@نحن إمة ضيعها > جهل آبناءها....وخيانة حكامها .... وفشل رموزها....وفتاوي مشايخها...! @آطماعكم >تطرفكم>آحقادكم>>>آلسبب...! @وزد فوق ذلك عيوبكم >تغريبة للإ سلام و آلعروبة.....!!!! @إلى متى هذا آلنوم؟ آين همم آلآجداد ...يا آبناء يعرب... ؟
الاخلاق والاذواق


العقل الباطن هو العامل المهم في تكوين الأخلاق والأذواق . وذلك لأن العقل الواعي هو عقل المعرفة والتجربة والبرهان، اما العقل الباطن فهو عقل العقيدة.

ان المعرفة المنطقية لا تحدث الاّ اضعف العواطف. بل هي تكاد تكون معدومة العواطف اذا قيست بالعقيدة التقليدية التي تبعث في النفس اقوى العواطف.



ان العواطف هي المحرك للأخلاق والباعث على النشاط. ويكفي ان يلقي الانسان نظرة على القبائل العربية التي عاشت دهورا طويلة في صحراء جزيرة العرب لم يسمع بها احد زمن الجاهلية، حتى فارت فورتها الهائلة عند بزوغ فجر الاسلام، متجهة باتجاه الدول المجاورة. كل ذلك حدث بقوة العاطفة الدينية التي اوجدتها العقيدة.



وكذلك الذوق ينشأ و يتكون في العقل الباطن. فنحن نحاكي من حولنا العادات، ونقتدي بأقرب الناس الينا، نرى مثالها يتكررامامنا كل يوم. ونؤمن بالدين الذي نلقنه في صغرنا. ونلبس لباس العصر الذي نعيش فيه. ونأكل اطعمته على الطريقة التي نراها في غيرنا ونحن صغار. فكل هذه الشؤون انبثقت من العقل الباطن .



وللمركبات تأثير كبير في الأخلاق. ومركب النقص كثير الانواع. فقد يكون اصل الوقاحة في احد الاشخاص هو شعوره بنقص ما في رجولته، فيعوض هذا النقص بوقاحة الكلام او اثارة المشكلات و التحرش بالناس، خاصة بجنس النساء . وذلك بهدف احداث التوازن في نفسه. واحيانا نرى الفتاة التي تقدمت في السن، ولم تتزوج، تبالغ في الحياء والأحتشام. هذا لأنها تحس ان كرامتها الجنسية مهانة. فهي تعمد الى هذه الدعوى بأنها لا تفكر البته في المسائل الجنسية. وانها تستنكر كل ما يوهم بالتعارف الجنسي.



ويعزو الأديب الفرنسي – اناتول فرانس – اندفاع نابليون بونابرت الى الحروب والفتوحات الى ما كان يحس به الامبراطور من نقص في رجولته. قوله : كان هذا الرجل قليل الرجولة. وما على المستطلع الاّ ان يقرأ تقرير الأطباء الانكليز الذين شرّحوا جثّته. فقد تولتهم العجب من المنظر الأنثوي لجسد نابليون. وما كان طول حياته يعبأ بالنساء. وانما كان يعشق امرأة واحدة فقط هي الحرب. فهو كسائر الجبابرة الطغاة سلب الدنيا راحتها.



اتعرف لماذا وضع جان جاك روسو الفيلسوف الفرنسي الشهير كتابه (العقد الأجتماعي) لأنه كان ساخطا على الدنيا، يريد ان يشعل النار في كل مكان ويحرك اذهان كل شعوب الارض. وكذلك الخصيان في الشرق فانهم هم الذين اوجدوا كل هذه الثورات. ومركب النقص هذا في نابليون وجان جاك روسو جعل كلا منهما نابغة ، بل عبقريا .



فخلال السنين الأولى من حياة الطفل تغرس في عقله الباطن استغراضات تلازمه طيلة حياته، فهي تطبع ذوقه وتصوغ اخلاقه. فالطفل الذي يخشى أباه يخاف جميع الناس عندما يشب. ويبدو هذا الخوف في هيئة حياء وخجل كلما واجه رجلا غريبا يشبه والده.



وقد تحدث حوادث في الطفولة تجعل الطفل عندما يكبر يكره اشياء كثيرة لا يكرهها عامة الناس. مثل ذلك مثل الشاب الذي نشأ على كراهة التبغ، منذ سن الطفولة. لأن خادمه الذي كان يكرهه، كان يدخن اعقاب السيجاير المتخلفة من الضيوف. او ذلك الرجل الذي يخاف ويكره القطط لأن قطا قد اغار عليه وهو طفل افزعه وخطف ما كان في يده .



يؤدي احيانا النزهة القصيرة في الريف وما يلازمها من سرور، سببا في ان ينشأ الطفل وهو يحب حياة الريف. وقد يبدد امواله في قرية بعدئذ، بدلا من ان يستثمرها في المدينة . وكذلك الفتاة التي تستحسن من كان على صورة والدها، كما نشأ الفتى على استحسان من كان في صورة امّه. وحتى الطفل الرضيع، ينظر الى امه نظرة جنسية ضعيفة باهتة توازي في حسّه لذة الحليب. ويغار من ابيه عليها. فتنطبع صورتها في ذهنه. وتلعب هذه الصورة في مخيلته عندما يبلغ سن الرشد ويحين الوقت لأختيار زوجته. وكذلك الفتاة، فأنها وهي طفلة تغار من امها على ابيها وتنشأ على استحسان صورته.



والأخلاق والأذواق تتسرب الى العقل الباطن ايام الطفولة الاولى في البيت وبعدها في المدرسة. ولذلك فإن البيت مكان التربية، والمدرسة مكان التعليم. فشأن المدرسة ان تغرس في العقل الباطن للطفل مجموعة من المعارف . لذلك لا يستطيع التعليم ان يغير الاخلاق. فالمعارف المنطقية العلمية تحدث في النفس عواطف تدفع باتجاه مسلك خاص. وقد يكون اثر الصحيفة اليومية اكثر نفعا في صوغ الاخلاق والاذواق من المدرسة. لان في الصحيفة مبدأ التكرار الذي يغرس العقيدة في النفس ويحيلها الى عاطفة تعمل وتحرك الأرادة التي تنتهي بالفعل.



ولذلك فمن العبث ان نعلم الاخلاق عن طريق الكتب. فنقول للصبي مثلا يجب ان تكون صادقا كي يحترمك الناس، او يجب ان لا تتزوج اكثر من امرأة واحدة. فإن الاخلاق الفاضلة عادات يتعودها الانسان منذ عهد الطفولة من البيئة البيتية. وهي ليست معارف تحتاج الى برهان. وانما هي توحى الى العقل الباطن عن جملة وسائل.



وقد ادرك الاتراك زمن مصطفى اتاتورك مغزى هذه الحقيقة، فتركوا الطربوش واتخذوا القبعة مكانها. لان المحاكاة من الشروط الاساسية في الايحاء. فإذا حاكى التركي الاوربي في لباسه، حاكاه ايضا في اخلاقه. فينبذ عن نفسه التواكل الشرقي ويعمد الى العادات الاوربية ويصطنعها. فتنتشر حضارة جديدة في البلاد لا تجد مقاومة.

وقيمة اللباس في الايحاء واضحة عندما نتأمل الفرق في الاخلاق بين أخوين احدهما شيخ والأخر افندي , او حين ننظر الى السوري المتفرنج الذي يلبس القبعة والسوري الذي يلبس العمامة . فكلاهما من سلالة واحدة ولهما سحنة واحدة ولكن شتان ما بينمها في السلوك الأخلاقي .



واذا تأملنا سلوك الناس. وقفنا على البواعث التي تبعثهم على غير ارادتهم الى التفوه بالفاظ لم يقصدوها. او التحرك بحركات تبدوا لنا سخيفة. او اتخاذ لباس خاص او نحو ذلك. فهناك نيات مكبوتة في العقل الباطن تفلت احيانا خارج ارادتنا. وقديما كان الناس يتوجسون من الغلو في التعبد وذلك لان هذا الغلو ينطوي على غلو آخر في الاستسلام للشهوات. ومن اغرب ما يثبته التاريخ ان الرهبانية تفشت في العالم المسيحي خاصة في اوربا بعدما تفشت الرذائل والموبقات واطلق الناس شهواتهم من معاقلها. كما انه ليس من مجرد الصدف ان يقوم المماليك، رجال الحكم في مصر ببناء ابهى وافخم المساجد الاسلامية في القاهرة، مع انهم كانوا يقضون لياليهم الحمراء في اجواء نتنة من الموبقات متسمة بالفُجر والمجون حافلة بالمفاسد الاخلاقية.


العشق و عواطفه 


لم يؤثر في اعماق النفس البشرية من عاطفة انسانية كعاطفة العشق. فقد تشتد حتى تصل بصاحبه الى الانتحار. او قد تبلغ الغيرة فيه، وهي وجهة اخرى من وجهات العشق الى ان تدفعه الى ارتكاب جرية في سبيل معشوقه. وليس بين العواطف ماهو اكثر تعقيدا من العشق. ففيه نرى الانانية في اوسع صورها, مثلما نرى روح الامتلاك في ابشع حالة، حتى ليظن العاشق ان محبوبته هي ملكا صرفا له يتصرف به كيفما يشاء. كما نرى الايثار والتضحية تصل حدا بحيث يعد المحب نفسه خادما لمحبوبته. يضحي في سبيلها كل غال ونفيس.



والمتتبع لتطور العشق في الحيوان يرى فيه مثل مايراه في تطور الانسان كيف ابتدأ من ظهور الحواس البسيطة الى ان انتهى بهذه المعاني المركبة التي نسميها العقل. وهي التي ترتفع احيانا حتى تكاد تفشل اية محاولة لتحليلها. وكذلك الحال في العشق, نرى فيه من معاني الاثرة والايثار ومن ادراك صور الجمال والقبح ما يصعب علينا رده الى تلك الظاهرة الجنسية البسيطة التي نراها في احط الاحياء.



فالحيوان والنبات لم يكونا قبل مئات الملايين من السنين، في بدأ ظهورهما انثى وذكر، انما ظهر الجنسان بعد حقبة طويلة جدا من الزمن. ولكن التلاقح لم يكن يحصل بأتصال الجنسين, وانما كان الذكر يفرز خلاياه التناسلية في الماء مباشرة فتلتقي عن طريق الصدفة بالبيض الذي فرزته الانثى ويحصل التلاقح . وفي مثل هذه الحالة لم يكن ثمة مجال للعشق او الاحساس بوجوده .



وهناك بعض الحيوانات كالحلزون والسرطان يحتوي كل منهما , كما يحتوي بعض النباتات كالذرة والقطن على خلايا الذكر وبيوض الانثى التناسلية مجتمعة. وهنا ايضا ليس مجال للعشق او الحديث عنه، . وانما تبدو بوادره عند اتصال الجنسين، وعندما يبحث كل منهما عن الاخر. فهنا تبدأ معاني الجاذبية و الجمال، ترتقي متساوقة مع معاني العشق.



ومن هنا يلاحظ القارئ الكريم ان حقيقة الجمال تتطور مع تطور الاحياء. فنحن نتحسس صفات الجمال بجميع حواسنا، خاصة حاسة السمع والبصر. لا كما يتحسسها الكلب الذي يستند الى ما تلهمه اليه خياشيمه عند بحثه عن الانثى. وهذا القول يصح ايضا عن الحشرات والحيوانات الدنيا او بعضها, لان الاحساس بالجمال يرجع اصله الى عاطفة العشق مهما تجرد هذا الاحساس لدى الكائن الحي. فقد يكون سبيله الى الادراك الفعلي حاسة البصر او حاسة السمع او الخياشيم او حتى الجلد وحده . فنحن على قلة اعتمادنا على حاستي اللمس والشم لا يمكننا ان نستجمل امرأة مهما تكن حسناء، لو كانت خشنة الملمس او كريهة الرائحة.



والغريزة الجنسية لدى الكائن الحي، اصلُ الاشياء, فهي اصل الصوت الذي لم ينشأ الاّ لأهتداء الانثى الى الذكر او بالعكس. وهي على ذلك اصل اللغة والغناء, وهي اصل روائح المسك والزباد في الغزال والقط . ثم هي فوق ذلك كله اصل تكوين العائلة البشرية.



فإذا نظرنا الى علم الاحياء, وجدنا ان بذرة الجمال وما يربطه بالعشق حقيقة ظاهرة ملموسة. فطيور الذكر مثلا لا تتطوس للآنثى ولا تعرض عليها محاسن جسمها ورشاقة حركاتها ورونق ريشها وحلو اصواتها وجمال طلعتها الا وقت التلاقح. وهي اكثر ما تغني وتنشد في هذا الوقت بالذات. مما نفهم منه ان جمال الريش والصوت انما خلقا الحاقا بالغريزة الجنسية. وهذا ثابت في اكثر الطيور بدليل ان ريشها يضمحل وصوتها يخبو تدريجيا حتى ينقطع، عقب اخصائها.



واوجه الشبه بين عشق الانسان وعشق الحيوان كثيرة , حتى ما يخرج منها عن المألوف ويشذ عن الطبيعة فمن الناس من يقتصر على امرأة واحدة في الزواج, ومنهم من يتزوج اكثر من امرأة. وكذلك الحال في عالم الحيوان، فالكركدن وقرد الاورنج اوتان كلاهما لا يتزوج الا واحدة مدى حياته. وارقى الوان العشق واغربها نجدها في اللبونات والطيور, اقرب الاحياء الينا في سلم التطور. ( طبقا لنظرية داروين ) فهنا نجد مثلا جوهر صفة الوفاء يتجلى في بعض انواع الطيور، فيموت الطير الذكر أسى وغمّا , اذا اخذت منه زوجته.



ومن غرائب الطبيعة ان نلمس احيانا اثارا الشذوذ الجنسي في الطيور . ففي وقت التلاقح نرى الانثى المستذكرة انها تقفز بعد ان تتم عملية التلاقح الى ظهر الذكر, وتبقى واقفة عليه برهة كأن التعارف الجنسي لا يتم الا بذلك.

وكذلك تختلف عواطف الرجل والمرأة في العشق. ولكن هناك ايضا كثيرا من المشابهة بينهما. بدليل ان بعض الصفات الجنسية تنتقل من المرأة الى الرجل وبالعكس. ففي صدر الرجل الثدي الذي يشبه ثدي المرأة. وفي المرأة ينبت الشاربان احيانا. وبديهي ان هذه الصفات المتعلقة بالجنس لا تظهر الا ووراءها صفات ذهنية عصبية. وعلى هذا يمكننا القول ان في كل رجل شيئا من الاستئناث وفي كل امرأة شيئا من الاستذكار .



ولكن هناك وجوها عامة للخلاف في عشق الرجل وعشق المرأة . فالمرأة تستحسن من الرجال على وجه العموم الرجل الطويل. والبنية القوية. والصحة الجيدة. والرجل يحب من النساء، المرأة الهيفاء والبطن الضامر والخصر النحيف والملامح المتناسقة.



هذا بشكل عام, بحيث يشترك البشر من جميع الاجناس في العالم في معايير معينة طبقا لمزاجها و بيئتها وظروفها الاجتماعية الخاصة بها, تتباهى بها وتبدي حبها واعجابها لها عبر اقامة حفلات طرب بهدف اذكاء جمال المرأة وتضخيم مشاعرهم نحوها.

ولو شاء القارئ الكريم ان يستوضح الموضوع اكثر، عليه ان يقرأ ما كتبه الشاعر الفذ نزار قباني بهذا الخصوص:



سؤآل الى الله

------------

ياإلهي !

ما يسمى ذلك الحبُ الذي ظل دهورا ودهورا - يختفي الطاغي ويُفنى الظالمينا –

ويُذّلُ الأقوياء القادرينا – ويذيب البسطاء الطيبينا –

كيف يغدو شَعرُ من نهوى سريرا من ذهب ؟ - وفم المحبوب خمرا وعنب –

كيف نمشي وسط النار – ونلتذّ بألوان اللهب ؟ - كيف نغدو .. عندما نعشق ..

اسرى، بعدما كنا ملوكا فاتحينا.



يا إلهي !

ما نسمي ذلك الحب الذي يدخل كالسكين فينا – أنسميه صداعا ؟ - ام نسميه جنونا ؟ كيف يغدو الكون في ثانية – واحة خضراء .. او ركنا حنونا - حين نغدو عاشقينا.



يا إلهي !

ما الذي يحدث في منطقتنا ؟ - ما الذي يحدث فينا ؟ كيف تغدو لحظة الشوق سنينا – ويصير الوهم في الحب يقينا – كيف تختل اسابيع السنة ؟ كيف يلغى الحب كل الأزمنة ؟ - فيصير الصيف يأتي في الشتاء – ويصير الورد ينمو في بساتين السماء – حين نغدو عاشقينا

.