتصر كل نار ويله المشحون بالغضب.
فتكبير...
في بداية العدوان على سوريا
كانت المعارك متعددة الجبهات و كان المتآمرون كُثر (و ما زلوا كثر حتى اليوم و لم
يتغير عديدهم إلا أن الهزيمة أكلت لسان تبجحهم فتقزّم حجم حضورهم اعلامياً و
ميدانياً حد التخفّي عن الأنظار), لذلك لم يكن أمام الدولة السورية في بداية الحرب
عليها من خيارات سوى خيار المواجهة عبر استراتيجية الدفاع المكبوح الهجوم و
التطهير المتنقل بحذر كون اوراق العدوان عليها اختلُطت في ساحات المعركة بين ابناء
بلد مغرر بهم و اخرين عملاء خائنين له. هذا عدى عن كثرة الضجيج الإعلامي المُضلّل
و المُحرّف للوقائع الذي تكاثف كضباب هستيري حال دون إمكانية إفهام المراقبين
حقيقة ما يحدث فعلا على الارض السورية و
جعل من أي مجاولة لصد العدوان بالهجوم عملية جداً صعبة و مكلفة سياسياً لأن من
تصدر الصفوف الامامية في بدايات العدوان , رغم كثرة المتآمرين و تنوع مشاربهم بين
غربي و عربي و ابن بلد و اجنبي , هم جرذان السفينة السورية من ابناء شعبها الذين
قسموا أنفسهم إلى أربعة فيالق تقاسمت فيما بينها
خدمة تعبيد الطريق للعدوان الكوني على
بلدهم , فأتت فيالقهم على شكل التالي:
1) الفيلق السياسي, ضم كل
المكيافيليين الذين أطلقوا على انفسهم لقب
"معارضون سياسيون " ممن وجدوا في ربيع الكذب الثائر فرصة ذهبية لرفع
أصواتهم عالياً بمطالب فاقت صغر احجامهم و ذلك لعدم امتلاكهم لأي فكر او مشروع
وطني واضح يقنع من يسمعهم و يلقي الحجة على من يعارضونه او حتى على من يسمع
هذيانهم السياسي من خارج قطر الوطن.
2) الفيلق العسكري, ضم اغلب
الفاسدين و المرتشين ممن هربوا (أو انشقوا حسب تعبيرهم) من المؤسستين العسكرية و الأمنية في جهاز
الدولة ليألفوا جيشاً حراً تبين فيما بعد
بأن كل أفراده كانوا قد تحرروا فعلاً صادقين من كل التزاماتهم الوطنية و من كل ما
له علاقة بالكرامة و السيادة بدليل تبعيتهم و ولاؤهم المطلق لأي صعلوكِ من صعاليك
الخليج أو نكرة سياسية لبنانية قدموا لهم البنادق أو العبوات الناسفة مُرفقة بمبلغ
مالي محترم .
3) الفيلق الإعلامي ,ضم كل فاقدي
الاخلاق و كل من هو على استعداد لبيع ليس فقط وطنه و حسب بل أمه و أبيه و حتى نفسه
أن لم يجد ما يبعه لأي خليجي يدفع له أكثر, وعُرف افراد هذا الفيلق باسم
"شهود عيان" قناتي الجزيرة و العربية و اقتصرت مهمتهم على دبلجة كذب
المحطتين الافتراضي و تحويله إلى لهجة سورية واقعية مدعّمة بمقاطع فيديو لمجازر
ارتكبوها بحق مواطنيهم نُشرت فضائياً موقعة
بعبارتَي "الله أكبر شبيحة النظام فعلت...الله أكبر عصابات الأسد
ارتكبت..." و ذلك بهدف إضفاء الصبغة
الطائفية على الفوضى التي أسموها
ثورة و استنهاض العصبية المذهبية في الشارع العربي و الإسلامي لاستجلاب كل غيّوري
الأمة الإسلامية من المتطرفين دينياً أو المتعصبين مذهبياً لنصرتهم و تخليصهم من "نظامٍ" استبد (بحسب زعمهم) بأهل السنة و الجماعة في
بلاد الشام.
4) فيلق متظاهري الأرياف و ساحات
الهواتف المحمولة, ضم قلةً من الشعب السوري أغلبهم من الطبقة الريفية و من
القاصين ممن اعجبتهم فكرة الهيجان الثوري
في الشارع العربي فلبوا نداء ثورةِ حنقهم على الفقر و سوء المعيشة أو على سلوك بعض
الفاسدين في الدولة و ذلك بعد ان البسوا تحركهم ثوباً سياسياً فضفاضاً فصّلته و
حاكته لمظاهراتهم الخجولة لغةٌ سياسية مضللة غزت خُطب مساجد الأرياف عبر شيوخ
متطرفين شدوا رحالهم من بلاد الحجاز و ما جاورها من بلدان شبيهة او تابعة لفكرها
الجاهلي و اتوا بلاد الشام ليعبثوا بعقول شبابها و يمهدوا ارضها عقائدياً لحلول
موسم الغزو الارهابي فيها.
لم تنجح الفيالق الأربعة رغم كل
الدعم المادي و السياسي و الإعلامي الكوني المقدم لها بلا حساب من اثبات شرعية
وجود ثورة في سوريا, فالميدان المقابل المؤيد للدولة كان طاغي الحضور و أكثر
اقناعاً رغم محاصرته اعلامياً و محاولات تحجيمه سياسياً و وطنياً, مما اضطر محور
المتآمرين على سوريا إلى الانتقال للخطة "ب" بإدخالهم عنصر الإرهاب إلى
أرض المعركة بغية دعم ثوار الوهم الإعلامي ميدانياً و ارهاب الساحة المقابلة
لتفتيتها و تهجيرها خارج حدود الوطن فتخلو السفينة عندها إلا من جرذ خيانتها. لكن
أيضاً الخطة "ب" رغم هول ما خلّفته من مشاهد إجرام يشيب لها الولدان من
عظمة فجورها لم تلبي للمتآمرين مآربهم و لم تثني الشعب السوري الشريف عن قراره في
الصمود و مقاومة الحملة الصهيونية عليه, لا بل على العكس تبين للمتآمرين على الأقل
للطرف الغربي منهم أن الوحش الذي صنعوه و ربّوه ليفتك بخصومهم تضخّم جداً إلى درجة
بات يخشى معها بأن يرتد عليهم لينهشهم بأنيابه أن لم تحقق الساحة السورية له
أحلامه, ففشلت الخطة "ب".
بفشل الخطة "ب" تيقّن القائد الأمريكي بأن محور حلفه قد هزم
فبدأ بالبحث عن سبيل للخروج من حفرة الإرهاب التي حفرها و حليفه السعودي في سوريا
و التي اتسعت كثيراً إلى حد عدم قدرته على احتوائها و إدارتها كالسابق, فأتى الدور
على طوق النجاة, خطة الخروج من الأزمة السورية
"ج", فكان التهديد بالضربة العسكرية الأمريكية, وأُخرس بعدها
الفم الأميركي بتسويتَي الكيماوي السوري و النووي الإيراني فسقط بهما العدوان و
حافظت أميركا على ماء وجهها لكن على حساب الحلقة الأضعف في هذه الحرب و هم الفاشلون من الخونة العرب و
في مقدمتهم قبيلة آل سعود الوهابية.
آل سعود لم يقتنعوا او لم
يستطيعوا بلع حقيقة أن مؤامرتهم قد فشلت رغم كل ما ضخّوه لأجلها من أموال وجندوه لها من إرهاب مُكلف
القيادة و خَطِر التربية, و لم يستطيعوا بلع فكرة أن دورهم السياسي السابق في
المنطقة قد ولّى إلى غير رجعة, و أن عصر تسلطهم الذهبي قد أطفأه الدم السوري
المقاوم , فجنّ جنونهم السياسي و أزبد تاريخهم الإرهابي و قرروا أنهم لن يخرجوا
خاسرين من المعركة حتى لو خاضوها وحدهم بسيف إرهابهم و إعلان تحالفهم الصريح مع
الكيان الإسرائيلي. لكن آل سعود نسوا أن الجيش العربي السوري الذي هزم الحرب
الكونية عليه بصمود الدفاع فقط لن تعجزه قطعان الوهابية المجرمة خاصة بعد أن انجلى
ضباب التضليل الإعلامي و خلت ساحة معاركه من أبناء بلده المُغرر بهم و لم يبقى في
ميدان المواجهة معه إلا الخونة منهم و من
معهم من إرهابيين أجانب تسللوا إلى أرضه ليقتلوه عليها.
في بدايات العدوان على سوريا
كانت الجرائم كلها تسجل ضد مجهول الفوضى, اليوم الفوضى انتهت و أغلب الدول الداعمة
لها أقرت بهزيمتها وسحبت دعمها لمسلحيها, و بالتالي لا يجوز بعد الآن أن تُسجل
جريمة واحدة ضد إرهابيي القاعدة حتى و لو
كانوا هم المنفذين لها لأن الممول بات أشهر من نارٍ على علم و هو وحده من يجب ان
يتحمل وزر كل جريمة يرتكبها الإرهابيون التكفيريون بحق الشعب السوري , و يجب ان
يصار إلى محاكمة الممول و الداعم في المحاكم الدولية بتهمة ارتكابه لجرائم الحرب و
تسويقه للإرهاب, و يجب أن يُعامل من قّبل محور المقاومة تماماً كالإسرائيلي طالما
هو حليف له بدليل اهدافهما المشتركة و تشابه إرهابهم.
و بعد , فلنسأل
"حديدان" السعودي هل ما زال حقاً هو لها؟؟؟...و تكبير.