@نحن إمة ضيعها > جهل آبناءها....وخيانة حكامها .... وفشل رموزها....وفتاوي مشايخها...! @آطماعكم >تطرفكم>آحقادكم>>>آلسبب...! @وزد فوق ذلك عيوبكم >تغريبة للإ سلام و آلعروبة.....!!!! @إلى متى هذا آلنوم؟ آين همم آلآجداد ...يا آبناء يعرب... ؟

سئلة حقيقية

س: ما هي اجمل صفات المرأة؟

ج: الحنان


س: واجمل صفات الرجل ؟
ج: الرحمة


س: واجمل ما في الطفولة ؟
ج: البراءة


س: واجمل ما في الشباب ؟
الأحلام


س: واجمل ما في الشيخوخة ؟
ج: التقوى



س: واجمل ما في الرجولة ؟

ج: الحكمة


س: ما هي أرقى أنواع الصبر؟
ج: حينما يجتمع الصبر والرضا



س: هل للقناعة درجات ؟
ج: نعم هناك قناعة

الاكتفاء وقناعة الصبر وقناعة الزهد
والأخيرة أرقى الأنواع.


س: ماذا يعنى الحنان ؟
ج: أن يستريح الإنسان

الى شاطئ بعد رحلة سفر متعبة
وان يجد صدرا يلقى عليه متاعبه دون خوف او
أو استجداء

أو ثمن



س: ما هيأرقى أنواع الحب ؟

ج: الامومه لأنها حب بلا مقابل وعطاء بلا ثمن

س: ما هي أعلى درجات الأخلاق؟
ج: أن ينزه الإنسان نفسه عن الصغائر ليس خوفا
من أحد ولكن تقديرا لذاته وسموا بنفسه وحبا للفضيلة


س: أيهما أعلى درجةالعفو أم التسامح ؟
ج: العفو أعلى درجة لان العفو يقترب بالمقدرة
ولكن
التسامح قد يقترب بالضعف وقد يتسامح الإنسان
مكرها ولكنه لا يعفوا ألا إذا كان راضيا.

س: وماذا عنالنجاح ؟
ج: إنسان يجفف عرقة مع نسمة صيف منعشة اجمل مافى
النجاح انه يشعرنا بقيمة ما نفعل وانه أوسع أبواب
الثقة وربما

يكون أيضا أوسع أبواب الغرور



س: كيف تنبت أشجارالغرور في أعماق الإنسان؟
ج: مع أشخاص صنعتهم صدفة أو فرصة عابرة
والصدفة
والفرصة هما اقل الدرجات في سلم النجاح


س: ما الفرق بين الإصرار والعزيمة؟

ج: الإصرار ضيف

عابر

والعزيمة

صديق مقيم

والإصرار يساندة الطموح

والعزيمة تساندها الإرادة

والطموح يتغير باختلاف الأيام والأشخاص والظروف ولكن الإرادة أقوى

من كل

الظروف...


س: ومن أنا ؟


ج: انسان ضيع

عمره في البحث عن حقيقة الأشياء
واكتشفت أن الحقيقة الوحيدة المؤكدة

هي الموت وكل
شئ بعد ذلك يحتمل التأويل فهي صفقة
خاسرة ولكننا نلعبها حتى النهاية مهما كان حجم
خسارتن
-------------------------------------------



الوهابي .... ارهابي ...!!!


الوهابي .... ارهابي*


عجباً... عجبت من الزمان وما بي
وتبدل الأحوال والأسباب

زمن به صار اليهود أعزة
بالذل نلقاهم وبالترحاب

واجتاح عباد الصليب ديارنا
علنا ونرضى دون أي حساب

والطاعنون بعرض أحمد ...أخوة!
في الدين بل صاروا من الأحباب

ومجاهد يلقى العدو بسيفه
يحمي حمانا ... كافر إرهابي

أختل ميزان الحقيقة فجأة
واستبدلوا تاريخنا بسراب

يرجون منا أن ندس رؤوسنا
في الوحل ندفنه مع الألباب

ونعلق الصلبان في أعناقنا
وعلى موائدنا كؤوس شراب

أو إن ندك عظامنا بسلاسل
ونصدق الدجال بالسرداب

ونطوف بالأموات نرجوا فضلهم
ندعوا لغير الواحد الوهاب

كلا وكلا ألف كلا دونها
لا لن نهون أمام جمع كلاب

إن كان توحيد الإله جريمة
فلتشهدوا أني أنا وهابي

لا عابدا حجرا ولا شجرا ولا
قبرا ولست بطائف بقباب

حبي لأحمد سنتي وشفاعتي
حبي لإل البيت والأصحاب
للشاعر ابو تميم

الوهابي إرهابي

الوهابي إرهابي

الوهابي إرهابي لأن التعاليم التي يؤمن بها تشويه رهيب لمعاني الإسلام وإساءة مقصودة للنبي الكريم محمد بن عبد الله

الوهابي إرهابي لانه يقتل ويذبح ويقطع ويشوه ويحلل ويحرم بطرق اشنع مما كان يفعله ابو جهل وابو لهب في بيداء العرب الجاهلية

الوهابي إرهابي لانه يشجع الإرهابيين امثاله على الجهاد ضد اخوانهم في الصومال ويمدهم بالمال والعتاد ليقتلوا بعضهم بعضا فيما نصف سكان الصومال يكادون يموتون جوعا

الوهابي إرهابي لان تعاليم الإسلام عنده اختصرت بتحجيب عقل المرأة قبل رأسها والقضاء على انسانيتها وتحويلها إلى كائن مهمتها الأساسية فتح فخذيها وتفريخ الإرهابيين

الوهابي إرهابي لان غاية الجهاد عنده ليس قضية سامية بل هي الصعود الى الجنة لنكاح الحور العين

الوهابي إرهابي لان مئات آلاف المدنيين الأبرياء في العراق وافغانستان وباكستان وبعض دول الغرب قتلوا على يديه وأيدي اخوانه الإرهابيين طمعا بالوصول عبر قتل الابرياء الى مضاجعة الحور العين .

الوهابي إرهابي لانه ترك كل تعاليم الإسلام وتمسك بحف الشارب وتقصير العباءة

الوهابي إرهابي لان الله عنده فقط شديد العقاب اما أنه غفور رحيم فهذا امر غير موجود

الوهابي إرهابي لان العالم كله عنده من الكفار الذين ينبغي مجاهدتهم فيما هو يعمل كالسائمة بعلم او دون علم لخدمة اعداء الامة واعداء الإسلام

الوهابي إرهابي لانه اساء إلى الاسلام اكثر مما اساء ابليس اللعين فحتى ابليس يعجز عن تشويه معاني الإسلام كما فعل الوهابيون

الوهابي إرهابي لانه يجيز نكاح الزوجة الميتة ولانه يشمت حتى بالموتى من الديانات الأخرى لابل ويشبههم بالخنازير فيما هو اكثر قذارة من الخنزير

الوهابي إرهابي لانه يعمل ليل نهار سرا وعلانية على تدمير شرائع الله واقامة شرائع الفساد والظلامية والإنحلال والقتل والذبح والموت

الوهابي إرهابي لان مرجعيته الدينية غارقة بفتاوى الإرهاب والقتل ورفض الاخر وتكفيره

الوهابي إرهابي لان مرجعيته السياسية في مملكة الهباء السعودية لاتعرف سوى التآمر على العرب وقضاياهم من فلسطين الى عبد الناصر الى لبنان الى العراق الى الصومال الى السودان واخيرا الى مصر وسورية

الوهابي إرهابي لانه لم يفت يوما بمجاهدة الصهاينة ولكنه يفتي كل يوم بقتل المسلمين على اختلاف طوائفهم

الوهابي إرهابي لان التاريخ لم يكتب له فضيلة واحدة اللهم اذا استثنيا تهديد احد مشايخهم باستنباط طريقة جديدة لقتل معارضيه في سورية وهي (الفرم)

الوهابي إرهابي لانه قاتل صامت كامن ينتظر الفرصة او قاتل حقيقي اذاق ضحاياه ألوان الموت والفرق هنا بالدرجة

الوهابي إرهابي لإنه ببساطة أضاع عقله وأجره لمشايخ الضلال ومفتى القتل والتفخيخ و(دحش الجزر والموز في مهبل المرأة )

الوهابي إرهابي ببساطة لأنه خارج سياق الحضارة وقادم من غياهب الهمجية والبربرية

ملاحظة: نعتذر سلفا من كل المكرهين على اعتناق الوهابية وهم في قرارة انفسهم يمقتونها ولكنهم مضطرون للتستر خوفا من الفرم والذبح والتقطيع والصلب وضرب الرأس بالسيف


******************************************************************
’’’’’’’ل’’’’’’’’و’’’’’’’’م’’’’’’ن
************************************************


أرقام في جسم الإنسان

أرقام في جسم الإنسان


قال تعالى .. (( وفي أنفسكم أفلا تبصرون)) 

إليكم هذه الأحصائية وفيها من العبر والعجب الشيء الكثير

عدد الخلايا العصبية ( 14 ) مليار منها ( 9 ) مليارات
في الدماغ تتوزع على 64 منطقة من مناطق الدمــــاغ
خلايا الجهاز العصبي لا تتكاثر ولا تتغير ولو تغيــرت
لا حتاج الإنسان لتعلم اللغة كُل 6 أشهــــــر .
( 25000 ) مليار كرية حمراء في دم الإنسان الواحــد
لو وضعت في خط لطوقت الأرض 6 - 7 مرات .
( 70 ) ضربه للقلب في الدقيقه أي ( 100 ) ألف مرة
يومياً و ( 40 ) مليون مرة سنوياً أو ( 2 ) مليار مرة في
متوسط العمر بدون توقف . ( سبحان الله )
( 3000 ) مليار مرة يزداد حجم الجنين من بداية تكوينه
إلى ولادته .
( 6500 ) لتراً يضخها القلب يومياً .
( 5 ) لترات من الدم يتم تنقيتها كُل دقيقة .
( 20 ) ألف خطوة يمشيها الرجل العادي في اليوم الواحد
أي في خلال ( 80 ) سنة يكون قد طاف العالم 6 مرات.
( 23 ) ألف مرة يتنفس الإنسان في اليوم الواحد أي 204
مليون مرة في الحياة .
( 12 ) متراً مكعباً من الهواء يتنفس الإنسان يومياً , منها
2.4 متراً مكعباً من الأكسجين .
( 1.4 - 1.8 ) كجم من الطعام يأكلها الإنسان في 24 ساعه.
طبعاً هذا العادي أما ( الدبا ) السمين يكون مضروب في 2 .
( 2.5 ) لتر من السوائل يشربها الإنسان يومياً.
يخزن في ذاكرته ( 500 ألف ) صورة جديدة .
يفرز ( 1.5 ) لتر من اللعاب ولتراً واحداً من العرق خلال 24 ساعة .
عند الضحك تتحرك ( 17 ) عضله من عضلات وجه الإنسان .
التكشير _ أي الغضب _ يحرك ( 43 ) عضله من عضلات وجهك التي
سرعان ما تنتابها التجاعيد .
طول الأمعاء الغليظة ( 1.5 ) متر .
طول الأمعاء الدقيقة في جسم الإنسان ستة أمتار .
يتعلم الإنسان عن طريق الحواس بالنسب الآتية ..
75 % البصر
13 % السمع
6 % اللمس
3 % الشم
3 % الذوق

سبحان الله



وصية /عبد آلعزيز لآبنائه ....... عن آليمن!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
خيركم في شر اليمن وشركم في خير اليمن
أخر كلمات ملك على فراش الموت ..... يوصي أولاده الأمراء وولي عهده الملك القادم *
وهم يقولون لنا ليلآ نهارآ رسميآ
أنتم اليمنيون أمتداد لنا .... وأستقرار اليمن يعني أستقرار السعوديه....!!!!!
هذا رسميآ
*وخلف الكواليس تطبق وصية الملك بحذافيرها .... والشواهد على أرض الواقع لاتعد ولاتحصى على مر العقود وآلآزمان........!!!!!!!!!
>وكلما حاول الشعب اليمني أن ينسى تلك الوصيه وأن يختلق الأعذار والتبريرات لكل التصرفات التي تقوم بها مملكة الظلام الجاره ! >( من دعم الأمام ضد الثوره ، الى الوقوف ضد تحقيق الوحده, إلى قتل صاحب آلمشروع النهضوي اليمني بل العربي آلشهيد آلمغدور وحبيب القلوب/ إبراهيم آلحمدي ، الى الوقوف مع الطرف الذي أراد الأنفصال ودعمه بالمال والسلاح والأعلام ، الى دفع الميزانيات الباهضه للمشائخ لشراء ذممهم من أجل عدم الأستقرار بإختلاق وإفتعال المشاكل في مختلف المناطق في اليمن لإضعاف مؤسسات الدولة ، والى طرد الملايين من المغتربون اليمانيون ومصادرة حقوقهم بعد حرب الخليج الأولى وهي بعشرات آلمليارات ، والى التضييق على المغتربين اليمانيون الباقون في أراضيهم عبر قوانين الكفاله التي لاتطبق ألا عليهم ، والى أغتصاب أراضينا بالقوة والضغوط الى أن تم بيعها لهم رسميآ عبر نظام عميل له والى التدخلات المستمره في كل الشئون اليمنيه الداخليه .... والى .......... والى ....الى .......... ألخ )
>وآخيرا احتلوا جزر على البحر الآحمر مستغلين الآوضاع الغير مستقرة في اليمن
آما على اليابسة فحدث ولا حرج من إختراقاتهم وزحفهم اليومية......!!!!
*و نحن اليميين نحاول دومآ النسيان ، ونحاول دومآ أن يكون ظننا حسن ..........ولكن
تلك الوصيه لازالت تلاحقنا ..... تدمرنا ..... تقضي على أمالنا وأحلامنا بوطن مستقر..! *
متى تفهمْ ؟
أيا جَمَلاً من الصحراءِ لم يُلجمْ
ويا مَن يأكلُ الجدريُّ منكَ الوجهَ والمعصمْ
أيا متشقّقَ القدمينِ.. يا عبدَ انفعالاتكْ
إلى متى يا عقارب وحيايا الصحاري,
ماذا تريدون منا أكثر مما قدمناه لكم وفعلناه لكم ؟؟؟؟؟
>>>>>>لقد طفح الكيل وصبرنا قرب على النفاذ...................!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟حذاري من......!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=31b6dee2f71d3eb2

الاحتلال السعودي الغاصب لعسير عام 1932م


الاحتلال السعودي الغاصب لعسير عام 1932م

كانت معاهدة مكة الموقعة بين الملك عبد العزيز والحسن الادريسي في 21 أكتوبر 1926م، تقضي بوضع عسير تحت الحماية السعودية ـ كما أشرنا من قبل ـ وبمقتضى تلك المعاهدة بعث عبد العزيز مندوباً عنه إلى عسير يدعى صالح بن عبد الواحد بهدف مراقبة الاتصالات الخارجية لعسير باعتبارها تمثل حجر الزاوية في معاهدة الحماية[1].

ولكن بما أن الملك عبد العزيز كان يطمح في حقيقة الأمر إلى احتلال عسير وضمها إلى دائرة نفوذه، وكان يرى في معاهدة مكة الوسيلة التي يمكنه الاعتماد عليها لتحقيق طموحه فقد أصدر مرسوماً ملكياً في 20 نوفمبر 1930م يقضي بتشكيل مجلس تشريعي في منطقة عسير يختص بحماية مصالح المنطقة وإدارة مواردها التجارية والزراعية[2] فقط في حين ظلت الشؤون الخارجية وشؤون البدو في المنطقة من اختصاص الحكومة السعودية، وقد تولاها في ذلك الحين حمد الشويعر مندوباً من لدى الملك عبد العزيز[3].

ولقد تزامن ذلك مع قيام المندوبين السعوديين في منطقة عسير بالحد من صلاحيات واختصاصات الحسن الادريسي فيها، وتقليص نفوذه عليها[4]، ومما زاد الطين بلة قيام فهر بن زعير المندوب السعودي الجديد في المنطقة باعاقة صرف المستحقات المالية المقررة للإدريسي ومنع ذكر اسمه في خطبة الجمعة وإنزال العلم الخاص به من على سواري الإمارة وغيرها من الإجراءات الاخرى[5].

وعندما أدرك الحسن الادريسي مغبة الخطأ الذي ارتكبه من خلال قيامه بإبرام معاهدة مكة، والتي لا يعدو كونها فخ أو شرك أوقعه فيه الملك عبد العزيز للتخلص من النفوذ الادريسي في منطقة عسيرـ عند ذلك ـ اندفع الادريسي إلى الاتصال بالقوى المعادية والمناهظة للملك عبد العزيز،، وفي مقدمتها الإمام يحيى في اليمن وعبد الله ابن الشريف حسين في الأردن حزب الأحرار الحجازي وطلب منها العمل على دعمه ومساندته بالمال والسلاح حتى يتسنى له تفجير الموقف العسكري ضد النفوذ السعودي في المنطقة[6].

ومواكبة لذلك اجتمع احسن الادريسي مع الشيخ محمد أمين الشنقيطي عضو حزب الاحرار الحجازي في منطقة "اللحية" واتفق معه على وضع الخطط الكفيلة بإثارة الفوضى والاضطرابات في وجه النفوذ السعودي في المنطقة[7]، وعند ذلك أبرق فهر بن زعير إلى الملك عبد العزيز ليخبره بنوايا الادريسي وخططه في المنطقة، غير ان الملك عبد العزيز لجأ إلى التروي والتأني ولم يتخذ إزاء الادريسي أي تصرف ينم عن القسوة أو الشدة في ذلك الحين[8].

ولما كان الحسن الادريسي قد أزمع على استخدام القوة لتغير الوضع القائم في المنطقة واستعادة جميع سلطاته فيها، فقد بادر في 4 نوفمبر 1932م إلى مهاجمة مدينة جيزان واحتلالها[9] ومن ثم اعتقال فهر بن زعير وبعض المندوبين السعوديين والزج بهم في غياهب السجون[10]،وقام بعد ذلك أي في 11 نوفمبر بارسال برقية إلى الملك عبد العزيز اوضح فيها أهم الدوافع والأسباب التي جعلته يقوم باحتلال جيزان، واعتقال المندوبين السعوديين في المنطقة، والتي من جملتها تحقيق أمله في استعادة صلاحياته واختصاصاته في المنطقة، فرد عليه الملك عبد العزيز مقترحاً عليه تشكيل لجنة سعودية وأخرى ادريسية وتكليفهما بحل الخلاف وتسويته، وبالفعل جرى تشكيل لجنة سعودية تتألف من حامد الشقيق وعبد الله السليمان وخالد القرقني[11] وتحركت اللجنة في اتجاه المنطقة ترافقها ثلة من الجنود السعوديين بغرض حمايتها وتأمين تحركاته في المنطقة.

ولكن ما إن وصلت اللجنة السعودية إلى "القحمة" و"الشقيق" حتى تأكد لها بشكل قاطع ان الثورة الادريسية تتسم بالقوة والحسم وترمى غاية ما ترمي إلى إلغاء معاهدة الحماية المبرمة بين الحسن الادريسي والملك عبد العزيز في 21 أكتوبر 1926م، ومن ثم التخلص من النفوذ السعودي في المنطقة بشكل نهائي[12].

وحيال هذا التطور أمر الملك عبد العزيز بارسال قوات عسكرية كبيرة إلى منطقة عسير عن طريق البر والبحر[13]، وتعززها قوات أخرى كانت في المنطقة قبل نشوب تلك التطورات وتحت حماية عدد من الطائرات الحربية البريطانية شنت القوات السعودية هجوماً خاطفاً على مدينة جيزان تمكنت خلاله من احتلالها والسيطرة عليها، ومن ثم إطلاق سراح جميع المندوبين والموظفين السعوديين والمحتجزين فيها الأمر الذي دفع الحسن الادريسي وجماعته إلى الهرب في اتجاه "صبيا" فتابعته القوات السعودية هناك واشتبكت معه في معركة ضارية انتهت في أواخر نوفمبر 1932م بفراره مع أعوانه وأفراد اسرته[14]، ومن ضمنهم عبد الوهاب الادريسي[15] في اتجاه الجنوب إلى المظايا فنشار فأبو عريش فالزيارة[16]حتى استقر بهم المقام في "حرض" داخل الأراضي اليمنية[17] ومن هناك اتصل الادريسي بالإمام يحيى طالباً اعتباره مع جماعته وأفراد أسرته لاجئاً سياسياً. فأجاره الإمام ومن معه وأمر ببقائهم في منطقة تدعى "زهب حجر" من حرض[18].

وبهذا تفرقت قوات الحسن الادريسي وتشتت انصاره وأعوانه، وولت بعض القبائل الموالية له مدبرة نحو جبال عسير للتخلص فيها والاحتماء بها هرباً من قوات السعودية النازية، عند ذلك قرر عبد العزيز ضم منطقة عسير إلى الأراضي السعودية بصورة نهائية وقام بتعيين كل من الأمير عبد العزيز بن مساعد قائداً عاماً للقوات السعودية في عسير ومقره "أبها" والأمير تركي السديدي حاكماً لعسير ومقره أبها أيضاً[19] وحمد الشويعر مساعداً لحاكم منطقة عسير ومقره "جيزان"[20].

ويعتبر قرار عبد العزيز بضم منطقة عسير قراراً مخالفاً لبنود معاهدة مكة[21] ومخالفاً لحقوق اليمن التاريخية في المنطقة ومخالفاً لماهية الشرعية الدولية والقانون الدولي العام، والذي جاء في أحد فقراته أنه "لا يجوز لأية دولة مد سيادتها على إقليم تابع لدولة معترف بوجوها وسيادتها عليه حتى لو كان الإقليم مسكوناً بشعب من الشعوب، وله تنظيمه السياسي الخاص"[22].

وفي هذا الوقت أبرق الملك عبد العزيز إلى الإمام يحيى يطلب منه تسليم الحسن الادريسي وجماعته إليه عملاً بمقتضى معاهدة "العرو" المبرمة بين البلدين في 15 ديسمبر 1931م، غير ان الإمام يحيى رفض تسليم الادارسة إلى السعودية تعبيراً عن تعاطفه وتعاونه معهم ومجارات لروح العادات والتقاليد العربية والإسلامية التي تستوجب إجارة المستجير وحماية المستغيث مهما كانت الأمور[23]، بل أن الإمام طلب عبد العزيز بإصدار عفو شامل عن الحسن الادريسي وجماعته حتى يتسنى لهم مواصلة حياتهم وتدابير شؤونهم بأمن واستقرار، وهو الطلب الذي وافق عليه الملك عبد العزيز في آخر المطاف[24].

وعندما تلقى الإمام يحيى موافقة الملك عبد العزيز على إصداره هذا العفو اقترح عليه عقد اجتماع في ميدي بين مندوبيه وبين الحسن الادريسي بهدف إنهاء الخلاف وتسوية الصراع بين الطرفين بالطرق الودية والسلمية، فوافق الملك عبد العزيز على هذا الاقتراح وكلف عبد العزيز بن مساعد ـ القائد العام للقوات المسلحة في عسير ـ بإرسال وفد إلى "ميدي" للاجتماع بالادريسي هناك، فانعقد الاجتماع بين الطرفين في مارس 1933م، وفيه طالب الادريسي بأن تعاد إليه جميع صلاحياته وسلطاته في حكم منطقة عسير فرد عليه الوفد السعودي بأنه لم يأت إلى الاجتماع لمناقشة هذا الموضوع أو التباحث حوله، وإنما أتى بهدف استسلامه أي الادريسي مع جميع أعوانه وانصاره بدون قيد أو شرط سوى شروط الأمان التي أقرها الملك عبد العزيز في بيان العفو العام، ونتيجة لذلك فشل مؤتمر ميدي في حل الخلاف السعودي ـ الادريسي وإنهائه في ذلك الحين.

واستخلاصاً لذلك يمكن القول بأن تطلع الحسن الاريسي للتخلص من معاهدة مكة وتجاوز آثارها ونتائجها الخطرة، كان وراء اندفاعه إلى إعلان الثورة التحررية ضد النفوذ السعودي في منطقة عسير، الأمر الذي أدى إلى قيام الملك عبد العزيز بمحاربته وإخراجه من المنطقة، ومن ثم ضمها إلى الأراضي السعودية بأسلوب همجي غادر، وبطريقة تتنافى كلية مع حقوق اليمن التاريخية في المنطقة.. وتتعارض مع سائر الأعراف والمواثيق الدولية.

[1] د/فتوح عبد المحسن الخترش ـ تاريخ العلاقات السعودية ـ اليمنية الكويت ـ منشورات ذات السلاسل 1983 ص95.

[2] د/ فتوح عبد المحسن الخترش ـ المصدر السابق ص 97.

[3] جبران شامية ـ آل سعود ماضيهم ومستقبلهم ـ لندن ـ رياض الريس ومشاركوه المحدودة "بدون تاريخ النشر" ص155.

[4] د/سيد مصطفى سالم ـ تكوين اليمن الحديث ـ اليمن والإمام يحيى 1904م ـ 1948 ـ القاهرة مكتبة مدبولي ـ الطبعة الثالثة 1984 ص364.

[5] د/عصام ضياء الدين ـ المصدر السابق ص 213.

[6] أحمد حسين شرف الدين ـ اليمن عبر التاريخ ـ القاهرة ـ مطبعة السنة المحمدية 1963 ـ ص213.

[7] د/فتوح عب المحس الخترش ـ المصدر السابق ص98.

[8] أحمد حسين شرف الدين ـ المصدر السابق 283.

[9] د/ سيد مصطفى سالم ـ المصدر السابق ص 265.

[10] د/عبد الله مسعود القباع ـ المصدر السابق ص 245.

[11] د/فتوح عبد المحسن الخترش ـ المصدر السابق ص 103.

[12] د/سيد مصطفى سالم ـ المصدر السابق ص 365.

[13] أحمد حسين شرف الدين ـ المصدر السابق ص 283.

[14] د/سيد مصطفى سالم ـ المصدر السابق ص 265.

[15] د/ محمود كامل المحامي ـ اليمن شماله وجنوبه ـ بيروت ـ دار بيروت للطباعة والنشر 1968 ص 270.

[16] أمين سعيد ـ اليمن تاريخه السياسي منذ استقلاله في القرن الثالث الهجري القاهرة ـ دار احيار الكتب العربية 1959 ص85.

[17] د/ صلاح العقاد ـ المشرق العربي المعاصر ـ القاهرة ـ مكتبة الانجلو المصرية 1988 ص525.

[18] أحمد حسين تشرف الدين ـ المصدر السابق 284.

[19] د/ سيد مصطفى سالم ـ المصدر السابق ص 265.

[20] د/ فتوح عبد المحسن الخترش ـ المصدر السابق ص 109.

[21] د/ عصام ضياء الدين ـ المصدر السابق ص 235.

[22] د/أحمد العطار ـ القانون الدولي العام ـ بيروت شركة الفجر للطباعة والنشر 1969 ص239.

[23] د/ صلاح العقاد ـ المصدر السابق ص525.

[24] سلطان ناجي ـ التاريخ العسكري اليمن 1839 ـ 1967، بيروت دار العودة ـ الطبعة الثانية 1985، ص 85.


هل حقاً يحرص آل سعود على استقرار ووحدة اليمن



هل حقاً يحرص آل سعود على استقرار ووحدة اليمن وهم يقدّمون دعماً لا محدود في المعارك الدائرة بين الجماعة الحوثية والجيش اليمني؟ ولماذا هذا الاستبسال السعودي في الدخول على خط المواجهات دونما حسابات للسريّة وكسر القاعدة المثيرة للسخرية (عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول)؟ هل تعيش العائلة المالكة في السعودية وضعاً حالكاً يدفع بها الى الانغماس في الشأن اليمني بطريقة سافرة، وكأن هناك مخاوف من زوال واقع بنته ودعمته لعقود طويلة؟.

كل تلك الاسئلة باتت اليوم مشروعة، فآل سعود يشعرون بأن اليمن الذي كان يوصي عبد العزيز أبنائه بأن يحظى باهتمام خاص، لأن خيرهم وشرهم منه، على موعد مع وقائع ميدانية تبعث على القلق..وليست الشرور الصادرة من اليمن بفعل يمني محض، بل هي نتيجة سياسات وممارسات سعودية مع أطراف يمنية في السلطة أنتجت ظواهر راديكالية داخلية وحتى عابرة للحدود..

يدرك اليمنيون تماماً بأن السياسات التي انتهجتها السعودية في اليمن هي المسؤولة المباشرة عن إجهاض مسيرته، وتهديد وحدته، وتصديع بنى استقراره. لم تضع معاهدة الطائف بعد حرب بين البلدين العام 1934 نهاية لتدخل سعودي في الشؤون الداخلية لليمن، فقد كان تفاوت الثراء بين البلدين محرّضاً لآل سعود على اعتبار اليمن حديقة خلفية يبدّلون ويعدّلون فيها ما يشاؤون. شاركت قواتهم في قمع انتفاضتي 1948 و1955، وبفعل دورها الفتنوي بعد حوادث سبتمبر 1962 سقط آلاف الضحايا في ما عرف بـ (حرب السبعين يوماً). وكانت العائلة المالكة تقرر من يبقى في السلطة ومن يخرج منها، بحسب القرب والبعد منها.

وحده اليمن الذي لديه حاكم ظل من العائلة المالكة في السعودية، ممثلاً في الأمير سلطان، العليل، والذي يدير من وراء كرسي الرئيس علي عبد الله صالح السياسات في الدولة اليمنية. ولأن السعودية تعرف درجة شهية حلفائها، فقد قبلت تحقيق رغبات الشهيّة طالما أن ذلك يجعلهم مجرد منفّذين لأوامر آل سعود.

ما يجري اليوم من تدخّل شبه سافر للسعودية في النزاع الداخلي في اليمن يأتي مدفوعاً برغبة الابقاء على مستوى النفوذ السعودي على حاله، كيما يسمح له بفرض شروطه في المعادلة السياسية اليمنية. كانت السعودية تؤمر فتطاع داخل الحكومة اليمنية، ولا تجد العائلة المالكة غضاضة في أن تطلب بعزل هذا المسؤول وتنصيب ذاك، وقد مارست ضغوطاً على الرئيس الحمدي لطرد الخبراء السوفيات واستبدالهم بأميركيين، وحين رفضت نظّمت سلسلة محاولات انقلابية بالتواطؤ مع شيوخ محليين..الأخطر في الأمر كله أنها تقرر متى تتوحّد اليمن ومتى تنقسم، ولطالما بذلت جهوداً لمنع الوحدة بين شطري اليمن، ولم تدعمها إلا لأن الوحدة ستأتي في صالحها، لأن الجنوب كان سيخرج من المعسكر الشرقي وسيقع في المعسكر الأميركي.

كانت تستفرد باليمن، لاعتقادها بأنه شبه مستعمرة سعودية، وتتم إدارته عبر المندوب السامي السعودي (الأمير سلطان)، ولذلك فإن ملف تدخلاتها العسكرية والسلمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية ولضخامته الفارطة، أصبح يمنياً بامتياز، بمعنى التطابق بين الداخل والخارج في معادلة الحكم اليمني، فكل ما تقوم به السعودية من تدخلات صغرى وكبرى، تبدأ بدعم مرشحين للبرلمان اليمني، وتنتهي الى تغيير الرئيس الحاكم بانقلاب عسكري، ومروراً بالمصادمات الحدودية والنزاعات الاهلية والاغتيالات..

لا ترى في السيادة اليمنية حاجزاً أمام تدخلاتها، بل ترى في المجال الجوي والحدود البرية والبحرية مجرد مسارح مفتوحة أمامها للقيام بكل نشاطات تخدم مصالحها. لا نستغرب على الإطلاق ما قيل عن مشاركة طائرات حربية سعودية في معارك الجيش اليمني ضد الجماعات الحوثية، لأسباباب عديدة من بينها أنها ليست أول مرة تشارك السعودية بطائراتها الحربية في الشؤون الداخلية اليمنية، فقد قامت بذلك في الثمانينات والتسعينيات. ونقلت مصادر أوروبية أن الملك فهد أعطى أوامره الى طائرات حربية سعودية في الحرب بين شطري اليمن في التسعينيات، وبلغ الخبر للأميركيين فاتصلوا على الفور بالحكومة السعودية وطالبوها بإرجاع الطائرات أو سيتم اسقاطها بصواريخ أو طائرات أميركية.
الحرب اليمنية: ابحث عن السعودية

في دواخل اليمنيين كره شديد للسعودية، وعلى مستوى النظام بوجه خاص، ففي المجالس الخاصة يتحدّث المقرّبون من الرئيس علي صالح عن السعودية بطريقة ساخرة، وإن كانوا يتلفّتون حولهم، خشية أن يكون جهازاً للتنصّت قد وضع في مكان ما أو أن جهاز استشعار عن بعد قد التقط كلماتهم. في الشارع اليمني ليس هناك من يحمل مشاعر ود للعائلة المالكة، ويصف أحدهم السعودية بأنها (بطل لا يجيد الا قهر ذويه، فيما أمام العدو ذليلاً لا يستطيع أن يصنع شيئاً، بل يستسلم له) تأسيساً على المواقف السعودية من العدوان الاسرائيلي على غزة، وكذلك موقف قناة (العربية) التي يقول عنها (تحولت الى قناة للعدو الاسرائلي تبرر جرائمه وأفعاله..).

بالنسبة لليمني المسؤول والمستفيد، فإن قيمة السعودية بقيمة المال الذي تدفعه، وليس هناك ما يجعلها متميّزة عن غيرها من الدول لا دينياً ولا ثقافياً ولا حضارياً، فقد أضفى النفط الأسود والحرمين الشريفين معنى خاصاً على السعودية، ولولاهما لكانت مجرد دولة نجدية تستجدي المساعدات من الدول المجاورة والمؤسسات الدولية، ولكانت أقل شأناً من كل دول الجوار..ولما استطاعت أن تمدّ ذراعها تارة يميناً وأخرى شمالاً.

في إشارة لافتة الى التدخل السعودي المباشر، وفي الوقت نفسه خضوع القيادة اليمنية للإملاءات السعودية، جرت في الثاني من سبتمبر الجاري جلسة مباحثات يمنية سعودية أردنية بمدينة أغادير المغربية، حيث يمضّي ولي العهد السعودي الأمير سلطان رحلة الاستجمام المفتوحة. وبعيداً عن الكليشيهات المقرفة (الاطمئنان على الصحة والتنويه بالعلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقة)، فإن الجلسة كانت مخصّصة لمناقشة سبل الخروج من الأزمة الداخلية على خلفية المعارك الدائرة بين الحوثيين والقوات النظامية. الجلسة التي حضرها من الجانب اليمني رئيس مجلس النواب يحي الراعي ووزير الخارجية أبو بكر القربي ومن الجانب السعودي الأمير سلمان وعدد آخر من الأمراء، إضافة الى الملك الأردني الذي جاء للاطمئنان على صحة سلطان، بعد أنباء عن تدهوّرها بشكل دراماتيكي، تم تخصيصها لزيادة الدعم السعودي المالي على أن تشارك كتائب من الحرس الأردني بتمويل سعودي في المعارك إن تطلب الأمر.

كان الطلب السعودي للأميركيين بالتدخل في الملف اليمني، والذي جاء متأخراً دليلاً على أن الأمور باتت على وشك خروجها من السيطرة، في ظل إتهامات يمنية بتدخل أطراف إيرانية لصالح الحوثيين. كان التخبّط واضحاً في تصريحات الرئيس اليمني، الذي صار يوزّع الاتهامات يميناً وشمالاً، فمرة إتهم ايران الدولة، ثم تراجع وقال مرجعيات دينية هي التي تدعم الحوثييين، ثم لما اقترح زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الوساطة، وجّه الرئيس صالح إليه الاتهام، وقال بأن اقتراحه للوساطة دليل على تورّطه (نتمنى أن لا تكون القيادة القطرية قد سمعت مثل هذا التصريح كيما لا تتهم هي الأخرى بالتدخل حين رعت الاتفاق بين الحكومة اليمنية والحوثيين).

فيما يبدو، أن جلسة أغادير بين الرئيس اليمني وولي العهد السعودي قد أسفرت عن حلول حاسمة، خصوصاً بعد أن كشفت الجماعات الحوثية عن تورّط سعودي مباشر في الأحداث عن طريق عمليات التسليح المستمرة..وتنقل مصادر يمنية بأن الجماعات السلفية المسلّحة التي حاولت التدخل لصالح الحكومة اليمنية تكبّدت خسائر فادحة على يد المقاتلين الحوثيين ما دفع بأفراد الجماعات تلك للانسحاب من المعركة على وجه السرعة، بذريعة أنها ليست معركتهم..ما تخشاه السعودية أن تؤدي المعارك الدائرة الى إضعاف قدرة القوات الأمنية اليمنية على ضبط الحدود، الأمر الذي يفتح الباب أمام تسلل مجموعات قتالية من القاعدة الى الداخل وإعادة موجة العنف التي جرت سنة 2003 ـ 2004 ولكن بوتيرة أكثر تنظيماً وذكاءً.

بعد يومين من اللقاء الثلاثي، قررت الحكومة اليمنية في 4 سبتمبر تعليق العمليات في شمال اليمن ضد الجماعات الحوثية، لإيصال المساعدات والمؤن الغذائية للمتضررين، وحتى لا يفهم من القرار على أنه تنازل، أو إشارة انكسار، أعلن في نفس اليوم عن قتل ثلاثة من قادة الجماعة. في الجانب الآخر، عرض الحوثيون قذائف مورتر عليها شعارات السعودية حصلوا عليها بعد سيطرتهم على وحدة تابعة للجيش اليمني، إضافة الى جنود أسروا في منطقة ماران، وفي أخرى لقطات لجنود يستسلمون ودبابة تحترق. وقال بيان صادر عن الجماعة في 3 سبتمبر (إنهم يضعون أمام أعين الجميع حقيقة الدعم السعودي المباشر الذي تحدثوا عنه من قبل وان النظام اليمني تخلى عن سيادته وسلم البلاد الى مصالح أجنبية).

قد يكون القلق السعودي من تسرّب العنف من الحدود الجنوبية هو ما دفع مستشار أوباما جون بيرنن لمكافحة الإرهاب لزيارة السعودية واليمن في 7 سبتمبر الجاري. في الزيارة الأولى التقى بيرنن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وسلّمه رسالة من نظيره الأميركي يؤكّد فيها (وقوف الولايات المتحدة الى جانب اليمن ووحدته وأمنه واستقراره). وأضافت الرسالة (أن أمن اليمن أمر حيوي لأمن الولايات المتحدة والمنطقة) الخليجية الغنية بالنفط.

لاشك أن لمثل تلك تصريحات دلائل هامة، فهي تشير إلى موقف استراتيجي ثابت، إلى جانب الدعم المطلوب للنظام اليمني القائم. السعودية كانت المحطة الثانية في جولة بيرنن، حيث استقبله الملك عبد الله في قصره بجده وتناقشا في الخيارات المطروحة للتصدي لتداعيات ما يجري على الساحة اليمنية ومنع تسلل عناصر القاعدة الى الداخل. ونقلت مصادر يمنية بأن السعودية عرضت أدلة وصفت بأنها موجّهة لتصعيد الموقف الأميركي ضد ايران، وقالت المصادر بأن الأدلة تدور حول تقديم الأخيرة أسلحة وتجهيزات للجماعات الحوثية في حربها ضد الجيش اليمني.

الموقف الأميركي في المحطتين (صنعاء وجدّة) كان دون ريب محثوثاً بمخاوف سعودية، فانفراط الاوضاع الأمنية والسياسية في اليمن يعني انفتاح أبواب جهنم من الجنوب. كل المنافذ بالنسبة للدولة المرتابة تعتبر أبواب محتملة للجحيم، ولذلك تتعامل مع كل جيرانها خصوماً محتملين، ولا تكاد تخرج من دورة شك مع جار لها حتى تبدأ دورة أخرى، كذا كان الأمر مع عمان، والامارات وقطر والبحرين والكويت والعراق بل حتى اليمن التي تعتبرها محمية سعودية تحتفظ الشركات المسؤولة عن ترسيم الحدود بين البلدين بملفات حافلة بالاعتراضات والتحفّظات والاختراقات السعودية.

كانت السعودية تعتقد بأن ضربات عسكرية متواصلة، كالتي فعلتها القوات الاسرائيلية في لبنان وفلسطين، ستحسم المواجهات مع الجماعات الحوثية. ولكن فوجئت السعودية، كما فوجيء الاسرائيليون في جبهتي لبنان وفلسطين ـ غزة، بأن الحروب الخاطفة باتت في ذمة التاريخ العسكري في العالم، فقد أفاقت القيادتان اليمنية والسعودية على حقائق مريعة فقد تبيّن أن مقاتلي الجماعة الحوثية ليسوا أفراداً عاديين، بل هم عناصر في الجيش، والقوات الأمنية، ومتدرّبون في معسكرات نظامية، ويديرون معاركهم بكل اقتدار، وهو ما قلب موازين الجبهات بصورة دراماتيكية، فالقوات النظامية تقاتل من أجل الرئيس بينما تقاتل الجماعات الحوثية من أجل قضية تراها عادلة، وهي الحقوق العامة.

لا شك أن للسعودية مخاوف جديّة، ليس فحسب من جانب القاعدة، ولا انبعاث الحركة الشعبية في الشطر الجنوبي والمطالبة بإعادة الأمور الى ما كانت عليه قبل الوحدة بسبب استئثار القيادة الشمالية بكل امتيازات الحكم والدولة، ولكن أيضاً لأن المعارك بين الحوثيين والقوات اليمنية تدور على تخوم الحدود السعودية، أعني محافظة صعدة التي تشكل مسرباً استراتيجياً لمن أراد النفوذ الى داخل السعودية.

ولأن صعدة تعتبر المعقل الأكبر دينياً واجتماعياً واستراتيجياً للشيعة الزيدية في اليمن، فإن الاضطرابات الواقعة فيها، دع عنك تفوّق الجماعات الحوثية والسيطرة عليها يمدّد خطرها الى داخل الأراضي السعودية، وهناك سكان في جنوبها يتقاسمون مع الحوثيين الانتماء المذهبي والاجتماعي.




اسرار آل سعود الجزء الاول

اسرار آل سعود الجزء الاول

ان قصة آل سعود هي اكثر من مجرد قصة عن عائلة حاكمة واكثر من مجرد قصة عن عائلة غنية, قصة آل سعود غيرت وجه العرب وكانت لاعب اساسي في السياسة العلنية والخفية.
أقدم الأجداد الذين يذكرهم التاريخ لآل سعود هو مانع بن ربيعة المريدي الذي قدم مع أسرته إلى منطقة وادي حنيفة عام 850 هـ (1447 م) بعد أن دعاه قريبه ابن درع أمير حجر اليمامة وأعطاه مناطق في وادي حنيفة أطلق عليها مسمى الدرعية، نسبة إلى ابن درع. واختلف على أي وجه ينتسب المردة إلى بكر بن وائل، فينسبهم الكثير من النسابين والمؤرخين في نجد إلى قبيلة بني حنيفة من بكر بن وائل [2]، وهو النسب الراجح والذي ذهب إليه أمير منطقة الرياض سلمان بن عبد العزيز وغيره من كبار آل سعود، وينتسب آل سعود أيضاً عن طريق الحلف أي التحالف القبلي إلى قبيلة عنزة التي انضوى تحت لوائها في القرون الوسطى الهجرية معظم بطون بكر بن وائل في نجد وربيعة، وهناك رأياً آخر ينسبهم إلى عنزة عن طريق المصاليخ من الـمنابهة من ضنا مسلم[3] الذين كانت مساكنهم التقليدية في بوادي شمال نجد وخيبر. وقد كتب الأمير سلمان بن عبد العزيز بخصوص ذلك قائلاً: "ولو سئلت شخصياً لأجبت بأنني من بني حنيفة من بكر بن وائل (أي نسباً) من عنزة (حلفاً) بسبب التداخل بين القبيلتين." [4] فمن قال إنهم من حنيفة فقد أصاب ومن قال إنهم من عنزة فقد أصاب أيضا، وهذا لا يتنافى مع القواعد المعروفة عند علماء النسب قديما، وبنو حنيفة من لجيم بن عكابة بن صعب بن علي من بكر بن وائل ذلك أن وائلاً هو جد القبيلتين المشترك (حنيفة) و(عنزة) فهو يدخل حنيفة كلها في عنزة، فيطلق هذا الاسم الأخير على كل من كان من ولد وائل، ومن عادة العرب انتساب القبيلة إلى من لها صلة بالأصل الذي تنتسب إليه مثل أخي الأب أو القريب وكذلك إذا اشتهر فرع من فروع القبيلة التي يجمعها أصل واحد وهذا معروف منذ أقدم العهود, وقد ذكر حمد الجاسر في جميع مولفاته إن حواضر بكر بن وائل قد انتسبوا لعنزة الذي يعد في النسب بمثابة العم لهم من الأعلى. ن
يملك آل سعود اليوم ثروة قدرها600 مليار دولار اي اكثر من ميزانية الدولة ربما تعتقد للوهلة الاولى ان آل سعود هم مثل يقتدى به لكن بعد ان تقرأ هذه المعلومات سيتبين لك مدى جشع هذه الاسرى وتعلقها بالشهوات واهمالها لشعبها وللعرب والمسلمين.
اولا دعونا نحصي الاسرى الحاكمة:
الملك عبد الله له 17 زوجة و50 ولد وبنت ويملك ما يقارب 70 مليار دولار هو واولاده وطبعا لم تأتي امواله من السماء
الامير سلطان بن عبد العزيز له 17 زوجة واغلبهن اصبحن مطلقات وطبعا الطلاق اذا كان شرعا يجب ان يكون لاسباب وليس من المعقول ان تطلق 14 زوجة كلها لاسباب الا اذا كان هو شخص يبحث عن رغابته ناسيا رغبات شعبه
الامير مشعل بن عبد العزيز له 7 زوجات منهن ثلاثة على قيد الحياة وايضا هذا الامر له تفسير هو ان الامير مشعل بقي يرغب بالزواج حتى ماتت زوجاته من الكبر واحدة تلو الاخرى.
والقائمة كبيرة لكن هذا الكلام لا شيء ان اتطلعنا على الحياة السياسية للعائلة, هل تعلم ان احتلال فلسطين سببه الاول آل سعود؟ اذا اقرأ: مع نهاية الحرب العالمية الثانية وبداية الحرب الباردة بدأت الانظار تتوجه الى المنطقة العربية وكان الصراع بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة في ذروته وكان الانتداب البريطاني لا يزال في فلسطين وكان الهدف الوحيد للولايات المتحدة وبريطانيا السيطرة على النفط وانهاء التغلغل السوفييتي في الخليج العربي وبالفعل تحقق ما تريده امريكا وسيطرت على نفط الخليج وكان الاتفاق في حينها ان يكون الحق لامريكا في التصرف كما تريد في النفط لمدة 5 سنوات بعد هذا الاتفاق اجتمع الملك السعودي بالرئيس الامريكي في القاهرة وكان من ضمن الحديث ان اقترح الرئيس الامريكي ان ياخذ راي الملك السعودي فيما سيفعلون باليهود المهجرين فكان راي الملك عبد العزيز ان يعودوا الى فلسطين.
وفي 14 مايو 1948 قبل انتهاء الانتداب البريطاني اعلن رسميا قيام دولة اسرائيل قام على اثرها حرب بين اسرائيل وخمس دول عربية على رأسها مصر....اين كان الدور السعودي؟
كانت القوى في وقتها شبه متوازنة فكان الغرب يدعم اسرائيل 78 طن اسلحة وكان السوفييت يدعمون العرب 76طن من الاسلحة فكانت الخطة الوحيدة لهزيمة اسرائيل هي وقوف السعودية لجانب العرب وقطع امدادات النفط عن الغرب الا ان السعودية قطعت النفط لعشرة ايام وتراجعت عن وعدها للعرب مما تسبب في هزيمتهم.
اما في حرب الخليج لم يغير آل سعود سياستهم التي اعتادت عليها الولايات المتحدة والتفاصيل كثيرة وانشاء الله سوف ننشرها في مقالة اخرى تحكي اسرار العائلة التي تسببت في تخلف العرب عن باقي الامم واحتلال فلسطين.
at 12:12 PM
Email ThisBlogThis!Share to TwitterShare to Facebook
Posted by tarek
Reactions:
==================================================
اخطر اسرار ال سعود واليمن (عاجل جدا)
بسم اللة الرحمن الرحيم

الي كل الشرفاء من ابناء اليمن العظيم
الي كتاب التاريخ والمؤرخين
الي كل ابناء الامة العربية والاسلامية
الي كل انسان صاحب ضميرحي

اكتب اليكم بعض الماسي التاريخية التي ارتكبتها اسرة ال سعود الملكية في الشعب اليمني الاخوي الجار الطيب المسكين الصادق والمخلص للاسلام والمسلمين منذ مبايعة الرسول الاعظم صلى اللة علية وسلم وحتى شروق شمس هذااليوم انني اسطراليكم هذة الاسطر وانااعرف بان التاريخ سوف يكتب كل ذلك ولكن ايضا ح لمن لازالو يجهلو ماسي الجارة الجائرة التي
يعاني اليمن شعبا وحكومة وارضا كل اوجاعة والالامة وكوارثة بسببب المخططات والجرايم التي نفذتها اسرة ال سعود في اليمن وخصصوصا بعد ثورة 26سبتمبر الخالدة واليكم النقاط التالية من ارشيف اوجاع ال سعود في اليمن
1- المؤامرات والمخططات التي واجهت الثورة اليمنية منذ اندلاعها حتي حرب السبعين يوما انفقو ال سعود اموالا هائلة للملكيين والقبايل ودعم سياسي واعلامي واستخبارتي غير محدود راح ضحية وثمن ذلك سنوات من الحروب الاهلية الطاحنة وتراجع في نهضة البلاد وعشرات الالاف من القتلى وعمت هذة الكوارث والاحزان كل بيت في اليمن
2-بعد قيام حركة 13يونيو التصحيحة بقيادة الرئس القائدابراهيم الحمدي واعادة روح الامل لدى كل يمنى وبداية حياة كريمة واصبح الموقف اليمنى ذو ريادة اقليمية ودولية ونجاح تجربة التعاونيات التجربة الرائدة فى المنطقة حتي الان حاكو ال سعود موامراتهم للقضاء على هذة الحركة وقيادتها الفذة حتى نفذو كل مخططاتهم وقتلو الزعيم الحمدي ونصبو عملائهم الغادرين والمجرميين وتراجعت عجلة التصحيح والتنمية الي الوراء ودمرو دولة النظام والمووسسات التى سببت ازعاج ال سعود
3-التدخلات السافرة والقرارات التي صنعهاالملحق العسكري السعودي صالح الهديان في اليمن وكان بمثابة السامي البريطاني ابان احتلال عدن يملي كل القرارت وتنفذ من قبل زمرتهم الحاكمة والتى سيذكر اسمائهم التاريخ في صفحات الخيانات العظمي وارتكب هذاالملحق كل جرائم الانتهكات في سيادة البلد .

4- استعبادهم للسيادة الوطنية طيلة العقود الماضية والتدخلات المستمرة في القرارات والتعيينات وسياسة اليمن الخارجية ويجعلومن اليمن تبعية لهم وكاننا امارة سعودية .

5- تعامل ال سعود مع العدو الصهيوني في عدة مواقف ودعمهمم بالنفط والتي اكتشفة ذلك المخابرات المصرية عبرانبوب نفط تم اكتشافة عبر غواصين مصريين وتم التستر علية مقابل دعم سخي للاقتصاد المصري ومن ضمن دعمهم لااسرائيل هو طلب الاسعود من اسرائيل ضرب القوات اليمنية الجمهورية والقوات المصرية في جبال صنعاء وخارجها وهو مابثتة قناة الجزيرة فى شهر مايو 2008

6-دعمهم للهاشمين من بداية الثورة وحتي حرب السبعين يوما دعمهم للقوى الملكية في موتمر حرض الملكي وفرض وزراء للملكيين ووظائف ادارية عليا في الدولة


7- محاربتهم للاقتصاد اليمني بكل وسايل يمتلكوها ومحاربة التعليم دعمهم للمشايخ واثارة القبلية العنصريه ودعم الحروب الطاحنة لكي تتراجع الاجيال الي الوراء وتبقي تغوص في تفكير المشيخة والقبيلة .

8- محاربتهم للديمقراطية في اليمن وعلي كل كلمة ديمقراطية تنطق بها قيادة اليمن اونطبقها يدفعو اليمن ثمنها خسارات وتدمير الاقتصاد الوطني
9-قامو ال سعود بطرد 2 مليون يمني مغتربين بعد ان قدمو عزشبابهم في بناء مملكتهم وهذة كارثة وقضية تقطع الاكباد

10-وقوف ال سعود ضدالوحدة اليمنية ودعمهم لحركات سياسية للتفرقة بين شركاء العمل السياسي وزعماء الوحدة وتبني ودعم موتمر سباء للقبائل اليمنية عام 93م لااعادة القوي الرجعية الي مراكز قوي وتدمير العمل الموسسى والتنموي واعادة المشايخ الي تكتل رجعي متخلف ويضيع الشعب وقتة في مهاترات وموتمرات مصالح ضيقة يقودها اشخاص لايعرفو التنمية اومستقبل الامةاو القضاياوالتحديات التي تواجة الامة


11-وقوفهم ودعمهم مع الانفصال في الجنوب وهم كانواصحاب عداء تاريخي مع الاخوة الاشتراكين وفي ليلة واحدة اتفقوعشان ال سعودينفذو باقي احلامهم السوداء ضداليمن وقاموبشراء بمليار دولار اسلحة حديثة لتدمير وقتل الجيش اليمني وتدميرالبنية التحتية في البلد وترحيل قوات الحفظ والسلام بقيادة العميد الهبيلي التي كانت ضد الاشتراكين وهم خصوم التاريخ والموجودين في السعودية لمدة ثلاثة عقود وفي 24ساعة تم الوفاق السياسي والعسكري بين الخصوم باوامر سعودية واذا بهم في جبهة واحدة وخندق انفصالي ضد قوات الشرعية لكي تتناطح كل القوي في اليمن وتحويلنا الي صوملة وحروب اهلية لكن حكم الله وافشل مخططاتهم الحاقدة التدميرية والذي يعتبر وكانهم قتلو الشعب اليمني باكملة

12- ظغوطهم السياسية واياديهم الطويلة حكمت في اعدام النخبة من صفوة ابناء اليمن ونفذو الاعدام عبرعملائهم وقتل الصف الثاني لقيادة حركة 13 يونيو بقيادة الشهيد عيسي محمدسيف ورفاق دربة وهولاء من نخبه شباب الامة العربيه سياسيا واقتصاديا وقومية عروبية بحتة

13-دسايسهم ومكرهم لجذب عواطف ابناء اليمن بان اليمن اصل العروبة ولابدان ينضم الي مجلس التعاون الخليجي وهذا مستحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــل
هدفهم تدمير الهمم الوطنية والاتكالية عليهم وتقاعس الاجيال والقضاء علي الاستراتجيات الوطنية والعمل الموسسى واستمرار الفساد وفشل مشروع محاربة الفسادوافشال مشروع الازدواج الوظيفي وهذة مغازلات سياسية واضحة والحفاظ علي شعرة معاوية خوفا من التنين 0ونحن في الحقيقة اليمن ليست بحاجة الانضمام الي مجلس التعاون اطلاقا 000 اليمن مخزن كل الثروات النفط الغاز الذهب والماس والاثار والزراعة والسياحة والحديد والزئبق والموارد البشرية لاينقصنا الاقيادة رشيدة وسياتي يوم ينصف للضالم من المضلوم لان الله جل وعلا من اسماءة الحسنئ الحكم العدل

14-اخذ مئات الكيلوات من الاراضى اليمنية وبها ثروات هائلة الايدرون بانهم سوف يعيدوها علي اهلها رغما عنهم وسياتي يوما يعود حكم نجدوالحجاز لااهلة وسوف يقبعون في السجون ويحاكمو واحد تلو الاخر علي ماسييهم التاريخية في اليمن خاصه والوطن العربي عامة .

15- حقوق اليد العاملة اليمنية للعشرات السنين من عرق جباههم وسواعدهم السوداء لازالت هذة الحقوق عندهولا المجرمين الخونة وفي الاخير ارتكبواكبر جريمة في التاريخ وقا مت الشرطة السعودية باحراق 25مواطنا يمنيا اولاد من ضحو بحياتهم يدعاملة للاسعودوضحية كوارثهم في تدمير اليمن وبدل من ان يغفرو من ذنوبهم واشباع جوع هولاالمساكين احرقو جلودهم وعضامهم بالنار هل هذا سجن غوانتنامو الذي لم يصلو الي هذا الجرم القبيح وفي الاخير لن يضيع حقا وراءة مطالب وان غدا لناضرة قريب سينصف لنا الله القوى الجبار ويوجد 685وثيقة جاهزة لدى نجل قايدثوري ورمزوطني جمعت من كل مكان نشكر كل من ساهم في جمع هذة الوثايق للجرايم ال سعود طيلة 48 عام وماخفي من الوثايق سياتي ان شاء الله ومااشبة اليلة بالبارحة اليس هم من دعم الهاشميين بعد الثورة واليوم هم وراء حرب صعدة وسيثبت الزمن ذلك وهم يعرفو بان الحوثين لن يفلحو اويصلو الحكم ولكن يزرعو المذهبية وحرب اهلية ولكن سوف يدفعو الثمن بحرب داخلية مع الشيعة حقهم ومكارتمهم وللتاريخ فان الرئس ابو احمد رجل صلب وشجاع وهومواجهم طيلة 30عام تحياتي الي كل شهداء اليمن العظيم000 ولكن ال سعود هم ليس اهلا للمواجهات السياسية الان حزب الله وعشرة الف من جنودة لايتركو السعادة اوالنوم الذيذ يدخل اجفان ال سعود وهذابداية الانتقام الالهي000 فان الحروب سجالا فان ميات المليارات لن تغفر من ذنوب ال سعود في اليمن ولازالت دماء شهداء اليمن تفوروسياتي يوما يجعل من دماء شهدائنا الابطال ثورة عربية تقيم دولة الحرية والمساوة والعدل في الاراضي المقدسة ..... ... واللة الناصر والشهيد

ثروات آل سعـــــــــود أين تذهب عائدات النفط السعـودي؟

ثروات آل سعـــــــــود أين تذهب عائدات النفط السعـودي؟


قبل ربع قرن من الزمن ، قال وزير النفط السعودي الأسبق احمد زكي اليماني : ' من الغباء أن لا نستفيد من الدجاجة التي تبيض ذهبا ، والتي هي دجاجتنا ، ولكن ليس لكل العالم أن يشترك في الوليمة .
النفط الذي هو دجاجة آل سعود ذات البيض الذهبي يتم استخراجه من أراضى جزيرة العرب منذ سبعة عقود لصالح آل سعود الذين يمنعون شعبهم من المشاركة في وليمة النفط . ويتركونه خلف أبوابهم الموصدة بانتظار فتات موائدهم والفائض عن حاجاتهم بعد امتلاء جيوبهم وبطونهم بعوائد النفط .
يحق للمرء أن يتساءل ، بعد هذه العقود الطويلة من استخراج النفط السعودي بصورة استنزافية ، وبالحد الأقصى الذي يهدد الثروة الوطنية : ما الذي فعله آل سعود بثروة شعب الجزيرة العربية وأين ذهبت مئات المليارات من عائدات النفط . وكم كانت حصة الشعب من ثروته الوطنية ؟
في مملكة آل سعود ، حيث يتسلط أبناء عبد العزيز وأحفاده على رقاب الشعب ومقدراته ، يتم اقتسام عائدات النفط بين أفراد العائلة الحاكمة وشركة ' ارامكو ' الأميركية ، ويجري تبديد هذه العائدات على ترف وملذات أمراء آل سعود تنفق المليارات على بناء القصور وشراء المنتجعات في أوروبا و أميركا لصالح الأمراء المتخمين من آل سعود ، كما يتم إهدار مبالغ مضاعفة على مجون وفسق الأمراء وعلى موائد القمار في لاس فيغاس بينما تعاني الغالبية العظمى من أبناء شعب الجزيرة العربية من الفقر والجوع والأمية ، وتفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة .
النفط ، الذي كان ينبغي له أن يكون وسيلة فعالة لتطوير البلد وتنميته ، وأداة لانتشال شعب الجزيرة من ظروف الفقر والتخلف . وهذا النفط نفسه ، تحول على أيدي أبناء عبد العزيز آل سعود إلى وسيلة إضافية لقمع شعب الجزيرة وتكريس فقره وحرمانه ومنع تطويره فالقسم الأكبر من هذا النفط يجري استخدامه لشراء المزيد من الأسلحة وأنظمة الرقابة ووسائط القمع والتعذيب لأجهزة الأمن السعودية ، التي بات همها الوحيد تشديد الرقابة والقيود السياسية والإدارية على الشعب ومنعه من حقه في التعبير عن رغباته وتطلعاته المشروعة ، وحرمانه من حقه الطبيعي في المشاركة السياسية وفي الاستفادة من ثرواته الوطنية الهائلة .
السعودية ، اكبر مصدر للنفط في العالم ، وصاحبة أكبر احتياطي نفطي على وجه الكرة الأرضية ، لازال مئات الألوف من مواطنيها يعيشون حياة الفقر والبداوة والأمية ، بعيدا عن مظاهر الثراء الفاحش والتخمة وأنماط الحياة الغربية التي يعيشها أمراء آل سعود وحلفاؤهم وزعماء القبائل الموالية ومن رجال الأعمال الوكلاء لآل سعود .
ففي مقابل القصور الفاخرة والسيارات الحديثة ووسائل الراحة والرفاهية العصرية التي يغرق فيها آل سعود وأعوانهم ، ثمة بيوت من الصفيح وأكواخ طينية ضيقة موزعة على هوامش المدن الكبرى ، وعلى أطراف الصحراء القاحلة ، حيث ينحشر فيها مئات الألوف من أبناء شعب جزيرة العرب الذين يعيشون خارج العصر النفطي ، في ظروف إنسانية صعبة يندى لها الجبين .
ولا يكتفي آل سعود بتبديد ثروة الوطن على أهوائهم وملذاتهم ، بل يوظفون قسما كبيرا من هذه الأموال في شراء الذمم والولاء لنظام حكمهم القبلي وكذلك في حبك الدسائس والمؤامرات ضد القوى التقدمية في العالم العربي والإسلامي ، ولشراء رضى السيد الأمريكي ، حيث توجد مئات المليارات من عوائد النفط بصفة ودائع طويلة الأجل وبلا فوائد في بنوك الولايات المتحدة مقابل تأمين الحماية الأمنية والسياسية لنظام آل سعود .
نعم . كان النفط ولا يزال ، هو الدجاجة التي تبيض ذهبا ، كما قال زكي اليماني ولكن السؤال :
أين يذهب البيض الذهبي ، ومن المستفيد من هذه الوليمة ؟؟


سياسة آل سعود النفطية

مثل اكتشاف النفط في الجزيرة العربية الحدث الأبرز والأعمق تأثيرا في تاريخ مملكة آل سعود والمنطقة عموما . فبقدر ما جلب النفط من عائدات مالية ضخمة لآل سعود ، فإنه قد جلب على المنطقة العربية الكثير من الويلات والمصائب ، نتيجة لتجديد الأطماع الإمبريالية في الهيمنة على منابع النفط ، والتحكم في صادراته وأسعاره وحرمان العرب وخاصة شعب الجزيرة العربية من التمتع بخيرات بلده ، وتطوير قدراته وإمكاناته ، ورفع مستوى معيشته ، ودعم البلدان العربية الفقيرة ، ومساندة قضايا الأمة ، وإسنادها في مواجهة التحديات الصعبة التي تجلبها ، وخاصة التحدي الصهيوني الإمبريالي .
تتابعت الاكتشافات النفطية وتوسعت بصورة متسارعة لتصبح مملكة آل سعود الدولة الأولى المصدرة للنفط في العالم ، وليتم اكتشاف أكبر مخزون نفطي في العالم تحت رمال صحراء الجزيرة العربية ، حيث يبلغ احتياطي النفط في جزيرة العرب اكثر من 26 بالمائة من إجمالي الإحتياطي النفطي في العالم .
الميزة الإضافية للنفط المستخرج من شبه الجزيرة ، أنه إلى جانب نوعيته الممتازة .. فإن كلفة إنتاجه هى الأكثر انخفاضا في العالم ، حيث لا تزيد كلفة إنتاج البرميل الواحد من النفط السعودي عن 1،2 دولار هذا إلى جانب قرب آبار النفط من موانيء التصدير على شواطئ الخليج العربي .
في عام 2004 بلغ الإنتاج الرسمي المعلن للسعودية 10,5 مليون برميل نفط يوميا ، وثمة تقديرات بأن مليون برميل آخر يتم إنتاجها وتسويقها بصورة سرية للولايات المتحدة لزيادة مخزونها الاحتياطي ، وذلك ضمن اتفاقية خاصة بين آل سعود والارامكو.
وبالنظر إلى تعداد السكان في مملكة آل سعود ، والذين يقدرون حاليا بحوالي 6-7 مليون نسمة ، فإن جهات عديدة تتساءل : ما هي حاجة السعودية إلى إنتاج هذه الكميات الهائلة من النفط وما الذي يضطرها إلى استنزاف الثروات الباطنية للبلد خاصة وأن غالبية العائدات النفطية لا يستطيع الإقتصاد السعودي استيعابها ويظل معظمها على شكل ودائع نقدية في البنوك الأميركية والأوروبية ؟

- سياسة الإغراق النفطي .
في عام 1981 ، اعترف وزير النفط السعودي الأسبق احمد زكي اليماني ، أن إنتاج خمسة ملايين برميل يكفي ويزيد لتمويل مجموع احتياطات السعودية المالية وأنه إذا تم إهمال بعض المشاريع الكبرى غير الضرورية وقليلة الفائدة . فإن ثلاثة ملايين برميل تكفي لضمان نمو متناسق ، وأكثر ملاءمة مع إمكانات الإستيعاب في البلاد ، ومع حاجات السكان .
فإذا أخذنا بعين الاعتبار أن السعودية كانت تنتج في ذلك الوقت أكثر من عشرة ملايين برميل ، في حين كان عدد السكان لا يزيد عن 4,5 مليون نسمة ، فان السؤال السابق يبدو اكثر إلحاحا .
غير أن سؤالا لا يقل أهمية عن السؤال السابق يتعلق بأسعار النفط السعودي ، فلم يعد سرا على أحد ، أن النفط السعودي ، ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، يتم تسويقه بأسعار تقل عن سعر السوق ، رغم الطلب الشديد على النفط السعودي في الأسواق الصناعية في أوروبا وآسيا وأميركا . والسؤال هنا : ما الذي يدفع أمراء آل سعود إلى بيع نفط البلاد بسعر يقل عن السائد في الأسواق العالمية ، ولصالح من يتم حرمان الشعب السعودي من فارق أسعار نفطه المبيع في أسواق العالم ؟ .
المفارقة أو الفضيحة التي يتهامس بها الناس أكثر فأكثر ، حتى في كواليس السلطة ، هي أن السعودية ليست بحاجة أبدا إلى أن تستنفد ، قبل الأوان ، مواردها النفطية وأن تبدد عائداتها بلا فائدة .
كذلك فإن بيع النفط السعودي بأسعار تقل كثيرا عن الأسعار الجارية لدى بلدان الأوبك الأخرى ، تنجم عنه خسارة تقدر ، منذ عام 1977 بحوالي 20 مليار دولار سنويا ، وهي بشكل ما تقدم كهدبة من آل سعود للشركات الأميركية التابعة لكونسوسيوم . الارامكو التي تحتكر تسويق كل النفط الخام السعودي ، كما أنه يقدم كرشوة لمختلف الوسطاء من أمراء العائلة الحاكمة ومن الأجانب على السواء .
يزعم آل سعود أنهم يقدمون على تلك ' التضحيات ' تعبيرا عن تضامنهم مع دول الغرب ، وخاصة الولايات المتحدة ، ونتيجة لحرصهم على استمرار استهلاك النفط من قبل الدول الصناعية الكبرى .
ويسوق المسؤولون عن قطاع النفط في هذا المجال مجموعة من الحجج والذرائع لتبرير سياستهم القائمة على إغراق سوق النفط العالمية بفائض من الإنتاج السعودي ، وبتخفيض أسعاره إلى ما دون الحد الأدنى المتفق عليه بين الدول المنتجة والدول المستهلكة للنفط .
أولى هذه الحجج أن غزارة إنتاج النفط من شبه جزيرة العرب يحد في الواقع من ارتفاع الأسعار ، وبالتالي فإنه يشجع الدول الصناعية المستوردة للنفط على استمرار اعتمادها على النفط كمصدر للطاقة ، ويقلل من استثمارات تلك الدول في مجالات البحث عن مصادر بديلة للطاقة . كما أن زيادة إنتاج النفط السعودي وتوفيره بصورة دائمة، يشجع الدول المستهلكة على زيادة طلباتها على النفط الخام وتوسيع مجالات استخدامه . وفي المقابل ، فإن توفير المزيد من العائدات النفطية لدى الدول المنتجة للنفط ، سوف يؤدي إلى زيادة طلباتها للسلع المختلفة التي تنتجها الدول الصناعية ، المستفيدة الرئيسة من إعادة تدوير البترو دولار .
المثال الذي يقدمه آل سعود لدعم تلك النظرية ، يتمثل في أن حوالي ثلثي عائدات النفط السعودي يتم استخدامها لشراء السلع المختلفة للتجهيزات وللإستهلاك ، وللتسليح وللخدمات المتنوعة من الشركات الغربية المزودة للسعودية .
فالمملكة السعودية هي أكبر بلدان العالم استهلاكا المنتجات الغربية ، وهي تضمن للشركات الأجنبية التي تقوم باستثمارات في السعودية قروضا سخية بدون فائدة ، تصل إلى نسبة 50 بالمائة من كلفة المشروع ، كما تقدم لها الأراضي والماء والكهرباء بأسعار رمزية ، وتتحمل الدولة نفقات التأهيل المهني ، وتعفي الأجانب ، الذين يوظفون أموالهم من الضرائب لمدة خمس إلى عشر سنوات ، وتخولهم الحق بإخراج أرباحهم ورساميلهم بكاملها .
الوجه الآخر للحقيقة ، يتمثل في زيف الحجج التي يسوقها آل سعود لتبرير سياستهم النفطية القائمة على إغراق السوق العالمي بفائض دائم من الإنتاج ، وتخفيض أسعار النفط السعودي إلى ما دون السعر المتفق عليه في دول أوبك .
فبالنسبة لزيادة كمية الإنتاج ، فإن النتيجة المباشرة لها هي انخفاض سعر برميل النفط وبالتالي تدنى العائدات النفطية لمعظم الدول المنتجة للنفط ، وعند الأخذ بالإعتبار أن غالبية الدول المنتجة للنفط في منظمة أوبك هي من دول العالم الثالث ، وأن عائدات النفط تشكل مصدر الدخل الأساسي لاقتصادها القومي عند ذلك ندرك مدى الضرر الذي يلحقه آل سعود بتلك الدول ومدى إضراره باقتصادياتها الوطنية وبمشاريعها التنموية .
وإذا كانت دولة آل سعود بسكانها القليلين نسبيا ( 7-6 مليون نسمة ) وبإنتاجها الضخم ( 11,5-10,0-) مليون برميل يوميا قادرة على تحمل نتائج انخفاض أسعار تدميرية على معظم الدول الأخرى في منظمة أوبك وخاصة تلك التي يبلغ تعداد سكانها أضعاف تعداد السكان في جزيرة العرب ، بينما يقل إنتاجها النفطي كثيرا عن معدل إنتاج السعوديين . مثال ذلك مصر والجزائر ونيجريا وإيران والمكسيك وفنزويلا وغيرها .
لقد دفعت الشعوب في تلك الدول من قوت شعوبها ومن مستقبلهم ثمن تواطؤ آل سعود مع الغرب لزيادة إنتاج النفط وخفض أسعاره .
الحقيقة التي لا يستطيع آل سعود إنكارها ، تتمثل في أن أسعار السلع التي تصدرها الدول الغربية للعالم الثالث قد ارتفعت بصورة مذهلة خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي ، وهي ما تزال تواصل ارتفاعها بينما جمدت أسعار النفط بسبب تآمر آل سعود عند تخوم 20 .
24 دولار للبرميل منذ بداية تلك الحقبة . والنتيجة الطبيعية لذلك ، أن قدرة الدول العربية المنتجة للنفط على استيراد احتياجاتها من الدول الصناعية باتت أصعب يوما بعد يوم ، رغم ارتفاع الإنتاج العالي من النفط بنسبة الضعفين خلال هذه الحقبة . لقد تحول العديد من الدول المنتجة للنفط إلى دول مدينة نتيجة لتراجع عائداتها النفطية وعجزها عن تلبية احتياجات سكانها ومشاريعها التنموية ، ويمكن النظر إلى دول مثل فنزويلا والبرازيل كنموذج لذلك .
وبطبيعة الحال فإن مملكة آل سعود ، رغم تسيبها في هذه الكارثة الإقتصادية للعديد من دول العالم المنتجة للنفط ، لم تتحمل نتيجة مثل هذه السياسة ، فسكان جزيرة العرب لا تزيد نسبتهم عن 2 بالمائة من مجموع شعوب الدول المنتجة إلى منظمة أوبك – بينما يزيد إنتاج السعودية الرسمي ( دون احتساب ما تصدره بصورة غير رسمية ) أكثر من 40 بالمائة من إجمالي صادرات منظمة الاوبك .
يضاف إلى ما تقدم أن سياسة آل سعود النفطية لا تأخذ بعين الإعتبار مصلحة الدول الأخرى المصدرة للنفط أو مصلحة شعب الجزيرة العربية ، المالك الشرعي لهذه الثروة النفطية ، بل مصلحة العائلة الحاكمة وحلفائها الغربيين الذي يدعمون بقاء هذه العائلة متسلطة على رقاب الشعب و على ثرواته الوطنية فليس من مصلحة شعب جزيرة العرب أن يتم استنفاد ثرواته النفطية بهذه الصورة المفرطة ، التي ستؤدى إلى استنزاف هذه الثروة خلال عقود قليلة ، وحرمان الأجيال القادمة من أي ركيزة اقتصادية للبلاد . وتزداد بشاعة هذه الجريمة التي يرتكبها آل سعود ضد مستقبل الشعب عندما ندرك الصورة التي يتم بها تبديد عائدات النفط على رفاهية أمراء آل سعود وملذاتهم ، دون الالتفاف إلى ضرورة بناء قواعد صناعية وزراعية للبلد تكون عونا للأجيال القادمة في مرحلة ما بعد العصر النفطي .
يبقي أن نفند آخر مزاعم آل سعود حول ' فوائد ' إغراق الأسواق العالمية بنفط الجزيرة العربية ، وتخفيض أسعاره إلى ما دون الحد الأدنى لمنظمة أوبك فالذريعة التقليدية لآل سعود هو أن هذه السياسة سوف تصرف الدول الصناعية الكبرى عن السعي والاستثمار في مجال البحث عن مصادر بديلة للنفط ، فالحقيقة التي يدركها الجميع وفي مقدمتهم الدول الصناعية ، أن البحث عن مصادر بديلة للطاقة لم يتكلل خلال العقود الأخيرة لأية نتائج إيجابية ، وأن مساعي تلك الدول للبحث عن مصادر بديلة للطاقة لم تتوقف ولم تتأثر بانخفاض أسعار النفط وتوفره السهل في الأسواق العالمية . وأن نتائج مثل هذه الأبحاث تنتمي إلى عالم المستقبل البعيد وغير المنظور .
أما القناعة التي خلص إليها جميع العاملين في مجال البحث عن مصادر بديلة للنفط فهي أنه قبل استنفاد كامل المخزون النفطي على كوكبنا ، لن يكون هناك بديل أرخص أو أكثر أمنا من النفط .لقد جاءت نتائج كل الأبحاث والتطورات العملية على الصعيد العالمي لتكذب افتراءات آل سعود ومبرر اتهم المتهافتة لإغراق العالم بفائض النفط السعودي وبتخفيض أسعاره وكان أول المتضررين من هذه السياسة المنحازة للغرب هو الشعب السعودي وبقية الشعوب في الدول المنتجة للنفط ، أما المستفيدون من هذه السياسة فهم أمراء آل سعود الذين يعقدون الصفقات السرية ويتقاضون العمولات بمئات الملايين من الدولارات ويتآمرون مع شركة ' آرامكو ' على اقتسام عائدات النفط وتمرير السياسة النفطية التي تخدم المصالح الغربية ، وتحديدا الولايات المتحدة على حساب شعب الجزيرة العربية المحروم من أبسط حقوقه الأساسية ومن ثرواته النفطية .

- دولة أرامكو .

ما تزال شركة ' ارامكو ' منذ عقود طويلة ، تشكل دولة داخل الدولة ، وتعتبر من أهم مراكز صنع القرار في مملكة آل سعود ، ليس على الصعيد الإقتصادي فحسب بل وعلى الصعيدين السياسي والعسكري أيضا .
ورغم أن شركة آرامكو ، قد تنازلت شكليا عن قسم كبير من حقها في أسهم هذا المشروع الضخم لصالح دولة آل سعود ، إلا أن حجم هذا التنازل وشروطه وسعره ما تزال من أسرار العلاقة الغامضة التي تربط بين آل سعود وشركة ارامكو .
تحتكر شركة ارامكو حقوق استخراج وتكرير وتسويق النفط المستخرج من مملكة آل سعود وتقدر بعض المصادر حجم التوظيفات السنوية لشركة ارامكو في السعودية بحوالي عشرين مليار دولار . واللجوء إلى التقديرات في هذا الموضوع الخطير ناجم عن عدم توفر أرقام رسمية معلنة حول حجم تلك التوظيفات ، حيث إن عقود التوظيفات للشركة يتم إبرامها بعقود سرية بين العائلة الحاكمة وشركة آرامكو .
ومنذ مطلع الثمانينيات تم توقيع ، اتفاق بين ارامكو و آل سعود لإ نجاز مشروع عملاق وقد اعتبرته أوساط عديدة ' أكبر مشروع نفطي عالمي ' ويتعلق بجمع ومعالجة الغاز المرافق للبترول المستخرج من آبار السعودية ، وقدرت بعض الأوساط كلفة ذلك المشروع بعشرين مليار دولار ' وهو يمنح ارامكو حق التحكم بكميات النفط والغاز المستخرجة من الحقول السعودية ، حيث يشترط أن لا يقل الإنتاج الخام للمملكة عن 8,5 مليون برميل يوميا من أجل استخراج كمية من الغاز تكفي لتغذية المجمعات البتروكيميائية
وهي فروع لشركة ' ستاندرد اويل اوف كاليفورنيا ' وقد منحها عبد العزيز آل سعود عام 1933 امتياز التنقيب عن النفط في جزيرة العرب ، وفي عام 1943 ، تم تحويل هذا الفرع في السعودية إلى شركة باسم ' اربيان أميركان اويل كومباني ' واختصار
( ارامكو ) .التي تديرها وتشرف عليها وتملك غالبية أسهمها شركة ارامكو وقد تم تخطيط ذلك المشروع والمباشرة بتنفيذه بناء على توصيات خاصة من المستشارين الأميركيين الذين أصبحوا يشكلون قيادة الظل لمملكة آل سعود .
وتحتفظ الولايات المتحدة بحصة الأسد من السوق السعودي ، حيث إن 20 بالمائة من المستوردات المدنية السعودية مصدرها الولايات المتحدة ، ولكن عند إضافة المستوردات العسكرية السعودية ، والتي لا تسجل عادة في الإحصاءات الرسمية ، رغم أن قيمتها تقدر بعشرات المليارات سنويا ، فان حوالي 60 بالمائة من إجمالي واردات المملكة السعودية تأتي من الولايات المتحدة ، وهو ما يفسر حرص الأميركيين على مواصلة رفع سقف الإنتاج النفطي السعودي ، لتغطية الأثمان المتزايدة للصادرات الأميركية للسعودية
أكثر من 250 شركة أميركية ، ومنها شركات صناعية عملاقة تتقاسم معظم العقود ، في القطاعات المفصلية كالدفاع والكهرباء ، والبترول ، والغاز وصناعة الحديد ، والبتروكيماويات .
وتعتبر ارامكو هي الذراع التنفيذية للولايات المتحدة على الصعيد الاقتصادي ، فهي تشبه أخطبوطا أسطوريا تمتد أذرعه العديدة لتمسك المفاصل الإقتصادية الهامة كافة للقطاع العام . كما أنها تدير عشرات الشركات والمؤسسات الكبرى في القطاع الخاص .
ومنذ مطلع عقد التسعينيات من القرن الماضي ، توسعت المملكة في مجال استيراد الأسلحة لتطوير أجهزة الأمن الداخلي وجهاز الحرس الوطني الذي يقوده ولي العهد السعودي عبد الله بن عبد العزيز وذلك بحجة زيادة التهديدات على أمن مملكة آل سعود ، وقد حلت السعودية في هذا المجال محل إيران الإمبراطورية فاحتلت المكان الأول بين زبائن الولايات المتحدة من مستوردي السلاح الأميركي .
وتحتل السعودية المكان الأول في العالم من حيث مستوى النفقات على الأمن بالنسبة لكل فرد حيث تنفق مملكة آل سعود على الأمن ما يعادل 2600 دولار لكل فرد من السكان في مقابل 520 دولارا للفرد في الولايات المتحدة (2) .
ويقدم آل سعود هذا الواقع كحافز أساسي لزيادة كميات النفط المستخرجة ، وذلك لتغطية صادرات الأسلحة التي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات سنويا دون الإعتراف بأن التهديد الحقيقي الذي استوردت هذه الأسلحة لمواجهته هو التهديد الداخلي الناجم عن تراكم تجاوزات آل سعود ومظالمهم المرتكبة بحق شعب الجزيرة العربية ، وخوفهم المتزايد من نقمة هذا الشعب وانتفاضته ضد تسلطهم وقمعهم ونهبهم المتزايد لثروات البلد ومقدراته .
ويبتدي دور شركة ارامكو في كل التطورات السابقة في أنها تتولى عملية الإستخراج والتصدير ، وبالتالي فهي تحرص على استخراج وتصدير أكبر كميات ممكنة من النفط السعودي لزيادة حصتها من الأرباح ، والنهب الذي تتقاسمه مع العائلة الحاكمة ، ولذلك تقوم ارامكو نفسها بالتوسط لعقد المزيد من صفقات الأسلحة لصالح آل سعود من أجل استنزاف الاحتياطي النقدي المتوفر في البلد ليظل باستمرار مضطرا إلى رفع سقف إنتاجه النفطي وإرادته المتزايدة من الأسلحة الأميركية .

فحسب تقديرات أوساط حكومية سعودية ، فإن المملكة تخصص سنويا بين 20 –30 مليار دولار من عائدات النفط لشراء المواد والتجهيزات ، وللتدريب وللإنفاق على القوات المسلحة ، بما في ذلك الحرس الوطني ، وللسخرية في كل هذا الوضع أن خبراء البنتاغون يقدرون أنه في كل الحالات لا يمكن الدفاع عن المنشآت النفطية في المملكة إلا بإرسال قوات أميركية .
لكن ما هو أكثر سخرية ، أن تقديرات الأميركيين أنفسهم تشير إلى أن الجيش الذي يقوم آل سعود بتحديثه وتطويره يشكل مصدر الخطر الرئيس على نظام حكمهم . فمنذ أواخر عقد السبعينيات من القرن الماضي ، أبدى الأميركيون مخاوفهم الجدية من أن يقدم ضباط أحرار في الجيش الذي أنشأه آل سعود بانقلاب يؤدي إلى الإطاحة بهم .
وقد كتب ج . كيغان ، الرئيس الأسبق لاستخبارات سلاح الطيران الأميركي ، في تقريره إلى الكونغرس : ' إن إحدى السمات الأساسية للأنظمة الرجعية في العالم العربي ، والتي تعتمد عليها الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية هي عدم استقرارها . وإذا كان هناك مكان في العالم مهيأ للثورة فهو عالم الأنظمة العربية المحافظة ' وفي رأيي فإننا نشهد خلال العقد أو العقدين القادمين سقوط نظام السعودية على يد ألوف الضباط السعوديين الشباب الذين يجري الآن تدريبهم عندنا وفي أوروبا الغربية ، والذين سيعودون بعد أن اطلعوا على القيم الديمقراطية إلى أحد أعتنى البلدان الاستبدادية في العالم .
إذن ، فلم يكن الهدف من زيادة صادرات السلاح إلى مملكة آل سعود يهدف إلى مواجهة التهديدات الحقيقية التي تستهدف النظام السعودي ، أو التهديدات الوهمية المتعلقة بخطر الاتحاد السوفيتي السابق على أمن دول النفط ، كما كانت تروج الدوائر الأميركية ' بل كان الهدف الحقيقي هو استنزاف عوائد النفط بمشتريات ضخمة من الأسلحة التي لا يحتاجها الشعب في جزيرة العرب ولا تحقق الأمن لنظام آل سعود ولا تلغي الأخطار الحقيقية التي تواجهه ، وخاصة من قبل الشعب المضطهد والمحروم من ثرواته في دولة تعتبر بحق من أغنى دول العالم .
ولا تزال السياسة النفطية لآل سعود والقائمة على إغراق السوق العالمي بفائض الإنتاج ومواصلة البيع بأسعار متدنية ، لا تزال هذه السياسة مستمرة ، بل إنها ازدادت إيغالا وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر / أيلول 2001 وإسقاط النظام العراقي واحتلال العراق من قبل القوات الأميركية .
لقد زاد الوجود العسكري الأميركي على أراضى الجزيرة العربية وفي مياه الخليج وداخل العراق من هيمنة الولايات المتحدة على نظام آل سعود ، بقدر ما زاد من سيطرة شركة ارامكو على القرارات المتعلقة بإنتاج وتسويق النفط السعودي . فبعد الارتفاع غير المسبوق لأسعار النفط العالمية في شهر أيلول / سبتمبر 2004 ووصوله إلى تخوم الـ 50 دولارا للبرميل تدخلت السعودية مجددا ومارست شتى الضغوط على الدول الأعضاء في منظمة أوبك لحملها على زيادة إنتاج المنظمة بهدف تخفيض الأسعار .
وفي اجتماع أوبك الذي عقده في 15 أيلول / سبتمبر من عام 2004 ، طلبت السعودية من الدول الأعضاء رفع سقف إنتاج المنظمة من 26 مليون برميل يوميا وأعلن على النعيمي وزير السعودي عن رغبة حكومته بخفض أسعار النفط إلى ما دون 40 دولارا للبرميل قائلا :
' إن السعودية وأوبك لا تريدان سعر 40 دولارا للبرميل ' واعتبر النعيمي أن : ' أوبك تنتج أكثر من سقفها الإنتاجي بنحو مليوني برميل يوميا ، بسبب حاجة السوق إلى هذه الكميات الإضافية ' وفي حقيقة الأمر ، فان دول الأوبك كافة تنتج أقصى طاقتها من النفط حيث إن إنتاجها الرسمي البالغ 10,5 مليون برميل يوميا لا يمثل سقف إنتاجها مما يعني أن السعودية هي التي تنتج مليوني برميل يوميا فوق معدل إنتاجها الرسمي .
إضافة إلى ذلك ، وبالنظر إلى الظروف الأمنية المعقدة التي يعيشها العراق تحت الاحتلال الأميركي ، وبسبب تعرض أنابيب النفط العراقية لعمليات النسف والتدمير بصورة يومية ، فإن السعودية تقوم بتغطية النقص الناتج عن التوقف المتكرر لإنتاج النفط العراقي وعن الإنخفاض العام في معدل الإنتاج اليومي للنفط العراقي والذي هبط من 3,5 مليون برميل يوميا إلى أقل من 1,2 مليون برميل ، وهذا يعني أن السعودية تقوم فعليا بإنتاج كميات تتراوح بين 14.5 – 13 مليون برميل يوميا .
وعشية انعقاد مؤتمر أوبك في فيينا ، أعلنت السعودية عن بدء الإنتاج في حقلين جديدين هما أبو سعفة وقطيف ، وتبلغ طاقتهما الإنتاجية 800 ألف برميل يوميا .
وقد أعلن وزير النفط السعودي ، بلغة تهديد مبطنة لبقية أعضاء أوبك لحملهم على القبول بزيادة الإنتاج وتخفيض الأسعار : ' سنزيد الطاقة الإنتاجية للنفط في المملكة ، وسنضيف إليها الطاقة الجديدة ، من حقلي قطيف وابوسعفة إذا كانت هناك حاجة لذلك' .
الفصل الثاني عائدات النفط السعودي في جدة ، المدينة السعودية على البحر الأحمر ، يوجد اثنتان وثلاثون ناطحة سحاب ، مصطفة الواحدة منها بجانب الأخرى .
إنها بنايات جميلة لامعة وجديدة تشتمل على حوالي ألفى شقة سكنية ومكاتب ومراكز تجارية ، ومساحات للاستراحة ، وحتى ملاجئ ضد الغارات الجوية .
لقد كلفت تلك البنايات خزينة الدولة أكثر من مليار دولار ، ولكنها بعد مضي ربع قرن على بنائها ، ما تزال فارغة .
الفقراء من سكان مدينة الصفيح القريبة من المباني الجديدة رفضوا الإنتقال للشقق الفخمة في هذه المباني والتي تبلغ سعة الواحدة منها 220 مترا مربعا ، والسبب بسيط فهم لا يملكون المال لدفع الأقساط الشهرية لهذه الشقق والذي يبلغ ألف دولار شهريا أي ما يعادل ثلاثة أضعاف الدخل المتوسط للأسرة في تلك المنطقة ، وكذلك فإن هذه البنايات ذات الشقق العديدة لا تتناسب مع نمط حياة المواطن السعودي الذي يرغب عموما بالسكن في بناء منفرد لا يشاركه فيه أحد انسجاما مع أخلاقه وعاداته التقليدية .
هذا النموذج يعد مثالا على عشرات المشاريع الإنشائية الكبرى في مملكة آل سعود ، والتي تقوم بتنفيذها شركات أميركية تجني من ورائها مئات الملايين من الأرباح الصافية ، كما يتقاضى أمراء آل سعود عشرات الملايين من الدولارات كعمولة على كل مشروع منها ، دون أي اعتبار لمدى استفادة شعب الجزيرة العربية من هذه المشاريع التي تقدم صورة ، ولو جزئية عن كيفية تصرف آل سعود بعائدات النفط الضخمة .

التبذير والضخامة ، والسعي إلى مظاهر التنمية الشكلية الخادعة ، هو ما يميز غالبية المشروعات التنموية في مملكة آل سعود والتي تهدف أساسا إلى خلق انطباع كاذب لدى المشاهد بأن المملكة تشهد طفرة تنموية كبرى ، وأنها توظف أموال النفط لتطوير حياة الشعب وازدهاره .
النموذج الأكثر بروزا لهذا التوجه السعودي يتجسد في مطار جدة الجديد فهو أوسع بمرة ونصف من مطارات نيويورك ( كيندي ولاغوارديا ) وشيكاغو ولوس أنجلوس مجتمعة . الأبراج والأبنية المكيفة تماما ، والأرض والجدران المغطاة بالمرمر الأبيض من إيطاليا ، وأبنية المطار المجهزة بإنشاءات تقنية عالية والمحاطة بالجوامع وبأحواض السباحة ، وبساحات للسيارات وبالفنادق والمتاجر الضخمة ( السوبر ماركت ) وبالمطاعم
والبنوك ومحطة لتحلية المياه وبغابة صناعية تحتوي على 27 ألف شجرة و 2,5 مليون نبتة مستوردة جميعها من بلدان استوائية .
لقد جهز مطار جدة لاستقبال عشرة ملايين مسافر عام 2005 ومثله مطار الرياض الذي أعد بنفس مستوى الفخامة لاستقبال 15 مليون مسافر في أما مطار رواسي الأضخم والأكثر بذخا فقد أعد لاستقبال مليون مسافر في السنة ، ولكن من أين ستأتي كل تلك الملايين من المسافرين ، والى أين سيذهبون ، ما دام عدد الحجاج السنوي إلى مكة إضافة إلى المعتمرين لا يزيد عن ثلاثة ملايين شخص سنويا ؟ .
وإذا كنا لا نجد إجابة منطقية لهذا السؤال ، فلا شك أننا نجد في تلك المباني والمطارات المبالغ في ضخامتها وبذخها جوابا على سؤال أكثر أهمية : أين تذهب أموال النفط السعودي ؟ .
كل المشاريع فيها احتياطي ضخم وخيالي للمستقبل جهزت المرافئ بتسهيلات أعلى بـ25 بالمائة مما هو ضروري للمواصلات البحرية في ذروة كثافتها ، ووفق أعلى التقديرات . وضو عفت مساحة جدة العمرانية بخمسة أضعافها ، مع أن الكثافة السكانية ضعيفة أصلا في المدينة . الفنادق يتم بناؤها بأعداد خيالية ، علما بأن مملكة آل سعود ليست بلدا سياحيا ولا بلد ترانزيت المشروعات الصناعية التي تم إنشاؤها أنفق عليها المليارات من الدولارات بينما ينقص البلد السكان واليد العاملة ، والفنيون المؤهلون والأسواق أي ينقصها المبرر الحقيقي لإنشاء مثل تلك المشاريع التي لم تعد بالفائدة على شعب الجزيرة ، بل على الشركات الإنشائية الأميركية وعلى الأمراء من آل سعود الذين يهمهم بالدرجة الأولى أن يتقاضوا عمولاتهم على كل مشروع ، ثم لا يعنيهم بعد ذلك مصير تلك المشاريع ، مدى استفادة الشعب منها .
اكبر مشروع في تاريخ الإنسانية ، حسب مصطلحات الإعلام السعودي كان المباشرة منذ مطلع الثمانينيات في إنشاء مجمعين ضخمين للصناعات الحديدية والبتر وكيماوية الأول في ينبع على البحر الأحمر والثاني في جبيل على الخليج العربي .
تكلف المباشرة في هذين المشروعين مبالغ خيالية فالمخططات الورقية للمشروعين تكلفت بحدود خمسة عشر مليار دولار كما تطلبت المباشرة في الإنشاءات استجلاب ثلاثين ألف مهندس فني وتقني وعمال من أربعين بلدا .
وتزيد الكلفة الإجمالية للمشروع عن مائة مليار دولار ، ولا تتوقف الأجهزة الإعلامية عن الإشادة بالمشروع الصناعي الأسطوري ، وعن منجزات الملك فهد في مجال البناء والاعتمار وتشييد المشاريع الكبرى ، غير أن ما تتجنب تلك الأجهزة الإعلامية التطرق إليه هو : ما هي الجدوى الحقيقية لهذين المشروعين ؟ فجميع الخبراء من مختلف دول العالم أجمعوا على أن هذين المشروعين لصناعة الحديد والبتروكيماويات غير مبررين من الوجهة الاقتصادية الصرفة ، إذ لن يكون لهما أي مردود اقتصادي وفق الأسعار الجارية لمنتجاتها في السوق العالمية ، إذ أن كلفة الإنتاج في السعودية ستكون أعلى بكثير من أسعار المنتجات في السوق العالمية ، مما يعني أن تشغيل هذين المجمعين يتطلب رصد عدة مليارات من الدولارات كخسائر سنوية دائمة . سوف يذهب معظمها للخبراء والمهندسين والفنيين والعمال الأجانب العاملين في هذين المشروعين ، أي أن هذين المشروعين لن يحققا عائدات بالعملة الصعبة للبلاد ، بل على النقيض من ذلك ستكون النتيجة نزف مليارات الدولارات إلى الخارج كأجور لعشرات الآلاف من العاملين الأجانب في هذين المشروعين .
المفارقة الغريبة ، هي أن عشرات المشاريع التي تشرف عليها الشركات الأميركية في مملكة آل سعود لم تؤد إلى تشغيل الأيدي العاملة في السعودية والتي تزيد نسبة البطالة بينها عن 12 بالمائة وفق اعترافات مسؤولين حكوميين في السعودية أواخر عام 2003 بينما تشير مصادر دولية محايدة أن نسبة البطالة بين السعوديين تزيد عن 30 بالمائة ، وخاصة بين الأكاديميين والعمال غير الفنيين ، وهي نسبة مرشحة للتزايد مع الوقت
ويعزو الكثير من المراقبين موجة الإضرابات الداخلية في مملكة آل سعود ، والتي بلغت حد الإشتباك المسلح مع قوات الأمن السعودي في العديد من المدن إلى تفاقم ظاهرة البطالة بين الشباب في السعودية . وعدم اكتراث العائلة الحاكمة بمصير عشرات الألوف من الشباب الذين يقذف بهم سنويا إلى هامش البطالة والفقر ، بينما يتوفر العمل لحوالي سبعة ملايين عامل أجنبي بينهم قرابة مليون عامل غربي غالبيتهم من الخبراء والفنيين الذين يتقاضون أجورا باهظة تعادل ثلاثة أضعاف أجورهم في بلادهم الأصلية وتبلغ خمسة أضعاف ما يتقاضاه السعودي العامل في الوظيفة نفسها . ولعل هذا ما يفسر استهداف الشباب في السعودية للشركات والمؤسسات الأجنبية العاملة في السعودية ، وخاصة شركة ارامكو التي يرى فيها السعوديون دولة داخل الدولة ، ويحملونها مسؤولية خراب الاقتصاد السعودي وهدر أموال الشعب وتقاسم ثرواته مع عائلة آل سعود .
يبقى الشاغل الرئيس لآل سعود هو تغيير الملامح العامة للبلاد لإظهار المملكة وكأنها ورشة للتطوير والإعمار ، و دون النظر إلى حقيقة هذه المشاريع التي تستنزف القسم الأكبر من العائدات النفطية ، دون أن يكون لها مردود حقيقي ، اللهم إلا تقديم مشهد بصري خادع حول تطور مملكة آل سعود ووجود قطاع صناعي ضخم وظيفته الأساسية أن يظهر في وسائل الإعلام وعلى شاشات التلفاز ليخفي الوجه الحقيقي لنظام حكم قبلي متخلف .
أما الفائدة الثانية التي يحققها أمراء آل سعود من تلك المشاريع الإنشائية والصناعية والخدمية ، فهو تحويل مئات الملايين من الدولارات المستثمرة في تلك المشاريع إلى حسابات أولئك الأمراء ، والتي تذهب كعمولات لتمرير تلك المشاريع وتوفير الإعفاءات والضمانات المالية الهائلة لصالح الشركات الأمريكية المستثمرة في تلك المشاريع ، ومن عقود توريد التجهيزات والآلات اللازمة لها من الخارج .

الدور التخريبي للسعودية في منظمة أوبك

منذ تأسست منظمة الاوبك وحتى يومنا الحاضر ، كانت مملكة آل سعود تشكل عنصرا غريبا بأعضاء المنظمة العالمية للنفط ، وقد تمتعت على الدوام بخصائص جعلت من السعودية الدولة الأقوى والأكثر تأثيرا في سياسة الاوبك ، غير أن آل سعود استخدموا خصائصهم وعناصر تفوقهم ضد مصلحة الدول المصدرة للنفط ولصالح الدول والإحتكارات الغربية وخاصة مصالح الولايات المتحدة .
فمن بين الدول الخمس عشرة في منظمة الأوبك تتمتع السعودية بكونها الدولة ذات الإنتاج الأعلى للنفط من بين مجموع الدول المصدرة ، وقد تراوح إنتاجها اليومي خلال العقود الثلاثة الماضية بين 8,5 – 12 مليون برميل يوميا أي ما يعادل 40 – 50 بالمائة من إجمالي صادرات أوبك ، ويصل سقف القدرة الإنتاجية للسعودية نظريا إلى 13 مليون برميل بينما لا يزيد السقف الإنتاجي لأي دولة أخرى من دول الاوبك عن ربع هذه الكمية ، الأمر الذي يجعل السعودية في وضع تستطيع فيه أن تحدد ، إلى حد كبير ، مستوى السقف العام للإنتاج الكلي للمنظمة ، وبالتالي أن تتحكم في أسعار النفط في السوق العالمي .
والى جانب القدرة الإنتاجية المرتفعة فإن السعودية تتمتع بميزة أكثر أهمية وهي أنها تحتوي أكبر احتياطي نفطي في العالم ، ورغم حقيقة أنه ليس هناك من يعرف على وجه اليقين كمية النفط التي تحتويها أراضي جزيرة العرب ، إلا أن التقدير البترولي الرسمي للإحتياطات المؤكدة يقدر أن الاحتياطي الموجود في أراضي المملكة السعودية يبلغ 173 مليار برميل ، أي ما يعادل 26 بالمائة من أجمالي الاحتياطي العالمي بما فيه روسيا ، الأمر الذي يمنح آل سعود الإطمئنان إلى أنه بإمكانهم مواصلة استخراج النفط لعقود طويلة قادمة ، دون الخشية من نفاد هذا المورد ، وذلك على النقيض من معظم بقية أعضاء الأوبك ، الذين يملكون احتياطات نفطية محدودة ويخشون من نفادها ، قبل تمكنهم من استثمارها في تطوير بلدانهم .
كذلك فإن نوعية النفط المستخرج من جزيرة العرب هي مسألة على نفس مستوى أهمية القدرة الإنتاجية والإحتياطي الضخم ، فالنفط السعودي الذي تبلغ درجته 34 يعتبر مقياسا للنفط ، فهو يمتاز بأن نوعيته ثابتة وهو في مرتبة وسط بين بقية أنواع النفط ومتوفر بكميات كافية وبسعر منخفض ، مما يجعله عاملا أساسيا في السوق العالمي .
يبقي أن نشير إلى ميزة إضافية للنفط المستخرج من جزيرة العرب ، وهي تتعلق بالكلفة المنخفضة للإنتاج ، حيث لا تزيد تلك الكلفة عن 1,2 دولار للبرميل الواحد مما يجعلها من أدنى كلف الإنتاج للنفط في العالم ، نظرا لتوفير النفط على أعماق قليلة وفي مناطق سهلية منبسطة وقريبة من مواني التصدير ، إضافة إلى ارتفاع موجودات كل بئر من الآبار العاملة ، وبالمقارنة مع بلد مثل الجزائر أو الاتحاد السوفياتي ، فإن كلفة الإنتاج السعودية تبدو منخفضة للغاية ، أما بالنسبة للنفط الأمريكي وخاصة في الاسكا ، حيث تزيد كلفة إنتاج البرميل الواحد عن 25 دولارا فإن كلفة إنتاج النفط السعودي تبدو في غاية الإنخفاض ، وهو ما يعني بالنتيجة ارتفاع صافي الربح من عائدات النفط السعودي .

في خدمة الغرب .
كان من الممكن – نظريا – تصور أن آل سعود سيستخدمون المزايا العديدة التي يتمتع بها نفط جزيرة العرب في خدمة الشعب صاحب هذه الثروة وفي خدمة قضايا الأمة ، وفي دعم الدول العربية الفقيرة أو في تصنيع العالم العربي وتطويره استراتيجيا . غير أن آل سعود استغلوا كل تلك الميزات مثلما استغلوا وجودهم كعضو رئيس في منظمة أوبك لخدمة أهداف الغرب عموما وأسيادهم الأميركيين على وجه الخصوص .
وعلى امتداد العقود الخمسة الماضية ، سخر آل سعود نفط جزيرة العرب ضد مصالح الأمة ، ومن أجل كسب رضى الغرب ، وألحقوا بذلك أضرارا لا تقدر ولا تحصى بالدول الأعضاء في منظمة الاوبك وغالبيتهم ينتمون إلى دول العالم الثالث ويسعون إلى الإستفادة من العائدات النفطية لتطوير بلدانهم وتنمية اقتصادياتهم الوطنية ، أما مملكة آل سعود فرغم أنها تنتمي كغيرها من دول المنظمة إلى العالم الثالث إلا أنها وبفعل المصالح الخاصة للعائلة الحاكمة وارتباطها بالغرب الإمبريالي ، فقد كرست نفسها ومقدرات البلد لخدمة أهداف الغرب في المنطقة ، ولمعاداة الدول النامية والتقدمية ، واستخدمت النفط كسلاح في هذا الصراع الذي اختارت أن تكون فيه ضمن معسكر الغرب الرأسمالي .
فبعد الطفرة في أسعار النفط التي حدثت في أعقاب حرب تشرين ، 1973 ارتفعت العائدات النفطية للدول المصدرة للنفط ، وشهد العالم ورشة تنمية كبرى في العديد من دول الأوبك ، بلغت ذروتها في عام 24 دولارا ، بعد أن كان لا يزيد عن 3,5 دولار قبل حرب تشرين .
ولم يناسب ذلك السعر الدول الصناعية الكبرى في الغرب ، فبدأت تحوك الدسائس والمؤامرات ضد منظمة أوبك ، بهدف حملها على تخفيض أسعار النفط ، وذلك رغم حقيقة أن أسعار السلع الصناعية التي تصدرها الدول الصناعية للعالم الثالث قد ارتفعت لعدة أضعاف ، مع ارتفاع أسعار النفط .
كان نظام آل سعود هو رأس الرمح لتلك الحملة الغربية على الدول الأعضاء في منظمة أوبك وفجأة أعلنت السعودية في عام 1980 عن قرارها بزيادة إنتاجها اليومي من النفط من 8,5 إلى 10 ملايين برميل ، وكان هذا القرار يعني انهيار أسعار النفط العالمي ، وخاصة نفط دول الأوبك التي تعتمد بصورة أساسية على عائدات النفط من أجل التنمية وتلبية الإحتجاجات الأساسية لشعوبها .
لم يكن هناك أي مبرر لإقدام السعودية على تلك الخطوة المفاجئة ، فالسعودية التي لم يكن عدد سكانها في مطلع الثمانينيات يزيد عن أربعة ملايين نسمة ، لم تكن فعليا بحاجة إلى أكثر من 4-3 مليون برميل يوميا لتغطية كامل احتياجاتها الأساسية ، فما الذي دفع أمراء آل سعود لاتخاذ ذلك القرار الخطير ؟ .
إن الجواب على هذا السؤال سياسي بصورة أساسية ، فدولة آل سعود تبدو غريبة بين الدول النامية ودول أوبك لكون العائلة الحاكمة فيها تعتبر نفسها حليفة للغرب الرأسمالي وعدوة للدول النامية كما كانت عدوة للمعسكر الاشتراكي الذي كان يقف في مواجهة الغرب ويعتقد آل سعود أن استمرار حكمهم مرهون برضى الغرب عنهم وبقدرتهم على خدمة أهدافه وسياسته في المنطقة وعلى مستوى العالم .
وقد خشي آل سعود وخاصة بعد سقوط شاه إيران ، من أن يصل الدور إليهم وأن تؤدي الأزمة التي عاناها الغرب بفعل ارتفاع أسعار النفط إلى اضطرابات إقليمية تؤدي إلى سقوطهم ونهاية تسلطهم على شعب الجزيرة لذا فقد أقدموا على تلك الخطوة لاسترضاء الغرب وتوفير النفط بأسعار مخفضة للدول الصناعية الكبرى لتحقق تلك الدول أرباحا خيالية على حساب الدول المنتجة للنفط والمستهلكة للمنتوجات الصناعية الغربية .
النتيجة الطبيعية لتلك الخطوة السعودية تمثلت في إغراق السوق العالمي بالنفط ، والى وجود فائض نفطي قدر في حينه بحوالي 2-3 مليون برميل يوميا ، وهو ما أدى إلى انهيار أسعار النفط في السوق العالمي والى كارثة اقتصادية أصابت بقية الدول المنتجة للنفط ، والتي انخفضت عائداتها النفطية إلى اقل من النصف بصورة مفاجئة ، مما أربك اقتصادياتها وجمد معظم مشاريعها التنموية .
وقد صور عدد من الكتاب الأجانب الوضع الذي نشأ في عام 1981 نتيجة الإجراء السعودي على النحو التالي ' الآن وبعد سنوات كانت حافلة بعمليات قطع الإمدادات النفطية الدورية والمستمرة وزيادة الأسعار التأديبية ، فإن العالم مشبع بالتدفق النفطي ، حيث صهاريج التخزين مترعة بالنفط في كل مكان وإن أعضاء الأوبك الذين أذلوا الدول الصناعية الغربية مرارا وتكرارا وتحكموا في دفة الاقتصاد العالمي على مدى عقد من الزمن ، هم الذين يعانون الآن من الأزمة والضغط الشديدين .
وفي مؤتمر الأوبك الذي عقد في فيينا لمعالجة أزمة انهيار أسعار النفط ، الناجم عن رفع السعودية لسقف إنتاجها الرسمي إلى عشرة ملايين برميل يوميا ، وقف في ذلك المؤتمر وزير النفط السعودي السابق احمد زكي اليماني ليوجه ضربة قوية أخرى لأعضاء أوبك عندما أعلن أن بلاده قررت بيع نفطها بسعر يقل تسعة دولارات للبرميل عن السعر الذي أقرته بقية دول أوبك الأمر الذي أجبر معظم دول الأوبك على تخفيض سعر نفطها بصورة غير رسمية للمحافظة على زبائنها الذين اتجهوا بأنظارهم نحو النفط السعودي الرخيص .
لقد قدرت خسارة دول الأوبك نتيجة للقرار السعودي المتآمر لصالح الغرب أكثر من سبعين مليار دولار سنويا خسرتها الدول النامية المنتجة للنفط لصالح الشركات النفطية الكبرى في الغرب التي حققت أرباحا خيالية على حساب دول العالم الثالث المعتمدة في نموها على عائداتها النفطية بصورة أساسية .

- صقور النفط وحمائمه .

كان طبيعيا أن يؤدي القرار السعودي إلى انشقاق داخل منظمة الأوبك ، حيث وقف النظام السعودي مدعوما من الغرب في مواجهة بقية الدول الأعضاء ، الذين أطلق عليهم الغربيون صفة الصقور لمطالبتهم السعودية بتخفيض إنتاجها النفطي من أجل المحافظة على أسعار النفط ، بينما أطلقوا على السعودية صفة ' الحمامة ' لكونها تحارب من أجل رفاهية الغرب وازدهاره على حساب الدول النامية المنتجة للنفط .
أراد السعوديون أن يفرضوا على الأوبك أن تخفض أسعار نفطها وأن تثبته عند حدود أسعار النفط السعودي ، وقد استخدموا من أجل ذلك ' العصا ' الغليظة ، وفق تعبيرات الصحافة الغربية ، والمتمثلة بإغراق العالم بفائض نفطي يجعل الدول المستوردة هي التي تتحكم بأسعار النفط وليس الدول المنتجة له ، وقد اتفق جميع المحللين على أن الغاية الأساسية من السياسة النفطية السعودية التي أدت لانشقاق الأوبك وانهيار أسعار النفط إنما ترجع إلى إخراج الغرب من أزمته الإقتصادية ، والمحافظة على قوة الدولار الأميركي الذي بدأت قيمته بالتراجع ، مما افزع آل سعود بالنظر إلى أن معظم ودائع العائلة المالكة محفوظة بالدولار ، إلى جانب رغبة السعودية بالسيطرة على منظمة أوبك والتحكم بأسعار النفط وتأديب الدول العربية التي شاركت عام 1973 بالمقاطعة النفطية للغرب ، وخاصة الولايات المتحدة بسبب انحيازها إلى جانب الكيان الصهيوني .
أفرزت السياسة النفطية التخريبية للنظام السعودي فوضى أسعار مع انخفاض متسارع في قيمة النفط في السوق العالمية ، وانتقل مركز القرار من الدول المنتجة إلى يد الدول الصناعية الغربية المستهلكة للنفط وقد علق ' واندجايلونسكي ' صاحب المجلة الأسبوعية ' بتروليوم انتليجنس ' : ' ' أنه شيء لا يصدقه العقل ، فمع أننا فقدنا عمليا دولتين من أكبر الدول المنتجة للنفط في الأوبيك وهما العراق وايران ، ( بسبب انهماكهما في الحرب ، وتضرر معظم مرافقهما النفطية – الكاتب ) فلا يزال هناك فائض كبير من النفط الخام في السوق .. وإذا ما توقفت الحرب الدائرة بين العراق وإيران وعادتا إلى الإنتاج السابق فإنهما ستضيفان فائضا جديدا إلى الفائض الكبير المتوفر حاليا في سوق .النفط العالمي .
وفي اجتماع منظمة أوبك التالي في خريف عام 1981 طالبت دول أوبك السعودية بإجراء تخفيضات على إنتاجها النفطي ، غير أن وزير النفط السعودي أصر على موقف حكومته قائلا : ' لقد خططنا لهذا التدفق ونريد أن نراه مطبقا على أرض الواقع ، وذلك من أجل تثبيت الأسعار النفطية .. '
لقد وظف آل سعود النفط كسلاح ضد الدول النامية المنتجة للنفط ، وخاصة البلدان العربية مثل الجزائر وليبيا ، لكن أبشع استغلال لذلك السلاح ضد الأمة العربية تجلى في أعقاب الأزمة بين العراق والكويت لقد كانت الولايات المتحدة تبيت العدوان على العراق ، غير أن دول أوروبا وشرق آسيا المستوردة للنفط العراقي والكويتي عارضت تلك الحرب ، في البداية لخوفها أن تؤدي تلك الحرب إلى توقف وارداتها النفطية مما سيؤثر سلبا على عجلتها الإقتصادية .
وفجأة يخرج ولي العهد السعودي بتصريح غريب يعلن فيه أن بلاده تتعهد بأن لا يعاني السوق العالمي للنفط من أي إرباكات في حال اندلاع الحرب ضد العراق ، وأن بإمكان السعودية أن ترفع إنتاجها النفطي لتغطية أي نقص طارئ في كميات النفط المطروحة في الأسواق العالمية .
ونتيجة هذا القرار السعودي ، اندفعت عشرات الدول في أوروبا وشرق آسيا للمشاركة في التحالف الأميركي – الدولي للحرب ضد العراق ، بعد أن اطمأنت إلى أن وارداتها النفطية لن تتأثر نتيجة هذه الحرب .
وبالفعل فما أن اندلعت تلك الحرب حتى رفع آل سعود معدل إنتاجهم النفطي ليغطى النقص المترتب على توقف الصادرات النفطية من العراق والكويت ، لقد كان قرار آل سعود يومها مساويا من حيث تأثيره لقرار إعلان الحرب ضد العراق ، فلو لم يتخذ آل سعود، ذلك القرار لامتنعت دول كثيرة تعتمد على النفط العراقي والكويتي عن المشاركة في تلك الحرب ، وربما ما كان لتلك الحرب أن تندلع لو أن آل سعود لم يقدموا ذلك التعهد المجاني لتشجيع أميركا ودول التحالف على خوض الحرب لتدمير العراق .
وما تلا تلك الحرب لم يكن اقل سوءا ، فلم يكن بمقدور الغرب أن يفرض على العراق طوال اثني عشر عاما حصارا نفطيا وغذائيا لو لم يوافق آل سعود على استمرار تدفق النفط إلى الغرب بوتيرة مرتفعة للغاية ، تغطي النقص الحاصل نتيجة تقييد صادرات العراق النفطية ، وفق اتفاقية ' النفط مقابل الغذاء ' التي استمرت لأكثر من عقد من الزمن .
والأمر نفسه ينطبق على الحرب الأخيرة التي أسفرت عن احتلال العراق وتدمير مقومات الدولة العراقية ، فلا زال آل سعود يغطون بإنتاجهم الضخم النقص الحاصل في صادرات العراق بحيث يقل تأثير تدمير أنابيب النفط العراقية ، على سوق النفط العالمي الأمر الذي يمنح القوى المحتلة للعراق فرصة العمل لاستمرار احتلالها له دون وجود أي ضغوط دولية ناجمة عن حاجة الدول الصناعية للنفط العراقي .
آخر مشاهد هذا التآمر السعودي تجسد مؤخرا في مؤتمر أوبك الذي عقد في فيينا في 15 أيلول /سبتمبر 2004 ، حيث جاء انعقاد هذا المؤتمر نتيجة لارتفاع أسعار النفط في السوق العالمي ووصولها إلى تخوم 50 دولارا للبرميل ، وتفاقم الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة وتراجع قيمة الدولار الأميركي .
وكالعادة ، وقف وزير النفط السعودي على النعيمي ليعلن باسم منظمة أوبك :' أننا لا نريد 40 دولارا لقاء برميل النفط ' مشيرا إلى رغبة السعودية بتخفيض أسعار النفط إلى ما دون 40 دولارا كما أبدى استعداد بلاده لدراسة تعديل الأسعار في أوبك والعودة إلى الأسعار القديمة ( 22-28 دولارا للبرميل ) ولم ينس وزير النفط السعودي أن يلوح بعصاه الغليظة لأعضاء أوبك عندما قال : ' الطاقة الإنتاجية الرسمية للسعودية هي 10,5 مليون برميل في اليوم ، وسنزيد هذه الطاقة الإنتاجية ونضيف إليها الطاقة الجديدة من بئري قطيف وأبو سعفة اذا كانت هناك حاجة إلى ذلك ' .
في عام 1974 وردا على قرار العرب بحظر تصدير النفط إلى الدول المنحازة للعدو الصهيوني ، قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر : ' سوف نجعل العرب يشربون نفطهم ' ، ويبدو أن الوزير الأميركي كان يعتمد في ذلك التهديد على حلفائه من آل سعود ، الذين أبدوا على الدوام استعدادهم للتآمر على أمتهم وخيانة مصالحها لصالح الغرب ، فقد أثبت آل سعود طوال العقود الماضية أنهم جاهزون دائما لتحويل النفط العربي من سلاح في يد العرب إلى سلاح مسلط على رقابهم .

العائلة وتقاسيم عائدات النفط

ارتفعت عائدات النفط السعودي بصورة متسارعة بفعل عاملي ارتفاع الأسعار العالمي وزيادة الإنتاج السعودي فبعد أن كانت تلك العائدات تتراوح بين 30 –40 مليار دولار في مطلع التسعينيات ، فقد قفزت إلى مائة مليار في عقد الثمانينيات ، لتصل إلى حوالي 160 مليارا في عقد التسعينات ، ثم لتتجاوز المائتي مليار منذ مطلع القرن الحادي والعشرين ، وهي لا تزال مرشحة للتصاعد ، خاصة بعد أزمة النفط الأخيرة في صفر عام 2004والتي أدت إلى ارتفاع السعر العالمي لبرميل النفط إلى ما فوق حدود 40 دولارا

وبالتوازي مع العامل السابق ،فقد تزايدت الإحتياطات النقدية والودائع المالية لمملكة آل سعود في بنوك الغرب وخاصة الولايات المتحدة ،حيث تشير بعض التقديرات إلى أن ودائع المملكة قفزت في عام 2004 عن حدود الترليون دولار (ألف مليون دولار)

والأساس في توفر هذه العائدات وتضخمها يرجع أساسا إلى أن مملكة آل سعود تنتج من النفط ما يزيد عن حاجتها وما هو فوق قدرتها على استيعابه في الإقتصاد السعودي ،وذلك بسبب السياسة النفطية السعودية القائمة على إغراق السوق العالمية بالفائض النفطي لإرضاء حلفائها الغربيين وتوفير النفط لهم بأسعار مخفضة ،وذلك على حساب بقية دول الأوبك المنتجة للنفط والتي تسعى بكل السبل إلى رفع أسعار النفط لتتمكن من تلبية احتياجاتها الأساسية ومتابعة مشاريعها التنموية
السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام هو:أين تذهب عائدات النفط السعودية الهائلة ومن هو المستفيد الأول منها ؟من الجدير بالذكر بداية ، الإشارة إلى أن الأرقام المنشورة كافة حول أسعار النفط السعودي وكمياته المستخرجة من أراضي جزيرة العرب والأسعار الحقيقية لبرميل النفط السعودي ما تزال الأسرار التي لا يطلع عليها إلا عدد محدود من أفراد العائلة الحاكمة إلى جانب مسؤولي شركة النفط ((ارامكو )) الشريك الفعلي لآل سعود في نفط جزيرة العرب ، وصاحب القرار مع آل سعود في تحديد الأسعار والكميات المستخرجة والجهات التي يصدر النفط إليها .

- حصة آل سعود .
يعتبر آل سعود أن النفط المستخرج من البلاد هو ملك العائلة الحاكمة وحق حصري لأمرائها ، وأن ما يقدم من عائدات هذا النفط ( وهو قليل على كل حال ) للشعب في جزيرة العرب هو هبة من العائلة المالكة للشعب .
ويخضع تقسيم عائدات النفط لنظام دقيق وقديم تم ترسيخه منذ أيام عبد العزيز آل سعود ، حيث تتقاضى شركة ارامكو حصة تقارب نصف صافي الأرباح النفطية ( قيل وفق مصادر سعودية إنه تم تعديل هذه النسبة وتخفيضها مرتين : الأولى عام 58 حيث خفضت النسبة من النصف إلى الثلث ، والثانية في 74 حيث تم اقتسام نفقات الإنتاج مناصفة بين ارامكو والحكومة مما أدى إلى انخفاض أرباح ارامكو إلى حوالي 28 بالمائة من صافي عائدات النفط السعودي . أما بقية العائدات النفطية فهي من حق العائلة المالكة ، وهي وحدها صاحبة الصلاحية في توزيعها واستثمارها في المجالات التي تراها مناسبة وفي العادة فقد كان يتم تقاسم القسم الأكبر من هذه المبالغ الخيالية بين الأمراء من آل سعود وفق نظام حصص محدد ، يحتسب وفق قرب الأمير من الجد المؤسس ومدى نفوذه داخل العائلة غير أن ازدياد نقمة الشعب في جزيرة العرب على آل سعود ، وخاصة عقب الانتفاضات والتمردات العديدة ضدهم ، ومع ازدياد مخاوف آل سعود من زوال حكمهم ، فقد بدأت الحصة المخصصة للخدمات والتنمية داخل المملكة تتزايد سنة بعد أخرى بهدف تخفيض نقمة الشارع في السعودية ، ولإطالة أمد تسلط آل سعود على مقدرات البلد .
غير أن الحصة المخصصة للشعب السعودي ولأن هدفها الأساسي هو خدمة آل سعود وليس الشعب ، كان معظمها يخصص كرشاوى وأعطيات لشيوخ القبائل المتنفذين ورجال الدين الوهابيين الذين يوفرون غطاء شرعيا زائفا لحكم آل سعود أما ما كان يصل من هذه الأموال إلى الشعب فعلا فقد كان أقل من أن يحدث تغييرا حقيقيا في مستوى معيشته ، أو يخفف إلى حد ملحوظ من مظاهر الفقر والحرمان التي تنتشر بين أوساط الغالبية العظمى من شعب الجزيرة العربية .
النظام العائلي السعودي لاقتسام ثروة البلاد يخصص لكل أمير ، منذ لحظة ولادته مبلغا ضخما من المال ، لتأمين مستقبله ، والتوفير سبل الرفاهية له لكي يبدو كفرد جديد في العائلة المالكة المترفة .
الأموال المتجمعة في أيدي العائلة السعودية والتي تبلغ مئات المليارات من الدولارات ، توجد كودائع خاصة بأسماء الأمراء في بنوك أميركا وسويسرا وقد تم تأسيس شركة استثمارية عملاقة برأسمال يقدر بعشرات المليارات ، لتشغيل قسم من أموال العائلة المالكة وزيادة أرباحها وقد تم إسناد قيادة هذه الشركة إلى الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز حيث يتجه نشاطها الأساسي نحو شراء الأسهم المالية في كبرى الشركات الغربية ، والمضاربات في أسواق البورصة العالمية ، وإنشاء مشاريع سياحية وخدمية تتمثل في عشرات الفنادق الضخمة المنتشرة في القارات الخمس ، إضافة إلى الاستثمار في المؤسسات الإعلامية الكبرى وإنشاء الكثير من محطات البث التلفزيوني للترويج لحكم آل سعود والتغني ' بمنجزاتهم وتفانيهم في خدمة شعب الجزيرة وشعوب الأمة العربية والإسلامية ' . ويقوم مئات الأمراء من أبناء عبد العزيز وأحفاده بالأشراف ، عن بعد ، على العديد من المشاريع الإستثمارية الضخمة داخل المملكة وخارجها ، وذلك لتشغيل ثرواتهم التي جمعوها بحكم انتمائهم للعائلة المالكة ، ولكن ولاعتبارات عديدة ، أهمها ترفع الأمراء عن إدارة الشركات والمؤسسات بصورة مباشرة ولإخفاء حقيقة كونهم أصحاب مؤسسات يبلغ رأسمال بعضها المليارات من الدولارات ، فإن أمراء آل سعود غالبا ما ينتدبون بعض رجال الأعمال من أنسابهم أو المقربين منهم لإدارة شركاتهم ومؤسساتهم المالية الضخمة .
وفي العادة ، ونظرا لكون أمراء آل سعود يسعون إلى الربح السهل والسريع ، فإنهم يبتعدون عن المشاريع الإنتاجية التي يمكن أن يستفيد منها شعب الجزيرة العربية ، ويتجهون بدلا من ذلك نحو الأعمال في قطاع الخدمات والبنوك والمشاريع السياحية ومرابع الليل ونوادي القمار في أوروبا وأميركا .
وبينما يتفرغ أمراء آل سعود لمهامهم الأساسية المتمثلة في بناء القصور وتوفير وسائل الرفاهية والبذخ ، والرحلات السياحية إلى المنتجعات الأوروبية والأميركية ، فان أعمالهم الضخمة ومشاريعهم تدار بواسطة أنسابهم وموظفيهم الكبار لتدر عليهم أرباحا خيالية ، تضاف إلى رؤوس أموالهم الضخمة ، غير أن الشعب السعودي يظل مستبعدا من مشاريعهم وأرباحهم ، ويكتفي بمراقبة مظاهر الثروة الفاحشة والإسراف الذي يميز حياة أمراء آل سعود .
إحدى القنوات الهامة التي يتدفق من خلالها مئات الملايين الإضافية من الدولارات إلى جيوب أمراء آل سعود تتمثل في التدخل كوسطاء أو سماسرة لتمرير الصفقات والمشاريع الكبرى في المملكة ، سواء في مجال الإنشاءات المدنية والصناعية لصالح الشركات الأجنبية أو في مجال الصفقات التجارية والعسكرية لصالح المملكة من أوروبا وأميركا ، وقد أصبح من المتعارف عليه لدى الشركات الأجنبية أن الأمير الذي يسهل تمرير المشروع أو الصفقة يتقاضى عمولة بحدود 5 بالمائة من إجمالي توظيفات المشروع الجديد أو من قيمة الصفقة التي يتم إبرامها مع المملكة .
وتزداد نسبة العمولة إذا كانت الصفقة عسكرية ، وتنطوي على توريد أسلحة إلى المملكة لا تتناسب مع احتياجاتها الأمنية ، أو لا تناسب طبيعتها الجغرافية حيث ترتفع عمولة الأمير في مثل تلك الحالات إلى حدود 20 بالمائة من القيمة الإجمالية للصفقة .
وقد أثيرت فضيحة كبرى في عام 1981 عندما سربت إحدى وسائل الإعلام الغربية نبأ تقاضي أحد الأمراء السعوديين عمولة بلغت 500 مليون دولار لتسهيل توقيع عقد بين حكومة آل سعود وإحدى الشركات الأجنبية لصناعة الأسلحة .
قناة إضافية من القنوات المالية التي تصب في جيوب أمراء آل سعود تتمثل في المضاربات العقارية والإستيلاء على الأراضي العامة ، فلقد أثارت الفورة النفطية موجة عاتية من المضاربات العقارية ولدت ثروات ضخمة فقد ارتفعت قيمة الأراضي بصورة جنونية خلال الربع الأخير من القرن الماضي وتشير المعلومات إلى أن أسعار الأراضي ضربت بثلاثمائة وأحيانا بخمسائة ، وكان الأمراء والعائلة المالكة هم المستفيدون الأساسيون من هذه الطفرة الهائلة في أسعار الأراضي ، فالأراضي العامة في مملكة آل سعود تعتبر ملكا للعائلة المالكة ، وأعوانها ممن وزعت عليهم أجزاء من أراضي الشعب في جزيرة العرب .
لقد جني أمراء آل سعود عشرات المليارات من بيع الأراضي التي وزعتها عليهم الدولة بالمجان أو اشتروها بأسعار رمزية بخسة ، وأمام تزايد غضب الشعب لاستيلاء الأمراء على الأراضي العامة فقد أعلن آل سعود عن نيتهم توزيع (44300 ) قطعة ارض على من لا يملكون الأراضي في المملكة ، غير أن أمراء آل سعود سارعوا إلى الإستيلاء على تلك القطع من الأراضي وتقاسموها فيما بينهم وباشروا ببيعها بأسعار خيالية لرجال الأعمال والمستثمرين الأجانب .
وفي حقيقة الأمر ، فإن أمراء آل سعود أصبحوا مؤخرا أكثر حذرا في عملية نهب الشعب السعودي ، وباتوا يتبعون وسائل أقل استفزازا للشعب للإستيلاء على ثرواته ومقدراته ، ولكن هذا لا يعني أنهم أصبحوا أقل طمعا أو أكثر ورعا ، بل هم يواصلون نشاطاتهم في مختلف الحقول للحصول على حصة الأسد من عائدات النفط ومقدرات الشعب في جزيرة العرب .
فإذا كانت العائلة تتقاضى القسم الأكبر من ثمن كل برميل نفط يتم استخراجه من أراضي جزيرة العرب ، فإن الأمراء الصغار ، وبعضهم درس في أوروبا وأميركا يتقنون أساليب الاحتيال والوصول إلى الأموال العامة بأساليب اكثر مكرا ودهاء من أسلافهم ، موظفين لذلك خبراتهم المكتسبة من دراساتهم ومعايشتهم للمجتمعات الرأسمالية الغربية وأنماط العلاقات الاقتصادية فيها .
من الأساليب المبتكرة التي يلجأ إليها أمراء آل سعود ، الإعلان عن بيع كميات كبيرة من النفط بأسعار رمزية لبعض الدول الفقيرة ، وذلك لتلاقي احتجاجات منظمة أوبك ، ولإعطاء انطباع حسن حول التوجيهات الإنسانية والخيرية لآل سعود ، لكن تلك الكميات من النفط ما أن تغادر موانئ السعودية حتى تغير طريقها لتباع بأسعار مرتفعة في السوق السوداء ، ويعود فارق أسعارها المقدر بمئات الملايين من الدولارات إلى جيوب الأمراء السعوديين .
السؤال الذي يدور على ألسنة الناس في شبه جزيرة العرب ، والذين باتوا مطلعين على أساليب الإحتيال و الإبتزاز والرشاوى التي يجني من خلالها الأمراء السعوديون مليارات الدولارات ، ذلك السؤال هو : إذا كان آل سعود يزعمون أن حكمهم يقوم على أساس ديني كحماة للمذهب الوهابي ، فما هي الحدود بين الحلال والحرام في سلوك هؤلاء الأمراء ؟ ما الذي يميز العمولة التي يحلها آل سعود لأنفسهم عن الرشوة التي يحرمها الإسلام ؟ ما هي العلاقة بين حياة الاستقامة والتقشف التي يحض عليها المذهب الوهابي المتشدد ، وبين حياة الترف والمجون التي يعيشها آل سعود وأعوانهم وأنسابهم ؟ .
لكن هذه الأسئلة وغيرها لا تثير لدى الأمراء الجدد من آل سعود غير السخرية والتهكم فمثل هذه الأعمال وغيرها مما يقع في مجال الإحتيال واستغلال النفوذ والابتزاز والإستيلاء على الأموال والأملاك العامة ، كلها تقع لدى أمراء آل سعود في مجال إدارة الأعمال ' البزنس ' كما هو الحال في الغرب
مظاهر الفقر وانعدام التنمية في مملكة آل سعود

ما زال المشهد الثنائي لمملكة آل سعود منقسما طوليا إلى جانبين متناقضين يصعب دمجهما معا أو تقريبهما من بعضهما ، لتوحيد صورة هذه المملكة العجيبة التي تضم أقسى مشاهد الفقر والجوع والعوز والمرض والتخلف ، إلى جانب أبهى مظاهر الترف والغنى الفاحش والنشأة العصرية ، والقصور الفخمة .
مملكة آل سعود تتألف من عالمين متناقضين تجمع بينهما الحدود واسم المملكة ، ويفرق بينهما كل ما عدا ذلك من أنماط الحياة والسكن والسلوك الإجتماعي والنظرة إلى السماء والأرض .
في مملكة آل سعود ، يمكن مشاهدة الأغنياء من الأمراء ورجال الأعمال وهم يقومون برحلاتهم إلى الخارج ، أحيانا في عطلة كل أسبوع بطائراتهم الخاصة ، فيلهون على راحتهم في المنتجعات الأوروبية والأميركية ، ويتوزعون على بلاجات كاليفورنيا ، أو على مراكز التزلج في سويسرا ، بينما الأقل حظا يتسلون في البحرين أو بيروت أو القاهرة .
وفي مملكة آل سعود نفسها ، يمكن للمرء أن يتفحص أكواخ الصفيح المنتشرة حول وقرب المدن السعودية الكبرى ، حيث مظاهر البؤس وسوء التغذية وانعدام الخدمات الأساسية
والاكتظاظ السكاني في تلك الأحياء المحرومة من كل وسائل العيش الكريم .
ما بين جنة آل سعود وجحيم الحياة العامة للشعب ، ثمة هامش ضيق يتسع لشريحة وسطى صغيرة ومحدودة الإمكانات ، تحاول بكل السبل المشروعة وغير المشروعة ، أن تنتشل من حضيض الفقر إلى قمة الغنى والترف التي تتمتع بها القلة من الأمراء السعوديين ،وأنسبائهم ومديرى أعمالهم ، لكن هذه الشريحة لا تكفي لتشكل جسرا يربط بين العالمين المختلفين لمملكة آل سعود .
أكثر من نصف الشعب في مملكة آل سعود ما يزال يعاني من الأمية ، ومعدل الدخل العام للفرد ، باستثناء الأمراء والملتحقين بهم ، لا يزيد كثيرا عن معدل دخل الفرد في بلد مثل الصومال ، بالرغم من أنهم يعيشون في بلد يبلغ متوسط دخل الفرد فيه
( نظريا ) أكثر من 20 ألف دولار سنويا ، ويزيد صافي دخله القومي عن مائتي مليار في السنة ، وتزيد فوائده النقدية المودعة في بنوك أميركا وأوروبا عن ترليون دولار .
يعيش اليوم في جزيرة العرب حوالي ثمانية ملايين مواطن ، إلى جانب قرابة خمسة ملايين من الأجانب غالبيتهم من شرقي آسيا وجنوبها .
وبينهم قرابة مائتي ألف من الأوروبيين الذين يشكلون نخبة من رجال الأعمال ومديري الشركات والمؤسسات الأجنبية ، إلى جانب عشرات الآلاف من الخبراء العاملين في مجالات النفط والصناعة وتدريب قوى الأمن والجيش السعودي .
لقد أحدث وجود هذا العدد الكبير من الأجانب داخل مجتمع تقليدي محافظ ، جملة من التأثيرات الإجتماعية الخطيرة التي شملت أسلوب الحياة والعلاقات الاجتماعية والثقافية ، وخاصة بين سكان المدن الذين تحول قسم منهم إلى بروليتاريا معدمة تعمل بجهد ومشقة لتوفير ضروريات الحياة لأسرها .
وقد يصدم المرء عندما يكتشف أن اكثر من نصف شعب جزيرة العرب لا يزال يعيش في ظروف سكنية ومعيشية صعبة ،حيث تفتقر الأحياء الشعبية في المدن السعودية إلى المياه والكهرباء والمرافق الصحية الأساسية ،وفي آخر خطة خمسية وضعتها حكومة آل سعود للفترة من عام 2000 2005فقد تضمنت تلك الخطة إيصال مياه الشرب وأقنية الصرف الصحي والكهرباء إلى عشرات الآلاف من البيوت التي ما زالت تفتقر إلى مثل هذه المتطلبات الأساسية
وعلى الرغم من أن العاملين الأجانب من جنوب آسيا يؤلفون في الأساس الفئات الدنيا من الهرم الاجتماعي فإن ذلك لا يعني أن غالبية شعب الجزيرة العربية تعيش في ظروف أفضل بكثير ،وذلك خلاف ما توحي به المظاهر الخادعة للمدن السعودية الكبرى ،أو الأرقام الإحصائية التي تصدرها الدوائر الرسمية لحكومة آل سعود ،كذلك فإن حصة المزارعين من الإنتاج الداخلي الخام هي 1بالمائة فقط ،بالرغم من أنهم يشكلون حوالي ربع سكان المملكة ،وبينما يتفاخر آل سعود بأنهم قد وفروا سيارة لكل أربعة أفراد من السكان ،فإن مئات الألوف من الأسر لا تحلم بأن تمتلك سيارة ،حيث إن الأسر الغنية من حاشية الأمراء وحلفائهم تمتلك الواحدة منها خمسا وأحيانا عشر سيارات ، بينما لا تزال الدواب هي وسيلة التنقل الأساسية في الريف السعودي .
وبينما تفيض المخازن الكبرى ( السوبر ماركت ) في المدن السعودية بالمنتجات الغذائية القادمة من شتى أنحاء العالم ، لإرضاء أذواق العائلة المالكة وأتباعها ، فإن سوء التغذية لا يزال منتشرا بشكل واسع في البلاد ، كما أكد ذلك ، من بين جملة أمور أخرى ، استفتاء .قامت به صحيفة عكاظ حول مستوى انتشار سوء التغذية في البلاد ، حيث تبين أن حوالي ربع السكان لا يملكون المال لشراء الغذاء الكافي لأسرهم .
ومهما يكن من أمر ، خليج جدة ، والكورنيش فيها يرمزان ، كما يبدو ، إلى قطبي السلم الاجتماعي ، ففي أيام الخميس والجمعة ، يعج الكورنيش بالناس المحمل بعضهم بالطعام ، فيتسكعون على الكورنش ويتناولون الطعام عائليا وفي الأيام نفسها تتجه السيارات الفخمة الكاديلاك والروز رويس بأغلبها نحو القصور والفيلات المنتصبة وراء الأسوار العالية على امتداد الخليج ، يذهب إليها أعضاء العائلة المالكة والرأسماليون الكبار مسبوقين بالطباخين ومديرى الفنادق والخدم ، فيستجمون ويحتفلون على طريقهم .
هذا لا يمنع من أنه إلى جانب التفاوت الهائل بين مستوى معيشة عامة الشعب والخاصة من العائلة المالكة وأتباعهم ، فإن الأخلاق العامة باتت معرضة للتأثيرات السلبية ، بسبب عمليات التحديث الشكلية المسعورة التي يتعرض لها شعب الجزيرة العربية في السنوات الأخيرة ، بفعل تدفق الأجانب من البلاد غير الإسلامية ، وتدفق التكنولوجيا ووسائل الرفاهية على شريحة الأغنياء .
وبينما يمنع التلفزيون السعودي باسم الإسلام الوهابي ، كل البرامج والأفلام الاجتماعية التي تحظرها الرقابة الدينية على النشاط الفني ، فإن بعض البيوتات التي تختص ببيع أو تأجير أفلام الفيديو الطويلة الفاضلة أو غير الفاضلة جمعت ثروات طائلة ، حيث تعتبر مملكة آل سعود من أكبر مستوردي الأفلام الخلاعية التي تعرض في صالات نصف سرية ، أو في قصور آل سعود .
إن التمييز الفاضح في توزيع ثروة البلاد بين أقلية متخمة ، وبين أكثرية الشعب المحروم في جزيرة العرب ، مرشحة لمزيد من تعمق الحقد والكراهية التي يكنها معظم الشعب لآل سعود ، والتي بدأت تعبر عن نفسها بالانتفاضات وبأعمال المقاومة المسلحة ضد فساد آل سعود وتفردهم بالسلطة وثروات البلاد