@نحن إمة ضيعها > جهل آبناءها....وخيانة حكامها .... وفشل رموزها....وفتاوي مشايخها...! @آطماعكم >تطرفكم>آحقادكم>>>آلسبب...! @وزد فوق ذلك عيوبكم >تغريبة للإ سلام و آلعروبة.....!!!! @إلى متى هذا آلنوم؟ آين همم آلآجداد ...يا آبناء يعرب... ؟
السباب والشتائم هي اللغة الوحيدة

الكثير الكثير من ابناء العرب والمسلمين لا يحب ان يسمع الحقيقة ولطالما كانت الحقيقة تجرح او هي نسبة مئوية يمكن لأي انسان ان يجعلها الى جانبه اما عاطفيا او دينيا او مذهبيا اما العاقل فيسمعها ويفهمها منطقيا. ولكن جعل الحقيقة حكما منطقيا بعيدا عن العواطف والنعرات لهو مستبعد عند امة عربية اسلامية فاشلة يحكمها حاكم اما اتى بالمظلة او آخر لا يعرف القراءة او كراعيا للأغنام او من بدو الصحراء القاسية ليرعى امة من الجهلة تقتل بعضها البض على موقف سيارة او على افضلية المرور او على خلاف بالرأي او بالدين او حتى على لون القميص او البنطال او على عدو لم يكتشفوا هويته بعد

وهذا ما يبيّنه الواقع المرير والبائس على قلة للعقل. ودائما يواجهون الحقيقة بالسباب والشتائم وليس بالحجج والبراهين. وإذا كانت اغلبية الشعوب العربية والاسلامية جهلة ومتخلفون ويحكمهم التطرف والنزعات العنصرية والقبلية فلا المنطق يقنعهم وحتى الشريعة لا يمكن ان تخلّصهم من نزعات الجاهلية بعصر حديث وليفكروا ولو لمرة واحدة ما الذي اوصلهم الى هذا الحضيض والتخلف والتبعية العمياء. اما الهروب من الحقيقة هو الغالب في بعض الاحيان للكثير من هؤولاء , ومجافاتها لهو سمة يتّصف بها قليلوا العقول ذو الاغلبية , فإصبحت الخيانة وجهة نظر , والحقيقة المرّة افتراء وكذب والطعن بالظهر هو مصلحة آنية والنفاق مصلحة اسلامية وقتل الانفس البشرية بالطرق البربرية لهو دفاع عن النفس ونشرا للديمقراطية والحرية

ابو كعاب وابي رغال وابو لهب وجهل واميّة وابو سيفان وابن المجدّع وابو القلمين وابن المنقوع وابو الفراولة وابو المفقوع وابن المنحوس وابو دحّام ىوابن الجزار وابو قبّرة وابن الغالب وابن المغبون والبائس "والمبؤوس" والطالع والمطلوع والملطوع .... يعيشون على الاوهام ويبيتون على الافلام ويستيقظون على الاحلام.!
المرددون والحفظة كالببغاء !

لن يخرجوا من بؤسهم وذلّهم لما تقترفه ايديهم وغلظ عقولهم وسيبقون كذلك طالما هم يتصارعون على السلطة والدنيا."الدنيا جيفة وطلابها كلاب". لقد اصبح الكثير من هذه الشعوب متخلفة ولا يحكم عقلها سوى الغرائز والادمان على شيء "ومن شبّ على شيء شاب عليه".

وقد اصبح الرضيع يرضع من ثدي امه الكراهية والحقد ويسري في دمه منذ نعومة اظافره القتل والاجرام من جراء التربية الفاسدة التي يتربى عليها على ايدي الجهلة والمتخلفين. ومظاهر التخلف التي تمر بها هذه الامم لهي بؤس ولعنات اصابتها من جراء السموم والدم الفاسد الذي يجري في عروقها من جراء تعلم ونشر التطرف والحقد والكراهية من الطفولة الى الشيخوخة وهذا لا يوجد في اي امة من الامم سوى بالامة الاسلامية بكل طوائفها. ولقد اصبحنا نسمع الببغاءات يرددون ما يقوله الدجالون وعابدي العدم والوهم عن اطلاق مصطلحات جديدة في هذا العالم الفاني على اناس ك "صفويين" وتارة "رافضة" واخرين "سلفيين" والبعض " السنة والجماعة" ...الخ.

وكلما ارادت جماعة بالتنكيل بأخرى او بمقاتلتها اصبحت تطلق مصطلحات وتردد آيات! واحاديث نبوية ! لا تمتّ الى الاسلام الحنيف بصلة وهذا ما يفرح اعداء الدين الحقيقيين والتاريخيين. فالمسلمون لا يحلّون مشاكلهم الا بالعنف والقتل والتنكيل لأن اساسهم اساس "عاطل" فهو قائم منذ 1400 سنة على القتل والقتل المضاد والصراع من اجل السلطة والجاه وقد مات محمد(ص) ولم يحصد من امته خيرا. والرسول الاكرم (ص) حزين على امة اراد لها ان تكون خير امة اخرجت للناس , فجعلها اليهوود والدجالون والمنافقون ادنى واشرّ واجرم امة اخرجت للناس.
يهود امتي!

"لا ترجعوا من بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض" هذا ما قاله رسول الله . ولقد طبّق المسلمون هذا الحديث الشريف وقد ربط الرسول اقتتال المسلمين فيما بينهم بالكفر وقد تنبأ (ص) بأن المسلمين سوف "يجزّرون " ببعضهم البعض وذلك للوجود الكثير للمنافقين وللمذاهب والاثنيات المختلفة والتي لم تتفق فيما بينها على شيء سوء انهم مسلمون . وكل فئة من هؤلاء تفرض رأيها على الاخرين وبأن الله قد جعل الحق عندها ولا بد من ان يؤمن الباقون من مختلف المذاهب الاسلامية بمعتقداتها. لقد اصبح الذبح والقتل وقطع الرؤوس هو السمة ولغة الحوار الواحدة بين المسلمين والعالم يتفرج على فنون الاجرام ونزعات السادية والخيال لديهم. يلزم للعرب والمسلمين 1000 سنة اخرى لكي يصبحوا بشرا ومثل باقي العالم وليصبحوا امة يحتذى بها
الاخوان وهوس السلطة

لقد بيّنت التجربة والايام بأن جماعة الاخوان المسلمين هم جماعة تنشر التخلف واعادة الانسان والمجتمعات الى الوراء والى عصور الجاهلية. الاخوان لا يملكون برامج ومناهج سياسية او اجتماعية للنهوض بالدول التي يحكمونها او يحلمون بحكمها. ولطالما كان خطابهم يغش العالم والناس وبأنهم جماعة معتدلة وديمقراطية تبغي السلطة كما غيرهم من الجماعات. وقد كشفت الايام زيف ادعاءاتهم وقد سنحت لهم الفرصة بأن يتحالفوا مع الشيطان من الغرب واليهوود والصهاينة وان يستعينوا بشيوخ الفتن ودجالي العصر من اصحاب اللفائف والعباءات الطويلة واللحى لكي يصلوا الى حكم او سلطة بأي ثمن لكي ينفذوا مشروعهم الخاص حتى وصل بهم الامر وبوقاحة بأن يصبح عدو دين محمد والمحتل للقدس صديقا عزيزا ! وشقيق عربي عدوا لله وللرسول!!!. وقد نشروا في هذا العالم العربي والاسلامي ثقافة الطائفية والمذهبية والعنصرية والتكفير من على المنابر وعلى شاشات التلفزة وعلى مرأى من كل العالم " الشامت". انهم يفكرون ان كل الناس هم حفنة من الغنم والماعز يمكنهم قيادتهم كما يقودون جماعاتهم وكما يقاد الاعمى. والظلم والتنكيل والقتل والسحل والنفاق , كله لا يدوم ....... ( وتلك الايام نداولها بين الناس ) ( وكلما اتت امة لعنت اختها ) صدق الله العظيم
الامة البلهاء والقطعان المتفرقة

لم يكن المسلمون على مر العصور والسنين على افضل حال فيما بينهم وغالبا ما كانت الخلافات بينهم عشائرية او قبلية وعلى مر تلك السنين الطويلة دخل الغرب واليهود ليلعبوا على الخلافات التاريخية والتناقضات وخلافات الرأي بين المسلمين والتنازع على السلطة والخلافة وما الى ذلك.... ليجدوا نقاط واماكن الضعف لدى العرب والمسلمين . وقد وجد المتربصون من الغرب ارضا خصبة لتأجيج النزاعات بين المسلمين لكي يسيطروا في النهاية على الثروات المكنزة في باطن الارض العربية.

وقد كان الغرب والمخطط اليهودي الصهيوني على قدر كبير من الحنكة والدهاء ليتم زرع العملاء لهم داخل الجسم الاسلامي والعربي بعد الاستعمار ليكونوا الضامن لسرقة ومصادرة الثروة العربية والاسلامية وغالبا ما يكون العملاء المزروعون والجالسين على عروش السلطات في الدول العربية ينشرون الفوضى والتناقضات المذهبية بين الناس ليكونوا المنقذين له ونشر المشاريع الوهمية والتطور والازدهار وذلك من اجل استمرار حكمهم الى الابد وكذلك استمرار مصادرة ثروات الدول التي يحكمونها الى المعلم الغربي والصهيوني.

وان الناس والمسلمون غالبيتهم من الفقراء والمساكين البسطاء والذين يفتشون عن لقمة العيش لعائلاتهم فيتم استغلالهم ليكونوا وقودا وحجارة شطرنج في العاب الامم وعدد من اعداد الموتى. فلا راع نبيل وشريف للمسلمين , ولا موحّد لمختلف مذاهبهم , ولا قائد يستطيع جمعهم , فقد اصبحوا كالقطعان التائهة والضائعة.
الحقيقة دامغة وجارحة

كيف يعبدون الله؟ولماذا وعلى ماذا يصلون؟هل محمد(ص) طلب من الناس ان يقتتلوا ويقتلعوا رؤوس بعضهم البعض؟ هل عمر ابن الخطاب دعا الناس الى قطع رؤوس بعضهم ؟هل ابو بكر طلب ذلك؟ عثمان؟علي؟ لم يكن احد من الصحابة ليدعوا الناس على النتكيل ببعضهم البعض ولم يدعوا الناس الى تحليل دم المخالفين بضرب للعنق او بغيره. اذا تكلمت بالحقيقة الواضحة للعيان كنور الشمس , يبدأ عبدة العدم والوهم بتكفير الناس وبسب ابناء الطوائف والمذاهب الاخرى .

لم يفعل او يطبّق احد من الجهلة من المسلمين ما يفكر بعقله الذي خلقه الله وانما جعل مشايخ الطاعة والدولار والسولار تفكر وتقرر عنه ومن ثم يصبح الجاهل البسيط من المسلمين حجر من احجار الشطرنج وعدد من اعداد الموتى على مذبح المصالح اليهودية والغربية التي يرتبط بها كبار "المفكرين والصحافة واصحاب السماحة والجلالة و...." صفة الاسلام الحديث الذي بشّر به دجال العصر وشيطان الامة الاسلامية هو اسلام القتل ثم القتل ثم القتل.

الجهاد والقتال والاعدام والتنكيل ,كلها صفات لإسلام الدجال والمتنقل من بلد الى آخر. وغالبية المسلمين يغلب عليهم العاطفة و الجهل والبساطة وتضييع الوقت ونشر الترهات وتكفير هذا والاثناء على ذاك وكأن الله سبحانه لا يفكر ولا يشغل باله الا المسلمين وخاصة اولئك الجهال منهم من اصحاب الدجال والمسيح الدجال او ان الله سبحانه ينتظر دعاء القتلة والمجرمين والمفتنيين من اصحاب اللحى الشياطين لكي يستجيب لهم وليكمل الباقي من العذاب على خصوم مدّعي عبادته من اصحاب الفكر المنحط وعابديه وعابدي الوهم والعدم.
الشعوب التي يتآكلها الصدأ

غالبية حكام الامة العربية الاسلامية لا تعرف القراءة ولا الكتابة وغالبيتهم من الاميين الجهلة . واذا كان حال هؤولاء الحكام وضعهم مزري مأساوي من الجهل المتفشي بينهم , فكيف سيكون وضع شعوبهم ؟. الشعوب العربية الاسلامية هي شعوب يأكل الصدأ عقولها ,المفكرون منهم والاذكياء واصحاب الكفاءة يهاجرون الى خارج بلادهم ليحظوا بفرصة للعيش الكريم . وعلى مر السنين الطويلة اصبحت تلك الدول الاسلامية العربية فارغة من اصحاب العقول النشطة والمفكرين واصحاب الكفاءة. ولم يتبقى في تلك الدول سوى البسطاء والجاهلين واصحاب القبلية والنزعات العنصرية والذين تغلب عليهم العاطفة وحمى الدين والقليل القليل من " الفهمانين". وهذه الدول غنية بالثروات ويسيطر عليها الغرب بواسطة احثل حثالة وادنى مستويات البشر من الحكام الذين يشعلون الفتن بين الناس لكي يبقوا في مناصبهم وليبقى الغرب مسيطرا على تلك الثروات . ولقد وجد الغرب ان بلاد المسلمين هي ارض خصبة للإقتتال والتطرف بين ابناء الامة الواحدة وان هؤولاء المسلمين البسطاء والفقراء هم الاداة وعدة الشغل لتنفيذ المخططات ولم يعد هناك ذرة من ضمير في عقول "علماء الدين " المدّعي الايمان لكي يخمدوا الفتن والمصائب. للأسف , شعوب غوغاء وحكام انتهازيون متآمرون ورجال دين يحكمون بما انزل الشيطان .
ديانة القتل والتنكيل

لقد رجع العرب والمسلمون الى الوراء مئات السنين . لم يرجعوا الى الاخلاق والى الدين الحنيف والى الوحدة والالفة بينهم. لم يرجعوا الى محمد او الى الله ! لم يرجعوا الى عقولهم المقفلة اصلا! لقد رجعوا الى الشياطين من المفتيين الدجالين وحتى اليهود والنصارى ارحم من هؤولاء العجزة واشباه الرجال من العلماء الدجالين المسلمين الذين يشجعون الناس على قتل بعضهم البعض والى التنكيل بأصحاب "الدين الواحد"! ما هذه الديانة التي سيقتنع العالم بإتباعها عندما يشاهدون كل مآثر البربرية والمقاصل اليدوية على ايدي حثالة العصر والجاهلية والتي يقطعون بها الرؤوس ويأكلون قلوب الخصوم.

العار العار ثم العار على هكذا اسلام "حديث جديد" وعلى هكذا مسلمين متطرفين بربريين . انظروا الى شكل كل مفتي والى وجهه فسترى الدجل في وجهه والكذب في عينيه والنفاق في لسانه. اي اسلا م هذا؟ فالبوذيون افضل منهم, واليهود والنصارى , امة دنيئة متخلفة متعطشة الى الدماء كما عطش الطفل الى ثدي امه. لو كان هناك عدل في هذه الدنيا او كان عدل الله وعقابه موجود في هذه الدنيا لما كنا رأينا تلك الجماعات البربرية المجهولة الاصل من الاب والام او من تعدد الاباء والامهات! ولما كنا رأينا القتلة واولاد الزنا تجوب البلدان لقتل شعوبها وتدمير بلادها .

كل شيخ وكل عالم دين وكل مدعي ايمان يدعو الناس الى الفتن والى الاقتتال فيما بينهم لهو ابن زنا وابن حرام ومن خوارج العصر . من اين اتى هؤولاء؟ من اتى بهم الى بلادنا؟ اكيد اتوا بالمظلة وظهروا ليدافعوا عن حقوق الانسان والحرية! واصبح لزاما على الناس ان تدافع عن نفسها من شر "الاسلام والمسلمين واخوانه" الذين اصبحوا مرض ووباء العصر الحديث
الواقع المرير للتخلّف العربي

الواقع المرير للتخلّف العربي اصبحت الديكتاتورية بالدول العربية تأخذ الوانا واشكالا متعددة بما يؤمّن مصالح الغرب وعلى حساب الشعوب التواقة للحرية والتطور والازدهار. ولطالما كانت الشعوب مغلوب على امرها من قبل الحكام الجهلة المتربعين على عروش السلطة والتحكّم بموارد الدول والشعوب التي يحكمونها, حكام يستمدون قوتهم من المستعمر الغربي والذي لا يهمه سوى تأمين مصالح شعبه غير آبه بمصالح ومصائر الشعوب الاخرى ولو في بحر من الدماء. الشعوب العربية مغلوب على امرها وما هي الا عدد في لعبة الامم وعدّاد القتلى والموتى من تلك الشعوب لهو المادة الرئيسية لنشرات الاخبار .

فأصبح النفط والغاز ومصادر الطاقة هي السبب الرئيسي للحروب والاقتتال في الشرق الاوسط وبما يؤمّن مصالح الغرب . كان الغرب يقوم بالحروب مباشرة وبيديه يقتل شعب بأكمله ويدمر الدول الخارجة عن ارادته بحجج لم تعد خافية على احد , اما اليوم اصبحت الحروب تشن بالوكالة "الجهادية " واصبح المسلمون يقتلون بعضهم البعض واصبحت البربرية
العرب الجرب !

ليس العرب على قد المسؤولية , فعلى مستوى الملوك والامراء والحكام والرؤساء فهؤولاء هم من ادنى مستويات الانحطاط والتبعية والجهل وسوء الامانة وقلة الضمير ان وجد. اما على مستوى الشعوب العربي فحدّث ولا حرج فهذه الشعوب نائمة كنومة اهل الكهف , فهذه الشعوب البسيطة بعقولها وقلة ثقافتها وعلمها وتعلمها ما زالت تعيش كنفس عصور الجاهلية ولم يتغير عليها من شيء من بساطة العقول وقلة الحيلة وكثرة الانتهازية .

هذه الشعوب اصبحت تمشي كالقطيع وعقولها مغيبة ولم تعد تستمع اذانها الى كلمات الخير والتسامح والتي دعا اليها الرسول الاكرم بل الى ابواق وشياطين الفتن المتنقلة والذين يحرضون الناس ضد بعضهم وتحولت المساجد من اماكن للعبادة الى اماكن للمخططات والتنفيذ . لم يعد احد من المسلمين يفكر ! لأنه لم يعد فيه عقل , عقل فقط للقتل والذبح على الهوية والانتقام .
الربيع العربي ..  ...؟؟

حين تحاول أن تعزل نفسك قليلا عن الاحداث التي تجري حولك , فأنت تفشل في أول محاولة لأن الاحداث هي من لا تتخلى عنك , فهي تحاصرك في بيتك وفي الشارع وفي التلفزيون وفي الراديو , تمارس عليك استيطان من نوع فكري لا مفرّ منه , وكل محاولاتك بالهرب ستبوء بالهزيمة المسبقة , لأنك بت جزء لا يتجزأ من هذه الاحداث شئت أم أبيت.فلا أحد يقدر على نزع وطنه من دمه وعقله وروحه , طبعاً إلا تلك القلة القليلة التي تسلخ نفسها وتلبس جلد غير جلدها وتكسوه بالريش كي تغرد خارج السرب , بينما الاكثرية تحاول أن تحافط على بقية ما فيها من حبّ لهذا الوطن , وتحاول أن تستنزف آخر قطرة في زجاجة صبرها كي لا تكسر الزجاجة على رؤوس الاخرين أو على رأسها المسكين في نهاية المطاف.

حين صرخ ذاك الشيخ في تونس لقد هرمنا , توجّ بكلمة منه عنوان هذا الربيع الدموي , ودون أن ندري شعرنا بالهرمّ والتعب والقرف والملل , شعرنا بحاجتنا الى انتفاضة تعيد دورة الحياة الى طبيعتها , شعرنا بحاجتنا الى زلزال يحرك صفائحنا الدموية ويعديها الى مسارها الطبيعي .وفرحنا وهللنا ورقصنا على انغام دويّ سقوط الانظمة العربية الطاغية وهروب بعض الطغاة أو قتل البعض منهم وحبس الاخرين , لكن من حيث لا ندري سقطت الاقنعة عن وجوهنا , وسقط الحياء من أخلاقنا , وسقط الجنين من رحم أمه , وسقطت ورقة التوت عن عورتنا , وسقط الشعب في حمامات الدم. وانقلبت حياتنا الى جحيم لا يطاق , والى حالة من الفزع والخوف وعدم الامان , وأصبح سقوط قذائف الهاون أهون لدينا من سقوط أحدنا في مادة دراسية , وصار وقع الموت لدينا أخفّ وطأ على مسامعنا , والاختطاف مسألة عشق حرام , والفدية حالة اقتصادية يدفع ثمنها بعض الناس ,والاختلاف في الرأي حرب شعواء لا تنتهي إلا بانتهاء أحد الطرفين , والانتقام صار السمة الاساسية في حياتنا وصار عنوانا عريضا لكل من ينتهج أحدى سكّتي القطار الذي لا يتوقف.

فلا يهم اليوم ان كنت معارضاً أم كنت موالي , لا يهم أن كنت مع التدخل الخارجي أو ضد الاملاءات الغربية , لا يهم أن تكون هنا ولا تكون هناك , أو تكون هناك ولا تكون هنا , لم يعد يهم شيء من كل هذا حين خسرنا معركتنا الاساسية وهي معركة الانسان . لقد خسرنا الانسان قبل ان نخسر الوطن , لانك لن تجد حيوانا يدافع عن الوطن , فالحيوان لا يهتم وليس عنده هذا الانتماء وهذه الوطنية للمحافظة على الوطن. وحين انقلب الانسان في معركته الى حيوان , لم يعد يهمه سيل الدماء التي تسيل باسم الله اكبر , ولا مدى الدمار الذي لحق بشوارعنا وبيوتنا ومعاملنا , ولن يهمه عويل امرأة على طفلها أو زوجة على زوجها أو طفل على والديه , ولن يهمه أن يقطع رأساً أو يذبح طفلاً أو يأكل قلب جندي عسكري.

إن المتحوّل إلى الحيوان سيظل طوال عمره حيوان مهما حاول أن يعود الى انسانيته التي خسرها يوما , ونحن اكتشفنا اليوم أننا كنا نعيش في غابة مليئة بالحيوانات التي كانت تتخفى وراء بدلة رسمية أو فستان جميل أو ضحكة بريئة بينما كانوا يمارسون حياتهم الطبيعية معنا وكأنهم من البشر في الوقت الذي كانت فيه مخالبهم تنمو وتطول وأنيابهم تكبر وتزداد حدّة ,في عند أول فرصة سنحت لهم انقضوا على جسد الوطن ينهشون به مثل الكلاب أو الذئاب أو الضباع أو التماسيح , وذلك حسب كل فصيل منهم وطبيعته الحيوانية.