@نحن إمة ضيعها > جهل آبناءها....وخيانة حكامها .... وفشل رموزها....وفتاوي مشايخها...! @آطماعكم >تطرفكم>آحقادكم>>>آلسبب...! @وزد فوق ذلك عيوبكم >تغريبة للإ سلام و آلعروبة.....!!!! @إلى متى هذا آلنوم؟ آين همم آلآجداد ...يا آبناء يعرب... ؟
 وا حسرتاه على اموال النفط؟


مصدر الأموال التي تدفقت على صدام حسين، باعتباره حامي بوابة العرب الشرقية من المد الفارسي، هو ذات المصدر الذي صب الأموال الطائلة من أجل القضاء على القوة العسكرية العراقية، بعد شيطنة صدام حسين...إنها أموال العرب...إنها البترودولار!
سنتان فقط ما بين إعلان انتصار العرب على الفرس، أو القومية العربية الليبرالية، على الخمينية الفارسية الظلامية، وبين حشد جيوش 33 دولة لسحق الجيش العراقي، تحت عنوان إعادة الحكومة الشرعية إلى الكويت، وصد عدوان عراقي محتمل على دول خليجية أخرى؛ فقد انتهت الحرب العراقية-الإيرانية الممولة عربيا في 1988م ودخل صدام الكويت في 1990م كي يجد نـفسه محاصرا منبوذا خلال فترة قياسية، وتحطيم جيشه، الذي كان ربما الوحيد الذي يؤرق إسرائيل، بعد إخراج الجيش المصري من المعادلة على إثر معاهدة كامب ديفيد، وقد اشترك الجيش المصري، ونظيره السوري، في «عاصفة الصحراء» وأيضا بالبترودولار، بل لقد تكفل البترودولار بضمان عدم استخدام الصين حق النقض(الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع قرار يبيح استخدام القوة لإخراج العراق من الكويت.

(2)إنها نقمة...قتلت أحلامنا!

علمونا ونحن صغار عن نعم الله تعالى الكبيرة علينا معشر العرب؛ خاصة نعمة الثروات الطبيعية الهائلة، لا سيما «الذهب الأسود» أي النفط عصب الصناعة الحديثة، مثلما تعلمنا، وأصبح مصطلح الذهب الأسود مفخرة لنا جميعا، من يمشي فوقه أو تـفتقر بلده له، على اعتبار أننا أمة عربية واحدة!
ولطالما درسنا في صغرنا عن الوحدة وضرورتها، وأشبعنا تلقينا بأن العرب أمة واحدة، مزقها الاستعمار (حزّا حزّا كما تـقسم البطيخة حسب تعبير غوار الطوشة ) وأن الحدود بين بلادنا العربية هي حدود مصطنعة أوجدها المستعمر البغيض، وتعلمنا قصصا عدة ترمز إلى الوحدة مثل قصة عصيّ أكثم بن صيفي، وقصة الثور الأبيض، ومراقبة النمل وتعاونه، وغير ذلك من القصص، وعشقنا الأغنية المعروفة، التي كتبها البطل فخري البارودي، وكنا نتنافس على ترديدها:-
بلادُ العُربِ أوطاني منَ الشّـامِ لبغدان ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ إلى مِصـرَ فتطوانِ

فـلا حـدٌّ يباعدُنا ولا ديـنٌ يفـرّقنا لسان الضَّادِ يجمعُنا بغـسَّانٍ وعـدنانِ

لنا مدنيّةُ سَـلفَـتْ سنُحييها وإنْ دُثرَتْ ولو في وجهنا وقفتْ دهاةُ الإنسِ و الجانِ

فهبوا يا بني قومي إلى العـلياءِ بالعلمِ و غنوا يا بني أمّي بلادُ العُربِ أوطاني

وقيل لنا كلام كثير عن وطن عربي يكمّل بعضه بعضا؛ فيه أراضي السودان الشاسعة الخصبة، ومصر صاحبة الموارد البشرية الكبيرة التي ستزرع هذه الأراضي، والخليج الذي سيموّل هذا الاستصلاح، وعن المغرب العربي وموقعه الاستراتيجي، وعن بلاد الشام والعراق أو الهلال الخصيب، حيث أن كل هذه الأقطار تتعاون فيما بينها، وكل منها يكمل النـقص عند الآخر، ومع أننا معشر الفلسطينيين تحت الاحتلال، فقد كان حلم تحرير أرضنا على يد جيوش العرب المظفرة يراودنا، بل صرنا نشعر أنه واقع حقيقي، وتخيلت عواجيزنا صورة صدام حسين على القمر ليلة التمام، ورآه بعضنا في منامه يدخل القدس، مع أن جيشه كان يرابض في الكويت!
كبرنا لنفيق من حلمنا الجميل؛ واكتشفنا أننا كنا نحيا في سراب خادع؛ فالحدود المصطنعة مقدسة وهناك حرص على بقائها ممن يعيش داخلها سواء الحكام أو المحكومين، وأدركنا أنه لا تكامل ولا تعاون بل تنافر وتبعية للأجنبي، وأن حالتنا أشبه بحالة فترة ملوك الطوائف في الأندلس، وهي الفترة التي لم يتحدثوا لنا عنها وهم يعلموننا بفخر عن أمجادنا الغابرة في تلك البلاد التي ضاعت منا...أما الثروات وخاصة النفط، والبترودولار، فهي من أكبر النعم التي انقلبت علينا نقما تتبعها نقم؛ فهذا النفط لم يكن لنا دور لا في اكتشافه، ولا في استخراجه، ولا في تكريره، ولا في تصنيع الآلات التي تعمل به، وكل ما في الأمر أنه وجد في باطن أرضنا، أما الأجانب فهم المكتشف والمستخرج والمصنّع، وقد جلب طمعهم بنا، ودفعهم الحرص عليه إلى زرع إسرائيل فوق أرضنا، وليس لنا سوى البترودولار، وليتنا أحسنا استثماره واستخدامه، أما سلاح النفط العربي، فلم نستخدمه إلا في فترة عابرة أيام الراحل الملك فيصل-رحمه الله- إبان حرب رمضان، فيما يشبه سحابة صيف، أو نسمة هواء باردة في يوم قائظ.
والبترودولار كان وما زال عاملا مهما من عوامل الفرقة والتشرذم، واستخدم لشراء أسلحة من مصانع الخواجات تصدأ في المخازن، واستخدم البترودولار في تمويل قادسية صدام المزعومة، ثم استخدم من أجل تحطيم صدام ومحاصرته.
أما البحث العلمي، والتنمية بفروعها المختلفة، فإن البترودولار كان حاضرا بدليل نسب الأمية والتخلف، وتعزيز نمط الاستهلاك، والاعتماد على المستورد من الإبرة حتى الطائرة...وأما فلسطين فإن البترودولار كان في خدمتها من غير منٍّ ولا أذى، وساهم في تحريرها، فهي حرة عزيزة منذ عقود!
وقد بات حالنا حين استفقنا من الحلم الجميل، ما قاله الشاعر الراحل نزار قباني:-
لا..ليسَ هذا الوطنُ المربّعُ الخاناتِ كالشطرنجِ..
والقابعُ مثلَ نملةٍ في أسفلِ الخريطة..
هوَ الذي قالّ لنا مدرّسُ التاريخِ في شبابنا بأنهُ موطننا الكبير.
لا..ليسَ هذا الوطنُ المصنوعُ من عشرينَ كانتوناً..
ومن عشرينَ دكاناً..ومن عشرينَ صرّافاً..وحلاقاً..
وشرطياً..وطبّالاً.. وراقصةً..يسمّى وطني الكبير....إلى آخر القصيدة المعروفة المعبرة عن واقع يأبى التغير!

(3)تمويل الديموقراطية!

لو أن البترودولار استثمر لتحقيق أي هدف سام من أهداف الأمة، أو تطلعاتها التي لطالما تغنينا بها، لكان النجاح مؤكدا؛ ابتداء بتحرير فلسطين كل فلسطين، وليس انتهاء بالنمو والازدهار والتقدم التقني والصناعي والطبي، مرورا بالقضاء تماما على الأمية والفقر والبطالة، والتميز في مجال البحث العلمي.
إلا أن البترودولار لم يستثمر جيدا في أي من الأهداف السامية، اللهم إلا ارتجالا وبلا تخطيط، وبلا استمرارية، وبمزاجية أو خضوعا للمزايدات السياسية الإقليمية والدولية، وحسابات داخلية، وأكثر ما استثمر فيه البترودولار هو تمويل حروب أو صراعات لا علاقة لنا بها، أو ضررها علينا أكثر من نـفعها، وفي شراء السلاح والآلات من الغرب، لإدارة عجلة اقتصاده، أو في دعم المسيرة الفنية الميمونة للمطربات والراقصات، وفتح قنوات الطرب والأنس والفرفشة، وإيجاد أجواء وأماكن لهو ومجون كنا نظنها أساطير مخطوطة في حكايات ألف ليلة وليلة وإذ بالبترودولار يجعلها حقيقة وواقعا...وهنا لا فضل لشرقي على غربي ممن يملك البترودولار وبالعكس؛ فالقذافي الذي لطالما هاجم دول الخليج، وزايد عليها كان يعوم في بحر من النفط سخره لخدمة أهوائه وشهواته وشطحاته، وللتدخل في نزاعات في أمريكا اللاتينية ولإشباع رغبته المريضة في أن يصبح ملكا ولو صوريا على الدول الأفريقية.
أما اليوم فإننا نسمع ونرى البترودولار الخليجي يقدم لطرف على حساب طرف آخر في مصر الكنانة، في سبيل «استعادة طريق التحوّل الديموقراطي»، علما بأن هذا البترودولار أعلن صراحة وقوفه ضد مسيرة الربيع العربي، مستخدما كل شيء لوقفها، بما ذلك الخطاب الديني المشكك والمُخطّئ والمحذر، واليوم نراه يقف مع الحكم الجديد في مصر، والتي تشهد انـقساما واضحا بين من يرى أن ما جرى انقلاب عسكري مكتمل الأركان، وبين طرف يرى أنه «يصحح المسار» وهو الطرف الذي يموّله البترودولار، والنتائج أمامنا تظهر تباعا، وبحار الدم تسيل فوق شوارع وميادين المحروسة.
وفي الوقت الذي تغرق فيه السيول أكثر من 60 قرية سودانية، وتتضرر في أرض السودان أكثر من85 ألف أسرة، نرى البترودولار منشغلا بتقوية طرف على حساب آخر في مصر، دون السعي لإغاثة أهل السودان، أو تمويل مصالحة مصرية بين مختلف الأطراف أو على الأقل عدم المساهمة في تأجيج الصراع.
إنني لا أستطيع كتم أو كبح قناعتي التامة بأنه لو صب علينا نزرا يسيرا من أموال النفط قبل سبع سنوات لما وقع الاقتتال الذي أفضى إلى الانقسام الفلسطيني؛ فقد كان هناك حصار وشروط رباعية، ولكن لماذا لم يتم تحدي تلك الشروط من البترودولار؟ وما هذه الشجاعة والتحدي الظاهري لأمريكا وأوروبا والتلويح بتغطية النقص في المساعدات المقدمة إلى مصر؟لماذا لم نر مثلها في حالتنا، مع العلم أن وقف التدهور الداخلي عندنا ما كان يحتاج إلى خمس قيمة ما يقدم إلى الحكم الجديد في مصر؟!

(4)عاصفة صحراء جديدة!

لو قرأنا بتمعن نتائج وحيثيات «عاصفة الصحراء» أي العملية العسكرية التي أخرج بها العراق من الكويت بعيد تدمير بنيته العسكرية والصناعية(حرب الخليج الثانية) أوائل سنة 1991م لرأينا أن الأمريكان قد نجحوا في ضرب عدة عصافير بحجر واحد؛ فقد كان العرب يمتلكون الكثير من الأموال المكدسة في البنوك والسندات التي تـقدر بمئات المليارات، وذلك بـفعل سنوات من الطفرة النفطية، وللعرب جيش له قدرات لا يستهان بها في العدد والعدة وهو الجيش العراقي، فما جرى هو تدمير الجيش العراقي باستخدام الأموال العربية المكدسة، ورأينا أن خزائن دول الخليج بعدها قد عانت من أزمات مختلفة، ثم اقتيد العرب إلى مدريد مذعنين مسلمين بأن إسرائيل حقيقة قائمة، وهي تسودهم بتفوقها العسكري والتقني، مع وجود حالة كراهية شديدة بين شعوب العرب وقبائلهم؛ فالعراقي لم ينس أن قوات سورية ومصرية ومغربية ساهمت في تدميره، والكويتي والخليجي لم ينس أن العراقي احتل بلده وسعى للسيطرة عليها.
وفازت مصانع السلاح ، وشركات الإعمار والمقاولات الأمريكية بعقود بأرقام فلكية من البترودولار؛ فهل سيتكرر السيناريو بعد 22 سنة بطريقة مختلفة؟أي هل سيكون البترودولار سببا في دخول الجيش المصري، وربما هو الجيش العربي الوحيد الذي لا يزال له قوة بشرية وتسليحية، في نزاع داخلي قد يتطور وتتدخل فيه أطراف أخرى حتى يستنزف،فيخسر العرب مالهم وجيشهم من جديد؟   

(5)أزمات أمريكا وأوربا وذكاؤهما

لا نحتاج إلى ذكاء كبير لندرك أن البترودولار خاضع إلى حد كبير إلى الإرادة الأمريكية في أوجه استخدامه، لا سيما فيما يتعلق بتقديم الدعم لدول أخرى، وعليه فإن التهديدات الحالية لا تخرج عن كونها مناورات إعلامية، فليس بالإمكان دفع دولار واحد بعيدا عن قبول الأمريكان، أو عدم اعتراضهم على الأقل.
ويبدو أن الأمر متعلق بالأزمة المالية التي تمر بها أمريكا وأوربا ورغبتهما في تمويل الانقلاب في مصر، ولكن بأموال العرب، لتحقيق أهداف استراتيجية، منها ضرب الجميع بالجميع، ليخرجوا هم وإسرائيل سالمين؛ فهم من جهة يسمحون بتدفق الأموال التي لهم سلطة عليها إلى طرف الحكم غير المستقر في مصر، ومن جهة أخرى يظهرون أنهم مع الحرية وحقوق الإنسان، عبر الإعلام والتصريحات المدروسة بعناية، وبهذا يؤججون الاحتقان والاستقطاب في الداخل المصري، حيث ثمة إعلام يصوّر الإخوان على أنهم عملاء للغرب متكئا على هذه المواقف الإعلامية، وطرف آخر هو جزء أصيل من الشعب المصري يشعر ويعلن أنه يقتل ويسجن بدعم طرف عربي، بالبترودولار...كما أن الخواجات بذكائهم بل مكرهم المعروف يوفرون على أنـفسهم أموالا قد تضيع عليهم في ظل وضع متحرك، ونظام جاء على ظهر دبابة، فهذه لعبة قمار، يلعبونها بالبترودولار...وعمار يا مصر!

(6)خراب...هل نرحل؟!

برغم كل المآسي والجروح والآلام والنكبات، والهزائم، فقد بـقي حب الوطن العربي متربعا على عرش القلب بلا منازع، ومع نزف القلب مما جرى ويجري لم تنطفئ شعلة العشق لهذا الوطن...ولكن الوطن العربي على اتساعه يضيق، وعلى غناه فقير، وعلى تنوعه لا يتعايش مع بعضه، فهل نتركه ونغادر؟..أعترف أن فكرة مغادرة هذا الوطن المعشوق قد راودني مؤخرا, من توالي الإحباطات، فكلما بزغ أمل جاءت حلكة ليل أسود.
إن النعم حين تتحول إلى نقم يتمنى المرء زوالها، وإن أموال العرب نعمة لم تتحول إلى نـقمة وحسب، بل جلبت الكوارث، وقتل الأخ أخاه بسببها، وتحالف مع عدوه كرمالها...واحسرتاه على أموال العرب كم فرقت شملهم ونصرت عدوهم!
 صهاينة الخليج؟

ليس غريبا أن الحركة الصهيونية كان لها في أوروبا من غير اليهود أنصار إضافة إلى داعمين وممولين فاق عددهم في بعض المراحل التاريخية عدد اليهود الصهاينة؛ أما حماسهم للفكرة فحدث ولا حرج، وقد غلب على نظيره عند يهود أوروبا؛ ذلك أن الصهيونية فكرة غربية، وأداة استعمارية شيطانية غرست كيانها في المنطقة العربية بقوة السلاح المتكئة على وعود غربية، وقوانين مفصلة دوليا، أي غربيا بين قوسين، لصالح هذا المشروع.

لكن الغريب والشاذ والمستهجن أن يكون هناك أشخاص عرب يجاهرون بتأييدهم للحركة الصهيونية  خاصة من هم في قالب ما يعرف بـ(النخبة)...نعم هذا غريب لتناقضه مع حقيقية الأشياء لأن الصهيونية هي النقيض الفكري والتحدي الوجودي للهوية العربية، بكل ما تحويه من مكونات لغوية وفكرية وسياسية وجغرافية بطبيعة الحال...إن هذا أمر معيب ومهين، ويجب عدم الاستهانة بآثاره الكارثية...هذا في وقت يتراجع فيه تأييد الصهيونية في أوروبا وغيرها من بلاد لا تنتمي إلى لسان الضاد، بل يتزايد فيها -باطراد ملحوظ- التضامن مع الشعب الفلسطيني!

وربما أجدني مضطرا لنكئ الجراح والإشارة بلا مواربة أن النظام العربي الرسمي بخياراته وسياساته وممارساته كان عاملا حاسما في تثبيط الحالة الكفاحية الفلسطينية؛ ولو أنه خلاّ بين الشعب الفلسطيني، ومن أراد الوقوف معه من العرب القريبين أو المسلمين البعيدين، وبين الصهاينة القادمين من وراء البحار، لكان المشروع الصهيوني قد انكفأ، ولأعادت بريطانيا النظر في تطبيق وعد بلفور.

وإذا كان للحكومات ضرورات-مع عدم تقبل هذا العذر بتفصيلاته- وللأنظمة خيارات صعبة وحسابات تبتعد غالبا عما نؤمن أنه يجب أن يكون، فلا عذر لمن يحسبون على النخبة الثقافية العربية من كتبة وصحافيين وفنانين وشيوخ مساجد أو أي فرد أو مؤسسة تحسب على الثقافة بمفهومها الغرامشي.

لا عذر لهؤلاء المتصهينين(العرب!) في مجاهرتهم الوقحة بتأييد الصهاينة اليهود في عدوانهم، وإذا بدأنا بالشماعة الكاذبة المسماة بحرية التعبير عن الرأي؛ فإن الصهاينة اليهود يسمح لمثقفيهم بشتم نتنياهو ورمي سهام النقد صوب حكوماتهم، ولكن من غير المسموح لهم تأييد أعمال المقاومة، هذا إذا فكروا بذلك أصلا، فهل هذه الصورة لها نظير عربيا؟أم أن حرية التعبير عن الرأي عربيا باتت مقتصرة على التطاول على الدين أو مهاجمة شعب فلسطين؟!

لقد تلوث المحيط العربي بمتصهينين لا ندري كيف صاروا يتحدثون بشأن أقدس وأعدل قضية في العصر وهي القضية الفلسطينية، سوى ما جاء في الحديث الشريف عن زمن ينطق فيه الرويبضة، ولا يوجد عقاب حازم يلجمهم أو حالة اجتماعية كثيفة تردعهم، وتمادى هؤلاء في بذاءتهم؛ بل وصل الحال ببعضهم أن يزعم أن ما يتقيأ به من مواقف متصهينة بامتياز هي لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته.

إليكم عنا يا صهاينة العرب، فلولا تراكمات وإفرازات كانت أنظمتكم بعضا من مكوناتها لما اضطر فلسطيني في ريعان الشباب أن يرمي وراء ظهره كل أحلامه وطموحاته و يمتشق سكينا ليذود عن مقدسات ليست لشعبه دون شعوب أخرى من المحيط إلى الخليج، أو من طنجة حتى جاكارتا...وهو وشعبه ليسوا بحاجة إلى تنظيراتكم، وقد يئسوا من موقف قوي يخرج منكم ومن حولكم؛ وعليه فليس أقل من سكوتكم في زمن هيبة البطولة والشهادة التي إن وجد لها نظير في التاريخ، فلن تجدونه في العصر...إليكم عنا يا من انعدم عندهم الحياء، فلا تنفع معهم عبارة:اخجلوا من أنفسكم!

المشهد والحال لا يمكن أن يحتمل وقاحتكم ولا سخافة(نصحكم) والألم فينا يكفينا ولا تحتمل أنوفنا التي نالت عبق دماء الشهداء الذين ستروا شيئا من عورات الأمة بأسرها، أن تشمّ قمامتكم الفكرية والإعلامية الكريهة...اخرسوا وابتلعوا ألسنتكم، أو اطلبوا حق اللجوء في الكيان، هذا إن قبل أن (يتفضل) به على أمثالكم...أما أن تظلوا ترمون قمامتكم من حيث أنتم في عواصم عربية فهو أمر مفرط في سورياليته.

وإلى حكوماتكم أقول:إذا كانت الظروف الدولية، والحسابات السياسية تمنعكم من نصرة الشعب الفلسطيني بما يفترض أن يكون من مواقف عملية، فعلى الأقل الجموا هؤلاء المتصهينين الذين يسرحون ويمرحون ويسمح لهم باعتلاء منابر المساجد، أو بث الفضائيات، أو فضاء الصحف الإلكترونية، وتسويد الصحف الورقية، فهذا أمر أخاله ما زال ممكنا لكم في الهامش الذي وضعتم فيه أنفسكم أو وضعتكم فيه الظروف المذكورة...ألجموا الصهاينة المحسوبين على العرب، وذلك أضعف انتصار لشعب لولا مقاومته وصموده لكانت (إسرائيل) حقيقة من النيل إلى الفرات