@نحن إمة ضيعها > جهل آبناءها....وخيانة حكامها .... وفشل رموزها....وفتاوي مشايخها...! @آطماعكم >تطرفكم>آحقادكم>>>آلسبب...! @وزد فوق ذلك عيوبكم >تغريبة للإ سلام و آلعروبة.....!!!! @إلى متى هذا آلنوم؟ آين همم آلآجداد ...يا آبناء يعرب... ؟
الصراع المذهب الى اين!

ي بلغت حدة الصراع المذهبي في العالم الإسلامي ذروتها في ظل إخفاق كل المشاريع التقريبية و تراجع الدعوات إلى الوحدة الإسلامية , و بات لكل فريق طائفي إعلامه التكفيري و أدواته التي يجيّش بها أتباعه , و قد أخذ الصراع السني الشيعي منعطفا خطيرا لم تشهده حتى فترات التاريخ الأكثر سوادا في الماضي الإسلامي , و لم تبق إلاّ ساعة إعلان الحرب بين الفريقين اللذين مهدا فكريا و عقديا وإيديوجيا و علميا لهذه الحرب التي ستنهي العالم الإسلامي عن بكرة أبيه .

فكل فريق يتبنى إقصاء الآخر وإستئصاله , و كل طائفة تعتبر نفسها محتكرة الحقيقة و العقيدة الصافية و الجنة العالية , و الفهم الصحيح للإسلام , و كل من عداها في النار , و مبتدعة و خارج عن ملة الإسلام .

و الأخطر ما في الأمر أنّ هذه الطائفية البغيضة تعسكرت بفضائيات شعارها التكفير و الإستئصال و اللجوء إلى كل الوسائل الشرعية و غير الشرعية , وإلى كل الأدلة الحقيقية و المزيفية لتجريد الآخر من أي شرعية دينية و تقديمها على أنّها أخطر من الأعداء التقليديين للعرب والمسلمين ..

و كلما جبت العالم العربي و الإسلامي , أسمع ما يلي : في الجغرافيا السنية هناك من يقول سوف نقضي على الرافضة كما قضى عليهم الأمويون , ومن تلاهم من حكام , و في الجغرافيا الشيعية أسمع من يقول أنّ هؤلاء السنة أحفاد يزيد ومعاوية يجب أن يزولوا من الأرض و أن الأمر سيتولاه صاحب الأمر والزمان , وفي الجغرافيا السنية تسمع من يقول أقتلوا الروافض مكفري الصحابة , و في الجغرافيا الشيعية تسمع من يترحم على قاتل عمر بن الخطاب الخليفة الثاني المدفون في إيران .

هذه المنطلقات و الرؤى الآخذة في الصعود ستكون الشرارة التي ستجهز على العالم الإسلامي والذي أصبح اليوم مهيأ لأكبر معركة طائفية بل لأكبر حرب طائفية لم يعرفها الماضي الإسلامي عندما كان الخلاف المذهبي يندرج في سياق الرأي العلمي ومقارعة الرأي بالرأي , و الذي تطور وأصبح حروب قبائل و ممالك , بين القبائل المذهبية و الطائفية و كانت الخلاصة ضياع العالم الإسلامي و إنهيار الحضارة الإسلامية ..

و الإشكال العميق أن العقليات التكفيرية في هذا الفريق وذاك تنطلق من الماضي السحيق الذي لا يرقى إلى مستوى الإجماع بين المسلمين , فربّ رواية ضعيفة قد تفجرّ حربا بين السنة والشيعة , و ربّ قول مؤرّخ قد يسيل دماء قبائل لسنوات .

و لا يوجد أي محاولة جدية للتقريب بين المذاهب الإسلامية , فالتقريب في نظر السني هو تسنين الشيعي , و الشيعي يعتبر التقريب مدخلا لتشييع السني , و غير ذلك من الطروحات و الأراء تندرج في سياق المداراة عند السني و التقية عند الشيعي .

و إنعدام نخبة الموحدين الجديين الذين ينطلقون من هم وحدة المسلمين بدل الإنتصار للطائفة و المذهب زاد الطين بلة و كرس ظاهرة العلماء الذين يفتون على إيقاع ما يريده العوام , و قد تراكمت الأحقاد و الكراهية إلى درجة أن المسرح اليوم بات مهيأ لحروب الطوائف بين أبناء القبلة الواحدة ..

و المصيبة أن السني الذي يدعّي أنه ينتمي إلى تراث الصحابة و العارفين بخطّ الله تجده يكذب ويسرق و يزني و يسرق أموال الزكاة و لا يلتزم بالإسلام قيد أنملة , و الشيعي الذي يدعّي أنه ينتمي لعلي و الحسين تجده لصا وغادرا و ماكرا و فيه من كل صفات الشيطان , فما جدوى سنية بدون أخلاق الإسلام , و ما جدوى تشيع بدون أخلاق الإسلام ..

إن الوقت المتبقى لهذه الحرب الضروس بين أبناء لا إله إلا الله محدود , و مالم تنطلق محاولات صادقة وجدية للحفاظ على بيضة الإسلام و المسلمين فإن الحروب المقبلة ستكون بعناوين طائفة الله أكبر تغزو قبيلة الله أكبر , و معسكر الإسلام يطيح بمعكسر القرآن , و يصبح المشهد الدرامي معقدا عندما تترافق هذه الحروب مع وجود من يدعي أنه بالتأكيد من أهل الجنة , لكن هل أصبحت الجنة مأوى للحاقدين و المعقدين و القاتلين بإسم السماء سواء من هذا الفريق أو ذاك ...

النهضة وشروطها!

في كتابه الذي يحمل عنوان الفتوحات الإسلامية في فرنسا و إيطاليّا وسويسرا في القرن الثامن والتاسع عشر الميلادي كتب الكاتب الفرنسي جوزيف رينو :

بأنّه لو قدرّ لموسى بن نصير ولطارق بن زيّاد ولعبد الرحمان الثالث أن يعودوا إلى الحياة لإندهشوا لتغيّر ميزان القوة بين المسلمين والمسيحيين . هذا الكلام لجوزيف رينو يشخصّ الحالة الراهنة التي عليها العالم الإسلامي حيث بعد المسافة بين المليار و المائتين ألف مسلما و المشروع النهضوي الذي تتحدّث عن تفاصيله النخب العربية و الإسلامية منذ أزيد من مائة سنة .

و السؤال الرئيس الذي يمكن طرحه في هذا السيّاق هو لماذا تأخرّ المسلمون في تحقيق نهضتهم رغم أنّهم يملكون ثروة فكرية و ثروة طبيعية لم تجتمع لكثير من الأمم التي نجحت في إطلاق نهضتها و مكنتّ الأجيال الراهنة من الإستفادة من عطاءاتها .

و هذا الإخفاق الحضاري يملي علينا ضرورة إجراء مراجعة دقيقة و متجذرّة للأسباب الموضوعية التي حالت دون تحقيقنا للنهضة و العوائق التي حالت بيننا و بين المشروع النهضوي .

مبدئيّا تجب الإشارة إلى أنّ الأفكار النهضوية التي طرحت من قبل روّاد الإصلاح في العالمين العربي والإسلامي كانت متنوعة ومتشعبّة ومتعددة وقطرية في بعض الأحيان , و معظم هذه الأفكار كانت نتيجة مجهودات فرديّة ورؤى ذاتية لأشخاص غيارى على مستقبل العالم الإسلامي , وهذا التباعد الجغرافي و الذاتي والمعرفي بين هذه الأفكار هو الذي أدّى إلى عدم إنبثاق مشروع نهضوي متكامل يأخذ بعين الإعتبار الجغرافيا الإسلامية بكل إمتداداتها .

بالإضافة إلى ذلك فإنّ العالم الإسلامي كان يفتقد ولا يزال إلى يومنا هذا إلى مؤسسّة تضمّ كل القادرين على تشخيص معضلات العالم الإسلامي و سبل تطويقها ورسم آليات النهضة إنطلاقا من قدراتنا الذاتية ومواردنا الطبيعية , و لو أنّ مثل هذه المؤسسة وجدت في العالم الإسلامي لأمكن صياغة مشروع نهضوي جماعي للعالم الإسلامي وخصوصا إذا ضمّت هذه المؤسسّة كل القادرين على إبداع الرؤية السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية والثقافية و الأمنية و الفقهيّة الحضارية بشكل عام على أن تكون كل تلكم الرؤى والمسارات النهضوية ضمن الموروث الإسلامي أو الثوابت الشرعية التي وضعها المشرّع من أجل صالح الإنسانيّة و رخاء البشريّة .

و تظافر جهود مبدعي الرؤى النهضوية من مختلف المواقع الجغرافية الإسلامية كفيل بإنتاج رؤى نهضوية واقعية , فمبدع النهضة من باكستان يعرف خصائص باكستان و مقوماتها و مقدرّاتها وثرواتها , وعندما يلتقي هذا الأخير بالجزائري فإنّ الجزائري قد يحتاج إلى ما يكمّل رؤيته النهضوية ببعض الرؤى التي لدى المبدع الباكستاني , وهذا الأخير قد يأخذ من الجزائري ما به يتممّ مشروعه ..

ومن خلال هذه المتوالية الفكرية و النهضوية ستأخذ أجزاء العالم الإسلامي حاجياتها من الأجزاء الأخرى وضمن دائرة العالم الإسلامي و بهذه الطريقة نحققّ أمرين مهمين أولهما التكامل السياسي و الإقتصادي بين دول العالم الإسلامي , و ثانيهما القضاء على التبعيّة المطلقة للغرب والتي أصبحت قيدا للعالم الإسلامي و تحكما في ثرواته وحتى في مساره السياسي .

فالأراضي السودانية في حال إصلاحها و تنمية تربتها قادرة على إطعام العالم الإسلامي و العالم الثالث لكن ذلك لن يتحقق بدون الأيدي العاملة المصرية و المال الخليجي , والأراضي الجزائرية قادرة على تزويد العالم الإسلامي بكل المنتوجات الزراعية و خصوصا الفواكه شرط تخلي الحكومة عن ملكيتها المطلقة لعشرات الآلاف من الهكتارات ومنحها للشباب الباحث عن عمل , وبدل أن تستورد الدول الإسلامية غير النفطية النفط والغاز من الشركات الأمريكية والأوروبية التي تشتريهما بدورها من الدول الخليجية وتبيعها بأضعاف ثمنهما إلى الدول المسلمة المستضعفة فيمكن أن تستورد هذه الطاقة من الدول النفطية و بتسهيلات و أثمان مقبولة .

لقد سنحت سنيّ التعليم العالي في البلاد العربية والإسلامية ورغم بعض الثغرات هنا وهناك من تخريج كمّ هائل من الباحثين و المكتشفين الذين يمكن أن يساهموا في صناعة النهضة ضمن الدائرة الإسلامية , كما يمكن إعادة إسترجاع كل العقول العربية و الإسلامية المهاجرة وهي مستعدة للرجوع إلى الجغرافيا العربية و الإسلامية إذا توفرّ لها الشرط الأساس للإبداع وهو الحريّة , و حسب ويل ديورانت صاحب كتاب قصّة الحضارة فإنّ الأمم الخائفة لا تصنع حضارة .

ويجب أن يسبق كل ذلك قرار سياسي واضح بضرورة النهوض و إزالة كافة الخلافات السياسية و الحدودية بين الدول الإسلامية والتي أرهقت كاهل العلاقات الإسلامية – الإسلامية و حالت دون تلاقي المبدعين بسبب الخلافات السياسية بين هذه الدولة وتلك . و بعد هذا القرار السياسي يجب أن يكون هناك قرار وطني و شعبي بضرورة الإرتقاء إلى مستوى صناعة الدور النهضوي والفعل الحضاري لأنّه و بدون ذلك سنظل عبئا على الأمم الأخرى نتفرج على تحقيقها السبق الحضاري تلو السبق الحضاري , و نحن ندفع من قوت أجيالنا لشراء منتجات هذا السبق دون تحقيقة و صناعته , و من هنا نبدأ .

و تقاس الديناميكيّة النهضويّة والتنمويّة و الملامح المستقبليّة في أي حقل جغرافي يقطنه مجموعة بشريّة بالإستراتيجيّة المتبعة والتي وضعها مجموعة من الناس لديهم قدرة خارقة على صناعة القيمومة الحضارية ومن شروط نجاح هذه الإستراتيجيّة و فعاليتها توافق هذه الإستراتيجيّة مع التركيبة الإجتماعيّة والخصائص الثقافيّة لهذه المجموعة البشريّة أو تلك . وبهذا المنطلق نضمن أن تكون الإستراتيجية منسجمة مع الواقع الإجتماعي ومستوعبة له وفي الأغلب موجهّة له بإتجاه الأهداف الكبرى المرسومة وبدون ذلك تكون الإستراتيجيا مجرد يوتيبيا لا وجود لها إلا في بعض النتاجات الأدبية والفكرية وهي كثيرة إلى أبعد حدّ في التراث البشري .

لكن هل نملك نحن في واقعنا العربي والإسلامي والثالثي إستراتيجيّة حتى نضع أنفسنا ها هنا في موضع المقارنة مع الآخر الذي نعني به الكتلة الغربيّة على وجه التحديد !

ولماذا يستمر الفكر العربي وحتى الإسلامي ويسترسل في التركيز دائما على الثنائيات من قبيل الأصالة والمعاصرة , النقل والعقل , النص والإجتهاد , التعريب والتغريب , السلفيّة والتنوير , الإسلام والعروبة , ووصولا إلى استراتيجيتنا واستراتيجيتهم أي نحن والأخر ! ألسنا في ألفية العولمة و القرية الكونية وذلك يستوجب إلغاء الخصوصيات و ما به تتحدد الهويّة وإذا كنا بلا استراتيجيّة فلا بأس بالاقتباس مادام العقل العربي والإسلامي تعطلّ مع رحيل أبي علي بن سينا !!

وكل هذه أسئلة نسمع صداها هنا وهناك في خطّ طنجة – جاكرتا . مبدئيا عندما نعمل النظر في خارطتنا جنوبا و في خارطتهم شمالا نستكشف مجموعة لا حصر لها من الملاحظات منها –

1- كل التراجع في خط الجنوب وكل التقدم في خط الشمال .

2- ثمانون بالمائة من البشر يقطنون في خط الجنوب وعشرون بالمائة في خط الشمال .

3- جنوب مستهلك و شمال منتج .



4- أغلبية خط الجنوب تعيش في خضم كل المعضلات البشريّة التي عرفها الإنسان منذ وجد على هذه البسيطة , وأقليّة في الشمال تتمتع بكل ملذات الدنيا .

5- أغلبية في خط الجنوب تعيش وفق لهجات لا علاقة لها بلغة التقنية ,و أقلية في خط الشمال نسيت لغتها – إستخدمنا لفظ النسيان تجاوزا و إلاّ فهي تعض بالنواجذ على لغتها- و تفاعلت مع لغة الأرقام المنتجة والتي بفضلها تحولّت الطبيعة ومواردها إلى بضائع تسوّق إلينا بالعملة الصعبة .

وما إلى ذلك من المفارقات بل المتناقضات التي لا يمكن إيجازها في هذا السياق وكل ما جئنا على ذكره يكشف عن فعّالية إستراتيجيتهم و نكوص استراتيجيتنا بين قوسين .

لكن أليس إستراتيجيتهم تهدف إلى بناء حضارة يستفيد منها بنو الإنسان ! أليس القبول بإستراتيجيّة الآخر المنتصرة أمر لابدّ منه ! لكن ما هي معالم إستراتيجيتهم و معالم إستراتيجيتنا !

عندما يمعن الإنسان الباحث النظر في آلية عمل الحضارة الغربية يدرك أنّ هذه الحضارة لم تنطلق من فراغ بل إنهّا وصلت إلى ما حققته بعد جهد مستفيض في كافة المجالات . فإذا أخذنا المثال السويدي نجد أن السويديين يقدسون العمل أيمّا تقديس , ويردد السويديون بإستمرار عبارة العمل هويتنا والهوية عملنا . ويضاف إلى ذلك حب غير طبيعي للعلم والإستكشاف والمعرفة , و تصرف الحكومة السويدية مبالغ خيالية على العلم والتعليم في نفس الوقت , وكل المجالات مفتوحة للراغبين في التحصيل العلمي , بل إنّ الحكومة تدفع للطالب راتبا شهريا وتفتح له كل المجالات للتحصيل العلمي حتى إذا أراد هذا الطالب إكمال دراساته خارج السويد .

فالعلم والعمل هما جناحا الإستراتيجية الغربية , وهما سببا التطور و النقلة النهضوية التي نراها في الغرب , وللأسف الشديد فإنّ القيمتين المذكورتين تراجع رصيدهما في واقعنا العربي والإسلامي الأمر الذي أدىّ إلى إختلال التوازن في كل المجالات وربما تصحيح الأمور في واقعنا يتم بدءا من إعادة الاعتبار للعلم والعمل على السواء .

والملاحظ أنّ هذا الإنتصار الحضاري للكتلة الغربية بات مقرونا ببعد إيديولوجي يراد تعميمه على واقعنا العربي والإسلامي , ويخشى أن ينتهي بنا المطاف على الأمد البعيد إلى فقدان الإستراتيجيا و الإيديولوجيا على حدّ سواء , فنبقى مهيضي الجناح نتفرّج على غيرنا وهم يصنعون الحاضر والمستقبل , فيما نكتفي نحن ببعض الإنجازات التاريخية والماضيّة



 
المذهبية المقيت

يبرع العالم الإسلامي في إعادة إنتاج نفس الأخطاء التي كانت السبب في خروجه من دائرة التأثير الحضاري و الفكري والسياسي , ولم يتمكن المشرفون على الدعوة و الإصلاح من الخروج من تأثيرات الطقوس التاريخية و الأجواء التاريخية السلبية التي يراد إستصحابها على الراهن لتكون قاعدة وعنوانا للتعامل مع الآخر المسلم أو غير المسلم ..

و العودة إلى الماضي السلبي و التاريخ الأسود الطائفي والمذهبي حال دون بلورة توجه عقلي معرفي يخطط للمستقبل على قاعدة النهضة يصنعها الجميع وليس طائفة دون أخرى ..

وقبل الحديث عما جنته الطائفية و المذهبية على أمتنا لا بأس بالتذكير ببعض البيديهيات في الخطاب الإسلامي و التي يتوافق عليها الجميع , و منها أن الخطاب القرآني – و الكل يجمع على قطعية صدوره من المشرّع – موجه بشكل كامل للإنسان , و أهل الإيمان و الإسلام , " يا أيها الإنسان " , " يا أيها الذين آمنوا " , و لم تخصص أي طائفة أو ملة أو مذهب بالنداء القرآني , و الأصالة للقرآن , و المذاهب تأسست بعد إكتمال الإسلام , فالحجة للقرآن و ليس للمذاهب ..

و لم يرد في القرآن الكريم ما معناه , يا أيها الشيعي , يا أيها السني , يا أيها المالكي , يا أيها الحنفي , يا أيها الجعفري , يا أيها الحنبلي , يا أيها الزيدي , يا أيها الإباضي , يا أيها الشافعي , يا أيها الإسماعيلي , يا أيها الأشعري , يا أيها الظاهري , يا أيها السلفي , يا أيها البهري .....

وما إلى ذلك من التسميات و المصطلحات التي فاقت الألف كما ورد في كتب الفرق بين الفرق للأسفراييني البغدادي و الملل والنحل لإبن حزم الأندلسي و الملل و النحل للشهرستاني وفرق الشيعة للنوبختي و غيرها ...

و كل هذه التسميات ظهرت في المشهد الإسلامي بعد إكتمال نزول الوحي و موت رسول الإسلام – ص - . و مع بداية تأسيس المذاهب والفرق فإن كل فرقة أخذت من القرآن ما يقوى موقفها و يشرعن أيديولوجيتها , فهذه الطائفة إعتبرت أن هذه الأية تخصها , و أن هذا القول النبوي يشير إليها فهي إذن على الحق والبقية في النار , و هكذا دواليك مع كل فرقة , و لم يصبح القرآن قاعدة ينطلق منها لصناعة الإبستمولوجيا الإسلامية و المعرفية الربانية بل أصبح منطلقا للتأكيد على أحقية هذه الفرقة أو تلك , و لذلك فإن كل فرقة تكفّر الفرقة الأخرى بموجب آية قرآنية , و هذه الطائفة تكفّر الفرقة الأخرى بموجب آية أخرى , و يحدث أن هذه الفرقة تفهم مدلول الآية بهذه الطريقة و فرقة أخرى تفهم الأية بطريقة معاكسة تماما ...

و الواقع أن إتهام بعض المفكرين قديما وراهنا بالخروج عن النص هو محض إدعاء , لأن أول من أهان النص وتجاوزه وإستغله لأغراضه الطائفية و المذهبية كان الفرق وأصحابها , و قد عمق الحديث الذي إعتبره البعض ضعيفا - ستنقسم أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة – من حالة الشرخ في العالم الإسلامي , و كان الشيخ محمد عبده يقول أصل الحديث كلهم في الجنة إلا واحدة أي طائفة الشرك و التي هي وحدها ستدخل النار ...

و قد أدى الفكر المذهبي البغيض إلى تناحر المسلمين و تقاتلهم و إنعزالهم و كان البعض يفتي بحرمة تزويج من يتبع هذا المذهب وذاك , و هكذا ضاع العقل الإسلامي بالكامل , فمنذ عصر الملل و النحل و الشروخ المذهبية كان العقل الإسلامي يتفنن في تبيان حق هذه الطائفة وصوابها , و ثغرات الطائفة الأخرى , و سقط العقل الإسلامي في متاهات المذهبية المقيتة , و قصرّ في مجال الإبداع المعرفي في مجالات العلم الأخرى كالسياسة و الإقتصاد و الفقه و آليات بناء الدول نظريا ومعرفيا , و هذا ما يفسر مناطق الفراغ الكبيرة جدا في الفكر الإسلامي اليوم , حيث شعار كثير من الحركات الإسلامية هو إقامة دولة إسلامية , و هي لا تعرف كيف تسيّر بلدية , فماذا عن الدولة , بالإضافة إلى النبوغ في ثقافة العناوين و الشعارات , الإقتصاد الإسلامي , الفلسفة الإسلامية , الدولة الإسلامية , لكن أين المصاديق الفكرية لمثل هذه العناوين ...

ومنذ مئات السنين و النتاج المعرفي الإسلامي قائم على قاعدة : إن قالوا قلنا , و إن ذكروا ذكرنا ..والأكثر من ذلك فإن بعض الطوائف ترى الحق في معاكسة ما تذهب إليه هذه الطائفة أو تلك , و الحق هو العمل بخلاف ما تعمل به تلك الطائفة .

و كان من نتائج المذهبية أن القرآن سخرّ لخدمة الطوائف بدل أن يكون قاعدة لإنتاج معرفة لعموم المسلمين , و السنة النبوية أولّت إلى أبعد الحدود , و هناك من يقبل حديثا إسرائيليا – رواه يهودي مشبوه – على رواية رواها محدث من طائفة أخرى , و للإشارة فإن اليهود إخترقوا العقل الإسلامي من أيام المدينة المنورة , و أضيف إلى هذين الأمرين تدخل السلطات الأموية و العباسية و وصولا إلى العثمانية و الصفوية في إنتاج إسلام وفق الطلب , تماما كالذي نشاهده ونسمعه ونعايشه اليوم : الإسلام السعودي و الإسلام الإيراني و الإسلام الأوروبي كما يطرحه حفيد حسن البنا طارق رمضان , و لكل إسلامه , و المطلوب ثورة فكرية حقيقية تعيدنا إلى الإسلام الحقيقي , إسلام الوحي , الإسلام الذي نزل على رسول الله - ص- والذي يوحد بين جميع المسلمين من طنجة و إلى جاكرتا .....وللبحث بقية .