@نحن إمة ضيعها > جهل آبناءها....وخيانة حكامها .... وفشل رموزها....وفتاوي مشايخها...! @آطماعكم >تطرفكم>آحقادكم>>>آلسبب...! @وزد فوق ذلك عيوبكم >تغريبة للإ سلام و آلعروبة.....!!!! @إلى متى هذا آلنوم؟ آين همم آلآجداد ...يا آبناء يعرب... ؟
العربي بمنظار الآخر


سئل مسؤولا أمريكيا كيف تنظرون إلى العرب فقال / أغبياء جهلاء عصبيون بدون علم أو ثقافة , إنتفاخ خصيتهم أهم عندهم من إنتفاخ عقولهم .. و سئل مسؤولا روسيا , كيف تنظر إلى العرب , فقال : مجموعة أغبياء ثلاثة ملايين يهودي مرغوا أنوفهم في التراب , و يقودهم الجهلاء و مالهم بيد اليهود . وسألت مسؤولا سويديا , ماذا تعرف عن الحضارة العربية فقال لي : الفلافل و الرقص الشرقي ...

لا أريد أن أكمل , سر يا حصاني قبل أن يطول لساني , إقرأ ما يلي الحوار علم و منهجية ومسلكية مرتبطة بالتكوين الحضاري للشخص أو الأمة التي لا تعرف إنكسارات في أبعادها السيكولوجية و الإبستمولوجية ...و في الغرب تدرس مادة الحوار في المدارس الإبتدائية وصولا إلى الجامعة , و من الإبتدائية إلى الجامعة يتعلم الطالب ثقافة السماع و الإستماع و الإنصات و الحوار ومى يدلي برأيه ...ولذلك لم كانت البرامج الحوارية السياسية و الثقافية و الإقتصادية وغيرها خالية من التشنج والأحكام المسبقة ...وقد سمحت ثقافة الحوار أن يتم النقاش في صلب الفكرة , دون تمطيط و إخراجها من سياقها , لأن علم المنطق ينص على أن النتائج من سنخ المقدمات ...فعندما تقول : الغيوم كثيفة و الشمس مختفية ...

إذن ستتهاطل الأمطار ...هذه مقاربة منطقية ...لكن عندما تقول : الغيوم كثيفة و الشمس مختفية ..إذن سينتصر فريق بارسلونا ....هذه مباعدة غير منطقية .....ومن خلال الحوار في العالم العربي يمكننا أن نتعرف إلى معادلة الشعوب العربية ...ومن خلال بعض النماذج نكتشف أننا أمام تدهور منطقي و إنهيار حضاري و خلط إبستملوجي قل نظييره.....نماذج ومغالطات أنت تتكلم عن الفتنة الطائفية في سوريا ......إذن أنت مع نظام بشار الأسد أنت أطللت في قناة سعودية .....إذن أنت وهابي و سلفي و تكفيري ... أنت دعتك قناة إيرانية ......إذن أنت صفوي مجوسي شيعي .... أنت تعمل في قناة الجزيرة .....إذن أنت عميل للشيخ حمد و الشيخة موزة أنت تناقش فتوى أحد العلماء .....إذن أنت كافر وتتطاول على المقدسات أنت تكتب باللغة الفرنسية ....إذن أنت فرانكفوني عميل ثقافي أنت تدعو إلى الوحدة الإسلامية ....إذن أنت شيعي ...... الغنوشي ألقى محاضرة في معهد الإيباك في واشنطن ....إذن هو عميل للمخابرات الأمريكية ... أنت تدعم محور المقاومة إذن أنت شبيح أنت شيوعي إذن أنت مرتبط بال ك ج ب أنت إنتقدت الحكومة الجزائرية .....إذن أنت خائن للوطن و عميل لأعداء الجزائر .. أنت تطالب بحلحلة لأزمة الصحراء الغربية ...إذن أنت عميل للمخزن المغربي أنت تقرأ كتب الملاحدة ....إذن أنت في بداية طريق الضلال .... ووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو

و تحليل علمي لتركيب الجملة الحوارية في العالم العربي والإسلامي ..ندرك أن هناك مرضا خطيرا , و شيزوفرينيا معرفية أفضت إلى إنفراط الإجماع في العالم العربي و الإسلامي .....ومع البون الشاسع بين المقدمات والنتائج المنطقية , سيظل العالم العربي كالعجوز ضائعا بين يجوز ولا يجوز ... على الرغم من المساحة الهائلة من الحرية السائدة في الغرب والتي بموجبها يحق لكائن من كان أن يطرح ما يريد من رؤى وأفكار و أيديولوجيات , وعلى الرغم من فسيفسائيّة الخارطة الثقافية و تنوع التضاريس الفكرية في الغرب , الا أنه ولحدّ الأن لم يقم حوار جدي و عقلاني بين الثقافة الغربية والثقافة العربية , وتبقى بعض مهرجانات التقارب بين الثقافتين والتي يحييها أحيانا معهد العالم العربي في باريس على وجه التحديد مجرّد محاولة لتزيين الديكور الثقافي الغربي وليقال أن هناك تفاعلا بين الثقافات والحضارات وواقع الأمر غير ذلك تماما .

فالثقافة العربية غائبة أو مغيبّة ولا وجود لمفرداتها في الواقع الثقافي الغربي , وهذه الغيبوبة مردّها الى أننا لم نعرف ولم نستوعب ذاتنا وبالتالي صعب علينا استيعاب الأخر الغربي والتسلل الى حصونه , فعلى صعيد المعرفة الانسانية نحن غائبون بالمطلق عن كل خرائط المعرفة الغربية , وغيبوبتنا هذه لا تعني مطلقا أن مطابخ الأفكار والتاريخ والحضارات في الغرب لا تعرف عنا شيئا بل انّ هذه المراصد غارقة الى النخاع في دراسة تفاصيل تفاصيلنا , على العكس منا فاننا لا نعرف الا بعض الكليات والبديهيات عن الأخر الغربي .

والاشكال البارز الذي يتبادر الى الذهن ونحن نناقش مسألة الحوار بين الثقافة الغربية والثقافة العربية هو ماهي الثقافة التي يجب أن نقدمها للأخر الغربي , فلحدّ الأن لم نوفّق في صياغة أطروحة ثقافية تكون قادرة على مجابهة تحديات العولمة و افرازات عصر الانترنت . وعندما هاجر العقل العربي والاسلامي الى الغرب فانه حاور العقل الغربي بمنطق مذهبي وطائفي وايديولوجي و عشائري ومناطقي وجهوي وديني و اثني ولذلك صعب على العقل الغربي تفهم هذا العقل الوافد لأنّه يخلط بين الكليّات والجزئيات وبين النص والاجتهاد وبين العقل والنقل والماضي والراهن وما الى ذلك من الثنائيات , وعلى العكس من ذلك فان العقل الغربي يواجه غيره بمنظومة فكرية وأطروحة معرفيّة واحدة في كثير من تفاصيلها و مردفة بانتصارات تقنية ونهضوية قد يحتاج العالم العربي والاسلامي الى سنين ضوئيّة لتحقيق بعضها . وقد حملّ الباحث هشام شرابي الأستاذ في جامعة جورج تاون في أمريكا لدى حديثه عن عقدة فهم الذات التي أدّت الى عدم تفهم الأخر الغربي لنا, الفكر البطركي الذي أجهز على الانطلاقة الحضارية ,وحتى النيوبطركي كما يسميه أخفق في الجمع بين الأصالة والمعاصرة ,بين الماضي والحاضر .

لكن الفكر البطركي ليس وحده المجزّأ بكثرة الاجتهادات والتأويلات والتخريجات , بل الفكرالعربي عموما انتقل الى الغرب منشطرا ومجزأ و غير متألف بين فروعه . وعندما يفتح بعض مثقفينا حوارا مع الغربيين فانهم يذكرّون هذا الغربي بفضل الحضارة العربية والاسلامية على الحضارة الغربية , و هذا في حدّ ذاته ادانة للحضارة العربية وليس اشادة لأن الحضارة التي أضاعت دورها في زحمة التحولات الحضارية الكبرى غير مؤهلة للاستمرار , وبدوره هذا المثقف الغربي وعندما يتحدث مع الأخر العربي والاسلامي فانه يتحدث من منطلق العليّة والانتصار والتفوق و التغلب على كل المصاعب بما في ذلك الطبيعية منها وهذا وان كان حقيقة الا أنه قد يجعل الحضارة الغربية تتراجع وبدل أن تكمل سيرها الى الأمام فانها تكتفي بالتباهي بالانجازات و الافتخار بما تحقق لها لحد الأن وقد تكون عوامل السقوط والانهيار موجودة في ذروة القوة والتفوق الحضاري حسب ما قاله أرنولد توينبي .

ولا يمكن على الاطلاق اقامة حوار بين الثقافة الغربية والثقافة العربية اذا استمرّ الحديث عن الغرب المنتصر والشرق المنهزم . لا شكّ أنّ هناك سنين ضوئية من التراكمات بين الغرب والشرق واشكالات بحجم جبال الهمالايا , لكن هذا ليس سببا في اغلاق منافذ الحوار التي بدأ البعض في الخارطة العربية كما الغربية فتحها وبمجهودات فردية ومتواضعة وتقتصر على فئة من المفكرين والمثقفين الذين يؤمنون بحوار الحضارات والثقافات والأديان ,وغير الانبهار بفعالية الثقافة الغربية , فانّ دعاتها من الغربين يرون أن هذه الثقافة قد صارت عالميّة وأصبحت النموذج المفروض على كل الخارطة الكونية فما جدوى الحديث عن الحوار مع الثقافات الثالثية والتي أخفقت في تحقيق النهوض الحضاري والتقني في المواقع الجغرافية التي تسود فيها هذه الثقافة والثقافة الغربية باتت عالميّة .

وفي الوقت الذي تكوّن فيه الجامعات الغربية ألاف الغربين في قضايا العالم العربي والشرق الأوسط والحضارة العربية والاسلامية , فان واقعنا العربي يفتقد الى توجهات من هذا القبيل لدراسة الغرب دراسة موسوعية لا سياسية ,و قد أصاب الدكتور ادوارد سعيد عندما قال أن معظم الباحثين العرب في الغرب درسوا المجتمع العربي والواقع العربي وبذلك لم يحصّلوا شيئا يذكر في مجال معرفة الأخر الغربي . واذا كانت ظاهرة الاستشراق – تشريح الشرق- مازالت قائمة في الغرب , فان ظاهرة الاستغراب – تشريح الغرب- لم تولد بعد معرفيّا في الواقع العربي. أنّ الحوار بين الثقافة العربية والثقافة الغربية هو في الواقع من جملة الشعارات الجميلة التي يحاول بعض المبدعين التأسيس لها , ومازال الطريق طويلا قبل تدشين انطلاقة مثل هذا الحوار وخصوصا أن البعض في الغرب مازال يتحدث عن نيتشه و رجل السوبرمان الغربي !!!!!

.بداية سقوط قطر ووكر الشيطان الجزيرة

شكرا لك أيها الشارع العربي , شكرا لكم أيها العرب , إكتشفتم الجزيرة الساقطة التي تريد أن تنتشر الدماء في العالم الإسلام , الحمد لله أنني ممن ساهم في فضح الجزيرة الصهيونية , بالتأكيد ستصنع الشعوب ثورتها الحقيقية بدون دماء , و تختار خطها و رجالها و إسلامها و أحزابها بدون قتل .. الإسلاميون المزيفون و القطريون اليهود الذين مولوا حركة تفجير العالم العربي حتى يكبر رصيدهم الأقليمي على حساب العالم العربي ..

الثورة الحقيقية بإسقاط القواعد الأمريكية في الخليج العربي , و الثورة الحقيقية تبدأ بإستعادة الثروات القطرية و الخليجية التي تصرف على الجواري و الشهوات ..شكرا لك أيتها الشعوب العربية, و الخطوة المقبلة تكمن في وقف إراقة الدماء في سوريا , إحقاق الصلح بين السوريين وإعادة قطر إلى دورها البدوي , و إغلاق قناة الفتنة التي تتغذى من الحية الصهيونية ... قنوات المقاومة تغلق , و قنوات الحية القطرية مفتوحة لصب الزيت على النار .. شكرا أيتها الشعوب العربي , و عينا الجديد نحن نصنعه و ليس النعاج , أستغفر الله حتى النعاج ننبرأ من عقول العورات و الثورات الوهمية ..

ويشاركني برأيه الأستاذ مأمون شوقي المحترم لدكتور يحيى اسمح لي مرة اخرى، ان أشارك في النقاش الدائر في الاعلام العربي بينك وبين فيصل القاسم وقناة الجزيرة. أقول بصراحة ليس لدي الوقت الكافي كي اعطي هذا الموضوع حقه من التحليل. لكني أريد في بعض السطور القليلة، ان اضع النقاط على الحروف. في برنامج "الاتجاه الواحد" وصف فيصل القاسم المتظاهرين في مصر العروبة "غوغائيين". الهدف من وصف فيصل القاسم الثوار والتظاهرين بهذه الأوصاف يخدم أهدافه السياسية والمهنية (هو يختار المصطلحات بكل دقة). هنا علينا التمعن بمعنى كلمة "غوغائي" في اللغة العربية "الغوغائي هو عدو للديمقراطية". يحاول فيصل القاسم بوصفه المتظاهرين بكلمة "غوغائيين" ان يعطي صوره مغايرة للواقع، ان المتظاهرين في مصر اليوم هم "اعداء" الخط الديمقراطي الذي تحرك من اجله الشعب المصري ضد الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وان الاتجاه الذي يسير به الرئيس مرسي هو الطريق الصحيح من اجل تحقيقي الديمقراطية. "الغوغائيين" يريدون "الفوضى" لمصر. الدور الخطير الذي يلعبه المنافق فيصل القاسم، هو قلب لأية رأسا عن عقب. لو تمعنا النظر نرى ان خط فيصل القاسم يتطابق تماماً مع سياسة دولة قطر التى تريد ان يكون الاخوان المسلمين في السلطة. هو لايستطيع ان يتجاوز الخطوط المرسومة له من قيبل أمير قطر ووزير خارجيته. (لقد شاهدت هذه الحلقة كاملة، وكان بودي ان أحلل بعض النقاط الاخرى التى تكلم بها فيصل القاسم، ولكن الوقت لا يسمح لي) الشعوب العربية استيقظت من غفوتها ولم تعد تصدق أكاذيب والتضليل الاعلامي الذي تمارسه قناة الجزيرة عليها.

الشارع هو سيد الموقف، والكلمة تبقى اولا واخيرا للشارع اليوم. وهو من يقيم قناة الجزيرة. من الممكن مراجعة الإحصاءات لمعرفة كم كان عدد مشاهدين قناة الجزيرة قبل لأحداث ومقارنتها بعد الأحداث، وبقراءة الأرقام يتضح ان قناة الجزيرة تراجع عدد مشاهديها لفقدانها المصداقية. قناة الجزيرة أصبحت لا فرق بينها وبين سوق النخاسة، الاعلاميون في هذه القناة عبيد لحمد وأغلى الرق في قناة الجزيرة هو فيصل القاسم.
الصراع المذهب الى اين!

ي بلغت حدة الصراع المذهبي في العالم الإسلامي ذروتها في ظل إخفاق كل المشاريع التقريبية و تراجع الدعوات إلى الوحدة الإسلامية , و بات لكل فريق طائفي إعلامه التكفيري و أدواته التي يجيّش بها أتباعه , و قد أخذ الصراع السني الشيعي منعطفا خطيرا لم تشهده حتى فترات التاريخ الأكثر سوادا في الماضي الإسلامي , و لم تبق إلاّ ساعة إعلان الحرب بين الفريقين اللذين مهدا فكريا و عقديا وإيديوجيا و علميا لهذه الحرب التي ستنهي العالم الإسلامي عن بكرة أبيه .

فكل فريق يتبنى إقصاء الآخر وإستئصاله , و كل طائفة تعتبر نفسها محتكرة الحقيقة و العقيدة الصافية و الجنة العالية , و الفهم الصحيح للإسلام , و كل من عداها في النار , و مبتدعة و خارج عن ملة الإسلام .

و الأخطر ما في الأمر أنّ هذه الطائفية البغيضة تعسكرت بفضائيات شعارها التكفير و الإستئصال و اللجوء إلى كل الوسائل الشرعية و غير الشرعية , وإلى كل الأدلة الحقيقية و المزيفية لتجريد الآخر من أي شرعية دينية و تقديمها على أنّها أخطر من الأعداء التقليديين للعرب والمسلمين ..

و كلما جبت العالم العربي و الإسلامي , أسمع ما يلي : في الجغرافيا السنية هناك من يقول سوف نقضي على الرافضة كما قضى عليهم الأمويون , ومن تلاهم من حكام , و في الجغرافيا الشيعية أسمع من يقول أنّ هؤلاء السنة أحفاد يزيد ومعاوية يجب أن يزولوا من الأرض و أن الأمر سيتولاه صاحب الأمر والزمان , وفي الجغرافيا السنية تسمع من يقول أقتلوا الروافض مكفري الصحابة , و في الجغرافيا الشيعية تسمع من يترحم على قاتل عمر بن الخطاب الخليفة الثاني المدفون في إيران .

هذه المنطلقات و الرؤى الآخذة في الصعود ستكون الشرارة التي ستجهز على العالم الإسلامي والذي أصبح اليوم مهيأ لأكبر معركة طائفية بل لأكبر حرب طائفية لم يعرفها الماضي الإسلامي عندما كان الخلاف المذهبي يندرج في سياق الرأي العلمي ومقارعة الرأي بالرأي , و الذي تطور وأصبح حروب قبائل و ممالك , بين القبائل المذهبية و الطائفية و كانت الخلاصة ضياع العالم الإسلامي و إنهيار الحضارة الإسلامية ..

و الإشكال العميق أن العقليات التكفيرية في هذا الفريق وذاك تنطلق من الماضي السحيق الذي لا يرقى إلى مستوى الإجماع بين المسلمين , فربّ رواية ضعيفة قد تفجرّ حربا بين السنة والشيعة , و ربّ قول مؤرّخ قد يسيل دماء قبائل لسنوات .

و لا يوجد أي محاولة جدية للتقريب بين المذاهب الإسلامية , فالتقريب في نظر السني هو تسنين الشيعي , و الشيعي يعتبر التقريب مدخلا لتشييع السني , و غير ذلك من الطروحات و الأراء تندرج في سياق المداراة عند السني و التقية عند الشيعي .

و إنعدام نخبة الموحدين الجديين الذين ينطلقون من هم وحدة المسلمين بدل الإنتصار للطائفة و المذهب زاد الطين بلة و كرس ظاهرة العلماء الذين يفتون على إيقاع ما يريده العوام , و قد تراكمت الأحقاد و الكراهية إلى درجة أن المسرح اليوم بات مهيأ لحروب الطوائف بين أبناء القبلة الواحدة ..

و المصيبة أن السني الذي يدعّي أنه ينتمي إلى تراث الصحابة و العارفين بخطّ الله تجده يكذب ويسرق و يزني و يسرق أموال الزكاة و لا يلتزم بالإسلام قيد أنملة , و الشيعي الذي يدعّي أنه ينتمي لعلي و الحسين تجده لصا وغادرا و ماكرا و فيه من كل صفات الشيطان , فما جدوى سنية بدون أخلاق الإسلام , و ما جدوى تشيع بدون أخلاق الإسلام ..

إن الوقت المتبقى لهذه الحرب الضروس بين أبناء لا إله إلا الله محدود , و مالم تنطلق محاولات صادقة وجدية للحفاظ على بيضة الإسلام و المسلمين فإن الحروب المقبلة ستكون بعناوين طائفة الله أكبر تغزو قبيلة الله أكبر , و معسكر الإسلام يطيح بمعكسر القرآن , و يصبح المشهد الدرامي معقدا عندما تترافق هذه الحروب مع وجود من يدعي أنه بالتأكيد من أهل الجنة , لكن هل أصبحت الجنة مأوى للحاقدين و المعقدين و القاتلين بإسم السماء سواء من هذا الفريق أو ذاك ...

النهضة وشروطها!

في كتابه الذي يحمل عنوان الفتوحات الإسلامية في فرنسا و إيطاليّا وسويسرا في القرن الثامن والتاسع عشر الميلادي كتب الكاتب الفرنسي جوزيف رينو :

بأنّه لو قدرّ لموسى بن نصير ولطارق بن زيّاد ولعبد الرحمان الثالث أن يعودوا إلى الحياة لإندهشوا لتغيّر ميزان القوة بين المسلمين والمسيحيين . هذا الكلام لجوزيف رينو يشخصّ الحالة الراهنة التي عليها العالم الإسلامي حيث بعد المسافة بين المليار و المائتين ألف مسلما و المشروع النهضوي الذي تتحدّث عن تفاصيله النخب العربية و الإسلامية منذ أزيد من مائة سنة .

و السؤال الرئيس الذي يمكن طرحه في هذا السيّاق هو لماذا تأخرّ المسلمون في تحقيق نهضتهم رغم أنّهم يملكون ثروة فكرية و ثروة طبيعية لم تجتمع لكثير من الأمم التي نجحت في إطلاق نهضتها و مكنتّ الأجيال الراهنة من الإستفادة من عطاءاتها .

و هذا الإخفاق الحضاري يملي علينا ضرورة إجراء مراجعة دقيقة و متجذرّة للأسباب الموضوعية التي حالت دون تحقيقنا للنهضة و العوائق التي حالت بيننا و بين المشروع النهضوي .

مبدئيّا تجب الإشارة إلى أنّ الأفكار النهضوية التي طرحت من قبل روّاد الإصلاح في العالمين العربي والإسلامي كانت متنوعة ومتشعبّة ومتعددة وقطرية في بعض الأحيان , و معظم هذه الأفكار كانت نتيجة مجهودات فرديّة ورؤى ذاتية لأشخاص غيارى على مستقبل العالم الإسلامي , وهذا التباعد الجغرافي و الذاتي والمعرفي بين هذه الأفكار هو الذي أدّى إلى عدم إنبثاق مشروع نهضوي متكامل يأخذ بعين الإعتبار الجغرافيا الإسلامية بكل إمتداداتها .

بالإضافة إلى ذلك فإنّ العالم الإسلامي كان يفتقد ولا يزال إلى يومنا هذا إلى مؤسسّة تضمّ كل القادرين على تشخيص معضلات العالم الإسلامي و سبل تطويقها ورسم آليات النهضة إنطلاقا من قدراتنا الذاتية ومواردنا الطبيعية , و لو أنّ مثل هذه المؤسسة وجدت في العالم الإسلامي لأمكن صياغة مشروع نهضوي جماعي للعالم الإسلامي وخصوصا إذا ضمّت هذه المؤسسّة كل القادرين على إبداع الرؤية السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية والثقافية و الأمنية و الفقهيّة الحضارية بشكل عام على أن تكون كل تلكم الرؤى والمسارات النهضوية ضمن الموروث الإسلامي أو الثوابت الشرعية التي وضعها المشرّع من أجل صالح الإنسانيّة و رخاء البشريّة .

و تظافر جهود مبدعي الرؤى النهضوية من مختلف المواقع الجغرافية الإسلامية كفيل بإنتاج رؤى نهضوية واقعية , فمبدع النهضة من باكستان يعرف خصائص باكستان و مقوماتها و مقدرّاتها وثرواتها , وعندما يلتقي هذا الأخير بالجزائري فإنّ الجزائري قد يحتاج إلى ما يكمّل رؤيته النهضوية ببعض الرؤى التي لدى المبدع الباكستاني , وهذا الأخير قد يأخذ من الجزائري ما به يتممّ مشروعه ..

ومن خلال هذه المتوالية الفكرية و النهضوية ستأخذ أجزاء العالم الإسلامي حاجياتها من الأجزاء الأخرى وضمن دائرة العالم الإسلامي و بهذه الطريقة نحققّ أمرين مهمين أولهما التكامل السياسي و الإقتصادي بين دول العالم الإسلامي , و ثانيهما القضاء على التبعيّة المطلقة للغرب والتي أصبحت قيدا للعالم الإسلامي و تحكما في ثرواته وحتى في مساره السياسي .

فالأراضي السودانية في حال إصلاحها و تنمية تربتها قادرة على إطعام العالم الإسلامي و العالم الثالث لكن ذلك لن يتحقق بدون الأيدي العاملة المصرية و المال الخليجي , والأراضي الجزائرية قادرة على تزويد العالم الإسلامي بكل المنتوجات الزراعية و خصوصا الفواكه شرط تخلي الحكومة عن ملكيتها المطلقة لعشرات الآلاف من الهكتارات ومنحها للشباب الباحث عن عمل , وبدل أن تستورد الدول الإسلامية غير النفطية النفط والغاز من الشركات الأمريكية والأوروبية التي تشتريهما بدورها من الدول الخليجية وتبيعها بأضعاف ثمنهما إلى الدول المسلمة المستضعفة فيمكن أن تستورد هذه الطاقة من الدول النفطية و بتسهيلات و أثمان مقبولة .

لقد سنحت سنيّ التعليم العالي في البلاد العربية والإسلامية ورغم بعض الثغرات هنا وهناك من تخريج كمّ هائل من الباحثين و المكتشفين الذين يمكن أن يساهموا في صناعة النهضة ضمن الدائرة الإسلامية , كما يمكن إعادة إسترجاع كل العقول العربية و الإسلامية المهاجرة وهي مستعدة للرجوع إلى الجغرافيا العربية و الإسلامية إذا توفرّ لها الشرط الأساس للإبداع وهو الحريّة , و حسب ويل ديورانت صاحب كتاب قصّة الحضارة فإنّ الأمم الخائفة لا تصنع حضارة .

ويجب أن يسبق كل ذلك قرار سياسي واضح بضرورة النهوض و إزالة كافة الخلافات السياسية و الحدودية بين الدول الإسلامية والتي أرهقت كاهل العلاقات الإسلامية – الإسلامية و حالت دون تلاقي المبدعين بسبب الخلافات السياسية بين هذه الدولة وتلك . و بعد هذا القرار السياسي يجب أن يكون هناك قرار وطني و شعبي بضرورة الإرتقاء إلى مستوى صناعة الدور النهضوي والفعل الحضاري لأنّه و بدون ذلك سنظل عبئا على الأمم الأخرى نتفرج على تحقيقها السبق الحضاري تلو السبق الحضاري , و نحن ندفع من قوت أجيالنا لشراء منتجات هذا السبق دون تحقيقة و صناعته , و من هنا نبدأ .

و تقاس الديناميكيّة النهضويّة والتنمويّة و الملامح المستقبليّة في أي حقل جغرافي يقطنه مجموعة بشريّة بالإستراتيجيّة المتبعة والتي وضعها مجموعة من الناس لديهم قدرة خارقة على صناعة القيمومة الحضارية ومن شروط نجاح هذه الإستراتيجيّة و فعاليتها توافق هذه الإستراتيجيّة مع التركيبة الإجتماعيّة والخصائص الثقافيّة لهذه المجموعة البشريّة أو تلك . وبهذا المنطلق نضمن أن تكون الإستراتيجية منسجمة مع الواقع الإجتماعي ومستوعبة له وفي الأغلب موجهّة له بإتجاه الأهداف الكبرى المرسومة وبدون ذلك تكون الإستراتيجيا مجرد يوتيبيا لا وجود لها إلا في بعض النتاجات الأدبية والفكرية وهي كثيرة إلى أبعد حدّ في التراث البشري .

لكن هل نملك نحن في واقعنا العربي والإسلامي والثالثي إستراتيجيّة حتى نضع أنفسنا ها هنا في موضع المقارنة مع الآخر الذي نعني به الكتلة الغربيّة على وجه التحديد !

ولماذا يستمر الفكر العربي وحتى الإسلامي ويسترسل في التركيز دائما على الثنائيات من قبيل الأصالة والمعاصرة , النقل والعقل , النص والإجتهاد , التعريب والتغريب , السلفيّة والتنوير , الإسلام والعروبة , ووصولا إلى استراتيجيتنا واستراتيجيتهم أي نحن والأخر ! ألسنا في ألفية العولمة و القرية الكونية وذلك يستوجب إلغاء الخصوصيات و ما به تتحدد الهويّة وإذا كنا بلا استراتيجيّة فلا بأس بالاقتباس مادام العقل العربي والإسلامي تعطلّ مع رحيل أبي علي بن سينا !!

وكل هذه أسئلة نسمع صداها هنا وهناك في خطّ طنجة – جاكرتا . مبدئيا عندما نعمل النظر في خارطتنا جنوبا و في خارطتهم شمالا نستكشف مجموعة لا حصر لها من الملاحظات منها –

1- كل التراجع في خط الجنوب وكل التقدم في خط الشمال .

2- ثمانون بالمائة من البشر يقطنون في خط الجنوب وعشرون بالمائة في خط الشمال .

3- جنوب مستهلك و شمال منتج .



4- أغلبية خط الجنوب تعيش في خضم كل المعضلات البشريّة التي عرفها الإنسان منذ وجد على هذه البسيطة , وأقليّة في الشمال تتمتع بكل ملذات الدنيا .

5- أغلبية في خط الجنوب تعيش وفق لهجات لا علاقة لها بلغة التقنية ,و أقلية في خط الشمال نسيت لغتها – إستخدمنا لفظ النسيان تجاوزا و إلاّ فهي تعض بالنواجذ على لغتها- و تفاعلت مع لغة الأرقام المنتجة والتي بفضلها تحولّت الطبيعة ومواردها إلى بضائع تسوّق إلينا بالعملة الصعبة .

وما إلى ذلك من المفارقات بل المتناقضات التي لا يمكن إيجازها في هذا السياق وكل ما جئنا على ذكره يكشف عن فعّالية إستراتيجيتهم و نكوص استراتيجيتنا بين قوسين .

لكن أليس إستراتيجيتهم تهدف إلى بناء حضارة يستفيد منها بنو الإنسان ! أليس القبول بإستراتيجيّة الآخر المنتصرة أمر لابدّ منه ! لكن ما هي معالم إستراتيجيتهم و معالم إستراتيجيتنا !

عندما يمعن الإنسان الباحث النظر في آلية عمل الحضارة الغربية يدرك أنّ هذه الحضارة لم تنطلق من فراغ بل إنهّا وصلت إلى ما حققته بعد جهد مستفيض في كافة المجالات . فإذا أخذنا المثال السويدي نجد أن السويديين يقدسون العمل أيمّا تقديس , ويردد السويديون بإستمرار عبارة العمل هويتنا والهوية عملنا . ويضاف إلى ذلك حب غير طبيعي للعلم والإستكشاف والمعرفة , و تصرف الحكومة السويدية مبالغ خيالية على العلم والتعليم في نفس الوقت , وكل المجالات مفتوحة للراغبين في التحصيل العلمي , بل إنّ الحكومة تدفع للطالب راتبا شهريا وتفتح له كل المجالات للتحصيل العلمي حتى إذا أراد هذا الطالب إكمال دراساته خارج السويد .

فالعلم والعمل هما جناحا الإستراتيجية الغربية , وهما سببا التطور و النقلة النهضوية التي نراها في الغرب , وللأسف الشديد فإنّ القيمتين المذكورتين تراجع رصيدهما في واقعنا العربي والإسلامي الأمر الذي أدىّ إلى إختلال التوازن في كل المجالات وربما تصحيح الأمور في واقعنا يتم بدءا من إعادة الاعتبار للعلم والعمل على السواء .

والملاحظ أنّ هذا الإنتصار الحضاري للكتلة الغربية بات مقرونا ببعد إيديولوجي يراد تعميمه على واقعنا العربي والإسلامي , ويخشى أن ينتهي بنا المطاف على الأمد البعيد إلى فقدان الإستراتيجيا و الإيديولوجيا على حدّ سواء , فنبقى مهيضي الجناح نتفرّج على غيرنا وهم يصنعون الحاضر والمستقبل , فيما نكتفي نحن ببعض الإنجازات التاريخية والماضيّة



 
المذهبية المقيت

يبرع العالم الإسلامي في إعادة إنتاج نفس الأخطاء التي كانت السبب في خروجه من دائرة التأثير الحضاري و الفكري والسياسي , ولم يتمكن المشرفون على الدعوة و الإصلاح من الخروج من تأثيرات الطقوس التاريخية و الأجواء التاريخية السلبية التي يراد إستصحابها على الراهن لتكون قاعدة وعنوانا للتعامل مع الآخر المسلم أو غير المسلم ..

و العودة إلى الماضي السلبي و التاريخ الأسود الطائفي والمذهبي حال دون بلورة توجه عقلي معرفي يخطط للمستقبل على قاعدة النهضة يصنعها الجميع وليس طائفة دون أخرى ..

وقبل الحديث عما جنته الطائفية و المذهبية على أمتنا لا بأس بالتذكير ببعض البيديهيات في الخطاب الإسلامي و التي يتوافق عليها الجميع , و منها أن الخطاب القرآني – و الكل يجمع على قطعية صدوره من المشرّع – موجه بشكل كامل للإنسان , و أهل الإيمان و الإسلام , " يا أيها الإنسان " , " يا أيها الذين آمنوا " , و لم تخصص أي طائفة أو ملة أو مذهب بالنداء القرآني , و الأصالة للقرآن , و المذاهب تأسست بعد إكتمال الإسلام , فالحجة للقرآن و ليس للمذاهب ..

و لم يرد في القرآن الكريم ما معناه , يا أيها الشيعي , يا أيها السني , يا أيها المالكي , يا أيها الحنفي , يا أيها الجعفري , يا أيها الحنبلي , يا أيها الزيدي , يا أيها الإباضي , يا أيها الشافعي , يا أيها الإسماعيلي , يا أيها الأشعري , يا أيها الظاهري , يا أيها السلفي , يا أيها البهري .....

وما إلى ذلك من التسميات و المصطلحات التي فاقت الألف كما ورد في كتب الفرق بين الفرق للأسفراييني البغدادي و الملل والنحل لإبن حزم الأندلسي و الملل و النحل للشهرستاني وفرق الشيعة للنوبختي و غيرها ...

و كل هذه التسميات ظهرت في المشهد الإسلامي بعد إكتمال نزول الوحي و موت رسول الإسلام – ص - . و مع بداية تأسيس المذاهب والفرق فإن كل فرقة أخذت من القرآن ما يقوى موقفها و يشرعن أيديولوجيتها , فهذه الطائفة إعتبرت أن هذه الأية تخصها , و أن هذا القول النبوي يشير إليها فهي إذن على الحق والبقية في النار , و هكذا دواليك مع كل فرقة , و لم يصبح القرآن قاعدة ينطلق منها لصناعة الإبستمولوجيا الإسلامية و المعرفية الربانية بل أصبح منطلقا للتأكيد على أحقية هذه الفرقة أو تلك , و لذلك فإن كل فرقة تكفّر الفرقة الأخرى بموجب آية قرآنية , و هذه الطائفة تكفّر الفرقة الأخرى بموجب آية أخرى , و يحدث أن هذه الفرقة تفهم مدلول الآية بهذه الطريقة و فرقة أخرى تفهم الأية بطريقة معاكسة تماما ...

و الواقع أن إتهام بعض المفكرين قديما وراهنا بالخروج عن النص هو محض إدعاء , لأن أول من أهان النص وتجاوزه وإستغله لأغراضه الطائفية و المذهبية كان الفرق وأصحابها , و قد عمق الحديث الذي إعتبره البعض ضعيفا - ستنقسم أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة – من حالة الشرخ في العالم الإسلامي , و كان الشيخ محمد عبده يقول أصل الحديث كلهم في الجنة إلا واحدة أي طائفة الشرك و التي هي وحدها ستدخل النار ...

و قد أدى الفكر المذهبي البغيض إلى تناحر المسلمين و تقاتلهم و إنعزالهم و كان البعض يفتي بحرمة تزويج من يتبع هذا المذهب وذاك , و هكذا ضاع العقل الإسلامي بالكامل , فمنذ عصر الملل و النحل و الشروخ المذهبية كان العقل الإسلامي يتفنن في تبيان حق هذه الطائفة وصوابها , و ثغرات الطائفة الأخرى , و سقط العقل الإسلامي في متاهات المذهبية المقيتة , و قصرّ في مجال الإبداع المعرفي في مجالات العلم الأخرى كالسياسة و الإقتصاد و الفقه و آليات بناء الدول نظريا ومعرفيا , و هذا ما يفسر مناطق الفراغ الكبيرة جدا في الفكر الإسلامي اليوم , حيث شعار كثير من الحركات الإسلامية هو إقامة دولة إسلامية , و هي لا تعرف كيف تسيّر بلدية , فماذا عن الدولة , بالإضافة إلى النبوغ في ثقافة العناوين و الشعارات , الإقتصاد الإسلامي , الفلسفة الإسلامية , الدولة الإسلامية , لكن أين المصاديق الفكرية لمثل هذه العناوين ...

ومنذ مئات السنين و النتاج المعرفي الإسلامي قائم على قاعدة : إن قالوا قلنا , و إن ذكروا ذكرنا ..والأكثر من ذلك فإن بعض الطوائف ترى الحق في معاكسة ما تذهب إليه هذه الطائفة أو تلك , و الحق هو العمل بخلاف ما تعمل به تلك الطائفة .

و كان من نتائج المذهبية أن القرآن سخرّ لخدمة الطوائف بدل أن يكون قاعدة لإنتاج معرفة لعموم المسلمين , و السنة النبوية أولّت إلى أبعد الحدود , و هناك من يقبل حديثا إسرائيليا – رواه يهودي مشبوه – على رواية رواها محدث من طائفة أخرى , و للإشارة فإن اليهود إخترقوا العقل الإسلامي من أيام المدينة المنورة , و أضيف إلى هذين الأمرين تدخل السلطات الأموية و العباسية و وصولا إلى العثمانية و الصفوية في إنتاج إسلام وفق الطلب , تماما كالذي نشاهده ونسمعه ونعايشه اليوم : الإسلام السعودي و الإسلام الإيراني و الإسلام الأوروبي كما يطرحه حفيد حسن البنا طارق رمضان , و لكل إسلامه , و المطلوب ثورة فكرية حقيقية تعيدنا إلى الإسلام الحقيقي , إسلام الوحي , الإسلام الذي نزل على رسول الله - ص- والذي يوحد بين جميع المسلمين من طنجة و إلى جاكرتا .....وللبحث بقية .

الاخلاق والاذواق


العقل الباطن هو العامل المهم في تكوين الأخلاق والأذواق . وذلك لأن العقل الواعي هو عقل المعرفة والتجربة والبرهان، اما العقل الباطن فهو عقل العقيدة.

ان المعرفة المنطقية لا تحدث الاّ اضعف العواطف. بل هي تكاد تكون معدومة العواطف اذا قيست بالعقيدة التقليدية التي تبعث في النفس اقوى العواطف.



ان العواطف هي المحرك للأخلاق والباعث على النشاط. ويكفي ان يلقي الانسان نظرة على القبائل العربية التي عاشت دهورا طويلة في صحراء جزيرة العرب لم يسمع بها احد زمن الجاهلية، حتى فارت فورتها الهائلة عند بزوغ فجر الاسلام، متجهة باتجاه الدول المجاورة. كل ذلك حدث بقوة العاطفة الدينية التي اوجدتها العقيدة.



وكذلك الذوق ينشأ و يتكون في العقل الباطن. فنحن نحاكي من حولنا العادات، ونقتدي بأقرب الناس الينا، نرى مثالها يتكررامامنا كل يوم. ونؤمن بالدين الذي نلقنه في صغرنا. ونلبس لباس العصر الذي نعيش فيه. ونأكل اطعمته على الطريقة التي نراها في غيرنا ونحن صغار. فكل هذه الشؤون انبثقت من العقل الباطن .



وللمركبات تأثير كبير في الأخلاق. ومركب النقص كثير الانواع. فقد يكون اصل الوقاحة في احد الاشخاص هو شعوره بنقص ما في رجولته، فيعوض هذا النقص بوقاحة الكلام او اثارة المشكلات و التحرش بالناس، خاصة بجنس النساء . وذلك بهدف احداث التوازن في نفسه. واحيانا نرى الفتاة التي تقدمت في السن، ولم تتزوج، تبالغ في الحياء والأحتشام. هذا لأنها تحس ان كرامتها الجنسية مهانة. فهي تعمد الى هذه الدعوى بأنها لا تفكر البته في المسائل الجنسية. وانها تستنكر كل ما يوهم بالتعارف الجنسي.



ويعزو الأديب الفرنسي – اناتول فرانس – اندفاع نابليون بونابرت الى الحروب والفتوحات الى ما كان يحس به الامبراطور من نقص في رجولته. قوله : كان هذا الرجل قليل الرجولة. وما على المستطلع الاّ ان يقرأ تقرير الأطباء الانكليز الذين شرّحوا جثّته. فقد تولتهم العجب من المنظر الأنثوي لجسد نابليون. وما كان طول حياته يعبأ بالنساء. وانما كان يعشق امرأة واحدة فقط هي الحرب. فهو كسائر الجبابرة الطغاة سلب الدنيا راحتها.



اتعرف لماذا وضع جان جاك روسو الفيلسوف الفرنسي الشهير كتابه (العقد الأجتماعي) لأنه كان ساخطا على الدنيا، يريد ان يشعل النار في كل مكان ويحرك اذهان كل شعوب الارض. وكذلك الخصيان في الشرق فانهم هم الذين اوجدوا كل هذه الثورات. ومركب النقص هذا في نابليون وجان جاك روسو جعل كلا منهما نابغة ، بل عبقريا .



فخلال السنين الأولى من حياة الطفل تغرس في عقله الباطن استغراضات تلازمه طيلة حياته، فهي تطبع ذوقه وتصوغ اخلاقه. فالطفل الذي يخشى أباه يخاف جميع الناس عندما يشب. ويبدو هذا الخوف في هيئة حياء وخجل كلما واجه رجلا غريبا يشبه والده.



وقد تحدث حوادث في الطفولة تجعل الطفل عندما يكبر يكره اشياء كثيرة لا يكرهها عامة الناس. مثل ذلك مثل الشاب الذي نشأ على كراهة التبغ، منذ سن الطفولة. لأن خادمه الذي كان يكرهه، كان يدخن اعقاب السيجاير المتخلفة من الضيوف. او ذلك الرجل الذي يخاف ويكره القطط لأن قطا قد اغار عليه وهو طفل افزعه وخطف ما كان في يده .



يؤدي احيانا النزهة القصيرة في الريف وما يلازمها من سرور، سببا في ان ينشأ الطفل وهو يحب حياة الريف. وقد يبدد امواله في قرية بعدئذ، بدلا من ان يستثمرها في المدينة . وكذلك الفتاة التي تستحسن من كان على صورة والدها، كما نشأ الفتى على استحسان من كان في صورة امّه. وحتى الطفل الرضيع، ينظر الى امه نظرة جنسية ضعيفة باهتة توازي في حسّه لذة الحليب. ويغار من ابيه عليها. فتنطبع صورتها في ذهنه. وتلعب هذه الصورة في مخيلته عندما يبلغ سن الرشد ويحين الوقت لأختيار زوجته. وكذلك الفتاة، فأنها وهي طفلة تغار من امها على ابيها وتنشأ على استحسان صورته.



والأخلاق والأذواق تتسرب الى العقل الباطن ايام الطفولة الاولى في البيت وبعدها في المدرسة. ولذلك فإن البيت مكان التربية، والمدرسة مكان التعليم. فشأن المدرسة ان تغرس في العقل الباطن للطفل مجموعة من المعارف . لذلك لا يستطيع التعليم ان يغير الاخلاق. فالمعارف المنطقية العلمية تحدث في النفس عواطف تدفع باتجاه مسلك خاص. وقد يكون اثر الصحيفة اليومية اكثر نفعا في صوغ الاخلاق والاذواق من المدرسة. لان في الصحيفة مبدأ التكرار الذي يغرس العقيدة في النفس ويحيلها الى عاطفة تعمل وتحرك الأرادة التي تنتهي بالفعل.



ولذلك فمن العبث ان نعلم الاخلاق عن طريق الكتب. فنقول للصبي مثلا يجب ان تكون صادقا كي يحترمك الناس، او يجب ان لا تتزوج اكثر من امرأة واحدة. فإن الاخلاق الفاضلة عادات يتعودها الانسان منذ عهد الطفولة من البيئة البيتية. وهي ليست معارف تحتاج الى برهان. وانما هي توحى الى العقل الباطن عن جملة وسائل.



وقد ادرك الاتراك زمن مصطفى اتاتورك مغزى هذه الحقيقة، فتركوا الطربوش واتخذوا القبعة مكانها. لان المحاكاة من الشروط الاساسية في الايحاء. فإذا حاكى التركي الاوربي في لباسه، حاكاه ايضا في اخلاقه. فينبذ عن نفسه التواكل الشرقي ويعمد الى العادات الاوربية ويصطنعها. فتنتشر حضارة جديدة في البلاد لا تجد مقاومة.

وقيمة اللباس في الايحاء واضحة عندما نتأمل الفرق في الاخلاق بين أخوين احدهما شيخ والأخر افندي , او حين ننظر الى السوري المتفرنج الذي يلبس القبعة والسوري الذي يلبس العمامة . فكلاهما من سلالة واحدة ولهما سحنة واحدة ولكن شتان ما بينمها في السلوك الأخلاقي .



واذا تأملنا سلوك الناس. وقفنا على البواعث التي تبعثهم على غير ارادتهم الى التفوه بالفاظ لم يقصدوها. او التحرك بحركات تبدوا لنا سخيفة. او اتخاذ لباس خاص او نحو ذلك. فهناك نيات مكبوتة في العقل الباطن تفلت احيانا خارج ارادتنا. وقديما كان الناس يتوجسون من الغلو في التعبد وذلك لان هذا الغلو ينطوي على غلو آخر في الاستسلام للشهوات. ومن اغرب ما يثبته التاريخ ان الرهبانية تفشت في العالم المسيحي خاصة في اوربا بعدما تفشت الرذائل والموبقات واطلق الناس شهواتهم من معاقلها. كما انه ليس من مجرد الصدف ان يقوم المماليك، رجال الحكم في مصر ببناء ابهى وافخم المساجد الاسلامية في القاهرة، مع انهم كانوا يقضون لياليهم الحمراء في اجواء نتنة من الموبقات متسمة بالفُجر والمجون حافلة بالمفاسد الاخلاقية.


العشق و عواطفه 


لم يؤثر في اعماق النفس البشرية من عاطفة انسانية كعاطفة العشق. فقد تشتد حتى تصل بصاحبه الى الانتحار. او قد تبلغ الغيرة فيه، وهي وجهة اخرى من وجهات العشق الى ان تدفعه الى ارتكاب جرية في سبيل معشوقه. وليس بين العواطف ماهو اكثر تعقيدا من العشق. ففيه نرى الانانية في اوسع صورها, مثلما نرى روح الامتلاك في ابشع حالة، حتى ليظن العاشق ان محبوبته هي ملكا صرفا له يتصرف به كيفما يشاء. كما نرى الايثار والتضحية تصل حدا بحيث يعد المحب نفسه خادما لمحبوبته. يضحي في سبيلها كل غال ونفيس.



والمتتبع لتطور العشق في الحيوان يرى فيه مثل مايراه في تطور الانسان كيف ابتدأ من ظهور الحواس البسيطة الى ان انتهى بهذه المعاني المركبة التي نسميها العقل. وهي التي ترتفع احيانا حتى تكاد تفشل اية محاولة لتحليلها. وكذلك الحال في العشق, نرى فيه من معاني الاثرة والايثار ومن ادراك صور الجمال والقبح ما يصعب علينا رده الى تلك الظاهرة الجنسية البسيطة التي نراها في احط الاحياء.



فالحيوان والنبات لم يكونا قبل مئات الملايين من السنين، في بدأ ظهورهما انثى وذكر، انما ظهر الجنسان بعد حقبة طويلة جدا من الزمن. ولكن التلاقح لم يكن يحصل بأتصال الجنسين, وانما كان الذكر يفرز خلاياه التناسلية في الماء مباشرة فتلتقي عن طريق الصدفة بالبيض الذي فرزته الانثى ويحصل التلاقح . وفي مثل هذه الحالة لم يكن ثمة مجال للعشق او الاحساس بوجوده .



وهناك بعض الحيوانات كالحلزون والسرطان يحتوي كل منهما , كما يحتوي بعض النباتات كالذرة والقطن على خلايا الذكر وبيوض الانثى التناسلية مجتمعة. وهنا ايضا ليس مجال للعشق او الحديث عنه، . وانما تبدو بوادره عند اتصال الجنسين، وعندما يبحث كل منهما عن الاخر. فهنا تبدأ معاني الجاذبية و الجمال، ترتقي متساوقة مع معاني العشق.



ومن هنا يلاحظ القارئ الكريم ان حقيقة الجمال تتطور مع تطور الاحياء. فنحن نتحسس صفات الجمال بجميع حواسنا، خاصة حاسة السمع والبصر. لا كما يتحسسها الكلب الذي يستند الى ما تلهمه اليه خياشيمه عند بحثه عن الانثى. وهذا القول يصح ايضا عن الحشرات والحيوانات الدنيا او بعضها, لان الاحساس بالجمال يرجع اصله الى عاطفة العشق مهما تجرد هذا الاحساس لدى الكائن الحي. فقد يكون سبيله الى الادراك الفعلي حاسة البصر او حاسة السمع او الخياشيم او حتى الجلد وحده . فنحن على قلة اعتمادنا على حاستي اللمس والشم لا يمكننا ان نستجمل امرأة مهما تكن حسناء، لو كانت خشنة الملمس او كريهة الرائحة.



والغريزة الجنسية لدى الكائن الحي، اصلُ الاشياء, فهي اصل الصوت الذي لم ينشأ الاّ لأهتداء الانثى الى الذكر او بالعكس. وهي على ذلك اصل اللغة والغناء, وهي اصل روائح المسك والزباد في الغزال والقط . ثم هي فوق ذلك كله اصل تكوين العائلة البشرية.



فإذا نظرنا الى علم الاحياء, وجدنا ان بذرة الجمال وما يربطه بالعشق حقيقة ظاهرة ملموسة. فطيور الذكر مثلا لا تتطوس للآنثى ولا تعرض عليها محاسن جسمها ورشاقة حركاتها ورونق ريشها وحلو اصواتها وجمال طلعتها الا وقت التلاقح. وهي اكثر ما تغني وتنشد في هذا الوقت بالذات. مما نفهم منه ان جمال الريش والصوت انما خلقا الحاقا بالغريزة الجنسية. وهذا ثابت في اكثر الطيور بدليل ان ريشها يضمحل وصوتها يخبو تدريجيا حتى ينقطع، عقب اخصائها.



واوجه الشبه بين عشق الانسان وعشق الحيوان كثيرة , حتى ما يخرج منها عن المألوف ويشذ عن الطبيعة فمن الناس من يقتصر على امرأة واحدة في الزواج, ومنهم من يتزوج اكثر من امرأة. وكذلك الحال في عالم الحيوان، فالكركدن وقرد الاورنج اوتان كلاهما لا يتزوج الا واحدة مدى حياته. وارقى الوان العشق واغربها نجدها في اللبونات والطيور, اقرب الاحياء الينا في سلم التطور. ( طبقا لنظرية داروين ) فهنا نجد مثلا جوهر صفة الوفاء يتجلى في بعض انواع الطيور، فيموت الطير الذكر أسى وغمّا , اذا اخذت منه زوجته.



ومن غرائب الطبيعة ان نلمس احيانا اثارا الشذوذ الجنسي في الطيور . ففي وقت التلاقح نرى الانثى المستذكرة انها تقفز بعد ان تتم عملية التلاقح الى ظهر الذكر, وتبقى واقفة عليه برهة كأن التعارف الجنسي لا يتم الا بذلك.

وكذلك تختلف عواطف الرجل والمرأة في العشق. ولكن هناك ايضا كثيرا من المشابهة بينهما. بدليل ان بعض الصفات الجنسية تنتقل من المرأة الى الرجل وبالعكس. ففي صدر الرجل الثدي الذي يشبه ثدي المرأة. وفي المرأة ينبت الشاربان احيانا. وبديهي ان هذه الصفات المتعلقة بالجنس لا تظهر الا ووراءها صفات ذهنية عصبية. وعلى هذا يمكننا القول ان في كل رجل شيئا من الاستئناث وفي كل امرأة شيئا من الاستذكار .



ولكن هناك وجوها عامة للخلاف في عشق الرجل وعشق المرأة . فالمرأة تستحسن من الرجال على وجه العموم الرجل الطويل. والبنية القوية. والصحة الجيدة. والرجل يحب من النساء، المرأة الهيفاء والبطن الضامر والخصر النحيف والملامح المتناسقة.



هذا بشكل عام, بحيث يشترك البشر من جميع الاجناس في العالم في معايير معينة طبقا لمزاجها و بيئتها وظروفها الاجتماعية الخاصة بها, تتباهى بها وتبدي حبها واعجابها لها عبر اقامة حفلات طرب بهدف اذكاء جمال المرأة وتضخيم مشاعرهم نحوها.

ولو شاء القارئ الكريم ان يستوضح الموضوع اكثر، عليه ان يقرأ ما كتبه الشاعر الفذ نزار قباني بهذا الخصوص:



سؤآل الى الله

------------

ياإلهي !

ما يسمى ذلك الحبُ الذي ظل دهورا ودهورا - يختفي الطاغي ويُفنى الظالمينا –

ويُذّلُ الأقوياء القادرينا – ويذيب البسطاء الطيبينا –

كيف يغدو شَعرُ من نهوى سريرا من ذهب ؟ - وفم المحبوب خمرا وعنب –

كيف نمشي وسط النار – ونلتذّ بألوان اللهب ؟ - كيف نغدو .. عندما نعشق ..

اسرى، بعدما كنا ملوكا فاتحينا.



يا إلهي !

ما نسمي ذلك الحب الذي يدخل كالسكين فينا – أنسميه صداعا ؟ - ام نسميه جنونا ؟ كيف يغدو الكون في ثانية – واحة خضراء .. او ركنا حنونا - حين نغدو عاشقينا.



يا إلهي !

ما الذي يحدث في منطقتنا ؟ - ما الذي يحدث فينا ؟ كيف تغدو لحظة الشوق سنينا – ويصير الوهم في الحب يقينا – كيف تختل اسابيع السنة ؟ كيف يلغى الحب كل الأزمنة ؟ - فيصير الصيف يأتي في الشتاء – ويصير الورد ينمو في بساتين السماء – حين نغدو عاشقينا

.
يوميات جحش

تراه ينهق بحب الأرض التي توفر له مسكناً، وحب الطبيعة التي توفر له مأكلاً ومشرباً. هو حمارٌ لا ينسى أن يأكل قبل أن يمضي لعمله وجبة خفيفة تقويه على أداء عمله فهو يأكل ليعيش ليس كمثل بعض حمير البشر الذين يعيشون حياتهم ويجدون ويكلون كي يأكلون. يتناول وجبة كي يتقوّى بها على عمله لا لكي تنفخه، فهو لا يبذر أو يبذخ أو يبالغ في طعامه مثل ما يفعل بعض حمير البشر. هو حمارٌ وطنيٌ مجّدٌ في عمله ويسير مع راعيه حيثما يريد ويلتزم بقواعد السير والسلوك إلا إذا كان راكبه ليست لديه وطنية فيضطر دون إرادته أن يسير معه لأشياء لا يحبذها. هو حمارٌ خلقه الله بعقل بسيط يفهم فيه ما يحتاجه فتعلم فيه كيف يعمل فتراه يعمل ما يفهم وما يحتاجه وأما من خلقه الله بعقل كبير ومتطور ولأجله هو انسان فتراه في أحيانٍ كثيرة لا يعلم ولا يتعلم ولا يحب أن يعلم ويتعلم وربما يسير وفق شهوته لا عقله وتراه يعمل ما لا يعلمه ويسير بحياته وفق مبدأ ومنهج لا يفهمه.

الحمار حيوان أليف وطيب القلب وصبور ووطني وليس متوحش وقاسي القلب وحانق وخائن مثل الكثير من حمير البشر. هذا الحمار المكنى (أبا صابر) حيث الصبر فضيلة لم يرقى لجمالها قلب ولا لعظمتها عقل من كثيرٍ من قلوب وعقول حمير البشر، حيث الصبر يعطي مجالاً للعقل أن يفكر بعمق وتدبر ويرى الأمور بوضوحٍ أكثر وفهمٍ أعمق حيث الصبر للبشر من المفترض أن يكون عز صبر الأحرار لا ذل خنوع العبيد.

يتخذ الحزب الديمقراطي الأمريكي من الحمار رمزاً له دلالة على الصبر. يشتهر الحمار بعناده، لأنه يستعمل حدسه الطبيعي للبقاء، فمن الصعب إرغام أو تهديد حمار على فعل شيء ما ضد رغبته، ليس كمثل بعض حمير البشر الذين ترغمهم الظروف والحياة ولقمة العيش أو حتى الرغبة والكراهية أو أسباب سياسية وطائفية على فعل أشياء لا يريدونها فتراهم مسيرون لا مخيرون. في الدراسات العلمية حوله، يظهر فيها الحمار ذكياً، حذراً، حميماً، لعوباً، ومتعلماً متحمساً، قليل العصبية لطبيعته الهادئة. تكفي ثقة الحمار بصاحبه لكي يكون المعين المخلص، كما تسمح بريطانيا (مثلاً) ببقاء الحمار (فقط) من بين جميع الحيوانات، طليقا في حدائقها، في الوقت الذي تغص فيه السجون بآلاف المجرمين والقتلة واللصوص، وتمنع بريطانيا (نفسها) دخول الالاف إليها لأسباب أمنية وأحياناً سياسية وطرد غيرهم للأسباب ذاتها.

يتواجد حاليا 44 مليون حمار في العالم (حسب إحصائية)، عاشوا بسلام تام قرب مجتمع المليارات البشرية التي تتقاتل على كل شيء ولأي شيء بحروب دينية وطائفية وقبلية وإستيطانية وإحتلال وبحروب سياسية ومخابراتية وإقتصادية وحروب أنظمة الحكم والأنقلابات. لا زال الحمار حيواناً حضارياً يستعملوه في أعمال أجداده قبل الاف السنين، قبل 6000 سنة، النقل أهمها، والزرع، وإخراج المياه، ويعتبر الحمار رفيق المهربين، تهريب بنزين، أسلحة أو مواد غذائية، صفاته الحمار المذكورة تساعدهم كثيراً، فهم يستغلون طيبة الحمار الحيوانية لأغراض إجرامية بشرية...!!

أبو صابر صابر على غباء بعض حمير البشر ويتحمل على مضضٍ وهو ينظر كل يومٍ تصرفاتهم فهو لم يألف حمار يقتل حماراً أو يقطع رزقه أو يهدد حياته أو يشعر أهله وجيرانه بالخطر لأي سبب ديني وعرقي وسياسي أو يسرق قوت غيره ليشبع نهمه أو مثلاً يوّقع كبير الحمير صفقات فاسدة ومشاريع تافهة فيدمر من خلالها ميزانية الحمير وحياتهم ومن ثم يساهم بتخلفهم وتردي حالهم...!! ولم يألف الحمار أن يرى حميراً تتحارب مع أبناء وطنها وجلدتها لغرض طائفي وقومي وحزبي، أو تسيّره هو وجماعته الحزبية والسياسية أنظمة ومخابرات دول أجنبية وفق ما يتوافق مع مشتهيات ومصالح تلك الدول وتنهق معهم لإعلاء تلك السياسات والألاعيب جماهير ومظاهرات ووسائل إعلام مسيسة حيث تراهم جميعاً ينهقون مع كل ناهق...!!

لا يفعل الحمار ذلك أبداً، مثلما يستمر بغباءه ويفعلها الكثير من حمير البشر. يعرف الحمار النظام ومتقيد به وملتزم بعمله، ويفهم ما يريد منه أستاذه، ليس كمثل بعض حمير طلاب المدارس الذين يتعب على تدريسهم المدرسين والنتيجة أن لا يفهم كلمة، فبالهم مشغول بدواهي وسواهي ومغريات الدنيا بتلفازها وأنترنتها وبنينها وبناتها وبالهواتف النقالة ودواهيها، وبالغراميات وسواهيها حيث ليس للحب هذا السلوك بل للضحك على الغير والأحتيال.

السبب أحياناً في المدرسين فمنهم من لا يؤدي عمله على أكمل وجه ولا يجتهدون ويتعبون أنفسهم ليؤدوا واجباتهم بصورة صحيحة ومميزة. يمضي أبو صابر بطريقه مؤدباً لا يعاكس أتاناً (إنثاه) تلاقيه ليس كمثل بعض شباب حمير البشر ولا ينتظر دوام مدرسة البنات ليعاكسهن، مع ضحكات مغرية من بعضهن من طرفٍ خفي تمزق ستار الحياء، تشجعهم للرجوع في اليوم القادم...!! لا يوجد عند الحمير لا دور ثاني ولا ثالث فالحمار يؤدي عمله على أكمل وجه من الدور الأول ليس كمثل طلابنا الذين ربما سيكون لهم دور رابع في السنة القادمة أو ضربات جزاء ترجيحية لإرغامهم على النجاح. أصبح الكثير من طلبة الجامعات مشغولون بعروض أزيائهم وتسريحاتهم أكثر من دراستهم ومطالعتهم والتفكير بالأبداع والتميز فبالملابس هم متميزون، فالحمار رغم أنه عارٍ ليس لديه ما يلبسه ولكنه مستور الحال ليس كمثل بعض الطالبات السافرات والمحجبات اللاتي لا يسترهن ما يلبسن بل يزيد بوسائل إغرائهن أكثر والطالب لا يفقه من المحاضرة شيئاً فـ(البلاوي) أمامه تتفجر...!!

لا تهم أبو صابر الملابس كثيراً فهو ليس كمثل بعض شبابنا المهووسين بالملابس وتغييرها على الدوام حتى أصبح من الصعب علينا أن نميز بين الجنسين في بعض الحالات. أصبح شغل الكثير من الناس مباراة كرة قدم، ولا يهمهم لا العمل ولا الدراسة ولا الأخلاق، فالآباء يوفرون المعيشة والمصرف اليومي للأطفال والشباب وكثيراً ما ينسون تربيتهم والسهر على تعليمهم وتأديبهم ومراقبة تصرفاتهم والشلة التي يمشون معها ولكنهم لا ينسون السهر على نشرة الأخبار والمسلسلات والأفلام والتقارير، فتراهم محللين سياسيين وخبراء ستراتيجين وحتى صار الحوار السياسي غالباً ما يكون محل نزاع لا محل نقاش...! في الوقت الذي يُعلّم أبو صابر أبناءه السبيل الأمثل للعيش، لا الطيش، فهل رأيتم حماراً منحرفاً ومستهتراً ويـ(زاكط) من دون داعي...؟!

أبو صابر يقضي يومه صابراً من بطش راعيه البشري، ولكن للصبر حدود فعندما يطغى صاحبه فلا يبخل عليه برفسه يسميها العوام (زكطة) توقفه عند حده لتجعله يمسك حدوده، فللصبر حدود، ليس كمثل الكثير من حمير البشر الذين يقعون بنفس الخطأ يومياً ويساقون ظلماً لحتفهم وهم أذلة يجرونهم لمستنقع الذل بسلسلة الوهم بعد أن طوقوا أعناقهم بسوار الجهل فصاروا كمثل الذين حُمّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا. أبو صابر يتعلم من خطأه على عكس بعض حمير البشر الذين يكررون الأخطاء والهفوات نفسها، ولم يتعلموا من الحياة تجنب الخطأ وتعلم عدم تكراره وعدم الوقوع بنفس الحفرة يومياً، مما أضطرهم لبناء مستشفى قرب الحفرة لإسعاف من يقع فيها، وتمت مباركة المشروع وصرف الميزانية له، وهتفت بعض الجماهير وهي منومة للمشروع، ولم يفكروا يوماً بطمر الحفرة والخلاص منها بكل بساطة...!!

أبو صابر يحب الأرض بما هي أرض أباء وأجداد وكرامة وأناس كرموها بما عاشوا عليها بمنجزاتٍ ومفاخر، ولا يأبه بالبقع والأشكال الهندسية التي وزعها المستر سايكس والمسيو بيكو في بدايات القرن الماضي باتفاقية (سايكس-بيكو) والتي جعلت العرب والمسلمين (خصوصاً) تتصارع فيما بينهم عليها ويكره بعضهم البعض الآخر (ولليوم) بعدما خلقنا الله أحراراً وبلا حدود. الحمار لا يفقه ما معنى الحدود الجغرافية...!! أبو صابر صاحب نهج يمشي عليه ويفهم الإيعازات والرموز، وهي من المفترض من صفات البشر فكل لبيب بالإشارة يفهم، ولكن بعض حمير البشر لا يفقهون بالشرح المسهب فكيف بالإشارة...؟! يتحمل الحمار لنيل لقمة عيش شريفة، فهو مستقيم بحياته ليس كمثل بعض حمير البشر الذين يأبوا أن يستقيموا فيأكلون في بطونهم ناراً سحتاً حراماً من أموال فاسدة وسيصلونها سعيراً.

أبو صابر علمته الحياة الصبر لنيل الظفر، ولو بملجأ يؤويه وعشب يكفيه والصبر مفتاح الفرج، ولا يؤذي جاره، ولا يخون صاحبه، ولا يعمل شيء هو ليس من اختصاصه، ليس كمثل من تسلم مسؤوليات فـ(صخم وجهه وصار حداد)، وبعد أن ترك الحدادة بقي الصخام على وجهه لم تزيله كل وسائل التنظيف الإعلامية والسياسية والمبالغ المدفوعة للتنظيف فها هو وجهه أسود (مصخم ملطم) من سوء إدارته ومن ضعف قيادته ومن فداحة تصرفه. ابقوا أعزة نفسٍ يا حمير الحيوانات لا كمثل الذليل الخنوع الغبي من بعض حمير البشر. كتب رائد المسرح الذهني الأديب المصري (توفيق الحكيم) رواية عنونها (حمار حكيم)، يروي فيها صداقته له، مع أحاديثه للحمار التي يعتبرها أسهل من كلامه مع البشر.

سيكولوجية القلق


القلق بوجه عام ظاهرة طبيعية تأتينا كلما اعوزنا الأمن او استشعرنا التهديد والمخاطر، او كان هناك من الشر ما نترقبه او نتوقعه. والقلق النفسي ثلاثة انواع:

الداخلي والخارجي والمستثار، اي الذي يستثيره سبب من خارج الشخص الذي يشكو القلق، والقلق الخارجي مرتبط بأسبابه ووقتي بينما القلق النفسي دائم ولا يرتهن بسبب حتى ليبدو وكانه قلق اصيل. فالقلق الاصيل يولد في الانسان وراثيا ينتقل عبر الاجيال ويزداد عند ذوي القرابة الوثيقة.



يفرق العالم الشهير فرويد القلق الى نوعين: القلق الموضوعي اي الذي مصدره من خارج المصاب والقلق الغريزي وهو قلق هائم ترقبا لشر مستطير، انه يرهب الثعابين والفئران او تاتيه اعراض القلق لمجرد تواجده في اماكن مفتوحة او مغلقة او مرتفعة وهذا النوع يكثر بين النساء والمراهقين من الذكور الذين يشكون اضطرابات جنسية. او تصبب العرق بدون ان يبذلوا جهدا او يكون هناك ارتفاع في درجة الحرارة.



كما ان هناك اضطرابات نفسية في الطفولة والمراهقة تدعى القلق الأجتنابي، وهؤلاء يتفادون دخول المناطق المزدحمة، كالتواجد في المصاعد او في الشوارع والأزقة، يقابلها قلق الأنفصال، الذي يتميز في الخوف من الابتعاد عن الأحبة او عن البيئتة التي عاش فيها الانسان، وتتهيئ فكرة الانفصال من ايام الطفولة، عندما كان الرضيع يخشى مفارقة أمّه. وينمو هذا الشعور حتى لتأتيه الافكار بان ابويه ربما يصيبهما مكروه وهما بعيدان عنه ويقلق على مصيرهما. او قد تأتيه المخاوف انه سيضل وحيدا وقد يختطفه احد.

ومن مظاهر هذا النوع من القلق ان الطفل يرفض التوجه الى المدرسة او يتمارض ليبقى الى جوار أمه.



وهناك القلق البدائي، اي اننا عندما نولد نعاني اول ما نعاني الانفصال عن الرحم بالولادة وما يصاحبها، مما دعا بعض الباحثين ان يطلقوا على هذه الظاهرة صدمة الميلاد ويقصدون بها هجمة الاحاسيس والاستثارات، والتي بها نعرف لأول مرة وللأبد، القلق الذي يكون اساسا لكل قلق لاحق، يتولد عنه وينبني عليه. وهذا القلق بدوره يختلف عن القلق الأشاري الذي يتصف كونه يأتينا بمثابة المنبه او المحذر للأنا حتى يستعد للحدث، ومن شأن هذا القلق ان يتقوى به الأنا.



وقد يكون القلق استجابة لأضطرابات اخرى، كالاضطراب الاكتئابي المعقد، اذ يظهر والخوف معه، الخوف على الأنا من الانهيار. كما ان هناك كذلك القلق الهذائي الذي منشائه تحسب الشر من الاخرين والاعتقاد خطا انهم مصدر خطر، ويسمى ايضا القلق الاضطهادي. او القلق الهستيري. والى جانب ذلك عندنا القلق الجنسي الذي يصيب بعض الناس من الجنسين على حد سواء. انهم يخافون من الهزة الجنسية في عملية الجماع وقد يصابون من جراء ذلك بالعنّة. ويلجأ بعض هؤلاء الى الخمر والمخدرات بغية السيطرة على هذه الخشية



واحيانا نتعلم ان ما نخافه ان يكون شَرطيا، فوقوع نوبة القلق خلال قيامنا بأمر ما يجعلنا نكتسب الاستجابة لهذا الامر بالقلق بالتبعية فاذا حدث مثلا وكنا نركب المترو وانتابنا القلق فلسوف تأتينا استجاباته لاحقة كلما وجدنا انفسنا في نفق لا ارتباط بينه وبين النفق الاول وذلك من تاثير ما يقال له التعلم الشرطي. وقد يكون تعلم استجابة القلق بميكانيزم تعميم المنبه. فالمصابة التي تزور جارتها وتشاهد قطة عندها تداعبها فقد تأتيها النوبة فتتجنب من بعد كل القطط ثم كل الحيوانات ذات الفراء.



و مظاهر القلق الاجتنابي تظهر في الهروب للخلاص من الشعور بالقلق، كمن يحمل القرآن معه، وبعض الاطفال يحملون لعبهم معهم، تشعرهم بالامان و ( بطانية الامان ) من المصطلحات الشائعة في علم النفس، فبعض المصابين يتمسكون ببطانياتهم، يحملونها اينما ذهبوا، انها تكسبهم الشعور بالراحة النفسية، ان هذه الادوات لا تزيل عنهم القلق انما تخففه فقط.



ويقوم العلاج للقلق النفسي على تبصير المصاب بحالته بعد الاستماع اليه. وربط اعراضه باسبابها من حياته الخاصة سواء كانت هذه الاسباب ضغوطا خارجية حالية او من ماضيه وتقوية الأنا على نزع الخوف وترقب المصاب بالسوء المرتبط بمواقف معينة. غير ان الخلاص من القلق بالكلية مستحيل وانما يتم التخفف منه وقد نتخلص من نوباته ولكنه يظل مع ذلك قلقا هائما وان كان بسيطا وقد تعاودنا حالات القلق، لكن تتفاوت نوباته زمنيا



ويبدو ان القلق لم يتطرق اليه قبل فرويد سوى الفيلسوف الوجودي (كيركجاري ) الذي تدور ابحاثه حول الطابع التحليلي والقلق الوجودي وهو قلق عام يصاحب اكتشاف المرء لذاته وشعوره بانه حر وتمسكه بالمسؤلية في الاختيار ولعله لهذا السبب يطلقون على هذا العصر الذي نعيشه اسم زمن القلق


آلصراحة وآلإعتراف

لو سئلت: أي اللحظات أحب الى قلبك؟ لقلت انها لحظات الاعتراف والاقرار بما لم أكن أجرؤ على قوله لنفسي في الماضي ولحظة ادراك مالم أدركه فيما مضى من عمري ..ولو سئلت: أي اللحظات هي الأقسى في حياتك؟ لقلت على الفور: أنها لحظة ادراك أنني لم أعترف بما كنت أعرف حين كان يجب أن أعترف.. وقد عشت كلتا اللحظتين في آن معا أثتاء الأزمة السورية والربيع العربي ككل..

>اني أعترف أنني لم أدرك حجم الكارثة التي وصلنا اليها ..ولم تدرك عيناي ضوء الحقيقة الذي سطع حتى زاغ بصري..

لاتستعجلوا ياأصدقائي قراءتي .. ولاتستعجلوا استجوابي ..لأن ماأعنيه ليس انقلابا على آفكاري ومواقفي.. بل هو امعان في موقفي القديم ..موقف لاأبيع فيه ولاأشتري ..

>لن أعبأ بمن سيستهجن ماسأقول، ولن أكترث بمن سيرخي عليّ تهم العمالة والاندساس للنظام ويسترسل في استنتاج أنني أدافع عن القيد والسلاسل ..ومن هنا سأهزّ اصبعي متحديا في وجه أولئك اللاعنين والساخطين لما سأقول .. وسأقول بملء صوتي:

ان سلوك الثورات هو الانعكاس الحقيقي لما يخفيه المجتمع في ثناياه من أسرار تطوره او انتكاساته .. فسلوك الثورة هو اما انعكاس لأزمة المجتمع السوداء .. أو هو انعكاس لانبثاق طاقاته النبيلة وانبعاث الخير من البؤس ..وليس سلوك السطة ولاسلوك الديكتاتوريات هو الذي يعكس أزمة المجتمع لأن سلوكها يعكس أزماتها هي .. كما أن شكل المعارضة هو الذي يحدد أزمة المجتمع وليس شكل السلطة هو الذي يحدد أزمة المجتمع ..لأن السلطة تعكس حالها كمساحة ضيقة من مجتمع عندما تكون متسلطة ديكتاتورية فيما المعارضة التي تدّعي "الثورية" تعكس حال مجتمع كامل واسع بقواه الرئيسية وقيمه وأخلاقياته ومعادلاته..

اني أعترف..نعم اني أعترف

>أعترف انني لست مذهولا من هشاشة الحزب أو الأحزاب الحاكمة وكوادرها بل مصدوم من أن المعارضة ظهرت أكثر هشاشة.. وأن ضمور الحياة السياسية في بلداننا كانت بسبب هلامية وهزال المعارضات التي تذرعت بالقمع .. وأشاحت بوجهها خوفا من اكتشاف الحقيقة في عيونها.. المعارضات التي ظلت مهاجرة في المنافي عقودا لم تتعلم في تلك المنافي كيف تخاطب الناس وكيف تخاطب العقل ..بل تعلمت كيف تخاطب الغرائز ..وتعلمت أن تطيع من لايطاع..

>اني أعترف ..انني عشت في وطن لايقرأ، والمعارضة الواعية لاتنمو في وطن لايقرأ .. ولكن مهلا، ليس النظام من منعنا من القراءة !!.. فأنا قرأت كل النشرات السرية والكتب المعارضة عندما أردت، وكانت متاحة رغم انف كل جنرالات الأمن..لكني عندما قرأت كتب التنوير والتحديات الكبرى كان المجتمع ومثقفوه كلهم يتحولون الى رجال بوليس وضباط أمن يقتادونني الى زنزانة النبذ والاقصاء والسخرية والتعنيف

>واني أعترف ..أنني عشت في وطن كنت أمرّ فيه على المكتبات فلم أجد على بواباتها رجل أمن ولارجل بوليس ولم يسجل أحد رقم بطاقتي ونوع الكتاب الذي سأختار .. ولكني ايضا لم أجد فيها زوارا ولاقراء الا من أتوا ليقرؤوا كتب الطب النبوي وتفسير الأحلام ..

>واني أعترف أنني عشت في وطن فيه أستاذ الجامعة -ان كان معارضا صامتا أو مؤيدا مجاهرا- فانه لايقرأ .. ورفوف مكتبته نظيفة من الكتب الا كتب الأدعية أو كتب "الحزب" ونشرات الدعاية للمنتجات الغربية .. صامت في المؤتمرات العلمية لكنه يخوض في نقاش عن الصحابة وأهل البيت كشيخ فقيه..

.

>وأنا أعترف أنني عشت في الغرب سنوات ولم  تسآلني المخابرات  عما قرأت ..ولكني رأيت الجاليات العربية غارقة في كل شيء في الغرب.. كل شيء ..الا الثقافة..!؟؟

>وأنا أعترف أنني عشت في وطن يهاجر استاذ جامعي ومفكر الى الغرب ليصبح استاذا في اليمنيين ليكتب عن (اغتيال العقل) لا ليوقف اغتيال العقل الذي اكتشفه بل ليقود عملية اعدام العقل بنفسه وليعترف أن أقصى ماتمناه هو أن يكون بيده سلطة ويخرج مالديه من عقد الزعامة ..ورشوة من أمير جاهل قطري..

>أنا لاأستطيع تبرئة سلطة من مسؤولياتها عن أزمات مجتمع اذا مااتهمت بالديكتاتورية .. وهناك أزمة مجتمع في اليمن للسلطة دور ما فيها بسبب تآكل عمليات التطوير المؤسساتي التي ربما تسبب بها الافراط في التركيز على الشأن الخارجي ...ولكن أليس من المفروض أن تعبّر ثورة على الديكتاتورية عن حالة مناقضة تماما، وأن تتصرف على أنها تحل أزمات المجتمع التي خلقها سلوك الديكتاتورية؟؟

انني لاأقبل الثورات فورا لأنها ثورات .. وكما يطلب الثوار محاكمة سلوك الديكتاتوريات واخفاقاتها فليس منطقيا ترك الثورات الناهضة دون محاكمة أيضا .. فالثورات ليست آلهة طاهرة دائما.. كما أن الثورات ككل الاشياء في الحياة قد تكون على صواب وقد تكون على خطأ.. وهي تشبه في حياتنا أشخاصا تجمعنا بهم ظروف خاصة وسيكون من الخطأ قبول صداقتهم وصدقيتهم وتناسبهم مع قيمنا من اللقاء الأول .. كما هو ربما من الخطأ "الوقوع في الحب من النظرة الأولى" والزواج من امرأة نلتقيها أول مرة ترتدي ثيابا مثيرة وتتعطر فيما لانعرف أمها ولاأباها ولا من أين أتت.. لذلك من الخطأ الوقوع في حب الثورة من "المظاهرة" الأولى ..والبيانات الأولى..

الثورة الحقيقية كفعل نافر كنصل السيف الساخن، وكعناق الأخلاق مع الأخلاق، والنبل مع النبل، هي وحدها التي تحمل روح المجتمع الحقيقية التي حجبتها الديكتاتوريات وغطتها ..والثورة هي اندفاع المشاعر النبيلة العارمة في المجتمع كاندفاع مياه بحيرة حبيسة خلف سدود الديكتاتورية نحو عناق الأرض العطشى ...وكاندلاع النار الوهاجة في برد الصقيع ضد حالة غير طبيعية من جفاف المشاعر وتبلدها وتجمدها في مجتمع النفاق الطاغي 

فالكل كان يدور في نقاشه حول مجموعة نقاط مكررة وهي الحرية من حكم الحزب الواحد وانطلاق الحياة السياسية وحكم العائلة والفرد والفساد وكرامة المواطن .. وبالطبع يتم تحميل هذه النقاط ببعض المصطلحات مثل مصطلح 30 عاما والمخابرات والحلول الأمنية ..الخ .. وهذه شظايا حقائق.. ولكن الثورة أخفت عنا الحقيقة الكبرى التي بدت كعصا موسى .. أفعى عملاقة تبلع كل الحقائق الصغيرة ..والحقيقة الكبرى لاتظهر الا عندما نأخذ هذه الثورة الى محكمة الجنايات ونستجوبها .. دون تحامل عليها..

في محاكمة سلوك الثورة وحقائقها نجد أن الثورة اليمنية تصرفت بنفس منطق الديكتاتوريات دون أدنى فرق..ولم تقدم نموذجا يباهي به الانسان فقد صمتت عن القتل والتعذيب وظهر لها حفاتها ومفارزها الأمنية وأقبية التعذيب..وجهاز الاعلام الذي يتصرف كالبوق الممجد للثورة وانجازاتها والذي يبرر كل قراراتها دون ذكر بسيط لنقد بنّاء ومراجعة تضفي على سلوكها صفة "العقلانية" الثورية ..

في محاكمة الثورة سنكتشف الكارثة الكبرى في فرز هذا الشكل الفاسد من المنطلقات والأهداف وهذا النمط المتعفن من الخطاب الذي خلا من الشفافية ولجأ للتهويل ..وأسلوب ألف ليلة وليلة ..فترجم ذلك الى انحراف المجتمع الى عنف غير مسبوق ودموية فاجأت الجميع حتى السلطة.. وفتحت أفواهنا وعيوننا دهشة وذهولا..

كارثة الثورة أنها لم تحمل من أزمات المجتمع على ظهرها الا ماهو مأزوم وظهرت الثورة أنها (ستؤزّم المؤزّم ) وأنها بدلا من حمل الأزمات لترحيلها عن المجتمع قامت بانتشال الألغام من مدافنها السحيقة ونشرتها على الأرصفة واستحال الوطن الى حقل ألغام كبير ..وتجلى ذلك في ظلام سلوكها الذي أضفى عليها مسحة من البشاعة والقبح في هذه النداءات والدعوات الطائفية التي تخفت بماكياج وأصباغ ولبست الأقنعة والألبسة التنكرية، لكن ذيل الشيطان كان يظهر من تحت الملابس .

ووقعت المعارضة في التناقض السخيف فيما قالت انها لعبة النظام الطائفية.. لأن قادة الصف الأول للثورة أصروا على لاطائفيتها، لكن قيادات الصف الثاني ومايليه أسهبت في حديث الطوائف وتوازناتها التي لم تكن تراها منطقية..وماقالته قيادات الصف الثاني ومالمحت اليه جماهيرها في المساجد بشعاراتها واعترافاتها الجانبية الصريحة هو جوهر الحقيقة ..ويبقى خطاب قيادات الصف الأول المنكر للروح الطائفية صالحا فقط للاستهلاك الاعلامي والانشاء الخطابي ومبدأ "التقية" السياسية...وهو مالايمر على النخب اليمنية الناضجة الحالمة بوطن بلا طوائف..

مما يدين الثورة في "محاكمتها" في نظر النخب الوطنية ويجعلها مصدر توجس وقلق، هو كثرة الدعم الخارجي ..وهذا يعكس جهل قادة المعارضة بشكل مخجل لطبيعة المواطن اليمني الذي ينظر بعين الريبة واللاارتياح الى الغريب عن العائلة اليمنية والذي تسود فيه ثقافة (أنا واخي على ابن عمي ..وأنا وابن عمي على الغريب) ..فالثورة كانت تريد أن تكون نزاعا بين ابن العم وابن العم في البيت اليمني فاذا بالغريب يدخل ليلغي الصراع بين أبناء العمومة عن غير قصد ويكون هو الطرف الرئيسي فيه..وهذا جهل بتاريخ الشخصية اليمنية ..


سأمتلك كل الجرأة لأعترف وأقول: ان الحرية غابت عنا ليس بسبب قمعيات دولنا البوليسية كما يردد فلاسفة الربيع العربي .. وكما يختصر بعض المثرثرين القصة كلها .. بل بسبب فشل نخب المجتمع في انهاضه فكريا وتلكؤها عن الاجتهاد وتوقف نمو المعارضة رغم مبررات نموها القوية والتي انشغلت بكل شيء الا تطوير نفسها طوال عشرات السنين عبر برامج ومنهج منطقي مع أن تواجد رموزها في الغرب بدأ منذ عقود ...فظهر نبتها ..شوكيا مريضا..كشجر الصبار لايستفاء بظله..فتمدد ترهل الحياة السياسية وتمدد الجهل ..وتمدد رجال الأمن..وحيث تتراجع الثقافة والمعرفة يتمدد اثنان (الجهل ورجل الأمن)..

بل لنملك شجاعة الاعتراف بأن ضحالة المعارضة وتقزمها قزّم فعل الثورة لأن المعارضة تعاني الجهل البيّن وممارسة الارتجال فأفرزت ثورة عرجاء عوراء ...الحرية غابت لأن المجتمع لدينا أنتج كل شيء الا الحرية والمعرفة وهذا جلي في فشل العملية التنويرية (الذي أفرز هذا العنف والشيزوفرينيا الاجتماعية الدينية) التي هي من واجب النخب المثقفة المحايدة على الأقل التي لاتأثير لأي نظام عليها ان أرادت النهوض بالتنوير والمعرفة فمعظم تنويريي أوروبا وثوارها كانت منصاتهم في عقر دار الحكومات الملكية القاسية ومحاكم التفتيش..

الشعوب التي لاننتج المعرفة لاتنتج الحرية ..ومن لاينتج المعرفة لاينتج الا العبودية وشكوى العبيد .. نخبنا الفكرية المعارضة التي ظهرت ليست نخبا ...وقد خانتنا وكذبت علينا وخدرتنا بوهم اننا تخلفنا عن العطاء والابداع لأننا مقهورون .......المثقفون الكسالى يلومون الأنظمة.. فقط ليصنعوا معارضة ..فصناعة المعارضة هي أسهل شيء على العربي هذه الأيام..أسهل من صنع المعرفة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
!!!!!!!!!!!!!!!111111111111>>>آتعقلون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قائــــمة العــــار
> طابور آل سعود آلخامس في آليمن<

.. الكشف الاول لطابورالتسول والعمالة مدعم بمبالغ الرواتب الشهرية التي يستلمونها من اللجنة الخاصة بالريال السعودي ..المصدر صحيفة الشارع اليومية ..والبقية تأتي !!! كشف رقم واحد كما نشرته الصحيفة المبلغ بالريال السعودي كالتي:
1 هاشم عبدالله الاحمر 200000ريال
2 حمير عبدالله الاحمر 100000ريال
3 حاشدعبدالله الاحمر 100000ريال
4 مجاهد القهالي 50000ريال
5 محمد ناجي الغادر 150000ريال
6 غالب بن ناصر الاجدع 50000
7 صادق بن شاجع 130000ريال وابنه
8 شاجع بن شاجع 50000ريال وابنه
9 عبدالرحمن الجفري 160000ريال ومائة الف سنويا
10 سنان ابو لحوم 100000ريال بكيل
علي عبدالله ابو لحوم 50000ريال11
12 محمد بن ناجي الشائف 50000ريال
13 احمدعبدالله الفضلي 18000ريال
14 حسين العجي العواضي 3000ريال
15 الخضر عبدربه السوادي 3000 ريال
16 امين العكيمي 25000ريال بكيل 17
محسن راجح ابو لحوم 3000ريال
18 حيدر الهبيلي 20000ريال
19 عادل الهبيلي 3000ريال
20 علي ناصر محمد 20000ريال
21صادق امين ابو راس 25000ريال 22
علوي الباشا بن زيع 25000ريال
23 محمد علي احمد ريال وخمسون الف ريال سنويا
24 هيثم قاسم طاهر 10000ريال ومائة الف ريال سنويا
25 حيدر ابوبكر العطاس 10000ريال ومائة الف ريال سنويا
26 عارف شويط 7000ريال
27 راجح محسن صالح ابو لحوم 5000ريال 28
محمدمحمد الطيب 5000ريال
29 علي عبدربه العواضي 4000ريال
30 فيصل امين ابو راس 5000 ريال
31 الرصاص بن حسين الرصاص 3000ريال
32 نشوان ابراهيم الحمدي 5000ريال
33 عبدالله الاصنج 5000 ومائة الف سنويا
34عبدالله سلام الحكيمي 25000 ناصري
35 حازم الحدي 4000 ريال
36 المرحوم سالم عبدالقوي الحميقاني 4000ريال لاولاده
37 محمدعبدالله الحدي 5000ريال
38 عبدالرحمن الحمدي 25000ريال
????????????????????????????????????????????????????????????????
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
Posted by Picasa

assaidah

 
Posted by Picasa

@ معطيات عن بعران آلخليج....!؟
نسبة الأجانب:
السعودية 30%
الامارات 70%
قطر 90%
عمان 15 %
البحرين 50 %
الكويت 60 %
ينفق بعران الخليج الجربة :
; 27 مليار على السياحة ....!
; تنفق بدويات الخليج 6.5 مليار على المساحيق(المكياج)
; ينفق آو يبلع سكان تلك الكنتونات ما يقارب 60 مليار فقك للبلع!
; ينفق ما يسمى با الرجال لديهم 4 مليار على العطور!!!!!!!
; 25 % من آلآطفال يتعرضون للإغتصاب في بلاد ...(الإسلام)؟
> يعاني 67% من الرجال من عجز جنسي,,,,,,,!
85% من السكان ليس لديهم مساكن ,,,,!
;60% نسبة الطلاق في مجتمع يدعي انه اسلامي!!!!!!!
;45% من سكان المدن لا يحصلون على الماء!!!!!!
; الى الآن لم ينجز من البنية التحتية الا القليل مع ان لهم 70 سنة يشفطون من النفط ولهم 2 تريليون اموال فائضة مودعة لدى ولي امرهم سيد البيت الآبيض!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
*عموما عن تلك الكنتونات حدث وانت ممدد رجليك.....كلهم عورات وسلبيات؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
* معلومة : ذكرت تقارير آجنبية محايدة آن سكان كنتونات آلخليج مجتمعين لا يتعدى آلعشرين مليون! بعكس ما تصوره آلحكومات وتبالغ فيه لآسباب سياسية وإقتصادية....!؟
* آلمعلومة آلثاني : ذكرت نفس آلتقارير آن سكان تلك آلكنتونات تسهلك ثلث ما يستهلكه سكان الأرض من آلغذاء! نعم إنها حقية؟؟؟؟؟؟؟؟
@طبعا سرد سلبيات تلك البعران الجربة قد يستغرق وقت طويل فكلهم ....!؟
@@@ ولا ننسى ما يلحق با لإسلام واللغة منهم ومن آبواقهم.......!!!!!


-----------------------------------------------------------------------------
الخليج ينفق 24 مليار دولار على الغذاء سنوياً-
السعوديون ينفقون 2 مليار دولار على العطور-
مقدرا حصة إنفاق الفرد الخليجي يوميا بنحو 1.800 جنية إسترليني-
- اينفق البعران سنويا 20 مليار جنية استرليني على السياحة
--زار بريطانيا 29.8 مليون سائح في 2010 - 790 ألف زائر من الشرق الأوسط أنفقوا 101 مليار جنية إسترليني - 213 ألفا من دولة الإمارات أنفقوا 312 مليون إسترليني - 79 ألف سائح من السعودية أنفقوا 195 مليون جنيه إسترليني - ارتفع عدد الزائرين من السعودية في الربع الأول من 2011 إلى 17% عن عام 2010 - ارتفع عدد الزائرين من الإمارات في الربع الأول من 2011 إلى 36% عن عام 2010
-تنفق النساء كنتونات الخليج 7مليار على التجميل وملحقاتها.
-مرض السكري.. 40% من الخليجيين مصابون أو معرضون للإصابة
- أكاديمي يقدر نسبة السعوديين المصابين بالسمنة بـ70% منهم 3 ملايين طفل.. و36% مصابون بالبدانة القاتلة
- ثلث السعوديين مصابون بالضعف الجنسي أعمار المرضى تكون عادة بين35 و 70 عاما .
- السعوديون ينفقون 1.5 مليار دولار سنوياً على أدوية الضعف الجنسي
- الكبسة) سبب الضعف الجنسي عند السعوديين
- نسبة الطلاق في السعودية 60%سنويا

عقبات في طريق السعادة الزوجية



لا شك أن الحياة الزوجية شركة بين الزوجين، تحتاج هذه الشركة إلى بذل وعطاء من كلا الطرفين حتى تنجح وتزدهر وتتخطى العقبات التي تحول بينها وبين الوصول إلى أهدافها.
إذاً لا ننكر إطلاقاً أن المسؤولية تقع على عاتق الزوجين، فلكل منهما دوره الذي سيسأله الله عنه يوم القيامة: أحفظ أم ضيع؟.
لذلك أخص الزوجة أولاً، وأذكرها بمسؤوليتها ودورها في تخطي ما يعترض بيتها السعيد من عقبات.

أولا: المفاجئات غير المتوقعة:

إن من أسباب التعاسة الزوجية وجود مجموعة من التصورات الخيالية والأحلام الوردية حول الزواج في ذهن كلا الزوجين، ولكن الزوجة تفوق الزوج في هذه التصورات لطبيعتها العاطفية، وغالباً ما تصطدم بالواقع حين تجد العكس. وأقول للزوجة المؤمنة التي تبحث عن مفاتيح السعادة، وتريد تخطي العقبات: عليها أن تهيئ نفسها للواقع وأن تكون عملية في تصوراتها؛ فالإنسان ليس معصوماً من الخطأ أو النقص؛ فالزوج مثلك تماماً يخطئ ويصيب، وفيه من الصفات الحميدة ما يجعلك تغضين الطرف عن الصفات التي لا تعجبك، فالواقع أن السعادة الزوجية والحب ينمو بين الزوجين، وتدعمه العشرة الطيبة والصحبة المخلصة وحسن التفاهم فهذا هو الواقع.

ثانيا: اختلاق النكد:

هناك العديد من الزوجات يحفرن قبر الزوجية بأيديهن حين يختلقن النكد بسبب وبدون سبب حتى تصنع مشكلة تتعس بها نفسها، وتحول حياة زوجها إلى جحيم بسبب الشكوى المستمرة من كل شيء، فمن سوء الأحوال المادية مرة ومن الأولاد أخرى، ومن إهمال الزوج لشؤون البيت ثالثة، وغالباً ما يكون الزوج هو الضحية الأولى لسماع هذه الشكاوى، وبعض الزوجات لا يحلو لهن بث الأوجاع والشكوى إلا حين رجوع الزوج من عمله مرهقاً، بدلاً أن يُفتح الباب ويجد ابتسامة مشرقة ويداً حانية وصوتاً رقيقاً؛ يجد وابلاً من الأخبار السيئة ومشكلات الأولاد والجيران والأقارب، ثم تقدم له الطعام وتطلب منه أن يأكل فيرد قائلاً لقد شبعت!.

ثالثا: الانتقاد المستمر:

الانتقاد الدائم للزوج في تصرفاته وأفعاله يعتبر البخار السام الذي يخنق الحياة الزوجية؛ بل قد يتعدى الأمر إلى السخرية من شكله الذي لا دخل له فيه، والذي هو من صنع الذي أتقن كل شيء صنعة، مما يفقده الشعور بذاته وإحساسه بالقوامة، فما أجمل أن تمنح الزوجة الصالحة زوجها الثناء المخلص، وأن تبدي إعجابها دائماً بخصاله الحميدة، وجهده المبذول من أجل إسعادها!.
وأهمس في أذنك قائلة : فلا تندمي حين يبحث زوجك عن أخرى تقدره وتحترمه وتعجب بمظهره وتصرفاته التي انتقدتها من قبل.

رابعا: التدخل المستمر في شؤون الزوج:

يحدث الاختناق حين تتدخل الزوجة وتضع نفسها في كل شؤون زوجها الخاصة مثل:
إلى أين أنت ذاهب؟ من قابلت؟ وقد يصل الأمر إلى تفتيش الجيوب ومكالمات الهاتف وفتح خطاباته حتى يشعر أنه محاصر ومراقب مما يفقده الشعور بالأمان، وفقده ثقة زوجته، وإذا انتهى الشعور بالأمان والثقة المتبادلة بين الزوجين؛ فإن السفينة ستغرق حتماً ولا أعني بذلك أن تهمل الزوجة شؤون زوجها؛ بل عليها أن تتدخل بالقدر الذي يشعره هو باهتمامها، فهو أيضاً بحاجة إلى أن يحكي ويبث لها همومه، ويتحدث معها عن طموحه وأحلامه؛ فيجد فيها الصديق الوفي والناصح الأمين، فيطمئن لها ويثق بها، بدلاً من أن يفر هارباً من هذا الحصار الذي كاد أن يخنقه.

خامسا: سوء الحوار:

الحوار هو جسر التواصل وحبل الترابط بين الزوجين؛ فإذا تصدع هذا الجسر أو انقطع هذا الحبل؛ فيكون من الصعب إصلاح هذا الخلل.
إن توجيه اللوم وتبادل الاتهامات يؤدي إلى حدوث ما يسمى بـ"الصمت الزوجي" أو "الخرس الزوجي" أو بمعنى آخر تتهدم لغة الحوار بين الزوجين؛ فتبدو الحياة فاترة كئيبة. فكلما كان الحوار هادئاً ومتصلاً بين الزوجين كلما زاد ارتباطهما ببعضها البعض، فعلى الزوجة المسلمة أن تتعلم كيف تدير الحوار بينها وبين زوجها إدارة ناجحة من غير توتر أو تبادل للاتهامات.
فحاولي أختي في الله الإنصات، وحسن الاستماع له حين يتكلم دون أن تقاطعيه حتى لو كنت تعلمين ما يقول، وعندما تتحدثين تخيري الكلمات المناسبة والأسلوب الهادئ لأن ارتفاع الصوت والغضب يقتل لغة الحوار بينكما.

سادسا: إرهاق الزوج بالمطالب المادية:

لقد أصبح التطلع إلى الأموال الطائلة والأثاث الفخم ومتع الدنيا هو السمة الغالبة لهذا العصر. وللأسف الشديد انزلقت الكثير من الزوجات وراء كل ذلك، وأصبح شغلهن الشاغل الحصول على الحلي الثمينة والسيارات الفارهة و...إلخ وهذا الطموح الزائد والتطلع إلى ما عند الأخريات والمقارنات الدائمة كان سبباً في إرهاق الزوج، وزيادة ضغوطه وتوتره، وبالتالي إحباطه الدائم لعدم قدرته على تحقيق هذه الأماني، وتلبية الرغبات التي لا تنتهي عند حد مما يجعل الحياة الزوجية تتحول إلى جحيم. لكن الزوجة المسلمة ترضى بما قسم الله لها، فالغنى غنى النفس والرضاء والقناعة كنز ثمين لا يمنحه الله تبارك وتعالى إلا لمن يحب من عباده، فعليك حبيبتي في الله أن تكوني عوناً لزوجك لا عبئاً عليه، ولتجعلي توجه نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم- منهاجاً تسيرين عليه، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا لمن هو فوقكم، فهو أجدر ألا تحقروا نعمة الله عليكم" رواه مسلم.
وتذكري كيف كان يعيش أفضل خلق الله صلى الله عليه وسلم وزوجاته الطاهرات رضي الله عنهن.

سابعا: إنكار فضل الزوج:

إن الاعتراف بالجميل من المروءة والنبل، و نكران الجميل من الجحود واللؤم، وقد حذر الإسلام من الجحود ورهب منه؛ فقال -عز وجل-: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)، وقال عز من قائل: (ولا تنسوا الفضل بينكم)، وقال صلى الله عليه وسلم: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله" (رواه أبو داود والترمذي)، وعن زينب -رضي الله عنها- قالت: خطبنا رسول -الله صلى الله عليه وسلم- فقال : "رأيت النار وأكثر أهلها النساء، قالوا: لم يا رسول الله ؟ قال: لكفرهن قالوا: أيكفرون بالله! قال: يكفرن العشير، ويكفرن بالإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً؛ قالت: ما رأيت منك خيراً قط" (متفق عليه).
أراك أختي في الله تخشين عذاب الله، وتخشين النار؛ فأنقذي نفسك منها بالاعتراف بفضل زوجك والثناء المخلص عليه، وانأي بنفسك عنها بعيداً عن الجحود والنكران إرضاء لربك وإسعاداً لزوجك؛ حتى لا تتحطم السعادة الزوجية.

ثامنا: عدم الاهتمام بالحاجات الغريزية:

إن حاجة الزوج إلى الإشباع الغريزي أمر فطري يرضي نفسه ويشرح صدره ولا ينبغي للزوجة العاقلة أن تقلل من قيمة هذه الحاجة أو تعدها أمراً ثانوياً، فقد أكدت الدراسات الحديثة أن 90% من حالات الطلاق تحدث بسبب الإخفاق في إنجاح المعاشرة الزوجية.
فعلى الزوجة المسلمة أن تتعرف على يرضي زوجها من أجل عفته وصيانته للمجتمع من الفواحش، حتى لا تفاجأ بمشكلات واتهامات ليس لها أسباب واضحة أو مباشرة، وأن السبب الخفي يكمن وراء هذه العقبة.
تاسعا: الجهل بتعاليم الإسلام في الزواج:

إن الناظر للخلافات الزوجية يرى أكثرها ينبع من جهل الزوجين بأحكام الشرع وتعاليم الإسلام للعلاقات الأسرية.
فالعلاقة الزوجية علاقة متبادلة بين مانح وآخذ مرة، وآخذ ومانح مرة أخرى، أي تبادل مستمر بين الحقوق والواجبات يحيط به المودة والرحمة، وإنكار الذات؛ فعليك أختي في الله فهم تعاليم الإسلام في العلاقة الزوجية والعمل بها؛ فاتباع هدي الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيه البركة والسعادة التي ننشدها جميعاً سواء كان في الزواج أو في غيره، فبهذا العلم وبذاك العمل تنجو السفينة من الغرق وتصل إلى بر الأمان.

عاشرا: الذنوب والمعاصي:

قال الفضيل بن عياض -رحمه الله-:" إني لأعصي الله فأجد ذلك في خلق دابتي وامرأتي".
ومعنى هذا أن المعصية لها أثرها السيئ على العبد، فالتقصير الذي يحدث في الحقوق الزوجية معصية لا يرضاها الله -عز وجل-، ولا رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وقد يرتكب الزوجان المعاصي؛ فيرى أثرها في أولادها وفي صحتها وفي علاقتها بعضهم ببعض، وذلك من عقوبة الذنب في الدنيا قبل الآخرة. فالمعصية توجب غضب رب العالمين، وإذا غضب من بيده كل شيء الرحمن الرحيم؛ فمن من يرجى الرضا بعده؟ فهو وحده الذي يملك القلوب، وإذا رضي بارك وأرضى عن العبد كل شيء، وإذا غضب سخط وأسخط على العبد كل شيء .
قال أبو الدرداء رضي الله عليه : "إن العبد ليخلو إلى معصية الله تعالى فيلقى الله بغضبه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر". [صيد الخاطر لابن الجوزي 171].
فعلى الزوجة المسلمة التي تبحث عن رضوان الله وتخشى عقابه أن تترك المعاصي، وأن تجدد دائماً التوبة إلى الله -عز وجل- حتى يتحقق رضى الله -تبارك وتعالى- ليبارك لها في بيتها وزوجها؛ بل وحياتها كلها في الدنيا قبل الآخرة، ولتحمد الله على نعمة الزوج؛ فهناك الكثيرات حرمن هذه النعمة.

وأخيراً أخيتي في الله:

ها نحن قد تخطينا بعض العقبات التي تحول بيننا وبين السعادة المنشودة، وعلينا ألا ننسى الاستعانة الدائمة بالله رب العالمين، ولنرفع يد الإفلاس والحاجة إلى الله بالدعاء الدائم حتى يعيننا على تخطي كل العقبات التي قد تواجهنا في هذه الحياة.
وتذكري دائماً أن:
زوجك هو الذي اختارك أنت دون غيرك من نساء الدنيا.
زوجك هو الذي ستر عرضك وعفك عن الحرام.
زوجك هو الذي ينفق عليك وجوباً ويتحمل الكثير من أجل توفير احتياجاتك.
زوجك هو الذي يسعى في مصالحك، ويرعى شؤونك ليحقق لك السعادة.
زوجك .. زوجك... زوجك... إلخ
فيا أختي قومي لزوجك : جزاك الله خيراً على ما قدمت وبذلت.
والآن حبيبتي في الله اعرضي نفسك وتصرفاتك على بنود الجدول التالي ثم توصلي بنفسك للنتيجة.


قيـمي نفسك
دائماً غالباً أحياناً      أبداً
أودعه كل يوم بابتسامة وأحسن استقباله
أتذكر نعمة الزوج ونعمة البيت وأشكر الله عليهما
أطمئن على أحوال زوجي خلال اليوم
أستمع إلى مشكلا ته وأشاركه في حلها
أمتص غضبه إن كان منفعلاً ولا أستفزه
أكثر من الثناء على الأشياء التي يشتريها
لا أثقل عليه بكثرة الطلبات
أساعده في أموره وأخفف عنه آلامه
أحاول إرضاء أهله، خاصة أمه، وأمدحه أمامهم
أكثر من الكلمات الجميلة:(يا حبيبي – يا عمري..)
لا أقاطعه حين يتحدث وأحسن الاستماع له
أتجنب الشكوى المستمرة، وأحاول حل المشكلات بحكمة
أحافظ على أذكار الأحوال في بيتي وأذكر بها أولادي
أتغافل عن صغائر الأمور وأتسامح لو أخطأ في حقي
أحرص على تزيني لزوجي طاعة لله وأحرص على التجديد
أنهي آي خلاف قبل أن أنام، فقد يكون آخر عهدي به
أمنح زوجي الثناء المخلص من وقت لآخر
أعينه على التميز والنجاح؛ فنجاحه نجاح لي أيضاً
يتحدث معي زوجي عن أحلامه وطموحاته ويبث لي همومه أحزانه
أتوجه دائماً بالدعاء إلى الله ليصلح زوجي وأبنائي


أعط لنفسك درجة واعرفي نفسك:


أبداً  أحياناً      غالباً دائماً
0    1    2    3



أقل من 10 الله يصبره له الجنة إن شاء الله.
من 10 إلى 20 راجعي نفسك قبل فوات الأوان.
من 20 إلى 40 احذري هذه العقبات حتى لا تعكر صفو حياتك
من 40 إلى 60 هنيئاً لك يا خير راعية نعمة السعادة في الدنيا قبل الآخرة.

نصائح غالية

احذري الجدل؛ فإنه يوغر الصدر.
إياك والعناد؛ فإنه أقصر الطرق إلى الفشل.
احرصي ألا يرى زوجك خارج البيت من هي أجمل أو أرق منك.
لا تجعلي شريك حياتك يندم على اليوم الذي تزوجك فيه لتسلطك وسوء معاملتك له.
احذرى الاهتمام بأحد أكثر منه، وأشعريه بأنه رقم (1) في حياتك.
تجنبي المقارنة بين حالك وحال أختك أو صديقتك أو جيرانك كي لا تكدري صفو حياتكما.
احذري التزين والتعطر لغيره من صديقاتك، وأنت تهملين هذا الجانب معه؛ فهو أولى.
لا تستمعي إلى دعاة التحرر والمساواة مع الرجل؛ فقد حررك الله من فوق سبع سماوات منذ أكثر من 1400 سنة حين قال عز وجل: )إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) [الأحزاب:35] وقال عز من قائل: )وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)[البقرة: من الآية228].
احرصي على التغيير في طريقة ملبسك وزينتك إبعاداً للملل
لا تنامي وأنت مغضبة له؛ فقد يكون هذا آخر عهدك أو عهده بالدنيا

احذرى..احذرى ..ثلاثية التعاسة الزوجية:

أ/الاضطراب والقلق.
ب/الكراهية والبغضاء.
ج/القسوة والغلظة.

ها نحن حبيبتي في الله قد تخطينا أكثر العقبات التي تحول بيننا وبين السعادة التي ننشدها، فيا حفيدة خديجة بنت خويلد -رضى الله عنها- لا تنسي كيف كانت خديجة مع زوجها صلى الله عليه وسلم؟ لقد كانت أول من آمن به حين كذبه الناس، وأعطته كل ما تملك حين حرمه الناس، وطمأنته ودثرته عندما آتاها يرتجف خوفاً لما رأى جبريل عليه السلام على صورته.
فلم ترفع صوتها على زوجها صلى الله عليه وسلم مرة، ولم تتعبه أو تكلفه مشقة، أتدرين ماذا كان جزاؤها؟ كان جزاؤها من جنس عمله.. سلام خاص ممن هذا السلام يا ترى ؟ من رب العالمين، من مالك الملك.
سلام أتى به جبريل عليه السلام إلى النبي -محمد صلى الله عليه وسلم- وقال له (هذه خديجة قد أتتك فإذا جاءت فقل لها: إن الله يرسل لها السلام ويبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب).
فهل لك الآن أيتها الزوجة المؤمنة أن ترفعي شعار "سأكون مثل خديجة"؟.