@نحن إمة ضيعها > جهل آبناءها....وخيانة حكامها .... وفشل رموزها....وفتاوي مشايخها...! @آطماعكم >تطرفكم>آحقادكم>>>آلسبب...! @وزد فوق ذلك عيوبكم >تغريبة للإ سلام و آلعروبة.....!!!! @إلى متى هذا آلنوم؟ آين همم آلآجداد ...يا آبناء يعرب... ؟
سيكولوجية التعصّب


التعصب يعني التحيز والتحامل، من العُصبة بمعنى اهل الرجل وعشيرته، والاصطلاح في العربية ينصرف الى معنى اكبر من المعنى الذي تنصرف اليه معانيه بالافرنجية حيث يشتق المعنى العربي من العُصبْ، وهو الذي يكون فيه الحس والحركة في الجسم والموصل بينه وبين الدماغ في الرأس. والعُصبة هي العترة التي تشد ازر الرجل. اما معنى المصطلح بالانكليزية فهو الحكم المسبق. وبالألمانية يعني الفكر المسبق التي لا تستند الى واقع موضوعي او منطق سليم، فالتعصب هُوُى النفس وهو اظهر في مجال العلاقات الاجتماعية، ويشتهر منه التعصب الاجناسي كما هي الحال لدى الاري ضد السامي. كالتعصب الفارسي ضد العربي، ولهذا له بعدان اجتماعي وتاريخي، كالكتب الدينية، كما في التوراة تتحزب لدين اليهود على حساب الشعوب غير بني اسرائيل ويجعلهم شعبا ارقى من غيرهم. وتشتهر هذه التعميمات لمختلف الشعوب كالقول بان الانكليز باردون وان الالمان اذكياء وان الروس اشداء وان اليابانيين نشطاء وان المصريين فلاحون. وللغة دورها في تغليب التعصب، كأن تعبر عن صور القبح او الشر فنقول مثلا ان وجهه قد اسود وان قلبه قد امتلأ غيضا، فيكره السواد وتعم الكراهية على كل ما هو اسود، يشمل جميع الشعوب الافريقية.



وبرز ما يسمى بدور الرجل الابيض في تحضير وتهذيب الشعوب المستعمرة، وقيل ايضا ان لفرنسا رسالة حضارية، لكن هذه المصطلحات انحسرت بأنحسار الاستعمار وزوال العبودية والقضاء على سوق النخاسة. وما يزال الاستعلاء الديني الذي تصنف بمقتضاه الشعوب الى كافرة ومؤمنة هو الذي يلهم الكثيرين فكر التعصب. وحيثما كان التطرف كان التعصب، سواء كان عرقيا او دينيا او قوميا.



وقد ترمي الامة ان تظهر هويتها بغية اذكاء التضامن بين افرادها ، الاّ ان ذلك ما يشجعهم في التفاخر باصولهم وعرقيتهم على حساب قوميات وامم اخرى، وان فرط الاحساس بالانتماء والتغاير يدفع بالمتهورين الى ارتكاب اعمال عدوانية داخل المجتمع الواحد كما حدث في العراق ابان حكم الطاغية صدام في الربع الاخير من القرن العشرين تجاه كل من انحدر من اصول غيرعربية. وعلى اثر ذلك تعرضت قطاعات واسعة من الشعب العراقي، الى انتهاكات فظيعة لحقوق الانسان، من سجن وتقتيل لا تختلف في طبيعتها عن جرائم النازية، حيث انها بدأت في ابعاد مئات الألوف من المواطنين العزل الذي سكنوا العراق منذ اجيال خلت، قطعوا خلالها كل ما كان يربطهم بالارض التي جاؤا منها بدأ من اللغة وانتهاء بالولاء واصبحو بحكم الزمن جزءا من النسيج الاجتماعي العراقي. دخلوا جيشه وخدموا العلم منذ تأسيس الدولة، عام 1921.



والغريب عندما يشتد هذا التغاير عند البعض منا تجاه الغرباء، يتحول الى رهاب وقد يتحول هذا الى خوف مرضي ضد شعوب او اجناس دون غيرها. ومن ذلك رهاب الزنوج وهذا النوع قد يكون عاما كالوباء العقلي، فيظهر في شكل التعصب المقيت، الذي ربما يتجه لشعب او لطبقة او لدين او لمبدأ على حساب الاغيار ومن ذلك مثلا التعصب ضد الشيوعيين، وتعصب الشيوعيين ضد الراسماليين، في الوقت الذي يعتقد الماركسيون الى ان اسباب التعصب تكمن في العوامل الاقتصادية.

والمتعصبون الذين لهم السيادة في مجتمعاتهم يستبقون التابعين لهم ليستغلونهم اقتصاديا مكرسين في نظامهم الوضع العبودي، كما حدث في جنوب افريقيا ابان سلطة التفرقة العنصرية، ويحدث العكس في المجتمع الواحد من الاغلبية على الاقلية، فتضُطهد الاقلية عندما تدعو الاغلبية الى التماسك في جماعة واحدة تطلق على نفسها مصطلح جماعة الداخل وتطلق على الاقلية اسم جماعة الخارج، وكثيرا ما يقع الصراع بين الجماعتين.



لقد قيل في التعصب بأنه وباء نفسي اجتماعي لا يختلف عن الامراض المعدية التي تصيب المجتمعات، ويميل علماء الطب النفسي الى دراسة التعصب ضمن الاضطرابات النفسية باعتباره مرضا خطيرا كالبرانوئيا، طالما ان ضحاياه بالملايين، عايناهم في الحروب العنصرية في الماضي وفي الحربين العالميتين ولا نزال نعاينهم في حروب الشرق اوسطية بين مختلف الاجناس وبدعاوي عنصرية محضة سامية وفارسية وعربية وكردية ومارونية.



الاولاد قبل ان يدركوا مضمون التعصب يلعبون مع بعضهم البعض زنوجا وبيضا عمالا وفلاحين وابناء ذوات، لكن عندما يلاحظ الطفل تباعد افراد جماعته عن افراد الجماعة الاخرى ووصفهم لهم بالدونية، يُغذى بالتعصب.

كثيرا ما نجد المتعصبين يتميزون بضيق الافق وضحالة التفكير وسطحية المعرفة وضآلة الشأن، يستشعرون انهم منتمون لجماعتهم ولا يجدون تثريبا عليهم فيما يقومون به من اذى وضرر وتخريب لممتلكات الاخرين.



يأخذ المتعصب اشكالا عدة: فإما ان يكون باللسان، مثل النكت البذيئة المحقّرة للأقلية، وقد تتطور الحالة الى عزلهم ورفض اشتراكهم في السكن او في الحي او البناية او الفندق وتأبى التعليم عليهم، ولا ينالون من الرعاية الصحية، حتى تصل الى درجة الاعتداء او الابادة الجماعية، و الاغتيالات السياسية كما يقوم بها صهاينة اليهود في الارض المحتلة في الوقت الحاضر ضد الفلسطينيين ابناء البلاد الاصليين.



علاج التعصب : تغيير الاتجاه في السلوك بالاقناع والدعاية من خلال وسائل التثقيف، وقد تظهر ممارسات ازدواجية متناقضة فيكون الاعلام في وادي والتطبيق في وادي اخر، اي نجعل من الاعلام حرثا على الماء. وللوعظ الديني دوره الايجابي لو لم يكن من شأنه اذكاء العداء بين الجماعات الدينية كما يحدث بين المذاهب في بعض البلدان الاسلامية او بين اليهود والمسيحين او بينهما و بين المسلمين، فكل جماعة تكفر الاخرى وتعيش في تعصب مقيت، واذا امكن عقد اللقاءات بين الجماعات المختلفة على شكل ندوات فكرية فان التقارب في وجهات النظر بينهم يجدي الى حد



من الضروري الانصراف الى التعليم العام منذ مرحلة الطفولة لينشأ الصغير تنشأة صالحة صحية وخلق ضمير جماعي يقاوم التعصب ويتصدى له وهو امر ثبت امكان تحقيقه. وقد دلت الاحصائيات التي اجريت في الولايات المتحدة الامريكية بخصوص التعصب، على تدني ممارساته الى اكثر من 50% خلال 25 سنة متوالية، اي بين اعوام 1942 - 1967

الموسوعة النفسية . عبد المنعم الحنفي مع التصرف