@نحن إمة ضيعها > جهل آبناءها....وخيانة حكامها .... وفشل رموزها....وفتاوي مشايخها...! @آطماعكم >تطرفكم>آحقادكم>>>آلسبب...! @وزد فوق ذلك عيوبكم >تغريبة للإ سلام و آلعروبة.....!!!! @إلى متى هذا آلنوم؟ آين همم آلآجداد ...يا آبناء يعرب... ؟
 االكاهن المجرم عائض القرني يقول إنه طلّق السياسة كيف ؟
 فمن يصدّقه ؟ 


قال الداعية الإسلامي السعودي المعروف عائض القرني في مداخلة له على برنامج تبثه  قناة " إم بي سي "  ونشرها على صفحته في توتير" أنا لست بمحلّل سياسي ، وأبشركم أيها الأخوة أني تبت من السياسة منذ سنوات، وتبت إلى الله ومن تاب إلى الله تاب الله عنه، طلقتها بالثلاثة لا رجعة بعدها، وتبت إلى الله.." واضاف قائلا "مهنتي تبليغ الدين والآيات والأحاديث وما يصلح الفرد وأخاطب الكبير والصغير والمرأة والرجل بالحسنى وبالموعظة الحسنة وهذا منهج القرآن ومنهج الأنبياء."

اسمح لي يا " فضيلة الشيخ " أن أقول لك أنت رجل سياسة وما تفعله باسم الدين هو  دعم للفكر الوهابي وللسياسة العامة للدولة السعودية ومخابراتها و، وإن قولك بأن مهنتك " تبليغ الدين والآيات والأحاديث وما يصلح الفرد " ليس صحيحا لسبب بسيط وهو ان المسلمين العاديين رجالا ونساء يعرفون ما يكفي عن دينهم وممارسة عباداتهم ولا يحتاجون اليك ولغيرك من شيوخ السلاطين لتعلموهم ما هو الحلال والحرام وكيف يصلّون ويصومون ويحجّون ويطيعون " ولي الأمر"؛  ولهذا أودّ أن أذكّرك بالحقائق التالية :

أولا : إن  ما ذكرته ليس إلا نفاقا اعتاد عليه شيوخ السلاطين العرب من أمثالك وما أكثرهم هذه الأيام ! أنت تعلم جيدا .. أن الدولة السعودية التي تدعمها  تقول إن دستورها هو الفرآن والسنة، وانها تطبّق الشريعة الإسلامية وتحكم بين الناس بشرع الله  ... ولا تفصل بين السياسة والدين...، لقد عملت استاذا في جامعاتها، ولك علاقات متينة مع ملوكها وأمرائها وقادتها، وأمضيت معظم حياتك العملية وانت تدافع عنها وتخدم سياساتها؛ كيف ستطلّق السياسة خاصّة وان الدولة التي تخدمها تقول إن الإسلام " دين ودولة " ولا ينفصلان؟  وهل يمكنك أن تنكر أن جهودك الدينية مرتبطة بسياسة الدولة السعودية وبالفكر الوهابي ؟

ثانيا : تقدّر ثروات آل سعود بأربع تريليونات ( 4000 ) مليار دولار سرقوها من الشعب السعودي، وأودعوا معظمها في البنوك " الربويّة " الغربية؛ فلماذا لا تجرؤ على ذكر هذه السرقات في مواعظك ؟ لا تقل بأنك ستسجن وستعاقب؛ من يعمل لله والناس لا يخاف إلا من الله، ولا يخدم حكاما طغاة لا يخافون الله ! أليس كذلك ؟

ثالثا : لقد نظّم " ولاة أمرك " مؤتمر ترامب الإسلامي في الرياض الذي حضره قادة يمثّلون 40 دولة اسلامية، واستغله  ترامب الحاقد على العرب والمسلمين لابتزاز السعودية ودول الخليج ، وعقد تحالفات لإشعال المزيد من النيران في الوطن العربي لا تخدم إلا مصالح أمريكا وأطماع إسرائيل، وكان إهانة كبرى لشعوب الأمتين العربية والإسلامية؛ فلماذا لم تعترض عليه أنت وشيوخ المسلمين في السعودية وغيرها ؟

رابعا : لقد كفّرت الشيعة وحاولت نشر الحقد بين المسلمين وقلت في تغريدة في شهر سبتمبر 2016 عن حج ذلك العام  الذي لم يحضره إيرانيون " نجح حج هذا العام 100 بالمئة والسبب بعد توفيق الله هو غياب إيران الدولة الصفوية المجوسية." وتابعت قائلا " الحج بدون إيران تنظيم وأمان." الله سبحانه وتعالى لا يفرق بين عباده، ونحن كشعوب عربية لا نفرّق بين سني وشيعي، ونؤمن أننا جميعا سنّة وشيعة عباد الله، ربّنا واحد، وديننا واحد، ونبيّنا واحد، ولا فرق بين حسن ويوسف وأحمد وجعفر وعبدالله ! وان مصلحة الأمة تتطلب أن يتوحّد السنّة والشيعة لحماية أوطانهم. أليس هذا ما يريده الله؟ فلماذا لا تدعوا إلى حلّ هذه الخلافات الدينية وتوحيد الأمة ؟ وهل إيران والشيعة أكثر خطرا على المسلمين من إسرائيل وأمريكا ؟

خامسا : لقد أيّدت مشاركة السعودية في تدمير العراق وسورية واليمن وليبيا ولم نسمع منك كلمة احتجاج واحدة على تجويع وقتل أطفال اليمن وسوريا والعراق ! هل الإسلام أباح قتل المسلمين ؟ وهل جنود عاصفة الحزم وعصابات النصرة وغيرها الذين يقتلون في سورية واليمن يخدمون الإسلام والمسلمين ؟ 

سادسا : لقد قدّمت أمريكا  القدس  أولى القبلتين ورمز الإسلام والعروبة هديّة للصهاينة ؛ فماذا فعلت انت وشيوخ سلاطين الوطن العربي لنصرتها ؟ يا شيخ لم نسمع اصواتكم ومرّ الأمر وكأنه لا يعنيكم . لقد دفع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي أشدت به وبحكمته 500 مليون دولار ثمن يخت، و 450 مليون دولار ثمن لوحة ليعلّقها في أحد قصوره، 300 مليون دولار ثمن قصر في فرنسا ! أي ان سموه دفع 1250 مليون  دولار ( مليار وربع المليار) في عام 2017  فقط ثمنا لأشياء لا تخدم الشعب والدين وتتعارض مع ما أمر به رب العالمين ! ما رأيك انت ومشايخ المملكة في هذا البذخ بينما 25% من مواطني المملكة  يعانون  من الفقر والبطالة ؟  وماذا ستكون النتيجة لو أن هذا المبلغ الضخم استخدم في دعم صمود القدس  والمحافظة على الأماكن المقدّسة ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي ؟

سابعا : إن دولتك التي تؤيدها تطبّع علنا وسرّا مع اسرائيل، وتحاصر وتعادي دولة قطر؛ هل معاداة إسرائيل .. حرام .. ومقاطعة دولة قطر ( الشقيقة ) ..حلال ..؟ وما هي الجريمة التي ارتكبتها قطر ضدّ السعودية لتعاديها وتحاصرها وتقيم تحالفا عربيا ضدّها ؟ ولماذا لم ترفع صوتك ضد هذا الحصار الظالم ؟

ثامنا : لم يحدث أنّك تكلّمت عن القيود اللاإنسانية والتفرقة العنصرية والاستغلال التي يتعرض له ملايين المتعاقدين الذين يعملون في المملكة ويساهمون في بنائها ! هل الدين الإسلامي ينصّ على ظلم الناس واستغلالهم ؟ الإسلام لا يفرق بين " عربي وعجمي " إلا بالتقوى؛ فلماذا لا تطالب بإنصاف المتعاقدين المظلومين في السعودية ودول الخليج ؟

تاسعا : لقد سطوت على كتاب المستشارة الأسرية السيدة سلوى العضيدان " لا تيأس " ونشرته وأعدت اصداره تحت اسم " لا تحزن "، ولهذا رفعت عليك المؤلفة قضية تتّهمك فيها بالاعتداء على حقوقها الفكرية وقضت لجنة حقوق المؤلف بوزارة الإعلام السعودية بإدانتك وتغريمك 300000 ريال لصالح الاستاذة سلوى، و 30000 ريال للوزارة إضافة لسحب كتابك المسروق من التداول في الأسواق ! أليست سرقة الفكر حرام كسرقة المال ؟

عاشرا : انك تعيش في قصر منيف بلغت كلفت بنائه كما ذكرت أنت  ما يزيد عن 4000000 ريال ( أكثر من مليون دولار أمريكي .) لقد ولدت عام 1959 وحصلت على الماجستير عام 1987 والدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود عام 2002 ،  وعملت مديرا لدار نشر واستاذا جامعيا وكان دخلك الشهري متواضعا. فمن أين جئت بهذه الثروة  واصبحت مليونيرا كبيرا وبنيت قصرا في أقل من عشرين سنة ؟ هل جاء معظمها من المكرمات التي كنت تتلقاها من " أولياء الأمر " مقابل خدماتك الجليلة ومساهمتك في تضليل الناس وخنوعهم ؟

يا شيخ أنت لم ولن تعتزل السياسة. وأنت وشيوخ السلاطين العرب اختطفتم الدين الإسلامي الذي يدعو المؤمنين إلى التمسك بالحق والأرض والعرض، ويرفض الظلم، ويحثّ المسلمين على التمرّد على الحكام الظالمين الذين أذلّوا شعوبهم، وجلبوا العار والدمار لأوطانهم. لقد ... سيّيتم ديننا الحميد ... وحوّلتموه إلى دين شعوذة واستسلام يدعو إلى طاعة " ولي الأمر" ويتجاهل قضايا الأمة الكبرى.

لو كنت يا شيخ أنت وشيوخ السلاطين تملكون ذرة من الكرامة لما سكتم عن مؤامرات الحكام العرب ضدّ أوطانهم وشعوبهم، ولما تجاهلتم أنهار الدماء التي أسالوها في الوطن العربي، ولكنتم قد تقدمتم صفوف المقاتلين الذين يرفضون تدمير الوطن العربي وضياع فلسطين وقدس الأقداس، ويعملون من أجل تطهير أوطاننا من هؤلاء الحكام  الذين تدعمونهم وتختبئون تحت عباءاتهم فلا بارك الله فيكم وفيهم !

آل سعود: الأحلام الإمبراطورية

تجربة التوسع والنفوذ الإمبراطوري السعودي (العربي) في الإقليم ضاربة الجذور في القدم، وقد ذاق عرب الجزيرة العرب عسل الحكم الإمبراطوري حيث كان حكام واباطرة وملوك وولاة إمبراطورية الغزو العربية أو ما عرف بـ"دولة الخلافة الإسلامية"، التي حكمت من مكة، العاصمة الروحية التقليدية للعرب المسلمين حول العالم، صُنـّاعها، فيما كانت العاصمة السياسية تتنقل بين مكان وآخر، حتى الصين شرقاً والأندلس -إسبانبا- غربا، معظمهم من أصول عربية قبلية –قرشية- من الجزيرة العربية، حيث كان هذا الانتماء المقدس كفيلاً بإعطاء شرعية مقدسة وتفويضاً للحاكم العربي الإسلامي وسلطة مطلقة يحكم من خلالها باسم السماء..وكان معاوبة بن إبي سفيان القرشي، وهو من طلقاء مكة الذين أسلموا عنوة بعد "الفتح"، أول إمبراطور –خليفة- حاكماً للإمبراطورية العسكرية الجديدة التي تمددت وتخطت أسوار الصحراء لتحط رحالها بداية في دمشق ومن ثم تتنقل بين بغداد والقاهرة وقرطبة والقسطنطينية-الأستانة- حتى انهيارها المهين والقضاء على رجل أوروبا المريض في العام 1923 على يد "أبو الأتراك" أتاتورك.

ومازال حتى اليوم، حكام الجزيرة العربية يستمدون شرعية سلطوية من هيمنتهم وسيطرتهم على "المقدسات الإسلامية" والإشراف عليها وإدارة شؤونها، بحيث صار الحج، تالياً، موضوع مقايضات سياسية وابتزاز مع الدول الإسلامية، وتبوأت لذلك المملكة الزعامة الروحية للعالم الإسلامي، ومكة، على سبيل المثال، هي الىن مركز منظمة المؤتمر الإسلامي، والدعوة الإسلامية، التي تكرّس وتعترف وتقر بزعامتها الروحية للعالم الإسلامي أو ما يعرف بمنظومة الدول العربية والإسلامية أي ذات الأغلبية السكانية التي تعتنق الديانة الإسلامية، وهي –أي منظمة المؤتمر- شكل من أشكال النفوذ الإمبراطوري الروحي على الأقل، أعطى المملكة سلطة اعتبارية ووجاهة في وقت ما على هذه الدول، لاسيما بعد أفول الحقبة القومية وانهيار المشروع الليبرالي الوطني والدولة الوطنية الحديثة لصالح صعود تيارات الإسلام السياسي على تنوع أسمائها ومرجعياتها لكنها جميعاً كانت تستلهم الأنموذج الإمبراطوري القديم.

ظلّت هذه التجربة الإمبراطورية حيث خرجت تلهب أحلام كثيرين ولهما للطامحين السياسيين بما فيه جماعات إسلامية وأحزاب قومية عربية لإعادة -بعث- "الأمة"، وإعادة بناء المجد الإمبراطوري السالف "المجيد" لكن أحقية ذلك واحتكاره ظل في المركز الإمبراطوري ويستمد شرعيته من هناك أي من أرضي نجد وحجاز باعتبارها المولد والموئل والحاضن للصعود الإمبراطوري التاريخي ا لعرب الصحراء بتلك المرحلة من التاريخ حيث كان هناك فراغ جيو-استراتيجي إمبراطوري واضح بسبب ترنح وضعف وتفكك وقتال دام عبثي استنزف الإمبراطوريتين الفارسية والبيزنطية ما مهد لصعود القبائل الرعوية العربية الغازية لتملأ ذلك الفراغ والجيب الجيو-استراتيجي القريب فيما عرف لاحقاً بـ"الحضارة العربية الإسلامية".

لم تغب هذه الحقائق التاريخية عن مخيلة وأحلام العرش السعودي الذي كانت المنطقة هدفا لتطلعات إمبراطورية  تسعى جاهداً لإخضاع دول الجوار وظهرت على الدوام محاور وأحلاف وحركات منها الثورة العربية الكبرى لاسترجاع النفوذ المفقود بعد انتقاله لبني عثمان، ولاحقاً حلف بغداد، والحلف السعودي المصري السوري في السبعينات، وليس آخرها التحالف العربي في حقبة ربيع العرب لينتقل بها الحلم الإمبراطوري من مرحلة الهيمنة والنفوذ السياسي والمالي والروحي إلى مرحلة الاحتلال والإخضاع العسكري.

كانت تجربة الحريرية السياسية في لبنان إحدى تجليات الحلم الإمبراطوري السعودي والتي اقتصرت على النفوذ السياسي واستخدام القوى الناعمة الدبلوماسية والسياسية والإعلامية الدعائية، لكن هذا لم يشبع النهم الإمبراطوري السعودي الذي كان يسعى للسيطرة والنفوذ والتحكم المباشر واستطال وامتد حلمه ليصل أيضاً لدمشق ويحاول إخضاعها لسلطانه ونفوذه المباشر، عبر نقل الحريرية السياسية لها وتشكيل هيئات وواجهات سعودية تحكم بالوكالة والنيابة عنه كجماعة الائتلاف ومؤتمرات الرياض 1-2 هذه المرة وبقية القصة معروفة.

ليس من المجدي، ولا هو موضوع بحث، تحديد ورسم ما هي مسارات ومآلات هذا الحلم الإمبراطوري السعودي، القائم والمستمر عبر الزمان، بفعل عوامل بيئية ومقتضيات ضرورية ووجودية حياتية لسكان الصحراء وتطلعات إمبراطورية تفتح أمامهم أسوار البيئة المغلقة برمال الصحراء الشاسعة، وليس فيما إذا كان قد تحقق هذا الحلم أو سيتحقق في يوم ما، فتلكم قضية أخرى مطروحة للبحث والنقاش، غير أنه من المجدي تماماً، والمفيد إلقاء الضوء على الجذور التاريخية والخفايا والأحلام الإيديولوجية والأبعاد السياسية وأن أطماع ودوافع تلكم الكتلة البشرية ما زالت قائمة برغم تبدل الظروف والأزمان والمعايير والحسابات، وأما قضية مشروعيتها من عدمه فتلكم إشكالية أكثر حدّة وإيلاماً، وتشكل موضوع جذب دسماً وأكثر ثراء لمزيد من الأبحاث والدراسات.