الخناجرالمغروزة في الجسد العربي
مثلت "إسرائيل" ولا تزال الخنجر الأساس المغروز في قلب الأمة العربية، الناتج عنه جرح دامي مازال يؤرق حاضرها ويزعزع كيانها ويحول دونها ودون مستقبلها....فالتخلف والجهل مع وجود هذا الخنجر صاروا سمات الطالع لهذه الأمة المقسمة إلى دول تكرس أنظمتها هذه السمات ولا تعمل على التغلب عليها، عملا بالمنحى المطلوب اتباعه من، من أوجدوا الإنقسام وحللوا الجهل وحرٌموا التقدم في بلادنا على مدار الأربعينيات والخمسينيات....ولأن العاطفة وحدها لاتكفي من أجل التغيير، انتهت كل المواجهات مع هذا المشروع الصهيوني بانتصاره وهزيمة العرب حتى الآن.... ليؤكد ذلك بشكل لايقبل الجدل بأن الغرب الذي أسس الكيان الصهيوني قد بنى فكرته ليس فقط على القوة التي كان يملكها ويستطيع بواسطتها فرضها على المجتمعات العربية المتخلفة والتي يمكن التحايل عليها وخديعتها، وإنما أيضا بناءً على تحليل سياسي مبرمج وخطط تآمرية لعشرات السنين إلى الأمام.....
الواقع العربي المرير والمهانة العربية المستمرة منذ فترة زمنية ليست قصيرة سببها ليس الإستعمار وحده، وإنما للأمة العربية بمكوناتها المترامية الأطراف على مساحة واسعة- المالكة لميزات جفرافية إستراتيجية وثروات هامة للإقتصاد العالمي- سببت بضعف قادتها ووصوليتهم في تنصيب الإستعمار العالمي وصيا عليها ومهيمنا على قرارها.....تمثل دول الخليج اليوم الخنجر المسموم الثاني في ظهر العرب، الهادف إلى تطويع العرب من العرب أنفسهم وترويضهم في مزارع الغرب إلى الدرجة التي لا يكون عندها حاجة "للسيد الأبيض ومعه الكرباج" بأن يكون متواجداً في نفس الحظيرة طالما أن هناك من يقوم بهذه المهمة بكل تفاصيلها ومن دون مقابل يذكر....
جاء الخنجر الخليجي وفي جعبته الإسلام"الغربي" المدجج بما هب ودب من التشريعات والإفتائات و"العلماء" الجاهزين لبعث الغرب بمصالحه وهيمنته وعربدته وعنصريته، وبعبائة خليجية وذقون "إسلامية"، ,وألسنة لاتكف عن ذكر محاسن الزواج الصوري بين الإسلام والغرب الإستعماري كبديل سيقود بالنهاية لوحدة العرب تحت بسطار الغرب...إن عشرات القواعد العسكرية الغربية في دويلات الخليج الغربي، تمثل ورقة الضغط الدائمة في وجه المشروع الوطني العربي المتعارض مع المصالح الغربية، والمستعدة دائماً لدك أي خارج عن السرب، أو شارد عن القطيع بكل مايلزم لرده إلى جادة الصواب، "أو سحله وصلبه ومن ثم الإجهاز عليه"....لايجب أن نلوم الغرب الذي زرع"إسرائيل" في قلب العرب وفقا لمخططات السيطرة التي اعتمدها منذ العام 1906 لحماية مصالحه الإستعمارية، المتعاكسة قلبا وقالبا مع طموحات ومصالح العرب...ولاتلام "إسرائيل"- فهي نتاج عنصري له وظيفته، التي ينفذها هذا الكيان بتقنية وحرفية عاليتين، فمن جهة- هو يقسم العرب إلى شرق وغرب واقفا كسد أمام أيٌ تقارب او وحدة بينهما....
ومن جهة ثانية- هو.. هو يشغلهم بوجوده ليل نهار ممثلا عبئاً على ميزانياتهم وحياتهم الإقتصادية على حساب تطورهم وازدهارهم وتقدمهم.....
والمهمة الثالثة والأخطر على الإطلاق- تأهله القريب لشق الصف وزرع الفتن وحبك المؤامرات بين الأخ والأخ، وبين الدولة العربية والاخرى......إن موضوع سوريا لايمكن أن يكون قد مرٌر من دون ختم الموساد الصهيوني، الموافق عليه من أعلى القيادات في الكيان الصهيوني.......ولذا نرى تحالفاً أهدافه مشتركة بين الأفعى الصهيونية والعقرب الخليجي الغربي، لسحق بقايا الفكر القومي العربي وتفتيت مفرداته إلى الدرجة التي يمكن بعدها تحويله إلى طحين في طواحينهم وذرٌه بعد ذلك مع الهواء والعواصف، بحيث تضيع بين مايتبقى من العرب كل تاريخ الفكر القومي العروبي، وتلك الصفحات الناصعة التي قادها في الستينيات القائد الخالد جمال عبد الناصر، الذي مثل قمة الجبل للنضال القومي العربي الهادف إلى تحرير الإنسان العربي وتقدمه وازدهاره ووحدته بعد تحرير فلسطين من براثن الغول الصهيوني الإمبريالي الغربي......
والآن يشدٌد هذا التحالف من هجومه اللا أخلاقي على آخر ما تبقى من الأخلاق العربية والشهامة والمروءة والفداء......لاأبالغ إذا قلت بأن سوريا الآن تمثل الخندق الأمام في المواجهة التي ستغير نتيجتها الأوضاع في كل منطقة الشرق الأوسط، ويمكن أن تغير ايضاً تقسيمات العالم وتلاوينه إلى سنوات طويلة قادمة.....إما أن ينتصر تحالف الأفعى مع العقرب، فنرزح كعرب عبيدا لعشرات السنين القادمة عمالاً في كيبوتسات بني صهيون وعمال نفط في خليج "القحط" للعبائة والسيد من وراء المحيطات.
أو أن ننتصر وينتصر معنا الحق الذي انتظر طويلا في فلسطين والقدس والأقصى المبارك، وينتصر معنا كل عربي غيور على عروبته وهويته وتاريخه وحاضره ومستقبله.......إن انتصار سوريا سيعني قلب معادلة القطب الواحد التي امتهنت بمقتضاها أمريكا دول العالم، واحتلت بشكل مباشر العراق وأفغانستان ....وإن تعدد القطبية سيجبر الولايات المتحدة والغرب الإمبريالي على الإنصياع للقوانين الدولية في تعاملها مع كل القضايا الملحة وعلى رأسها قضية فلسطين.....انتصار سوريا الجيش والشعب والعروبة سيكون "الخازوق" الأول من نوعه في زمن ما يسمى الربيع العربي للصهيوني برنارد ليفي وجوقته العربية وعلماء مسلميه وإخوانه، الشيء الذي سيبشر بربيع عربي من نوع آخر عقله المدبر الفكر القومي العربي التحرري، الذي سيهز أركان العملاء والأجراء أينما كانوا في الخليج، في المغرب، في مصر، منبئاً بانتصار مبادئ العمالقة على فكر الأقزم وأسيادهم، مع الذين يصفقون لهم طمعا بالبترو دولار الملطخ بدماء آلاف الليبيين والسوريين العرب والمسلمين.
إقترب الربيع العربي بسماته العربية السمراء، الذي سيكنس كل ربيع مزور نظٌرَ له غير العرب لغير العرب، ربيع العرب يتقدمه أبطال العرب الذين يرسمون بدمائهم ورجولتهم مستقبل العرب وعزة العرب وكرامة العرب وتاريخ العرب.
--------------------------------------------------------------------------------
,,,,,,,,,,,,’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’م,,,,,,,,,ق,,,,,,,,,و,,,,,,,,,,,,,,,ل,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,ن
,,,,,,,,,,,,’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’م,,,,,,,,,ق,,,,,,,,,و,,,,,,,,,,,,,,,ل,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,ن