@نحن إمة ضيعها > جهل آبناءها....وخيانة حكامها .... وفشل رموزها....وفتاوي مشايخها...! @آطماعكم >تطرفكم>آحقادكم>>>آلسبب...! @وزد فوق ذلك عيوبكم >تغريبة للإ سلام و آلعروبة.....!!!! @إلى متى هذا آلنوم؟ آين همم آلآجداد ...يا آبناء يعرب... ؟
نبذة عن آليمن

اليمن رسميا الجمهورية اليمنية دولة تقع جنوب غرب شبه الجزيرة العربية في غربي آسيا. تبلغ مساحتها حوالي 527,970 كيلو متر مربع، يحد اليمن من الشمال السعودية ومن الشرق سلطنة عمان لها ساحل جنوبي على بحر العرب وساحل غربي على البحر الأحمر. عاصمتها وأكبر مدنها هي صنعاء، ولدى اليمن أكثر من 200 جزيرة في البحر الأحمر وبحر العرب أهمها جزيرة سقطرى، وهي الدولة الوحيدة في الجزيرة العربية ذات نظام جمهوري. وكان اليمن أول دولة في الجزيرة العربية سمح للنساء بحق التصويت عام 1967[4] تحققت الوحدة اليمنية بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في 22 مايو 1990.

ينص الدستور اليمني على ديمقراطية الدولة وإقرارها التعددية الحزبية والسياسية وتبنيها نظام إقتصادي حر والإلتزام بالمواثيق والعهود الدولية المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع [5] اليمن عضو في جامعة الدول العربية من 1945 والأمم المتحدة من 1947 وحركة عدم الإنحياز ومنظمة التعاون الاسلامي.

لليمن طبيعة قبلية إذ أن غالب السكان يعيش في الأرياف وتشكل القبائل قرابة 85% من التعداد الكلي للسكان وتلعب الإنتماءات القبلية والمناطقية دورا كبيرا في رسم الخارطة السياسية للبلاد وهو البلد الثاني بعد الولايات المتحدة كأكبر نسبة إمتلاك للسلاح بين أفراده [6] يقطن اليمن أغلبية سنية شافعية وأقلية زيدية كبيرة وأقليات صغيرة من إسماعيلية ويهود ومسيحيين [7]

تاريخ اليمن القديم يبدأ من أواخر الألفية الثانية ق.م بداية بممالك سبأ ومعين وقتبان وحضرموت نهاية بمملكة حمير التي وحدت كل هذه الممالك وكانوا مسؤولين عن تطوير نظام كتابة قديم عرف بخط المسند[8] والذي قاموا بنقله إلى المتحدثين بالعربية الشمالية القديمة واللغات السامية في إثيوبيا [9] عدد النصوص والكتابات والشواهد الأركيولوجية في اليمن أكثر من باقي أقاليم وأقطار شبه الجزيرة العربية[10] أطلق عليها الإغريق تسمية (يونانية: Αραβία ευδαιμονία، لاتينية: Arabia Felix) و تعني " العربية السعيدة " أو " العربية المباركة " [11]

يمتلك اليمن مخزونا سياحيا مرتبطا بتاريخه وتضاريسه الجغرافية المتنوعة وأختير كوجهة سياحية إلا أن الإضطرابات الأمنية أثرت على القطاع السياحي كثيرا [12] للبلاد ثقافة تثير إهتمام السياح والباحثين وقد صنفت منظمة اليونيسكو الغناء الصنعاني من التراث الثقافي اللامادي للإنسانية الذي ينبغي المحافظة عليه و صيانته [13] مر اليمن بإضطرابات من بدايات القرن العشرين وتبنى أئمة المملكة المتوكلية سياسة إنعزالية خوفا من إمتداد الأفكار الثورية والتقدمية لداخل البلاد إلا أن عدد من الثورات قامت لإسقاط المملكة بدءا بثورة الدستور وإنقلاب المقدم أحمد بن يحيى الثلايا ومن ثم ثورة 26 سبتمبر والتي تزامنت مع ثورة 14 أكتوبر لطرد المستعمر الإنجليزي من مستعمرة عدن. تمر البلاد بأوضاع سياسية وإقتصادية صعبة نتيجة الفساد والصراعات الإثنية والدينية التي تعيق مسيرة التنمية. قامت ثورة الشباب اليمنية في عام 2011 مطالبة بإسقاط علي عبد الله صالح، والذي حكم البلاد لمدة 33 سنة وأثمرت الإحتجاجات في تنحيته وتنحى أبنائه بعد قرارات رئيس المرحلة الإنتقالية المشير عبد ربه منصور هادي بفصل وإعادة هيكلة الجيش اليمني نهاية العام 2012 قبيل الحوار الوطني اليمني المزمع عقده بداية 2013

التسمية

وردت عد نظريات لتسمية اليمن والغالب أنها مشتقة من كلمة "يمنت" والتي أضافها ملوك مملكة حمير إلى لقبهم الملكي عقب توحيد الممالك الأربع[15] وكلمة يمن في جميع اللغات السامية القديمة تعني الجنوب أو الجهة اليمنى ويسمي اليهود أهل اليمن (عبرية :תֵּימָנִי تيماني ) وحرفيا تعني من الجنوب [16] وأطلق الرومان عليها تسمية (لاتينية:Arabia Felix) وكلمة "فيليكس" قد تعني "المحظوظة" و"الخصب" وكلها مرادفات لليُمن [17] أما النظرية العربية بعد الإسلام تقول أنه سمي بذلك لإنه يمين الكعبة[18] اليمن هو أحد خمسة أقاليم تحدد جغرافيا الجزيرة العربية وهو الإقليم لما وراء تثليث ويبرين إلى صنعاء وماقاربها ومخاليف حضرموت وعُمان ومركزها صنعاء [19] [20] الأقاليم الخمس هي اليمن والحجاز وتهامة ونجد وإقليم البحرين

الجغرافيا

الذي يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي عن طريق خليج عدن. يحدها من الشمال السعودية و يبلغ طول الشريط الحدودي بين البلدين 1,458 كم و 288 كم مع عُمان من جهة الشرق. و من الجنوب بحر العرب و من الغرب البحر الأحمر ويبلغ طول الشريط الساحلي لليمن 2500 كم 

التضاريس

يتكون اليمن من خمسة أقاليم جغرافية هي :
إقليم السهل الساحلي : يمتد هذا الإقليم من تهامة مرورا بالسواحل الجنوبية للبلاد في عدن وحضرموت والمهرة. يتخلل هذا الإقليم عدة هضاب وجبال ويشمل سهول تهامة وأبين وميفعة والسهل الساحلي الشرقي في محافظة المهرة [23]
إقليم المرتفعات الجبلية : وهو أكبر أقاليم اليمن الجغرافية إذ يمتد من أقاصي الحدود الشمالية الغربية للبلاد حتى الحدود الجنوبية الشرقية. و الجبال في هذا الإقليم هي الأعلى إرتفاعا في شبه الجزيرة العربية بمعدل 2000 م وتبلغ بعض القمم 3500 م أعلى هذه القمم هي قمة جبل النبي شعيب الذي يعد ثاني أعلى قمة في البلدان العربية بعد جبل توبقال في المملكة المغربية [24] [25]
إقليم الأحواض الجبلية : يتميز هذا الإقليم بالأحواض والسهول الجبلية في مرتفعاته وأكثريتها تقع في الجانب الشرقي من الإقليم حيث تكثر المياه الآتية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب وتعبر في قاع يريم وذمار ومعبر وحوض صنعاء وعمران وصعدة. [26]
إقليم المناطق الهضبية: تقع إلى الشرق والشمال من إقليم المرتفعات الجبلية وموازية لها لكنها تتسع أكثر باتجاه الربع الخالي وطبيعة هذا الإقليم صحراوية صخرية تتخله بعض الأودية وينقسم إلى قسمين الهضبة الغربية وأعلى إرتفاع لها قرابة 1300م والهضبة الشرقية المتمثلة في هضبة حضرموت الي بدورها تنقسم إلى شمالية وجنوبية بسبب وادي حضرموت الذي يفصل بينهما. [27]
إقليم الصحراء :إقليم رملي يكاد يخلو من غطاء نباتي بإسثناء مجاري الأمطار ويشمل أجزاء من صحراء الربع الخالي. تراوح ارتفاع السطح هنا بين (500-1000) م فوق مستوى سطح البحر.

المناخ

الجو حار ودرجة الرطوبة عالية في المناطق الساحلية ومعتدل في المناطق الجبلية وجاف وحار في المناطق الشرقية للبلاد [28][29]
الساحل الغربي: تصل درجة الحرارة إلى 54 درجة مئوية خلال فصل الصيف و 35 درجة مئوية شتاءا[30]
الساحل الجنوبي: 37 درجة مئوية صيفا و 25 شتاءا[31] كمية الأمطار لا تزيد عن 100 مليمتر في السنة و لا تتجاوز 10 أيام فقط في السنة [32]
المرتفعات: تتمتع بمناخ معتدل في معظم أيام السنة، على الرغم من أنه يمكن أن يصبح حار في الظهر و بارد في الليل و خصوصا بين شهري أكتوبر وفبراير.تصل درجة الحرارة إلى 5 درجات مئوية من نوفمبر إلى يناير و 25 درجة مئوية في يوليو[33]

تسجل الأمطار أعلى قيمها في المنطقة الجبلية الوسطى حيث تتراوح كميتها السنوية بين 400 -1100 مليمتر تقريباً و بمعدل سنوي يقترب من 750 مليمتر أيضا هذه المنطقة تسجل أعلى عدد للأيام الممطرة والتي قد تصل إلى أكثر من 156 يوم في السنة و بمعدل سنوي 94 يوم في السنة

التركيبة السكانية

لا توجد إحصائيات رسمية ولكن تشير بعض الدراسات إلى أن القبائل تشكل حوالي 85 % من تعداد السكان البالغ 24,771,809 نسمة [34] [35] وبقية السكان من أصول مختلفة (حوالي 5% يعتقد من أصول أثيوبية) و يتواجدون في المناطق الساحلية غالبا[36] وحوالي 10% (أتراك وآسيوين وعرب) [37][38] تعود القبائل بأصولها إلى أقسام قديمة أغلبها من همدان وحمير وكندة ومذحج وقبائل من أصول أخرى [39] أما سكان سقطرى والجزر المعزولة فهم خليط من عرب وهنود وأفارقة ويونان وبقيت تلك الجزيرة مسيحية بالكامل حتى فترات متقدمة من التاريخ اليمني فقد إحتلها السبئيون وكانت مأهولة بسكانها الأصليين وأصبحت محطة لإستراحة السفن التجارية ونزل بها أقوام من الهند ومبشرين بالمسيحية من اليونان ولغتهم مزيج من كل هذه اللغات [40]

نسبة الزيادة السكانية حوالي 3% سنويا وتبلغ الكثافة السكانية حوالي 40 نسمة لكل كم2. معدل الخصوبة هو 6.5 طفل لكل امرأة [41] و75% من السكان أعمارهم أقل من 30 سنة و 46% منهم أقل من 15 سنة و 2.6% أكبر من 65 سنة [42] يعيش 27.3% من السكان في المدن مقابل 73.7% في الأرياف و تبلغ نسبة الأمية حوالي 38.8% [43]

يتواجد مايقارب 5 مليون إندونيسي من أصول يمنية تحديدا من حضرموت وأعداد أقل في ماليزيا وسنغافورة وجنوب الفليبين [44] [45] إرتحلوا عبر عصور مختلفة لمزاولة التجارة و تعود أقدم الوثائق التي تشير إلى الحضارم في جنوب شرق آسيا إلى القرن التاسع الميلادي[46] وأسسوا عدة سلطانات في أندونيسيا مثل سلطنة بونتياناك عام1771 و سلطنة سولو في جنوب الفليبين ولعبو دورا قياديا في تاريخ جنوب شرق آسيا الإقتصادي [47] علاقتهم بدول المحيط الهندي قديمة و تعود إلى أيام مملكة حضرموت فالوثائق والنصوص القديمة تشير إلى علاقات تجارية بالهند إلى عصور تعود قبل الميلاد [48]

يتواجد حوالي 700,000 لاجئ صومالي في اليمن وأعدادهم في تزايد مستمر.[49][50] و أعداد القادمين بصورة غير شرعية من دول القرن الأفريقي بغرض عبور الحدود إلى السعودية ودول الخليج متزايد وأغلبهم يدخل عن طريق ميناء الحديدة ولهولاء دور في الزيادة السكانية لتعداد البلاد [51][52] كثيرون منهم يفضل العبور عن طريق اليمن، لغياب الملاحقة القانونية لهم بل إن الحكومة اليمنية رغم صعوبة الأوضاع الإقتصادية في اليمن توفر لهم حق اللجوء [53]

الديان

تنص المادة الثانية من دستور اليمن على أن الإسلام هو دين الدولة [54] و تكفل المواد (41) و(42) و(48) تساوي المواطنين وحرية الفكر والحرية الشخصية ويحدد القانون الحالات التي يجب فيها تقييد حرية مواطن و لم تشر إلى دين المواطن بالتحديد [54][54][54] .

الدين الإسلامي :الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع و عليه فإن قانون الأحوال الشخصية و حقوق الأقليات يخضع لتفسيرات الشريعة ويشترط الدستور على عضو مجلس النواب أن " يكون مؤديا للفرائض الدينية " بينما شرط الإسلام واضح في شروط مرشح رئاسة الجمهورية [55]

طفل من الطائفة اليهودية في اليمن

تقدر نسبة المسلمين في اليمن 99.0% أي 1.5% من مجموع مسلمي العالم [56] و ينقسم المسلمون في اليمن إلى مجموعتين رئيسيتين هما السنة الشافعية والشيعة الزيدية. وتبلغ نسبة الشافعية حوالي 60-70% مقابل زيدية 30 - 40% [57] وتوجد أقلية إسماعيلية صغيرة في شمال البلاد تعود إلى أيام الدولة الصليحية والملكة أروى بنت أحمد [58] . دخلت الزيدية إلى اليمن في بدايات القرن العاشر الميلادي و أول أئمتهم يحيى بن الحسين الذي قدم من المدينة المنورة بعد أن تمت له البيعة من قبائل همدان تحديدا حتى عرف القسمين الرئيسيين لهذه القبيلة قديما بلقب جناحي الأئمة الزيدية [59] على الرغم من وجود العامل الطائفي في اليمن، فإن التاريخ اليمني لم يشهد صراعات بين الشافعية والزيدية ولم تكن هناك مساجد مخصصة لأفراد كل طائفة قديماً. تأزم الوضع كثيراً بعد نزاع صعدة بين الحكومة اليمنية والحوثيين[60]

الأقليات : هناك أعداد قليلة باقية من اليهود في اليمن إذ هاجر أغلبهم إلى إسرائيل والولايات المتحدة وهم الأقلية الغير المسلمة الوحيدة من سكان البلد الأصليين [61] [62] ولليهود في اليمن سمعة أنهم من أمهر الصاغة وصناع الخناجر التي تعد أبرز معالم الهوية اليمنية. كانت الأعراف و التقاليد تمنع اليهودي والمسلم الغير قبلي من إرتداء الجنابي [63] يوجد أربعة كنائس في عدن للمسيحيين الذين أغلبهم من الأجانب وأقلية هندوسية صغيرة جدا متواجدة في عدن كذلك

التقسيمات الإدارية

تُقسم الجمهورية اليمنية إدارياً في إطار نظام السلطة المحلية إلى (21) محافظة، بما فيها أمانة العاصمة، و تقسّم المحافظات إلى: (333) مديرية، يتفرّع عنها (2200) عزلة و حي، فضلاً عن (36986) قرية و (91489) محلّة و حارة. كما يبلغ عدد الدوائر المحلية (5620) دائرة محلية (مركز انتخابي).




اللغات و اللهجات

اللغة العربية هي اللغة الرسمية مع وجود أقلية تتحدث باللغة المهرية في شرقي البلاد ويستعمل اليهود العبرية والآرامية خلال الصلوات و الحصص الدينية ولديهم لهجتهم الخاصة عند الحديث بالعبرية. ولسكان سقطرى لغتهم الخاصة هي اللغة السقطرية ولا علاقة للمهرية والسقطرية بالعربية الجنوبية القديمة التي كانت سائدة في اليمن أيام التاريخ القديم [65] كان اليمنيون قديما يتحدثون بأربع لهجات ضمن ماعرف باللغة الصيهدية وهي اللغة السبئية والقتبانية والمعينية والحضرمية ودونوا كتابتهم بخط المسند والزبور وكانت اللغة السبئية هي الأكثر إنتشارا وتدوينا [66] كان هناك لغة أخرى هي الحميرية لايعرف الباحثون عنها الكثير خاصة أن الحميريين دونوا كتابتهم بلغة سبئية. بالإضافة للغة "شبه سبئية" كانت مستخدمة في نجران وقرية الفاو.

خط المسند كان نظام الكتابة الأقدم في شبه الجزيرة العربية ويعتبر أبجدية شقيقة للأبجدية الفينيقية ومتفرعا الأبجدية السينائية الأولية [67] وأستعمل للتدوين من قبل المتحدثين بالعربية الشمالية القديمة واللغات الإثيوبية السامية فالمسند هو الخط العربي الأصلي فلم يطور سكان تلك المناطق نظام كتابة خاص بهم إلا أن جهود مبشري الكنائس الشرقية ساهم في إنتشار القلم النبطي المتأخر وهو أحد الخطوط السريانية على حساب المسند لإنه أسهل [68] وساهم دخول اليمنيين في الإسلام إلى هجرهم قلمهم القديم وإستبداله بالأبجدية النبطية المتأخرة التي دون بها القرآن [69] يتحدث اليمنيون اليوم العربية باللهجة اليمنية وهي لهجة متطورة ومرتبطة إرتباطا وثيقا باللغة القديمة [70] وهي ثلاث لهجات بتفرعات لهجة صنعانية ولهجة حضرمية ولهجة تعزية-عدنية بالإضافة للهجة بدوية لسكان مأرب والجوف وشبوة وبادية حضرموت ولكل من هذه اللهجات خصائص ومميزات فأهل صنعاء يقلبون حرف الدال طاء وسكان سواحل حضرموت ينطقون الجيم ياءا ويلفظ أهل تعز وعدن وغالب سكان المناطق الوسطى والجنوبية الجيم مصرية وينطقون القاف ثقيلة بنطقها العرب

التاريخ

وجدت أثار وشواهد من العصر الحجري القديم ومدافن وميغاليث من العصر الحجري الحديث وبدأت علامات التحضر تظهر في الألفية الثانية ق م وظهرت مملكة سبأ في العام 1200 ق.م وهي أحدث من مملكة معين التي ظهرت قبلها بقرن واحد [73] قامت في اليمن أربعة إتحادات قبلية هي مملكة سبأ ومملكة حضرموت ومملكة معين ومملكة قتبان وأقوى هذه الإتحادات كان سبأ والتي ضمت بقية الممالك في القرن السابع ق.م بقيادة الملك السبئي كربئيل وتر بوحدة "فدرالية" وتوسعت سبأ فأنشأت مستعمرات لها في شمال إثيوبيا وسيطرت على الطريق التجارية أهمها طرق البخور واللبان فأمتد نفوذهم لحدود فلسطين عن طريق مستعمرات أنشؤها في مناطق عديدة في شبه الجزيرة العربية مهمتها حماية القوافل من محاولات الأعراب لنهب وسلب محتوياتها [74] وأتبعت مملكة معين سياسة مشابهة وأشهر مستعمراتهم مملكة ديدان وذكر مؤرخو اليونان عن وجود سبئي قوي في قرب سورية [75] ووردت كلمة سبأ في نصوص في آشورية تشير إلى ملوك سبئيين قرب مناطقهم وهي دلالة أن السبئيين أنشأوا مستعمرات تابعة لهم شمال شبه الجزيرة العربية ولا علاقة لوجودهم بروايات النسابة وأهل الأخبار عن تصدع أصاب سد مأرب فكل النصوص وردت في فترة كان السبئيون في اليمن في أوجهم [76] تعاقب على اليمن أديان كثيرة إبتداء بالوثنية وأبرز آلهة اليمن القديم كانوا عثتر وإل مقه وسين وعم وود تليها أصنام القبائل الخاصة كتألب ريام الهمداني وكاهل إله كندة ومذحج. دخلت المسيحية إلى اليمن في القرن الرابع بعد الميلاد وشهدت البلاد تواجدا قويا لليهود حتى إعتنقت القبائل اليمنية الإسلام في القرن السابع الميلادي ولعبت القبائل دورا مفصليا في الفتوحات الإسلامية التي أعقبت وفاة النبي محمد. شهد اليمن دويلات تابعة لمراكز الخلافة وكان للأئمة الزيدية سيطرة طويلة على صنعاء وحاولت الدولة العثمانية إخضاع اليمن مرارا وطردوا منها غير مرة وإستطاع الإنجليز السيطرة على عدن لأمد طويل إنتهى عقب ثورة 14 أكتوبر وسقط الأئمة الزيدية بعد ثورة 26 سبتمبر. قامت الجمهورية العربية اليمنية في شمال البلاد وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في جنوبها وتمت الوحدة في 22 مايو 1990 وقيام الجمهورية اليمنية.

التاريخ القديم

قامت مملكة سبأ في الفترة مابين 1200 - 1000 ق.م في صرواح ثم مأرب ويحكمهم كهنة يقال لأحدهم مكرب وبنى أحد هولاء المكاربة سدا صغيرا في مدينة مأرب وكانت تلك بداية السد الشهير [77] ضمت سبأ قبائل وعشائر عديدة إكتشفها الباحثون من نقوش خط المسند المشيرة إليهم بعبارات من قبيل "ولد إل مقه" و"جوم مقه" فقد كان اليمنيون القدماء يعتبرون آلهتهم أباءاً لهم [78] وقامت مملكة حضرموت ومملكة معين ومملكة قتبان في نفس الفترة تقريبا وكلها كانت ممالك مدينة وتتبع نظاما مشابها لذلك الموجود عند السبئيين تتاجر بالبخور والطيب والمر وبدأت بالمتاجرة بالذهب والفضة في عصور متقدمة، فقد ذكر اليونانيين أن تجار سبأ كانوا يزودون سورية بالذهب ولهم إرتباطات تجارية وثيقة بالفينيقيين [79] وأسمى اليونان بلادهم "العربية السعيدة" وكثر ذكرها في كتابتهم بكثير من البذخ فجاء أنهم أكثر القبائل العربية عددا وأكثرهم قوة وثراءا [80] إزدهرت مدينة مأرب وعمل المكاربة السبئيين على إنشاء سد في كل مدينة يسيطرون عليها من الممالك المجاورة فإزدادت ثروات المزارعين وأتخذت مأرب عاصمة للدولة السبئية وأعتبرت صرواح مقر معبدهم الرئيسي عاصمة دينية [81] يُعتقد أن إكتمال بناء سد مأرب يعود للقرن الثامن ق.م إذ أُكتشفت كتابة سبئية تشير لإصلاحات شملت تعلية وتقوية السد في تلك الفترة فبلغ إرتفاعه 577 متر وعرضه 915 متر وكان يروي مايقارب 24,000 آكر (قرابة 98,000 كم مربع) وهو ضعف سد هوفر الأمريكي ومعجزة هندسية لتاريخ شبه الجزيرة العربية [82] [83] وقام السبئيون بتمهيد المرتفعات الجبلية على شكل مدرجات لتسهل عمل المزارعين وقد ذكر اليونانيين أن جبال اليمن تبدو كسلالم [84]

في القرن السابع ق.م إدعى المكرب كربئيل وتر أنه تلقى وحيا من الإله إل مقه آمرا إياه بمهاجمة الممالك المجاورة وتغيير لقبه من مكرب إلى ملك [85] شن الملك ـ الكاهن حملات واسعة في اليمن شملت أراضي مملكة "أوسن" (الأوس) وقتل منهم ستة عشر ألف قتيل وقدم ساداتهم قرابين لإلهه وهرب منهم إستطاع الهرب وأوغل كربئيل وتر في القتل والقسوة المفرطة وإستطاع تثبيت دعائم مملكته وقوى علاقاته التجارية مع عدد من الممالك البعيدة عن اليمن. قام الملك ـ الكاهن بتوحيد معظم أقاليم البلاد إلا أنه أبقى على ملوك حضرموت وقتبان لإنهم حالفوه خلال حملاته التي خلفت أكثر من تسعة وعشرين ألف قتيل [86] بقي الحكم في المملكة بيد سلالة هذا الملك أمدا طويلا وأقام السبئيون نظام حكم "فدرالي" حيث كان في كل مقاطعة مجلس مكون من ثمانية أعضاء للتشاور حول القوانين المتعلقة بالزراعة وتنظيم التجارة وفي حال الموافقة على القانون، يدرج إسم الملك وأقيال القبائل لتأكيد شرعيته [87]

ذمار علي يهبر ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنت

في القرن الرابع ق.م إستقلت مملكة حضرموت عن هيمنة السبئيين وسيطرت على طريق البخور ويذكر اليونان أنهم كانوا مسيطريين على التجارة البحرية لمدة طويلة وكانت لهم سيطرة على ظفار وأكتشف الآثريون مدينة خور روري التي بناها ملكهم في القرن الخامس ق.م[88] وشهد القرن الرابع ق.م فترة إستقلال الممالك عن سبأ فبالإضافة لحضرموت، إستلقت مملكة قتبان ومملكة معين ودخلت الممالك في حروب ضد بعضها البعض نتج عنها تحالف السبئيين والحضارم ضد قتبان وإحراقهم لعاصمتهم تمنع في القرن الأول ق.م أو أواخر الثاني تقريبا [89] وشهد المملكة السبئية نفسها تغيرات داخلية فقد إستطاعت أسر من قبيلة همدان الإنقلاب على الأسر الحاكمة وأعلنوا أنفسهم ملوكا على سبأ، إلا أن الحميريين كانوا قد ظهروا على ساحة العربية الجنوبية في نفس الفترة تقريبا وإنقسمت البلاد إلى عدة تحالفات وإستمر الإقتتال فترة طويلة إلى أن سقطت سبأ وحضرموت بيد الحميريين عام 275 ميلادية بقيادة شمر يهرعش أحد أبناء الإله عم إله مملكة قتبان التي تآلب عليهما السبئيون والحضارم [90]

حكم الحميريين بشكل مطلق وقاموا بتوحيد آلهة الممالك وإعتبار رحمن إله الأرض والسماء والأوحد وتركوا الوثنية ودخلت اليمن عصرا جديدا من ناحية التطور الديني [91] [92] سيطر الحميريين على وسط وشرق الجزيرة العربية من خلال مملكة كندة المحالفة لهم منذ أيام الإقتتال الأول قبل الميلاد ضد السبئيين والحضارم رغم أن بني كندة ومذحج سبئيين [93] وأكتشفت عدة نصوص عن إنتصارات على المناذرة منها نقش أسعد الكامل في مأسل الجمح بمحافظة الدوادمي السعودية [94] إستمر حكم الحميريين بدون منغصات وشهد عهدهم إصلاحات وتحسين لنظم الري إلا أنهم ألغوا المجالس المحلية التي كانت موجودة قبل سيطرتهم. في العام 516، ظهرت الإنقسامات القبلية من جديد في اليمن ويبدو أنها كانت على أساس ديني فقد تزايدت أعداد اليهود بشكل كبير في الدولة ولا شك أن عددا من أقيال وزعماء القبائل كان يهوديا بالإضافة لوجود المسيحية بين ملوك الحميريين أنفسهم [95] فقام أحد الأذواء المدعو يوسف أسأر أو ذو النواس الحميري كما تذكره كتب التراث العربية، بإحراق وهدم عدد كبير من الكنائس ودون نصوصا بخط المسند يحكي فيها وقائعه ضد المسيحيين والأحباش من مملكة أكسوم، والذين حاولوا إستغلال الإنقسامات القبلية في البلاد ليعلنوا دعمهم للمسيحيين. وأوغل يوسف في القتل حتى بلغ عدد القتلى من النصوص التي دونها بنفسه، إلى إثنان وعشرون ألف قتيل ودون عدد من الكتّاب السريان الوقائع وبالذات واقعة إحراق وهدم كنيسة نجران ومن فيها [96] أرسل الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول أسطولا دخل اليمن عن طريق باب المندب وقُتل ذو النواس الحميري عام 525 ميلادية وبذلك كانت نهاية مملكة حمير[97] ويُعتقد أن يوسف أسأر هذا هو المسؤول عن ماورد في القرآن بشأن أصحاب الأخدود.

تولى حميري يدعى شميفع أشوع الحكم بعد مقتل ذو نواس وكان مسيحيا وأعلن نفسه ملكا على سبأ وكان ملكا تابعا لروما[98] حتى قتله مجرم كان في الجيش الأكسومي ـ الروماني ولم يرد العودة إلى بلاده عام 531 [99] وهذا "المجرم" هو أبرهة الذي تعرض لعدة تحديات وعاونه عدد من القبائل وبقي مسيطرا على مناطق في غرب اليمن حتى تمكن الحميريين بقيادة سيف بن ذي يزن ووهرز من قتله (أو أحد أبنائه) عام 570 وإسترداد جزء من ملكهم لإن اليمن فقد حكومة مركزية من أيام يوسف أسأر وبقي الحكم بيد أقيال القبائل حتى الدخول في الإسلام[100] نسب المؤرخون المسلمون قصة أصحاب الفيل إلى أبرهة ولم يرد في ذكر الحادثة نقش ولا أثر مدون بخط المسند ولا من الكتابات المعاصرة لزمنه. وتمت المبالغة في تصوير هذه الفترة من تاريخ اليمن إذ فقد اليمن حكومة مركزية ولكن الحكم بقي بيد أقيال القبائل وكان حكم الفرس شكليا

التاريخ الوسيط

إعتنقت القبائل اليمانية الإسلام في القرن السابع الميلادي بعد أن أرسل النبي محمد علي بن أبي طالب إلى صنعاء فأسلمت قبيلة همدان كلها في يوم واحد وسجد النبي لإسلامهم قائلا :"السلام على همدان، السلام على همدان"[102] [103] وبني الجامع الكبير بصنعاء على أحد البساتين على مقربة من قصر غمدان السبئي القديم الذي كان مقراً لزعماء قبيلة همدان فترة الحرب الأهلية الطويلة بين مملكة سبأ ومملكة حمير[104] ولا زالت بعض أبوابه وأعمدته تحوي كتابات بخط المسند[105]

وأسلمت حمير وحضرموت التي وفد كبير الأقيال فيها وائل بن حجر بعد إرسال النبي محمد كتابا بلهجتهم جاء فيه [106] :
بسم الله الرحمن الرحيم, من محمد رسول الله إلى الأقيال العباهلة الأرواع المشايب بحضرموت، في التيعة شاة غير مقورة الألياط ولا ضناك، وأنطوا الثبجة، وفي السيوب الخمس، ومن زنى ممبكر فاصقعوه مائة واستوفضوه عاماً، ومن زنى ممثيب فضرجوه بالأضاميم، ولا توصيم في الدين، ولا غمة في فرائض الله تعالى، وكل مسكر حرام ،ووائل بن حجر يترفل على الأقيال


—رسالة النبي محمد إلى أقيال حضرموت


أما قبائل كندة ومذحج فقد كان لديهم موقف آخر، إذ أورد الرواة أن رجلا يدعى الأسود العنسي إدعى النبوة وكان من مذحج وطرد العامل الفارسي من صنعاء. وقد قامت معركة بين همدان ومذحج قبيل الإسلام هزمت فيها مذحج وأعلن أحد زعمائها فروة بن المسيك المرادي فراقه لملوك كندة وذهب إلى المدينة وأعلن إسلامه وعينه النبي مسؤولا عن صدقات مذحج. كان غالب مذحج لا يزال مرتبطا بكندة ولم يعجبهم تعيين المرادي على الصدقات فورد أن عددا من مذحج إرتد وآثر الإلتحاق بالعنسي الذي قتله فيروز الديلمي وقيس بن فروة بن المسيك المرادي [107] وفد الأشعث بن قيس وعمرو بن معديكرب الزبيدي على النبي وورد أن كلاهما إرتد بعد وفاته إلاأنهما أسلما من جديد وأطلق أبو بكر الصديق سراحهما على ماأورد عدد من الرواة وإشتركا في الفتوحات الإسلامية وبالذات فتوحات الشام والعراق . إشترك اليمنيون في الفتوحات وكان عدد مقاتلي مذحج في معركة القادسية ألفين وثلاثمائة مقاتل من أصل عشرة آلاف قائدهم مالك بن الحارث الأشتر النخعي [] وكان معاوية بن خديج أول قائد مسلم يهاجم صقلية وهو من وفد على عمر بن الخطاب بفتح الإسكندرية وكان اليمنيون غالب جيش عمرو بن العاص وهم من خطط الفسطاط ووزع المساكن على أساس قبلي[] وظهر عدد من الفلاسفة والقضاة ورجال الدين من أصول يمنية في العصور الإسلامية اللاحقة.

وردت عدة أحاديث صحيحة في أهل اليمن منها ]:  
إن الله استقبل بي الشام، وولي ظهري اليمن، وقال لي: يا محمد، إني جعلت لك ما تجاهك غنيمة ورزقاً وما خلف ظهرك مدداً



و قوله :  
إني لأجد نفس الرحمن من جهة اليمن



وقال ابن تيمية  :
 
فقوله "من اليمن" يبين مقصود الحديث فإنه ليس لليمن اختصاص بصفات الله تعالى حتى يظن ذلك ولكن منها جاء الذين يحبهم ويحبونه الذين قال فيهم: " من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ".وقد روي أنه لما نزلت هذه الآية سئل عن هؤلاء فذكر أنهم قوم أبي موسى الأشعري. وجاءت الأحاديث الصحيحة مثل قوله أتاكم أهل اليمن أرق قلوبا وألين أفئدة الإيمان يماني والحكمة يمانية. وهؤلاء هم الذين قاتلوا أهل الردة وفتحوا الأمصار فبهم نفس الرحمن عن المؤمنين الكربات ومن خصص ذلك بأويس فقد أبعد



جبلة مدينة الملكة أروى الصليحي و المصنفة ضمن مواقع التراث العالمي

لايعرف الكثير عن اليمن نفسها خلال عهد الدولة الأموية إلا أن ثورة إباضية مؤيدة من قبائل عُمان بقيادة عبدلله بن يحيى قامت في أواخر أيام الأمويين وإستطاع عبدالله إقتحام مكة إلا أنه هزم في موقع يقال له جرش وعاد جيشه إلى اليمن [113] وأقام الزياديون دولتهم في زبيد بعد تمرد قبائل الأشاعرة وعك في تهامة [114] تولى آل نجاح التابعين للزياديين ومؤيدين من قبل مركز الخلافة في بغداد وقامت حروب بينها وبين الدولة الصليحية إنتهت بإنتصار الأخيرة وقامت عدة دويلات مثل دولة بني يعفر الحميريين ودولة الأئمة الزيدية الأولى في صعدة وبنو زريع وبنو حاتم وسلالة حميرية أخرى هي بنو مهدي وكلها كانت قوى قبلية متباينة المذاهب والأفكار فلم يدم الملك طويلا لأحد وشهد اليمن إضطرابات مذهبية خلال العصر العباسي الثاني [115] وكان العهد العباسي عهدا مضطربا وظهرت دولة الأئمة الزيدية الأولى في صعدة ودولة بنو طاهر وإستطاع الأيوبيون السيطرة على غرب اليمن إلا أن تم إجلائهم من قبل الرسوليين الذين كانوا الوحيديين من بين الدويلات الإسلامية من تمكن توحيد كافة أقاليم اليمن وجعلوا من تعز عاصمة لهم وإمتدت حدود دولتهم من ظفار إلى مك

التاريخ الحديث

ضم الأتراك صنعاء وتهامة في 1547 إلا أنهم طردوا منها في 1630 [117] عاد العثمانيون من جديد 1872 والسبب كان سيطرة الإمبراطورية البريطانية على عدن ، ومعاونة عدد من القبائل السنية للأتراك أملا لوضع حد للحروب القبلية بين الآئمة الزيدية وأتباعهم. لم يؤثر ذلك كثيرا على وضع الأتراك في اليمن وإضطروا إلى شق طريقهم قرية بقرية وقبيلة بعد قبيلة، فلا يسيطرون على منطقة إلا وتعاود السابقة التمرد من جديد وإستمر حكم العثمانيين بهذه الصورة في اليمن حتى العام 1911 بعد توقيع الأتراك معاهدة سلام مع الإمام يحيى والإعتراف به إماما على شمال اليمن [118] قامت المملكة المتوكلية عام 1918 بعد سقوط الدولة العثمانية وملوكها من آل حميد الدين. وكانوا زيدية وكان نظام المملكة قائما على مبدأ الإمامة وبقي جنوب اليمن تحت سيطرة الإستعمار البريطاني الذي كان متركزا في عدن. أعلن يحيى حميد الدين نفسه ملكا على اليمن وتعرضت مملكته لتحديات عديدة أبرزها حربه مع إبن سعود وثورة الدستور التي أدت إلى مقتله. بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية قسم البريطانيون الجزيرة لعربية وكان الأدارسة يسيطرون على جازان وعسير وعقدوا معاهدة صداقة مع الإنجليز عام 1915 و بدأو بتلقي المساعدات المالية عام 1917 [119] وأقام الإنجليز معاهدة مشابهة مع إبن سعود عرفت بمعاهدة دارين بحضور النقيب ويليام هنري شكسبير [120] . قاتل الإمام يحيى حميد الدين الأدارسة وسيطر على الحديدة وفرض حصار مما إضطر حسن الإدريسي إلى التحالف مع عبد العزيز آل سعود. حاول الإمام يحيى غزو المناطق الجنوبية للبلاد وقاتل قبائل يافع وتوجه الإمام إلى نجران وسيطر عليها وطرد جيش ابن سعود إلا أن تدخل البريطانيون أخيرا وبدأو بقصف جيش الإمام بالطائرات في قعطبة وتعز وأجبروه على توقيع معاهدة معهم مهددين بدعم إبن سعود الذي كان يدعى حينها بملك نجد والحجاز وملحقاتها [121] في نوفمبر 1933 نقض الأدارسة عهدهم مع البريطانيين وإبن سعود وإلتحقوا بالإمام [122] أشرف الإنجليز على مفاوضات بين ابن سعود والإمام يحيى وكانت قوات قبلية من جنوب اليمن في طريقها إلى صنعاء وبدأت أعداد الهاربين من نجران إلى عسير تتزايد فخشي ابن سعود وتعكرت المفاوضات مع الإمام وسيطر على عسير وجازان وحوالي 100 كيلو متر تقريبا من الساحل الغربي بعد صبياء.أهل نجران من قبيلة يام أغلبهم إسماعيلية وعلاقتهم كانت سيئة مع ابن سعود حينها ولكنها لم تكن جيدة مع الأئمة الزيدية كذلك [123] إستطاع ابن سعود استعادة نجران بعد أن سقطت بيد الإمام ووقع معاهدة الطائف عام 1934 وتراجع إلى جازان ووقع الإمام معاهدة شبيهة في نفس العام مع سلاطين جنوب اليمن الخاضع للبريطانيين. في 1974، طلبت السعودية إعتماد الحدود نهائيا ووافق وزير الخارجية اليمني آنذاك على الطلب إلا أنه قوبل برفض شعبي وسياسي كذلك أدى إلى رفضه إتفاق جدة في 13 يوليو عام 2000 [124]

عام 1948، أقدم علي بن ناصر القردعي المرادي، والذي كانت علاقته سيئة بالإمام، والضابط عبد الله الوزير ونجل الإمام يحيى، إبراهيم حميد الدين بمحاولة إنقلاب وإنشاء دستور مدني للبلاد قُتل خلالها الإمام برصاصة من بندقية الشيخ ناصر أصابت رأسه في منطقة حزيز جنوبي صنعاء. حيث أزيح آل حميد الدين من الحكم وتولى عبد الله الوزير السلطة كإمام دستوري، لكن الانقلاب فشل بعد أن قام الإمام أحمد حميد الدين بثورة مضادة مؤيدة بأنصاره من القبائل إستطاع خلالها إجهاض الثورة وإعدام الثوار وقدمت السعودية الدعم للإمام أحمد بسبب طبيعة الإنقلاب الدستورية[125]

في عام 1955، قام قائد جيش الإمام المقدم أحمد بن يحيى الثلايا بمحاصرة قصر الإمام في تعز. وأختلف قادة الإنقلاب حولتحديد مصير الإمام. فمنهم من رأى قتله و منهم من رأي تعيين أخاه "سيف الله" عبد الله بن يحيى حميد الدين. قامت نساء بيت حميد الدين بقص شعورهن وإرسالها في أظرف إلى القبائل كاتبين " ياغارة الله بنات النبي" من باب إثارة حمية القبائل الزيدية للدفاع عن أعراض بنات بني هاشم الذي تنتمي إليهم الأسرة الحاكمة ـ أو كما هو متعارف عليه ـ فشنت القبائل هجوما على تعز وأفشلت مخطط الضباط وأعتقل أحمد الثلايا و"حوكم" في ملعب لكرة القدم في المدينة وحكم عليه بالإعدام قال حينها جملته المشهورة حينها جملته المشهورة :" قبحت من شعب أردت لك الحياة فأردت لي الموت" [126]. وسجن الإمام كل من :علي محمد السنيدار وأحمد المروني ومحمد الفسيل وصالح السنيدار وحسن العمري وعبدالسلام صبرة وك هولاء كان لهم أداور قيادية في ثورة 26 سبتمبر.

عبد الله الأحمر (أقصى اليسار) مع الرئيس عبد الله السلال في مؤتمر الجند في تعز 1965

قوات ملكية تتصدى لمدرعة مصرية

قامت ثورة أخرى في 26 سبتمبر 1962 إستطاعت إسقاط المملكة المتوكلية وتدخل فيها الجيش المصري لصالح الثوار. وقفت السعودية والأردن وبريطانيا إلى جانب الإمام البدر في ثورته المضادة [127] قامت الثورة لإن الحكم الإمامي أبقى شمال اليمن معزولا عن العالم الخارجي فلا كهرباء ولا بنية تحتية للبلاد. أخرج الإمام أحمد الضباط من السجون وعينهم في مناصب قيادية أملا في طي صفحة إنقلاب 1955. وبدأ الضباط وعدد من رجال القبائل مثل سنان أبو لحوم بتشكيل خلايا وأول عملية نفذوها كانت إغتيال الإمام أحمد على يد عبد الله اللقية ومحمد العلفي في الحديدة إستمرت المناوشات وطلب الضباط دعما من جمال عبد الناصر الذي رد قائلا :" نبارك خطواتكم وسنكون مستعدين لدعم الثورة اليمنية". خشيت السعودية من المد الناصري فأرسلت أموال وأسلحة لدعم القبائل الموالية للإمام البدر و إشترك إلى جانب الملكيين قوات من المرتزقة من جنسيات مختلفة [128] تم وضع خطة الإنقلاب في مدينة جرمش بألمانيا حيث إجتمع عبد الرحمن البيضاني وعبد الغني مطهر. أعلن قيام الجمهورية الثورية في 26 سبتمبر 1962 بعد يوم واحد من الإقتتال مع القوات الملكية ومحاصرة قصر الإمام البدر الذي تمت إذاعة خبر وفاته رغم أنه كان لا يزال حيا. وأعترف الأميركيون بالجمهورية العربية اليمنية في 14 نوفمبر 1962 شريطة إنسحاب المصريين وهو ماخيب ظن السعوديين كثيرا [129] وقامت السعودية والأردن ومن خلفهما بريطانيا بدعم الإمام البدر وإغراق اليمن بالأموال لإفشال الثورة في شهر أكتوبر من نفس العام وإدعى السعوديون أن الجيش المصري إخترق الحدود على هيئة حجاج وكانت مكيدة مدبرة من القيادة السعودية [130] ولم يكن الخوف من المد الناصري الدافع الوحيد للسعوديين لدعم الإمام الزيدي، بل لمخاوف أن جمهورية قوية في اليمن قد تنهي الهيمنة السعودية على شبه الجزيرة العربية. شكّل إنسحاب الجيش المصري بعد النكسة عام 1967 ضربة للجمهوريين فحوصروا في صنعاء فيما عرف بحصار السبعين ورغم تفوق الملكيين والإمدادات التي لا تنقطع، إنتصر الجمهوريين وإستطاعوا فك الحصار عن صنعاء في فبراير 1968 [131] وأدرك السعوديون بحلول العام 1975 أن مساعيهم لإضعاف الجمهوريين لن تنجح وهو مادفعهم لإستعمال وسائل مغايرة[132]

تزامنت الثورة ضد الإمامة في شمال البلاد، مع مساعي الجنوبيين للتخلص من الوجود البريطاني في عدن. كانت عدن جزءا من الهند البريطانية إلى سنة 1937 عندما أصبحت مستعمرة بحد ذاتها تابعة للتاج البريطاني. كانت المستعمرة ـ المدينة أكثر تقدما وعمارا ونسبة التعليم كانت مرتفعة بين سكانها نتاج الإدارة الإنجليزية للمدينة أما المناطق القبلية المحيطة بها حضرموت و شبوة و أبين لم تختلف كثيرا عن المناطق الشمالية لليمن [133] عقد الإنجليز معاهدات صداقة مع سلاطين القبائل المحيطة بعدن وكعادتهم كانوا يدعمون من تبدو فيه بوادر التعاون معهم ضد الأخرين ويرصدون النزاعات بين السلاطين دون تدخل مباشر [134] في خمسينات القرن العشرين تأثر أهالي المستعمرة من العرب بخطابات جمال عبد الناصر والأغاني الثورية الصادرة عن إذاعة صوت العرب وكان لسياسات الإنجليز التعسفية والمتجاهلة لمطالب العرب في عدن دور رئيسي في تنامي تلك المشاعر وكان لوجود هيئات مجتمع مدني أثر كبير على المطالبين بإسقاط حكم الإمامة في شمال البلاد، فتزايدت أعداد النازحين من الشمال مما سبب قلقا للمستعمر البريطاني فعرض إقامة ماعرف بإتحاد الجنوب العربي وهو اتحاد فدرالي يجمع خمسة عشر سلطنة منتشرة في أرجاء المستعمرة أملا في تخفيف حدة المطالب الداعية للإستقلال الكامل[135] وظهرت حركات مقاومة مثل جبهة التحرير القومية المدعومة من المصريين. و جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل المختلفة في التوجهات عن السابقة وأعلنت حالة الطوارئ (إنجليزية: Aden Emergency) في 10 ديسمبر 1963 عندما ألقى عناصر من جبهة التحرير القومية قنبلة أدت إلى مقتل المندوب البريطاني السامي. وإستمرت هجمات الفصائل حتى إنسحبت القوات البريطانية عن عدن في 30 نوفمبر 1967 قبل الموعد المقرر من قبل رئيس الوزراء البريطاني هارولد ويلسون بثلاث سنوات وقامت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية [136]

علي عبد الله صالح يرفع العلم اليمني في عدن في 22 مايو 1990 ويظهر خلفه علي سالم البيض

خلافا لألمانيا الشرقية والغربية أو كوريا الشمالية والجنوبية، كانت العلاقة بين شطري اليمن ودية نسبيا. كانت هناك مناوشات قصيرة بين الدولتين في 1972 و 1979. تم توقيع إتفاقية القاهرة بين البلدين في 28 أكتوبر 1972 وأتفقوا على عدة خطوات تأسيسية للوحدة تم إلغاء الإتفاقية من قبل شمال اليمن لمخاوف من نهج الإشتراكية المتبع في الجنوب [137] تم عقد إتفاق آخر في الكويت عام 1979 بين علي عبد الله صالح وعبد الفتاح إسماعيل نص على وحدة فيدرالية بين الشطرين. حكومة في صنعاء وأخرى في عدن [138] في نوفمبر عام 1989 وقع علي عبد الله صالح وعلي سالم البيض إتفاقية تقضي بإقامة حدود منزوعة السلاح بين البلدين و السماح للمواطنين اليمنيين بالتنقل بين الدولتين بإستعمال بطاقة الهوية وتم إعلان الوحدة رسميا في 22 مايو 1990 وإعتبار علي عبد الله صالح رئيسا للبلاد و علي سالم البيض نائب لرئيس الجمهورية.

قامت حرب أهلية بين شهري مايو ويوليو بين الحكومة اليمنية والحزب الاشتراكي اليمني خلفت مابين 7000 - 1000 قتيل [139] شعر الحزب الإشتراكي أن البرلمان المنتخب ديمقراطياً لا يمثلهم كون الأغلبية من المحافظات الشمالية لليمن إشتبكت القوات وقدم أنصار علي ناصر محمد الجنوبيين الدعم للقوات الحكومية والقبائل وإشترك في الحرب الأحزاب الإسلامية في الجنوب المعادية للحزب الإشتراكي. دعمت السعودية الحزب الإشتراكي خلال الحرب على الرغم من موقفها المعلن والمعروف من هذه التوجهات السياسية [140] إنتصرت الحكومة اليمنية التي تصف الحرب بحرب الدفاع عن الوحدة بينما يصفها كثير من أبناء المحافظات الجنوبية بحرب إحتلال الكثير من الأراضي والممتلكات أقتطعت لصالح مسؤولين ومشايخ قبليين من المحافظات الشمالية وسعت حكومة علي عبد الله صالح إلى مداهنة الجنوبيين عن طريق تعيين رؤساء وزراء من الجنوب منذ بداية الوحدة. أسس أبناء المحافظات الجنوبية عدة حركات سلمية التي تجمعت في قوة احدة تعرف بالحراك الجنوبي للمطالبة بحقوق الجنوبيين الذين يشعرون أنهم يتعرضون للإقصاء والتهميش من قبل الحكومة اليمنية. ودعت منظمات حقوقية عالمية الحكومة اليمنية للإستماع لمطالب الجنوبيين وأدانت سياستها إتجاه المظاهرات السلمية التي بدأت في عدن منذ 2007

أحداث ثورة الشباب 2011

قامت مظاهرات شعبية على غرار الثورة التونسية وزادت حدتها بعد ثورة 25 يناير المصرية. خرج المتظاهرون للتنديد بالبطالة والفساد الحكومي وعدد من التعديلات الدستورية التي كان ينويها علي عبد الله صالح [142] مؤشر التنمية البشرية منخفض جدا في اليمن، إذ إحتلت البلاد المرتبة 133 من 169 دولة يشملها التقرير لعام 2010 [143] جاء ترتيب اليمن في المرتبة 164 من 182 دولة شملها تقرير الشفافية الدولية لعام 2009 المعني بالفساد لا تتجاوزه دول عربية أخرى سوى العراق والصومال [144] حكم علي عبد الله صالح اليمن لمدة 33 سنة وأستأثر أقاربه وأبناء منطقته بمناصب مهمة وحساسة في الدولة وصرح رئيس تحرير أحد الصحف اليمنية للبي بي سي أن اليمنيين ليسوا على إستعداد لتحمل المزيد من الفقر والفساد [145]

خرج مايقارب 16,000 متظاهر في 27 يناير تنديدا بالأوضاع الإقتصادية والسياسية للبلاد وأعلن صالح أنه لن يرشح نفسه لفترة رئاسية جديدة ولن يورث الحكم لإبنه أحمد. في 2 فبراير، تظاهر 20،000 شخص في الميادين العامة مطالبة بتنحي صالح دون شروط [146] في بدايات شهر مارس، بدأ الأمن المركزي اليمني بإستعمال العنف ضد المتظاهرين فقتل ثلاثة أشخاص في صنعاء وشخص في المكلا وفي 18 مارس ، قتل 52 شخص برصاص قناصة [147] ورغم أن اليمن من أكثر بلدان العالم تسلحا، حاول الثوار المحافظة على سلمية ثورتهم قدر المستطاع ولم يشكل الطلبة والشباب الذين كانوا لب الإحتجاجات أي ميليشيات مسلحة للتصدي لقوات الأمن المركزي [148]

في 23 أبريل ، قبل صالح اقتراحا بالتنحي ونقل الحكم إلى نائبة بعد ثلاثين يوما من التوقيع ، وشمل الاتفاق حصانة له ولأسرته، وتشكيل حكومة وفاق وطني من المؤتمر واحزاب اللقاء المشترك ، لم يتم التوقيع والإتفاق رسمي أو من الجانبين ومع إمكانية استمرار المواجهة قررت المعارضة الموافقة على الصفقة بعد أن كانت قد رفض في البداية شروط صالح ، ومن المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ قبل 2 مايو رفض صالح التوقيع بنفسه ، وقد رفضت المعارضة اقتراحا لتوقيع الاتفاقية من كبار المسؤولين كوكلاء عن صالح في 22 مايو ، بعد أن وافق صالح على هذه الصفقة وبعد ساعات فقط رفض صالح التوقيع على المبادرة. وأعلن "مجلس التعاون الخليجي" عن تعليق جهوده في التوسط في اليمن وتم التوقيع على المبادرة أخيراً في يوم الأربعاء 23 نوفمبر في الرياض على اتفاق نقل السلطة في اليمن في ضوء المبادرة الخليجية حيث اتفقت الأطراف على تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال 14 يوما وإجراء انتخابات رئاسية خلال 90 يوما، وفي 25 فبراير 2012 انتهى حكم على عبد الله صالح رسميا [149]

بعد الانتخابات الرئاسية اليمنية 2012 والتي فاز بها المرشح الوحيد الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي, هدأت المظاهرات التي استمرت سنة وشهرا كاملا و قتل فيها 2,000 و 22,000 جرح و سجن 1,000 متظاهر و تعرض للتعذيب و لازالت بعض الإحتجاجات و الإعتصامات مستمرة التي ترى أنه لم يتم تحقيق مطالب الثورة بعد أهمها بقاء أبناء وأقارب صالح في مناصب قيادية حساسة في مختلف القطاعات الأمنية. بنهاية العام 2012، أصدر المشير عبد ربه منصور هادي قرارات بإعادة هيكلة الجيش وفصل أبناء صالح وأقاربه ولاقت القرارات التي طال إنتظارها تأييداً شعبياً واسعاً [150] من أهم الاحداث التي رافقت ثورة الشباب اليمنية هي مجزرة جمعة الكرامة، محاولة اغتيال علي صالح، محرقة ساحة الحرية بتعز، مسيرة ملعب الثورة بصنعاء، المبادرة الخليجية، مجزرة جولة كنتاكي ومن المتوقع أن تقام إنتخابات رئاسية وبرلمانية في 2014