@نحن إمة ضيعها > جهل آبناءها....وخيانة حكامها .... وفشل رموزها....وفتاوي مشايخها...! @آطماعكم >تطرفكم>آحقادكم>>>آلسبب...! @وزد فوق ذلك عيوبكم >تغريبة للإ سلام و آلعروبة.....!!!! @إلى متى هذا آلنوم؟ آين همم آلآجداد ...يا آبناء يعرب... ؟
ايها المحبط؟


 أيها المواطن العربي  كيف لك أن تركب موجة الحضارة والتكنولوجيا والتطور الثقافي  في الوقت الذي تجدّ نفسك ضائعاً بين فتوى تحليل ركوب السيارة للمرأة أو ركوبك أنت للمرأة ..؟؟ يهمس لي حمار عربي ويقول : السيارة أنثى وركوب الأنثى للأنثى حرام ..؟؟

يا أيها المواطن العربي الأصيل كيف لك أن تشرب من ماء زمزم الطاهرة وترفع يدك متضرعاً  للإجابة  في الوقت الذي تغتسل فيه كل يوم ببصاق الغرب عليك ويزيدوك في الطينّ بدل البلّة .. بولة ..؟؟ يهمس لي حمار عربي ويقول : اللي بيتجوز أمي .. بناديه يا عمي ..؟؟

يا أيها المواطن العربي الأصيل كيف لك أن تصدقّ قول " إلا رسول الله "  في الوقت التي انتفضت أرض الحجاز على شتم الذات الملكية وسحبت سفيرها من مصر ولم تسحب سفيرها من امريكا للإساءة بسيرة الرسول الذي إسمه على علمها الوطنيّ ..  يهمس لي حمار عربي ويقول : " يا عمّ الحيّ أبقى من الميت ّ "  ..؟؟

يا أيها المواطن العربي الأصيل كيف لك أن تؤمن بأن الربيع  العربي قد أثمر في البلاد العربية  نتيجة قرف الشعوب من الذلّ والعبودية والاضطهاد وتفتحت أزهاره بالدمّ العربي  وأثمرت فواكهه بطعم السلفّ الاسلامي ولم تزهر وردة واحدة فقط  في بلد مستعمرّ منذ 63 سنة من الاحتلال الصهيوني رغم تربتها الصالحة للثورةيهمس لي حمار عربي ويقول : يا شيخ ضرب الميتّ حرام  ..؟؟

يا أيها المواطن العربي الأصيل كيف لك أن تصدقّ من يحفظ القرآن ثم يتلعثم بالقواعد الاملائية ومن يصلي صلاة المغرب في مقام السيدة زينب ثم يجمعها مع العشاء الأخير  بحضور السيدة هيلاري عظمّ الله مقامها يهمس لي حمار عربي ويقول : الحلال بينّ والحرام وهو فيهم مش باين.. ؟؟

يا أيها المواطن العربي الأصيل كيف لك أن تصدق أن ثورة الاهرامات  التي قام بها عباد الله في مصر على فرعونها قد تحولت بفضل سحرتها في المدائن  الى حبال تسعى وتمشي بينهم وتأكل معهم ثم تعلق مشانقهم  تحت مسمى العصيان الكافر على المرشد الاسلامي للأخوان المسلمين يهمس لي حمار عربي ويقول : على مين عم تضحك .. على هامان يا فرعون ..؟؟

يا أيها المواطن العربي الأصيل كيف لك أن تقارن بين البابا المسيح  الذي يدعو بارسال رسائل السلام الى سوريا  وبين علي بابا المسلم المشهور بكلمة " ومالو "  والذي يدعو بارسال كافة أنواع الاسلحة  الى سوريا  يهمس لي حمار عربي ويقول : ومالو ياعمّ .. كافر مسلم .. ولا مسلم كافر ..؟؟

يا أيها المواطن العربي الأصيل كيف لك أن تصدقّ ثورة ترعاها امريكا والية  سجن أبو غريب وتمولها ماديا دول خليجية منبطحة  وتروجّ لها اعلاميا دولة عثمانية  وتحتضن لاجئها دولة هامشية بأنها ثورة شعب ومطالب الجماهير العريضة  التي لا تراها سوى بعرض شاشة التلفزيون على قناة الجزيرة الغارقة والعربية المارقة  يهمس لي حمار عربي ويقول :  تصدق من يوم من شفت هادون القنوات وانا حاسس حالي مواطن عربي أصيل ..؟؟؟

رسائل بطعمّ النهيق  :


- في أيام الجاهلية كنا نعبد الهة نصنعها من تمر .. اليوم تكفلتّ الجزيرة بهذا الأمر
- لقد توقف العرب عن لبس الأحذية في الأقدام منذ أن اختلفوا على قانون الجاذبية
- أكل الميتة حرام في ديننا لذا وطاعة لأوامر الله يأكلوننا أحياء
- الجبن الفرنسي جعل بلدها تكسب الشهرة  والجبن العربي جعلنا نخسر فلسطين
- الأوروبي يعود دوما بحذاء إيطالي ونحن العرب نعود دوما بخفيّ حنين
- في القاعدة دوما هناك شواذ عنها ونحن الشاذ الوحيد لدينا هي القاعدة
- الوطن العربي عبارة عن مجموعة خيمّ ..فيها الابل والخيل وكثير من الغنمّ
- أخبروني بربكم ما فائدة ماء زمزم أن لم يعد هناك ماء في وجوهنا يا سادة



الإخوان جماعة طروادية خطرة


كنت ولا زلت وسأظل على قناعة تامة بأن الإخوان جماعة طروادية خطرة لا تضمر خيرا حقيقيا لهذه الأمة وهذه الأوطان ، وإن تشدق دعاتها وخطباؤها وزعماؤها كذبا وزورا و بهتانا بغير ذلك كل حين من على المنابر المختطفة و في الصحف و الإذاعات و الفضائيات ومواقع الانترنت ..الخ ، وبأن لها ظاهرا سمحا و باطنا قبيحا ، و بأنها في الباطن جماعة متلونة متسلقة نهمة أوجدتها ( الاستخبارات البريطانية ) قبل أكثر من ثمانين عاما لتحقيق غايات خبيثة ماكرة مستترة !!، شأنها شأن كل جماعات الاتجار بالمقدس على مر التاريخ وعصابات الإسلام السياسي ، ممن يأكلون التراث أكلا لما و يحبون المال حبا جما !! وبأنها في سبيل تحقيق غاياتها وأهدافها المستترة تلك ، تستغل – على نحو مفضوح – العاطفة الدينية لملايين البسطاء ( من الرعاع والغوغائيين ) على امتداد المعمورة و في أكثر من سبعين بلدا ، ملايين البسطاء من غير القادرين على تمييز الغث من السمين ولا معرفة أو إدراك أنماط الشرك الحديثة المعاصرة وطرائق الاستعباد الشيطانية المبتكرة التي يمارسها باحترافية عالية سدنة المعبد المزيفون

كان هذا هو الموجز و المقدمة و إليك صديقي القارئ بيان لرؤيتنا وما نذهب إليه بالدليل العقلي و التفصيل: للالتحاق أو الانضمام إلى جماعة غامضة ذات طقوس خاصة كالإخوان يتعين ويتوجب على الفرد ( الصيد !!) المرور بعدة مراحل أولاها الحب (العذري العبيط !!) ، وثانيها التأييد (الأعمى العميق!!)، وبعد أن يتأكد ذلك الحب و التأييد بشواهد كثيرة محسوسة و متعددة يرتقي الشخص لمرتبة منتسب ويصبح عندها عضوا ( كامل الأوصاف !! ) من أعضاء القطيع ، ولا بد في هذه المرحلة أن يؤدي العضو الجديد المنتسب قسم البيعة للمرشد و هذا نصه : ( أبايعك بعهد الله وميثاقه على أن أكون جنديا مخلصا عاملا في جماعة الإخوان المسلمين ، وعلى أن اسمع وأطيع في العسر واليسر والمنشط والمكره إلا في معصية الله ، وعلى ألا أنازع الأمر أهله ، وعلى أن ابذل جهدي ومالي ودمي في سبيل الله ما استطعت إلى ذلك سبيلا ، والله على ما أقول شهيد

وبعد : لم يكن الإسلام يوما بحاجة إلى جماعة و مرشد و قسم و بيعة ليثبت ويقوى أو ليدوم و ينتشر ، بل إلى طهارة وتجرد وانتماء وعبودية خالصة و خوف حقيقي من الله ، ولكنها الكذبة الكبرى و الكيد العظيم و التمزيق المطلوب و الدور الذي يجب أن يلعب ، و المخطط الشيطاني الذي يراد له أن يتحقق و أن يمر في غفلة من و عي !! وبمراجعة وتأمل قسم البيعة ، يدرك كل ذي لب وبصيرة أن كلمة ( جندي ) التي تضمنها النص لم ترد مصادفة أو اعتباطا ، بل لتهيئة و تحضير عضو القطيع ( الصيد ) لمهام جلل مستقبلية ، فالجندية المرصودة تتطلب السمع و الطاعة العمياء و الشراسة و تسليم القياد و تعطيل العقل وتنفيذ كل المهام المطلوبة بغض النظر عن مدى طهارتها و وطنيتها أو لزومها و شرعيتها ، و التحضير يجب أن يظل قائما وساري المفعول طالما التبريرات قائمة و الفتوى معلبة جاهزة و الأمر صادرا عن أمير نافذ مسموع طاعته من طاعة الله

أما ( البيعة ) الموهومة فهي ساقطة و لا مسوغات شرعية أو ضرورات منطقية لها في هذه الحال ، فهي لا تكون إلا لخليفة مختار أو منتخب قادر على جمع شتات عامة المسلمين في دولة واحدة وتحت راية واحدة و هو أمر مستحيل التحقق عمليا في عصرنا الراهن لأسباب لا مجال لذكرها ، أو وال منتخب أو متغلب في قطر ما من أقطار المسلمين ، وهي في صورتها المشوهة و المبتورة هذه تتناقض تناقضا تاما مفضوحا ليس فقط مع مبادئ الإسلام الخام غير المطوع لخدمة أهداف وأجندات حزبية خاصة بل أيضا مع الانتماء الوطني الحقيقي الوحدوي و المفاهيم العصرية للدولة الحديثة ، و في الوقت الذي تحتفي به أمم الأرض قاطبة برموزها الوطنية وراياتها و تعمق حضورها في أذهان وعقول مواطنيها وأبنائها المخلصين يريد الإخوان للإنتماء للوطن أن يتأخر أو أن يغيب ليتقدم بديلا عن ذلك الإنتماء للجماعة و مرشدها

 ألا ساء ما يحكمون !! أما عبارة ( وعلى ألا أنازع الأمر أهله ) فهي دليل قوي وبرهان واضح على أن قادة القوم مدجني القطيع ومروضيه قد وضعوا نصب أعينهم هدفا لا يحيدون عنه ولا يريدون لأي كان من داخل القطيع أو خارجه أن ينافسهم فيه أو ينازعهم عليه ، وهو الإمارة !! ، فهم أهل دنيا بامتياز ، في تغافل واضح وتناس مقصود لنص الآية الكريمة : ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) سورة القصص الآية 83 . وبقدرة قادر يتحول وجوب بذل ( الجهد والمال والدم في سبيل الله ) ، إلى بذل وإهدار في سبيل تمكين قادة الجماعة ( الربانيين !!) من رقاب الخلق ، في اجترار واضح ومقصود لكل خيبات ومآسي تاريخنا السياسي المخزي !! وبعد :لقد عرف الإنسان الله قبل أن يعرفه الكهنة والرهبان و الأحبار والمستشيخين ، والإسلام كدين لا يعترف بسلطة ما لكاهن أو راهب أو حبر أو مرشد !! ، وهو شريعة لا تتقيد بحرفية النص بل بمصلحة الناس على اختلاف طوائفهم وألوانهم ، ويجري إخفاء ذلك عامدا والتبشير بدين جديد ، دين مشوه ناقص مبتور ، يراد لنا أن نرثه عن حسن البنا وصبيانه ، دين سلبه ( عباد الكرسي و زبانية إبليس ) قلبه النابض وصوته العذب الجميل وأحالوه إلى صنم أجوف ، دين قد يشبه الإسلام في شكله ولغته ومظهره ولكنه يختلف عنه عمليا بقدر ما يختلف الميت عن الحي !! .



ثقافتنا ذات الجذور الجاهلية والبدائية المتخلفة


في ثقافتنا ذات الجذور الجاهلية والبدائية المتخلفة نكره في اللاوعي واللاشعور إنجاب البنات على غرار أسلافنا وأجدادنا رغم كوننا غير قادرين على وأدهم بسبب تحريم النص الديني لذلك منذ أربعمائة وألف سنة ، ونعتبر تربيتهن والإنفاق عليهن أو تعليمهن تعليما جامعيا عاليا ( خسارة !) ، ويتجلى التناقض في ثقافتنا المريضة المأزومة أكثر في كرهنا إنجاب البنات رغم حبنا الكبير و اللامتناهي في ذات الوقت لأمهاتنا ، في تناس واضح مقصود بأن كلتيهما ( أنثى ) وبأن البنت ستصبح بدورها يوما ما أما وستنجب أولادا ، ربما يحبونها لدرجة التقديس !!

وفي ثقافتهم البنت كالولد من حيث توزيع الحب والعناية والإنفاق ولا فرق !! - في ثقافتنا المرأة لا حظ لها في تولي الوظائف العامة الكبرى كالرئاسة والقضاء ، وفي ثقافتهم لا يعيب المرأة جنسها ولا يعطل أو يؤخر توليها أرقى المناصب بالدولة ومثال على ذلك ( تاتشر و ميركل و غولدامائير و شيلر ) ولا ندري لم تنجح المرأة عندهم ونقدر فشلها مسبقا عندنا ؟؟!! .

 - في ثقافتنا المرأة عورة ، ناقصة عقل ودين ، وعاء وأداة للجنس ومعمل للإنجاب ، ترث ( نظريا ) وفقا للنص القرآني الذي نؤمن ببعضه ونكفر بالبعض الآخر ، ولا ترث (عمليا ) إلا ما رحم ربي ؛ يعني فقط في حالات مزاجية قليلة نادرة ، وإن حصل ذلك فتحايلا على الشرع وليس على الوجه الأكمل غالبا ! وفي ثقافتهم المرأة نصف المجتمع وكيان إنساني رائع يستحق المعاملة بمنتهى اللطف وتقبيل اليد .

 2- في ثقافتنا العم متولي والخال متخلي ( مثل فلسطيني عابر للقارات !) ، وفي ثقافتهم العم كالخال له نفس درجة القرابة ونفس الاحترام والتقدير والقيمة ، حتى إن ذلك المعنى يطال زوج العمة وزوج الخالة و كل من سبق يتشاطر نفس التعبير اللغوي ( uncle )

 3- في ثقافتنا أنت ومالك لأبيك وهو حديث شريف صحيح ، يسيء كثير من الآباء استخدامه والاعتماد عليه في هضم حقوق أبنائهم كبارا وإساءة معاملتهم وإهمال رعايتهم وتعليمهم في طفولتهم المبكرة وصباهم ، خاصة إن كان الأب قد تزوج بأخرى وأنجب منها . وفي ثقافتهم هناك حدود واضحة للمسئولية العائلية ونصوص قانونية تحمي الأولاد وتحول دون التأثير سلبا على نشأتهم ومستقبلهم من قبل أي من الوالدين بأي شكل من الأشكال .

 4- في ثقافتنا طاعة ولي الأمر واجبة و إن اخذ مالك ( سرقه ) وكذا و إن جلد ظهرك بالسوط أو تفنن في تعذيبك أو سجنك دهرا أو خوزقك كما كان يحصل في العهد العثماني الزاهر... !! الذي يحن البعض إليه توقا إلى الخلافة !! ، فالأمير هو ظل الله على الأرض وخليفة لرسوله ، وهو رباني مبجل منزه لا يرقى إليه نقد أو شك أو اعتراض ، وفي ثقافتهم هو شخص عادي وفرد من أمة لا تموت بموته ولا تسقم بمرضه ولا ينسب له وحده فضلا عظيما أو نصر ، إن اخطأ أو قصر يمكن ويجوز محاسبته أو عزله ، وهو يأكل كما يأكل الناس ويشرب كما يشربون ، ولا يستأثر لنفسه بالخيرات والأرزاق يوزعها كيفما شاء ولمن شاء بإرادته المنفردة ، وهو مثل كل الناس يذهب للحمام ويقضي حاجته وربما يصاب حينا بالإمساك أو الإسهال !! وليست له ذات قدسية !!

 5- في ثقافتنا لا توجد في الغالب مساحات رمادية ( مناطق التقاء ! ) ، فالأمر إما أن يكون أبيض أو أسود ، حلال أو حرام ، وفي ثقافتهم لا توجد مسلمات أو غيبيات مبهمة مطلقة ، فكل شيء قابل للأخذ والرد والخضوع لأقصى وأشمل عمليات النقد والتشريح في محاولة لتطوير الواقع والارتقاء بالفكر والوعي والوصول بهما إلى الكمال ..!!

 6- في ثقافتنا نتوهم بأننا نعمل للآخرة ( هكذا نظن لفرط سذاجتنا ) فنهمل الدنيا ونزهد فيها فهي زائلة وسخة قذرة ودار ممر ، فنحصد خيبات وبؤس وجوع وهزائم على كل المستويات علمية وعملية ، وفي ثقافتهم يعملون أقصى ما يمكنهم ليعيشوا حياة آمنة رائعة راقية وفقا لاعتقادهم الراسخ بأن الحياة الدنيا واحدة فقط ولن تتكرر !!

 7- في ثقافتنا لا مؤسسات حقيقة البتة ، فكل شيء صوري والحاكم إقطاعي كبير وجلاد جواربه هي الوطن !! على رأي الشاعر الكبير معين بسيسو ، وفي ثقافتهم الوطن عبارة عن مؤسسة كبرى عامة ، والمجتمع عبارة عن مؤسسات أصغر متنافسة صحيح ولكنها متعاونة متكاملة تتطور دوما وتقوى ولا تفنى بفناء من يكون على رأس هرم قيادتها .

 8- في ثقافتنا تسهل الفتوى والتحريم والتجريم ويسهل ليّ النص الديني وتكييفه خدمة للسلطان ، كما يسهل تجنيد الدعاة ورجال الدين ( وما أكثرهم - القرضاوي نموذجا ) لتبرير أي عمل شائن من أعمال السلطان وفقا لاعتقاد راسخ مفاده الاستخفاف بعقول الناس !! وفي ثقافتهم هناك حدود واضحة وخطوط حمر ونصوص قانونية تمنع التجاوز وتجرمه ، وتعطي ما لله لله وما لقيصر لقيصر !!

 9- في ثقافتنا مخالفة الأنظمة واللوائح والقوانين تحقيقا لغايات ومصالح خاصة مثل التهرب الضريبي وما شابه ( شطارة ما بعدها شطارة ) وفي ثقافتهم أفعال ممقوتة رخيصة تثير الاشمئزاز وتحط من قيمة مرتكبها بنظر نفسه ونظر الآخرين !!

 10- في ثقافتنا ينتشر ويستشري الرياء على نطاق واسع ، ويتحول من سلوك محرم مجرم إلى فضيلة بقدرة قادر بدءا من تربية اللحى وارتداء الجلابية ، مرورا بالذهاب والغدو إلى المساجد والجلوس في الصف الأول ، ووصولا للأعمال الخيرية وتوزيع الصدقات على الفقراء والمحتاجين الذي يترافق غالبا مع تغطية إعلامية كافية ووافية على صفحات الجرائد والمجلات وشاشات التلفزيون وصفحات الإنترنت ، حيث لا يقتصر ذلك على عامة الناس بل يطال السلطان وكبار أعوانه وكثير من مريديه الذين لا تروق لهم صلاة جمعة أو عيد إلا على الهواء مباشرة وفي بث حي ومباشر ، وكذا الحال عند توزيع العطايا والمكرمات التي هي أصلا من بيت مال المسلمين !! ، أليس الرياء من الكبائر والسبع الموبقات في ديننا وعقيدتنا والقاعدة أنه يجب أن لا تعلم يمين الشخص ما تنفق شماله ... ولكنها الدنيا و زخرفها !! وفي ثقافتهم تنتشر ظواهر الرياء صحيح ولكن بشكل اقل حدة رغم انه لا نص ديني يحرمها أو يجرمها ...!!

 11- ووفقا لثقافتنا ، فإن تاريخنا السياسي رغم كثرة شواهده المخزية هو تاريخ بطولي وتاريخ أبطال ( معصومين !) بلا استثناء ، سواء في شقه الأموي أو العباسي أو فيما لحق وصولا لعصرنا الزاهر و هو دائما تاريخ يرفع الرأس وهو فوق النقد والتجريح خاصة إن كان أحد أقطابه الفاعلين المؤثرين ( صحابي جليل ... !! ) . وفي ثقافتهم يخضع التاريخ وأبطاله المزعومين لكافة أشكال النقد والدراسة والتشريح بهدف استخلاص العبر وحتى لا تتكرر الهفوات والأخطاء ....!!!

 ملاحظة : ثقافتنا المقصودة المرصودة بالمقال هي ( الثقافة المقولبة أو ثقافة القطيع ) و هي الثقافة السائدة في مجتمعاتنا العربية للأسف الشديد !!



هو ليس كما يتصور الآغبيا؟


لست من محبي الانقلابات.. لكن اردوغان ليس هو النموذج الذي نحلم به للشعوب العربية.
ماذا عمل اردوغان للشعب التركي؟ اولا مهد الطريق للدواعش لتنفيذ اعمال همجية وتدميرية ضد الشعب السوري، لكن هذا لم يمنع الوحش الداعشي الذي تغاضت عنه تركيا  ان ينفذ ضربات همجية ضد الشعب التركي أيضا..
النظام العلماني (حركة اتاتورك) انقذ تركيا من نظام السلاطين المدمر والمتخلف وفتح امامها أفاقا جديدة للتطور.. اليوم يقوم اردوغان بتصفية جهاز القضاء لأنه ببساطة يعتمد القانون الوضعي العلماني.
هل تركيا دولة متقدمة اليوم ام تعاني من اشكاليات اقتصادية بالغة الخطورة؟ ماذا تعرفون عن الاقتصاد التركي؟ هل تعرفون انه متخلف عن الاقتصاد الأوروبي ومعدل الدخل للفرد الواحد من الناتج القومي الاجمالي لا يتعدى ال (11) الف دولار. بينما اوروبا تجاوزت الخمسين والستين الف دولار للفرد؟ هل نصفق لنظام يتآمر مع اسرائيل ويعطيها المجال للتدرب الجوي لطائراتها في الاراضي التركية والتجسس على سوريا والعراق وايران؟ هل حليف الامبريالية الأمريكية التي لها قواعد عسكرية ومخازن اسلحة في تركيا (لمصلحة من قواعدها ومخازن اسلحتها؟)هو النموذج الذي نريده؟ ماذا مع اتفاقه مع اسرائيل وتحوله الى شريك لها في سياستها الشرق اوسطية؟ لماذا هاجم المشاركين في الرحلة البحرية الى غزة وتبرأ عمليا منهم ليرضي نتنياهو؟ هل فك الحصار عن غزة، كما كان يتوعد ويتبجح قبل توقيع المصالحة المهينة مع اسرائيل؟ هل تظنون ان بعض المعلبات والأدوية التي تحملها باخرة تركية رست في ميناء اشدود لفحص محتوياتها، وليس في ميناء غزة هي الحل لحصار الشعب الفلسطيني في غزة؟ ما هو موقفه من اقامة وطن قومي للشعب الفلسطيني حتى نجن بالتصفيق له؟ هل استنكر مثلا الاعتداءات على الأقصى؟ لماذا غضب على السيسي بعد اسقاط محمد مرسي وماذا تعرفون عن مشروعة لإعادة الدولة العثمانية لتمد سيطرتها على سوريا والعراق ومصر وليبيا وتونس وغيرها من دول العرب بعد ان اغلقت اوروبا الباب امام انضمامه للسوق الأوروبية؟ هل تحويل العالم العربي الى سوق خلفية للبضائع التركية  واقتصاد عربي هزيل تابع لتركيا هو الحل لتخلف العالم العربي؟
ما حدث ويحدث في تركيا يخصني أيضا من منطلق انساني، لن اكون تركيا ولا اطمح لعودة تركيا الى التحكم بشرقنا. تكفينا تجربة 400 سنة من التخلف العثماني.
في مقال مثير نشرته إيكونوميست تحت عنوان "مأساة العرب" كتبت "إنّ الحضارة التي قادت العالم مرةً ترزح في حالٍ من الخراب، ولا يمكن لأحدٍ إعادة بنائها غير أبنائها". 
واضافت "تناوبت منذ ألف عام مدن بغداد ودمشق والقاهرة في تفوقها على العالم الغربي، حين اقترن الإسلام بالابتكار والابداع، وكانت الخلافة العربية قوة عظمى ومنارة للثقافة والتسامح والتجارة. ولكن العرب اليوم يرزحون في حال من البؤس، وبينما تتقدم الدول في آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا يتراجع الشرق الأوسط بسبب الديكتاتوريات الحاكمة (الحكم المطلق الطاغي) ودوّامات الحرب".
 هذا ما يلفت انتباهي ويقلقني ...وليس  بقاء اردوغان او عدم بقائه!!
طبعا واقع العالم العربي الذي تتحدث عنه الايكونوميست لم يأت بالصدفة، انما هو اسقاط حكم لم يقم بأي مشروع حضاري او تعليمي خلال سلطة استمرت 400 سنة بالقمع والنهب لثروات العلم العربي.
طبعا لا اتهم اردوغان، لكني لا ارى ان تركيا واردوغان هما حلم حياتي. حلمي بوحدة عربية في اطار دولة موحدة تنقل العالم العربي والشعوب العربية من هامش الحضارة العالمية الى قلبها النابض. من خارج التاريخ الانساني الى قلبه النابض. حلمي ان نستعيد عشرات الاف العقول العربية التي هاجرت من اوطانها بحثا عن فرص عمل تلائم تحصيلها العلمي. هدفي ان يقوم نظام حكم عربي يفصل بين السلطات وليس انظمة عائلية قبلية لا يقلقها الا توريث السلطة.
بقاء اردوغان او ذهابه هي قضية الشعب التركي .. ولا افهم انشغالنا باردوغان والتصفيق له الا من منطلق لا يمكن ان نبني عليه فكرا متنورا متحررا . الدور التركي كان وما يزال معاديا لحركة تطور القومية العربية، وقفوا ضد ثورة عبد الناصر ، وضد انتفاضة الشعب المصري. ولعبت تركيا دورا تدميريا في سوريا، وما زالت تحرم سوريا من حصتها من مياه نهر الفرات وما زال لواء الاسكندرونة  محتلا لتركيا ، بل وشتت النظام التركي سكانه العرب واستبدلهم بسكان أتراك. هذه هي تركيا ولا فرق ان كان اسم الحاكم اردوغان او أي اسم آخر.
تعالوا اكشف لكم اساليب التعامل التركية في موضوع استراتيجي بالغ الأهمية وبالغ الخطر على سوريا والعراق: موضوع المياه.
نهر الفرات هو بمثابة الشريان التاجي لبلاد الشام والعراق، ينبع من تركيا ، أي هو نهر دولي لا يمكن لدولة واحدة ان تتحكم به تماما كنهر النيل الذي ينبع من جنوب افريقيا وتحاول اثيوبيا بناء سدود تحرم مصر من كميات مياه تستحقها مما يشكل خطرا على مصر قد يقود الى حرب بين الدولتين.
رغم كل الاتفاقات الموقعة حول حصص المياه تقوم تركيا بنهب حصص المياه التي يحق لسوريا والعراق الاستفادة منها. في ندوة عقدتها قناة الجزيرة جاء انه طبقا للقانون الدولي فإن دجلة والفرات نهران دوليان وأن تركيا ملزمة باستشارة جيرانها قبل تنفيذ مشروعات على النهرين، فليس من حق تركيا أن تؤذي جيرانها. 
في عام 1987 وقع الرئيس التركي الراحل توكت أوزال مع الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد على اتفاقية فيما يتعلق بالفرات، تعهدت بموجبها تركيا أن تترك لسوريا وللعراق حوالي 650 إلى 700 متر مكعب في الثانية ولكن تركيا منذ عام 1992 تتهرب من هذا الكلام لأنه كانت علاقاتها متوترة مع سوريا واليوم الوضع أسوأ ويدفع الموطنين السوريين ثمنا باهظا نتيجة هذه السياسة المدمرة التي تنعكس بدمار كبير على الزراعة السورية خاصة.. من ناحية اخرى نعرف  ان تركيا فاوضت اسرائيل لتبيعها المياه وربما ما زال هناك اتفاق قائم.. أي ستبيع تركيا حصص سوريا والعراق من المياه الى اسرائيل.. وهذا يجري بفترة اردوغان!!
المضحك انه حتى الآن تركيا لا تستطيع الانتفاع من المياه رغم أنها تخزنها وراء السدود المنجزة  وتقدر الكمية بحوالي مائة مليار متر مكعب ، بكلمات اخرى المياه هي ضمن الحرب التركية على سوريا والعراق.  
كما قلت الانقلاب لم يكن من اجل سوريا او العراق بل هو صراع تركي داخلي ومن المضحك والسخيف ان نقف مصفقين لاردوغان، دون ان نفهم الانعكاسات السلبية للنظام التركي، مع أردوغان او غيره على العالم العربي.
شيء من المنطق ضروري، لا نحب الانقلابات العسكرية التي دفعت وتدفع الشعوب العربية ثمنا رهيبا بسببها. والأهم لا تسارعوا بوضع كل بيضكم في سلة اردوغان، التاريخية او المعاصرة



احزاب قبلية؟



الآحزاب السياسية هي القاعدة التي يبنى عليها نظام العدالة السياسية ودولة القانون والمؤسسات المنتخبة ، ولهذا فإن وجودها ضرورة سياسية لقيام نظام ديموقراطي تداولي يضمن حريات المواطنين ، ويمكن الشعب من إختيار ممثليه في السلطات الثلاثة : التنفيذية ، والتشريعية ، والقضائية .

* جميع ديموقراطيات العالم تقوم على أحزاب لها فلسفات سياسية مختلفة ، وأفراد من الشعب منضمون إليها ، وآخرون يؤيدونها ويشاركون في نشاطاتها ، وآخرون يعملون ضدها من خلال ارتباطهم بأحزاب أخرى ، أو إختلافهم في الراي مع أيديولوجياتها . كل هذه الأحزاب لها مكاتبها ، ووسائل إعلامها ، ونشاطاتها المتعددة للحصول على تأييد الناس وتصويتهم لها في الانتخابات ، وكل حزب منها يطمح ويعمل جاهدا للوصول إلى السلطة والحكم ، أو المشاركة فيه من خلال إئتلاف حكومي تفرضه نتائج الانتخابات كما يحدث عادة . أي أنها تتنافس بأسلوب حضاري يسمح لها أن تنتقد ، ما يمكن أو يجب انتقاده في فلسفات وسياسات الأحزاب المنافسة ، وتترفع عن إتهام بعضها بعضا بالخيانة ، والعمالة ، والتكفير إلا إذا كان عندها الدليل لاثبات إتهاماتها .

  * الأحزاب في هذه الدول تعمل من أجل الشعوب ، وتتنافس من أجلها ، وعندما تحكم تحكم لمصلحة كل الناس ، وتخدمهم بتحسين أوضاعهم ، وتختلف فيما بينها من أجلهم ، وتلتقي ، وتتعاون ، وتفترق من أجل تحقيق مصالحهم ، أي إنها تعمل من أجل مستقبل الوطن والمواطن . إن قوة الأحزاب في هذه الدول مستمدة فعلا من إرادة الشعوب ومن تأييدها ، ولهذا تسمى أحزابا جماهيرية لأن جمهور الناس العاديين هو الذي يخلقها ، ويقويها ، ويضعفها ، ويفشلها ، وقد ينهي وجودها إلى الابد .

* ألوطن العربي عانى منذ الاستقلال وحتى الآن من التخبط ، وعدم الاستقرار السياسي ، وفوضى إدارية ، وتسلط واستبداد حكام يحكمون حتى الموت . فمنهم من حكم أكثر من أربعين عاما ، وبقي السيد المطاع الحاكم المتحكم في الوطن والمواطن حتى عندما ...خرفن ... وعجزعقلا وجسدا ، وكانوا يدفعونه على كرسي متحرك ليتباحث مع قادة العالم ! ويدير شؤون دولته العتيدة ! ويعمل على استمرار عدالته البدوية القائمة على المحسوبية والفساد !

* الأحزاب السياسية والدينية التي ظهرت على الساحة العربية حتى عندما سمح بذلك الحاكم ، لم تتمكن من بناء قواعد شعبية راسخة تتمتع بنشاط سياسي مؤثر ، وفشلت في إقناع الناس ببرامجها ومصداقيتها ، ولم تتمكن من التغلغل في صفوف الجماهير لتصبح أحزابا جماهيرية لها تاثيرها ، وفشلت فشلا ذريعا وانتهى معظمها من الوجود. * الأحزاب الموجودة في الساحة السياسية الآن التي تسمح لها بعض الدول العربية بالعمل يمكن تصنيفها كالتالي :

  * أولا ، ألأحزاب التي أقامتها السلطة ويرأسها رجال موالون للنظام من أبناء عوائل متنفذة ، ووزراء سابقين ، ورجال فكر وثقافة موالين لها ومنتفعين منها .

* ثانيا ، ألأحزاب العشائرية ، هذه الأحزاب ليست إلا تجمعات عشائرية وقبلية ، لها إرتباطاتها بالنظام ، ولا تخدم إلا أهداف الحاكم ومصالح العشائر المتحالفة معة .

  * ثالثا ، ألأحزاب الدينية المسيسة كثرت أعدادها ، وأوجدتها جهات ودول لتستغلها في التآمر على الآخرين وضربهم ... سورية والعراق أمثلة حية على ذلك ... هذه الأحزاب تنوعت فلسفاتها الدينية وولاءاتها السياسية ، ... واتفقت على أن الله واحد ... ، واختلفت على كل شيء إسلامي أو سياسي آخر ، ... وحللت قتل المسلمين وحرمت قتل أعدائهم ... ، وكفرت بعضها بعضا ، وأقصت من يعارضها ، وقتلت ودمرت لا لنصرة الحق ومصالح الشعوب ، ولكن لدعم ونصرة مموليها والمتحكمين بها ، واستخدمت العاطفة الدينية القوية عند الانسان العربي للتأثير في الناس وكسب تاييدهم .

  * كان بإمكان هذه الاحزاب أن تتحول إلى أحزاب جماهيرية وتقدم للأمة خدمة جليلة ، لو أنها تبنت برامج سياسية منفتحة ، وآمنت فعلا بالديموقراطية الحقيقية وتبادل السلطة ، وأحترمت دولة القانون ، ودافعت عن التعددية والاختلاف الديني والثقافي والحريات العامة ، وساوت بين مكونات المجتمع . لقد فشلت بعد وصولها إلى الحكم في مصر ، وتونس لأسباب عدة منها أنها انشغلت بمحاولاتها للسيطرة على مفاصل الدولة ، وإعطاء الأولوية للمنتمين إليها ومؤيديها في الوظائف والجيش والقضاء ، وحاولت فرض أجندتها الدينية التي يرفضها أتباع الديانات الآخرى من المواطنين ، ونسيت أنها إنتخبت لتمثل كل الشعب وليس حزبها وأنصارها فقط .

  * رابعا ، نظام الحزب الواحد الذي جرب في مصر أكثر من مرة ، وفي تونس ، والجزائر ، وسورية ، والعراق ، واليمن الجنوني ولم يحقق إلا المآسي والمصائب ، ودمر أكثر بكثير مما بنى . وإن تجارب وفشل وتجاوزات اليسار الماركسي ، والأحزاب الاشتراكية ، والحركات القومية ، والبعث دليل على أنها كانت أحزابا تسلقية ، ومنغلقة على نفسها ، ومرفوضة من الجماهير .

* خامسا ، الأحزاب الطائفية التي ظهرت في الساحة الاسلامية وركزت على إحياء الخلافات المذهبية خاصة بين السنة والشيعة. هذه الأحزاب أوجدتها قيادات دينية مشبوهة ، ودعمتها أنظمة عربية لأسباب سياسية ودينية . إنها ليست أحزابا . إنها في الحقيقة كوارث من الممكن أن تخلق حروبا أهلية لا نهاية لها ، وتضر ضررا بالغا بأوطاننا وشعوبنا .

* سادسا ، ألأحزاب التي لها برامجها والتي تسعى إلى إقامة ديموقراطيات حقيقية وتوجد في عدة أقطار عربية . إنها تمثل أمل الانسان العربي في إنهاء الديكتاتوريات القائمة ، ودمقرطة وطننا في المستقبل . لكنها ما زالت ضعيفة ، وفشلت في التحول إلى أحزاب جماهيرة مؤثرة وقادرة على لعب دور هام في صناعة القرار السياسي . إنها لا تستطيع التصدي للتيار الحزبي القبلي الديني المسيس لأنه أكثر شعبية منها في صفوف الجماهير . السبب في ذلك هو أن الشعب العربي لم يجرب طيلة تاريخه المشاركة في حياة حزبية جماهيرية تكون رافعة حقيقية لمجتمع مدني مؤسساتي وديموقراطي . وإن جهل المواطن العربي بأهمية العمل الحزبي في بناء الدولة الحديثة ، وولائه للعشيرة والعائلة ، وعدم ثقته بالاحزاب الموجودة في الساحة ، وخوفه من السلطة كانت وما زالت من الأسباب التي أدت إلى عدم دعمه لهذه الأحزاب والانضمام إليها .

   * الأحزاب السياسية في العالم تتنافس للوصول الى السلطة بشكل حضاري كما ذكرنا . إنها تعمل جميعا لخدمة الوطن ، وتتعاون وتنسق معا . إنظروا إلى أحزابنا جميعها ... الدينية منها وغير الدينية ...! كل حزب يكذب على الناس بالقول إنه الوحيد الذي يعمل لخدمة الأمة ، ويتهم الأحزاب الأخرى بأبشع التهم ، ولا يتردد في استخدام النفاق السياسي ، وتهم الرجعية ، والعمالة ، والتكفير ، ونظرية المؤامرة ضدها . للأسف هذا هو الحال بين الأغلبية الساحقة من الأحزاب العربية .

* أحزابنا هذه قبائل متناحرة على النفوذ والمكاسب . لقد فشلت في السياسة ، والاقتصاد ، والاجتماع ، وتحولت إلى أداة تدميرية تقتل الأبرياء عشوائيا ، وتثير الحروب والنزاعات الطائفية لحماية أنظمة فاسدة . إنها أحزاب ملوثة بالكراسي ، والمال السياسي ، وحب السيطرة ، وبالانقساملت العربية والدينية والطائفية والجهل والتخلف .

  * ألأحزاب الدينية والطائفية تعاملنا وكأننا ما زلنا نعيش في القرن الثاني عشر ، وتدفعنا للاقتتال ، وللهروب من الحاضر إلى الماضي ، وتعمل على إبقاء عقلنا نقليا ماضويا ، ومشغولا بأمجاده التاريخية . والأحزاب العلمانية ، والليبرالية ، واليسارية لا تقل سوأ عن الأحزاب الدينية والطائفية في نهجها وضيق أفقها ، وفي جمودها ، ورفضها للآخر ، وإقصائها لمن لا يتفق معها . أحزابنا هي في الحقيقة امتداد للقبيلة بكل مكوناتها العقلية ، والجهوية ، والاجتماعية ولا يمكن أن تقودنا إلى تكوين مجتمع ديموقراطي .

  * الديموقراطية والحرية تقوم على مفهوم الوطن الواحد الذي تتساوى وتتشارك في بنائه وسياساته كل أطياف المجتمع . إنها لا يمكن أن تبنى على فكرة ... الجماعة القبلية أو الدينية ... ، وإنها لا تطبق وتزدهر في المجتمعات المتخلفة لأنها موصلة بحبل سري يربطها بالعلم ، والثقافة ، والوعي الاجتماعي ، وبارادة الشعب ، ....ولهذا فإنها لا تمنح للشعوب بقرار من أي كان .... وتنتزع بالتضحية والكفاح .