وَأنا صَغيرٌ كنتُ أسْألُ عنْ أبي
وَأنا صَغيرٌ كنتُ أسْألُ عنْ أبي فتقولُ أمِّي دائماً سَيعودُ
هُوَ يا بُنَيَّ مُسَافرٌ في رِحْلةٍ وَمكانُها مِثلُ النُّجومِ بَعيدُ
كَمْ ذا يُحبِّكَ أنتَ أصْغرُ وَاحِدٍ
يا آخرَ العُنقودِ يا مَعقودُ
قُمْ يَا حَبيبي نَمْ نُعاسُكَ صَارخٌ وَتضُمُّني فَيَصُدُّني التَّنْهيدُ
وَأنامُ مُبْتسِماً وَأحْلامِي مَعِي وَرِضى يَرِنُّ بِمَسْمَعِي وَوُعودُ
وَمَضَتْ سِنينٌ قدْ وَعَيْتُ وَليْتني يَا لَيْتني فِي طَيِّها مَوْؤودُ
وَكَبِرْتُ وَالأحْزانُ فِيَّ مُقِيمَةٌ
وَعَرَفتُ أنِّي بالأسَى مَوْعودُ
وَسَلَخْتُ أحْلامِي بِسِكِّينِ الأسَى وَمَشيْتُ عَنها وَالقرُوحُ تَزيدُ
وَفَهِمْتُ سَافَرَ سَفْرَةً أبَدِيَّةً مَا عَادَنَا أوْ جَاءَ مِنْهُ بَرِيدُ
وَبَقيتُ ألْعَبُ مَعْ رِفَاقِي شَارِدَاً وَأنَا بِهَمِّي غَارِقٌ وَوَحِيدُ
لَوْ أنَّ عِنْدِي صُورَةٌ وَرَأيْتُهُ
لَشَكَرْتُ رَبِّي أنَّهُ مَوْجُودُ
وَصَفَتْهُ لِيْ أمِّي وَقَالَتْ إنَّهُ شَبَهٌ لِعَمِّي وَجْهُهُ وَالعُودُ
هَيْهَاتَ يُخْمِدُ حَرْقَتي شَبَهٌ لَهُ الوَصْفُ وَهْمٌ وَالعَزَاءُ بَعِيدُ